ليلى ابو مدين
03/09/2010, 15h17
الشاعر فاروق شوشه
السيرة الذاتية للشاعر
*********************
ولد فاروق محمد شوشة عام 1936 بقرية الشعراء بمحافظة دمياط.
حفظ القرآن، وأتم دراسته في دمياط وتخرج في كلية دار العلوم 1956، وفي كلية التربية جامعة عين شمس 1957.
عمل مدرساً 1957، والتحق بالإذاعة عام 1958، وتدرج في وظائفها حتى أصبح رئيساً لها 1994 ويعمل أستاذاً للأدب العربي بالجامعة الأميركية بالقاهرة.
أهم برامجه الإذاعية: لغتنا الجميلة، منذ عام 1967، والتلفزيونية: "أمسية ثقافية" منذ عام 1977.
رئيس لجنتي النصوص بالإذاعة والتلفزيون، وعضو لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة، ولجنة المؤلفين والملحنين.
دواوينه الشعرية: إلى مسافرة 1966 – العيون المحترقة 1972 – لؤلؤة في القلب 1973 – في انتظار ما لا يجيء 1979 – الدائرة المحكمة 1983 – الأعمال الشعرية 1985 – لغة من دم العاشقين 1986 – يقول الدم العربي 1988 – جئت لك 1992.
مؤلفاته: لغتنا الجميلة – أحلى 20 قصيدة حب في الشعر العربي – أحلى 20 قصيدة في الحب الإلهي – العلاج بالشعر – لغتنا الجميلة ومشكلات المعاصرة – مواجهة ثقافية – عذابات العمر الجميل (سيرة شعرية).
حصل على جائزة الدولة في الشعر 1986، وجائزة محمد حسن الفقي 1994
نمازج من شعر الشاعر الكبير فاروق شوشه
*****
( 1 )
النيـــــــــل
ألقى النيلُ عباءتهُ فوق البرِّ الشرقيّ ونامْ
هذا الشيخُ المحنيُّ الظهرِ
احدودبَ،
ثم تقوّسَ عبر الأيامْ
العمرُ امتدَّ
وليلُ القهر اشتدَّ
وصاغَ الورّاقون فنونَ الكذبةِ في إحكامْ
لكنّ الرحلةَ ماضيةٌ
والدربُ سدودٌ
والألغامْ !
حمل العُكَّازَ وسار يحدّقُ في الشطآنِ
وفي البلدانْ
قيل: القاهرةُ
توقّفْ..
جاء يدقُّ البابَ ويحلمُ..
هل سيصلّي الجمعةَ في أزهرها؟
يمشي في «الموسكي» و«العتبه» ؟
يعبر نحو «القلعةِ»
أو يتخايل عُجْباً في ظلّ الأهرامْ ؟
ويظلُّ الشيخُ النيلُ يحدّقُ
لا يجد وجوهاً يعرفها
وبيوتاً كان يُطلُّ عليها
وسماءً كانت تعكس زرقتَهُ
وهو يمدّ الخطوَ
ويسبقُ عزفَ الريحِ
ويفردُ أشرعةَ الأحلامْ
وقف الشيخُ النيلُ يسائل نفسَهْ:
هل تتغيّرُ سِحَنُ الناسِ
كما يتغيّر لونُ الزيِّ؟
وهل تتراجع لغةُ العينِ
كما يتراجع مدُّ البحرِ؟
وهل ينطفىءُ شعاعُ القلبِ
فتسقط جوهرةُ الإنسانِ
ويركلها زحفُ الأقدامْ ؟
دقَّ الشيخُ النيلُ البابَ
فما اختلجتْ عينٌ خلف الأبراجْ
ولا ارتدَّ صدىً في المرسى الآسنِ
أو طار يمامْ !
من يدري أن النيلَ أتى
أو أن له ميعاداً تصدحُ فيه الموسيقى
ويُؤذّن فيه الفجرُ
فتنخلعُ الأفئدةُ..
ويكسو العينين غمامْ !
