المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خواطر عن ام كلثوم


samirazek
18/12/2010, 13h20
خواطر عن ام كلثوم

بقلم: وجيه ندى ( المؤرخ والباحث فى التراث الفنى)

المصدر :دنيا الرأى تاريخ النشر : 2010-05-08 بتصرف



http://images.alwatanvoice.com/writers/5207263153.jpg
[/URL][URL="http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2010/05/08/197410.html"] (http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2010/05/08/197410.html)
ام كلثوم والملك فاروق

كان يوم الخميس 20 يناير 1940 هو موعد زفاف الملك فاروق والملكه فريده وغنت لتلك الاحتفاليه تلك القصيده من نظم احمد رامى والحان رياض السنباطى

يا بدر لما جبينك لاح
على العيون اللى تراعيك
تمت لنا كل الافراح
وفضلت الارواح تناجيك
ما حلاك فى سماك فرحان
ببهاك يا بهجة الروح يا قمر

تملا القلوب بهجه واحلام
وتنادم الروح وتمنى
واحنا على طول الايام
نفضل نبارك ونهنـــــى
مااحلاك فى سماك فرحان
ببهاك يا بهجة الروح يا قمر

تدوم ليـــــــــالى الانس
ويعيش جمالك للارواح
ويدوم لنا عزك وعلاك
نسعد وتملى لنا الافراح
مااحلاك فى سماك فرحان
ببهاك يا بهجة الروح يا قمر

خطرت فى الحسن الباهى
يمين النجوم الحيرانه
والجو من حواليك زاهى
والنسمه حلوه وفتــانه
مااحلاك فى سماك فرحان
ببهاك يا بهجة الروح يا قمر


محمد فوزى يلحن لام كلثوم

بعد قدم الفنان محمد فوزى صاحب شركة مصر فون للاسطوانات المطرب والملحن الصغير بليغ حمدى وعندما انتهى من اعداد لحن حب ايه والذى عاونه كثيرا فى اعداده محمد فوزى طلبت ام كلثوم من الفنان محمد فوزى اعداد لحن من الحانه الجميله وبالفعل كتب الفنان الشاعر عبد الفتاح مصطفى

دلوقتى اول ما افتكرت وجيت
لعذابى ولا للهوى حنيت
خلتنى اكدب عينيه لما اشوفك
واجى ابتسم لك الاقى روحى بكيت
صعبان عليه من زمانى ومنك
صعبان على قد ما حبيت
نسيت ميعادى وخلتنى بين ناريين
يتلفت القلب يسال فين حبيبى فين
وان قلت له ينسى هواك يصعب
وان قلت له يرضى الهوان اصعب
وانا فى هواك حتى النسيم يجرحنى
واقل كلمة ود بتفرحنى
وان كنت اعتب ع الليالى شويه
اعتب عليك اكتر بدمع عينيه
هو الزمان يقدر يجور على قلبى
لو كان حبيب القلب راضى عليه
صعبان عليه من زمانى
ومنك صعبان على قد ما حبييت

وهكذا نظم الشاعر عبد الفتاح مصطفى ذلك العمل وعلى امل ان ينفذه الفنان محمد فوزى ولكن تاميم شركة الاسطوانات الخاصه به فى 1960 ( مصر فون ) وبعده اصابه المرض حالا دون ظهور هذا الابداع الفنى لجمهور المحبين

ام كلثوم ملحنه

وقد سبق لام كلثوم ان قامت بالتلحين لنفسها عدد لحنين هما على عينى الهجر ده منى طبع اسطوانات صوت سيده عام 1928 ويا نسيم الفجر ريان الندى طبع شركة صوت اوديون عام 1932 وكان الطبع لشركة اسطوانات وبعد ذلك قررت وفضلت مبدا التخصص وهو الغناء فقط بالرغم من انه هناك موسيقيات على الساحه وملحنات امثال نادره امير وبهيجه حافظ وملك محمد ولور دكاش وحياة محمد وغيرهن.

وكانت اولى حفلاتها على الساحه الفنيه فى 6 ديسمبر عام 1922 واخر حفلاتها فى 7 ديسمبر 1972 وغنت فى الوصله الاولى اللقاء العاشر بينها وبين محمد عبد الوهاب ولحن ليلة حب وكانت الوصله الثانيه لحن يا مسهرنى وسبق ان غنته للمره الاولى فى 6 ابريل عام 1972

ام كلثوم ونيشان الكمال

فى حفل كبير بالنادى الاهلى بالقاهرة وبمناسبه عيد الفطر المبارك فى 7 شوال 1363 وفى يوم الاحد 24 سبتمبر 1944 انعم الملك فاروق للسيده ام كلثوم بنيشان الكمال والذى يعطى الحق فى حاملاته لقب ( صاحبة العصمه ) وايضا لا يحصل على تلك النيشان الا زوجات روؤساء الوزارات والاميرات فقط مثل ام المصريين ( صفيه زغلول ) .

