مشاهدة النسخة كاملة : حوار مع صديقي الملحد دعوة للحوار
محمد رمضان ماضي
05/05/2010, 09h16
بسم الله الرحمن الرحيم
حوار مع صديقي الملحد
نظرة عامة وموجزة على ما يحتويه الكتاب
مقدمة
سامح الله أختنا العزيزةالأستاذةهالة ، فلقد أدخلتنا في بحر من الأشواك مع هذا الكتاب ، فهو لا يناقش موضوعا ً ما ، ولكنه يناقش عدة موضوعات متفرقة ، هي منهاج للحياة ، فكل موضوع منهم لا يكفيه الكثير من الأسفارللمناقشة ، ولقد حاولت هنا أن أقدم بإيجاز ما تعرض له الكتاب من موضوعات لبداية المناقشة المفيدة والمثمرة إن شاء الله .
الفصل الأول
يبدأ الكاتب هنا بمناقشة قضية الخلق و الخالق ... ويتبع أسلوب الإستدلال المنطقي في التسلسل ثم ينقض هذا السلوب على أنه لا يفيد حين نناقش قضية الخالق عز وجل .
ثم يستعرض عطفا ً قانون السببية ، وعلاقة الخلق بالزمان والمكان ،
ويصل منها إلى عجز الإنسان عن إدراك الماهيات وأستدل بما وصل اليه (كانط) في كتابه نقد العقل الخالص .
ثم يواصل إستدلاله على أن الخالق واحد لا إثنان ، وذلك بتجانس شكل الخلق بالمخلوقات جميعها ، ووحدة التكوين الأولية ، الهيدروجين والكربون.
وفي نهاية الفصل ناقش إختصاصات الخالق ، وأن ما يبدو مفيدا ً لنا قد يكون ضارا ً في الحقيقة ، وما يبدو تافها قد يكون ذا قيمة عظيمة .
الفصل الثاني
تناول الكاتب هنا قضية شائكة حار فيها المتكلمون من قبل ، وشغلت عقول الفلاسفة منذ الأزل وإلى الأن........
القضاء والقدر وهل الإنسان مسير أم مخير ، ولقد نوقش هذا الموضوع في التاريخ الإسلامي ، وكان علامة لظهور مدارس فكرية متعددة كالجبرية والمعتزلة والأشاعرة ، ممن تكلموا في هذا الموضوع ....
لم يكن الكاتب موفقا ً ولا مقنعا ً حين ناقش العلم الإلهي والقدر فلقد تطرق لهذا الموضوع دون تعمق أو إقناع بدليل واضح جلي ّ .
ثم تعددت به المسالك في دروب شتى ينقصها الترتيب المنطقي ، أي أن الكاتب تاه وسط زحام المواضيع والأفكار المطروحة ، وإن كان قد حاول أن يصل في النهاية الى ما يريد التدليل عليه بأستنباط بعض النتائج من المقدمات لذا لم يكن موفقا ً تماما فيما عرض.
الفصل الثالث
القيم العليا والدنيا معرض ما دار من حوار في هذا الفصل ،وهل تتعارض القيم السيئة مع كون أن هناك حساب وعقاب من الخالق ، ومع كونه رؤف رحيم ، وهنا نرى الكاتب في معرض ردة قد هرب من التساؤلات المطروحة بقوله " إن الله كله رحمة وكله خير ، ولم يأمر بالشر ولكنه سمح به " وهذا فيما أرى تبسيط للأمر ، وأجابة منقوصة قد تقبل الكثير من الإعتراض ، فالموضوع لاينفصل عن القضاء والقدر بحال......
الفصل الرابع
يناقش الكاتب هنا قضية حساب من لم يصله رسول أو نبي ، فيثبت أن كل أمة ولابد أن يكون لها نذير ، وأستدل كثيرا بايات القرآن الكريم، وأخذ الكاتب يدلل على ما أراد أن يثبته بكثير من المشاهدات ، لقبائل إفريقية ، وفكرتهم عن الخالق ، وأن هذا لا يكون كمعتقد إلا وإن كان هنا من جاء ونبأ بهذا الأمر ، وهنا أرى الكاتب وقد أستطرد كثيرا فيما أراد أن يثبته ، في حين أن الأمر قد حسم جدلا ً منذ البداية :
" وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا " أي أن الإنسان معذور عند الخالق بالجهل إلى أن يعلم .
الفصل الخامس
يناقش الكاتب هنا على ما أثير من تساؤلات عن العدل والظلم والجنة والنار ، وهل من العدل أن العمل البسيط في الدنيا ، يقابله خلود أبدي ّ في النار ، فيثبت الكاتب أن الإنسان لا محدود القدرات في إستيعاب الكون بفكره ، لذا فهو خلق عظيم يستحق المحاسبة على ما يفعل من خير أو شر ، وأن ما يقوم به من عمل وإن كان يترآى للبعض هينا ً ، إلا أنه في حقيقة الأمر ليس كذلك ، ولقد كان الكاتب موفقا ً هنا في ردوده وإستدلاله.
الفصل السادس
ناقش هنا قضية المرأة وموقف الدين منها في العديد من القضايا،
كموضوع تعدد الزوجات ، ومكوث المرأة في المنزل ، الحجاب ، والطلاق في يد الرجل ، الضرب والهجر كما جاء في القرآن الكريم ، القوامة والميراث ، .
لقد كان الكاتب هنا تقليد يا ً في رده على موضوع تعدد الزوجات ولم يقدم الجديد سوى ما نقله من أراء عن السابقين ، ثم كان موفقا ً في رده على موضوع خروج المرأة من عدمه ، ولكنه سطح موضوع الحجاب ، وأخذه على غير المراد وبذلك كرر ما يقال على الألسنة .
ثم تكلم عن العبيد وحقوقهم وقارن بين الأديان الثلاث في معرض حديثه عن هذا الموضوع .
وختم حد يثه عن القوامة والميراث ولقد أوجز فيهما ووفق .
الفصل السابع
تناول هنا الرد على بعض الأفكار المادية كقول كارل ماركوس " الدين أفيون الشعوب "وإنه من صنع البشر وكان موفقا ً في ردوده ودلل على أنه ليس معنى تفاوت البشر طبقيا ً ، أن بعضهم فوق بعض ، ولكن بعضهم في إحتياج للتكامل مع البعض لصحة بناء المجتمع .
الفصل الثامن
خلط هنا الكاتب في تعريفه بين الروح والجسد والنفس ، فتناول الجسد والنفس على أنهما شيء واحد وفصل عنهما الروح في معرض حديثه ،
وهذا بلا شك قصور كبير في تناول هذا الموضوع .
ثم وقع الكاتب في مطب أخر وهو تصوير النفس على أنها الحيوانية الشهوانية ، وهذا تسطيح ، يقبل الكثير من الطعن والرد .
ثم ناقش مستطردا ً لمن السيطرة الروح أم الجسد؟
ولقد كان موفقا فيما وصل إليه ودلل عليه .
الكاتب في هذا الفصل وقع في تناقض مع نفسه ، ففي معرض حديثه في فصل سابق أنكر الحتميات الكونية ، وهنا يعود ويستشهد بها بقوله " حتى الحضارات لها دورات " فبأيها يؤمن الكاتب بهذه أم بتلك ؟
حاول الكاتب في هذا الفصل أن يعرف الروح كما عرف الجسد ولكنه دار في حلقة مفرغة ، بينا لم يتطرق من قريب أو بعيد في ذكر النفس ، إلا ما ذكرته سابقا ، لذا أري أن الكاتب لم يكن موفقا في هذا الفصل تماما لقصور في تناول الأفكار.
الفصل التاسع
ناقش هنا الكاتب مسألة الضمير ، وهل هي ضرورة إجتماعية ـ كما يقول الماديون ـ أم وازع داخلى للكائن الحي ( فطري) ، وأثبت أن الضمير لو كان ضرورة إجتماعية لما عرفه الحيوان ، وبذلك نقض المذهب المادي بنجاح ، ووفق في هذا الى حد ٍ بعيد .
الفصل العاشر
ذكر الكاتب مقولة مفزعة ، أعتبرها سقطة ، أو كبوة ) حين قال
" لا شيء ثابت في هذا الكون إلا الله هو الصمد (الساكن) والكل من حوله في حركة " ....... لا تعليق.
ثم تسائل عن الرقم سبعة وما يحتويه من أسرار.
الفصل الحادي عشر
دلل الكاتب وبتوفيق على صدق الوحي ، وأن الثورة العلمية التي نشهد خير برهان على إمكانية ذلك ومؤيدة لا في مكان الضد .
كما ناقش فكرة أن القرآن لا يمكن أن يكون من قول البشر ،
ولقد كان موفقا في ذلك.
الفصل الثاني عشر
عطفا ً على الفصل السابق أستطرد الكاتب في أدلته على أن القرآن ليس مؤلفا ً بشريا ً ، ولقد ناوله سابقا من حيث اللغة ، أما في هذا الفصل فيسوق أدلة ٌ علمية ٌ، ويستعرض آيات كونية ظهرت مؤخرا ً ووافقت ما جاء به القرأن الكريم من قبل.
الفصل الثالث عشر
في هذا الفصل رد الكاتب على من يتوهمون بوجود تناقض ما بين أيات القرآن الكريم وقد كان موفقا في رده وتدليله .
الفصل الرابع عشر
ناقش الكاتب هنا نظريتي النشوء والإرتقاء وأصل الأنواع لداروين وموقف الدين منها ، ونقض فيها النظريتين وأثبت أنه ليس معنى أن يكون تشابه في المخلوقات ناتج عن تطور ما تسلسلي حدث في الأصل ، ولكن هي أصول منفصلة نتجت عن تطور إبداعي في الخلق ذاته ولقد كان موفقا فيما أستدل به .
الفصل الخامس عشر
ناقش مقولة" لا إله ألا الله" ، وأثبت أنها منهاج عمل ، لا كلمات مركبة من بضع حروف تلوكها الألسنة ، وكأن هذا هو الإيمان.
الفصل السادس عشر
ناقش في هذا الفصل الحروف المقطعة في القرآن الكريم ، وإرتباطها بمدلولات الإعجاز الرقمي الحسابي ، وأضاف هذا دليلا ً على إستحالة كون القرآن الكريم من قول البشر .
الفصل السابع عشر
ناقش فيها أمور قرآنية ، ما بين الذبح لولد إبراهيم عليهما السلام ،
وما بين السحر الأكبر كمعجزة على يد موسى عليهم السلام ، وهل في هذا إعجاز.....
ويدلل في هذا الفصل أن هناك فاصل ما بين الأسباب والمسببات،
حين الكلام عن المشيئة الإلهية.
الفصل الثامن عشر
ناقش الكاتب هنا ماهية الدين ، وهل هو المثل العليا في الأفعال أم أنها جزء منه ومكمل لازم ؟
ولقد لخص هنا معنى الدين بمعرفة الإله ، والإيمان به ولقد حاول هنا إزالة اللبس عن بعض التصرفات العبادية بالبحث عن جوهر الأمر بأدائها، في محولة لسبر ما وراء الأشياء ولقد كان موفقا .
الفصل التاسع عشر
يناقش الكاتب حقيقة السعادة أهي في الدنيا أم في الآخرة ، أهي مادية أم روحية ، ولقد كان موفقا فيما إستدل به عن النهاية السعيدة للإنسان .
خاتمة
أرجو أن أكون قد وفقت في إستعراض مبسط لما يحتويه الكتاب، وأن يكون هذا قد فتح بعض الأفاق حول الكتاب بما أبد يت من رأي متواضع حول بعض ما ذكر في الكتاب،
في النهاية أرجو من الأخوات والإخوة ، إن كانت هناك مناقشه أن تكون في نقطه واحدة من الكتاب ، وبعد الأستيفاء ننتقل لما بعدها من النقاط ، ثم نختم في النهاية بإختيار كتاب جديد يرشحه لنا أحد ما من الأخوات أو الإخوة ، والله الموفق لما يحب ويرضى.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أبو محمد
05/05/2010, 09h24
رحم الله المفكر مصطفى محمود
سامح الله أختنا العزيزةالأستاذةهالة ، فلقد أدخلتنا في بحر من الأشواك مع هذا الكتاب ، فهو لا يناقش موضوعا ً ما ، ولكنه يناقش عدة موضوعات متفرقة
اخى العزيز ا / محمد
يارب يسامحنى ياسيدى على اختيارى :mdr:
ولو ان محدش شجعنى عليه ووافقنى غيرك:(
و لك كل الشكر على الملخص الذىقدمته حول كتاب حوار مع صديقى الملحد
انا شايفاه كتاب مهم قوى رغم انى قديم بس حلو ومفيد لاى حد
كل الشكر لك اخى العزيز
خالص تقديرى واحترامى
محمد رمضان ماضي
05/05/2010, 17h56
اخى العزيز ا / محمد
يارب يسامحنى ياسيدى على اختيارى :mdr:
ولو ان محدش شجعنى عليه ووافقنى غيرك:(
و لك كل الشكر على الملخص الذىقدمته حول كتاب حوار مع صديقى الملحد
انا شايفاه كتاب مهم قوى رغم انى قديم بس حلو ومفيد لاى حد
كل الشكر لك اخى العزيز
خالص تقديرى واحترامى[/CENTER]
بسم الله الرحمن الرحيم
أختي العزيزة أستاذه هالة
افسر لحضرتك بعض الأمور
قلت بداية ً الله يسامحك لأني قرأت الكتاب من قبل ، منذ أكثر من 15 سنه وأدرك ما فيه تماما ً ، وأن ما يخوض فيه الكتاب من قبل هو حقل أشواك فعلا ، وأن الدكتور مصطفى محمود رحمه الله قد دخل هذا الموضوع ولم يفيه حقة كما وضحت في بعض النقاط في المشاركة الأولى ،لأن هذه المواضيع كتبت فيها أمهات كتب ، من شتى المفكرين الغربيين والعرب ، منذ ارسطو وأفلاطون إلي ابن سينا وأبن عربي والقاضي عياض وغيرهم
كثير.
ثانيا ً وافقتك على هذا الإقتراح ، وأنا أدرك ما فيه تماما ً ، وقلت ربما يكون هناك لدى البعض تساؤل حول قضية ما من قضايا الكتاب ، قد يوفقني الله على تبسيطها ، وإزالة ما فيها من لبس وغموض، ليزداد اليقين بهذه القضايا الإيمانية، ,انا بإذنه تعالى جاهز للمناقشة والحوار.
ملحوظة : لقد شغلتني في السابق قضية أبسط من هذه القضايا وإن كانت لا تقل أهمية تتعلق ببعض آيات القرآن الكريم ، ولقد أخذت في السؤال والبحث والتنقيب بين امهات الكتب عام كامل لأصل إلى حل شاف ٍ في هذا الموضوع ، والحمد لله وفقت لجواب شاف ٍ ولكن بعد عناء شديد ، .
لذا فلولا إدراكي ان من أخاطب في المنتدى هم من الصفوة المثقفة ثقافة رفيعة لما وافقت على الخوض في مثل هذه الأمور
ولكن العقول المتفتحة من حولي جعلتني أوافق على الدخول في مثل هكذا موضوع ، لنصل إلى إثراء عقولنا بعضنا البعض،ولنتعلم منكم ما قد جهلنا .
والله الموفق.
ختاما : من قال علمت فقد جهل .
لك ولكل الأخوات والإخوة كل الإحترام والتقدير.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الباشاقمرزمان
05/05/2010, 23h40
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت سأطلب مناقشة كل فصل على حدى لأهمية التساؤلات والتشريح الموضوعي للموضوع ولكن في نهاية الموضوع الذي كتبه الأخ محمد رمضان طلب ذلك وعلى هذا فبسم الله وعلى بركة الله نبدأ في الفصل الأول:
الفصل الأول
لم يلـد ولم يولـد
في البداية اتخذ الكاتب قانون السببية للدلالة على وجود الله سبحانه وتعالى ، وبما أنه لابد لكل موجود من واجد فكل المخلوقات لابد لها من خالق وكون المخلوقات متشابهة من حيث التركيب الخلقي المتشابه والمتجانس والذي يعود في النهاية إلى الفتور والاضمحلال ومن ثم الفناء فيعودون كنشأتهم الأولى إلى الكربون والهيدوجين .
ثم استطرد في الاجابة عن وجود الله ولابد له من واجد واستدل على ضعف السؤال بأن هناك قانون يخضع له كل من الخالق والمخلوق وهذا يتنافى مع الربوبية وفي هذا التساؤل من وجهة نظري يشبه تساؤل الماديين حول طلب رؤية الله هذا معناه أن الله يشبه الخلق في كونه شيئاً محسوسا أو ملموساً في الكيف كي نراه كما تُرى الأشياء وهذا فيه تشابه مع المخلوقات ويتنافى مع الربوبية ، وليت الأمر يقف عند هذا الحد بل أن هناك مخلوقات لها صفات لا تتواجد لدى الخالق فالهواء والكهرباء والإشعاعات لا نستطيع أن نراها بينما نرى الله وهذا يعد ميزة في بعض المخلوقات ونقصاً في في الخالق فكيف يكون إلهاً تعالى جل شأنه عن ذلك. فالله موجود كما شاء لنفسه الوجود وأن القوانين التي تخضع لها المخلوقات هي من أمر الخالق الذي وضع قوانين خلقه.
والكاتب بدأ في الخروج عن الاستدلال الفكري والمنطقي الذي اتبعه في الحوار واستخدم أدلة من القرآن والحديث وفلاسفة المسلمين وهذا يعد شطحاً في الحوار مع ملحد في الأصل لا يؤمن بأن الاسلام دينا ثم بدأ يكرر نفسه في الشرح والتفصيل في قانون السببية على استدلال تشابه المخلوقات ، وهذا استطراد غير مبرر لصديق من المفترض أنه على درجة كبيرة من العلم مما يجعلنا نتصور أن الكاتب يشعر بأن منطقه يحتاج إلى مؤكدات أو كأنه يؤكد ذلك لنفسه.
ويعود الكاتب إلى الإجابة عن سؤال حول اهتمام الرب بالأمور التافه من الأشياء ، بأن ما يراه تافهاً يمكن أن تحدث أشياءً جللة تضر وتفيد وكأنه يقول له أن معظم النار من مستصغر الشرر ، ثم استطرد بأن السائل جعل من نفسه وصياً على الله جل شأنه يحدد له اختصاصاته وهو المخلوق وهنا أصاب في الرأي.
لكن كان عليه قبل أن يجيب على سؤال الملحد أن يوضح شيئاً أن الخالق جل شأنه لو ترك التافه من الأمور كما نراها نحن المخلوقين فهذا أمر يعول عليه كثير من الأمور أن الله بتركه التافه من الأمور يعد عجز في الإدارك لكامل الأمور وهنا فإن هناك أحداثاً تقع ولا يدركها فيكون مرغماً عليها وهذا أمر يتنافى مع الربوبية ومن جانب آخر فإن الله غير قادر على الإلمام بأمور مخلوقاته وجوانبها المختلفة وردود أفعالها فيعد نقص في القدرة وتشابه مع المخلوقات وهذا أمر يتنافى مع الربوبية ومن جانب ثالث هو خلق من المخلوقات لها تصرفات وأفعال ليس بقادر على توقعها وهذا يعيب الصانع في صنعته فما بلك بالخالق بالنسبة لخلقه.... وكل هذه الجوانب الثلاث تشير إلى أن الله تنزه عما يقولون فيه صفة من صفات البشر وهي الغفلة وهذا يتنافى مع الربوبية لذا فهو العالم العليم والخالق لكل شئ.
تنزه عما يقولون وسبحانه جل شأنه.
سالم التميمي
06/05/2010, 01h34
ثم استطرد في الاجابة عن وجود الله ولابد له من واجد واستدل على ضعف السؤال بأن هناك قانون يخضع له كل من الخالق والمخلوق وهذا يتنافى مع الربوبية وفي هذا التساؤل من وجهة نظري يشبه تساؤل الماديين حول طلب رؤية الله هذا معناه أن الله يشبه الخلق في كونه شيئاً محسوسا أو ملموساً في الكيف كي نراه كما تُرى الأشياء وهذا فيه تشابه مع المخلوقات ويتنافى مع الربوبية ، وليت الأمر يقف عند هذا الحد بل أن هناك مخلوقات لها صفات لا تتواجد لدى الخالق فالهواء والكهرباء والإشعاعات لا نستطيع أن نراها بينما نرى الله وهذا يعد ميزة في بعض المخلوقات ونقصاً في في الخالق فكيف يكون إلهاً تعالى جل شأنه عن ذلك. فالله موجود كما شاء لنفسه الوجود وأن القوانين التي تخضع لها المخلوقات هي من أمر الخالق الذي وضع قوانين خلقه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , وبعد :
فأردت أن أعقِّب على كلام أخي الفاضل أعلاه , فأقول والله المستعان :
لقد شطحت في قولك غفر الله لنا ولك , , فأنت قد نفيت إمكانية رؤية أحد من الخلق لله تعالى نفياً مطلقاً وهذا يخالف
كونه يُمكِّن المؤمنين من رؤيته في الآخرة جلَّ شأنه كما تقرر ذلك في كتاب الله تعالى " وجوهٌ يومئذ ناظرة , إلى ربها
ناظرة " وكذلك ماتقرر في السنة النبوية المطهرة على صاحبها أفضل الصلوات وأتم التسليم كما في حديث رؤية القمر
ليلة البدر , أقول إن رؤية عباده المؤمنين له في الآخرة لاتدلُّ على مشابهته لخلقه أو مشابهتم له , فاحتجابه عن خلقه
في الدنيا امتحانٌ لهم " فالإيمان بما لاتراه أصعب من الإيمان بما تراه " وهذه الدنيا دار امتحان , لذلك كانت رؤيته
جلّ شأنه هي أعظم نعيم أهل الجنة " نسأل الله من فضله "حين آمنوا به ولم يروه في الدنيا والله أعلم .
كذلك استدلالك باحتجاب الكهرباء والهواء والإشعاعات عن الأنظار وكون ذلك صفة كمال ( هذا كذلك باطل )
فلو كان الأمر كذلك لكان إبليس الملعون خيراً من الأنبياء والملائكة الذين رآهم الناس كجبرائيل عليه السلام
ولكان ماذكرت كذلك خيراً من الأنبياء , وكنتَ قد وقعتَ فيما حذِرتَ منه من تشبيه الخالق بالخلق !!.
فكون الله تعالى له ذات وإن ظهر لك تشابهها مع بعض صفات المخلوقات في الاسم أو الدلالة فلا يعني ذلك بالضرورة مشابهته للمخلوقات أو مشابهة المخلوقات له جلَّ شأنه .
