karim gamal
18/06/2010, 10h47
خلال زيارة لدمشق احيت فيها حفلتين عنائيتين يعود ريعهما لجمعية خيرية ، غنت أم كلثوم خلالها 10 ساعات واطربت اهل الشام ، وخلال زيارتها هذه قام رئيس الوزراء صبري العسلي حينها بتقليدها وسام الاستحقاق السوري ..
والخبر اوردته جريدة الجمهور لصاحبها بشير كعدان ، وكتب المحرر في الجريدة مقالا بهذه المناسبة يصف من خلالها الاجواء في ليلة 27 حزيران من العام 1955.
وبهذه المادة سنفتتح محورا جديدا في باب "صحف واخبار ايام زمان" ، وهو محور الصحف اليومية التي لاشك انها كانت اقرب الى العمل الاعلامي الاخباري من المجلات ،و يمكن من خلالها متابعة الحوادث اليومية في تاريخ سوريا المعاصر.
ننشر هنا ، اولا نص خبر تقليد ام كلثوم وسام الاستحقاق السوري ، ومن ثم ننشر نص المقال لمحرر جريدة الجمهور.
وسام لأم كلثوم
جريدة الجمهور - الثلاثاء - 28 حزيران - 1955
علق دولة صبري العسلي رئيس مجلس الوزراء وسام الاستحقاق السوري على صدر السيدة أم كلثوم في حفلة العشاء التي أقامتها السفارة المصرية لها مساء أمس الأول .
وستغادر السيدة أم كلثوم دمشق إلى القاهرة صباح الثلاثاء القادم .
ـ مع أم كلثوم ـ
في حفلة المبرة
خلال عشر ساعات يتيمة من العمر عاشها آلاف من السوريين في حفلتين غنائيتين بدمشق ، شدت أم كلثوم شدواً عاطراً هز عواطف الناس وعصف بجوانحهم وعلمهم قيم المواهب وأعاجيب القدرة ، ولا شك أن حنجرة أم كلثوم الذهبية وخبرتها الفنية مع حسن الأداء والانسجام في كل ما تقول قد غطت في الواقع كثيراً مما تنبوه العين . ! فليس ثمة سحر لحاظ ـ استغفر الله ـ أو جمال جسد ، وإنما هنالك تغريد ساحر يأخذ بالقلوب ، وأداء معجز ، وتداخل ما بين مغزى رائع من القول ، وترتيل صادق ، وإخلاص للفن جامع شامل .
لقد انصرفت أم كلثوم في أواخر التغريد إلى فنها ، فشده العازفون ، حتى أنهم كانوا ينقطعون عنها كما ينقطع الناس عن التصفيق ليتركوها في مسحة انطلاقها لا يتبعونها إلا ببعض اللمسات على الوتر تكاد لا تبين ...
فإذا بها تتقدم وتتأخر وتتأود مع حفيف النغمة وزوبعة الألم وحنين الحب والنشوة ، فتهمس تارة إلى المكبر ، وتتسلط عليه تارة أخرى فتكاد تعجزه أحيانا عن تلقي الهزات الموسيقية .. لينقلها إلى الآلاف من الآذان تنصت إنصاتا بالغاً كتيما ..
هذه الآلاف التي وحد بينها نغم ، ولفها سحر ، فأضحت جزءاً من كل يميس بميسانه ويميد معه .. فإذا شكت البلبلة شكا الجميع وإذا أنت ذرفوا الدمع السخين وإذا استجارت واستغفرت ، لطموا الجباه وتنادوا إلى الاستغفار حتى لكأنهم في محراب مقدس ..!
ليت شعري أية هبة نالت أم كلثوم ، وأية أعجوبة تحمل . ؟ إن القشعريرة التي ساورت القوم في رجعة الخيام إلى ربه بعد هجمات النقد والإلحاد والمجون .. كانت من الصلابة والسيطرة بمكان لا تساويها أبلغ العظات وأفعل التوجيهات ..!
لقد اغتبط الناس ، وفيهم الكثيرون ممن لا تعرف الغبطة اليهم سبيلا خلال اشهر عديدة ، ونجحت المبرة في مشروعها الذي لقيت في سبيله الآمرين من الجمعيات الأخريات ومن التغرض ووضع الحواجز والعراقيل ، وكان نجاحها أن وضع في خزينة الجمعية لخدمة مشروع إنساني طيب 50 ألف ليرة نرجو أن تضاعف وأن يوفق العاملون في الجمعية إلى توجيهها في طريقها السوي الذي جمعت من أجله و بارك الله وأحسن إلى الجميع .