وتم المنح بعد وفاة المطربه اسمهان فى 14 يوليو اى بعد مصرعها بشهرين والتى كانت على علاقه غراميه مع ياور الملك فاروق احمد حسنين وتم المنح لهدف اعلان زواج ام كلثوم لخال الملك شريف صبرى وكانت صاحبة تلك الفكره الملكه نازلى والدة الملك والتى كانت ترغب فى الزواج من احمد حسنين والذى كان بدوره يحب المطربه اسمهان .
وفكرت الملكه فى ضربه قاضيه لاسمهان ولاحمد حسنين فى نفس الوقت وهى اقتران شقيقها شريف صبرى بالمنافسه الاولى لاسمهان الا وهى ام كلثوم .وبعد مصرع اسمهان اتمت الملكه ما عزمت عليه – ولكن ام كلثوم كان لها راى اخر بعد منح النيشان ومصافحة وتقبيل يد الملك .فقد قررت عدم الاقتران بشريف صبرى خال الملك.

وبعد مرور اكثر من سنه ترامى الى اسماع القصر ان ام كلثوم سوف تقترن بالملحن الشاب محمود الشريف والذى يصغرها ب14 عاما وكانت الضجه على صفحات جريدة اخبار اليوم والعدد 109 الصادر فى 7 ديسمبر عام 1946 وبالفعل تم سحب النيشان لعدم صدور الاذن من القصر الملكى قبل الزواج .
وتم بالفعل الاقتران وكان احد الشهود مصطفى وعلى امين اصحاب جريدة اخبار اليوم ولم يستمر الا 3 شهور وتم الانفصال.
ويدوى فى الوسط الفنى خبر اقتران ام كلثوم ومصطفى امين.

وكان عام 1947 هى النهايه الماساويه لاحمد حسنين فى حادث تصادم مدبر على كوبرى قصر النيل اودى بحياته ويقال ان الملك فاروق وراء تلك الجريمه والتى بسببها هاجرت نازلى الملكه الأم خارج مصر .

واقترنت ام كلثوم بعد ذلك فى 30يونيوعام 1954 بالدكتور حسن الحفناوى وحتى وفاتها

ام كلثوم تغنى للرئيس محمد نجيب

كان الرئيس محمد نجيب صاحب الحظ الاول فى حضور حفلتها وايضا الزعيم جمال عبد الناصر والذى دافع على بقائها تغنى على الساحه بعد ان قرر البعض من رجال الثوره الاطاحه بها ومعها كل من غنى للسلطه السابقه وقال الزعيم جملته الشهيره (ان ابو الهول شهد الملك فاروق لذا يجب نزعه ).

وكانت الحفلة التى حضرها والمدعو لها محمد نجيب فى 8 يناير 1954 وكان مدعو للحفل الامير الشيخ جابر الصباح من الكويت مع مجموعه من الوجهاء وبعض رجال الثوره وغنت اربع وصلات فى الوصله الاولى ولد الهدى ونهج البرده والوصله الثانيه صوت الوطن ومصر تتحدث عن نفسها وكانت الوصله الثالثه اغنية الامل ولكن وبناء على توجيهات الصاغ صلاح سالم غنت قصيدة السودان وكانت الوصله الرابعه مصر التى فى خاطرى.

بداياتها

وهكذا ظلت ام كلثوم شامخه وهى التى غنت فى بداية حياتها الموشحات الدينيه والقصائد والابتهالات وكانت تصاحبها بطانه (مذهبجيه) يرددون ورائها ما تنشده وكانت تلك الفرقه مكونه من والدها وشقيقها خالد وابن خالتها صابر وقابلت عثرات كثيره فى حياتها .

ومن تلك العثرات وفى اول شهرتها - اتى الحاقدين بمطربه البسوها زى ام كلثوم وكانت تدعى ( سنيه حسنين ) وايضا طبعوا على بطاقة الدعوه مع صورتها ام كلثوم فما كان من السيده ام كلثوم الا ان تطبع دعوات وكتب عليها السيده ام كلثوم ابراهيم الاصليه .

وبعد ذلك عام 1924 تخلت عن لبس العقال والملابس الريفيه وارتدت الملابس الافرنجيه المحتشمه وكونت اول تخت تتوسطه ومكون من محمد العقاد الكبير على الة القانون وسامى الشوا على الة الكمان ومحمد القصبجى على الة العود ومحمود رحمى على الة الرق وكانت تغنى ادوار الشيخ محمد عبد الرحيم المسلوب ومحمد عثمان وادوار عبده الحمولى وبعد ذلك غنت الحان الشيخ ابو العلا محمد وبدات تتعامل مع الحان محمد القصبجى وزكريا احمد واحمد صبرى النجريدى وغيرهم.