وخلاصة القول :
* نحن نقرُّ أن الله تعالى له ذاتٌ تليق به نؤمن بها وبصفاته وبما وردت فيه من الذكر الحكيم والسنة المطهرة دون تشبيه
أو تكييف أو تعطيل أو تحريف , ونؤمن أنه لايمكن أن يراه أحدٌ من أهل الدنيا ونؤمن أن المؤمنين سيرونه في الآخرة
كما وعدهم بذلك ورسولُه صلى الله عليه وسلم وصدق الله ورسوله .
*وكذلك نفيك أن الله تعالى يمكن رؤيته حتى لانقع في التشبيه فباطل لسببين :
- أن احتجابه تعالى عن العين في الدنيا هو امتحانٌ للخلق والله أعلم .
- أن الاشتراك في رؤية العين لله تعالى ولخلقه ( في الآخرة ) لاتدلُّ على تشابه الذوات كما أن تشابه المسميات لايدلُّ على تشابه الذوات .
والله تعالى أعلم .
الباشاقمرزمان
06/05/2010, 08h10
أخي الكريم/ سالم التميمي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يجب أن تعي أن الحديث هنا مع ملحد وهو يتحدث بالمنطق الوجودي الدنيوي أي منطق قوانين الطبيعة المخلوقة وهذه القوانين الطبيعية لا تصلح ولا تتماشى مع رؤية الخالق جل شأنه بالنسبة للبشر فقد اهترى الجبل حين تجلى نوره سبحانه وتعالى وخر موسى عليه السلام مغشياً عليه. أما رؤية رؤية الرسول عليه الصلاة والسلام في الاسراء والمعراج كانت حدثاً إعجازياً بكل دقائقه وتفاصيله ومع ذلك كانت من وراء حجاب.
لا تنسى مرة أخرى أن الحديث مع ملحد وليس بوذياً أو نصرانياً أو يهودياً أو حتى من الصابئة ومعنى ذلك أنه لا يؤمن في الأصل بوجود إله وبالتالي لايوجد حساب ولاعقاب ولايوم القيامة فذكر رؤية الله سبحانه وتعالى في هذا معه يعد كمن يغني لأصم أو ينفغ في قربة مقطوعة ، بل على العكس يمكنه أن يتخذها ذريعة في الدلالة على أن رؤية الاله في الآخرة ضعف وشك فهل سترى الهواء في الآخرة وترى الكهرباء فرؤية الله سبحانه وتعالى حتى في الآخرة سيعتبره نقص لا يتناسب مع الربوبية لذا فاعتراضك على كلامي لم يجانبك فيه الصواب لأنه لم يكن زاوية استطراق مع ملحد.
فرؤية وجه الله في الآخرة هى منحة من الخالق للمؤمنين وحينها سوف تتغير كثير من قوانين الدنيا بالنسبة للبشر لتتماشى مع قوانين هذا اليوم العظيم لأشياء كثيرة فالتغير هو من صفات المخلوقات وليس من صفات الخالق ألست معي في ذلك.
فسبحان من يُغَير ولا يتغير.
وشكرا لك على مداخلتك القيمة والمفيدة أيضاً لكن أكرر لم يكن ما أشرت إليه نقطة في الحوار فلا تحمل كلامي غير فحواه ولا تحملني فوق طاقتي.
الحوار حول الدنيا وليس الآخرة وليس في كلامي ما يشير إلى رؤيته عز وجل في الآخرة أو من عدم رؤيته أي شئ من قريب أو بعيد وخاصة أن الكاتب في حواره لم يتطرق لذلك لا شكلا ولا موضوعاً وهو صائب في ذلك ، لأنه لو تطرق لها لفقد دفة الحوار مع صديقه الملحد ولفقد زمام المبادرة وأعطى فرجة للملحد لا ولن يستطيع سدها وهنا سيكون الضعف الذي لن يستطيع معه فكاكاً.
سالم التميمي
06/05/2010, 11h49
أستاذي الفاضل : الباشا قمر زمان , حفظك الله ووفقك :
تعقيبي على حديثك كان سببه أنك أطلقت نفي رؤية الله تعالى , فوجب بيان الخطأ , وهذه مسألة عقيدة فلا يكن
في صدرك على أخيك شيء رضي الله عنك .
ثمَّ : كون النقاش كان مع ملحدٍ وكون المؤلف رحمه الله قد وقع في خطأ حين أراد بيان الأمر له لايمنعنا من بيان
الأمر الحقّ إن وقع أحد منّا في خطأ أثناء نقاشنا فهناك ربما من يتابع نقاشنا .
وطريقة تقريرك وتبريرك لاحتجاب الله تعالى عن رؤية الخلق له لن تفيد الملحد حين تقررها لشيء من الموجودات
وترى أنها صفة تفضيل لأنه سيثير تساؤلاً آخر سيدخل عقله في متاهة وسيلحقه تساؤل وهكذا .
ولبيان الأمر لملحد كان ينبغي سؤاله فقط عن ( الروح ) وماهي وماصفتها ولمَ لانراها ؟!!..
وكذلك العقل , فأنت وإن لم تشاهدهما من خلال جسدك إلا أنك تعلم وجودهما بما يرتبط بهما ويلزم منه وجودهما ..
فمن باب أولى أن نعلم وجود الله عز وجل دون أن نراه لوجود الدلالات على وجوده وإن لم نره ..
وكذلك لايلزم رؤية كل موجود للعلم بوجوده , فرئيس الجمهورية أو الملك لايمكن لكثير من الناس رؤيتهما مع
أنهما قد يعيشان حتى يملّا الحياة وتملّهما .
وكذلك وجود مسارات وأفلاك للكواكب والنجوم فعدم وجود صورة لها إلا أنها موجودة ولها سنن وقوانين يعلمها الملحدون وغيرهم ...
وسواها من الأمور الكثيرة .
أتمنى أن تكون فكرتي وصلت .
رعاك الله وحفظك .
سيدي الكريم
يبدو شرح الفصل الاول من كتاب حوار مع صديقي الملحد غير واضح تماما فلكأنني فهمت أن الكاتب اعتبر أن
قانون السببية(الحتمية) غير صالح للاستدلال على وجود الخالق .أرجو تفنيد الموضوع ليتاح لمن لم يقرأ هذا الكتاب تكوين فكرة مفهومة عن محتوى هذا الفصل(الفصل الاول) وطبعا حتى يصار الى مناقشة ذلك بطرق صحيحة ...مع العلم أن السببية ليست المبدأ الوحيد في الفيزياء بل هناك مبدأ الصدفة (الحصول على نتائج غير منطقية وليست ناتجة عن المسبب او كما يقال العشوائية) تحكم حصول الكثير من الظواهر في الكون ..
اننا نصر دائما على معرفة ما لانستطيع معرفته لا بعقلنا و لا بوسائلنا المعرفية و نصل دائما الى الشك ثم
نبني قناعاتنا على معرفة مشكوك فيها ننبشها دائما لنبحث في أمرها ...للاسف.
سلام عليكم ورحمه الله
ياريت ياجماعه بعد اذن حضراتكم
احنا لما اتكلمنا فى مناقشه كتاب نقراه كان الكلام اننا نناقشه بعد فتره محدد لكن مش بعد قراءه كل فصل ندخل نفسره ويحصل مناقشه على الرغم من عدم انتهائنا من قراءته
ولا ايه رايكم
الباشاقمرزمان
06/05/2010, 21h15
لعل هذا الكتاب سيثير كثير من الجدل ولذا فأرى أنه يتوجب علينا كتابة الفصل المناقش لأنه من الواضح أن كثير منا لم يقرأ هذا الكتاب وسأنقل لكم الفصل الأول حتى يتبين للجميع ما يدور حوله النقاش ولي بعد ذلك عودة مع الأخ بشار
الفصل الأول
لم يلـد ولم يولـد
صديقي رجل يحب الجدل ويهوى الكلام.. وهو يعتقد أننا – نحن المؤمنين السذج – نقتات بالأوهام ونضحك على أنفسنا بالجنة والحور العين وتفوتنا لذات الدنيا ومفاتنها .. وصديقي بهذه المناسبة تخرج في فرنسا وحصل على دكتوراه .. وعاش مع الهيبز وأصبح ينكر كل شيء.
قال لي ساخراً:
أنتم تقولون : إن الله موجود .. وعمدة براهينكم هو قانون "السببية" الذي ينص على أن لكل صنعة صانعاً.. ولكل خلق خالقاً .. ولكل وجود موجدا .. النسيج يدل على النسّاج .. والرسم يدل على الرسّام .. والنقش يدل على النقّاش .. والكون بهذا المنطق أبلغ دليل على الإله القدير الذي خلقه ..
صدّقنا وآمنّا بهذا الخالق .. ألا يحق لنا بنفس المنطق أن نسأل .. ومن خلق الخالق .. من خلق الله الذي تحدثوننا عنه .. ألا تقودنا نفس استدلالاتكم إلى هذا .. وتبعاً لنفس قانون السببية .. ما رأيكم في هذا المطب دام فضلكم ؟
ونحن نقول له : سؤالك فاسد .. ولا مطب ولا حاجة فأنت تسلّم بأن الله خالق ثم تقول مَن خلقه ؟! فتجعل منه خالقاً ومخلوقا ًفي نفس الجملة وهذا تناقض..
والوجه الآخر لفساد السؤال أنك تتصور خضوع الخالق لقوانين مخلوقاته .. فالسببية قانوننا نحن أبناء الزمان والمكان.
والله الذي خلق الزمان والمكان هو بالضرورة فوق الزمان والمكان ولا يصح لنا أن نتصوره مقيداً بالزمان والمكان .. ولا بقوانين الزمان والمكان.
والله هو الذي خلق قانون السببية .. فلا يجوز أن نتصوره خاضعاً لقانون السببية الذي خلقه.
وأنت بهذه السفسطة أشبه بالعرائس التي تتحرك بزمبلك .. وتتصور أن الإنسان الذي صنعها لا بد هو الآخر يتحرك بزمبلك .. فإذا قلنا لها بل هو يتحرك من تلقاء نفسه .. قالت : مستحيل أن يتحرك شيء من تلقاء نفسه .. إني أرى في عالمي كل شيء يتحرك بزمبلك.
وأنت بالمثل لا تتصور أن الله موجود بذاته بدون موجد .. لمجرد أنك ترى كل شيء حولك في حاجة إلى موجد .
وأنت كمن يظن أن الله محتاج إلى براشوت لينزل على البشر ومحتاج إلى أتوبيس سريع ليصل إلى أنبيائه.. سبحانه وتعالى عن هذه الأوصاف علوّاً كبيراً ..
"وعمانويل كانت" الفيلسوف الألماني في كتابه "نقد العقل الخالص" أدرك أن العقل لا يستطيع أن يحيط بكنه الأشياء وأنه مُهيّأ بطبيعته لإدراك الجزئيات والظواهر فقط .. في حين أنه عاجز عن إدراك الماهيات المجردة مثل الوجود الإلهي .. وإنما عرفنا الله بالضمير وليس بالعقل .. شوقنا إلى العدل كان دليلنا على وجود العادل .. كما أن ظمأنا إلى الماء هو دليلنا على وجود الماء ..
أما أرسطو فقد استطرد في تسلسل الأسباب قائلاً : إن الكرسي من الخشب والخشب من الشجرة .. والشجرة من البذرة .. والبذرة من الزارع .. واضطر إلى القول بأن هذا الاستطراد المتسلسل في الزمن اللانهائي لابد أن ينتهي بنا في البدء الأول إلى سبب في غير حاجة إلى سبب .. سبب أول أو محرك أول في غير حاجة إلى من يحركه .. خالق في غير حاجة إلى خالق .. وهو نفس ما نقوله عن الله ..
أما ابن عربي فكان رده على هذا السؤال"سؤال مَنْ خلق الخالق".. بأنه سؤال لا يرد إلا على عقل فاسد.. فالله هو الذي يبرهن على الوجود ولا يصح أن نتخذ من الوجود برهاناً على الله.. تماماً كما نقول إن النور يبرهن على النهار .. ونعكس الآية لو قلنا إن النهار يبرهن على النور ..
يقول الله في حديث قدسي :
( أنا يُستدل بي .. أنا لا يُستدل عليّ) ..
فالله هو الدليل الذي لا يحتاج إلى دليل .. لأنه الله الحق الواضح بذاته .. وهو الحجة على كل شيء .. الله ظاهر في النظام والدقة والجمال والإحكام .. في ورقة الشجر .. في ريشة الطاووس .. في جناح الفراش .. في عطر الورد .. في صدح البلبل .. في ترابط النجوم والكواكب.. في هذا القصيد السيمفوني الذي اسمه الكون ..
لو قلنا إن كل هذا جاء مصادفة .. لكنا كمن يتصور أن إلقاء حروف مطبعة في الهواء يمكن أن يؤدي إلى تجمعها تلقائياً على شكل قصيدة شعر لشكسبير بدون شاعر وبدون مؤلف.
والقرآن يغنينا عن هذه المجادلات بكلمات قليلة وبليغة فيقول بوضوح قاطع ودون تفلسف:
{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفواً أحد} سورة الإخلاص:1
ويسألنا صاحبنا ساخراً : ولماذا تقولون إن الله واحد ..؟ لماذا لا يكون الآلهة متعددين ..؟ يتوزعون بينهم الاختصاصات ؟
وسوف نرد عليه بالمنطق الذي يعترف به .. بالعلم وليس بالقرآن ..
سوف نقول له إن الخالق واحد ، لأن الكون كله مبني من خامة واحدة وبخطة واحدة .. فمن الأيدروجين تألفت العناصر الاثنان والتسعون التي في جدول "مندليف" بنفس الطريقة .. "بالادماج" وإطلاق الطاقة الذرية التي تتأجج بها النجوم وتشتعل الشموس في فضاء الكون.
كما أن الحياة كلها بنيت من مركبات الكربون "جميع صنوف الحياة تتفحم بالاحتراق" وعلى مقتضى خطة تشريحية واحدة .. تشريح الضفدعة ، والأرنب ، والحمامة ، والتمساح ، والزرافة ، والحوت ، يكشف عن خطة تشريحية واحدة ، نفس الشرايين والأوردة وغرفات القلب ، ونفس العظام ، كل عظمة لها نظيرتها .. الجناح في الحمامة هو الذراع في الضفدعة .. نفس العظام مع تحور طفيف ..والعنق في الزرافة على طوله نجد فيه نفس الفقرات السبع التي تجدها في عنق القنفذ .. والجهاز العصبي هو هو في الجميع ، يتألف من مخ وحبل شوكي وأعصاب حس وأعصاب حركة .. والجهاز الهضمي من معدة واثني عشر ، وأمعاء دقيقة وأمعاء غليظة والجهاز التناسلي نفس المبيض والرحم والخصية وقنواتها .. والجهاز البولي الكلية والحالب ، وحويصلة البول .. ثم الوحدة التشريحية في الجميع هي الخلية .. وهي في النبات كما في الحيوان كما في الإنسان، بنفس المواصفات، تتنفس وتتكاثر وتموت وتولد بنفس الطريقة ..
فأية غرابة بعد هذا أن نقول إن الخالق واحد ؟ .. ألا تدل على ذلك وحدة الأساليب.
ولماذا يتعدد الكامل ..؟ وهل به نقص ليحتاج إلى من يكمله ؟ .. إنما يتعدد الناقصون.
ولو تعدد الآلهة لاختلفوا ، ولذهب كل إله بما خلق ، ولفسدت السماوات والأرض , والله له الكبرياء والجبروت وهذه صفات لا تحتمل الشركة ..
ويسخر صاحبنا من معنى الربوبية كما نفهمه .. ويقول أليس عجيباً ذلك الرب الذي يتدخل في كل صغيرة وكبيرة ، فيأخذ بناصية الدابة ، ويوحي إلى النحل أن تتخذ من الجبال بيوتاً ، وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ، وما تخرج من ثمرات من أكمامها إلاّ أحصاها عدداً ، وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه .. وإذا عثرت قدم في حفرة فهو الذي أعثرها.. وإذا سقطت ذبابة في طعام فهو الذي أسقطها .. وإذا تعطلت الحرارة في تليفون فهو الذي عطلها .. وإذا امتنع المطر فهو الذي منعه ، وإذا هطل فهو الذي أهطله .. ألا تشغلون إلهكم بالكثير التافه من الأمور بهذا الفهم ..
ولا أفهم أيكون الرب في نظر السائل أجدر بالربوبية لو أنه أعفى نفسه من هذه المسئوليات وأخذ إجازة وأدار ظهره للكون الذي خلقه وتركه يأكل بعضه بعضاً!
هل الرب الجدير في نظره هو رب عاطل مغمى عليه لا يسمع ولا يرى ولا يستجيب ولا يعتني بمخلوقاته ؟ .. ثم من أين للسائل بالعلم بأن موضوعاً ما تافه لا يستحق تدخل الإله، وموضوعاً آخر مهماً وخطير الشأن ؟
إن الذبابة التي تبدو تافهة في نظر السائل لا يهم في نظره أن تسقط في الطعام أو لا تسقط، هذه الذبابة يمكن أن تغيّر التاريخ بسقوطها التافه ذلك .. فإنها يمكن أن تنقل الكوليرا إلى جيش وتكسب معركة لطرف آخر، تتغير بعدها موازين التاريخ كله.
ألم تقتل الإسكندر الأكبر بعوضة ؟
إن أتفه المقدمات ممكن أن تؤدي إلى أخطر النتائج .. وأخطر المقدمات ممكن أن تنتهي إلى لا شيء .. وعالم الغيب وحده هو الذي يعلم قيمة كل شيء .
وهل تصور السائل نفسه وصيّاً على الله يحدد له اختصاصاته .. تقدّس وتنزّه ربنا عن هذا التصور الساذج.
إنما الإله الجدير بالألوهية هنا هو الإله الذي أحاط بكل شيء علماً .. لا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء.
الإله السميع المجيب ، المعتني بمخلوقاته.
محمد رمضان ماضي
06/05/2010, 23h18
بسم الله الرحمن الرحيم
أخواتي وإخواني ، والله إني لسعيد بهذا الحوار ، ولكنني أطلب من الإخوان التركيز في القراءة ، والبعد عن التشنج ، وقرأة الكتاب ككل كما قالت أستاذة هالة ، ثم تناول موضوعاته نقطة نقطة ، لا فصل فصل كما فعل أخي الباشا قمر الزمان ،وذلك أيسر في المناقش ، ولا تتزاحم الأفكار وتتشتت وتتوه ، والنتيجة تصبح الكل منا يغرد خارج السرب.
وأرجو من الإخوة المعلقين على الموضوع العلم أننا نناقش كتاب ، وندلي بالرأي لما ورد فيه ، لذا عليهم قرأة الكتاب ومن ثم التعليق ، حتى لا يحدث لبس ما في الموضوع ، وربما الإعتقاد ان ما يكتبه احد ما هو رأيه الشخصي وذلك إحقاقا للحق ، وإبلاجا ً للحقيقة.
لى عود ببعض التعليقات على ما ورد من ردود قريبا ًبإذنه تعالى،
تحياتي ومحبتي لكم جميعا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الباشاقمرزمان
07/05/2010, 00h47
أخي الكريم / محمد رمضان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فقد ناقشت نقاط الفصل الأول من حيث المحتوى الأساسي للموضوع دون الدخول إلى النقاط الفرعية والتي تتعلق بالفلاسفة كأفلاطون وركزت على الحوار الجدلي وحينما اخترت فصلا فصلا لم أعني غير تكامل الحوار الجدلي الذي قسم الكاتب فصوله على أساسه وتعرضت للنقاط الأساسية جميعها .... وأنوه أيضاً للإخوة المشاركين بمداخلتهم أننا نناقش الكتاب وفحواه فقط فإذا كان هناك نقاط لم يتعرض لها الكاتب فهي ليست بموضوع حوارنا وإن كان ولابد فنشير إليها فقط على أنها نقص على الأقل من وجهة نظرنا نحن.
أما عن مداخلة الأخ بشار
سأجيبك عن سؤالك وإن كان بعيد عن الموضوع وهو ما طرحه الكاتب فقط .
بالنسبة للصدفة كما أسميتها أنت والتي تعني وقوع حدث ما دون إرادتك أو إرادة شخص ما سواء كان هذا الحدث يمكن أن ندرك حدوثه أو لانعرف عن كنهه شئ فهذا هو معنى المصادفة .
فمثلا أن تقوم بتجربة ما للتوصل إلى نتيجة معينة وأثناء عملك لاحظت شيئاً آخر جديداً لم تتوقعه ولم يخطر لك على بال فنقول أنك اكتشفت شيئاً جديداً وجاء بمحض الصدفة وذلك لأنك كنت تجهل هذا الشئ وتجهل طبيعته وشكله وتأثيره ولونه وحجمه ووزنه ومن ثم تبدأ بدراسة هذا الشئ للتعرف على صفاته فهذا حدث وأسميته صدفة بسبب جهلك به من الأساس ولا تعرف عن وجوده شئ.
ثانياً: عندما تقوم بعملية تهجين بين نبات واحد يحمل أحدهما صفة الطول للساق والثاني يحمل صفة مقاومة البذور لآفة معينة فحينما تحصل على النبات الذي يحمل الصفتين فأنت توقعت ذلك بناء على معطيات لديك أوجدت هذه الفكرة فقمت بتنفيذها ولكن عند حصولك على النبات ذو الصفات الجديدة ووجدت ظهور صفة ثالثة أخرى لم تتوقعها فهذا يعد صدفة أو أنك أشرت إلى أنها يمكن أن تحدث أو لاتحدث فأيضاً حدوثها صدفة لم تؤكد على حدوثها وذلك لعدم يقينك فنقول أنك غير متيقن من حدوثها.
أنت هنا في كلتا الحالتين إما أنك جاهل أو غير متيقن....... لماذا؟..... لأنك تلعب في شئ لست أنت صانعه ولا تستطيع صنعه ولو كان الأمر بيدك لصنعت نباتاً يحمل من الصفات ما تريد ..... وهذا لايمكن حدوثه لأنك لم تصنع هذا الشئ.
ولكن الله هو العليم وهو بذاته اليقين فقد خلق كل هذا وقادر على خلقه مرة ثانية ويكرر هذا طوال الحياة فينبت النباتات ومنها القوي ومنها الضعيف ومنه الطويل ومنها القصير .....إلخ من الصفات لأنه يمنحها الشئ الذي لا تستطيع أنت أن تمنحه وهو الحياة لذلك يامر هذا وتلك فيكون هذا طويلا وتلك قوية وذاك قصيراً والسبب أنه يقول كن فيكون فإذا كان هناك أشياء تحدث صدفة دون إرادته (حاشا لله وتعاى عن ذلك) فكيف يقول للشئ كن فيكون ومعنى حدوث الصدفة رغماً عنه فإنه يغفل عن أشياء وإن غفل عن أشياء وحدثت فحدوثها حدث رغماً عنه وهذا يتنافى مع الربوبية وصفاته فمدام غفل عن أشياء فكيف يمكن له أن يحاسبنا على كل كبيرة وصغيرة فلابد أن هناك أشياء ستمر منه سواء هذه الاشياء كبائر أم صغائر وهذا يعد قصور في الإله ولكن لاحظ:
وسع علمه كل شئ - هو السميع - العليم زكلها تتنافى مع منطق الصدفة.
