المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : د عبد الحميد سليمان الى أهل مدرسة خالد بن الوليد الثانوية بالنصيرات


عبد الحميد سليمان
07/06/2010, 22h45
بسم الله الرحمن الرحيم



الصارخ فى البرية



بدا كسيفا كسيرا حسيرا منبوذا ذلك الشيخ الذي أرهقه وعيه وإخلاصه لدوره وأهله وبلده وعرقه وأصيل ثقافته, بعد أن خذل واقعه منطقه,وأوغل فيه ما راج وذاع وأصبح نمطا مكررا وأمرا مستقرا متمكنا ,من عقلانية عيية زائفة,وواقعية متملصة غافلة, يسوقها ويروج لها أدعياء العقل والمنتفعين والرائجين والمروجين لأفكار وتبريرات تذرى بعبر التاريخ ودروسه ونذره, وتتغاضى عن معطيات الواقع المرير وما يجهد أصحاب الضمائر الحية والعقول الواعية اليقظة والقلوب العامرة المخلصة فى شرحه وبيان فوادحه ومغباته, ,لقد أيقن ذلك الشيخ بعد تسفيه لا يرعوى له ولما أنفق فيه عافيته وجهده وعمره, إنفاق من لا يحسب أو يتحسب , أدرك ألا مناص من صمت يائس قانط وعزلة وانزواء ,وأن وعيه وأفكاره ودعواته الني لم تتعلل أو تكل أو تمل أو تتوانى عن تذكير الناس والوطن والوعي الجمعي بالأصول والفصول, وحتميات التاريخ ودورة الأيام, وتمييز الأصيل الصريح النافع الواقي, من الخبيث النية سيئ الطوية, قد باتت لدى الناس على اختلافهم خيالية مستحيلة

لطالما رفع ذلك الشيخ شعاراته ودعواته تلك واصطلى بلهيب تجاهلها وسخيف ازدرائها,مثلما اصطلى بفادح خطرها ومهلك أثرها ومعقباتها,لقد أيقنها وآمن بها ووعاها وتمنطق بها ورعاها وبشر بها طلابه ومريديه فى مقولات حاسمة, منذرة واعدة, مذكرة, منكرة

فى سياحات التاريخية واستحضاره لشخوص ومواقف سامية قائدة, ، خطت خطوطها فى مطويات نفسهوتلابيب أفكاره ,توسدت نصائح أهدرت وجرت عواقب وخيمة للشاعر والفارس العربى المخضرم دريد بن الصمة, فارس هوازن وقائدها, فى نفسه ووعيه مكانا عليا, إبان موقفه التاريخي الكاشف, وذلك حين نبذ قومه نصحه وأغفلوا حدبه ومخاوفه, وأهدروا سابق دوره وعطائه وعميق تجربته, فاختلف مع قومه, وطوى نفسه على همها ومخاوفها ,حين حسم أمره وأوصد قلبه وعقله أمام شياطين أفكار الانزواء والانكفاء وتحين الأخطاء والنتائج والكوارث واللوم والإباق والشماتة ,فانحاز الى قومه وخاض معهم معاركتهم وعلل ذلك بما بات درسا ودليلا وواعظا:


نصَحْتُ لِعارضٍ وأصحابِ عارِضٍ -- ورَهْط بني السوداءِ والقومُ شُهَّدي
أمَرْتُهم أَمري بِمُنْعَرَجِ اللِّوَى -- فلم يستبينوا الرشدَ إلاَّ فى ضُحى الغَدِ
فلمّا عَصَوْني كنتُ منهم وقد -- أرَى غَوايَتَهم أو أنني غيرُ مُهتدِ
دعاني أخي والخيل بيني وبـينـه -- فلما دعاني لم يجدنـي بـقـعـدد
وَهَل أنا إلاَّ مِن غَزِيَّةَ إن غَوَتْ -- غَوَيْت وإِن تَرْشُد غَزِيَّةُ أَرْشد