وتنحنح مزدرداً غُصَّتَهُ
عاود دقَّ البابِ
الناسُ نيامْ !
ألقى النيلُ عباءتَه فوق البرّ الغربيِّ
ونامْ !
****
( 2 )
الرماد أمامك
الرماد أمامك..
والبحر خلفك..
فاترك ــ لمن خلعوك ــ الخلافة
هذا زمان لدهماء هذا الزمان
يعيثون فيه فسادا
ويرجون منه امتدادا
ويحيون...
يرتكبون صنوف الخطايا
وفي طيشهم يوغلون
فلا يستدير إليهم أحد!
الرماد يسود..
تقدم...
وكن واحدا لا نصيب له
في الرهان
ولا شوكة تستفز,
وإلا...
فأنت الحصاة التي تفسد الزيت
في آلة الناهبين,
وأنت البلاء المسلط,
أنت الدمار المسيطر
حاذر
فرأسك أول ما سيطير
إن ارتفع الرأس عن شبره المفترض
أو تجاوز أبعد من كتف القانص
المعترض
أو تأمل بعضا من اللوحة المدهشة
مشهدا,
مشهدا,
كازدحام الأفق..
بالجياع الذين يبيعون أعمارهم
لاقتناء رصاصة
والصغار الذين يسيرون تحت النعوش
لكي يكبروا في القبور
والشيوخ الذين يؤهلهم عجزهم
لابتلاع المرارة
وتهوي الأوابد عبر المفاوز
وهي تنقب عن طلل في الرمال
هنالك..
تصبح عولمة الفاتحين شظايا
وبعض زجاج تهشم
فوق الرؤوس المليئة بالكبر
لاتمتلك الآن غير الخشوع
لسيدها الموت
يدفعها في اتجاه العناد
وفي لوثة الكبرياء
لعل الجراح يرممها الثأر
والثأر نار بغير انتهاء!
***
الرماد انطلق..
هل تطيق لصهيون هيمنة لاترد!
وهل تتنازل عن قدس أقداسك
المستباحة؟
هل يطمعونك حتى تكون شريكا
وأنت الذي يتحلق حولك
كل الذين يرونك خيط الرجاء
إلي وطن مستباح
وأرض
وخاتمة ــ حرة ــ للمطاف؟
هل تخون دمك؟!
إنه وطن ساكن في شرايين قلبك
ملتصق في وتينك
مشتعل في رؤياك
ومخضوضل في جبينك
مرتسم في يقينك
منطلق في جناحيك
محتشد في قرارة ذاتك
مستمسك بالضلوع!
فانطلق..
لا رجوع!
***
ولا حائط غير جلدي
ومتكأ غير مائك
مسرجة غير وجهك
أنت الرفيق الذي لايخون
وأنت المعين الذي لا يضيق
وأنت الدليل الذي لا يضل
وأنت الزمان القديم الجديد
الزمان الذي ليس عنه بديل!
فلتطل هجمات الرماد القبيح
وليضع مرة واحدة
مابدا واهنا من رجاء شحيح
وليفز بالغنيمة من يهرعون
ومن يؤجرون
ومن يهتفون..
لايهم!
وحدك الآن..
تبقي مدى الدهر
أنت الحقيقي,
أنت الصحيح
وأنت الجميل الجليل!