التخت الموسيقى المصاحب

وكانت ام كلثوم وملحنيها العمالقة يفضلون العازف الماهر الحلو الأداء وكان الملحن يمسك العود ويقوم بتحفيظ الفرقة.
لذلك لو قارنت بين الجمل الموسيقية فى الفرقة الماسية وفرقة ام كلثوم تجد فى الفرقة الماسية بقيادة احمد فؤاد حسن توحيد فى اداء الجملة و ممنوع إضافة شىء على النوتة وكل شىء مطلوب فى العزف وما هو مكتوب فى النوتة ولكن فرقة ام كلثوم ، العازف كان يحفظ اللحن فى كثير من البروفات ومع وجود جو السلطنة المفرطة مع ام كلثوم هنا يُترك العازف ليجود اثناء العزف لذلك تجد السلطنة المفرطة للكمنجات مع ام كلثوم.

ومن هؤلاء العازفين البارعين احمد الحفناوى وعبد المنعم الحريرى ومحمود القصبجى وصلاح عبد القادر ومكرم مهنا وعز الدين حسنى واحمد العريان وكريم حلمى وعبد الغنى غنيم واحمد السنباطى وعبد الفتاح خيرى ومحمد ماضى وكمال الشويخ وسعيد القصبجى وابراهيم القبانى وشوقى نجيب ومحمود الجرشه ومحمد الشريف وسامى عبد الملاك ومحمد نصر الدين ولبيب حسن وحسن سامى ومحمد سعيد هيكل وحسيب عباس وسعيد البذره ونجيب رزق الله وحمدى الحريرى ونبيل كمال وذلك جزء من إبداع ام كلثوم, لأن الكمنجات اقرب صوت للصوت البشرى .

ولا ننسى عازف الناى سيد سالم عازف الناى الذى رافق ام كلثوم طوال عمرها ولم تستغنى عنه حتى يعد ان اصاب صحته الإجهاد استعانت بعازف آخر فى أغنية يامسهرنى ولكنها اجلست الإثنين معاً فى الحفلة واستغل سيد مكاوى تواجد الإثنين وعمل تنويع فى صولو الناى حتى يستفيد منهم وكانت لأول مرة يجلس عازفين اثنين لآلة الناى وصنع منهم سيد مكاوى صولو دويتو.

اما العجوز عازف الرق ابراهيم عفيفى كان شخصية طريفة وخفيف الدم, كانت أم كلثوم شخصية قوية جدا الجميع يحدثها بإحترام شديد وقالت أم كلثوم ان ابراهيم عفيفى بيسترنى يعنى بيدارى أخطائى . هذا ذكاء أم كلثوم فلو لم تكن تلك العلاقة والتفاهم الجميل بينها وبين ابراهيم عفيفى,لما سمعنا الجمل الجميله فى الالحان وهو هنا قد صنع مدرسة فى الإيقاع صارت بصمتها واضحة فيمن أتى بعده مع أم كلثوم وهم حسين معوض وحسن أنور

وللعلم تلك الزخرفة تحتاج ذوق عالى جدا وحس مرهف.

وايضا لا ننسى عازفى الة الشيللو محمود الحفناوى وعبد الفضيل محمد وحسان كمال ومجدى فؤاد بولس وايضا لاننسى عازف الكونترباص العملاق عباس فؤاد وجاء بعده عبد الفتاح قصر ايضا لاننسى العازف الرائع على الة الاوكورديون الفنان فاروق سلامه ولا ننسى اورج جمال سلامه ولحن اقبل الليل وايضا جيتار عمر خورشيد ولحن الحب كله ومعه الطبله ومحمود حموده وكذلك دور الة المزهر والعازف سعد يوسف هلال.

ولانغفل احد عمالقة عازفى فرقة أم كلثوم محمد عبده صالح عازف القانون الذى لم ولن يتكرر فى الموسيقى العربية كان يجلس على القانون كالأسد , كان يحفظ كل اغانيها , ولولاه لأضطرت أم كلثوم إلى العزف بإستعمال النوت الموسيقية مما اعتقد كان سيضيع جزء كبير جداً من السلطنة الخاصة بطريقة أم كلثوم الفريده .

وكان لمحمد عبده صالح عدة أدوار مهمة جداً أخرى , عندما كانت أم كلثوم ترتجل تقاسيم أو موال كان يصنع تقسيمة بالقانون تحتوى كل المقامات ويسبقها بالحرف الذى تبدأ منه , ولا يتركها حتى تصفى الجملة وهذا الدور الرائد لولاه ما أبدع المطرب فى الليالى والموال والإرتجالات , بذلك كان له دور مهم .

ولا ننسى دور عبد الفتاح منسى وايضا العازف للقانون فى لحن الحب كله محمد فهمى رشوان وبإختصار جمع القدر لأم كلثوم كل العناصر التى تزيدها إبداعاً على إبداع وهكذا اثرت الحياه الغنائيه الفنيه وحتى وفاتهارحمها الله

tarab
18/12/2010, 17h36
شكرآ استاذ سمير لرفع هذا المقال , لكني الاحظ بعض الاخطاء التوثيقيه لتراث ام كلثوم في المقال وذلك حسب ما وصلنا من توثيقات لمجلات وجرائد .

