المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأغاني الشعبية في صعيد مصر


تقى المرسي
05/11/2006, 13h43
السلام عليكم ورحمة الله

تحية طيبة لكل ذائقة أصيلة تمر من هنا

أولا : عنوان الموضوع ( الأغاني الشعبية في صعيد مصر )

هو عنوان كتاب رائع نشرته مكتبة الأسرة في مصر عام 2000 م
من تأليف / جاستون ماسبيرو ( وهو عالم فرنسي بالآثار المصرية )
وله شهرة كبيرة و الكثير من الإنجازات سترد في المقدمة.
وقد عمل على نشره (بعد ترجمته للعربية ) اثنان من المهتمين بهذا المجال هما :
د. أحمد مرسي و الفنان التشكيلي . محمود الهندي
وكنت أمر على هذا القسم فتذكرت أن لدي نسخة من هذا الكتاب ،
وقد حاولت العثور عليه من خلال البحث المعتاد على النت فلم أصل إلى نتيجة .
و لأنه كتاب قيم و أنا أعتبره كنزا من كنوز الفولكلور في صعيد مصر كانت الفكرة بوضعه هنا في قسم ( الغناء الشعبي المصري )
ربما يستغرق ذلك وقتا وجهدا لنقله هنا كتابيا ؛ و لكنه يستحق أن يطلع عليه كل مهتم بهذا المجال.

وعليه : أتوكل على الله و أبدأ بنشره تباعا والله المستعان .

تحيتي و تقديري للجميع

سماعي
05/11/2006, 15h12
ربنا يوفقك
سيكون مرجع ذو قيمة كبيرة على النات وسيدوّن لك هذا الجهد لدى أجيالنا

ثبت الموضوع في مرحلة أولى وبعد التشاور مع الأخوة أعتقد أن مكانه الصحيح سيكون في المكتبة
أطلب من الأخوة الأعضاء عدم وضع ردود حتى تكون رسائل اللأخت تقى مسترسلة
والشكر للجميع