****
لغة
****
ها أنت تشاغل لغة ً
كبرت بكْ
ومعكْ
لم تبتعدا
أو تتباعد أجنحة منك ومنها
بينكما سرٌ
أقدم من سفر التكوينِ
وأعمق من طبقات الأرضِ
وأبعد من نجم يتملكه بعض فضولْ
فيحاول أن يتطلع عبر سماء واحدةٍ
عبر سماءينْ
ماذا قالت هذي اللغة ُ؟
وماذا قلتَ؟
وأنت تصيد أوابدَ
راحلة في قلب هجير المَحْلْ
وقطرة طلْ
راحت تتشكل في قلب الليلِ
لتفصح عن جلوتها في الفجر المخضلْ
تظل تسَّاءلْْ:
ماذا فجرت النجوى تحت عذاب الحرفِ؟
وكانت أعناق السوسنة تشبُّ
وتقفز فوق سياج العتمةِ
تقنص فرحتها من بوحة عطرٍ
وشميم صبا
أو طلعة نورٍ
من أكمام راحت تتشققُ
وهي تضخ السر الأول في الكونِ
قصيدة حب, تساقط مطراً
من بين أصابع محترقة ْ
في يد عاشقْ
لم يطفئ أشواق يراعهْ
أو كوة نورٍ
يشرق من أسوار العتمةِ
وهو يزلزل ديجور الطاغوتِ
ليسطع بين الناس بهاء العقلْ
أو عابر درب يترنحُ
في رحلة كون مختلْ
يتشهي قدحة شررٍ
أو ومضة برق مسعفةٍ
بمتي؟ ولعلْ!
ماذا يبقي بعد جفاف الحرفِ
وفوضي الكلماتْ!
وتناعق أغربة الحقد الأسودِ!
وحناجر دربها الهتافون المأجورونَ
بحثا عن خلخلة المعني
وهشيم الفكر المعتلْ؟:
أحراش تعوي فيها ذؤبان الليلْ
وجنادل توقف مجري الماءِ
وصوت صهيل النهرْ
وعناكب تفترش الطرقاتْ
نفثت معجمها
وتعرت ملء فضاء مباذلها
ومضت تنسلْ
لكن يقينكَ
ينجيك ويغنيكَ
وينسج من أوراد الرؤيا
وسطور النجم العالي
وشعاع الفجر الصادقِ
عقدا منظوما, كم يتشكلْ
دوما في دائرة العينِ
ولكن لا يتبدلْ
أبدا في دائرة القلبْ!
أو يترجلْ!
كيف يخون ملامحهُ؟
أطلق للريح شراعا مقتحماً
واقبض بيديك علي معشوقتك الموعودةِ
وانفخ فيها من روحكَ
حتي تنهض من كبوتها, وتلوِّح لكْ
فالريح معكْ!
****
المصدر المكتبه الشعريه الالكترونيه
السيرة الذاتية للشاعر
*********************
ولد فاروق محمد شوشة عام 1936 بقرية الشعراء بمحافظة دمياط.
حفظ القرآن، وأتم دراسته في دمياط وتخرج في كلية دار العلوم 1956، وفي كلية التربية جامعة عين شمس 1957.
عمل مدرساً 1957، والتحق بالإذاعة عام 1958، وتدرج في وظائفها حتى أصبح رئيساً لها 1994 ويعمل أستاذاً للأدب العربي بالجامعة الأميركية بالقاهرة.
أهم برامجه الإذاعية: لغتنا الجميلة، منذ عام 1967، والتلفزيونية: "أمسية ثقافية" منذ عام 1977.
رئيس لجنتي النصوص بالإذاعة والتلفزيون، وعضو لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة، ولجنة المؤلفين والملحنين.
دواوينه الشعرية: إلى مسافرة 1966 – العيون المحترقة 1972 – لؤلؤة في القلب 1973 – في انتظار ما لا يجيء 1979 – الدائرة المحكمة 1983 – الأعمال الشعرية 1985 – لغة من دم العاشقين 1986 – يقول الدم العربي 1988 – جئت لك 1992.
مؤلفاته: لغتنا الجميلة – أحلى 20 قصيدة حب في الشعر العربي – أحلى 20 قصيدة في الحب الإلهي – العلاج بالشعر – لغتنا الجميلة ومشكلات المعاصرة – مواجهة ثقافية – عذابات العمر الجميل (سيرة شعرية).
حصل على جائزة الدولة في الشعر 1986، وجائزة محمد حسن الفقي 1994
نمازج من شعر الشاعر الكبير فاروق شوشه
*****
( 1 )
النيـــــــــل
ألقى النيلُ عباءتهُ فوق البرِّ الشرقيّ ونامْ
هذا الشيخُ المحنيُّ الظهرِ
احدودبَ،
ثم تقوّسَ عبر الأيامْ
العمرُ امتدَّ
وليلُ القهر اشتدَّ
وصاغَ الورّاقون فنونَ الكذبةِ في إحكامْ
لكنّ الرحلةَ ماضيةٌ
والدربُ سدودٌ
والألغامْ !
