المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المقام العراقي


عاشق رفعت
15/08/2010, 01h11
اشتهر العراق بأغانيه فكان اشهر من نار على علم، و ان من سبر غور الكتب التاريخية يتحقق لديه ان الغناء في عهد الدولة العباسيةارتقى حتى بلغ اوجه فلا ترى في دار السلام (بغداد) انسانا مؤسراَ اذ ذاك و ليس فيبيته قينة تطربه برخيم صوتها و نغمات عودها. و ليس بعجيب اذا ما سمي العراق مهبطوحي الموسيقى العربية فلقد انجب فحول المغنيين غير ان إرادة الله شاءت و قضت ان لايبقى العراق ممتعا بتلك المنحة الجميلة، بل كان نصيبه كنصيب الدولة العباسية منالضعف والتدهور و هناك اخذت شمسه المشرقة تدنو الى الأفول فتلقته الأمم على اختلافنزعاتها و كل أمه تصرفت به و مزجته بلسانها (العامي) اي اللغة الدارجةعندها.

أما في ربوع العراق و بالأخص في بغداد فقدبقي على حالته حتى ايام التتر ثم ارتبك نظامه لأنه دخل عليه كثيرا من الحانالفارسية و التركية و هي التي يغني بها المغني الآن. و قد تسمع من المغني العراقيو هو يغني بلفظة (يادوست) بمعنى يا صديق، و كلمات اخرى مثل (فرياد من) بمعنىالنجده، و (دلياندم) بمعنى قلبي اشتعل، و (ايكي گوزم) بمعنى عيناي الأثنان، و (دل من) بمعنى قلبي، و (جان من) بمعنى روحي، و (أفندم) بمعنى سيدي. أما سبب استعمال هذهالكلمات الاجنبية و وضعها في المقامات العراقية هو أن الأمتين الفارسية و التركية لما دخلتا بغداد و استوطنتها كانت الموسيقى العراقية رغما على ما حصل بها من الفتورو الأنحطاط في طليعة الفنون الجميلة عند هاتين الأمتين، وكان المغني العراقي يومذاك شديد الرغبة في ارضاء مواطنيه و مجاراتهم فأخذ يستعمل مثل هذه الكلمات في سياق غنائه حينما يرى الفارسي و التركي من بعض مجالسيه.

و قد كان الغناء يسمى (مقامات) جمع مقام. والمقام على ما ذكره محمد ابن عبد الحميد اللاذقي في رسالته الفتحية هو الدور، و قالكان القدماء يسمون الأدوار المشهوره بمقام و برده و شد اما المتأخرون فيسمون تلكالالحان بمقام فقط و يغنى على النوبة في العراق. و النوبة هي الچالغي بالجيم الفارسية المثلثة، و كلمة چالغي تركية و أصل التركيب (چالغي طاقمسي) اي جماعه الملاهي. و يتألف الچالغي في بغداد من قارئ أي استاذ في الغناء و آلةموسيقية قديمة تسمى (سنطور) و آلة اخرى تسمى (كمانه) و (دف) و دربكة اي (دنبك). ويبتدئ الچالغي أولا بلحن يسمونه (بشرو) أو بشرف و الاول اسم فارسي مركب من كلمتين احداهما كلمة (بش) و معناها امام و الأخرى (رو) ومعناها ذهاب فباجتماعهمايصير معناهما الذهاب امام و في اصطلاح الموسيقى يطلق هذا الأسم على الهواءالابتدائي الذي يصدر به اول فصل و معناه المقدم أو الفاتحة، كما يقال نظير ذلك عندالعرب (بشرف) و هي تحريف كلمة (بشرو) المذكورة، و بعدذلك يبتدئ المغني بالغناء، و البدء يقال له باصطلاحهم (تحرير) و الختام (تسليم). وفي ختام كل مقام ينشد المغنون و هم الذين يعزفون بالآلات الموسيقية (بستة) أي اغنية تكونموافقة للمقام الذي يغنيه المغني والمغني يطلق عليه قارئ، و البستة كلمه فارسيةمعناها (رابط) و مصطلح عليها في الموسيقى التركية بمعنى (موشح).