تقى المرسي
05/11/2006, 15h18
قصـــة هذا الكتاب

مقدمة بقلم : د . أحمــد مرسي

في أوائل عام 1967 م - فيما أذكر - أعارني احد الأصدقاء الذين عرفوا اهتمامي بالأغنية الشعبية ، التي التي حصلت على درجة الماجستير عام 1966 م عن دراستي لها في منطقة البرلس " كفر الشيخ " هذا الكتاب النادر لمدة يومين لا يزيدان ساعة واحدة لأسباب لم أجادل فيها آنذاك ، ولم اعرفها إلى الآن .
وكان الكتاب مفاجأة بالنسبة لي ، فها هو رجل فرنسي لا علاقة له بالفولكلور - المأثورات الشعبية - يهتم بالأغنية الشعبية فيبدأ في جمعها أثناء عمله بالتنقيب عن الآثار في صعيد مصر في الفترة من 1910 إلى 1914م ولا يكتفي الرجل بجمع الأغنية ؛ و إنما يحاول تصنيفها و تقديمها مكتوبة بلهجتها المحلية ، وبالحروف اللاتينية وفقا لطريقة نطق كلماتها لكي يسهل على القارئ الذي لا يعرف العربية قراءتها ، ثم يضيف إلى كل ذلك ترجمة لها بالفرنسية .
انبهرت بالكتاب ، و قررت أن أنقله بخط يدي كاملا ؛ فلم تكن هناك آلات التصوير الموجودة الآن في كل مكان تقريبا.
ظللت يومين كاملين أنقل الكتاب و لم أستطع بالطبع نسخه كاملا لضرورة أن أفي بوعدي في إعادته إلى صاحبه،
وكان قد تبقى جزء صغير منه لا يتجاوز العشرين صفحة.
حاولت أن أمد مهلة الإستعارة يوما آخر، لكن صاحب الكتاب رفض ، وما زلت لا أعرف لماذا رفض حتى الآن.
قررت آنذاك أن أكتب عن هذا الكتاب وكنت وقتها أساعد أستاذي المرحوم (الدكتور عبد الحميد يونس ) في إصدار ( مجلة الفنون الشعبية ) التي أشرف برئاسة تحريرها الآن ، فكتبت مقالا بعنوان : دراسات في التراث الشعبي في مصر ، نشر في العدد التاسع من المجلة قدمت فيه للكتاب كمقدمة لسلسلة مقالات الذي كنت أنوي فيها تتبع الدراسات التي قام بها المستشرقون أو المستعربون عن مأثوراتنا الشعبية ، املا في استثارة الاهتمام بهذه المأثورات ؛ ذلك انه يبدو أننا لانهتم بما لدينا أو نقدره إلا عندما يسبقنا غيرنا - خاصة إذا كان غريبا - إلى الاهتمام به ، و الإشارة إلى قيمته.
ولم يتحقق هذا المشروع إلى الآن لانشغالي آنذاك بدراستي للدكتوراه ثم ما تلى ذلك من تشعب الاهتمام وكثرة الاعباء والسفر ...وغير ذلك.
على أية حال ظل لدي ما نسخته من الكتاب و حاولت طوال تلك السنين أن أعثر على نسخة منه في مكتبة الجامعة أو في دار الكتب أو في المركز الثقافي الفرنسي ولكنني لم أوفق إذ كنت أحلم بنشره لكن عدم اكتماله لدي و مشاغل الحياة وما إلى ذلك حال دون تحقيق هذا الحلم.
وذات يوم منذ عامين وبمحض الصدفة كنا نتحدث أنا و الفنان محمود الهندي والزملاء من أسرة تحرير مجلة الفنون الشعبية عن كتاب صدر لي في إطار مكتبة الأسرة عن الأغنية الشعبية ( مقدمة في الأغنية الشعبية )، و إذا بالفنان محمود الهندي يشير إلى كتاب ماسبيرو ، و ضرورة نشره لأهميته .
فحكيت له قصتي مع الكتاب و كانت المفاجأة أن لديه نسخة منه لكنه لا يدري مكانها بالضبط و أنه سيبحث عنها مؤكدا أنه سيجدها.
كانت فرحتي لا توصف بالعثور اخيرا على نسخة مكتملة من الكتاب واتفقنا ان نقوم بنشره معا عندما يعثر عليه في ثنايا مكتبته الخاصة .
والآن هاهو الكتاب نقدمه في إطار مكتبة الأسرة ؛ لتعم الفائدة منه على النحو الذي كنت أرجوه باعتباره وثيقة علمية تاريخية ؛ وهنا فإن الشكر هو أقل ما يمكن أن يقدم إلى القائمين على أمر هذا المشروع الجليل، الذين تبنوا نشر هذا الكتاب ليتم التعريف بجانب هام من جوانب مأثوراتنا الشعبية .