حمل العُكَّازَ وسار يحدّقُ في الشطآنِ
وفي البلدانْ
قيل: القاهرةُ
توقّفْ..
جاء يدقُّ البابَ ويحلمُ..
هل سيصلّي الجمعةَ في أزهرها؟
يمشي في «الموسكي» و«العتبه» ؟
يعبر نحو «القلعةِ»
أو يتخايل عُجْباً في ظلّ الأهرامْ ؟
ويظلُّ الشيخُ النيلُ يحدّقُ
لا يجد وجوهاً يعرفها
وبيوتاً كان يُطلُّ عليها
وسماءً كانت تعكس زرقتَهُ
وهو يمدّ الخطوَ
ويسبقُ عزفَ الريحِ
ويفردُ أشرعةَ الأحلامْ
وقف الشيخُ النيلُ يسائل نفسَهْ:
هل تتغيّرُ سِحَنُ الناسِ
كما يتغيّر لونُ الزيِّ؟
وهل تتراجع لغةُ العينِ
كما يتراجع مدُّ البحرِ؟
وهل ينطفىءُ شعاعُ القلبِ
فتسقط جوهرةُ الإنسانِ
ويركلها زحفُ الأقدامْ ؟
دقَّ الشيخُ النيلُ البابَ
فما اختلجتْ عينٌ خلف الأبراجْ
ولا ارتدَّ صدىً في المرسى الآسنِ
أو طار يمامْ !
من يدري أن النيلَ أتى
أو أن له ميعاداً تصدحُ فيه الموسيقى
ويُؤذّن فيه الفجرُ
فتنخلعُ الأفئدةُ..
ويكسو العينين غمامْ !
وتنحنح مزدرداً غُصَّتَهُ
عاود دقَّ البابِ
الناسُ نيامْ !
ألقى النيلُ عباءتَه فوق البرّ الغربيِّ
ونامْ !
****
( 2 )
الرماد أمامك
الرماد أمامك..
والبحر خلفك..
فاترك ــ لمن خلعوك ــ الخلافة
هذا زمان لدهماء هذا الزمان
يعيثون فيه فسادا
ويرجون منه امتدادا
ويحيون...
يرتكبون صنوف الخطايا
وفي طيشهم يوغلون
فلا يستدير إليهم أحد!
الرماد يسود..
تقدم...
وكن واحدا لا نصيب له
في الرهان
ولا شوكة تستفز,
وإلا...
فأنت الحصاة التي تفسد الزيت
في آلة الناهبين,
وأنت البلاء المسلط,
أنت الدمار المسيطر
حاذر
فرأسك أول ما سيطير
إن ارتفع الرأس عن شبره المفترض
أو تجاوز أبعد من كتف القانص
المعترض
أو تأمل بعضا من اللوحة المدهشة
مشهدا,
مشهدا,
كازدحام الأفق..
بالجياع الذين يبيعون أعمارهم
لاقتناء رصاصة
والصغار الذين يسيرون تحت النعوش
لكي يكبروا في القبور
والشيوخ الذين يؤهلهم عجزهم
لابتلاع المرارة
وتهوي الأوابد عبر المفاوز
وهي تنقب عن طلل في الرمال
هنالك..
تصبح عولمة الفاتحين شظايا
وبعض زجاج تهشم
فوق الرؤوس المليئة بالكبر
لاتمتلك الآن غير الخشوع
لسيدها الموت
يدفعها في اتجاه العناد
وفي لوثة الكبرياء
لعل الجراح يرممها الثأر
والثأر نار بغير انتهاء!
***
الرماد انطلق..
هل تطيق لصهيون هيمنة لاترد!
