المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما هو الشعر ؟


سلوى خزبك
01/07/2010, 09h08
قرأت هذا التعريف الرائع للشعر جعلنى اتأكد ان فن الشعر لا ينفصل عن الفن الطربى الاصيل لمنتدى سماعى فضلا عن الاهداف الاخرى من ابراز للتجارب الشخصية او الاغراض الاخرى والتى تنطلق فى كافة الاتجاهات لتأتى لنا بكل جميل يشبع رغبانتا فى التعبير عما لا نستطيع ان نعبر عنه .. وهذا التعريف فى صورة نثرية جميلة للشاعر نزار قبانى :-

لا أجرؤ على تحديد جوهر الشعر .. لأنه يهزأ بالحدود . ثم ماذا يضير الشعر إذا لم نجد له تعريفاً ؟ ألسنا نتقبل أكثر الأشياء التي تحيط بنا دون مناقشة ؟ فالروائح ، والألوان ، والأصوات التي يسبح آياننا فيها .. تبعث اللذة فينا دون أن نعرف شيئاً عن مادتها وتركيبها . وهل تخسر الوردة شيئاً من فتنتها إذا جهلنا تاريخ حياتها ؟ لنتواضع إذن على القول : إن الشعركهربة جميلة ، لا تعمر طويلاً ، تكون النفس خلالها بجميع عناصرها من عاطفة ، وخيال ، وذاكرة ، وغريزةٍ ، مسربلة بالموسيقا . ومتى اكتست الهنيهة الشعرية ريش النغم ، كان الشعر . فهو بتعبير موجز ( النفس الملحنة ) . لا تعرف هذه الهنيهة الشاعرة موسماً ولا موعداً مضروباً ، فكأنها فوق المواسم والمواعيد . وأنا لا أعرف مهنة يجهل صاحبها ماهيتها أكثر من هذه المهنة التي تغزل النار .. ... والذي أقرره ، أن الشعر يصنع نفسه بنفسه ، وينسج ثوبه بيديه وراء ستائر النفس ، حتى إذا نمت له أسباب الوجود ، واكتسى رداء النغم ، ارتجف أحرفا تلهث على الورق .. ولقد اقتنعت أن جهدي لا يقدم ولا يؤخر في ميعاد ولادة القصيدة ، فأنا على العكس أعيق الولادة إذا حاولت أن أفعل شيئاً .كم مرةٍ .. ومرةٍ .. إتخذت لنفسي وضع من يريد أن ينظم ، وألقيت بنفسي في أحضان مقعدٍ وثير ، وأمسكت بالقلم ، وأحرقت أآثر من لفافة .. فلم يفتح الله علي بحرفٍ واحدٍ . حتى إذا آنت أعبر الطريق بين ألوف العابرين ، أو آنت في حلقة صاخبةٍ من الأصدقاء ، دغدغني ألف خاطر أشقر .. وحملتني ألف أرجوحةٍ إلى حيث تفنى المسافات .
والشعر يحيط بالوجود كله ، وينطلق في كل الاتجاهات ، فترسم ريشته المليح والقبيح ، وتتناول المترف والمبتذل ، والرفيع والوضيع . ويخطئ الذين يظنون أنه خط صاعدٌ دائماً ، لأن الدعوة إلى الفضيلة ليست مهمة الفن بل مهمة الأديان وعلم الأخلاق .