د. أحمــد مرسي

تقى المرسي
05/11/2006, 16h17
مجرد تقديم

بقلم : محمود الهندي

في أوائل عام 1963م و انا اتجول بين فتارين ورفوف باعة الكتب في سور الأزبكية صادفتني مجموعة هائلة من الكتب القديمة ، صادرة عن هيئة الآثار المصرية منذ أوائل القرن فبادرت بشرائها على الفور ونفد مالدي من نقود ؛ فعدت مترجلا من العتبة إلى الجيزة و ظللت أقلب أوراق تلك الكتب بين الفينة والفينة ، ولم اكن أدرك أهميتها و إنما ادركت ندرتها ذلك أن عيني لم تقع على مثيلتها لدى قدامى " الكتبية " الذين أرتاد محالهم .
من بين هذه الكتب تعرفت على كتاب شائق وهام هو كتاب الأغاني الشعبية في صعيد مصر ، للمسيو جاستون ماسبيرو.
ولكن حال بيني وبين متعة التعرف عبى الكتاب بشكل جيد أن أغلب صفحاته كتبت باللغة الفرنسية التي لا اجيدها، كتب ماسبيرو تعليقاته وشروحه و مقدماته و مداخلاته باللغة الفرنسية ، أما نصوص الأغاني فقد كتبها بالحروف العربية ، و باللهجة الصعيدية.
و قدم لها ترجمة بالفرنسية بالإضافة لكاتبتها باللاتينية ..مكث الكتاب فوق رفوف المكتبة و كنت أقرا النصوص فأجد بها بعض الفجوات والثغرات و أيقنت أنه لا سبيل لسد النقص والعجز سوى ترجمة الأجزاء الفرنسية.
بعد سنوات قرات مقالا للصديق الناقد ( سيد خميسي ) في مجلة الهلال ، تلتها دراسة للصديق الدكتور ( أحمد مرسي )يتحدثان عن أهمية الكتاب و ضرورة الإستفادة من نشره وتعميمه ؛ ساعتها أدركت أنني على حق و أعدت قراءته قراءة متأنية فشعرت - مثلما قرر صاحبا المقالين - أن المكتبة المصرية والعربية في أمس الحاجة إلى هذه النوعية الجادة من الكتب ؛ إنه غاية في الندرة ، يتحدث عن المنبع الرئيسي لتشكيل وجدان الأمة ؛ هو ( الأغنيـــة )، و الأغنية الشعبية على وجه الخصوص : تسايردورة الحياة منذ مولد الإنسان حتى وفاته ، تصور فرحة الحياة باستقبال المولود الجديد وتبتهج بالمحافظة على النوع البشري عند الفرح في الأعراس و تحزن لافتقاد الأهل والأصدقاء والخلان ، وتقدم الإعانة على مواجهة العمل في التسميد والغرس والحصاد و في التشييد والبناء وتصاحب العواطف الدينية في الحج و الموالد و حلقات الذكر الصوفية ، تزاوج بين ميراث التراثين القبطي و الإسلامي دون حدود أو فواصل ، يتم كل ذلك في توازن نفسي واجتماعي قلما تجود به القرائح .
تقدم الفلاح المصري موضحة ارتباطه بأرضه و التصاقه بها ؛ فهو يرى في الأرض ( الحبيبة ) التي تتأوه تحت ضربات الفأس فينحني عليها بحنو المحبوب ..إلخ .
وهكذا تمثل الأغنية سيرة حياة الإنسان على مدار التاريخ الشعبي .

** وهنا أكتفي بهذا الجزء من المقدمة التي كتبها الفنان محمود الهندي .

عصمت النمر
05/11/2006, 20h28
الاخت تقى
وجب شكرك على هذا الجهد الكبير ياريت تقدرى تصورى صفحات الكتاب بالاسكانر بدل من اعادة كتابته ثانيا لانه الكتابة بتاخد وقت وجهد ثم وضع الصفحات على المنتدى ويمكن للصديق محمد زمنتر جمعة بصيغة البى دى اف
اكرر تقديرى لجهدك الرائع
ان لم تستطيعى التصوير يبقى خلاص هاتكتبى الكتاب هاتكتبيه وكلنا فى انتظاره وبعد كتابته يمكن لمحمد زمنتر وضعة ككتاب باى صيغة وورد او بى دى اف

تقى المرسي
09/11/2006, 14h39
الأخ الفاضل / سماعي

الأستاذ / عصمت النمر

كل الشكر لهذا التواجد الرائع و تشجيعكم و أعتذر عن التأخير

سأحاول نقل الصفحات كتابيا إلى أن أستطيع الحصول على اسكانر قريبا ان شاء الله

و لي رجاء وهو إغلاق الموضوع عن مشاركات الأعضاء حتى يأتي مسترسلا بدون قطع و لكم ما ترون

لكن بالطبع لا أدري كيف يكون ذلك متاحا لي دون الغير هي مجرد فكرة

كل الشكر لكم

تحياتي

تقى المرسي
11/11/2006, 16h53
المقدمــة / مترجمة عن الكاتب ( جاستون ماسبيرو )