وهل تتنازل عن قدس أقداسك
المستباحة؟
هل يطمعونك حتى تكون شريكا
وأنت الذي يتحلق حولك
كل الذين يرونك خيط الرجاء
إلي وطن مستباح
وأرض
وخاتمة ــ حرة ــ للمطاف؟
هل تخون دمك؟!
إنه وطن ساكن في شرايين قلبك
ملتصق في وتينك
مشتعل في رؤياك
ومخضوضل في جبينك
مرتسم في يقينك
منطلق في جناحيك
محتشد في قرارة ذاتك
مستمسك بالضلوع!
فانطلق..
لا رجوع!
***
ولا حائط غير جلدي
ومتكأ غير مائك
مسرجة غير وجهك
أنت الرفيق الذي لايخون
وأنت المعين الذي لا يضيق
وأنت الدليل الذي لا يضل
وأنت الزمان القديم الجديد
الزمان الذي ليس عنه بديل!
فلتطل هجمات الرماد القبيح
وليضع مرة واحدة
مابدا واهنا من رجاء شحيح
وليفز بالغنيمة من يهرعون
ومن يؤجرون
ومن يهتفون..
لايهم!
وحدك الآن..
تبقي مدى الدهر
أنت الحقيقي,
أنت الصحيح
وأنت الجميل الجليل!
****
لغة
****
ها أنت تشاغل لغة ً
كبرت بكْ
ومعكْ
لم تبتعدا
أو تتباعد أجنحة منك ومنها
بينكما سرٌ
أقدم من سفر التكوينِ
وأعمق من طبقات الأرضِ
وأبعد من نجم يتملكه بعض فضولْ
فيحاول أن يتطلع عبر سماء واحدةٍ
عبر سماءينْ
ماذا قالت هذي اللغة ُ؟
وماذا قلتَ؟
وأنت تصيد أوابدَ
راحلة في قلب هجير المَحْلْ
وقطرة طلْ
راحت تتشكل في قلب الليلِ
لتفصح عن جلوتها في الفجر المخضلْ
تظل تسَّاءلْْ:
ماذا فجرت النجوى تحت عذاب الحرفِ؟
وكانت أعناق السوسنة تشبُّ
وتقفز فوق سياج العتمةِ
تقنص فرحتها من بوحة عطرٍ
وشميم صبا
أو طلعة نورٍ
من أكمام راحت تتشققُ
وهي تضخ السر الأول في الكونِ
قصيدة حب, تساقط مطراً
من بين أصابع محترقة ْ
في يد عاشقْ
لم يطفئ أشواق يراعهْ
أو كوة نورٍ
يشرق من أسوار العتمةِ
وهو يزلزل ديجور الطاغوتِ
ليسطع بين الناس بهاء العقلْ
أو عابر درب يترنحُ
في رحلة كون مختلْ
يتشهي قدحة شررٍ
أو ومضة برق مسعفةٍ
بمتي؟ ولعلْ!
ماذا يبقي بعد جفاف الحرفِ
وفوضي الكلماتْ!
وتناعق أغربة الحقد الأسودِ!
وحناجر دربها الهتافون المأجورونَ
بحثا عن خلخلة المعني
وهشيم الفكر المعتلْ؟:
أحراش تعوي فيها ذؤبان الليلْ
وجنادل توقف مجري الماءِ
وصوت صهيل النهرْ
وعناكب تفترش الطرقاتْ
نفثت معجمها
وتعرت ملء فضاء مباذلها
ومضت تنسلْ
لكن يقينكَ
ينجيك ويغنيكَ
وينسج من أوراد الرؤيا
وسطور النجم العالي
وشعاع الفجر الصادقِ
عقدا منظوما, كم يتشكلْ
دوما في دائرة العينِ
ولكن لا يتبدلْ
أبدا في دائرة القلبْ!
أو يترجلْ!
كيف يخون ملامحهُ؟
أطلق للريح شراعا مقتحماً
واقبض بيديك علي معشوقتك الموعودةِ
وانفخ فيها من روحكَ
حتي تنهض من كبوتها, وتلوِّح لكْ
فالريح معكْ!
****
المصدر المكتبه الشعريه الالكترونيه