وأنا أؤمن بجمال القبح ، ولذة الألم ، وطهارة الإثم . فهي كلها أشياء صحيحة في نظر الفنان . تصوير مخدع موسى ، واردٌ في منطق الفن ومعقول ، وهو من أسخى مواضيع الفن وأغزرها ألواناً . أما المومس من حيث كونها إناءً من الإثم ، خطأ من أخطاء المجتمع ، فهذا موضوع آخر تعالجه المذاهب الاجتماعية وعلم الأخلاق . يقول مروتشه في نقد المذهب الأخلاقي في الفن : " إن العمل الفني لا يمكن فعلاً نفعياً يتجه إلى بلوغ لذة أو استعباد ألم ، لأن الفن من حيث هو فن لا شأن له بالمنفعة . وقد لوحظ من قديم الأزمان أن الفن ليس ناشئاً عن الإرادة . ولئن كانت الإرادة قوام الإنسان الخير ، فليست قوام الإنسان الفنان . فقد تعبر الصورة عن فعل يحمد أو يذم من الناحية الخلقية ، ولكن الصورة من حيث هي صورة لا يمكن أن تحمد أو تذم من الناحية الأخلاقية؟ لأنه ليس ثمة حكمٌ أخلاقي يمكن أن يصدر عن عاقل ، ويكون موضوعه صورة . " إن الفنان فنان لا أكثر ، أي إنسان يحب ويعبر ، ليس الفنان من حيث هو فنان عالماً ، ولا فيلسوفاً ولا أخلاقياً . وقد تنصب عليه صفة التخلق من حيث هو إنسان ، أما من حيث هو فنان خلاق ، فلا نستطيع أن نطلب إليه إلا شيئاً واحداً ، هو التكافؤ التام بين ما ينتج وما بشعر به .. ". لو صح لنا أن نقبل ما زعمته المدرسة الأخلاقية في الفن لمات الفن مختنقاً بأبخرة المعابد ، ولوجب أن نحطم كل التماثيل التي نحتها ميشيل أنجلو ، والصور البارعة التي رسمها رفائيل .. لأنها إثم يجب أن لا تقع فيه العين . لو ذهبنا مع أشياع هذه المدرسة إلى حيث يريدون ، لوجب أن نخرج من حظيرة الجيد قصيدة النابغة التي قالها في زوجة النعمان وقد انزلق مئزرها عن نهديها .. شابين .. مرتعشين : سقط النصيف ولم ترد إسقاطه فتناولته واتفقنا باليد ... ولكان علينا أن نلعن النابغة ، ونعتبره ضالاً لا يستحق أن نقرأ سيرته وأشعاره .

الباشاقمرزمان
01/07/2010, 09h36
أريد إيضاحاً أكثر تحديداً لهذا الكلام من فضلك حتى أستطيع استيعاب ما يعنيه بدقة ، ولك الشكر الجزيل:emrose:

سلوى خزبك
01/07/2010, 21h57
اردت من هذا التعريف الذى قرأته لنزار قبانى على التركيز مايدخله الشعر على النفس من لذة وبهجة ومداعبة للوجدان وهذا ما يفعله اللحن الجميل والصوت المعبر عن اغنية صيغت بشكل يجعلك تذهب لبعيد وعندها وجدت ارتباط قوى بين طرب الاغانى وطرب الشعر واجد ذلك فى بعض الجمل المنتقاه لنزار قبانى مثل :-


إن الشعركهربة جميلة
تكون النفس خلالها بجميع عناصرها من عاطفة ، وخيال ، وذاكرة ، وغريزةٍ ، مسربلة بالموسيقا . ومتى اكتست الهنيهة الشعرية ريش النغم ، كان الشعر . فهو بتعبير موجز ( النفس الملحنة )
والشعر يحيط بالوجود كله ، وينطلق في كل الاتجاهات .

هذا على سبيل المثال مما ذكره نزار قبانى رغم اننى اختلف معه فى بعض قصائده الجريئة اكثر من اللازم مما قد ينفرنى انا شخصيا منها حتى وان كانت رائعة الصياغة ولكن اعجبنى تعريفه للشعر فى نثر جميل .
ولذا يا استاذ رضوان حسن لم ارد من التعريف المعنى التركيبى للشعر وانما الناحية الوجدانية والتى تمس الاحساس طبقا لموضوع القصيدة.

لا اعرف ياأستاذ الباشا قمر زمان ان كنت قد استطعت توضيح ما اقصد ام لا
ولكما انت والاستاذ رضوان كل الشكر على قراءة الموضوع

الباشاقمرزمان
01/07/2010, 22h25
الأستاذة / سلوى خزبك

لك الشكر على هذا الايضاح وكان مغزى سؤالي في الحقيقة هو ما تهدفين للوصول إليه من هذا العرض لكلام لنزار قباني و بالفعل للشعر موسيقى جميلة لكن بدون موضوع هادف من المؤكد لن يكون لها قيمة ولكن الموضوع والكلمة هي التي تصنع التناغم وتعطى الموسيقا الجميلة فتكون لحناً موسيقياً بديعاً ولكي تكون الكلمات معبرة فهي لا تأتي الا عن معاناة وتجربة وإلا أصبحت شعراً مصنعاً ولحنها ردئ فلا يعطي الاحساس بالتناغم والترابط الذي يحرك المشاعر وكأنها أغنية من الأغاني الشبابية ..... فلك كل الحق فيما ذهبتي إليه وكذلك ما ذهب به الأستاذ رضوان حسن في التعريف العلمي للشعر.............. لكما كل الشكر وتقبلا مني خالص التقدير والاحترام