أما المقامات المعمول بها اليوم والتي يغنىبها على (الچالغي) هي:

* بيات والترك يسمونه بياتي و الارجح ان الكلمة مأخوذه من العشيرة المسماه بهذا الأسم و هي عرب يتكلمون اللغه العربية و التركية أو من الأرض التي يسكنونها و هي واقعة في انحاء جبل حمرين، و قد اشتهر هؤلاء الناس بصوتهم الرخيم وكان منهم في العهد الأخيرشلتاغ و احمد زيدان.
*نارياي المحرق و هذا المقام مستعمل في الموصل و أن البغداديين أخذوه عن الموصليين و انهم سبقوا البغادده في استعماله
*محمودي و هومسمى باسم واضعه و انه مستعمل في العراق و قيل في ديار الشام
*طاهراوزنگه و الزنگه عشيرة معلومه من العشائرالكردية العراقية تقطن بقضاء كفري التابع الى لواء كركوك و لعل الزنگه تصحيفرزگولاه او زنگلاه الذي تسميه العرب بصفتهم الفنية زرگولاه و العرب المولدون زنگوله و هو أحد المقامات المعروفة الواقع بين مقام الراست و الدوگاه
*سيگاه وهو المقام الثالث
*حليلاوي بالتصغير و النسبة على طريقه العامة العراقية اذ يقولون حلاوي و بصراوي و مكاويبالنسبه الى الحلة و البصرة و مكة
*حجاز ديوان و الديوان كلمة تركية و عربية تطلق على ثمانية درجات أصواتمتتابعة بالتدريج، و من انواع هذا المقام نوع يقال له حجاز شيطاني.
*قوريات ومستعمل في كركوك و لعله منسوب الى جانب من جوانبها و هو الجانب الغربي و يسمىقورية

*عريبون عجم بفتح العين و الراء وسكون الياء و يليها باء مضمومة فواوساكنة فنون. و الترك يسمونه أعريبون بزياده الالف الاولى، و هو من وضعالفرس
*عريبون عرب و يسمى عند الترك كالاول و قد وضعه العرب تجاه العريبون عجم الذي وضعه الفرس
*جبوري منسوب الى عشيرة الجبور الساكنة في انحاء العراق و هؤلاء مشهورون بغناءالعتابة
*مخالف قال صاحب كتاب (تعليم الموسيقى) ان هذا المقام مهجور مع انه اليوم مستعمل في العراقو بالأخص في بغداد
*راشدي لعل اللفظة تصحيف كلمه رشتي مدينة من مدن ايران أو مسمى باسم واضعه
*راست والكلمه فارسية أي المستقيم و كان الفرس يبتدؤون ديوانهم براست، والعراقيون يلفظون الراست بلا ألف أي رست
*منصوري وهو منسوب الى (منصور زلزل) المغني المشهور في عهد العباسيين، و الترك يسمونه منصوربحذف ياء النسبة، و زلزل هذا من سواد أهل الكوفة و كان أضرب معاصريه في العود و هوأول من أحدث العيدان الشبابيط و كانت قديما على عمل عيدان الفرس.
*حجاز آجغ و الكلمة الأخيرة تركية محرفة و الصحيح هي آجق أي صريح، و هذا المقام مشتق من الحجاز ديوان
*عمر گلى و گلى بالگاف الفارسية و ألف مقصورة و هو منسوب الى واضعه و يستعمل في كركوك ومشهور هناك
*ابراهيمي منسوب الى (ابراهيم الموصلي) المغني في العهد العباسي و سبب تسميته في الموصلي أنهلما نشأ اشتهى الغناء فطلبه فأشتد أخواله عليه و بلغوا منه فهرب الى الموصل و لمارجع قالوا له أصحابه مرحبا بالفتى الموصلي فلقب به.
*باجلان ولعله منسوب الى برجلان قرية من قرى مدينة واسط المندرسة او الى عشيرة باجلان الكردية و هي تسكن العراق قريبا من بلده خانقين.
*نوى و هواسم معرب ذكرته كتب الموسيقى و في اللغة النوى هو الفراق
*مسكين وفي العراق يسمى مسچين بالجيم الفارسية المثلثة و هو من وضع العراقيين و مسمى باسم واضعه
*خناباتا وخرباتو عباره هذا الاسم فارسية و لعله منسوب الى الفرس
*حسيني بالتصغير و النسبة و لعله منسوب الى السادة الحسينية او الى احد الاشخاص المسمىبهذا الأسم
*دشت بفتحالدال و سكون الشين المعجمة و التاء الساكنة و العراقيون يلفظون هذه الكلمة دشتي بزياده ياء النسبة، و اصل هذا المقام فارسي
*عجم اوعجم عشيرانبالتصغير و هو منسوب الى الفرسايضا
*گلگلي بكافين فارستيين و اللام الاولى ساكنة و الثانيه مكسورة و الكلمة تركية معناهاوردي
*ارواح ولعل هذا المقام هو المشهور (براحه الارواح) و معناه استراحه الروح و هو مشهور عندالأتراك
*صبا و هوأشهر من أن يذكر و قد قيل عنه أقدم المقامات و في اللغه الصبا هي الريح وتأتي منمطلع الشمس
*پنجكاه كلمة فارسية ظاهره المعنى أي المقام الخامس
*شرقي أوشرقي اصفهانو منهشرقي دوگاه، و كلمة شرقي تركيه تطلق علىكل نغم من الانغام كما يقال نظير ذلك عند العرب (موشح أو دور) و أصفهان احدى مدنايران و هي وطن أبي فرج الأصفهاني صاحب كتاب الأغاني و لعل هذا المقام منسوباليها.
*اوج والاتراك يسمون (اويج) و هذا المقام هو اعلى المقامات
*مثنوي لعله منسوب الى الوتر الثاني من أوتار العود
*ماهوري وهو اسم فارسي و معناه الهلال و قد قيل انه خطأ و انما هو ياهو، و يستعمل في العراقو الشام، و العراقيون يسمونه ماهوري بزياده ياء النسبة
*بهرزاوي و هو منسوب نسبة عامية الى قرية من قرى بعقوبه يقال لها بهرز، و العراقيون كثيرا مايطربون لهذا المقام
*حديدي وهو منسوب الى بيت الحديدي في بغداد او الى عشيرة الحديديين التي تسكن جوار مدينةالموصل
*حكيمي وضعه أحد أفراد بيت السيد عبد الباقي الحكيم البغدادي، و كان أهل هذا البيت يزاولون الطبابة و الموسيقى في العراق في القرن الماضي و يصفون الطرب و اللهو لمداواة عدةامراض فتبرأ
*مدمي وهذا المقام ايضا من وضع بيت الحكيم البغدادي وضع للمرضى لأنه يحرك الدم
*خلوتي وهذا المقام صوفي منسوب الى أهل الطريقة الخلوتية و هم قسم من السادةالصوفية
*أوشار والهمزة مضمومة ضما مفخما مبهما و الكلمة فارسية تدل على نسبه هذا المقام الىالفرس