يغني الشعب كثيرا في مصر ، في المنزل و في الاحتفالات الخاصة، في الحقول و على ضفاف نهر النيل والاحتفالات العامة ، ولقد حاولت أن أجمع بعض هذه الأغنيات التي كنت قد سمعتها إبان إقامتي الأولى في مصر ما بين عامي ( 1881 – 1886 م ) ، و لكني أخفقت ؛ فليس هناك أصعب بالنسبة للأجنبي من أن يفهم تلك الكلمات التي يطلقها- في عنان الفضاء – الفلاحون على الشادوف أو على السواقي ، أو التي ترسلها حناجر المغنين المحترفين في قوة ، أو في رتابة حينا ، و بصوت كأنه صادر من الأنف أحيانا أخرى ، و منذ أول رحلة تفتيشية قمت بها بعد عودتي في يناير عام 1900 م عدت إلى فكرتي السابقة ، واستعنت بخدمات سكرتيري المصري الذي اصطحبته معي ، ولكنني واجهت مصاعب لم تكن في الحسبان ، فقد كان الرجل يفهم ما يسمعه جيدا و وافق أن يعيده على مسامعي ، إلا أنه رفض أن يكتبه وكنت إذا اضطررته إلى كتابته شوهه وكان من الأسباب التي رفض من أجلها إعطائي النص الصحيح هو استخدام العامية المطلقة لبعض الكلمات ، و عدم تمكنه من قواعد النحو ، و بذاءة بعض الأفكار بالإضافة إلى الأخطاء الموجودة في الأبيات أو في وزنها فاستغنيت عن خدماته بعد تجربة أو تجربتين .
و من ناحية أخرى ؛ فلقد كان من المستحيل عليّ لقصر المدة التي كنت أمكثها في ناحية من النواحي أن أقنع الفلاحين أنفسهم أو المغنين المحترفين بإملائي – أو على الأقل – بترديد كلمات أغنياتهم أمامي ببطء ؛ إذ رفض البعض ذلك بدافع من بلاهة ! أو خجل لاعتقادهم أني سوف أهزأ بهم ، أما البعض الآخر فقد كانوا يخشون أن أتخلى عن مساعدتهم أو أن أتوقف عن مدهم بالمال عندما أحصل على ما أريد !!
وهكذا مرت أربع سنوات دون أن أتوصل إلى نتائج ذات قيمة .
وفي عام 1903 م حصلت على سكرتير جديد من أصل سوري يدعى نصري نصر كان قد تعلم في مدارس اليسوعيين و أظهر استعدادا أكثر – من سابقه – على تفهم أهمية دراستي و على مساعدتي في متابعتها و كان علينا أن نستخدم لقيادة " الدهبية " التي تقلنا أحد " المراكبية " المعروفين بإجادتهم للغناء و معرفتهم لعدد كبير من الأغاني – دون أن يكون الرجل محترفا – وذلك لكي يرفه عن المجموعة و ليخفف من ملل الساعات الطويلة التي كان علينا أن نقضيها كل يوم فوق سطح الماء .
وقد رجوت السيد" نصري " في أن يدون كل ما يردده المغني لمدة عام 1903- 1904 م ، وقد كان في بادئ الأمر يتردد في كتابة بعض المقاطع المحتوية على أخطاء لغوية أو يحاول تصحيح بعض الألفاظ أو أوزان الأشعار ، ولكن بعد أن أفهمته وجهة نظري جعل من واجبه أن يتوخى منتهى الدقة في تدوين ما يسمعه كما هو و بنفس اللهجة التي ينطق بها.
وكان أن قدم إليّ نصوص أكثر من مائتي مقطع ( أغنية ) وهو يعد – على ما أعتقد – مجموع ما يغنيه " المراكبية " في النيل.
وفي أثناء متابعتي لأغاني النيل كان هناك اثنان من المفتشين المحليين يجمعون لي الأغاني من المناطق المختلفة ، و أذكر على سبيل الذكر السيد / محمود ( أفندي ) رشدي ؛ الذي جمع لي مجموعة كبيرة من الأغاني التي يغنيها المسلمون ليس في أسفل" طيبة" فحسب ؛ ولكن في مناطق رئيسية من الصعيد حتى البلينا .
والسيد / توفيق بولس ، مفتش آثار المنيا و أسيوط الذي جمع بعض الأغاني من مدينة أسيوط و أضاف إليها بعض الأغاني الخاصة بالمسيحيين ، و كانت حصيلته لا تتعدى 20 قطعة وهو عدد أعتقد انه لا يفي بإعطاء صورة كاملة لهذه المناطق التي تعد من أغنى المناطق في الصعيد و أكثرها سكاناً .
و إنني أرجو أن يأتي بعدي من يحاول أن يكمل هذا العمل الذي بدأته و أن ينفذ ولو جزءا صغيرا من هذا الأدب الشعبي المهمل حتى ذلك الحين .
ولقد كان عليَّ أن أسرع في تلك المحاولة فمصر تتطور بسرعة كبيرة و كثير من العادات التي كانت منتشرة أثناء زيارتي الأولى قد اختفت أو هي في سبيلها إلى الاختفاء بأغانيها المصاحبة لها.
و يجب أن أذكر السيد / Baraize و هو فرنسي يعمل بمصلحة الآثار ، فقد تكرم بكتابة بعض الأغنيات التي كان يرددها العمال أثناء قيامهم بالحفر أو بترميم بعض المعابد وهي تعد من أهم ما قدمته في هذه المجموعة من الأغاني ..و كثير من الأغاني التي أقدمها في هذه المجموعة ألفها شعراء المدن ولم تكن شعبية في نشأتها ولكنها أصبحت كذلك بواسطة المغنيين المحترفين ، وهذا حال كثير من الأغاني التي جمعها السيد / نصري .
أما الأغاني الأخرى ؛ وهي أغاني الأفراح والحج و ألعاب الأطفال و أغاني العمل في الحقل و البكائيات فهي جميعا نابعة من الشعب نفسه ؛ فنحن نلاحظ أنه بمقارنة هذه الأغاني بغيرها فإننا سنجد أن المجموعة الثانية تتميز بألفاظها الخشنة و وزنها العنيف .
وسوف أبدأ بتقديم تلك المجموعة بأن أعطي النص العربي و طريقة نطقه و ترجمته الحرفية بالفرنسية على قدر المستطاع.