وإن كنت تشير إلى أن وجود الله صدفة فأنت تحكم بقوانينك أنت على ما لاتستطيع أن تصوره ولا تعرف عنه غير ما عرف به نفسه أو عرفنا به الرسول صلى الله عليه وسلم وفي ذات الوقت أنت قاصر بقوانينك على أن تعرف نفسك وتتحكم فيها ولا تعرف كيفية تواجدك في هذه الحياة وفي هذا الوقت ومن هذين الأبوين وانت لاتستطيع أن تحمى نفسك من المرض أو تبدل عضوا من أعضائك بآخر أو تقاوم لسعة بعوضة أو لدغة ثعبان ولماذا تهرب من الحيوان المفترس فأنت وقوانينك لست بقادر على صنع شئ مثلما خلقه الله ولا تستطيع أن تدافع عن ذاتك ضد ميكروب الأنفلونزا الذي لا تراه فأنت قاصر في كل شئ فكيف تبحث في وجود الواجد لكل شئ فهو الكامل وانت الناقص فوجوده ليس صدفة ولا يخضع لها لا شكلاً ولا موضوعاً ولو كان صدفة فلابد من وجود آلهة غيره ووجوده لك صدفة وهذا يناقض قانون السببية لأنه واحد حسب النسيج المتشابه والتركيب المتماثل للكون كله.
وأتمنى منك حينما تعرض نقطة ما فلا تعرضها سؤالاً وتقف عند ذلك فدائما أراك تتسائل وأسئلتك تدل على أن لديك ثقافة ولكنك تتطرحها فقط ولا أرى لك مشاركات فاعلة على الأقل في الموضوعات التي قابلتك فيها فأنا لم أقرأ مشاركات لك غير التي اشتركت فيها فأريد منك التفاعل والمشاركة المفيدة لى ولنا وللجميع
شكرا لك
محمد رمضان ماضي
07/05/2010, 01h41
بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا ً لك أخي الكريم ، ردك هذا يدل على ثقافة مميزة ،
وأري أنك تستحق أكثر من العضوية والله ، ولكن لي تعليقان :
أولهما : أنني أعني بمناقشة كل عنصر على حدة هو إيفاء الموضوع حقه من الرد والتمحيص.
ثانيهما :للأخ بشار المناطقة يقولون أن المقدمات تؤدي إلى النتائج دوما ، فتكون منطقية .
أما إن أدت المقدمات إلى نتائج لا علا قة لها بالمقدمات نقول هنا نتائج غير منطقية ، أي ما يسمى بالمصادفة .
والكاتب هنا مما ساقه من أدلة وبراهين ـ مصطفي محمود أعني ـ يثبت أن الذات الإلاهية لا تخضع للمقدمات ولا للنتائج ، وكذا لا تخضع للمصادفة ، لإنه الخالق لكل هذا ، وعنده تتوقف كل هذه المسميات .
ملاحظة أخيرة أخي قمر الزمان أرجو تحري عدم الخلط في سياق الحديث بين ما هو للألوهية وما هو للربوية ، فالأمران مختلفان أخي.
تحياتي لك جميعا ً ومحبتي.
السلام عليكم وجمعة مباركة.
الباشاقمرزمان
07/05/2010, 05h25
أخي الكريم / محمد رمضان
فعلاً هناك فرق بين الألوهية والربوبية ولكن هناك ارتبط وثيق بينهما وهذا مما يجعل أثناء الحديث استخدام هذا أو ذاك ويجب التحديد أفضل ..... ومادام ذكرت هذه النقطة الهامة فسأترك لك توضيحها لما فيها من أهمية ويقع فيها الكثير في استخدام اللفظين مما يعني أن مفهومها عند الغالبية العظمى من الناس أو لنقل السواد الأعظم منهم باعتبارالفظين مرادفين لبعضهما البعض في اللغة.
شكراً لك
أرجو المعذرة ربما لم أفهم كيفية هذا الحوار و النقاش حول الكتاب المطروح هنا..هل المطلوب شرح افكاره
او انتقادها اذا تطلب ذلك ام ماذا؟
بالنسبة لما ورد في كلام الاستاذ الباشا حول أن ما قصدته بعيد عن الموضوع فأنا آسف يبدو أننا فقدنا البوصلة
في الفصل الاول من هذا الكتاب ولكن بما أنه قد علق على الموضوع فأنا متعجب من تعريفه لمبدأ الصدفة العشوائية
والقول أن ما ينتج عنها نسميه حدثا !! و ماذا يجب أن نسميه؟ على كل أنا أجد من المفيد مطالعة مبدأ اللاحتمية لهايزنبيرغ في الاطار العلمي المقنع لنتمكن من البدداية بالخطوة الاولى لا أن يقتصر الموضوع على معارف أولية
هي بمعظمها فلسفية سفسطائية مع الاسف ...و طبعا بكل احترام وتقدير و محبة
محمد رمضان ماضي
07/05/2010, 08h07
أخي الكريم / محمد رمضان
فعلاً هناك فرق بين الألوهية والربوبية ولكن هناك ارتبط وثيق بينهما وهذا مما يجعل أثناء الحديث استخدام هذا أو ذاك ويجب التحديد أفضل ..... ومادام ذكرت هذه النقطة الهامة فسأترك لك توضيحها لما فيها من أهمية ويقع فيها الكثير في استخدام اللفظين مما يعني أن مفهومها عند الغالبية العظمى من الناس أو لنقل السواد الأعظم منهم باعتبارالفظين مرادفين لبعضهما البعض في اللغة.
شكراً لك
بسم الله الرحن الرحيم
لكل الأخوات واإخوة التحية ، والسلام .
أخي الباشا قمر الزمان بإختصار
الألوهية هي كل أسم أو صفة تتعلق بالذات الإلاهية ولا يجوز
إطلاقها على غيره أيا ً كان.
أما الربوبية لا فيمكن وصف آخرين بها وأشتراكهم بالأسم ،
كرب المنزل ، والعمل ، ...إلخ
هذا بإختصار لأن هذا ليس موضوع الحوار ، ويمكن أن نتطرق لهذا لاحقا ً
الأخ بشار نحن هنا نبدي كل برأيه حول ما تناوله الكتاب ، من موضوعات وردود ، إما بالتعليق أو بالنقد ، أو الإستفسار .
ودعني أختلف معك أخي بقولك أنها سفسطة ، فهذا غير صحيح
فالسفسطة منهج فلسفي يهدف إلي قلب الحقائق ، ونحن هنا نثبتها ، السفسطة تدعو الى الشك لأجل الشك ، ونحن هنا نحاول إزلة الشك ....
بخصوص ما إقترحت من كتاب لهايزنبرج ، أو غيره فهذا بالطبع
مرحب به ، ولكننا نناقش الكتب الموجودة في سماعي وتتوافق مع
توجهات المنتدى . ويمكن إن كان الكتاب موجود أن نناقشة بعد الإنتهاء من هذا الكتاب.
شكرا لكم جميعا
مع تحياتي ومحبتي
الباشاقمرزمان
07/05/2010, 10h59
الأخ بشار كعادتك تقف عند مسميات والواضح أنك تقرأ كثيراً للفلاسفة وتتفهم أقوالهم ولكن لا تخضع الكلام لما يسمى بعمليات التحليل والتركيب والتي لايقوم عليها الكثير وهي الطريقة التي تعتبر درجة من درجات الفكر البشري للوصول إلى النتائج ومنها نقول أن هذا الشخص قادر على الوصول إلى النتائج الصحيحة وبالتالى يستطيع التقد.
ومن ذلك أقول أن ما بينا أدينا من كتاب نتحاور فيه سنجد فيه بعض الضعف لماذا؟ من خلال التحليل فالكاتب كتبه بعد مرور سنوات حائر بين الشك والإيمان وكتب هذا بعد صدور كتابه رحلتي من الشك إلى الايمان وهو عالم جليل في العلوم وليس في الدين لذلك سنجد ردوداً حول عمله هذا ولكن لو قلنا أنه لهذا هو كتاب ضعيف فنكون قد تجاوزنا وشطحتا ولم يحالفنا التوفيق .............. فهذا الكتاب فتح موضوعات خطيرة وتحدث في أمور شائكة ولكنه يتميز بالبساطة والسلاسة بعيداً عن تعقيدات وأساليب كتب السلف والذ لا يجيد فهمها او قراءتها إلا المتخصصين او من لهم ميول في هذا الاتجاه..... لذلك فالذين قرأوا هذا الكتاب قطاع عريض من البشر من ذوي الثقافات المختلفة والعقول المختلفة ......... ولهذا فهو عمل رائع.
وأنظر إلى رجل يقطع الطريق ثم تأتي سيارة مسرعة فتصدمه فماذا تسمى ذلك حادثة فالآف من البشر يعبرون الطريق وتمر عشرات من السيارات فحدوث عملية اصطدام تسميه حادثة لأنها تحدث صدفة وإن كانت متعمدة فليس هناك يقين من حدوثها........... أنظر إلى علم الإحصاء فعند إلقاء زهرة نرد واحدة فنحن سلفاً نعلم أن النتيجة الحتمية ستكون حدوث ظهور واحدة من الأرقام 1و2 و3 و4 و5 و6 ولكن لا ندري أي منهم سيظهر لنا ولذلك تسمى كل منهم حدث لأن ما يظهر لنا هو من سبيل الصدفة
محمد رمضان ماضي
07/05/2010, 11h22
بسم الله الرحمن الرحيم
بداية ً مبروك المواطنة للأستاذ الباشا قمر الزمان ، مش قلت لك
وبشرتك في السابق ، ألف مبروك:emrose:
حتى ينتهي الموضوع هنا بلا زيادة
هناك ما يسمى الحدث المؤكد ونسبة حدوثه مائة في المائة
وهناك الحدث المتوقع الحدوث ونسبة حدوثه متفاوتة بعدد العناصر المكونة بداية ً ، كما أشار أخي الباشا بزهر النرد سابقا ً
وهناك الحدث المستحيل الحدوث والذي يحدث مخالفا ًللمقدمات بالمطلق أو الذي يحدث بدون مقدمات أصلا ً وهذا ما يسمى الخلق،
ويختص به الخالق فقط .
أرجو أن أكون قد أوضحت وأوجزت .
ومبروك مرة ً أخرى لأخي الأستاذ الباشا على المواطنة .
دمتم بخير
السلام عليكم
الباشاقمرزمان
07/05/2010, 12h16
الله يبارك فيك أخي محمد رمضان وأرجوا من الله عز وجل أن أكون إضافة جيدة لهذا الصرح الذي أتمنى من كل قلبي أن يظل صرحاً شامخاً يعتد به ويكون منارة حقيقية ملئ بالعطاء والفكر الأصيل في شتى جوانبه ومجمع للصفوة كي يبثوا لنا ما يجعل للأجيال القادمة الهداية والمنار ويجدوا القدوة التي يستنيروا بها .
ثانياً: ولمزيد من التعارف ..... ما علاقتك بالرياضيات وعلم الإحصاء ونظرية الإحتمالات؟
ثالثاً: أين الأخت هالة من الموضوع فهي صاحبة الفكرة والإقتراح ولعل المانع خيراً إن شاء الله؟
وشكراً لك أخي الكريم
ثالثاً: أين الأخت هالة من الموضوع فهي صاحبة الفكرة والإقتراح ولعل المانع خيراً إن شاء الله؟
اخى الفاضل ا / الباشا قمر زمان
اولا انا مبروك المواطنه والتى تستحقها حضرتك
ثانيا انا موجوده ومتابعه بس حقيقه غير راضيه عن الحوار لان كان كلامنا من الاول اننا هنقرا وبعدين نناقش
مش كل ماهنقرا جزء نتكلم فيه وتحصل مناقشه وجدل وشايفه ده مش حلو صراحه وبيعمل جدل وخلاص
الباشاقمرزمان
07/05/2010, 16h06
الأخت هالة
الله يبارك فيكي وربنا يسعدك ويهنيكي إن شاء الله
بالنسبة لما قولتيه نعم أنا معك فيما قلتيه ويجب أن لا نخرج عن فحوي الكتاب ولكن هذا ضريبة الموضوع الجديد يستلزم الخروج بعض الشئ حتى يتفهم المشاركين طبيعة الموضوع والكتاب الذي تم اقتراحه مثير للجدلية وخاصة أنك دائما ستجدي من يركز على نقطة ما استهوته دون أن يعي كامل الموضوع وعلى هذا سيشارك وكأن النقطة الذي رأها هي الموضوع كله بل يمكن أن يذهب إلى أن الموضوع كله خطأ لمجرد أن النقطة لم تستهويه من وجهة نظره وهذه هي المشكلة التي دائماً للأسف يستخدمها الغالبية العظمى ولهذا لا تجدي اتفاق لأن النقاش لايبدأ على أسس ووفق أصول علمية ثابتة تبتعد عن الذاتية لهذا لا تعولى الأمر كل هذا الأمر وبعد فترة لن يبقى في الحوار غير الأشخاص الذين يجمعهم لغة حوار ومع ذلك لا يمنع بين الحين والآخر مداخلة ما ، فلا يمنعك تحقيق هدف ما أي عقبات فالورد دائما له أشواك وهذه هي الدنيا فإذا استسلمنا فلن نحدث تقدم أو نحقق هدف. وما اتفقنا عليه في هذه الفكرة أنا والأخ محمد وحضرتك سوف نستمر بمشيئة الله فيه وبإذنه تعالى سوف نراه ان شاء الله زاوية ناجحة في المنتدى فلنتوكل على الله.
واسمحي لي سوف أضع الفصل الثاني من الكتاب وأنتظر منك تقديمهوالتعرض له بالنقد والتحليل فأنت صاحبة الموضوع
محمد رمضان ماضي
07/05/2010, 17h24
بسم الله الرحمن الرحيم
عفوا أخي الباشا ، لننتظر قليلا تعليقات الأخوات والإخوة على الفصل الأول ، خصوصا الأخت هالة صاحبة الموضوع ، ثم نقوم بمناقشة الفصل الثاني ، ثم لا داعي لرفع الفصل كاملا أخي ،
يكفي الإقتباس منه ما تريد التعليق عليه ، فالكتاب موجود عند الجميع ، ووضعت رابطه سابقا ، ولنوفر الجهد للتركيز في الحوار ، ولأختي الأستاذة هالة نحن في اول الحوار بعد ، ودوما البداية صعبة ولكن مفيدة في وضع المباديء والأسس ، وهذا ما نحاول عمله هنا حتى نضمن الإستمرارية ، نحن ننتظرك أختي
لتدلي بدلوك تعليقا على ما سبق ، نحن في الإنتظار.
تحياتي ومحبتي لكم جميعا.
السلام عليكم.
سالم التميمي
07/05/2010, 17h27
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
كان من الضروري وضع قواعد للحوار قبل إفساح المجال للمشاركين في طرح آرائهم ..
أما أن تأتي القواعد تباعاً , ويتم التوجيه من الأعلى بعد الحديث في أي جزئية وإن كانت
بسيطة , وبأسلوب " امشوا بمزاجي لأن ده موضوعي " فهذا غير مقبول .
ثمَّ :
كيف يتم الحوار عن الكتاب كتلةً واحدةً ؟!! تالله ماسمعنا بهذا في آبائنا الأولين .
ماتريدونه أنتم يسمى " تقييم للكتاب " وليس حواراً ونقاشاً في محتواه ..
لذلك أعتذر عن اكمال المشوار فيبدو أن المراد هو استعراض العضلات هنا , وأنا لست
بصاحب عضلات واستعراضات .
أتمنى لكم دوام التوفيق والسعادة .
سلوى خزبك
07/05/2010, 18h43
الفصل الثاني
تناول الكاتب هنا قضية شائكة حار فيها المتكلمون من قبل ، وشغلت عقول الفلاسفة منذ الأزل وإلى الأن........
القضاء والقدر وهل الإنسان مسير أم مخير ، ولقد نوقش هذا الموضوع في التاريخ الإسلامي ، وكان علامة لظهور مدارس فكرية متعددة كالجبرية والمعتزلة والأشاعرة ، ممن تكلموا في هذا الموضوع ....
لم يكن الكاتب موفقا ً ولا مقنعا ً حين ناقش العلم الإلهي والقدر فلقد تطرق لهذا الموضوع دون تعمق أو إقناع بدليل واضح جلي ّ .
ثم تعددت به المسالك في دروب شتى ينقصها الترتيب المنطقي ، أي أن الكاتب تاه وسط زحام المواضيع والأفكار المطروحة ، وإن كان قد حاول أن يصل في النهاية الى ما يريد التدليل عليه بأستنباط بعض النتائج من المقدمات لذا لم يكن موفقا ً تماما فيما عرض.
اذا سمحتم لى الدخول فى هذه المناقشة فإنى اود ان انقل لكم ملخص بسيط للغاية للشيخ الجليل محمد متولى الشعراوى عليه رحمة الله
يقول الشيخ ان هناك قول وعمل وفعل .. الانسان قد يملك القول .. ولكنه لايملك الفعل .. لماذا؟ .. لان الفعل له شروط لاتخضع لاختيار الانسان .. واول هذه الشروط هو الزمان والمكان .. فكل فعل محتاج الى زمان والى مكان .. وقياس الزمن يتم بالاحداث التى تقع .. اى بالافعال التى تحدث .. اذن احداث الحياه تقاس عند البشر بالزمن والزمن يملكه الله الذى خلقه ولكننا لانملك الزمن بل هو الذى يملكنا فلا يستطيع احد ان يوقف الزمن .. كذلك لايملك احد منا المستقبل.
اما بالنسبة للمكان فاذا اعطاك الله عنصر الزمان فقد لايعطيك عنصر المكان فإذا اردت ان تبنى عمارة مثلا فانك قد تصبح فى الصباح وتجد الدولة استولت عليها للمنفعة العامة اوتجد من يوقف البناء مدعيا ان الارض ملكه او ... الخ اذن حدوث الفعل و اتمامه فى يد الله وحده
فاذا وصلنا الى هذا الفهم نكون عرفنا معنى التكليف والاختيار فى البشر ونكون قد عرفنا انه اختيار شرعى فى ان افعل او لا افعل وانه هو اساس الحساب فى الاخرة ولكن هذا الاختيار قد تتدخل فيه قوة لا اقدر على مقاومتها وبذلك اكره على على الاشياء ولا اكون مختارا فى المنهج
يقول الشيخ الجليل انه فى هذه الحالة يرفع عنك التكليف فلا تحاسب .. هذا هو عدل الله .. فالله لا يحاسبك على شىء حبس عنك حرية توجيه طاقتك باختيار كامل منك .. الى فعل الخير او فعل الشر
هذا ملخص لجزء صغير من كتاب القضاء والقدر للشيخ الشعراوى ضمن سلسلة رائعة اصدار اخبار اليوم ولمن يقرأ كامل الكتاب تزول عنده جميع ملابسات هذا الموضوع الشائك وشكرا للجميع
محمد رمضان ماضي
07/05/2010, 19h01
بسم الله الرحمن الرحيم
أختي الكريمة سلوى خزبك ، مرحبا بك وبمشاركتك القيمة لشيخنا رحمه الله ، أختي عذرا ً الإضافة قيمة بلا شك وتزيل كثير من اللبس ، ولكن مكانها الفصل الثاني حين مناقشة القضاء والقدر ،ونحن لا زلنا نناقش الفصل الأول .
ثم أختي الكريمة يهمنا أن نعرف رأيك أنت أيضا ً في الكتاب وموضوعه ، فهذه ساحة للحوار بين الأعضاء ، لنتعلم من بعضنا البعض ، لذا سنكون سعداء إن أشركتينا الحوار برأيك في ما نناقش ، من النقاط.
أشكرك مرة أخرى على الإضافة القيمة ، ودمتي بألف خير.
السلام عليكم
الباشاقمرزمان
07/05/2010, 22h53
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ/سالم التميمي
قول لا إله إلا الله محمد رسول الله ... وهون عليك وخذ الأمر بروية فنحن نتحاور حول فكر كاتب ولغتنا هي الحوار الهادف البناء فإذا افتقدناه فيما بيننا فكأنما كمن هدم المعبد على رؤسنا نحن سنتحاور عن النقاط الهامة في كل فصل وكلنا لسنا سواء فلك أن تتكلم في نقطة واحدة تجيد فيها الحوار لتوافر المعلومات لديك حولها وتدع باقي النقاط والمشاركات الأخرى ستفيدك في تلك النقاط وليس من الضروري أن تقول رأيك وتعلق أو تنقد عمل الكاتب فالنقد ليس ببساطة ، لأن الناقد يجب أن يكون متيحراً فيما ينقده ولديه القدرة على عرض نقده ووضع أسبابه مدعمة بالأسانيد والأدلة وهذا لا يتوافر للجميع لذلك تركنا المشاركة مفتوحة ونحن نتعلم من بعضنا البعض والمهم الاستفادة.
وسأقول لك شيئاً قد يكون جديداً عليك وسأبد}ه بتساؤل أيهما أعلى من الآخر العالم أم المفكر؟
الجميع ومنهم أنا كنت أقول العالم لأنه عالم في مجاله ، واتضح لي أن المفكر أعلى من العالم ... كيف؟
أقول لك وأسوق إليك مثالاً فإذا قلنا أن الشيخ الباقوري عالم والدكتور عبد الحليم محمود عالم والشيخ ابن باز والعثيميين وسنذكر الكثير والعديد منهم وستجد أن كل منهم قد قدم جديدا في مجال علمه سواء فقيهاً أم في مجال الحديث أم في التفسير لكن حينما نتحدث عن الشيخ الشعراوي نقول أنه مفكر لماذا؟ لأنه تفوق في الحديث وتفوق في اللغة وتفوق في الفقه وهي مجالات مرتبطة بالتفسير مكنته من إعطاء فكر جديد في التفسير اعتمد على اللغة وربط بينه وبين الفقه والحديث وهذا جعله يعطي جديد هذا بخلاف ربطه وفهمه للكثير من الحقائق العلمية والاجتماعية دفعه لأن يعطي آراءاً فقهية مثل تحريم نقل الأعضاء بالرغم من أنه ليس فقيهاً........... كذلك حينما نتدث عن حسين مؤنس فنقول أنه مفكر وأيضاً نقول عن الدكتور سعيد اسماعيل على في مجال التربية ولها مؤلفات في جميع مجالات التربية مع أن تخصصه تاريخ التربية أو لنقل أصول التربية.