*سعيدي وهو منسوب الى رجل معروف بحسن غنائه في بغداد
*بختيارمقام يستعمل في كردستان و الموصل و بغداد و أصله فارسي و منسوب الى عشيرةالبختياريين في ايران
*مقابل والباء مفتوحة و اكثر استعماله في الموصل، و الموصليون يطربون لسماعه و يسمونه (مگابل) بالگاف الفارسية
*بشيري منسوب الى واضعه او الى قرية البشيري من قرى كركوك
*اورفا وهو منسوب الى المدينة المشهورة سابقا بالرها و هي مدينة بالجزيرة بين الموصل والشام و من المدن التركية اليوم
*آيدينوهو منسوب الى مدينة عرفت بهذا الاسم في الاناضول التركي
*قطرو هو مقامكردي مستعمل في كركوك و انحائها
*چارگاه بالجيم الفارسية المثلثه و الكاف الفارسية و هو تصحيف او تخفيف جهارگاه و تعنيالمقام الرابع
*و بين هذه المقامات ما هي أصلية تسمع في بلدانمن البلاد الشرقية اي ديار العرب و الفرس و الترك و هي (الرست و الصبا و الاوج والعجم و النوى و الحسيني و الحجاز) أما الباقيه فهي من وضع العراقيين و الاقوامالمجاورة لهم. و لهذه المقامات (شعب و پردات و ميانات) وضعوها العراقيين انفسهمفسموها بأسماء مختلفة منها منسوبه الى اصحابها و واضعيها و منها سميت بالمكان الذيوضعت فيه و جميعا تستعمل في غناء هذه المقامات، و المغني الحاذق عند التغني بها لايجوز له التخلي و الشذوذ عن اوضاع تلك الشعب و الپردات و الميانات و ان يأتي بكلواحدة منها و يضعها في مكانها المطلوب. و اسماؤها:
سفيان نغمه سيگاه، وخليلي نغمه رست، وعبوش نغمه بيات، وبلبان نغمه سيگاه، وقريه باش نغمه بيات، وسي رنك نغمه سيگاه، ومخالف كركوك نغمه سيگاه، وقزازنغمه بيات، وناهفت نغمه چارگاه، وبوسليك نغمه بيات، وبيات عجم نغمه حجاز، وقاتولي نغمه سيگاه، واذربيجان نغمه سيگاه،وجصاص نغمه سيگاه، وسيساني نغمه رست، وآيدين نغمه چارگاه، ونوروز عجم نغمه بيات، وبشيري نغمه چارگاه، ودشتي نغمه حسيني، وهمايون نغمه حجاز، وزنبوري نغمه بيات، وسيگاه حلب نغمه سيگاه،وسيگاه عجم نغمه سيگاه، وماهوري نغمه چارگاه، وعشيشي نغمه حجاز،وعمر گلى نغمه بيات، ولاووك نغمه چارگاه. و هذه الشعب و البردات والميانات لا يعرفها الا اساتذه المقام العراقي.