آب الشيخ إلى نفسه التي لم ترحمه أو تبرر له, واستجمع أهداب عقله واستعصم بيقينية دوره ,وحسم أمره وأشفق على أولئك الذين هزءوا به وبما دعي إليه وحذر من عواقبه, وما صفعوه به من إعراض جهول وقدرية زائفة ومنطقية غاوية ونفعية ممكنة متمكنة بدت جسورا سافرة حاسرة جلية ,ثم أوغلت في بدنه ونفسه سياط الظالمين ونباح الكلاب وعواء الذئاب ومخالب الباشقات الدنيات المتسفلات الوضيعات, وحين ولوا وجوهم صوب الناس وخاطبوا غرائزهم والأنا المتسفلة المنحطة لدى بعض كبارهم, اهتزت صورته وصمتت الآذان عن سماعه وأنكره من كان يستنطقه ويتلمس رأيه وفكره ,فبدا جراء ذلك أمام الناس معتوها غبيا حاقدا باحثا عن دور ومكانة ومنصب, متحسسا منفعة, لكنه مع ذلك على هوله وفداحته وصادميته ,لم ير نفسه صارخا فى برية, ولم يتسرب إليه يأس أو قنوط أو تعلل وتقاعس, ولم ينفك عن ترديد مقولاته وآرائه وترجيعها

لم يكن الشيخ بعد قد دب دبيب الشيوخ ,فمافتئ كهلا يخطو سنى كهولته الأولى فى عقدها الخامس,مفعما بالحيوية,يدأب ويضج وينشط ويعى ما يفترض لأمثاله من وعى, ولئن أعجزه واقعه, فما أعجزه عقله ووعيه, وما راعه تلظيه بهمومه وهموم أهله وعرقه ودينه ,لقد جاز ذلك كله على حره وحرقته وشدة وطأته,إلى مقامات الإنسانية الرحيبة التي لا يتوقف عطاءها عند حد من زمان أو مكان أو إنسان, ولا تختصر أو تستثنى عرقا أو دينا أو ثقافة ,ولكن مقبلات الأيام ومثقلات الأهوال, هى التى أشاخته وناءت بكاهله وكلكله, وبات كمن أجمعت عليه المصائب والهموم أمرها وسدت عليه أقطارها, ,وحشدت لإنجاز ذلك جل جهدها ومنتهى عزمها واستفزت واستنفرت غلظة قلبها لتقتحم عليه أيامه ولياليه, مغفلة تنوعها وتباينها ووقعها, تكلؤها وتحدوها ولا تتخلف عنها قنوات التلفزيون وصفحات الإنترنت الواسعة الثقيلة الكئيبة التي صرفت إليها اهتمامها مثلما صرف إليها اهتمامه, وجهدت لتوهينه جهدها بما تلقيه وتروج له من فيوض التبرير والتدنى والزور والخداع والإغواء ,ناهيك عن عاصفات الأحداث وموجعات المشاهد وتجليات الألم