وكاتبنا الدكتور مصطفى محمود نسأل المولى عز وجل أن يمنحه رحمته عالم في الفيزياء وليس بعالم دين لكنه متبحر في قراءاته ولذلك لا يمكن أن نطلق عليه اسم مفكر وبالتالي حينما يتحدث في مجال غير مجاله ستجد لديه نقاط ضعف وقوة.
غير أن الكاتب يكتب ما يقتنع به ويحاول دائما إثبات قناعاته حتى لو كتب في موضوع معين فقد توافق عليه أو ترفض فكره فالذاتية تتدخل فيما يكتب وخاصة أنه لايكتب بحث علمي ولذلك معرفة الآراء المختلفة تفتح الآفاق الفكرية وتوسع دائرة المعرفة في موضوع معين. ..... لذلك ليس من السهل أن أحكم على كاتب من كتاب واحد بل من عدة كتب حتى يتسنى لك ان تأخذ منه ولا يوجد من تأخذ منه أخذاً مطلقاً غير كتاب الله وسنة رسوله فلكل جواد كبوة ولكل عالم هفوة .
خلاصة القول كل منا يقدم تحليله بما يقدر عليه سواء من التحليل أو التفسير أو النقد أو التفنيد كما فعلت الأخت الكريمة سلوى خزبك واستدلت برأي الشيخ الشعراوي دلالة وسند لكلامها فهي ونحن كلنا مجتهدون ما تستطيع طرحه قل فلا عيب في ذلك فستسفيد وقد تأتي بشئ قد يكون جديدا علينا حتى ولو شيئا بسيطاً لكن الغضب واتخاذ القرار بالمقاطعة لن يفيدك وأيضاً سنحرم من مشارك قد يكون في سؤاله او كلمة تفتح أفق كان غائباً عنا فنحن بشر وصفاتنا النسيان وعدم الكمال فلا نستطيع أن نتذكر كل الأشياء.
فهون عليك ولا تتخذ قرارات سريعة............... ودمت
محمد رمضان ماضي
08/05/2010, 00h22
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
كان من الضروري وضع قواعد للحوار قبل إفساح المجال للمشاركين في طرح آرائهم ..
أما أن تأتي القواعد تباعاً , ويتم التوجيه من الأعلى بعد الحديث في أي جزئية وإن كانت
بسيطة , وبأسلوب " امشوا بمزاجي لأن ده موضوعي " فهذا غير مقبول .
ثمَّ :
كيف يتم الحوار عن الكتاب كتلةً واحدةً ؟!! تالله ماسمعنا بهذا في آبائنا الأولين .
ماتريدونه أنتم يسمى " تقييم للكتاب " وليس حواراً ونقاشاً في محتواه ..
لذلك أعتذر عن اكمال المشوار فيبدو أن المراد هو استعراض العضلات هنا , وأنا لست
بصاحب عضلات واستعراضات .
أتمنى لكم دوام التوفيق والسعادة .
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم لسنا في وارد إستعراض عضلات حاش لله ،
وليس بيننا من هو أعلى وأدني بل الكل سواء كأسنان المشط ، لا فرق بين أخت أو أخ ، ومن يتفضل ويشارك برأيه فأهلا به وسهلا ، ومن يمتنع فهذا إختيارة .
بالنسبة للحوار وقواعدة فهذا الرهط يتحاور مع بعضه البعض للمرة الأولى ، ولم يكن هناك من سبيل للتواصل سوى ما رأيت،
نحن لا نفرض رأي ولا نوجة حديث إلا الأمساك بدفة الأمور حتى يكون إلتزام بمحتوى الكتاب ، ولا يشطح بنا الأمر بعيدا .
تحياتي لك أخي الكريم سالم التميمي وأتمنى رؤية مشاركاتك الهادفة في مناقشة محتوى الكتاب والذي سيضيف لنا الكثير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[QUOTE=سالم التميمي;430086]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
كان من الضروري وضع قواعد للحوار قبل إفساح المجال للمشاركين في طرح آرائهم ..
أما أن تأتي القواعد تباعاً , ويتم التوجيه من الأعلى بعد الحديث في أي جزئية وإن كانت
بسيطة , وبأسلوب " امشوا بمزاجي لأن ده موضوعي " فهذا غير مقبول .
اولا وعليكم السلام ورحمه الله
اهلا بحضرتك ا / سالم التميمى
اسمحلى بعد اذنك ان ارد على مشاركتك هذه واقول لحضرتك لو تتبعت الموضوع من اوله ستجد انى طرحت الموضع كفكره للمناقشه على الجميع وقلت فيها فكرتى ان يتم قراءه الموضع ثم مناقشته كل اسبوع او كما يرتاى للاخوه المشاركين وكان الموضوع مطروح للمناقشه بدءا من اختيار الكتاب المراد مناقشته الى كيفيه طرحه والحوار حوله وكانت كل خطوه مطروحه للنقاش
يعنى مش زى ماحضرتك بتقول توجيه من اعلى وموضوعى وبمزاجى عشان موضوعى ولا كلام من ده خالص
ثمَّ :
كيف يتم الحوار عن الكتاب كتلةً واحدةً ؟!! تالله ماسمعنا بهذا في آبائنا الأولين .
ماتريدونه أنتم يسمى " تقييم للكتاب " وليس حواراً ونقاشاً في محتواه ..
لذلك أعتذر عن اكمال المشوار فيبدو أن المراد هو استعراض العضلات هنا , وأنا لست
بصاحب عضلات واستعراضات .
أتمنى لكم دوام التوفيق والسعادة .
اكرر لحضرتك ان كل خطوه فى المناقشه حول كتاب كانت بالحوار والاتفاق بين الجميع من الاول وكان من الممكن ان حضرتك هتدخل عادى وتقول لا مينفعش طريقه الحوار حول الكتاب بهذا الاسلوب وكان سيتم الترحيب بمقترحك بكل سعه صدر كما تفضل الاخ محمد رمضان ماضى والاستاذ الفاضل الباشا قمر زمان وتفضلوا بمقترحاتهم
يعنى مش استعراض عضلات ولا فذلكه فارغه وخلاص
كلنا كما تفضل اخى محمد رمضان زى بعض ومفيش فرق بيننا وكل واحد بيجتهد عشان يقرا ويعرض منظوره فيما قرؤه
وانا عن نفسى لسه مقريتش علشان اتكلم
اما عن كون حضرتك تعتذر عن اكمال المشوار فى الحوار فده شئ يرجعلك ومحدش بيفرض رايه على حد ولا بيجبره على اكمال شئ مش عايزه
خالص تقديرى واحترامى لحضرتك
hesham eid
09/05/2010, 20h07
أنا أرى أخوتى الأعزاء وبدون حجر على اى أفكار انه لاداعى لمناقشه هذا الكتاب لانه يقتر ب من اماكن تتعلق بالعقيده وهذه مسائل من الممكن أن تشطح بأفكار اى أحد فينا وتتدخله الى طريق بلا عوده
تقبلوا تحياتى .وشكرا
هشام عيد
محمد رمضان ماضي
10/05/2010, 05h42
أنا أرى أخوتى الأعزاء وبدون حجر على اى أفكار انه لاداعى لمناقشه هذا الكتاب لانه يقتر ب من اماكن تتعلق بالعقيده وهذه مسائل من الممكن أن تشطح بأفكار اى أحد فينا وتتدخله الى طريق بلا عوده
تقبلوا تحياتى .وشكرا
هشام عيد
بسم الله الرحمن الرحيم
مشكلة العقل العربي فكريا ً أنه توقف عند نقطة ما ، وأبى التزحزح عنها قيد أنملة ، وهنا نحاول على قدر ما أمكن وبتوفيق من الله اولا ً أن نحرك الماء الراكد بتسليط الضوء على هذا العمل الفكرى ، لا تخف أخي هشام من الشطط ، فالكل حذر
جدا ً ، ويضع هذا في الإعتبار، أرجو منك المتابعة بالمشاركة أو القرأة وإن كان ثمة شطط نرجوا التنبيه ، شكرا ً أخي لمشاركتك التي نحترمها ونتفهمها.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
hesham eid
10/05/2010, 14h07
الأخ العزيز / أ محمد
أرجو أن تتفهمنى يأخى العزيز أنا لااوافقك عند نقطه وقوف العقل العربى عند نقطه معينه بل تجد معظم الناس يأخذون الحيطه والحذر من هذه المسائل المتعلقه بالعقيده أخذا بالأيه الكريمه . بسم الله الرحمن الرحيم (يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسوءكم وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم عفا الله عنها والله غفورٌ حليم قد سألها قوم من قبلكم ثم أصبحوا بها كافرين)ولقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (إنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبائهم) . ولكم جزيل الشكر والتقدير
هشام عيد
محمد رمضان ماضي
10/05/2010, 14h19
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي هشام أتفهم ما تود قوله تماما ً ، نحن نناقش ونبدي وجهة النظر بما يتوافق ويرسخ العقيدة لا يبعدنا عنها .
أخي الإستدلال بالآية الكريمة في غير موضعة ، ويمكنك الرجوع إلى أسباب النزول والتفسير ، ستجد أنها تخص الفروع لا الاصول،
وكذا الحديث الشريف .
شكرأ لك أخي الكريم ، وكلنا رحابة صدر بمن يختلف ومن يوافق.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اخواتى الاعزاء
سلام عليكم ورحمه الله
لم اكن اعلم انى باختيارى لهذا الكتاب المطروح الان انى قد ادخلت نفسى فى ورطه كبيره لما فيه من افكار مثيره للجدل
واسمحولى بدايه انى اشكر الاخوه الاعزاء ا / محمد رمضان ماضى والاخ الفاضل / الباشا قمر زمان الذين تفضلوا فى البدايه بتحليل الفصل الاول من منظورهم الخاص
واشكر ايضا كل الاخوه الذين تفضلوا بابداء وجهه نظرهم فى العمل المطروح للنقاش
بالنسبه للفصل الاول
لم يلد ولم يولد
الفصل فى مجمله جيد، لكن فى نفس الوقت اراه قد تعامل مع الملحد وكأنه يتعامل مع طفل ساذج
(مشفتش ان الله علشان نثبت انه الواحد الاحد) يرد الكاتب على الملحد بشواهد لا تؤخذ إالا على إنسان
الفصل على قد ماهو حلو وجميل الا انى مشفتوش تعامل مع اسئله الملحد بالشكل الكافى او المشبع لتساؤلات كافر بوجود الله او ضعاف الايمان
هل انتهى الموضوع؟
اخى المحترم ا / بشار
الموضوع لم ينتهى وان كنت اعتذر لانى السبب فى التاخير
محمد رمضان ماضي
10/05/2010, 21h28
بسم الله الرحمن الرحيم
بداية ً أرحب بمشاركة الأخت الكريمة الأستاذه هالة ، بعد طول إنتظار ، وإسمحوا لي الأخوات والأخوة أن أوجز بعض النقاط ختاما ً لهذا الفصل :
لقد أجمع جميع المتداخلين على أن الكاتب لم يكن موفقا ً في رده كماأسلفت في البداية .
أن الكاتب تميز بأسلوب أدبي سهل وراق ٍ في عرضه للأفكار المراد مناقشتها ، وكذا الرد عليها .
ربما الكاتب لم يرد أن يعقد الأمور تدليلا وبحثا كما فعل السلف ،تقربيا ً للمعني المراد خاصة ً وأنه يخاطب المتلقي البسيط ،
والذي قد لا يعي الكثير من المصطلحات .
نهاية ً هي محاولة جيدة من الكاتب لإحياء هذه المواضيع ،
خصوصا ً ما يتعرض له الإنسان الأن من تشويه لفكرة إنكار الكثير من الأفكار ، والمعتقدات ، وأولها الألوهية ، نرجو أن ياتي من يكمل من بعده ......
فليتفضل أحد الأخوة الكرام بسرد بعض النقاط الهامة ،محورالنقاش في الفصل الثاني كبداية للموضوع .
تحياتي لكم جميعا ً وطابت ليلتكم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الباشاقمرزمان
11/05/2010, 04h15
كلمة عن الكاتب بشكل موجز لنتبين حدود ما كتبه
الكاتب عالم في الفيزياء وهذا تخصصه عاش حياة عادية دار في فترة ما حوار مع نفسه وكتب كتابا سبق هذا الكتاب وهو رحلتي بين الشك والإيمان ومن خلال تخصصه صار يربط بين الحقائق العلمية وبين ما ورد في القرآن حتى هداه ربي وقد قرأ كما هو واضح قبل ذلك كثيراً في الفلسفة الغربية وخاصة فلاسفة القرن السادس عشر والذين نادوا بإخضاع كل شئ للنقد والتحليل وأول شئ هو الانجيل وطالبوا بتغيير الخطاب الديني كل هذه العوامل كانت مؤثرة في الكاتب حتى وصل بفضل الله تعالى إلى اليقين والإيمان .
وبكتابه هذا تطرق لمواضيع ونقاط صعبة ومثيرة للجدل وأجاب عليها بما أمكنه الرد فأصاب في البعض وجانبه الوهن في البعض الآخر وهذا شئ طبيعي في بداية إيمانه.
ولكن يحسب له أنه تعامل مع الموضوع بشكل مبسط يختلف عن السلف في هذا ، ويجب أن نعلم أن السلف تعاملوا مع مستشرقين درسوا ويعلمون ما الاسلام ويحاورون من أجل التشتيت لكن هنا هو يتعامل مع شخص من جيل جديد بدأ مع انتشار الماركسية وانهيار الدور الكنسي المسيحي في أوروبا وغيرها من البلدان والذين أصبحوا يؤمنون بالماديات والوقائع والوجودية ويرفضون كل ما هو غيبي فمن سافر إلى الغرب يعلم أن دور الكنيسة الآن ما هو الا شكل اجتماعي كموروث ثقافي اما العقيدة فهي الايمان بما هو موجود وكائن أو لا ايمان نهائياً وان العالم خلق هكذا ولا خالق له حتى وصلوا للقناعة بمبدأ الماركسية الدين أفيون الشعوب.
فتعامل الكاتب مع صديقه الملحد يجب أن يتم من الرد بما يؤمن به ولهذا أشرت سابقاً إلى ضياع الكاتب في بعض النقاط واستشهاده بالأدلة من القرآن والسنة كمن ينفخ في قربة مخرومة لأن صديقه الملحد من الأساس لايؤمن بالغيبيات ولا بأي دين فكيف أدلل على كلامي بالقرآن والسنة .
لكن مع هذا كان ذكر هذه الأدلة مفيد بالنسبة لمن يقرأ الكتاب بالإضافة لللاسلوب المبسط فاستطاع أن يوصل ما يقوله من قضايا شائكة إلى قطاع عريض من الثقافات المختلفة لم تكن تستطيع أن تتماشى مع كتب السلف وتتفهم ما يقولونه أو يكتبونه لاختلاف الاسلوب الذي لا يستطيع التعامل معه غير المتخصصين في مثل هذه الكتب
وهذا كان سر نجاح هذا الكتاب .... وأعتقد أنه لو قدر له لأعاد الكتابة في هذا الموضوع بشكل آخر أشمل وأعمق.
وشكرا لكم ونلتقي في الفصل الثاني ان شاء الله
النقاط التي أثيرت في الفصل الاول هي نقاط مهمة وتفتح الباب على بقية الفصول وان كان الكاتب قد بسّطها فهي تتطلب
وقتا كافيا لبحثها بغض النظر عمن يكون الكاتب او ماذا كتب او اذا كان قد أفلح في اسلوبه ام لا.
وهذه النقاط ترتبط بمفاهيم عامة لدى الناس مثل (القدر) و (الحظ) و (حرية الاختيار) اضافة الى تساؤلات عديدة
تثار أحيانا ثم تهدأ دون الوصول الى جواب شافي فيردها الانسان الى ما لا طاقة له في فهمه فيضع نتيجة افتراضية
قائمة على استنتاج ما . مع العلم أن أبسط الأجوبة المنطقية هي القول (لا أعلم ) .
أرجو من الاخوة الكرام اعطاء الوقت الكافي لهذا الفصل و معالجته بشكل ايجابي دون خوف من الشطط, اذ أن المهم
ترسيخ القناعات اذا كانت صحيحة او بناء قناعات جديدة اذا لزم الامر. شكرا
محمد رمضان ماضي
11/05/2010, 08h31
النقاط التي أثيرت في الفصل الاول هي نقاط مهمة وتفتح الباب على بقية الفصول وان كان الكاتب قد بسّطها فهي تتطلب
وقتا كافيا لبحثها بغض النظر عمن يكون الكاتب او ماذا كتب او اذا كان قد أفلح في اسلوبه ام لا.
وهذه النقاط ترتبط بمفاهيم عامة لدى الناس مثل (القدر) و (الحظ) و (حرية الاختيار) اضافة الى تساؤلات عديدة
تثار أحيانا ثم تهدأ دون الوصول الى جواب شافي فيردها الانسان الى ما لا طاقة له في فهمه فيضع نتيجة افتراضية
قائمة على استنتاج ما . مع العلم أن أبسط الأجوبة المنطقية هي القول (لا أعلم ) .
أرجو من الاخوة الكرام اعطاء الوقت الكافي لهذا الفصل و معالجته بشكل ايجابي دون خوف من الشطط, اذ أن المهم
ترسيخ القناعات اذا كانت صحيحة او بناء قناعات جديدة اذا لزم الامر. شكرا
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم بشار ، مرحبا ً بأول مشاركة جادة بالموضوع من طرفكم .
أعذرني أخي نحن لا نريد تفنيد الآراء وتمحيصها ، ولكن إبداء وجة النظر فيها وفقط ، وبما أن موضوع النقاش قد طال ، ودخل بين طياته سجال ، فلا أرى طائلا ً من العودة للخلف
مرة ً أخرى ، خصوصا ً وأن الفصل يناقش الألوهية لذا أستسمحك عذا ً وكذا جميع الأخوات والإخوة الإنتقال للفصل الثاني ، وإن كان هناك نقطة ما من الفصل الأول جاءت في سياق الحديث مستقبلا ً فلا مانع من التطرق إليها برأي موجز أو إيضاح .
دمتم لنا إخوة في الله ، ودامت بيننا المحبة والإخاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
د أنس البن
11/05/2010, 16h54
الإخوه والأخوات الأعزاء علينا جميعا ....
مع تقديرى الكامل لحواركم المستنير حول كتاب الراحل الكبير مصطفى محمود والذى كان يحاور نفسه فيه فى مرحلة من مراحل حياته فى محاولة كتلك التى قام بها قبل تسعة قرون من الزمان الإمام الحجه أبى حامد الغزالى فى كتابه الفخم الجليل المنقذ من الضلال , مع الفارق طبعا فى الطرح والأسلوب وطريقة عرض الأفكار والدلائل
مع تقديرى لكم جميعا إلا أن مثل هذه القضايا مع قناعتى بطرحها للنقاش إلا أنها تكون فى حاجة الى اختيار الزمان والمكان المناسب لها , ومع يقينى بنبل الهدف والقصد إلا أنه من الممكن والأمر هكذا أن ينحرف النقاش عن قصد أو عن غير قصد الى مزالق لا تودى بنا الا إلى طريق شائك أو مسدود , ولا أقصد بالقطع أحدا من حضراتكم , لكن الباب كما تعلمون مفتوح لكل شارد ووارد ولا يمكن ضبطه والحال هكذا لايكلف المرء أكثر من ضغطة كيبورد وكتابة بضع كلمات لا ندرى ما يحدث بعدها , ولنا فى هذا المجال خبرات كثيره وسوابق أوصلت الأمور الى نهايات أليمة ومؤسفه .........
وعلى أية حال أفضل لو أننا اخترنا للحوار هنا كتبا أو بحوثا تتعلق باهتمامات المنتدى من ناحية التراث الفنى لأمتنا العربيه بعيدا عن أمور العقيدة ومحاذيرها والتى تحتاج فى تناولها الى ضوابط , لا أعتقد أنه يمكن توفيرها هنا
والله يقول الحق وهو يهدى السبيل .........
محمد رمضان ماضي
11/05/2010, 19h05
الإخوه والأخوات الأعزاء علينا جميعا ....
مع تقديرى الكامل لحواركم المستنير حول كتاب الراحل الكبير مصطفى محمود والذى كان يحاور نفسه فيه فى مرحلة من مراحل حياته فى محاولة كتلك التى قام بها قبل تسعة قرون من الزمان الإمام الحجه أبى حامد الغزالى فى كتابه الفخم الجليل المنقذ من الضلال , مع الفارق طبعا فى الطرح والأسلوب وطريقة عرض الأفكار والدلائل
مع تقديرى لكم جميعا إلا أن مثل هذه القضايا مع قناعتى بطرحها للنقاش إلا أنها تكون فى حاجة الى اختيار الزمان والمكان المناسب لها , ومع يقينى بنبل الهدف والقصد إلا أنه من الممكن والأمر هكذا أن ينحرف النقاش عن قصد أو عن غير قصد الى مزالق لا تودى بنا الا إلى طريق شائك أو مسدود , ولا أقصد بالقطع أحدا من حضراتكم , لكن الباب كما تعلمون مفتوح لكل شارد ووارد ولا يمكن ضبطه والحال هكذا لايكلف المرء أكثر من ضغطة كيبورد وكتابة بضع كلمات لا ندرى ما يحدث بعدها , ولنا فى هذا المجال خبرات كثيره وسوابق أوصلت الأمور الى نهايات أليمة ومؤسفه .........
وعلى أية حال أفضل لو أننا اخترنا للحوار هنا كتبا أو بحوثا تتعلق باهتمامات المنتدى من ناحية التراث الفنى لأمتنا العربيه بعيدا عن أمور العقيدة ومحاذيرها والتى تحتاج فى تناولها الى ضوابط , لا أعتقد أنه يمكن توفيرها هنا
والله يقول الحق وهو يهدى السبيل .........
بسم الله الرحمن الرحيم
مرحبا ً بدكتورنا وحبيبنا وأديبنا الغالي على قلوب أهل سماعي قاطبة ً ، من الصعوبة البالغة الرد على أستاذنا الكبير ، فكلنا نتعلم منه الأدب والبلاغة ، ولكن وضع الفأر في المصيدة ،
دكتورنا الغالي أعلم ، الموضوع شائك منذ البداية ، ولكنني أردت تقديم أنموذج للجيل الثاني بعد جيلكم الغالي في الحوار ،
الهادف والبنـّاء ، فكان هذا الإقتراح ، أعلم دكتورنا أنك ذكرت الأمام حامد الغزالي ، وأعلم أيضا ً أنك لم تغفل الكثير مما تناولوا هذا الموضوع كأبن رشد ، وابن سينا والفارابي ، والأشعري ، وجهم ، وواصل ،والقاضي عياض، والحسن البصري وغيرهم كثير مما يحفل بهم تراثنا العربي الزاخر ،
والذي نتمنى أن نكون إمتدادا ً مشرفا ً له .