اما كيفية الغناء بالمقام العراقي فأنه ينقسمالى خمسه فصول الأول يقال له فصل البيات و الثاني (فصل الحجاز) و الثالث (فصل الرست) و الرابع (فصلالنوى) و الخامس (فصل الحسيني) . و لكل فصل من هذه الفصولمقامات خاصة و توجد مقامات لم تدخل ضمن هذه الفصول و تغنى منفردا، و يجوز للمغني ان يدخلها ضمن هذه الفصول اذا شاء. و غير مستحسن ان تغنى المقامات العراقية على غيرآلتي (الكمانه و السنطور) يضاف اليهما الدف و الدنبك اي (چالغي بغداد). و بعدان يجلس المغني مع العازفين يبدأ اولا في الفصل الاول و هو فصل البيات ثم الفصل الثاني و الثالث الى آخر الفصول



* منقول من كتاب الطرب عند العرب،بغداد ١٩٦٣

عاشق رفعت
15/08/2010, 15h34
تـعـريـف الـمـقـام

هو لون عراقي من الغناء القديم تصاحبه الآلات الموسيقية ، وهو تراث موسيقي يتسم بصفة أو طبيعة ارتجالية في الغناء والعزف على مختلف السلالم الموسيقية التقليدية بطريقة مضبوطة ، هذا من كون المناسبة دنيوية ، اما اذا كانت دينية فيقثصر على استخدام الجزء الغنائى بدون آلات موسيقية كما في المولد والتهاليل والتواشيح والتحميد ، والمقام العراقي قريب الشبه بكل من المقام الاذربيجاني والرديف الايرانى ويقترب ايضا ببعض الصفات من المقام الطاجيكي والاوزبكي ولاكنه يختلف عن كل هذه المقامات بصفات اخرى ، ان المقام العراقي يقتصر وجوده في العراق فقط وهو يمثل الفن الغنائي الخاص بالشفافة الموسيقية الحضرية لمدن العراق ، وقد برز وبصورة ملموسه في بغداد وتليها كل من كركوك والموصل ، ومن ابرز السلالم النغمية المشتركة بين العالم العربي والاسلامي هي الرست والبيات والحجاز واليكاه والصبا والحسيني والنوى والكرد والمخالف ، وتتميز المقامات العراقية ما عدا خضوعها لقواعد التي تتحكم بالاجناس الموسيقية وتصويرها ، باحترام الخصوصية التي تفرضها صبغة المقام العراقي اضافة الى تمسكه بالميزات الجمالية الخاصة به على صعيد الاداء