نعم أوغلت الميديا وهموم الدنيا, وأنشبت أظفارها في بدن الكهل وعقله ونهبت سنوات عزيزات نادرات من عمره واستبدت بنفسه ووقته ودأبت على صفعه بأخبارها ووحشيتها مشفوعة بصورها المضرجة القاتلة ,فساقته سوقا إلى شيخوخة مبكرة , ومثلما أوغلت في بدنه,لم ترحم غربة نفسه التي كانت أشد إيغالا وأثقل وطأة من غربة بدنه عن أهله وربعه,وهو من أسلمته سلامة نفسه وعميق وعيه إلى ما بات به غريبا طريدا منبوذا جراء إيمانه بقيم الانتماء والنخوة والنجدة والتماسك والتكافل والاحتضان,وتوسد تلازم وحدة الأصل والتاريخ مع وحدة الخطر والمصير فى عقله ووعيه ومطويات نفسه,كل ذلك على جليل خطره ما استبان له ممن يفترض ضلوعهم ودورهم وصدارتهم وتصدرهم إلا أطياف شائهة واهية مستدعاة موظفة وقتما تعوذ الحاجة وتقتضى وتلجئ الظروف,حتى إذا نيل الخلاص المؤقت الموهوم وحل الأمان المزعوم وقضيت الحاجات,جن الظلام والإظلام واختلطا,وبات مسح الذاكرة وتطهيرها أمرا ملزما ملحاحا ونفيرا عاما تحشد له الوجوه وتفتح الخزائن وتراض النفوس وتمتطى الأفكار وتبتدع الأدوات وتتعدد الوسائل,وتجهد الألسنة فلا تمل ولا تريم, حتى تنسى تلك الخطوب وأهلها وأطيافها وكل ما يذكر بها وتخدر العقول وتتوسد المفاهيم الخاطئة الرائجة, وتمحى الأحداث والوقائع على هولها وفداحة خطرها وسوء معقباتها ونتائجها من الذاكرة الجمعية والفردية دونما خوف من دولة الأيام وتقلب الأحوال ومن تاريخ لا يعيد نفسه إلا على الحمقى والغفل والمتغافلين, مادامت الضحايا خانعات خاضعات و الأدوات جاهزات متجددات,والسموم ناقعات والسيوف مشرعات

خرج الشيخ الواهن إلى الشوارع يتصفح وجوه الناس حتى لا تنفلت من عقالها بقايا نفسه ويأبق واهن عقله وتلتاث ذاكرته,تحثه سابقة خبرته بالأيام والناس ملوحة له أن سعيه لذلك في الميادين والساحات والشوارع قد يكون مغيثا ومعينا ورديفا يستقوى به عزمه ويئوب إليه شارد عقله,

كانت الشوارع والميادين حينما يجن الليل ويرخى سدوله ,ملاذا وموئلا لأشتات كثيفة رجال ونساء وأطفال وبائعين وهائمين وحالمين وعمال وحرفيين,تلظوا بقسوة القلوب وغلظتها وكان ذلك أنكى خطرا عليهم وأعمق أثرا من نار أشعة الشمس الملتهبة القائظة,التي اكتوت بها وجوههم وجلودهم إبان عملهم الذي لامناص منه ولا مفر حيث يتحسس الآباء السند والمعين , ويتلهف الأبناء ويتحنن الأهل وذوو الأرحام و الحاجات0وتترقب الزوجات اللواتي غاضت أحلامهن أمام قسوة الواقع وفظاظة القلوب وقيم النهز والاعتصار وانصرفت أقصى أمنياتهن إلى مجرد قضاء الحاجات على بساطتها وضرورياتها ولزوميتها ودرء شرور العوز وظلم الظالمين,

تقاذفت الشيخ الشوارع والدروب والساحات وأسلم رجليه إلى حيث لا غاية أو مقصد, ومضى يتصفح الوجوه ويستكنه النفوس ويتخيل ما تشى به الملامح البائسة والقسمات المكلومة ويستنطق الأصوات الخفيضة الكلمى التى أوهنها البؤس وأرهقتها دواعي الألم ومعقباته,وكدأبه ومستقر حاله ومعتاد نفسه اجتاحته آلام الناس إلى آلامه وهمومهم إلى همومه,وإن غبطتهم نفسه على تخففهم اللامقصود من ثقل الوعي بالواقع ومدلهماته واستحضار عبر التاريخ ,والخوف والتحسب لمغبات المصير,لقد اعتذر لهم حيث استغرقت سوادهم هموم نفسه وزوجه وولده وأهله, فما يهولهم يكفيهم,وكيف له أن يثقلهم بما توقاه وتخفف عنه ومنه وتنكر له أهل الدور والرأي والوعى والفهم , وكفى أولئك البؤساء تمسكهم بدينهم ومعتقدهم وقيمهم رغم ما لم يتخط ذكاءهم أو يغيب عن وعيهم الساذج الأصيل من نكوص الناكصين وتبرير الحواة المزورين وتغافل المتغافلين المتخاذلين وانكفاء وانزواء العارفين الخانعين اليائسين المستسلمين0وانضواء المنافقين المنتفعين الناظرين إلى مدى لا يتجاوز ذواتهم ومواطئ أقدامهم