جاستون ماسبيرو

إيجل 16
21/01/2007, 17h51
والله مع أني بالغ عاقل إلا أني بكيت ماشاء الله ، فقد هز محتوى هذا المنتدى أعماق فؤادي ، وحمدت الله ألف مرة أن تراثنا محفوظ بايد كريمة مخلصة عظيمة ، وأوصي بأن يقدم كل منا أقصى مافي الجهد لتقديم هذا الأكسير ( أكسير الحياة) لشبابنا وأطفالنا
هذا هو مصر وهذا هو تاريخها وهذا نبضها وعبق تاريخها
هذا عصا العجوز التي يتوكأ عليها وهذا هو راية نلتقي عليها وتحتها إن شاء الله وهذا هو مشعل كل شاب وحربته لمصر ، جاء من مصر ومصريين ، إلى كل الحبايب في كل مكان
شكرا لكل يد أقامت هذا المنجم والمعبد والملاذ وسجادة الصلاه وساحة القتال

ذكرني ماسمعت ومارأيت بأيام العز والزمن الأصيل وذكرني بأبطال ونضال وبساطة وشياكه وبحر وشمس ونيل وأصوات وروائح وعبق وتاريخ ولغه ودين وحضارة في غربة في المكان والزمان والحال
فشكرا وأسأل الله كل التوفيق

باهى محمد1958
25/03/2007, 23h56
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة .
الاخوة والاخوات كل عام وانتم بخير .
الموروث الذى ورثناه نحن المصريين كبير جدا (معابد واثار ) تعادل اكثر من نصف اثار العالم.
ولكن الموروث الثقافى (السير الشعبية )هى التى تحكى الماضى الذى لم نشاهده.
واكثر الاشياء تأثيرا هى المقاطع السمعية .................هذ اعتقدى ...........
شكرا لكل من ساهم فى هذا العمل الجليل الذى يحفظ للاجيال تراثها ..............
تحياتى للجميع
باهى محمد1958

mmsh2278
05/05/2007, 18h34
بالتأكيد أن موضوع التراث الشعبي والغنائي المصري في الصعيد موضوع شديد الحيوية والأهمية لما يمثله من قيمه تراثية وثقافية إلي جانب قيمته الفنية التي لا تحتاج إلي دليل ولعل ذلك التراث قد تمت أعادة أكتشافه عدة مرات لعل أهمها تلك التي تمت خلال فترة الستينات عندما تصاعد المد القومي والأشتراكي وزاد تأثير المدرسة السوفيتية في مجال دراسات علم الأنسان والفلكلور .. وهي المدرسة التي خلفت لنا العشرات من الباحثين المتميزين في مجال الفلكلور مثل د. صلاح الراوي...
أما الأكتشاف الثاني الأهم فلقد أنطلق مع مجموعة شباب الفرق الحرة الحديثة التي تعاملت مع ذلك التراث وفق أفق تجاري بحت فسطت على العشرات من الأعمال وحولتها عبر إعادة التوزيع إلي أعمال شائه .... ولكن ذلك لا ينسحب على كل من شارك في تلك المحاولة فهناك دائماً المؤمنين اللذين يحاربون لصالح قضاياهم.....
ولعل الكتاب يمكن أن يقدم لنا صورة لمرحلة شديدة الأهمية وسابقة على تلك المرحلة أنها مرحلة التأسيس لذلك البحث الميداني في هذا المجال...
مجهود رائع ... وروح شديدة التميز في مجال يستحق الأنتباه والأكتشاف الجديد بشكل دائم