دكتورنا الغالي أعاهد الله وأعاهدكم إن كان هناك أي شطط من أي من المتداخلين أن أبادربطلب إغلاق الموضوع ، فصحة الدين والعقيدة هي في المقام الأول لدينا ، والتجربة ناحجة حتى الآن ، ولقد تجاوزنا نصف الخطر بسلام والحمد لله ، أدعو لنا أستاذي أن يوفقنا الله إلى ما يحب ويرضى ، وأن نتم الكتاب على خير وسلام دون تجاوز ، وأرجو منك المتابعة لأبنائك ، فإن شذ أحدهم فلتتدخل فورا ً لحسم الموضوع ، والله الموفق لما يحب ويرضى ، سعدت بمشاركتك أستاذنا وهي في القلب والعقل بإذن الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
سلوى خزبك
12/05/2010, 12h54
الإخوه والأخوات الأعزاء علينا جميعا ....
مع تقديرى لكم جميعا إلا أن مثل هذه القضايا مع قناعتى بطرحها للنقاش إلا أنها تكون فى حاجة الى اختيار الزمان والمكان المناسب لها , ومع يقينى بنبل الهدف والقصد إلا أنه من الممكن والأمر هكذا أن ينحرف النقاش عن قصد أو عن غير قصد الى مزالق لا تودى بنا الا إلى طريق شائك أو مسدود , ولا أقصد بالقطع أحدا من حضراتكم , لكن الباب كما تعلمون مفتوح لكل شارد ووارد ولا يمكن ضبطه والحال هكذا لايكلف المرء أكثر من ضغطة كيبورد وكتابة بضع كلمات لا ندرى ما يحدث بعدها , ولنا فى هذا المجال خبرات كثيره وسوابق أوصلت الأمور الى نهايات أليمة ومؤسفه .........
وعلى أية حال أفضل لو أننا اخترنا للحوار هنا كتبا أو بحوثا تتعلق باهتمامات المنتدى من ناحية التراث الفنى لأمتنا العربيه بعيدا عن أمور العقيدة ومحاذيرها والتى تحتاج فى تناولها الى ضوابط , لا أعتقد أنه يمكن توفيرها هنا
والله يقول الحق وهو يهدى السبيل .........
الدكتور المحترم جدا دكتور انس انا مع حضرتك فى الرأى وقرأت معظم الاراء فشعرت بأنها تجنح بنا بعيدا ربما الى محور خطير لايتناسب مطلقا واهداف المنتدى ... ليت رأيك يكون له صدى عند المسئولين عن هذا النقاش .. ولك كل الاحترام على الاستشعار عن بعد لما يمكن ان يؤدى اليه مناقشة هذة النوعية من الكتب المثيرة للجدل.
:emrose:
الفصل الثانى
إذا كان الله قدَّر عليّ أفعالي فلماذا يحاسبني؟
يتحدث الفصل فى مجمله حول حوار بين الكاتب وصديقه حول قضيه
هل الانسان مسير ام مخير فى حياته وقراراته وافكاره
وما مدى حريته فيما يعترضه من مواقف
وكيف ان لله قد خلقنا وقد علم عن سائر البشر ماسيفعلونه
واوجه الخلط بين ان الانسان مخير او مسير
الباشاقمرزمان
13/05/2010, 22h38
الفصل الثانى
إذا كان الله قدَّر عليّ أفعالي فلماذا يحاسبني؟
يتحدث الفصل فى مجمله حول حوار بين الكاتب وصديقه حول قضيه
هل الانسان مسير ام مخير فى حياته وقراراته وافكاره
وما مدى حريته فيما يعترضه من مواقف
وكيف ان لله قد خلقنا وقد علم عن سائر البشر ماسيفعلونه
واوجه الخلط بين ان الانسان مخير او مسير
أهلا بالأخت الفاضلة /هالة
انتظرت تلخيصك للفصل الثاني من هذا الكتاب الذي كلما انتهينا من قضية فيه على صعوبتها وأحدث نفسي بأن التالي سيكون أهون إلا وأجد أنه يضعنا أمام معضلة أكبر من سابقتها وأكثرها صلابة وصلادة وفي هذا الفصل يتعرض للقضاء والقدر وإشكالية التيسيير والتخيير وعلى نفس الوتيرة يضع إشكالية أخرى وهي قضية علم الله المسبق بما سيفعله خلقه من خير أو شر وأشياء أخرى مرتبطة بها .
وهاتان النقطتان لهما ارتباط وثيق بعضهما البعض وهي تقود إلى أنه مادام الانسان مسير وأن الله خلقنا مسبقاً ويعلم ما سنفعله إذا الانسان مسير وذلك ليقودنا الصديق الملحد إلى السؤال الذي يلف ويدور حوله فلماذا إذا يحاسبنا الله؟
وبنظرة أشمل سنجد تلك النقطتين مرتبطين بالفصل الأول.
ولهذا سيكون لي عودة إن شاء الله بتحليل الفصل الثاني كما عرضه الكاتب.
محمد رمضان ماضي
13/05/2010, 23h15
اذا سمحتم لى الدخول فى هذه المناقشة فإنى اود ان انقل لكم ملخص بسيط للغاية للشيخ الجليل محمد متولى الشعراوى عليه رحمة الله
يقول الشيخ ان هناك قول وعمل وفعل .. الانسان قد يملك القول .. ولكنه لايملك الفعل .. لماذا؟ .. لان الفعل له شروط لاتخضع لاختيار الانسان .. واول هذه الشروط هو الزمان والمكان .. فكل فعل محتاج الى زمان والى مكان .. وقياس الزمن يتم بالاحداث التى تقع .. اى بالافعال التى تحدث .. اذن احداث الحياه تقاس عند البشر بالزمن والزمن يملكه الله الذى خلقه ولكننا لانملك الزمن بل هو الذى يملكنا فلا يستطيع احد ان يوقف الزمن .. كذلك لايملك احد منا المستقبل.
اما بالنسبة للمكان فاذا اعطاك الله عنصر الزمان فقد لايعطيك عنصر المكان فإذا اردت ان تبنى عمارة مثلا فانك قد تصبح فى الصباح وتجد الدولة استولت عليها للمنفعة العامة اوتجد من يوقف البناء مدعيا ان الارض ملكه او ... الخ اذن حدوث الفعل و اتمامه فى يد الله وحده
فاذا وصلنا الى هذا الفهم نكون عرفنا معنى التكليف والاختيار فى البشر ونكون قد عرفنا انه اختيار شرعى فى ان افعل او لا افعل وانه هو اساس الحساب فى الاخرة ولكن هذا الاختيار قد تتدخل فيه قوة لا اقدر على مقاومتها وبذلك اكره على على الاشياء ولا اكون مختارا فى المنهج
يقول الشيخ الجليل انه فى هذه الحالة يرفع عنك التكليف فلا تحاسب .. هذا هو عدل الله .. فالله لا يحاسبك على شىء حبس عنك حرية توجيه طاقتك باختيار كامل منك .. الى فعل الخير او فعل الشر
هذا ملخص لجزء صغير من كتاب القضاء والقدر للشيخ الشعراوى ضمن سلسلة رائعة اصدار اخبار اليوم ولمن يقرأ كامل الكتاب تزول عنده جميع ملابسات هذا الموضوع الشائك وشكرا للجميع
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوات والإخوة الأعزاء ، إسمحوا لي أن أضع مشاركة الأخت سلوي هنا ، وهي منقولة من كلام شيخنا الجليل محمد متولي الشعراوي رحمة الله عليه ، فهي أنسب لهذا الفصل ، والذي يتحدث عنه كاتبنا بما يخص القضاء والقدر والعلم الإلهي ،
ولي عود بإذنه تعالى لمواصلة الحوار .
تحياتي لكم جميعا ً وجمعة مباركة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الباشاقمرزمان
14/05/2010, 11h33
وعلى بركة الله نبدأ في تحليل الفصل الثاني:
إذا كان الله قدَّر عليّ أفعالي فلماذايحاسبني؟
في هذا الفصل يتناول الكاتب قضيتين متلازمتين ومترابطتين وذلك لتعلقهما بقيام الله سبحانه وتعالى بحساب الإنسان يوم القيامة.... فوردت على لسان الملحد هنا عدة نقاط أولها بما أن الله مقدر لي الأفعال قبل أن تحدث فلماذا الحساب ؟ وأنني لم أخير في مولدي أو اختيار وطني أو اختيار طولي ولون بشرتي... إلخ كما أني لا أملك التحكم في شروق القمر أو غروبه إذا أنا مسير ولست مخير فلماذا يحاسبني الله على ما أنا مجبر عليه وتمادى في تأييد رأيه بالنظرة الحتمية الاجتماعية والتي مفادها أن الإنسان محتم عليه سلوكه وأفعاله نتيجة ما تحتم علية البيئة من ظروف اجتماعية واقتصادية وثقافية وصحية ومالى آخره فتؤثر عليه وعلى سلوكه كما ينادي بذلك الماديون؟
هنا رد الكاتب عليه بأنه يريد الحرية المطلقة في أن تتخير مولدك وتختار أباءك وتتحكم في شروق الشمس وغروب القمر..... وهذه الحرية المطلقة لا تكون إلا لمطلق.... بمعنى أن من يصنع شئ فهو أعلم به فصانعوا السيارات يعلمون ما صنعوه فعندما تتعطل السيارة يعرفون سبب العطل ويقومون بإصلاحه وعندما صنعوه وأقاموا التجارب عليه وضعوا توقيت افتراضي لتغير قطعة ما واستبدال زيت الماكينة لمقدار عدد من الكيلوات وهذا افتراضي وليس على وجه اليقين لعدم معرفته بطبيع الشخص الذي يستخدمها ومهارته في القيادة أو فيما سيستخدمها فعلمه بما صنعه يكون فقط فيما صنعه وليس للمتغيرات التي التي ستؤثر في استخدامها لأنه لا علم له بها ..... لكن الخالق جل شأنه خلق الكون كله بكل مخلوقاته وعلى جميع أصنافها فيعلم أن الهواء والماء يأكل في صخور الجبل فيطيح منها ما يطيح ويسقط ومنها ما يصيب ويضر ومنها ما يجبه الله من شر ذلك ؟ فالانسان مطلق على وجه الخصوص وليس مطلق على وجة الإطلاق الكامل. مطلق فيما صنعه فقط وفيما يملكه ومع ذلك نقول أن الانسان يصنع ويبتكر فيما منحه الله من خلق فيطوع الحديد وهو لم يخلقه ويطهو الطعام وهو لم يخلقه فيستخدم الحديد في صنع السيوف والسكاكين فيستخدمها في الدفاع عن نفسه وأيضاً يستخدمها في القيام في جريمة قتل فهو إذا تحكم فيما يملكه وهنا يكون مخيرا وليس مسيراً.
وللتخيير أدوات إذا توافرت في الانسان أصبح مكلفاً وأصبح خاطعا للحساب فالعقل من أدوات التكليف فمن ليس له عقل تسقط عنه التكليف ويسقط عنه الحساب والنفس من أدوات التكليف فمن يملك أمر نفسه فهو مكلف لأنه حر فالطفل والعبد والسفيه والقاصر لايملك أمر نفسه فيسقط عنه التكليف كله أو جزء منه وكذلك من لا يأمن على ماله أو عرضه أو اهله تسقط عنه التكاليف كلها أو بعضها فمن يملك الخمس أشياء هذه يملك حريته ويأمن على نفسه وماله وعرضه وأهله لأنها كلها أمور قد تزيغ القلب عن اتخاذ القرار السليم ولهذا اهتم الاسلام برعاية هذه الأمور الخمس للأفراد .... والكاتب أثار عدة أمثلة في سياق التخيير كأن تكبح شهواتك فالأمر بيدك وأن تطلق لها العنان فهو اختيارك .... أن تسرق فهذا راجع إلى قرارك وأن تكف يدك عن الحرام فهذا أمر صادر منك .... ثم أشار ان الحرية نسبية في الانسان وجانبه التوفيق في ذلك لأنه مخلوق وحر فيما أمكنه الوصول اليه وتحكم فيه بينما ما لا يد له فيه لا يملك من أمره شيئاً ......
ثم أشار في مثال جيد إلى أنه يستطيع أن يجبر إمرأة على نزع ثيابها أو الزواج منها ولكن لا يستطيع أن يجبر قلبها على أن تحبه وتهواه ..... لأن الله جل شأنه أعتقه من كل صنوف القهر والاجبار وجعله حر فالمؤمن الذي ينطق بالكفر تحت التهديد لا يحاسب على هذا ولكن يحاسب على ما أقره بقلبه .
ثم نعود إلى نقطة سابقة وهي علم الله المسبق وهو علم كامل لما خلق بحكم خلقه الكون كله بينما الانسان علمه بما قدر له أن يصنع ويبتكر ولو كان هذا العلم المسبق غير كامل لله تعالى عن ذلك فيعد قصورا لا يتناسب مع الربوبية....
أما بالنسبة للحتمية التاريخية والصراع الطبقي أقول هنا أن الكاتب استفاض فيها بمنطق رائع واستدلالات قيمة ..... وأضيف من أين أتت البلاد الذي تسمى متقدمة وممن أتت أمريكا فهل الحتمية التاريخية صنعتهم متقدمين من الأساس أم أنهم تقدموا على حساب الشعوب الأخرى ونهب ثرواتها وما يتحدثون عنه باسم الصراع الطبقي فلماذا لم تستمر أوروبا في غياهب الجهل في العصور الوسطى والصراعات بينهم ولماذا لم يستمر المسلمون في تقدمهم وعلومهم التي فتحت وغيرت معالم الفكر، لماذا لم تستمر فرنسا وانجلترا كقوتين عظمتين؟.... فلماذا لم تؤثر الصراع بين الكنائس المسيحية المختلفة في أوروبا وأوقفت مسيرتها نحو التقدم؟..... والصراع الطبقي الماركسي بين الصين وروسيا إلى أين ذهب ؟ والديمقراطية والحرية التي كانت تتشدق بها أمريكا كالعلكة في أفواه ساستها لماذا ضاعت تحت شعار الاوطنية الجديد والعمل على بناء الستار الحديدي الذي كانت تعاير بها النظام الماركسي الروسي وأغلقت قانون تبادل المعلومات وفرضت الرقابة على وسائل الاتصال ومنعت نشر الصحف الا لما تريد هل هذا أيضا ناتج عن الصراع الطبقي؟
وما قدمته الأخت سلوى خزبك من رأي للشيخ الشعراوي كان زبدة ولب الكلام في هذه القضية التي أثارت الكثير من الجدل على مر الأزمان ويحضرني قول هنا لا أذكر للأسف اسم قائله: مالنا بما أراده الله منا وما أراده علينا.
فى الفصل الثانى من الكتاب
تكلم الكاتب عن أشياء متداخلة تحير فيها المتكلمون والفلاسفة
فتكلم عن القدر و ما قدره الله عينا من أفعال
وأرتبط هذا بمفوم الجبر ، أي أن الإنسان مجبر على أفعال فكيف يحاسب عليها
وهل بهذه المحاسبة يكون الله قد ظلمه تعالى الله عن ذلك علوا ً كبيرا .
إن لكم يكن مجبرا على هذه الأفعال ، أي أنه يخلق أفعاله وهو حر مخير فيها ، فيشترك مع الله في صفة الخلق ، فهل هذا معقول؟ .
ثم مسألة العلم الإلهي ، وهل أسبقية العلم لأفعال البشر تعني
جبرهم على هذه الأفعال ؟
كل هذه النقاط أثارها الكاتب في الفصل الثاني
واعتقد ان الكاتب قد وفق بشكل كبيرفي الرد على هذه النقاط .
أورجومن الله أن أكون قد وقفت في تسليط الضوء على هذة النقاط الهامة في الفصل والله الموفق
فى الفصل الثانى من الكتاب
تكلم الكاتب عن أشياء متداخلة تحير فيها المتكلمون والفلاسفة
فتكلم عن القدر و ما قدره الله عينا من أفعال
وأرتبط هذا بمفوم الجبر ، أي أن الإنسان مجبر على أفعال فكيف يحاسب عليها
وهل بهذه المحاسبة يكون الله قد ظلمه تعالى الله عن ذلك علوا ً كبيرا .
إن لكم يكن مجبرا على هذه الأفعال ، أي أنه يخلق أفعاله وهو حر مخير فيها ، فيشترك مع الله في صفة الخلق ، فهل هذا معقول؟ .
ثم مسألة العلم الإلهي ، وهل أسبقية العلم لأفعال البشر تعني
جبرهم على هذه الأفعال ؟
كل هذه النقاط أثارها الكاتب في الفصل الثاني
واعتقد ان الكاتب قد وفق بشكل كبيرفي الرد على هذه النقاط .
أورجومن الله أن أكون قد وقفت في تسليط الضوء على هذة النقاط الهامة في الفصل والله الموفق
يا سيدة هالة ..أعذريني اذا قلت أن هذا الموضوع قد تسطّح و تبسّط أكثر من اللزوم ...و أنت تعلمين أنه لن يقنع
أحد بشيء الاستنتاج أن الانسان ليس حرا ..كيف يمكن أن نكون أحرارا و عبيدا في نفس الوقت؟
أرجو من حضرتك التوضيح.
محمد رمضان ماضي
18/05/2010, 01h41
بسم الله الرحمن الرحيم
في سياق ردود الدكتور مصطفى محمود على صديقه حول قدر الله قال:"أفعالك معلومة عند الله في كتابه ، ولكنها ليست مقدرة عليك بالإكراه ، إنها مقدرة في علمه فقط "
إن ما جعل الكثير من السجال والجدل في هذه المواضيع هو الخلط في التعريفات ، وعدم تسمية الأسماء بمسمياتها ، فكثيرا ً ما نجد كاتب يتكلم في القدر ، ونراه يعني القدرة ، أو العلم الإلهي ، لذا كان اللبس في المفاهيم والتي أدت منذ الأزل إلى هذا الجدل العقيم ، ولو لاحظنا وقوع الكاتب في هذا إستدلالا ً بعبارته السابقة ، لذا أحب أن أضع بعض النقاط على الحروف والله الهادي لما فيه الخير .
القدر : هو جميع الأفعال والأقوال ما بين المعاني والمترادفات والمتضادات والمتناقضات التي أوجدها الله منذ خلق الكون وحتى ما شاء ، ليختار المخلوق مما بينها ، ولأضرب مثالا ً هب أن إنسان يريد مالا ً لينفق منه على متاع حياته ، أمامه إحدى الخيارات التالية : إما أن يعمل فيحصل على المال ، أو أن يذهب فيسرق للحصول عليه ، أو أن يسأل الناس إلحافا ً ، أو أن يستكين وينتظر رحمة ربه بأن يمن أحدهم عليه ،أو لا يحصل على شيء، فإن أتي بأحد هذه الأفعال كان موافقا ً للقدر ولا بد فليس أمامه إختيار أخر، فالأختيار هنا محدود بهذه الأفعال وحسب ، لذا فإن أتي الإنسان أي ٍ منها كان موافقا ً للقدر وهذه الأمور تخضع للسببية .
القدرة : هي تقدير الله للأمور والتي لا دخل للإنسان فيها ، مثال ذلك الزلازل والبراكين والفيضانات ، وكل ما يحدث للإنسان بعيدا ً عن الأسباب والمسببات تخضع لهذا المسمي ، والذي يقال عنه فقها ً الإبتلاء أو الفتنة خيرا ً كانت أم شرا .
القضاء : هو ما يقضي به الله على الإنسان دون تدخل منه ، كالحياة والموت ، واللون والجنس وغيرها ، ومثال ذلك هب أن أحد الناس يسير في طريق ، ويتخذ كل أسباب الحيطة والحذر، وقضي عليه بالموت وهو سائر ، وكانت سيارة تسير في الطريق وقابلتها أخرى كادت تصطدم بها ، ولتلافي حدوث الإصطدام إنحرف السائق نحو الرصيف والسائر عليه هذا الشخص فصدمه فمات ، هل هذا يخضع لإهمال الشخص أو السائق ، أم هو القضاء ، أو قد يموت دون ذلك وفي نفس اللحظة دون سبب ما مما سبق ، أو لسبب أخر هو الإنتحار ، لذا سمي الإنتحار كفر، وفاعله مثواه جهنم لأنه تعدي على قضاء الله ليحدد لحظة موته .
العلم الإلهي : هو علم الله المسبق بما في الكون بكافة دقائقه لأنه خالقة ومبدعه ، لذا هو يعلم ما فعلت وأفعل وما سأفعل ،
مثال للتوضيح ولله المثل الأعلي إن مخترع المذياع يعلم تمام العلم بقدرات ما يمكن فعله من هذه الآله ، وكيفية تعاملها مع الموجات المتوسطة والقصيرة ، والعالية التردد ، ويعلم أن هذه الآلة تأتي بالصوت فقط دون الصورة ، فإن قال أحدهم لقد أستمعت في هذه الآلة لإذاعة كذا يرد الأخر أعلم ، هذا بالنسبة للإنسان فما بالنا بخالق الكون كله .
ونحن كمؤمنون ، نؤمن بكل هذا تصديقا ً وتسليما ً دون النظر لكل ما قيل أو يقال من كلام في هذا السياق ، الله أمرنا وما علينا إلا التصديق والإذعان .
تحياتي لكل من أسهم بهذا الموضوع بجد وإجتهاد ، وناقش وعلق على الكتاب والفصل بعدما قرأه قراءة ً متأنية ، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الباشاقمرزمان
19/05/2010, 15h33
أخي / محمد رمضان
المفاهيم والتعاريف التي ذكرتها كانت مهمة في تكامل الموضوع خاصة لمن ليس لهم دراية بها فسدت ثغرات كانت تشتت الأفكار لدى من لا يعرفها وهذه نقطة هامة جداً لكل من يقرأ في أي مجال لابد له أن يدرك المفاهيم والتعريفات جيداً ليكون على إلمام تام بما يحويه الموضوع من أفكار واتجاهات وأبعاد .
ولذلك يجب حينما نستمع إلى أي مفهوم أو تعريف أن نسأل عنه ونعرف ما يريد قائله منه حتى ولو كان المفهوم من المفاهيم الدارجة والمعروفة والمفهومة ، فلا يجب أن نأخذها كما هي معرفة في القاموس أو ما جرت عليه العرف لدينا أو في مجتمعاتنا ولكن المهم هو المفهوم في ذهن قائله واقرأ موضوع مفهوم الشفافية الذي كتبته فسيتبين لك ما أقوله.