مـفـهـوم الـمـقـام

هو نوع من الغناء الكلاسيكي الذي يتألف من عدة مقاطع لا تقبل الزيادة او النقصان ، ولقراءته اصول وقواعد وهو الارتجال الكامل الذي يعتمد على السمع وينطق بالحنجرة وبالتنقل على السلالم الموسيقية بطريقة مضبوطة ، لذا فأن المقامات هي غناء فني وضعها ولحنها مغنون عراقيون ووضعوا لها قواعد واصولا لا يجوز للقارئ ان يحبد عنها ولا يجيدها الا من تعلم القواعد والاصول والمقام العراقي وحدة مترابطة من عدة مقومات وهى تتألف من النغم والشعر والايقاع وطريقة الاداء ،ولم تكن المقامات العراقية تقرأ في القرون الماضية مع الموسيقى ، ولم تكن تغنى في الافراح او المسرات بل في مجالات خاصة لا يحضرها الا من كانت له صلة بالادب والفن والموسيقى ، لان المقام يمكن ان يقرأ بدون آلات ولا يمكن انه يقرأ بدون قارئ
لماذا لم يكتب المقام
يقول العزاوى لانها معقدة وكثيرة التحويل والانتقالات النغمية وليس في مقدور الآلة الموسيقية ان تعطى نفس الصورة الفنية التي تعطيها الحنجرة في غناء هذه المقامات ، ويرى قوجمان في كتابه (الموسيقى الفنية في العراق) ان المسأله ليست بعجز الآلة الموسيقية عن اداء جميع الانتقالات النغمية التي تؤديها الحنجرة كما يصفها العزاوي بل ان جوهر المشكلة هو وحدة المقامات المترابطة التي لا يمكن تجزئتها فحتى لو وجدت الآلة الموسيقية التى تساعد العازف الماهر فى اداء كل الحركات النغمية المطلوبة

مقومات المقام العراقي

النغم
يتألف المقام او كل مقام من المقامات من نغم معين كالبيات والرست والصبا والحجاز والديوان والسيكاه والجهاركاه والحسيني ، وهذه هي الانغام السبعة التي تتكون منها المقامات


الشعر
ويشكل الشعر احد مقومات الهامة والرئيسية ، حيث لا يمكن قراءة المقام دون وجود الشعر والشعر نوعان شعر عربى فصيح وشعر عامي شعبى ، والشعر العربى الفصيح له اوزانه وعروضه التى يكتب عليها وقد قام العالم احمد الفراهيدي بتقسيمها الى ستة عشر بحرا شعريا ولكل بحر نوع من الموسيقى فعندما تقرأ شعرا من البحر السريع تدرك هذا البحر من خلال التقطيع الموجود به ، اى التفعيلات ، ويستخدم في الشعر ب 33 مقاما عراقيا اما في الباقي فيستخدم شعر شعبي بل هنالك مقامات يقرأ فيها الشعر الشعبي والفصيح معا ، ومن المقامات التي يقرأ بها الشعر الفصيح هى الرست والبيات والحجاز والحسيني اما المقامات التي يقرأ بها الشعر الشعبي وخصوصا الموال (الزهيري) ومنها الابراهيمي والمحمودي والناري والمخالف والمرمي والحديدي اما المقامات التى يغنى بها الشعر الفصيح والشعبي فى آن واحد فهى اللامي والصبا .
الايقاع
الايقاع احد مقومات المقام الاساسية والايقاع ملازم لكل انواع الموسيقى ، فكل مقام يرتبط بوزن معين لا يجوز تغييره ، وقد يغنى مقام معين بوزنين مختلفين ، فيغنى جزء منه مع الوزن الاول حتى بلوغ مرحلة معينة من مراحل طوره ثم يتحول الوزن فيغنى الباقي من المقام مع الوزن الثاني .
كلمات وعبارات اضافية
من الصفات المميزة للمقام العراقي وجود كلمات وعبارات معينة منها عربية ومنها غير عربية يرددها المغني اثناء قراءة المقام في مواضع معينة دون ان تكون لها أي علاقة بالشعر المغنى وبدون ضرورة ظاهرة تدفع قارئ المقام الى ترديدها ولكل مقام كلماته المميزة التي لا يتم الا بترديدها مثل كلمات يار ومعناها يا وليفي ، جانم ومعناها روحى ، بدادم معناها انجدني ، افندم معناها سيدي وهنالك كلمات عربية تردد ايضا دون ان تكون لها علاقة بالشعر مثل يا غنم ، يابه ، اوه ، يا عيوني ، أويلي ، ووجود كلمات عربية لا ينفي وجود كلمات اعجمية بل توجد اكثرها معا وهناك سؤال يقول ما سبب بقاء هذه الألفاظ العربية وغير العاربية كجزء من المقام لا يمكن التخلي عنها اذا لم يكن هناك ضرورة موسيقية لترديدها اثناء قرائة المقام ، يقول الرجب وهو خبير في المقام العراقي ان المغني يستعين بهذه الكلمات على اداء المقام اذ بدونها لا يمكن تحريره وتأدية قطعه أو مياناته ، فاذا ابدلناها نحاذر ونخاف على ضياع المقام ولاكن الاستاذ قوجمان يقول انى اخالف الرجب في هذا التحليل الذي يعزو بقاء هذه الألفاظ الى عجز المغني عن تحرير المقام بدونها والى خشية المغنين من ضياع المقامات ، كما اخالفه في ان عجز الموسيقيين الى الآن عن تسجيل المقام على نوتة هو بسبب تمسكهم بها والبقاء عليها ، ليس لترك هذه الكلمات والعبارات العربية والاجنبية اي تأثير موسيقي على المقام ذاته طالما يؤديه المغني اداء صحيحا ، ولاكن تأثير الكلمات الحقيقي ينحصر في تحطيم الوحدة المترابطة للمقام او الاخلال بها جزئيا ، فأي حذف يؤدي الى ضياع المقام موسيقيا .
طريقة الأداء
لكل قارئ مقام طريقة يقرأ بها المقام عن سلفه وربما حاول تغييرها أو تطويرها فالمقام من هذه الناحية نظام من النبرات والتقلبات الصوتية يجرى أداؤه بروحية معينة ، وقليل من المغنين يدرك هذه النبرات ويكون واعيا لها بل اغلب المغنين يقوم بصورة مقصودة بتقليد النبرات الصوتية التي سمعها من سلفه ، لذا يصعب وصف وكتابة الروحية التي ينطوى عليها المقام العراقي وحدة مترابطة بكل مقوماته ، ويتضح من ذلك ارتجالية المقام وبالتالي اختلافه عن الموسيقى الحديثة .
المقام والنغم بالعراق