الشرقاوي
05/05/2007, 21h37
هل هنالك علاقة بين الفن الصعيدي الشعبي والفن النوبي

الأخ العزيز صالح
انا من محافظة أسوان يعني منطقة تلامس بين الصعيد و النوبة و طبقا لمعايشتي أفراح الصعيد و النوبة أعتقد أنه لا علاقة بين الفن الصعيدي و النوبي "الأصليين " فلكل لغته و الاته الموسيقية و بالمناسبة اللهجة النوبية و هي غير مكتوبة تتعدد بتعدد
قبائل النوبة ... اما الفن الصعيدي فهو متأثر بالفن العربي من الجزيرة العربية و ايضا بالفن البدوي " رقصة الكف" من الصحراء الغربية

تحياتي

AKheir
06/05/2007, 14h32
لكل الأعزاء المهتمين بالفلكلور العربي عموما والمصري خصوصاً هناك سلسلة متخصصة تصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة المصرية تسمى سلسلة الدراسات الشعبية وهي سلسلة كتب نصف شهرية ومعنية بالتراث والفلكلور

سامح الاسواني
14/05/2007, 20h03
كان من المفترض الاعتماد على الاسكنر في مثل هذه الكتب المهمة و لاني لا املك هذا الجهاز حاليا لم اشأ ان تتوقف المجهودات في نشر اغاني ماسبيرو ، وقد كان رجلا عالما بحق لم يشأ ان ينقب على الاثار من دون ان يفهم طبيعة انسان هذه الارض الذي يعيش فوق مقابر الاجداد و لن اطيل لكني اود ان اشير الي شئ احزنني جدا حين اشتريت الكتاب منذ سنوات
يتعلق بمعدي هذا الكتاب و هما الدكتور احمد مرسي و الفنان محمود الهندي اللذان اوهما العالم انهما اصحاب الافضل في اكتشاف كتاب ماسبيرو ، بينما الامانة العلمية كانت تقتضي ان يوضع اسم مترجم الكتاب على صفحة الغلاف ، و هو المترجم الشهير خليل كلفت الذي رفضت الدولة المصرية الموقرة علاجه من محنة الكبد فتكفلت بالعلاج دولة ايطاليا المحروسة ، و لاني لن اكر ما فعله الاخرون في التعتيم على المبدعين الحقيقين فانني هنا اود الاشارة الي اهمية الدور الذي لعبته الاستاذة تقى المرسي في التعريف بالكتاب و كتابة ما تيسر من الكتاب ، و نشره في منتدانا العامر ، لكن اود ان اشير الي انني لن اسير بترتيب معين في ما ساتمكن من كتابته هنا اعتمادا على انه في الوقت القريب ساستخدم الاسكانر

سامح الاسواني
14/05/2007, 20h09
القسم الاول
الفصل الاول
اغاني الزواج و الختان
الحقيقة ان الجمع بين اغاني الختان و اغاني الزواج امر طبيعي اكثر مما يبدو للوهلة الاولى : فما يزال الناس ، الي يومنا هذا في انحاء مصر و بصورة خاصة عند الفقراء و لدى الطبقة المتوسطة ، ينتهزون فرصة الزواج لدى الجيران او داخل الاسرة لختان الصبيان . و الالحان و الاقوال ملك للمغنين المحترفين و المغنيات المحترفات اللائي يتم استئجارهم لاضفاء البهجة على الاحتفال و تنتمي المغنيات الي الطائفة المحترفة ( الغوازي) * ------
* الغوازي : جمع غازية : و هو اسم يطلق على طائفة الراقصات في مصر ، و يطلقن على انفسهن لقب (البرامكة) او الغز و هن من قبائل الغجر الرحل . و الغوزاي يعتقدن انهن من طبقة مميزة عن بقية الطبقات في المجتمع ، و يحرصن على الا يتزوجن الا من ابناء قبيلتهن . و يعمل الرجال خدما او يمارسون التجارة عندما لا يصحبون الغوازي في العزف عند اداء الرقص ، و يسمى الواحد منهم ( غزواتي ) . و قد اعتادت الغوازي اداء رقصاتهن امام الجمهور في الشوارع و في الحفلات و المواسم ، و كانت الغازية ترتدي ملابس الطبقة الدنيا و تكشف عن وجهها ، و تعرض فنها على المارة لقاء قروشهم . و يقول اداور لين في كتابه عادات و تقاليد المصريين المحدثين : عندما خرجت الراقصة الشرقية في رقصات هز البطن و الوسط الي الشارع بعد ذهاب سيادة الاتراك ، نزحت الغازية الي الريف و البنادر الصغرى ، و لكنها كانت قد تأثرت ـ بعض الشئ ـ بصنعة منافستها التي طردتها من القاهرة .
ويرى البعض ان اسم غازية جاء نتيجة الاثر الذي يحدثه فن الغوازي ، فهو يغزو القلوب .. و الغازية مغنية و راقصة معا ، ترقص و تغني على انغام الرباب و الطبل الصعيدي الذي يساعد جسمها كله على الحركة الهادئة .