شارع كبير وسوق عجيب ولجه على كره له, بعد أن تركت خطواته المثقلة بصماتها المرهقة المنهكة على أرصفة شوارع المدينة وساحاتها ومقاهيها واستراحاتها , كان هذا السوق الكبير في هذا الشارع سببا كبيرا من أسباب آلامه وحسرته, ذلك أن اهتمام الناس قد انصرف إليه فاستحوذ على عقولهم وقلوبهم وأحلامهم وتطلعهم وخيالهم,بما يعرضه من عجائب ومغريات و إلهاء وإغواء وأنماط وأدوات استهلاك جديدة مبهرة مستنزفة معتصرة حصائل الكد والضنى والإذلال والاسترقاق ,لقد سلبت تلك المعروضات على اختلافها وتنوعها وتعددها وتباين أنواعها وأثمانها عقول وقلوب الناس, وتوسد نوالها وامتلاكها قائمة أولوياتهم واهتماماتهم وصرفهم عن الأفدح خطرا والأعمق دورا والأبعد أثرا ,وبدا في وعيه وفهمه أن مثل تلك الأسواق ألوان وأدوات من أدوات الإلهاء والسيطرة والخداع ,ولم ير فرقا واسعا بين حال من سلبت تلك الأسواق لبه وخلبت عقله واستأثرت باهتمامه وأولوياته وحال حمير يجود عليها ممتطوها ببعض من فول وعليق وزينة لبرادعها وأسرجتها ,فتبتهج بها تلك الحمير وتتفاخر وتتيه على لداتها وشركاء ذلها ,وما أشبه أساري هذه الأسواق ورهائنها عنده ببهائم يهتم بها أصحابها,إطعاما واعتناء إلى أن يطيب لحمها ويلح أوان سوقها لنحرها ,فتحمل بكل عناية وإشفاق واهتمام إلى ظهور السيارات في طريقها إلى مذابحها وقاعات حتوفها,ومثلما خلب ألباب تلك البهائم ما تمر به السيارات التى تحملها من طرق وبلاد ومشاهد لم تر لها نظيرا من قبل, كان اهتمام مالكيها وحامليها و جازريها مثار إعجابها وتيهها ,وما أشبه الحال ودلالات المقال وسوء المآل

بات اقتناء الناس لما لا ينفك السوق عن إبداعه واستجلابه من ذهب وأجهزة وتحف وأدوات وتجهيزات, معيارا رئيسا من معايير التوسد وادعاء المكانة والسيادة والعراقة, وأداة ومؤهلا من مؤهلات الرفعة والتوسد والترقي والتمايز, تهزأ بالكفاءة مع العوز, وتزرى بالعبقرية مع الفاقة,ولا تعبأ بالإخلاص والانتماء والوعى ولا تعيرهم أدنى اهتمامها

غير بعيد رأى الشيخ جمعا مشدودا مشدوها أمام أحد معارض الشاشات الجديدة الالكترونية وأحدث أجهزة التلفزيون وأدوات العرض المبهرة,كانت إحدى الشاشات فى الفاترينات تروج لنفسها ولصانعيها وبائعيها بحجمها ودقتها ووضوح ألوانها ,تعرض فيلما تسجيليا صور من قلب الغابة, ناقلا أحد مشاهد الطبيعة ومواقفها حيث حاصرت مجموعة من الأسود واللبؤات والجراء ثورا أسودا كان يمرح مع إناثه وصغاره وبعض أتباعه إلى أن دهتهم داهية ليس كمثلها داهية