يمتاز العراق بان له فناَ زاخراَ يميزه عن باقي البلدان العربية ، الا وهو فن المقامات ونغماته التي ترسخت في نفسية الفرد العراقي الاصيل ، لذا نشاهد المقام في كل نواحي الحياة الاجتماعية ابتداء من المهد الى اللحد
1- منذ ان يولد الطفل تقوم الام بتنويمه وهى تغني له على نغم المثنوي - دللول با ولد يبني دللول
2- في الزورخانات (النوادي الرياضية) كان المرشد يضبط ايقاعه على الطبلة ويغني لهم ما يلائم العابهم وخصوصا على مقام البنجكاه
3- عند الباعة عندما ينادي الباعة لترويج بضائعهم وخصوصا الذين يبيعون الخضار والبضائع المختلفة وهنا يستعمل الباعة نغم الركباني
4- في الافراح و الحماس للمعارك كانت تستخدم الهوسة الشعبية
5- عند التعازي ، حيث يقوم القارئ بالنعي بواسطة مكبرات الصوت فيكون على نغم القزازي وعند التغسيل على نغم السفيان
6- المجالس الحسينية ويقرأون بالبدايه على نغم الماهورى او سفيان او خلوتى او ركبانى
7- في الموالد والمدائح النبوية حيث يقرأ المقام وبأنغام فرحة عند مدح الرسول (ص) ويتحول الى نغم به حزن عند الذكر اى ذكر عظمة الله
8- في قراءة القرآن الكريم ويمكن تمييز القرائة في المدرسة العراقية عن القرائة في المدرسة المصرية ويقرأ على انغام الطاهر والماهوري وخلوتي والعشيران
مجمل القول ان العراقيين وخصوصا اهل بغداد من فرط انهماكهم في الانغام والالحان طغى على اذواقهم طغيانا عظيما حتى الناس لا تسمع خطيبا او قارئ قرآن اذا لم يكن ذا صوت عندليب منغم.
تـصـنـيـف الـمـقامـات

كانت المقامات تزيد على ثمانين مقاما ، وقد اهمل الكثير منها لأسباب متعددة منها لأنها ناقصة من الناحية الفنية ومنها لكونها متشابة والبعض لعدم توفر الشروط وبعضها تحول الى وصل او قطع صغيرة ضمن حركة مقام معين ومنها من لا يتسم بالروح العراقية ولا يتفاعل معه المستمعون ، وقد اورد الرجب في كتابه عن المقام العراقي ثلاثة وخمسين مقاما ،وافاد ان الانغام التي تتفرع منها كل المقامات عراقية ، ولاكن هنالك بعض المقامات ليس عراقية بل تركية او فارسية وغيرها ، ولاكن المقام العراقي يبقى الاكبر بينها