samirazek
18/12/2010, 20h57
شكرآ استاذ سمير لرفع هذا المقال , لكني الاحظ بعض الاخطاء التوثيقيه لتراث ام كلثوم في المقال وذلك حسب ما وصلنا من توثيقات لمجلات وجرائد .
وانا مثلك يا أخى طرب ...الا ان العبرة على الراوى ..ومع ذلك فان المقال لا يخلو من طرافه ...فكم كنت تواقا لمعرفة كلمات اغنية زفاف فاروق ...ولفتت نظرى ايضا كلمات اغنية محمد فوزى.

samirazek
21/01/2011, 05h44
وتعقيبا على حياة ام كلثوم الشخصية اضيف مانشرته الأهرام القاهرية فى عددها يوم30/12/1998 بقلم غادة الشرقاوى :

وحياة أم كلثوم العاطفية تلخصها كلماتها لأحمد رامي وهي علي فراش الموت‏:‏ لقد وجدت دائما صعوبة في الخضوع للرجال لأنهم كانوا دائما عند قدمي‏.

و كان في حياتها أربعة رجال هم أحمد رامي ومحمد القصبجي وكان حبهما من طرف واحد‏.‏ وفي عام ‏1946‏ أعلنت خطبتها علي الملحن الشاب محمود الشريف والذي يؤكد البعض أن زواجهما تم بالفعل‏,‏ ولم يستمرسوي عدة أيام بسبب استنكار الرأي العام له بشدة‏,‏ والحقيقة أنه كان الحب الحقيقي في حياتها‏.‏ وفي عام‏1952‏ تعرفت علي الدكتور حسن الحفناوي وأحبته وتزوجته وكان متزوجا ويصغرها بـ‏17‏ عاما‏,‏ ولم يعلن زواجهما سوي في عام‏1954‏ واستمر حتي وفاتها‏.‏

ويروى الكاتب الأديب الأستاذ محمد الحديدي كما ذكر رجاء النقاش فى مقالته بالأهرام يوم 13/2/2000

أن مصطفي أمين كان يحب أم كلثوم منذ أن كان في السادسة عشرة من عمره‏,‏ وهذا هو نص الرسالة‏:‏ أكتب إليكم معقبا علي مقالكم في أهرام الأحد الماضي‏6‏ فبراير‏2000‏ الذي يدور حول زواج أم كلثوم من مصطفي أمين‏,‏ وهذه بالطبع أمور تاريخية لها موضعها من اهتمامات المصري سواء كان مفكرا أو كاتبا أو مجرد فرد في المجتمع.
‏ وأود أن أضيف أنني برغم كوني مجرد كاتب وليس صحفيا محترفا كنت قد أجريت حديثا صحفيا مع مصطفي أمين سجلته علي شريط مازال عندي‏,‏ وقد نشرته في جريدة الأحرار في عددها الصادر بتاريخ‏19‏ ديسمبر سنة‏1977‏ وفي هذا الحديث روي لي مصطفي أمين أنه رأي أم كلثوم لأول مرة وهو في الحادية عشرة من عمره وقصة ذلك أنه كان يتناول الغداء في بيت الزعيم سعد زغلول بيت الأمة وقد أقيم الغداء لتكريم رجل من كينيا اسمه علي مبارك وكان هذا الرجل قد أكرم وفادة زعماء مصريين علي رأسهم سعد زغلول وكان الانجليز قد أفرجوا عن هؤلاء الزعماء من سجنهم في جزيرة سيشل وتركوهم في ميناء مومباسا دون أية معاونة تمكنهم من العودة إلي مصر‏,‏ وقام هذا الرجل الكيني علي مبارك بمعاونتهم وتوفير كل ما يحتاجون إليه وعندما جاء بعد ذلك إلي مصر دعاه الزعيم سعد زغلول إلي بيته‏,‏

وكان ذلك سنة‏1925‏ ثم يقول مصطفي أمين إن الزعيم سعد زغلول كلف والده أمين يوسف بأن يصطحب الضيف إلي سهرة ليلية‏,‏ وأن مصطفي أمين وعلي أمين طلبا من والدهما أن يصحبهما معه في تلك السهرة وطلبا أن يذهبا إلي مسرح علي الكسار لمشاهدة مسرحية اسمها أبوزعيزع‏,‏ ولكن الوالد أمين يوسف رفض وأخذهم جميعا إلي أم كلثوم .

وهكذا كان أول لقاء لمصطفي أمين مع أم كلثوم ضد إرادته وبعد ذلك بسنوات كلفته السيدة روزاليوسف بإجراء حديث مع أم كلثوم في أي موضوع يختاره‏,‏ وكان عمره آنذاك ‏16‏ سنة وعندما قابلها قال لها‏:‏ إنه جاء ليحدثها عن الحب ويستمر حديث مصطفي معي والتسجيل عندي فيقول‏:‏ إنه في هذا اللقاء باح لها بحبه‏,‏ وأن صلته معها بعد ذلك استمرت بدرجة متزايدة الوثوق‏.(كتب لها فى هذه الفترة قصة فيلم فاطمه).