أحسنت بهذه الإضافة الجميلة المكملة لما قدمته الأخت الفاضلة هالة وما قدمته.
ولكما الشكر
محمد رمضان ماضي
20/05/2010, 01h33
بسم الله الرحمن الرحيم
"وما تشآءُون إلآ أن يشآءَ اللهُ.."
المشيئة
دوما ً يثار تساؤل كيف لا أشاء أنا كإنسان إلا أن يشاء الله،
ويتبادر للذهن مباشرة ً ، بالعمل والهم به وتنفيذة ، فالسارق مثلاً لا يهم بسرقة إلا إن شاء الله له بها ، وكذا تنفيذ السرقة ، وهذا مفهوم مغلوط ، ولنوضح الأمور ، لقد شاء الله بخلق الكون وأرتبطت هذه المشيئة بالعلم الأزلي ، وشاء أن يخلق القدر ، وهو كما قلنا سابقا ً الإختيار ما بين المترادفات والمتناقضات " وعلم أدم الأسماء كلها ..." فأي إختيار لنا من هذه الأمور خيرا ً أم شرا ً هي موافقة للمشيئة الإلهية الأزلية ، نختارها نحن بإرادتنا الحرة والتي وهبها لنا الخالق عز وجل ، وهناك لبسٌ بين موافقتها للمشيئة وعلم الله بها ، وبين هل الله أمر بها أم لا ، فالمعصية أمر الله بالبعد عنها وتجنبها ، فإن فعلها الإنسان كانت موافقة لمشيئة الله ، نعم ولكنها مخالفة لأمرة ،فالله لا يأمر بالفحشاء والمنكر ، إذن مشيئتنا كبشر محدودة بمحددات الزمان والمكان وأختيار ما بين مكونات القدر من خير وشر ، فإن تعدت مشيئتنا هذا كانت كفر صراح ، كتعدي الشخص على حياته بالإنتحار، فهو تعدي على القضاء والخاص بالذات الإلهية ، وكذا باقي المعاصي كالسرقة فهي تعدي على أمر الله عز وجل بألا تفعل ، لذا كان الثواب والعقاب .
الخلاصة أن مشيئة الله عليا كبري أزلية وذاتية مرتبطة بعلمه تعالي ،أما مشيئتنا فهبة منه تعالي محدودة بزمان ، مكان ، قدر نختار منه الفعل إما أمر وإما نهي .
نهاية أحيي كل من شارك في الحوار بداية ً بأختنا الأستاذة هالة،وأخي الأستاذ الباشا قمر الزمان ، وإن كان هناك ثمة ملاحظات باقية ، أو إستفسارات حول نقطة ما في الفصل فليتفضل من أراد بطرحها ، وإن لا فليتفضل أحد الأخوة بختام هذا الفصل وتقديم الفصل الثالث .
لكم كل المحبة والتقدير
"اللهم لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطئنا "
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد هذه الدراسة والتعليق على الفصل الثانى من الكتاب مع الأخوة
نختتم الفصل الثاني
والذي تحدث فيه الكاتب عن القضاء والقدر ، وهل الإنسان مخير أم مسيرفى حياته ودنياه
ولماذا يحاسبنا الله طالما هو من شاء للأمر أن يحدث
ولقد كان تسليط الضوء على ما قد شابه الغموض في ما تناوله الكاتب من تفسيرات
والله الموفق
مع عودة قريبة في الفصل الثالث إن شاء الله
الباشاقمرزمان
23/05/2010, 00h16
بالفعل كلما انتهيت من معضلة وأحدث نفسي بأن الصعب قد مر والبسيط الهين هو ما سيأتي لكني أكتشف أن ما مضى من قضايا هو أهونها وأعتقد في النهاية لن أجد قضية هينة فكلها تتشابك وتتضافر لتشكل قضايا شائكة جدا بالنسبة للانسان ولن يستطيع احتوائها احتواءاً كاملا بقدراته التي خلق عليها لأنه مخلوق والمخلوق لا يمكنه إدراك ما يدركه الخالق فمن لديه العلم كمن ليس لديه العلم ?ومن لديه الوجود كمن ليس له وجود وخلق من عدم؟..... دعونا نكمل تحليلنا
الفصل الثالث..... لماذا خلق الله الشر؟
القضية كما أوردها الكاتب في نصه على لسان صاحبه الملحد
قال صاحبي ساخرًا:
كيف تزعمون أن إلهكم كامل ورحمن ورحيم وكريم ورءوف وهو قد خلق كلهذه الشرور في العالم .. المرض والشيخوخة والموت والزلزال والبركان والميكروب والسموالحر والزمهرير وآلام السرطان التي لا تعفي الطفل الوليد ولا الشيخ الطاعن.
إذا كان الله محبة وجمالا وخيرا فكيف يخلق الكراهية والقبح والشر.
والمشكلة التي أثارها صاحبي من المشاكل الأساسية في الفلسفة وقد انقسمت حولها مدارس الفكر واختلفت حولها الآراء.
الكاتب هنا تناول القضية ولخصها بشكل مبسط ويسير ولهذا نجد أن هذا الفصل قصير جداً وإجاباته واضحة ومباشرة
فقد أشار إلى أن الحرية تقتضي الصواب والخطأ وإلا لجعلنا الله نسير على الهدى بالاجبار والقهر ومعنى ذلك أن يسلب منا حرية الاختيار ومعنى ذلك أننا جميعا سنجبر على الطاعة وبالتالي سنذهب جميعا إلى الجنة وكلنا سنتساوى في الجنة فيكون لكل منا نفس نصيب الآخر ونفس الدرجة ومعنى ذلك أن الله أوجدنا لنعبده وهو في حاجة إلى أن نعبده ولو بالقهر وهذا يتنافى مع الربوبية لأن الله لن يفيده أن نعبده ولن ينقص منه شيئاً إذا ما لم نعبده.
كما أن الأساس في الخلق هو الخير فالله خلق هذا الكون كله لخدمة الانسان ومن أجل حياته خلق له النبات والزرع والحيوان والطير والماء ليأكل ويشرب وينتقل من مكان إلى مكان وأيضاً ليجمل الكون في نظر البشر فإذا لم تكن هناك طيور تطير فكيف يكون شكل السماء أو كيف نسمع تغريد الطيور وكيف تتكامل دورة الحياة في الطبيعة فالخير هو الأساس مثل الصحة هي الأساس والمرض أمر عارض وجوف الأرض يحمل الخير من المعادن المختلفة في حين ان الزلازل والبراكين أمر عارض يحدث ومع ذلك فالعوارض تخلف عنها خير فالبراكين تخلف معادن وخصوبة والمرض يخلف وقاية ومناعة وتحمل ومن سم الثعبان يخرج الترياق ..... أيضاً لا يمكن أن نعرف الجمال ما دمنا لم نعرف القبح وكذلك لن نعرف الخير إذا لم نعرف الشر ولولا المرض لم نعرف الصحة.
إذا الحرية تقتضي الاختيار والاختيار يحدد اتجاهك وعليه تحاسب فان كان خيرا فربحت وان كان شرا فخسرت ....وإلا ما فائدة الجنة؟.
محمد رمضان ماضي
23/05/2010, 19h12
بسم الله الرحمن الرحيم
"وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً"
"وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ"
الخــير والشــر
منذ خلق الله الخليقة ، خلقها ليعمرها الإنسان ، ويكون خليفة الله على الأرض ، فخلق أدم عليه السلام بالحب ، وكرمه أعلى تكريم ، بأن أمر ملائكته بالسجود له ، وميزه عن الملائكة والمخلوقات بأن علمه الأسماء كلها ،
والتي عجزت الملائكة المقربون عن ذكرها ، ولكن لحكمة إعمار الكون لا بد وأن يكون للإنسان حافزا ً يسعى إليه في رحلة بحثه عن الكمال ، لذا كان القدر والإختيار ، فهب لو كانت الحياة أبدية ، لكان هناك كمال لدى الإنسان ، فلن يكون هناك حافز للإعمار .إذا ً لا بد أن يكون إحساس الإنسان بالنقص ليبحث دوما ً عما ينقصه ، ويكمله .
فالإنسان في رحلة الحياة الدنيويه يحاول مدارة النقص والعجز لديه ، فالدواء لمداراة المرض ، والطعام لسد الجوع ، والماء لسد العطش ، والجنس للحفاظ علي البقاء ، ......
وفي كل هذه الأمور كان الخير والشر متلازمان في كيفية تعاطي الإنسان ،
فكان الحلال والحرام ، أو المشروع وغير المشروع ، أو ما يحفظ للإنسان كرامتة ً خلق عليها ، وما فيه إهداراً لكرامة ٍ تحط من قدرة لمرتبة ٍ أدنى من الأنعام .
فالخير والشر بمفهوم الإنسان تختلف من فرد لفرد ، فما يراه هذا خيرا ً قد يكون شرا ً عند غيره .
فالزنا عند فاعلة خير ، فهو يشبع به غريزة بدنية ، أما بالنسبة لغيرة شر ، فهي إعتداء على المجتمع ، أو مخالفة القيم الإنسانية ، أو أمتزاج الإنساب وضياعها بما يترتب عليه من أنهيار للسلالة البشرية وهكذا دواليك من وجهات النظر المختلفة .....
إذا ً مفهوم الخير والشر نسبي غير كامل ، يتفاوت من فرد لأخر ، ومن ثقافة لأخرى .
والقياس السليم للتقيم هو المقياس والذي يتوافق مع الفطرة الإنسانية السليمة
، والتي جاءت الشرائع السماوية جمعاء لتذكر الإنسان بها .
كيف يكون الخير والشر فتنة؟
الخير والشر من الأمور التي تخضع للقضاء والقدر ، فما يخضع للقدر للإنسان حرية الإختيار فيه ، وهو ما يحاسب عليه في النهاية ، أما حديثنا عن ما يخضع للقضاء ، أي أن الإنسان لا دخل له فيه ، كالزلازل ، البراكين ، الأعاصير القوية ، الفيضانات ، المرض ، الموت ، كيف تكون فتنة ؟
للجواب بداية ً نقول إن هذه الأمور من الكوارث التي لا يد للإنسان فيها،
وهي من وجهة النظر الإنسانية شر مطلق ، ولكن قد تتحول إلى خير مطلق ،
بالصبر ، وإرجاع الأمور إلي خالق الأمور ، فأن ثبت الفرد عند هذا نال من الخير ما قدره الله له ، أما إن تمرد كان هذا الأمر شرٌ مطلق في الدارين ،وكذا تكون الفتنة ،أي الأختبار ورد الأمور إلى خالقها والرضا مع الصبر .
وبهذا يمكن تحويل الشر إلي خير ، والتعلم من الدروس لأمور الدنيا بما ينفع البشرية ، ويعمر الأرض.
أما الخير فيكون أيضا فتنة كما الشر ، ولنضرب مثالا ً هب أن رجلا ً عقيمٌ لا ينجب ،
عمل بكل الأسباب والمسببات ، دون أمل ، وكان يدعو الله دوما ً أن يرزقة الولد ، وحين أراد الله ورزق الولد ، شغله حب هذا عن خالقة فكان سببا ً في إنتكاسة أعماله ، وسوء عاقبته .
أرجو أن أكون قد سلطت بعض الضوء على محتوى الفصل الثالث ، بما ييسر على المتعاطي مع الكتاب بعض الأمور ، والله الموفق إلى ما فيه الخير.
لكم مني كل التقدير والمحبة .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الباشاقمرزمان
28/05/2010, 10h28
قضية الخير والشر ليست قضية كما يتبين لنا وإنما هي ناتج عن الجدل الإلحادي والنفس الأمارة بالسوء لتجد لها مبررا لإشباع غرائزها وكأن هذه الحياة الدنيا ليس بعدها حياة أبدية فيها المتع مباحة ، فالاسلام كدين متكامل اهتم بالفرد قبل ولادته وبعد ولادته حتى بلوغه الهرم والممات واهتم به بعد موته ..... فالاسلام الدين الوحيد الذي اهتم بالانسان في مراحله الثلاث وهذا الاهتمام له أبعاد أولاً حماية الفرد والاهتمام به قبل وأثناء وبعد وذلك ليكون إنساناً متكاملاً قادراً على حمل التكاليف من الخالق سبحانه وتعالى وبعد آخر هو تنظيم المجتمع والأسرة التنظيم الأمثل الذي يتناسب مع الانسان وطبيعته الاجتماعية واشباع غرائزه بالصورة المثلى ومن ثم إعداده فيها وتهيئته للمرحلة الثالثة بعد الموت ليعمل صالحاً فيكون فوزه روضة من رياض الجنة في القبر وجنة عرضها السموات والأرض خالداً فيه أبداً.
فالأمر الطبيعي هو وجود خير وشر لأنه نتيجة حتمية طبيعية للمخلوق الانساني ، فالبشر جميعهم لهم غرائز كالجوع والطموح وحب المال وحب الجنس الآخر والغضب والكره والحقد كلها غرائز موجودة في البشر وان كانت باشكال متفاوتة إنما هي موجودة والبشر متساوون فمن الطبيعى أن يغلب على أحد البشر غريزة الانتقام لديه فيقدم على قتل انسان فهنا ارتكب شر لأنه قتل نفسا بشرية وفي هذا ضرر لذوي القتيل على أقل تقدير الحزن لفراقه..... فالتساوي بين المتشابهين موجب لوجود الشر وعدم ارتكاب الشر موجب لوجود الخير كالليل والنهار فالأصل هو الظلام وحينما تأتي الشمش فيسطع النور وعندما تذهب الشمش يذهب معها النور ويعود الشئ لأصله وهو الظلام فعدم ارتكاب الشر موجب لوجود الخير فالخير هو الأصل والشر هو الاستثناء والخير هو أساس الوجود بينما الشر هو اختيار البشر.
لذلك فالقضية الخير والشر هي قضية جدلية أساسها الهروب من ألالتزام بالقيد الديني وإيجاد مبرر لذلك .
الباشاقمرزمان
28/05/2010, 11h29
الفصل الرابع
وماذنب الذي لم يصله القرآن؟
هرش صاحبنا الدكتور رأسه..
كان من الواضح أنه يبحث لي فيالدكتوراه عن حفرة أو مطب يدق عنقي فيه .. ثم قال في هدوء وهو يرتب كلماته:
- حسنًا .. وما رأيك في هذا الإنسان الذي لم يصله قرآن ولم ينزل عليه كتاب .. ولميأته نبي .. ما ذنبه .. وما مصيره عندكم يوم الحساب .. مثل اسكيمو في أقاصي القطبين.. أو زنجي في الغابات .. ماذا يكون حظه بين يدي إلهكم يوم القيامة.
الكاتب هنا أورد كثيراً من الأدلة القرآنية في الدلالة على أن الله جل شأنه أرسل الرسل لجميع خلقه في كل حوب وصوب وفي كل فج عميق ....كان يكفي الكاتب ذكر دليل واحد((وَإِن مِّنْ أُمَّةٍإِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ (24) )) فاطر من القرآن فقط كما قلنا سابقاً فصديقه ملحد ولا يؤمن بالقرآن ثم أتبع الكاتب ذكر دلالات أخرى أعتبرها أقوى بالنسبة للملحد لأنها دلائل مادية تتماشى مع معتقداته فقبيلة الماو ماو أمنت بإله واحد( موجابي) لم يلد ولم يولد وليس كمثله شئ وأنه لايُرى ويعرف من أفعاله وأثاره وأنه رحيم يشفي المريض وينزل المطر ويسمع الدعاء وأن البرق حنجرته والرعد صوت خطواته...... وقبيلة نيام نيام يؤمنون ب ( مبولي) وكل شئ في الغابة يتحرك وفق إرادته وهو يسلط الصواعق على الأشرار من البشر ويكافئ الأخيار بالرزق الوفير والآمان..... في قبيلة الشيلوك يؤمنون بـ(جوك) وهو الخفي والظاهر ويوجد في السماء وكل مكان وهو خالق كل شئ..... في قبيلة الدنكا يؤمنون بـ ( نيالاك) أي الذي في السماء أو في الأعلى..... كل هؤلاء كانوا يعبدون إله واحد وذكروا صفاته وكلها صفات الاسلام وهى دلالة على وصول الأنبياء لكل منهم وهذا يعني أن الدين واحد وأن الله واحد والخالق واحد هو الله.
وكون ارسال الرسل إلى الأقوام أمر بديهي لا يحتاج إلى دليل فكما قلنا سابقاً وجود عقاب وحساب استلزم حرية الانسان وهذه الحرية استلزمت وجود حقوق وواجبات لكل من الخالق والمخلوق فحق العباد على الله هو إرسال الرسل ويكون حق الله على العباد هو عبادة الله وطاعته ....... فإذا لم يرسل الله على قوم ما رسول فحينئذٍ تقام عليه الحجة وبناء عليه لايكون له الحق في محاسبة هؤلاء القوم ولكن انفراده بالحساب لكافة الخلق أوجب عليه ارسال الرسل إليهم.
ثم أردف الكاتب قوله لصديقه الملحد أنت نفسك قد وصلك الأديان الثلاثة الانجيل والتوراة والقرآن فليس لك حجة على الله في أنك لم تُبَلَغْ والدليل أنك جئت تجادلني في الاسلام والقرآن فعلمك به هو الذي جعلك تجادلني وزادك مجادلة
وللحديث بقية
محمد رمضان ماضي
29/05/2010, 03h58
بسم الله الرحمن الرحيم
كل الشكر لأخي الكريم أ. الباشا قمر الزمان على تقديم الفصل الرابع من الكتاب.
قبل أن أبدء
الإنسان ومراحل حياته
قد يعتقد الكثير أن الإنسان لا يعيش إلا في هذه الحياة الدنيا ،
ولكن الأمر غير هذا تأكيدا ً فالإنسان يمر بمراحل مختلفة من الحياة تسبق وتلي هذه الحياة والمسماة الدنيا لدنوها أو لدنأتها
فالإنسان من قبل يحيا حياة سابقة سماها العلماء حياة الذر،
وهي حياة تسبق عالم الرحام والتي يكون الإنسان فيها يحيا داخل رحم الأم وهذه الحياة لا نجد كثير التفاصيل عنها إلا ما أخبرنا الله تعالى في القرأن الكريم بأن أشهدنا فيها على أنفسنا
" ألست بربكم " وقد كانت الإجابة منا " بلا "
ثم تليها حياة الأرحام والتي تكلم عنها العلماء بإختلاف مشاربهم ،وهي ليست مجال لحديثنا هنا .
ثم الحياة الدنيا والتي نعي وندرك ما بها لأننا نكابدها ،
ثم حياة البرزخ عند إنتقال الإنسان إلى الموت ودخوله القبر ،
ثم حياة الحساب يوم القيامة ،
ثم أخيرا ً حياة الخلد إما سعادة في الجنة أوشقاء في جهنم.
ومما سبق أصل إلى نتيجة أن الإنسان يعي ويدرك أن للكون
رب ٌخالق ٌ ، وإله ٌ معبود ٌ ، وشهد منذ البداية على نفسه بذلك وأقر، فالفطرة التي فطرنا الله عليها تستوجب ذلك ، ومصداقا ً لهذا ما أخبرنا به رسولنا صلي الله عليه وسلم " أن الإنسان يولد على الفطرة ،......" إلى أخر الحديث الشريف
إذا ً الإنسان يولد ولديه بذرة الإقرار بوحدانية وألوهية وربوبية الله عز وجل .
فلماذا كان إرسال الرسل والأنبياء ؟
أبدأ بها في المداخلة القادمة بإذن الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
محمد رمضان ماضي
31/05/2010, 02h17
بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وَإِذْأَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْوَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَىشَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ القِيَامَةِ
إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَاغَافِلِينَ ،
أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُوَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَالمُبْطِلُونَ.
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ .
لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌبَعْدَ الرُّسُلِ.
وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً .
__________________________________________________ _______
لماذا بعث الله الأنبياء والرسل؟
إنتهيت في المشاركة السابقة عند الإنسان يولد على بذرة التوحيد لله ، وهذا لزما ًيخرج الإنسان مؤمنا ً بالله إلها ً ، ربا ً ،وخالقا ًمنذ يومه الأول على ظهر هذه البسيطة ، فلقد شهد من قبل وهو لازال يذكر هذه الشهادة .
ثم ماذا يحدث بعد ذلك ؟ يبدء الإنسان بنسيان ما شهد به على نفسه ويجحده ، وهذه نعمة من الله (النسيان ) لأن طريق الإنسان معبدا ً بالألم والتعب طيلة حياته الدنيا ...
(لقد خلقنا الإنسان في كبد)
****
لذا عطفا ً على ما سبق كان ولابد أن يكون هناك من يذكر هذا الإنسان الذي يضل وينسى بما شهد به على نفسه ، ولهذا دروب، فالعقلاء من الناس المفكرون قد يهديهم العقل إلى ما ضلوا عنه ونسوه ، فيذكروا هذا العهد ويقيموه عمادا ً لحياتهم
، بأن يصلوا إلى جوهر التوحيد الخالص لله ، ولقد ذكر لنا القرأن الكريم هؤلاء وضرب لهم مثلا ً بلقمان الحكيم
( يؤتي الحكمة من يشاء ....)
ولكن ليس دوما ً العقل على صواب ، فقد يهدي العقل عبقري من العباقرة إلي ضلال ، وهناك غير العقلاء أمميون ( أميون )
لذا كان الهادي لهم بالتذكرة ببذرة التوحيد بداعي السماء من نبي أو رسول ، فيكونوا داعين إلي الوحدانية ،( أنه لا إله إلا أنا فأعبدون )مبشرين بالخير القادم ، ومنذرين من عذاب مستطير قد يكون دنيويا ً أو أخرويا ،ويوضحون ويبينون للناس ما جبلوا علية منذ الوهلة الأولي ، من قيم فاضلة ومثل عليا ، فتكون شرعة ً ومنهاجا ً لهم في حياتهم، فمنهم من يقبل ويستجيب، ومنهم من يعاند ويكابر ويصيبه الصلف والغرور .
فإذا إنتقل الإنسان إلى حياته الأخروية ، وقف أمام خالقه ، فيذكرة بعهده القديم ، فيتبادر لذهنه الإفلات ، فيقول نسيت ،
( لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل )
بل علوت وتكبرت فقد جاء رسول ليذكر ،( فتعاليت وتطاولت وتمردت ) فالحجة باطلة .