تصنف المقامات الى قسمين الاول هى مقامات الفصول والثانى مقامات غير داخله بالفصول وهى تضم كل المقامات الاخرى
مقامات الفصول وتنقسم الى خمسة فصول وهى

البيات

الحجاز

الرست

النوى

الحسينى

البيات

حجاز ديوان

الرست

نوى

حسينى

النارى

قوريات

منصورى

مسجين

دشت

الطاهر

عربيون عجم

حجاز

عجم

أورفه

المحمودى

عريبون عرب

جبورى

بنجكاه

أرواح

السيكاه

ابراهيمى

خنبات

راشدى

أوج

المخالف

الحديدى

حكيمى

الحليلاوى

صبا



مقامات خارج الفصول

الجمال

الهمايون

النوروز عجم

البشيرى

الدشتى

بيات عجم

المثنوى

السعيدى

القطر

خلوتي

نهاوند

البهرزاوي

المكابل

شرقي رست

شرقي دوكاه

الكلكلي

المدمي

الحجاز آجغ

التفليس

الباجلان

الحويزاوى

الأوشار

الحجاز كرد




مقامات يقرأ بها الشعر الفصيح

رست

بيات

حجاز

حسيني


مقامات يقرأ بها الشعر الزهيري

الابراهيمي

حجاز كاركورد

المحمودى

الناري

شرقي دوكاه

الحديدي

باجلان

المخالف

المرمي

مخالف

بهرزاوى

حليلاوي

جبورى

محمودى

راشدي

مسجين

كلكلي

عريبون عرب

شرقي رست

مكابل

قطر

مدمي

حكيمي





-السملك وهى طريقة غنائية خاصة بالعتابا ونغمتة سيكاه ويغنى نهاية مقام الحكيمي

- اللامي نغم خاص بقراءة الابوذية ويستقر على درجة سيكاه

- الركباني غناء خاص عند البدو لحداء الابل وله نظام خاص

تـاريـخ الـمـقـام


ان المقام العراقي فن اصيل وتراث حضاري امتزجت وتفاعلت معه فنون حضارية اخرى ، وهو عصارة احقاب من الزمان لا يعرف تاريخ محدد او فترة محددة لتأليفه ، وهناك من ينسبه الى العصر العباسي كما يقول شعوبي ابراهيم ، او الى العهود المظلمة اى فترة الحكم العثماني وهي لا تتجاوز 400 عام كما يقول الرجب ، ان المقام ليست دائرة مغلقة بل حلقة مفتوحة يمكن بواسطتها تطوير واضافة مقامات جديدة كما فعل الاستاذ المرحوم محمد القبنجى

فترة الانقطاع
يقول الفنان والخبير الاستاذ الرجب ، نحن الان بعد موت الفنان يوسف عمر في فترة انقطاع ، ويقصد بهذا الانقطاع عدم وجود قارئ مقام يفهم الانغام والتركيبات النغمية ، ويفهم لماذا صيغت او صنعت هذه المقامات بهذا الشكل ، بل يوجد قراء فقط ، ان المقام هو الارتجال الكامل الذي يعتمد على السمع وينطق بالحنجرة ، وهذا من احد الاسباب التي تجعل كتابة المقام (اي تنويته) عملية صعبة ، لانه كلما زاد الارتجال قل المكتوب والعكس صحيح

hasanh
01/09/2010, 19h57
اخي الفاضل
لدي بعض الملاحظات على ما ذكرته في المقال التي نقلتموها سعادتكم

ان الكلمات الفارسية والتركية موجودة في المقام العراقي ليس بسبب التاثير الفني الاجنبي بل ان الفنانين العراقيين وحتى لوقت قريب يحبون ادخال الكلمات الاجنبية لاضفاء نوع من حداثة العمق وروعة الغموض . والجدير بالذكر انه ليس لدى الترك والفرس ما يوازي المقامات العراقية رغم اجلالي للحضارتين العثمانية والفارسية المسلمتان . والموسيقى والفارسية والهندية لم تتطور الا بعد انتشار الموسيقى العربية في اصقاع الدولة العباسية (راجع الفارابي:الموسيقي الكبير. وراجع شعوبي ابراهيم :دليل الانغام ) اما تركيا فلم تكن موجودة اصلا