‏ كما قال في حديثه بالنص ثم قال مصطفي أمين إنه مضت بعد ذلك سنون طويلة وفي اليوم التالي للقبض عليه دار حديث بين الرئيس عبدالناصر وبين عبدالوهاب وأم كلثوم في نادي الضباط في ليلة‏23‏ يوليو سنة‏1965‏.

فقال عبدالوهاب‏:‏ إن المخطيء ينال جزاءه

أما أم كلثوم فقالت‏:‏ أنا واثقة أن مصطفي أمين وطني مخلص ولا يمكن أن يخون بلده.
وظلت أم كلثوم تسانده في محنته حتي النهاية‏,‏ ويختم خطابة الى رجاء النقاش بقوله :الشريط الذي سجلت عليه حديث مصطفي أمين بصوته تحت يدي إذا أردت الاستماع إليه‏.‏

ويضيف رجاء النقاش قى مقلته بالأهرام يوم 6/2/2000

في التحقيق الصحفي الممتاز‏,‏ الذي نشرته الأهرام في ملحقها الصادر يوم الجمعة‏28‏ يناير الماضي تحت عنوان نغم مصر الجميل طالعتنا أحاديث متعددة حول شخصية أم كلثوم فنانة مصر الأولي وسيدة الغناء العربي الراقي في القرن العشرين‏,‏ وقد توقفت في هذا التحقيق الصحفي الممتاز أمام عبارة وردت علي لسان الأستاذ سمير خالد إبراهيم ابن الشيخ خالد شقيق أم كلثوم‏,‏ حيث قال‏:‏ لقد نشأت مع أم كلثوم ـ عمتي ـ في بيتها بالزمالك‏,‏ وأذكر أن والدي وافق علي زواجها من أحد كبار الصحفيين‏,‏ وقد تزوجته لمدة عشر سنوات‏,‏ علي أن الأستاذ سمير خالد لم يذكر اسم الصحفي الكبير‏,‏ الذي يقول‏:‏ إن أم كلثوم قد تزوجته لمدة عشر سنوات‏,‏ فمن هو هذا الصحفي؟ ولماذا بقي هذا الزواج في طي الكتمان حتي الآن دون أن يشير إليه أحد‏,‏ رغم أنه كان زواجا شرعيا‏,‏ ولم يكن فيه ما يسيء إلي أم كلثوم من قريب أو بعيد؟

لقد أعاد كلام الأستاذ سمير خالد إلي ذاكرتي قصة سمعتها من مسئول كبير سابق لم يأذن لي بذكر اسمه‏ (صلاح نصر),‏ ولم يفصح لي عن الظروف التي ساعدته علي معرفة حقيقة زواج أم كلثوم من الصحفي الكبير‏,‏ ومع ذلك فأنا لا أجد الآن ما يمنعني من رواية القصة نفسها‏,‏ كما سمعتها من ذلك المسئول الذي أثق بصدقه وأمانته‏,

‏ ولعلي قبل أن أروي القصة نفسها أجدني مضطرا للوقوف أمام سؤال يخطر علي البال هو‏:‏ هل من حق أحد أن يتناول الأسرار الخاصة لشخصية مهمة مثل أم كلثوم تعيش في قلوبنا جميعا‏,‏ ونعتبرها مثلا أعلي في الفن والأخلاق والوطنية‏,‏ ونري فيها نموذجا إنسانيا نقيا لم يصبه أي خدش يمس جماله وعبقريته؟ هل من حقنا أن نفعل ذلك أو أننا لو فعلناه نكون قد تجاوزنا الحدود المقبولة ـ وطنيا وأخلاقيا ـ بالنسبة للشخصيات العامة؟

إن الإجابة علي هذا السؤال الدقيق ليست سهلة ولا ميسورة ومع ذلك فأنا أري‏,‏ وقد أكون مخطئا أن الشخصية العامة عندما تصبح ملكا للتاريخ فمن حقنا أن نسعي لمعرفة كل ما يتصل بها‏,‏ خاصة إذا كان من الواضح أن ما كان يمكن اعتباره من الأسرار الخاصة في حياة الشخصية العامة لم يعد من الضروري أن يبقي سرا بعد انتهاء كل الظروف والاعتبارات التي فرضت الإبقاء علي هذا السر في طي الكتمان يضاف إلي ذلك أن مثل هذه الأسرار يمكن أن تساعد علي تفسير بعض الجوانب في حياة الشخصية العامة‏,‏ كما يمكن أن تساعد علي تفسير بعض الأحداث التاريخية التي أحاطت بهذه الشخصية العامة‏.‏