( وما الله بظـلّا م ٍ للعبيد )
ومن لم ياته نبي أو رسول ، (وإن من أمة إلا خلا فيها نذير)،
هذا في السابق ، وقبل بعثة خاتم الأنبياء والمرسلين، أما الآن
( علماء هذه الأمة بثمابة الأنبياء في السابق )علي كاهلهم إبلاغ الرسالة ، فهي في أعناقهم أمانة ، وإلا يكون التقصير طرفهم ، والحساب في أعناقهم ، ( وما كنا معذبين حتي نبعث رسولا ً ) .
ختاما ً أقول الرسل والأنبياء ضرورة لحياة البشر ، يذكروهم بعهدهم مع الله ، ويبصرونهم بما شرع من أمره بالخير والفضيلة ، والبعد عن الفحش والرذيلة ، ليكون الإنسان كما أراد الله خليفة ً في الأرض ، لا أضل من الأنعام سبيلا ً .
يتبع...........
تحياتي لكم جميعا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الباشاقمرزمان
01/06/2010, 11h12
بقية حوار الفصل الرابع:
وهو لذلك يسألنا " ولماذا تتفاوت رحمة الله " .. لماذا يشهد الله واحدًا على آياته .. ولا يدري آخر بتلك الآيات إلا سمعًا.
ونحن نقول أنها قد لا تكون رحمة بل نقمة ألم يقل الله لأتباع المسيح الذين طلبوا نزول مائدة من السماء محذرًا:
(( إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ (115) )) المائدة.
ذلك لأنه مع نزول المعجزات يأتي دائمًا تشديد العذاب لمن يكفر.
وطوبى لمن آمن بالسماع ودون أن يرى معجزة.
والويل للذين شاهدوا ولم يؤمنوا.
هذا ما أورده الكاتب في هذه النقطة والتي تختص بالتشكيك في العدل الإلهي:
ورد بأن القرآن في يدك الآن في الخير والصلاح والهداية وهو حجة عليك يوم القيامة فيكون حينئذ نقمة عليك وليس نعمة ولا رحمة وإذا قلنا بأن رجل الاسكيمو الذي يحيا هناك ويعيش وهو الرجل البسيط القانع بحياته ولم يصله القرآن فإن ذلك هو رحمة من الله له يوم الحساب وقد يكون هناك ساعة في حياته يؤمن فيها فتكون لفتة من الخالق لرحمته.
وأضيف هنا أن هناك قصصا كثيرة في هذا الشأن فاليهودي الذي لم يفعل شيئاً في حياته خيرا ولكنه تبرع برغيف خبز يملكه لجائع فكان سبباً لدخوله الجنة حينما تخاصم الملائكة حوله فكان حكم الله بدخول الجنة ، وما ورد عن العابد الذي جادل المولى في دخول الجنة حينما قال عز وجل ادخل الجنة برحمتي فأجاب بل بعملي ثم وضع كافة أعماله في كفة ونعمة البصر فقط في كفة فرجحت نعمة البصر فقال العابد إذا أدخل الجنة برحمتك ...... لماذا كل هذا هل هي كما نقول خيار وفأوس حاشا لله وتعالى عن ذلك لكن نحن لانملك من العلم ومن القياس ما نستطيع به فهم أحكام الله وحكمته جل شأنه ... والدليل على ذلك ما قصه القرآن من قصص العبد الصالح ونبي موسى عليه السلام فمن يملك رؤية المستقبل يملك الفهم والحكمة ومن ثم يكون حكمه عادل.
أما لماذا يرحم الله واحدًا أكثر مما يرحم آخر فهو أمر يؤسسه الله على علمه بالقلوب.
(( فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا (18) )) الفتح.
وهنا قدم دليلا آخر من يعلم الغيب وما في الأرحام وما في القلوب غير الله فالغيبيات التي لا ندركها ولكنه يدركها ولهذا عدله مباح مع الجميع وفق أسس ومعايير لا نعلمها فلماذا خلق الله الخنزير خنزيرا
لا أملك إلا أن أجيبه بأن الله اختار له ثوبًا خنزيريًا لأن نفسه خنزيرية وأن خلقه هكذا حق وعدل.
وأردف الكاتب
إن أعجب ما في سؤالك أن ظاهره يوهم بالإيمان والإشفاق على الزنجي المسكين الذي فاته ما في القرآن من نور ورحمة وهدى .. مع أن حقيقتك هي الكفر بالقرآن وبنوره ورحمته وهداه .. فسؤالك أقرب ما يكون إلى الاستدراج والمخادعة وفيه مناقضة للنفس هي " اللكاعة " بعينها .. فأنت تحاول أن تقيم علينا حجة هي عندك ليس لها أي حجة.
ألا ترى معي يا صاحبي أن جهاز المنطق عندك في حاجة إلى إصلاح.
انتهى الكلام
الباشاقمرزمان
03/06/2010, 02h58
هل تم إغلاق الحديث عن هذا الفصل فننتقل إلى الفصل الخامس .....24 ساعة مهلة لا أكثر
فقد طال بنا المقام في هذا الفصل
محمد رمضان ماضي
03/06/2010, 19h35
بسم الله الرحمن الرحيم
توقفت فيما مضي عند رفع العقوبة لمن لم تصلهم الرسالة،
أي ان الله من رحمته الواسعة ، وبرغم إشهاد البشر على أنفسهم في حياة سابقة ، لم يلزمهم التكليف ، بل رفع العقوبة حتى يرسل النبي أو الرسول للتذكرة ،ولمن خالف وكابر بعد ذلك العقوبة المستحقة .
ثم تم إثارة سؤال لماذا تتفاوت رحمة الله ؟ فمن البشر من يري الأنبياء والرسل ، ومطلوب أن يؤمن، ومنهم من لم يرى ، ومطلوب بأن يؤمن أيضا ً .
فهنا نقول أن من سأل لم يعي وقاس التفاوت بمقياس عقله ، القاصر ، فالله أرسل الرسل وهناك أناس عاينوا ذلك عيانأ ً ، ولم يؤنوا ، شاهدوا المعجزات ، والآيات ، والرسل بين ظهرانيهم ولم يؤمنوا ، فهل يكون السؤال هنا مقبول ، بالطبع لا
ولنضرب مثلا مما حولنا نحن البشر لنرى أحقا ً هذا التساؤل أم لا؟
هب أن رجلا ً كفيف لا يرى ، ورجل مبصر ، ولنحصي ما لدي الطرفين من ملكات ، فنجد أن المبصر وإن كان يرى أقل حدة ً في السمع ، وأقل كفأة ً في الذاكرة ، والكفيف يتميز عنه بهذا ، فما فـُقد عند هذا أعاضه الله عليه بقوة يكافيء بها ما ينقصه ، وكذا جميع الأمور، فالله الحق العادل في الحياة الدنيا والأخرة ،
أرسل الرسل فمن شاهد عيانا ً وصدق كان له أجره ، ومن جاء من بعد وصدق كان له أجر وأجر لأنه صدق بالغيب أي أن الدرجة أعلى، ومن كذب عيانا ً كان في العقوبة أشد ، ومن كذب سماعا ً كان أخف في العقوبة ، وقد ترفع العقوبة إن لم يجد من يوصل له ما أرسل الله.
الحمد لله أنهيت ما أردت قبل المهلة المحددة ، فأخي الباشا أصدر فرمانا ً ، به تحذير شديد للإنتهاء من هذا الفصل ، وهاأنا ذا قد أنتهيت فليتفضل بتقديم الفصل التالي .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الباشاقمرزمان
03/06/2010, 21h11
الفصل الخامس
الجنةوالنار
كان صديقنا الدكتور واثقامن نفسه كل الثقة هذه المرة وهو يلوك الكلمات ببطء ليلقي بالقنبلة
- كيف يعذبناالله وهو الرحمن الرحيم على ذنب محدود في الزمن بعذاب لا محدود في الأبد ( النارخالدين فيها أبدا)
ومن نحن وماذا نساوي بالنسبة لعظمة الله حتى ينتقم منا هذاالانتقام..
وما الإنسان إلا ذرة أو هبأة في الكون وهو بالنسبة لجلال الله أهونمن ذلك بكثير .. بل هو اللاشيء بعينه.
الكاتب رد ببراعة على ما يحتويه السؤال من مغالطات يريد بها السائل أن يتخذ ذريعة من الضعف وتقيلا لمكانة الانسان ويبدوا أنه يحاول أن يزرع في داخلنا نحن المؤمنين الشك في العلي القدير وفي كل ما نؤمن به ..... فالانسان ليس قليل الشأن عند الخالق وأن الكون كله خلق بما يحويه من إبداع الخالق في كل خلقه من أجل الإنسان ومن أجل خدمته وراحته وتقديم كل العون له وجعل الانسان يستوعب هذا الكون كله بمداركه العلقية فركب البحر وطار في الجو وذهب إلى القمر وهذا المخلوق الضعيف نفخ الله فيه من روحه وجعل الملائكة تسجد لله وزاد الكاتب في استدلاله ان الانسان كتاب جامع شامل والكون كله هي صفاته ومن عظم شأنه استلزم أن يحاسب ولو كان شيئاً لا يذكر لما استوجب الحساب.
هنا نقول كما أسلفنا أن الله خلق الانسان وخلق الدنيا وما بها وما نعرفه وما لا نعرفه وما لم نتوصل اليه من أجله فوفر له كل الأمور ويسرها له فان جاهد بعقله وفكره مكنه الله منها وفق قواعد وموازين محددة ألزم بها نفسه لا يغيرها ولا يبدلها أبداً وهكذا أدى الله ما عليه من حقوق للانسان وعلى الانسان ان يقدم ما عليه من حقوق وواجبات لله ولأن الانسان قد تستهويه الدنيا بما جبل عليه من حب الشهوات كل حسب ايمانه فيفلح هذا ويخسر هذا وما بينهم درجات ، وعليه فلا يستوي الذين يعملون ولا الذين لا يعملون وكل حسب ماقدم من عمل لذا استوجب الحساب ، وهذا الحساب يكون خلال حياة طويلة عاشها الانسان ويكون دفعة واحدة وحساب واحد فمن تحمل مشاق العبادة ودأب نفسه عن الوقوع في الاثام وكبت جماح الشهوات فقد قاسى وعانى فوجب على الله أن يكافئه على قدر هذه المشقة فالجنة هي المأوى ونعيم أبدي وراحة بعد عناء وهدوء وسكينة بعد ثورة جماح الشهوات والملذات ولأن الله كريم فالجنة يعيش فيها مخلدا وآمنا لا يوجد فيها ما يؤرقه من خوف الموت والحساب فالحياة أبدية والنعيم دائم ولا يوجد إلا إشباع لكل ما حرم نفسه منه وعلى الجانب الآخر من أشبع نفسه في الدنيا ونعيمها واشبع نفسه منها فقد أخذ نصيبه بيده ولم ينتظر نعيم ربه ولم يعاني أو يقاسي في الحياة وارتكب الآثام كي يشبع ذاته بذاته فعليه أن يأخذ نصيبه من الشقاء والشقاء الدائم.
والكاتب يستمر في تقديم الآدلة فيقول أن الانسان الذي يخلد في النار لم يظلمه الله لأن هذا الانسان جبلت نفسه على الشر فلو عاد للحياة مرة أخرى لعاد لنفس ما كان عليه(ولو ردوا لعادوالما نهوا عنه وإنهم لكاذبون).
اذا هم ليسوا محدودودين بذنبهم في الزمان والمكان بل لو عادوا لفعلوا نفس الشئ وهناك استدلال آخر(يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكمويحسبون أنهم على شيء .. ألا إنهم هم الكاذبون). فالذنب هنا مستمر في الزمان وبعد الزمان ثم استطرد الكاتب في حديثه بأن هؤلاء الناس اللذين يدخلون النار ستكون بينهم وبينها نوع من المجانسة وأن من رحمة الله لهم أن يتعايشوا معها . وأن النار ليست النار التي نعرفها في الدنيا ، فالنار وقودها الناس والحجارة كلما ألقوا فيها استشاطت سعيرا وقالت هل من مزيد ثم اسرد في ان النار ليست كالنار التي نعرفها ولا الجنة مثل سوق الخضار.
وهنا نقول أن النار التي توجد بعد السماء السابعة وكما جاء على لسان الوحي جبريل الأمين في الرد على سؤال الرسول الكريم عن وصف النار: يا محمد لو ثقب في جدار الجنة في مثل ثقب الإبرة لمات من لفحها أهل الأرض جميعهم ، سبحانك ربي ما هيى تلك النار العجيبة الغريبة التي تشتعل بأجساد الناس وبالحجارة والناس الذين يخلدون فيها سيتكيفون معها كيف ؟ فهؤلاء الناس يبدل الله لهم جلودهم ويغير حالهم ففيها تحرق جلودهم فيعيدها الله من جديد وهنا في الاعادة رحمة لهم ثم تحرق من جديد وفيه عذاب وألم ثم تظل العملية متكررة وقس على ذلك أنواع العذاب الأخرى التي نعلم عنها وما لانعلم .
والجنة كذلك نعيم دائم فكل شئ فيها في أوج نضجه وتمامه حتى البشر الذين يدخلونها يدخلونها شباباً في أوج نضجهم والحور العين عرباً أترابا كل شئ يعودالى نضجه فكلما قطفت تفاحة حلت محلها أخرى فالأشياء موجودة فيها كما يجب أن تكون لا تغيير ولا تبديل فيها.ومن رحمة الله على عباده أن كل شوكة يشاك بها رحمة من عذاب الله في الآخرة فإن أصيب هذا بالسرطان أو هذا بعلة ما أو بترت لذاك يد أو ذراع فهي قسوة في الحياة يتعرض لها الانسان وليس بيده حيلة وتعادل عذاب شديد بحساب المولى في الآخرة فيكون رحمة من الله وتخليص وتكفير يرفع لها بها من ذنوبه فتكون له الجنة ولو تركت لحساب الآخرة لكان هناك شيئاً آخر.
انتهى الكلام
محمد رمضان ماضي
04/06/2010, 18h39
بسم الله الرحمن الرحيم
مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلَا زَمْهَرِيراً
الثواب والعقاب
لو تأملنا قليلا لوجدنا أن الثواب والعقاب مما قام عليهم الكون ، خلق الإنسان منذ الأزل ، فبالثواب والعقاب تحصـّل الحقوق ، ويأخذ كل ذي حق حقه ، فمن فعل خيرا لا يمكن أن يتساوى بحال من الأحوال بمن فعل شرا ً .
فلا يتساوى بحال من الأحوال من قام بسرقة مال ما ، بمن كد وتعب وحصل على المال .....
الإنسان خالد الحياة وليس محدودها فهو ينتقل من طور إلى أخر ، قد لا يدرك ما قبل، لآن قانون الحياة مختلف عما هو في الحياة الدنيا ، وما بعد أيضا ً،هذا ليس معناه إنكار الوجود لهذا الإنسان ، فقانون عالم الذر يختلف عن قانون عالم الأرحام ، ولقد أثبت العلماء بأن الجنين يفرح ويحزن ، ويتأثر بما يدور حوله من حالة نفسية ومزاجية للوالدين ، أي أنه يدرك ، ولكن إدراكه يختلف عن إدراكه المتزايد مع مراحل عمره في الحياة الدنيا،إذا الإدراك موجود ، في حياة الأرحام والحياة الدنيا ، فلا بد أن يكون الإدراك ملازماً للإنسان في كل أطوار حياته.
وكذلك إذا قبض الإنسان فإنه ينتقل إلى حياة أخري أو طور أخر من الحياة له قانونه الخاص ،ويخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم والقرآن الكريم بأن هناك إدراك للمقبوض ،
( لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَـٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَآءَكَ فَبَصَرُكَ ٱلْيَوْمَ حَدِيدٌ )وكذا طور الحساب والخلد في الجنة والنار ، فحياة الإنسان لها بداية وليس لها نهاية ، إلا ما شاء الله ، بدأت منذ خلق أدم وأستمرت بعد ذلك ، لذا كان عذاب الإنسان أبدي خالد ، لأن الإنسان خالد الحياة في الأصل،
وما الحياة الدنيا إلا طور أختبار ، يفلح فيها من يفلح ، ويفشل فيها من يفشل.
وإحقاقا ً للحق ، وإجراءً لسنة العدل بين الخلائق كان الثواب للمحسن ، والعقاب للمسيء .
الجزاء من جنس العمل ، ولكل عمل عقوبة أو مكافئة ، لذا فمن يتكبد الألم ويكابد في الحياة لطاعة الله ، لا يتساوى بحال مع يحيا الحياة على هواه ، ولا يرعي حرمة ولا قانون .
فالشخص الذي يخالف القانون في حياتنا الدنيا لا بد
وله عقوبة ولا يمكن مناقشة القاضي بالقول له إنك متعسف بالعقوبه ، إلا إن كان متعسفا ً حقا ، كمن يحكم على من شتم شخص ما بالإعدام ، .
الله يصف الجنة بأنها معتدلة ومتوسطة في كل شيء ، فلا برد لولا زمهرير ، ولا حر وقيظ ، وجهنم على النقيض منها ففيها
البرد الزمهرير ، وفيها حر السعير .
(وذوقوا عذاب الحريق) النار تحرق ، فكيف الزمهرير (وهو البرد القارص بحيث لا يطاق)يحرق؟
لقد أجاب العلماء مؤخرا ً عن هذا وأثبتوا أن للبرد تأثير كالنار تماما ً في حرق النسيج البشري ، ولقد قاموا بإجراء تجربة على نسيج يد بشرية تحت ضغط معين ودرجة حرارة تبلغ 72 درجة تحت الصفروكان التأثير على هذا النسيج هو الحرق ، كحرق النار تماما ً.
من رحمة الله علينا كبشر أن خلقنا ، وأشهدنا ، ووهب لنا العقول لنتدبر ، وارسل لنا الرسل لتبشر وتنذر ، ووصف لنا ما سنلاقية قدما ً ، وأخبرنا بالعقوبة ، والثواب .
أبعد ذلك رحمة ؟
سؤال يجيب عنه العقلاء فقط .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الباشاقمرزمان
09/06/2010, 16h52
الفصل السادس
وحكاية الإسلام مع المرأة .؟
قال صديقي الدكتور :
_ ألا توافقني أن الإسلام كان موقفه رجعيا مع المرأة؟
وبدأ يعد على أصابعه
- حكاية تعدد الزوجات وبقاء المرأة في البيت .. والحجاب والطلاق في يد الرجل .. والضرب والهجر في المضاجع .. وحكاية ما ملكت أيمانكم .. وحكاية الرجال قوامون على النساء .. ونصيب الرجل المضاعف في الميراث.
حك أديبنا ذقنه وهو يفكر في كم الاتهامات المتعدد والتي تحتاج إلى الأحاديث والشرح المطول قائلاً فلنبدأ من البداية :
فأشار إلى وضعية المرأة في الجزيرة العربية قبل الإسلام وأنها لم تكن شيئاً ذا أهمية فهي عار ويجب وأده في المهدا فإن أفلتت من الوأد فدورها يكمن في المتعة والإنجاب والرجل مباح له أن يتزوج بما شاء من النساء عشرة وعشرون وثلاثون بدون حدود فجاء الإسلام مقيداً للوضع وجعل له أربع نساء فقط وليس الاسلام هو ما جاء بالتعدد فالتعدد كان موجوداً قبل الإسلام فأيهما أكرم للمرأة ما كانت عليه أم ما صارت عليه ولم يفت الكاتب أن يشير إلى وضعية المرأة والرجل في الوقت الحالي في الدول المتقدمة فأردف قائلاً :وهل المرأة الآن في أوروبا أسعد حالا في الانحلال الشائع هناك وتعدد العشيقات الذي أصبح واقع الأمر في أغلب الزيجات أليس أكرم للمرأة أن تكون زوجة ثانية لمن تحب .. لها حقوق الزوجة واحترامها من أن تكون عشيقة في السر تختلس المتعةمن وراء الجدران.
ثم أظهر كاتبنا أن التقييد الزواج للرجل بأربع لم يترك هكذا مباحاً بل قيد بشرط العدل بينهن وذكر أنه لا يمكن العدل بينهن وهو أمر صعب لا يستطيع إتيانه إلا من خيار الناس كالأنبياء والأولياء وما في دربهم على أقصى ما يستطيعون من عدل.
ثم انتقل الكاتب لأمر"وقرن في بيوتكن" فقال أن هذا الأمر ورد لنساء النبي بصفتهم مثل عليا كما فيه إشارة ودلالة على أن الوضع الأمثل للمرأة هي أن تكون أماً وربة بيت ضارباً لصديقه الدكتور الملحد أن يتصور حال أمة نسائها في الشوارع والمكاتب وأولادها في دور الحضانة والملاجئ وأمة نسائها يعيشن في بيوتهن ويقمن على رعاياته ويتربى أولادها في أحضان أمهاتهن والخدمات في هذه البيوت متكاملة، ثم أوضح أن الاسلام لم يمنع المرأة من الضرورات التي تضطرها للعمل ومساندة زوجها وأسرتها مشيراً أن المرأة في الاسلام خرجت للعمل ومساندة الرجل في الحروب ضاربا المثل بنساء النبي ومداواتهم للجرحى في الحروب كما كان هناك منهن الفقيهات والشاعرات .
جنح الكاتب بعد ذلك إلى تهمة حجاب المرأة بأنه في صالح المرأة لا ضدها فقد أباح لها الوجه والكفين وستر ما عداهما وأشار ان الستر يزيد الجاذبية فكل ممنوع مرغوب ومن المعلوم أن العري يجعل الرجل لا يقارب زوجته الا مرة في الشهر وإذا حملت تركها سنتين هذا ماكانت عليه القبائل قبل الاسلام والقبائل البدائية ولم ينسى أن يدلل على حديثه بالقول: وعلى الشواطئ في الصيف حينما يتراكماللحم العاري المباح للعيون يفقد الجسم العريان جاذبيته وطرافته وفتنته ويصبح أمراعاديا لا يثير الفضول.
أما عن حق الطلاق فالمرأة لها أيضاً نفس الحق بأن تطلبه في المحكمة إذا وجدت المبررات الكافية لذلك ، ولها أيضاً أن تطلب في العقد بأن يكون لها الحق في تطليق نفسها أي أن تكون العصمة في يدها ولم ينسى كعادته في المقارنة بين الاسلام وبين ما هو عليه الحال في أوروبا فأردف أن المرأة لها مهر معلوم بينما تدفع المرأة عندكم الدوطة كما أن للمرأة في الاسلام حق الملكية والتصرف فيها بينما تفقد المرأة عنكم حقها في هذا بالزواج فتؤول ملكيتها الخاصة بعد الزواج بالمناصفة مع الزوج ويصير هو القيم عليها وتلك الأمور أعطاها الاسلام للمرأة أكثر من أي دين في العالم.