والخبر اوردته جريدة الجمهور لصاحبها بشير كعدان ، وكتب المحرر في الجريدة مقالا بهذه المناسبة يصف من خلالها الاجواء في ليلة 27 حزيران من العام 1955.
وبهذه المادة سنفتتح محورا جديدا في باب "صحف واخبار ايام زمان" ، وهو محور الصحف اليومية التي لاشك انها كانت اقرب الى العمل الاعلامي الاخباري من المجلات ،و يمكن من خلالها متابعة الحوادث اليومية في تاريخ سوريا المعاصر.
ننشر هنا ، اولا نص خبر تقليد ام كلثوم وسام الاستحقاق السوري ، ومن ثم ننشر نص المقال لمحرر جريدة الجمهور.
وسام لأم كلثوم
جريدة الجمهور - الثلاثاء - 28 حزيران - 1955
علق دولة صبري العسلي رئيس مجلس الوزراء وسام الاستحقاق السوري على صدر السيدة أم كلثوم في حفلة العشاء التي أقامتها السفارة المصرية لها مساء أمس الأول .
وستغادر السيدة أم كلثوم دمشق إلى القاهرة صباح الثلاثاء القادم .
ـ مع أم كلثوم ـ
في حفلة المبرة
خلال عشر ساعات يتيمة من العمر عاشها آلاف من السوريين في حفلتين غنائيتين بدمشق ، شدت أم كلثوم شدواً عاطراً هز عواطف الناس وعصف بجوانحهم وعلمهم قيم المواهب وأعاجيب القدرة ، ولا شك أن حنجرة أم كلثوم الذهبية وخبرتها الفنية مع حسن الأداء والانسجام في كل ما تقول قد غطت في الواقع كثيراً مما تنبوه العين . ! فليس ثمة سحر لحاظ ـ استغفر الله ـ أو جمال جسد ، وإنما هنالك تغريد ساحر يأخذ بالقلوب ، وأداء معجز ، وتداخل ما بين مغزى رائع من القول ، وترتيل صادق ، وإخلاص للفن جامع شامل .
لقد انصرفت أم كلثوم في أواخر التغريد إلى فنها ، فشده العازفون ، حتى أنهم كانوا ينقطعون عنها كما ينقطع الناس عن التصفيق ليتركوها في مسحة انطلاقها لا يتبعونها إلا ببعض اللمسات على الوتر تكاد لا تبين ...
فإذا بها تتقدم وتتأخر وتتأود مع حفيف النغمة وزوبعة الألم وحنين الحب والنشوة ، فتهمس تارة إلى المكبر ، وتتسلط عليه تارة أخرى فتكاد تعجزه أحيانا عن تلقي الهزات الموسيقية .. لينقلها إلى الآلاف من الآذان تنصت إنصاتا بالغاً كتيما ..
هذه الآلاف التي وحد بينها نغم ، ولفها سحر ، فأضحت جزءاً من كل يميس بميسانه ويميد معه .. فإذا شكت البلبلة شكا الجميع وإذا أنت ذرفوا الدمع السخين وإذا استجارت واستغفرت ، لطموا الجباه وتنادوا إلى الاستغفار حتى لكأنهم في محراب مقدس ..!
ليت شعري أية هبة نالت أم كلثوم ، وأية أعجوبة تحمل . ؟ إن القشعريرة التي ساورت القوم في رجعة الخيام إلى ربه بعد هجمات النقد والإلحاد والمجون .. كانت من الصلابة والسيطرة بمكان لا تساويها أبلغ العظات وأفعل التوجيهات ..!
لقد اغتبط الناس ، وفيهم الكثيرون ممن لا تعرف الغبطة اليهم سبيلا خلال اشهر عديدة ، ونجحت المبرة في مشروعها الذي لقيت في سبيله الآمرين من الجمعيات الأخريات ومن التغرض ووضع الحواجز والعراقيل ، وكان نجاحها أن وضع في خزينة الجمعية لخدمة مشروع إنساني طيب 50 ألف ليرة نرجو أن تضاعف وأن يوفق العاملون في الجمعية إلى توجيهها في طريقها السوي الذي جمعت من أجله و بارك الله وأحسن إلى الجميع .