وأعود إلي القصة التي سمعتها من المسئول الكبير السابق‏,‏ حيث روي لي أنه في إحدي المناسبات التي لم يشأ هذا المسئول أن يحددها وقعت في يده بعض الأوراق الخاصة للكاتب الصحفي الكبير مصطفي أمين‏1914‏ ـ‏1997‏ ووجد المسئول الكبير بين هذه الأوراق عقد زواج رسميا وليس عرفيا بين مصطفي أمين وأم كلثوم‏,‏ كما وجد مجموعة من رسائل أم كلثوم إلي مصطفي أمين تخاطبه فيها بقولها‏:‏ زوجي العزيز‏,‏ وكان وقوع هذه الأوراق في يد المسئول الكبير السابق‏,‏ وهو من عشاق أم كلثوم سنة‏1959‏ ويواصل المسئول الكبير روايته فيقول‏:‏ إنني حملت هذه الأوراق علي الفور وقدمتها‏,‏ كما هي إلي الزعيم الراحل جمال عبدالناصر وأن عبدالناصر أمسك بها ونظر إليها وابتسم دون أن يعلق بشيء ثم وضعها في جيبه‏,‏ ومن يومها لم تظهر هذه الأوراق علي الإطلاق ولم يطلع عليها أحد ولا أدري ماذا فعل بها عبدالناصر وأغلب الظن أن عبدالناصر قد أخفاها تماما ولم يتحدث فيها إلي أم كلثوم ولا إلي غيرها‏,‏ واعتبرها شأنا خاصا لا يجوز لأحد أن يتدخل فيه‏.‏

ثم علق المسئول الكبير السابق علي هذه القصة بقوله‏:‏ إن عبدالناصر كان يحب أم كلثوم ويحترمها ويعتبرها قيمة وطنية عالية‏,‏ ولم يكن يتهاون في الدفاع عنها وتكريمها وحمايتها من أي محاولة للإساءة إلي مكانتها أو المساس بمشاعرها‏,‏ ولذلك ـ كما قال المسئول الكبير ـ فإن عبدالناصر قد طوي هذا الموضوع نهائيا من تفكيره‏,‏ ولم يسمح بتسريبه إلي أحد مادامت أم كلثوم نفسها كانت لا تحب الإعلان عنه‏,‏ ولعل هذه الأوراق الخاصة قد أعيدت إلي صاحبها بعد وصولها إلي عبدالناصر‏,‏ وذلك هو التصرف السليم اللائق‏..

‏ هذه هي الراوية التي سمعتها منذ أكثر من ثلاثين سنة‏,‏ وأعادها إلي ذاكرتي مسلسل أم كلثوم الرائع‏,‏ ثم ما أشار إليه ابن شقيقها سمير خالد في حديثه مع الأهرام منذ أيام‏,‏ مما يؤكد أن الزواج بين أم كلثوم ومصطفي أمين كان حقيقة ولم يكن اشاعة كاذبة‏.‏

فما الذي جمع بين أم كلثوم ومصطفي أمين؟

كان مصطفي أمين أصغر من أم كلثوم بحوالي‏16‏ عاما‏,‏ فهو كما سبقت الإشارة من مواليد سنة‏1914‏ وأم كلثوم من مواليد‏1898‏ وربما كان هذا الفارق في العمر من بين الأسباب الرئيسية في ميل أم كلثوم إلي إخفاء هذا الزواج وعدم الإعلان عنه‏,‏ وقد كانت أم كلثوم عندما تعرفت لأول مرة علي مصطفي أمين في منتصف الثلاثينيات تقريبا في بدايات مجدها الفني العظيم‏,‏ ولكنها مع ذلك كانت تتعرض لحروب مختلفة من الوسط الفني ومن خارجه‏,‏ وهي في الأصل فتاة قروية فلاحة وفدت إلي مدينة القاهرة دون أن تكون علي معرفة وثيقة بالأجواء الصاخبة لهذه المدينة والتيارات العنيفة المتصارعة فيها‏,‏ وكانت أم كلثوم بحاجة إلي من يقف إلي جانبها ويساعدها علي مواجهة المعارك الصعبة التي تدور حولها‏,‏ وكان أقوي ما يساعد أم كلثوم علي مواجهة الحياة بعد موهبتها العالية هو ذكاءها الحاد‏,‏ وقدرتها النادرة علي فهم الناس واستعدادها الكبير لاكتساب المعرفة والثقافة‏,‏

ويضيف رجاء النقاش :وقد أتيح لي أن ألتقي بها وأتعرف عليها سنة‏1966‏ وسافرت معها في رحلتين من رحلاتها الفنية المشهورة التي كانت تقوم بها من أجل المجهود الحربي بعد سنة‏1967‏ وكانت الرحلة الأولي سنة‏1968‏ إلي السودان وكانت الثانية سنة‏1969‏ إلي ليبيا وعندما اقتربت منها شعرت بما كنت أسمعه عنها من قوة الشخصية واتساع الثقافة والمعرفة‏,‏

فهذه السيدة التي لم تدخل مدرسة ولا جامعة‏,‏ ولم تتعلم سوي فترة قصيرة في كتاب قريتها وهي طفلة‏,‏ كانت تعطيك إحساسا قويا بأنها تخرجت في أعظم جامعات الدنيا‏,‏ وأنها تتفوق علي الذين يحملون الدكتوراه من هذه الجامعات العالمية‏,‏ ذلك لأن أم كلثوم لم تعتمد علي موهبتها فقط‏,‏ ولكنها بذلت جهدا كبيرا ومستمرا في تنمية ثقافتها‏,‏ وتوسيع معرفتها بشئون الحياة حتي وصلت إلي ما وصلت إليه من ثقافة عالية رفيعة‏,‏

