المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : م كلثوم وقعت علي ورقة بعشرة قروش


samirazek
19/01/2011, 00h09
أم كلثوم وقعت علي ورقة بعشرة قروش

بقلم :محمد مصطفي البرادعي

المصدر :جريدة الأهرام عدد 14-1-2011


http://www.ahram.org.eg/images/gry-sep-daily.jpg

هذه القصة لعبت فيها الصدفة دورا أساسيا‏,‏ فلم يكن في حسباني أن التقي وأجلس في مواجهة أسطورة الغناء العربي‏(‏ السيدة أم كلثوم‏)‏ ‏وأن أتحاور وأتحدث معها ومع قرينها المرحوم الدكتور حسن الحفناوي‏,‏ لمدة ساعتين ونصف الساعة

البداية كانت في الساعة العاشرة والنصف من صباح يوم19ايو1960نت وزميلي المرحوم حامد دنيا‏(‏ أخبار اليوم‏)‏ متجهين إلي الاسكندرية بالقطار الذي يغادر القاهرة في الحادية عشرة صباحا لمتابعة مؤتمر سياسي يحضره بعض رجال الثورة في الاسكندرية‏.‏

وبحثنا عن المقاعد المسجلة علي التذكرتين وكانت مشغولة‏.‏ وفجأة وجدنا أمامنا السيدة أم كلثوم وقرينها الدكتور حسن الحفناوي وقد واجها نفس المشكلة‏,‏ وأسرع مسئول القطار ليأتي بناظر المحطة الذي اعتذر عن هذا الخطأ‏,‏ وأنه تم تغيير الأرقام ولكن يوجد مقاعد‏,‏ والسبب أنه كان مقررا أن يعمل علي هذه الرحلة قطار‏.(‏ انجليزي‏)‏ ولكن استبدل في آخر لحظة بآخر‏(‏ مجري‏).‏

وجلسنا الأربعة في الأماكن التي حددها ناظر المحطة وقالت له أم كلثوم‏(‏ الحمد لله إن القطار ماطلعش كارو‏!!).‏

وكانت صدفة طيبة وتعارفنا‏,‏ ودارت بيننا طوال الطريق حوارات شتي‏,‏ وروت أم كلثوم قصة رحلتها للعلاج في أمريكا‏,‏ وأن زيارتها ذلك اليوم للاسكندرية لإحياء حفل تلك الليلة علي مسرح‏(‏ الهمبرا‏)‏ بمحطة الرمل وأن موعد وصول هذا القطار إلي الاسكندرية ظهرا هو أنسب وقت للاستعداد‏.‏

وسألت السيدة أم كلثوم عما ستشدو به الليلة‏..‏ فقالت ليس سرا الآن وذكرت ثلاث أغنيات من بينها أغنية‏(‏ أروح لمين‏)‏ التي صاغ كلماتها الراحل عبد المنعم السباعي شاهين.

وكان رحمه الله ـ يحرر باب‏(‏ جراح قلب‏)‏ في مجلة روز اليوسف الأسبوعية وكانت تعاونه الزميلة مديحة عزت في تحرير باب رسائل الشباب‏..‏ وظل يعمل بالصحافة بعد الثورة ومنحه الرئيس جمال عبد الناصر وسام الجمهورية عام‏.1968.

حكيت للسيدة أم كلثوم وقرينها أن لهذه الأغنية ذكريات طيبة‏,‏ فقد كتب المرحوم عبد المنعم السباعي كلماتها في مدينة السويس‏,‏ وكان ضابطا في الجيش برتبة‏(يوزباشي اى نقيب‏)‏ والمسئول عن منطقة الحدود في السويس عامي‏50و 1951عندما اشتعلت المقاومة الشعبية ضد الانجليز في منطقة القناة‏,‏ وكان السباعي يتردد علي المسكن الذي يقيم فيه الصحفيون ودبرته المحافظة بعيدا عن أعين الانجليز.