وقف الشيخ متأملا مترقبا حين فرت الإناث وبعض المجموعات القريبة من الجاموس الوحشى على حين تصدى ذلك الثور القائد للقطيع ,للأنياب الفاغرة والعيون المتلمظة من الأسود واللبؤات وتهددها بقرنيه المشرعين كسيفين باترين, فأفزعت الأسود وأوقفتها وتهددتها بأبشع مصير إن قاربته ففرت مذعورة غير قانطة ,فرارا تدبر وتدبير لابتداع مكيدة واصطناع حيلة يوقعون بها ذلك الثور المقدام فى قبضتهم

ترسخت قدما الشيخ وانفجرت شلالات آلامه ومكنونات همومه ووجائعه ,وجحظت عيناه ألما وحسرة, حين أبصر فرار إناث ذلك الثور الأبى وصغارها ومن كان معهم من عجائز الثيران ,وصرخ مستحثا لهم على الصمود إلى جانب كبيرهم وهو يخوض معركة حياة أو موت دفاعا عنهم , وبحيلة قاتلة خبيثة هاجمت مجموعة من اللبؤات الثور الأسود من الأمام وشغلنه إلى أن استدار كبيرهم وأقواهم وانقض عليه من الخلف فكبله وأقعده ,لكنه انتفض واقفا مقاوما مقاتلا حتى الرمق الأخير, وظل قرناه خطرا ماحقا يتهدد كل من يقترب منه بتمزيق عاجل

صرخ الشيخ :هل من يغيثه ؟ هل من يغيثه ؟ فاستدار إليه النظارة وتعجبوا من حاله واستغربوا تعاطفه وتلاحمه شعوريا مع الثور الأسود الشجاع الذى سوف يلقى حتفه المحتوم , وحين صرخ الشيخ لائما من خذل الثور من أهله ورفاقه ومستصرخا المعين المنقذ تبدلت نظرات النظارة إليه من استغراب وتعجب إلى إلى إشفاق وترفق وتعددت تعليقاتهم وتلميحاتهم

الناس أحوال يا اخوانا سيبوا المسكين فى حاله
هذا المعتوه يظن أن الحيوانات كالبشر تتساند وتتداعى
يا أخي ادع الله بالشفاء للمرضى,إ ن أخطر الأمراض أمراض النفوس والعقول

لم يأبه أو يتنبه الشيخ لهذه التعليقات ولم يشغله الرد على أهلها ,لقد سلبه الموقف كل اهتمامه وفجر كل آلامه, ولم يجد فارقا بين مصير الثور الأسود ومصائر المنافحين عن أهلهم وأوطانهم وأديانهم ,وكيف أن شهية الأسود والذئاب والكلاب والضباع وأشباههم لن تشبع, وأيقن أن المصير القاتم القادم لن يستثنى أحدا مهما تبدل الحال وطال البقاء,لقد تملك الإرهاق الشيخ بعد أن تملكه اليأس وكاد يظفر بروحه وباقى وعيه وإيمانه بدوره وجدوى دعوته ومنهجه, وفجأة وعلى نحو لا يتوقعه أحد لاح قطيع من الجاموس الوحشى يجرى إلى ساحة النزال حيث لم يستسلم بعد, ذلك الثور الشجاع وإن كادت قواه أن تخور,كان القطيع عاصفا مزمجرا مربدا مرعدا كالطوفان المكتسح الذى لا يوقفه أحد, وحين اقتحم الساحة توزعت القرون المشرعة أجساد الأسود فمزقتها إربا إربا, وفرمن كتبت له النجاة من اللبؤات وقطيع الأسود ولقى الباقى مصيرا أشد روعا وهولا, عندها انتفض الشيخ صارخِِا فى الناس صرخات لا تتوقف:
ياناس اتعلموا ياناس , ياناس اتعلموا يا ناس , ياناس اتعلموا ياناس

لم يتوقف الشيخ الى أن خارت قواه وأجهز عليه انفعاله فخر مغشيا عليه وبقى صوته صارخا في البرية إلى أن يستفيق أهلها ويعوون

(اكتملت) مع تحياتى وتقديرى
الأستاذ الدكتور عبد الحميد سليمان العاشر من يونيو 2010م