وما حققته أم كلثوم لنفسها لم يكن غريبا علي عصرها‏,‏ فروح هذا العصر كله كانت قائمة علي الإرادة القوية والطموح النادر‏,

‏ فقد نشأت أم كلثوم في عصر العقاد وطه حسين وعبدالوهاب وغيرهم من العباقرة المعاصرين لها‏,‏ وعندما نقرأ قصص حياة هذه الشخصيات جميعا نجد أنها كلها قصص كفاح شاق ارتفع بأصحابها إلي القمة الاجتماعية‏,‏ برغم أنهم نشأوا في ظروف صعبة يحيط بها الفقر وضعف الإمكانات في كل جوانب الحياة‏,‏ ولكنه كان كما قلت عصر الإرادات القوية التي استطاعت أن تقهر الصعوبات العسيرة وتنتصر عليها‏,‏

وقصة نجاح أم كلثوم من هذه القصص العظيمة التي كان للإرادة القوية فيها دور البطولة‏.‏
إلا أن أم كلثوم كانت امرأة في مجتمع محافظ لم يكن من السهل فيه أن تشق المرأة طريقها في الحياة‏,‏ وهي وحيدة بلا عون ولا مساندة‏,‏ وقد تغيرت الدنيا الآن‏,‏ وأصبحت المرأة تجد طريقها إلي التعليم والعمل‏,‏ وتجد الاحترام والمساندة وتستطيع أن تصل إذا أرادت واجتهدت إلي المكانة التي يحققها الرجال‏,‏ ولكن عصر أم كلثوم‏,‏ وبالتحديد في النصف الأول من القرن العشرين‏,‏ لم يكن علي هذا القدر من التفتح في النظر إلي المرأة‏,‏ وخاصة إذا كانت هذه المرأة فنانة مثل أم كلثوم فقد كان علي أم كلثوم أن تبذل جهدا خارقا لكي تكون ـ كما حدث بالفعل ـ شخصية يحترمها الجميع‏,‏ وقد حققت أم كلثوم أكثر من ذلك ففرضت علي الجميع احترام الفن نفسه‏,‏ وجعلت من الفن عملا راقيا ينظر إليه المجتمع باحترام عظيم ويضعه بين الأعمال المؤثرة في المجتمع‏,‏ بعد أن كان الفن بصورة عامة يبدو في درجة ثانوية من احترام المجتمع وتقديره‏.‏

ولا شك أن أم كلثوم في رحلتها الطويلة الشاقة كانت بحاجة إلي من يقف إلي جانبها ويساندها ويساعدها علي مواجهة أي مصاعب تعترض حياتها‏,‏

وفي هذه الظروف التقت بمصطفي أمين‏,‏ فوجدت فيه شخصية قوية وقادرة علي أن تقوم بدور أساسي في حياتها‏,‏ فقد كان مصطفي أمين في الثلاثينيات والأربعينيات من المع شباب مصر‏,‏ وكان قد تعلم في أمريكا مع شقيق الصحفي الكبير علي أمين‏,‏ وكان مصطفي أمين من عائلة ارستقراطية‏,‏ مما أتاح له الاتصال الوثيق بالطبقات ذات النفوذ في المجتمع المصري قبل الثورة‏,

‏ ومن المعروف أن أحمد حسنين معلم الملك فاروق ورئيس ديوانه قد اختار مجموعة من الشباب ممن كان يقال عنهم إنهم من أبناء العائلات ليكونوا أصدقاء للملك فاروق‏,‏ وكان من بينهم مصطفي أمين علي أن مصطفي أمين لم يكتسب أهميته ودوره في حياة مصر الحديثة من صداقته للملك أو من عائلته الارستقراطية‏,‏ بل اكتسب أهميته من موهبته الكبيرة وحبه للصحافة‏,‏ ولا شك أن مصطفي أمين مهما اختلفت حوله الآراء كان من مؤسسي الصحافة المصرية الحديثة ويعود إليه فضل كبير في تطور الصحافة المصرية ونهضتها‏,‏ وكما استطاعت أم كلثوم أن ترفع من سمعة الفنان وتحقق له الاحترام الاجتماعي‏,‏ فإن مصطفي أمين كان واحدا من الرواد الكبار الذين رفعوا سمعة الصحافة وجعلوا منها مهنة محترمة‏,‏ وقد أنشأ مصطفي أمين جريدة أخبار اليوم سنة‏1944‏ وشاركت أم كلثوم بأموالها في إنشاء هذه الجريدة‏,‏ كما ذكر مصطفي أمين نفسه مرارا واستطاعت أخبار اليوم أن تصبح مدرسة صحفية كبيرة‏,‏ عميدها ومؤسسها هو مصطفي أمين مع شقيقه علي أمين‏,‏ ولا تزال هذه المدرسة تؤدي دورها المؤثر حتي اليوم‏,