و كان صحافيو الأهرام يتابعون أخبار عمليات المقاومة الشعبية من شباب السويس والجامعات‏,‏ وهم المرحوم الاستاذ حامد عبد العزيز الأهرام والمرحوم الأستاذ محمود السعدني‏(‏ صحف الوفد‏)‏ وكاتب هذه السطور‏(‏ جريدة المصري‏).‏

وكان اليوزباشي عبد المنعم السباعي يشارك في وضع خطط المقاومة لمعرفته الكاملة بالمنطقة بحكم عمله ومسئوليته‏.‏ وقد زارنا في هذا المسكن‏(‏ البكباشي اى المقدم‏)‏ أنور السادات وشارك مع السباعي في وضع خطط المقاومة‏.

وفي الليالي التي كنا ننتظر فيها أخبار الفدائيين‏,‏ كان المرحوم عبد المنعم السباعي يحرر رسائله الصحفية ليبعث بها إلي روز اليوسف‏,‏ ويكتب بعض الأوراق تحمل أزجالا مختلفة كان يدسها في جيبه وكان من بينها أغنية‏(‏ أروح لمين‏).

وعقب الثورة‏,‏ أسند إلي‏(‏ الصاغ‏ اى الرائد)‏ عبد المنعم السباعي مهمة ‏(‏أركان حرب الإذاعة المصرية‏)‏ وفي خلال هذه الفترة‏,‏ عرض كلمات أغنية‏(‏ أروح لمين‏)‏ علي الموسيقار الراحل رياض السنباطي الذي رشحها للسيدة أم كلثوم فرحبت بها .

واستمع العالم العربي إلي هذه الأغنية لأول مرة من حفل السهرة في صيف‏1958

وقدمت لأم كلثوم ورقة بيضاء لتكتب فيها بعض الكلمات والتوقيع للذكري‏..‏ وضحكت وقالت‏(‏ أنا أخذت مقالب من مثل هذه الأوراق والذكريات وقررت ألا أوقع علي أي كلمات أو ذكري‏),‏ وجاء الحل صدفة إذ قدمت إليها ورقة من فئة‏(‏ العشرة قروش‏)‏ لتضع توقيعها والتاريخ‏,‏ وكان لا بد من قفشة لأم كلثوم قالت‏(‏ بعدين يسموني القيسومة‏).‏ وكان الدكتور عبد المنعم القيسوني أبرز وزراء المالية منذ بداية الثورة وله توقيع مطبوع على هذه الورقة المالية.

وقبل أن تغادر عربة القطار بعد ساعتين ونصف الساعة في محطة سيدي جابر قالت‏..‏ أنا عازماكم لحفلة الليلة‏.‏

وفي الساعة التاسعة مساء كان مسرح الهمبرا مزدحما بالرواد سواء في الداخل والخارج‏,‏ وكان المرحوم الأستاذ الليثي عبد الناصر شقيق الرئيس جمال عبد الناصر يتولي الإشراف علي الحفل‏,‏ وأخرج ورقة عليها أرقام مقعدين في الصف الثاني من الصالة أمام المسرح‏.

‏ واستمعنا مع أعضاء مجلس الثورة والجماهير إلي أحلي ما أنشدته السيدة أم كلثوم ومن بينها أغنية‏(‏ أروح لمين وأقول يا مين ينصفني منك‏).‏

رحم الله قيثارة الشرق أم كلثوم‏,‏ ورحم الله الضابط والصحفي عبد المنعم السباعي‏..
‏ فهذه ذكري لا تنسي‏!!

تعليق:
هذه مثلا من الحفلات المجهولة شأنها شأن كل حفلات نادى الأتحاد السكندرى ... يا هواة الست السكندريون : مش عيب كدة تضيع هذه الدرر فى بلد الفن بلد سيد درويش وبيرم التونسى.... الف خسارة

سمير عبد الرازق