سامح الاسواني
14/05/2007, 20h13
للعروسة
و دي * بيضة و تلبس طقم ابيض * دي : هذه
و تتمايل على كل الصفوف
و لا عندي الاعز من مقامك
و لا عندي جواهر يعجبوك
و لا هاين عليه اني افوتك * * افوتك : اتركك
و لا قادر اراضي خاطر ابوكي
* * *
يا م النهود البارزة بحلاوة
حلوة العروسة و الكلام بهداوة * * بهداوة : بهدوء
جبنا جهاز مودة
و جبنا من ع البرور (1)
المسك و العنبر
طلقنا لك بخور
يجعل سنينك على العريس بهناوة * * بهناوة ، بهناء وسعادة
* * *
يا صغيرة و لا عندناش محلاك
ان حبك يعمل على مرضاك
ان حبك يجيبلك جهازك تمام
ويوقد الشمع المنير في جلالك (2)
* *
دخل عريس في قصرها بيدور
يلقى العروسة على النجف بتنور
------------
1 البرور ما انبسط من سطح الارض و لم يغطه الماء .
2 - جلا : انكشاف حالك و وضوحك في غير تكلف، و حسن طويتك ، و صفاء ذهنك . و جلية الامر: حقيقته . و الجلوة : جلوة العروس : ما يعطيها زوجها وقت الانفراد بها و اثناء تواجدهما في ( الكوشة) وساعة الاحتفال بالعرس

سامح الاسواني
14/05/2007, 21h12
للعريس
علبة جواهر للعريس هديه
جبنا الجهاز لعروسك يا عيني
نينه العريس إدرجي * تتفرجي * ادرجي :تعالي
تلقى العروسه في المدينة جاية
* * *
عريسنا من دلعه دخل الحمام
العبد شايل له البدله و اسمه مرجان
افرشوله الأوده .. دا العريس موده
يلقى العروسة حاجة حلوة بعيون غزلان
يلقى العروسة حاجة حلوة بنهود رمان
* * *
و قابلني العريس العايق * * العايق : الوسيم
لباس الفروز * الرايق * الفروز : من الاحجار الكريمة ( الفيروز)
و خطبنا العروسه الحلوة
أفرّحه و انا قلبي رايق
يا رب تحفظ شبابه
و تفرجها ع المتضايق
يا من مشيته تعجبني
و كلامه يلدِّ (1) عليه
و جهاز عروسه جابهله * * جابهله : احضره
مِتّمن يا رب تتم عليه
دا كله شراية ماله
و لا جبا (2) و لا هدية
------------
(1) يلد : يروق لي و اصدقه و يوافقني ، وافعله عن طيب خاطر .
(2) جبا : (الجبا) ما يؤخذ عنوة كضرائب و خلافه ، من اتاوات مفررضة.

سامح الاسواني
01/08/2007, 23h22
ارجو من حضراتكم كتابة النصوص المسموح بيها بس فى الاغانى الشعبيه لان بعض الاغانى وزى ما حضرتك قلت سابقا هى تاليف و الحان واداء الغوازى التى كانت عاداتهم هى الخروج عن التقاليد المتعارف عليها وعدم الحفاظ فى كلماتهم على الحياء العام للاشخاص فهى تلقى فى مناسبة عرس او طهور واكثرها تفاخر بجمال العروس دون حياء دخولا فى تفاصيل مبالغ فيها زهوا بالجمال العربى او بفحولة العريس الذكوريه اخى العزيز برجاء مراعاة ذلك .