‏ وبرغم أن مصطفي أمين كان له أعداء كثيرون‏,‏ وكان هناك نقاد أشداء لأفكاره ومواقفه‏,‏ وكانت له معاركه الصعبة في مختلف مراحل حياته‏,‏ وكان هناك من يعترضون علي أسلوبه ومدرسته الصحفية كلها‏,‏ إلا أن الإنصاف يقتضي القول بأن مصطفي أمين كان له أنصار وتلاميذ كثيرون وكان له ملايين المعجبين بين المواطنين العاديين‏,‏ وكان مصطفي أمين من الأنصار المتحمسين للديمقراطية‏,‏ برغم كل ما يأخذه عليه خصومه من مآخذ وما يوجهونه إليه من اتهامات يحتاج الكثير منها إلي تحقيق تاريخي دقيق‏,‏ وذلك للفصل في قضية هذه الاتهامات وهل كان مصدرها اختلافا في الرأي أو كان مصدرها شيئا آخر‏.‏

مصطفي أمين شخصية قوية جبارة وجذابة مهما اختلفت الآراء حولها وتعددت الاجتهادات في تفسيرها وتحليلها بين المعجبين به والمعترضين عليه‏,‏ ولم يكن من الغريب أن يصبح مصطفي أمين موضع اهتمام أم كلثوم ولم يكن من الغريب أيضا أن ينتهي هذا الاهتمام بالزواج‏,‏ فقد كان مصطفي أمين‏,‏ وخاصة في فترة الأربعينيات والخمسينيات يملك من القوة والنفوذ والتأثير ما يجعله قادرا علي مساعدة أم كلثوم ومساندتها والوقوف إلي جانبها‏,‏

ولم تكن أم كلثوم بحاجة مادية إلي مصطفي أمين‏,‏ فقد كانت إمكاناتها المالية ـ بعد نجاحها المبكر ـ أقوي بكثير من إمكانات مصطفي أمين‏,‏ ولكن أم كلثوم ربما كانت تعتمد علي مصطفي أمين في جوانب أخري استنادا إلي شخصيته القوية ومعرفته الواسعة والعميقة بالحياة الاجتماعية والسياسية‏,‏ بحيث كان يستطيع أن يقدم لأم كلثوم المشورة الصحيحة في التعامل مع الحياة والمجتمع والناس‏,

ويبقي السؤال هو لماذا ظل زواج أم كلثوم بمصطفي أمين سرا رغم أنه استمر عشر سنوا‏,‏ كما يقول ابن الشيخ خالد شقيق أم كلثوم؟ ربما كان السبب هو أن مصطفي أمين كان يخوض معارك عنيفة خلقت له عداوات كثيرة قبل ثورة يوليو وبعدها‏,‏ وكانت أم كلثوم تحرص علي أن تكون بعيدة عن كل هذه الصراعات‏,‏ فهي تريد أن تكون لمصر كلها وللعرب جميعا‏,‏ وليست لحزب واحد أو جماعة واحدة‏,‏ وأظن أن هذا السبب القوي كان كافيا ليجعل أم كلثوم تفضل أن يكون زواجها من مصطفي أمين سرا لا يعرفه إلا المقربون منها ومنه‏,

‏ وقد كان حرص أم كلثوم علي أن تكون للأمة كلها حرصا يدل علي وطنيتها وذكائها وأمانتها‏,‏ وهو حرص لم يفارق أم كلثوم طيلة حياتها‏,‏ فقد كانت موضع الإجماع وكانت هي دائما مع الإجماع لأنها كانت تضع موهبتها في خدمة الوطنية العامة لا في خدمة السياسة‏,‏ والاختلاف بين الوطنية والسياسة كبير‏,‏ فالوطنية تجمع الناس أما السياسة‏,‏ فكثيرا ما تفرقهم وتدفعهم إلي الاختلاف فيما بينهم‏,‏

وعلي العكس من أم كلثوم كان مصطفي أمين من رجال المعارك والصراعات‏,‏ ولذلك كان له أعداء وأنصار أما أم كلثوم فكان الجميع من أنصارها وكان حبها من حب الوطن يملأ كل القلوب‏,‏ وليس في زواج أم كلثوم من مصطفي أمين ما يسيء إليها أو يسيء إلي مصطفي أمين‏,‏ فهو أمر طبيعي مهدت له ظروف كثيرة يمكن فهمها وتقديرها‏,

‏ وعندما نتذكر هذا الزواج الآن ونخرج به من عالم النسيان‏,‏ فنحن لا نفعل أكثر من أن نضع وردتين‏,‏ إحداهما علي ذكري أم كلثوم والثانية علي ذكري مصطفي أمين‏,‏ وبرغم أنني لم أكن يوما من تلاميذ مصطفي أمين ولا من أنصاره أو المتفقين معه في كل آرائه ومواقفه إلا أنني لا أملك إلا الاحترام له والاعتراف بفضله وموهبته والتقدير لجهده الكبير في خدمة مصر والصحافة المصرية‏.‏


سمير عبد الرازق