قسم من انواع المقامات العراقية التي ذكرتموها حضرتكم -استشهادا- غير موجودة ولم تكن اصلا موجودة ببداية الفونوغراف اي منذ مئة سنة - يعني لا توجد هكذا مقامات - ولم يذكرها القراء الذين ولدوا وتدربوابعد 1850. ولكن سبب ذكرها في بعض الكتب الحديثة ان المؤلفين للاسف لا يراجعون التسجيلات المتوفرة او يقومون بالتحقيق مع قراء المقام الكبار بل ان كل مايعملونه هو ان ينقل احدهم من كتاب الاخر (وهذه هي احدى مشاكل الابحاث في البلاد العربية).
والا فكيف ان يجري في بعض كتب الستينات - اوحتى السبعينات - القيام بتكرار اعادة تبويب مقامات غير موجودة او بائدة - البائدة هي التي لم يدرس غناؤها احد ولا يوجد لها تسجيلات - مثل مقامات عمر كله، البشيري،السفيان، الحجاز اجغ، ايدينو، الخ اي انه يذكرها بدون ان يسال احدهم القراء الكبار عنها

بل يصل بعض المؤلفين الى درجة شرح اصل تسمية بعض المقامات حدسا وتخمينا وكانهم حققو في الامر وتحروه فهم كمن يشرح لماذا سميت مراكش مراكش واسيوط اسيوط بدون دليل
ونستدل على عدم معرفتهم بالمقامات مثلا بقوله ان الاوج اعلى المقامات وهو كلام جزاف فهو قد ظن ان كلمة الاوج - لغة - تدل على القمة بينما الاوج بالطبع هو من مقامات القرارالواطئة.

هذا ما اردت ذكره لكن يا اخي المقالة التي رفعتموها - فيما عدا ذلك - مهمة وانتم مشكورين على رفعها وتحقيقها كما ان جهودكم السابقة معروفة وخدمتكم للتراث عظيمة اخي عاشق رفعت
انا ممنون لكم اخي الفاضل

الموسيقي علي
02/09/2010, 07h47
شكرا لك اخي الفاضل لانك تذكر للناس شيئا عن التراث العراقي الزاخر

Moderato
21/11/2013, 08h20
لا توجد لحد الأن دراسة علمية نقدية وافيةعن تاريخ ونشوء المقام العراقي لقلت المصادر التاريخية من ناحية ولعدم وجود طرق علمية حديثة تعني بشؤون الموسيقى. على أن الدكتور صالح المهدي يذهب إلى تأثر الموروث الموسيقي العراقي وخصوصاً البغدادي منهُ بما هو موجود في آسيا الوسطى وايران فهناك تشابه كبير بما يسمى اليوم في أوزبكستان بالشاش مقام وأسلوب المقام العراقي كذلك إلى ما موجود اليوم في أيران بالدستكاه أو الرديف والمقام العراقي ايضا؛ وفي تصوري بأن المرحوم الرجب كان أقرب إلى الصواب بإرجاع تاريخ وبدأ المقام من فترة 300 إلى 400 سنة ؛ فليس هناك اية أشارة إلى صيغة واسلوب المقام العراقي أو البغدادي في المخطوطات الموسيقية التي وصلتنا في عهد إزدهار الموسيقى العربية وخصوصاً في الفترة العباسية وإنما هناك تشابه في تسميات الدوائر أو الشعب (والمقصود هنا هو السلم الموسيقي) وهذا ما ذهب اليه المرحوم شعوبي إبراهيم فدلالة اسم نغم أو دائرة لا يعني بالضرورة بدخولنا إلى اقسام المقام العراقي من تحرير وتسليم وقطع وواصال والخ. إن انحسار ظاهرة المقام العراقي راجعة في تقديري لعوامل اجتماعية وأقتصادية وسياسية سببت تراجع هذه الظاهرة الكلاسيكية الرائعة في تاريخ الموسيقى العربية؛ فهناك الكثير من الاوصال والقطع قد غابت عن الذاكرة الموسيقية لقرء المقام العراقي والنتيجة مع مرور الزمن سوف تفتقد من الذاكرة المقامية أركان اخرى من صميم هذا الفن