الاستاذ الفاضل كريم ناجي
بداية تحياتي لك و مودتي و اشكر ملحوظتك التي اقدرها و اضعها موضع اهتمامي و عنايتي ، بيد ان كتاب العالم الفرنسي الشهير محل اهتمام جل اعضاء المنتدى و كانت البداية مساهمة من عضوة فاضلة لفتت انتباهنا الي هذا الكتاب المهم من اجل رفعه هنا ، و لست سوى مشارك صغير في مجهود عظيم و ضخم ينسب لاصحابه ، هذا و لم اتمكن من معرفة اذا كانت ملحوظتك القيمة قصدت ما كتب بالفعل ام انها عامة تصلح لما كتب و ما سيكتب ، اذ اني لم الحظ خروجا للاداب العامة فيما كتب اللهم الا اذا كانت كلمة (نهود ) هي المقصودة من الملحوظة ، بالنسبة لي لا تمثل الكلمة لي عيبا ، لكن قد تخدش اخرين ، و قد يحتاج الامر الي استبيان لرأي الاعضاء لمعرفة حدود (العيب ) و انا اثق انه لا يفوتك ان الامر نسبي تماما ، فمفهوم الاخلاق تحدده عوامل شتى ، لكني اتذكر الان رباعية صلاح جاهين التي يقول بيتها الاول " النهد زي الفهد نط اندلع " و التي يرددها الملايين من دون ان تنتابهم مشاعر الخجل . و دعني اخبرك يا سيدي الفاضل ان الملاحظة التي اوردتها ذكرتني بكتاب / دراسة للخال الشاعر كرم الابنودي شقيق الشاعر عبد الرحمن الابنودي كانت حول الاغاني الجنسية في الصعيد ، و قد وصل الي تفسير يبرر السبب في غناء النساء ( و ليس الغوازي ) اغنيات يمكن ان نطلق عل بعض منها و صف الفاحش من دون تأنيب ضمير ، و كان الخال توصل ( و باختصار ) الي ان المجتمع الصعيدي مجتمع محافظ و مغلق جدا ، و المرأة /العروس ليس لديها خبرة او ثقافة بالزواج دعنا نقول ثقافة جنسية ، فالكلام في هذا الامر محظور تماما ، لكن ماذا يمكن ان تفعل حين تصبح وحيدة و فجأة مع عريسها ، هنا تأتي اهمية الاغنيات التي اشرنا اليها و التي تمثل التهيئة النفسية الاولى للبنت في تجربة من اشد التجارب رعبا و قلقا ، ذلك باختصار تفسير كرم الابنودي ، و اشكرك على الملاحظة التي جعلتنا ندخل الي هذا الموضوع بحكم تداعي الافكار
و لك من السلام و المودة والاحترام

عصمت النمر
10/08/2007, 01h46
الاخت العزيزة تقى
فتحت الباب
وفص ملح وداب
ليها اكثر من 9 شهور مختفية ولعل المانع خير
اشكرها على انها حركت مياه ساكنة
واتمنى من الصديق سامح ان يواصل
شاكرا له هذا الجهد العظيم

تقى المرسي
04/05/2008, 11h53
الاخت العزيزة تقى

فتحت الباب
وفص ملح وداب
ليها اكثر من 9 شهور مختفية ولعل المانع خير
اشكرها على انها حركت مياه ساكنة
واتمنى من الصديق سامح ان يواصل
شاكرا له هذا الجهد العظيم



أستاذي الفاضل

عصمت النمر

معك كل الحق في عتابك ولكنها ظروف خارجة عن إرادتي أبعدتني عن متابعة الموضوع

وعندنا عدت على استحياء وجدت الأستاذ سامح قد أغدق من كرمه ومشاركاته في الموضوع وهو جدير به

وفي النهاية أعتذر لكم وأقدم كل الشكر والتقدير لكل من يساهم في إثراء معرفتنا بتراثنا الغنائي

دمتم في نجاح وازدهار

تحيتي وتقديري