أما عن الضرب والهجر في المضاجع فهو أمر خاص بالمرأة الناشز فقط أما عدا ذلك فهناك المودة والرحمة وتختص بها المرأة السوية. وأسترسل الكاتب في هذه النقطة بقوله: والضرب والهجر في المضاجع منمعجزات القرآن في فهم النشوز .. وهو يتفق مع أحدث ما وصل إليه علم النفس العصري فيفهم المسلك المرضي للمرأة. وكما تعلم يقسم علم النفس هذا المسلك المرضي إلى نوعين:
"المسلك الخضوعي"وهو ما يسمى في الاصطلاح العلمي"ماسوشزم "masochism وهو تلك الحالة المرضية التي تلتذ فيها المرأة بأن تضرب وتعذب وتكونالطرف الخاضع.
والنوع الثاني هو: "المسلك التحكمي" وهو ما يسمى فيالاصطلاح العلمي " سادزم " sadism" وهو تلك الحالة المرضية التي تلتذ فيها المرأة بأن تتحكم وتسيطر وتتجبر وتتسلط وتوقع الأذى بالغير.
ومثل هذه المرأة لا حل لهاسوى انتزاع شوكتها وكسر سلاحها التي تتحكم به ، وسلاح المرأة أنوثتها وذلك بهجرهافي المضجع فلا يعود لها سلاح تتحكم به ..
أما المرأة الأخرى التي لا تجد لذتها إلا في الخضوع والضرب فإن الضرب لها علاج .. ومن هنا كانت كلمة القرآن: (واهجروهن في المضاجع واضربوهن).
اعجازا علميا وتلخيصا في كلمتين لكل ما أتى به علم النفس في مجلدات عن المرأة الناشز وعلاجها.
انتقل الكاتب بعد ذلك إلى نقطة " وما ملكت أيمانكم" وكشف عن أن صديقه الملحد يريد أن يقول أن الاسلام هو صاحب الدعوة إلى الرق والعبودية فقد أتى بأمر لم يسبقه في ذلك دين من الأديان الأخرى. فأشار إلى أن هذا هو اتهام المستشرقون للإسلام بينما الحقيقة هو العكس فالاسلام هو الدين الوحيد الذي دعا إلى تصفية الرق فاستدل أولاً بما جاء في الانجيل في قول بولس الرسول إلى أهل افسس "أيها العبيد .. أطيعوا سادتكم بخوف ورعدة في بساطة قلوبكم كما الرب " وأقصى ما نادى به الانجيل هو حسن المعاملة بين السادة والعبيد ولم يطالب بتصفية الرق. أما في التوراة فكان نصيب الأحرار أسوأ من العبيد .... ومن وصايا التوراة أن البلد التي تستسلم بلاحرب يكون حظ أهلها أن يساقوا رقيقا وأسارى والتي تدافع عن نفسها بالسيف ثم تستسلم يعرض أهلها على السلاح ويقتل شيوخها وشبابها ونساؤها وأطفالها ويذبحوا تذبيحا.
الرق كان أمراً موجوداً فعلياً قبل مجئ الاسلام والاسلام هو الدين الوحيد الذي تصدى لهذه القضية ووضع لها الحلول ولم يأمر أمراً مباشراً بتصفية الرقيق وإطلاق سراحهم أحراراً ولهذا بعد اجتماعي فالأمر بإطلاق سرح الحرير سيسبب كارثة اجتماعية في عدم اتاحة المأوى اللازم لهم وقلة فرص العمل مما سينشر البطالة ويزداد عدد الشحاتين وتزداد السرقات والدعارة من أجل لقمة العيش وهذا الأمر أسوأ من الرق ، ومصدر الرق في الاسلام هم الأسرى من الحروب فوضع القانون في ذلك (فإمامنا بعد .. وإما فداء). فإما أن تمن على الأسير فتطلقه لوجه الله .. وإما تأخذفيه فدية. والرقيق الموجود فعلا فقد جعل تصفيته ففك رقبة وعتق كفارة للذنوب صغيرها أو كبيرها وهنا ينقضي الرق تدريجياً. ثم أن معاملة السيد لما ملكت يمينه كمعاملة الرجل لزوجته طالما أباح لنفسه أن يعاشرها والاسلام أعطاه هذا الحق ومعاملة المرأة الرقيق كمعاملة الزوجة في هذا الوقت يعد تكريماً وأضاف الكاتب موسعا قضية الرقيق فسؤال صديقه كان مقتصراً على المرأة فقط في " وما ملكت أيمانكم" بإشارة إلى أن معاملة العبد الرجل هي معاملة الأخ بعد أن كان قبل ذلك يداس بالنعال (إنما المؤمنون إخوة).(هو الذي خلقكم من نفس واحدة).(لايتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله). وضرب الكاتب مثالا بالرسول صلى الله عليه وسلم حينما تبنى العبد زيد بن حارثة فأعتقه وتبناه ثم زوجه من سليلة البيت الشريف الحرة زينب بنت جحش ليضرب مثلا يحتذي به المسلمون ويضرب العنجهية والغطرسة.
أما نقطة الرجال قوامون عن النساء فهي أمر واقع وملموس في جميع الأديان والأعراف والمجتمعات وإنما أظهره الاسلام وسلط عليه الضوء ليحدد للرجل دوره كما حدد للمرأة دورها وضرب لنا مثلا بموسكو الملحدة الحكام رجال منذ نشأة الشيوعية وحتى الآن وكذلك الأمر في فرنسا وبريطانيا وفي كل بقاع الأرض هم اللذين يخترعون ويشرعون ويحكمون وكذلك جميع الأنبياء رجالاً والفلاسفة رجالاً والملحنين رجالاً مشيراً بأن التلحين صنعة خيال لا يحتاج إلى رجال ومشيراً لقول العقاد ساخراً: حتى صناعة الطهي والحياكة والموضة وهي تخصصات نسائية تفوق فيها الرجال ثم انفردوا بها . وعلل ذلك بأنها ظواهر طبيعية في المجتمعات لا دخل للإسلام بها ولا يحكمها الشريعة ولا القرآن وإنما هي الطبيعة البشرية التى فرضت ذلك حسب تكوين كل من المرأة والرجل وحدوث ظهور إمرأة وزيرة أو حاكمة فهذا هو الاستثناء الذي يؤيد القاعدة الطبيعية والإسلام لم يفعل شئ وإنما أكد على صحة القاعدة وأظهرها ويعطي التفسير بعد ذلك لما جعل للرجل ضعف المرأة في الميراث لأنه هو الذي يعول ويصرف ويعمل وإذا كان الله قد اختارالمرأة للبيت والرجل للشارع فلأنه عهد إلى الرجل أمانة التعمير والبناء والإنشاء بينما عهد إلى المرأة أمانة أكبر وأعظم هي تنشئة الإنسان نفسه. وإنه من الأعظم لشأن المرأة أن تؤتمن على هذه الأمانة. فهل ظلم الإسلام النساء ؟!!
في النهاية نقول أن هذه الحجج الواهية استمدها الملحد من المستشرقين ولم يأتي بجديد وهنا طرحها الكاتب دون الدخول في تفصيلات قاصداً ومتعمداً لأن يضع اللبنة الأساسية في هذه المشكلات وحلولها بشكل مبسط لدى العموم من الناس وليوضح أنها بسيطة في الرد عليها ولذلك نجده بين الفينة والأخرى يصادق على كلامه بمدلولات وإثباتات وبراهين من القرآن والسنة لأنه هنا لا يخاطب الملحدين والكافرين لذلك هذا يعد من عوامل النجاح التى رافقت هذا الكتاب وتناوله الكثير من القراء على اختلاف مستوياتهم الفكرية ولم يناقش هذه الأطروحات بعمق شديد أولاً لأنه ليس متخصصاً في علوم الدين الاسلامي ثانياً حتى لايحدث معارضات من الرجال المتخصصين في علوم الدين الإسلامي وكي يثبت أن المسلم يجب أن يناقش علوم الدين في حدود علمه وأن مناقشة أمور الدين متاحة لكل مسلم .... فجاء هذا الكتاب في مستوى كثير من الناس0
أما عن القضايا او المشكلات التي يحاول الملحدين إلصاقها في مفاهيمنا ليضعوا بذرة الشك الإيماني داخل صدور المسلمين فأوضح في عبارات موجزة وبطريق غير مباشر أن تعريف المرأة في الاسلام " هي أم وربة بيت وعرض يجب أن يُصَان " ودور الرجل " هو إعالة أسرته وحمايتها وتييسير سبل تحقيق دورها" وعلى هذا فمن ينظر إلى المرأة يجد أن لها الدور الأكبر في المجتمع والحفاظ عليه وليس الرجل فالمرأة هي التي تلم شمل أولادها بحبها وحنانها وتغرز فيهم القواعد الأولى من الأخلاق بل وتعلمهم الكلام والأكل واللبس وتقوم على رعياتهم بما جبلت عليه من تكوين خلقها الله عليها ، وهي التي تجذب زوجها إلى عرين الأسد بحبها وعاطفتها وعطائها والقيام بكل ما يجعله يعود إلى أحضانها في ابتسامتها هون لكل متاعبه وفي كلماتها البسيطة تتفتح أمامه ضياء الأمل وبأنوثتها التي تتفنن فيها تجعلها محط أنظاره فتصبح المكمن الذي ياوي إليه ليستريح فإنها بذلك مسؤولة عن حماية عرين أسدها من الداخل فيسعى الرجل ليعول أسرته ويحميها من التعرضات الخارجية المتغيرة .... وكما قال الشيخ محمد متولي الشعراوي في قضية الميراث " وحظ الرجل مثل الأنثيين" في أن نصيب المرأة أعلى من نصيب الرجل في ذلك فالرجل مطلوب منه إعالة إسرته ومن هم في كفالته فهو الذي يكسوهم ويشتري لهم الطعام ويدفع آجر الطبيب وعلاجهم ويدفع مصروفات تعليمهم ويدفع آجر السكن والمواصلات وما إلى آخره بما فيهم الزوجة بينما الزوجة ليس مطلوب منها شيئاً حتى ولو كانت مليونيرة فمالها لها وهي حرة التصرف فيه ويكون نصيبها في الميراث لها وحدها إذاً في الظاهر أن نصيب الرجل أكبر لكن عليه تكاليف أعباء الحياة من جهة أخرى .... ولهذا أرى أن الكاتب لم يكن موفقاً في هذه النقطة بل كان سطحيا لأبعد الحدود.
أما قضية الرقيق فقد استعرضها بشكل جيد وأظهر المغالطة التي يحاول المستشرقين إلصاقها بالاسلام وهو أنه دعا للرقيق ولكن الحقيقة هوأن الاسلام أول دين تصدى لقضية الرقيق.
انتهى الكلام
محمد رمضان ماضي
19/06/2010, 10h10
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد طلب مني أخي الكريم الباشا عدم الإسهاب في الموضوع ،
حول قضية المرأة ، ولكنني في هذا المقام أقول ، لقد كانت المرأة ممتهنة مهانة عظيمة ، في القديم ، وأصبحت حديثا ً كما كانت سابقا ً ،
بل وأكثر ، لقد توسط الإسلام في حقوق المرأة ، فلم يغالى بإعطائها الحرية الطاغية ، والتي تجر من ورائها المفسدة العظيمة، ولم يضيق عليها كما ضيق الأكثرون ، فأجبرها على حياة لا تريد أن تحياها ،
المرأة الأوربية الأن تئن وتطالب بما يقترب مما قدمه الإسلام لهن من حياة كريمة ،
أفلا تتدبرون !!!!
أفلا تتفكرون ؟؟؟؟
ما ذكره أخي الباشا في هذا الموضوع سابقا ًيكفي وزيادة
تحياتي لكم جميعا ً ولننتقل لفصل جديد.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الباشاقمرزمان
20/06/2010, 09h56
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد طلب مني أخي الكريم الباشا عدم الإسهاب في الموضوع ،
حول قضية المرأة ، ولكنني في هذا المقام أقول ، لقد كانت المرأة ممتهنة مهانة عظيمة ، في القديم ، وأصبحت حديثا ً كما كانت سابقا ً ،
بل وأكثر ، لقد توسط الإسلام في حقوق المرأة ، فلم يغالى بإعطائها الحرية الطاغية ، والتي تجر من ورائها المفسدة العظيمة، ولم يضيق عليها كما ضيق الأكثرون ، فأجبرها على حياة لا تريد أن تحياها ،
المرأة الأوربية الأن تئن وتطالب بما يقترب مما قدمه الإسلام لهن من حياة كريمة ،
أفلا تتدبرون !!!!
أفلا تتفكرون ؟؟؟؟
ما ذكره أخي الباشا في هذا الموضوع سابقا ًيكفي وزيادة
تحياتي لكم جميعا ً ولننتقل لفصل جديد.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تسلم أخي الفاضل / محمد رمضان
في الحقيقة موضوع المرأة موضوع له جوانب كثيرة وإذا أسهبنا فيه خرجنا كثيراً لكن ما يذهل في هذا الموضوع أنه واضح كل الوضوح لكن للأسف المرأة هي الوحيدة التي تجهل مكانتها وقدرها ولو تفحصت الموضوع بعناية لوجدت أن مكاناتها عالية جداً وتتساوي فيه مع الرجل مالم تكن أكثر منه مكانة وقدراً في الاسلام الذي وضع لها اعتبارات ومكانة وقيمة بنيت عليها الأمة الإسلامية.... لهذا طلبت عدم الاستفاضة لأنه يحتاج لموضوع قائم بذاته.
بالنسبة للفصل الجديد فالحقيقة الكاتب استفاض فيه للدرجة التي لايوجد شرح فيه الا الشئ اليسير وكلما نظرت له وجدت أن ما يحذف منه أو يضاف عليه قد لايعطي الصورة الصحيحة التي أبلى فيها الكاتب البلاء الحسن فاستعنت بكثير من كلامه ونسخته لكم لأنه واضح كل الوضوح ولا يحتاج لشرح الا النذر اليسير ومع هذا الفصل الجديد
الفصل السابع
هل الدين افيون ..؟
قال لي صاحبيالدكتور وهو يغمز بعينيه :
وما رايك في الذين يقولون ان الدين افيون ...!!
وانه يخدر الفقراء والمظلومين ليناموا على ظلمهم وفقرهم ويحلموا بالجنةوالحور العين ..
في حين يثبت الاغنياء على غناهم باعتبار انه حق ..
وان اللهخلق الناس درجات ...؟.
وما رايك في الذين يقولون ان الدين لم ينزل من عند الله ..
وانما هو طلع من الارض من الظروف والدواعي الاجتماعية ليكون سلاحاً لطبقة علىطبقة ..؟
وهو يشير بذلك الى الماديين وافكارهم ..
بدأها الكاتب بكشف النقاب عن المادية في السؤال ولكنه لم يستطرد فيها واتجه لشرح وتفسير الاسلام فالماديين كما أشرنا وأسلفنا سابقا إلى أنهم يؤمنون بما هو موجود ومادام الشئ موجود فهو حقيقة وله ذات وأبعاد وقوام مادي وأن فكرة وجود الله أمر غير موجود من وجهة نظرهم لأنه ليس خاضع للوجود كماهية الاشياء الموجودة وبذلك يرفضون فكرة وجود إله وإنما الموجودات في الطبيعة وجدت هكذا عشوائياً من الطبيعة ووجدت بمحض الصدفة وإنما الدين شئ ابتدعه الإنسان كي يكون لديهم أمل في الحياة وخاصة الفقراء والأناس المطحونين ليظلوا على فقرهم وطحنهم يصارعون في الحياة على أمل أن يحققون السعادة في الجنة والأغنياء يبقوا على غناهم يستمتعون بكل مباهج الحياة مستغين الأناس الفقراء والضعفاء والحقيقة أن الجنة والنار ما هو الا وهم يؤكده الفقراء كي يستمروا في حياتهم ويثبت الأغنياء ذلك في أذهانهم كي يستمروا في غناهم ولكن أين هي الجنة وأين هي النار وكل شئ في الطبيعة يبدأ بالصغر وينمو ويكبر ويهرم ثم يموت ولم نسمع أن هناك قوم عادوا للحياة ثانية فكيف تكون الشجرة في الجنة يجري فيها الفارس تحت ظلها سنة ومن أين يأتي البكارى من النساء كلما وطئت واستمتعت عادت بكرا من جديد وأين النار التي وقودها الناس والحجارة والحجارة ليست وقود والانسان يتحول إلى رماد بالحرق أليس كل هذا وهم ومن ثم لا يوجد إله ........ هكذا هو رأي الماديين الذين لا يؤمنون إلا بالماديات وهكذا تصبح فكرة الدين التي سيطرت على العقول هي فكرة ابتدعتها الحاجة والظروف الاجتماعية لكي تظل الحياة على حالها ...... وأن الدين أفيون الشعوب إنما هذه المقولة التي استخدمها لينين في حديثه عن الدين موضحاً أن الانسان في حاجة لما يعطيه الأمل في الحياة تعينه على مشقتها ولأن الانسان دائما يحلم بالوصول الى تحقيق اشباعاته وطموحاته والدين ما هو الا مسكن لهذه النوازع وهو أمر وهمي فلا وجود لأي اله ...وعلى ذلك أجاب حين سئل عن البديل للدين ما دام الانسان في حاجة لتسكين نوازعه واعطاؤه الأمل فأجاب المسرح عليكم بالمسرح ...... كيف يكون المسرح هو البديل ... ليشغل الناس عن التفكير في الدين ويخرجوا طاقاتهم التخيلية وبالتالي تهدأ النفسهم.
اذا فالحوار فحواه جدلي من النوع المسى بالسفسطة ولكن الكاتب انتهز الفرصة ليبين ان الدين الاسلامي ليس مخدر للناس لما يختلف عنه عن سائر الاديان لأنه دين عمل وليس دين كسل (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم) سيرى أعمالكم ويحاسب عليها وهو يأمر بالتوكل الذي يقتضي شد الهمة والعزم واستفراغ ما يمكن عمله قدر الاستطاعة والقدرة ومن ثم التسليم لقضاء الله (فاذا عزمت فتوكل علىالله) وهذا يقتضي اخلاص النية والعزم على أداء الفعل أولاً وفي قوله صلى الله عليه وسلم ( اعقلها وتوكل) خير دليل على ذلك.
والدين هو صحوة وانتباه ويقظة ومحاسبة للنفس ومراقبة الضمير في كل فعل أو كلمة فهل هذا هو حال آكل الأفيون فالتشبيه الدين بالأفيون ليس فيه مصداقية لا شكلاً ولا موضوعاً ، أن من يتناول الأفيون ينكر الدين وحتى وان لم ينكره فهو يهرب من تباعياته وفروضه ويتصور أنه يملك كل شئ وقد يذهب إلى القيام بأفعال قد لايرضى هو عنها لكنه يأتيها لمجرد أن يشعر باللذة التي يشعر بها وحتى لا يفقد اللذة ومن ذا الذي يحاسبه على ذلك مادام لا يؤمن بأن هناك رقيب وبأن هناك بعث وحساب بعد الموت فما بالك بالانسان الذي يعتبر نفسه مسؤولاً إذا جاع فرد في أمته أو تعثرت دابة في حجر لأنه لم يقم بالواجب تجاهها هذا هو المسلم لا يهرب من الواجبات وليس هناك من يجبره على ذلك إلا ضميره .
والاسلام هكذا يعد ثورة على الأغنياء ولكن ليس بالجبر وإنما طواعية من الفرد
(والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها فيسبيل الله فبشرهم بعذاب اليم)
والطواعية هنا تبدأ من الايمان بأنها إنفاق في سبيل الله والانفاق يبدا من زكاة اجبارية ( 2،5 %) ويتصاعد اختيارياً إلى كل ما في الجيب وكل ما في اليد فلا تبقي لنفسك الا خبزك .. كفافك .. كلٌ ينفق حسبما يهديه نفسه وحسب ما تفرضه درجاته الايمانية (يسألونك ماذا ينفقون قل العفو) والعفو هو كل ما زادعلى الكفاف والحاجة .. فالصدقة باب مفتوح لكل من يريد وبهذا جمع الاسلام بين التكليف الجبري القانوني والتكليف الاختياري القائم على الضمير ..
ثم قال الكاتب : وهذا اكرم للانسان من نزع املاكه بالقهر والمصادرة .. ووصل إلى الانفاق إلى ما فوق التسعين في المائة بدون ارهاق .. ولم يأت الاسلام ليثبت ظلم الظالمين . بل جاء ثورة صريحة على كل الظالمين. وجاء سيفاً وحربا على رقاب الطواغين والمستبدين ..
وفي التهم التي يسوقها الماديون بأن الدين رجعي وطبقي بدليل الايات ..
(والله فضل بعضكم على بعض في الرزق). (ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات)
فقد أوضح الكاتب بأن ما تنطبق على لندن وباريس وبرلين وموسكو .. بمثل ما تنطبق على القاهرة ودمشق وجدة. واذامشينا في شوارع موسكو فسوف نجد من يسير على رجليه .. ومن يركب بسكليت . ومن يركب عربة موسكوفتش .. ومن يركب عربة زيم فاخرة .. وماذا يكون هذا الا التفاضل في الرزق بعينه والدرجات والرتب الاقتصادية .والتفاوت بين الناس حقيقة جوهرية .. ولم تستطع الشيوعية ان تلغي التفاوت .. ولم يقل حتى غلاة المادية والفوضوية بالمساواة .. والمساواة غير ممكنة فكيف نساوي بين غير متساويين .. الناس يولدون من لحظة الميلاد غير متساوين في الذكاء والقوة والجمال والمواهب .. يولدون درجات في كل شيء .. واقصى ما طمعت فيه المذاهب الاقتصادية هي المساواة في الفرص وليس المساواة بين الناس .. ان يلقى كل واحد نفس الفرصة في التعليم والعلاج والحد الادنى للمعيشة .. وهو نفس ما تحض عليه الاديان .. اماالغاء الدرجات والغاء التفاوت فهو الظلم بعينه والامر الذي ينافي الطبيعة .. والطبيعة تقوم كلها على اساس التفاضل والتفاوت والتنوع في ثمار الارض وفي البهائم وفي الناس ..
هذا هو قانون الوجود كله .. التفاضل .. وحكمة هذا القانون واضحة . فلو كان جميع الناس يولدون بخلقة واحدة وقالب واحد ونسخة واحدة .. ومع ذلك فالدين لم يسكت على هذاالتفاوت بين الاغنياء والفقراء .. وقال ان هذا التفاوت فتنة وامتحان .. (وجعلنا بعضكم لبعض فتنةاتصبرون)
فما الحاجة الى تكنيز المال مادام أملك ما يوفر لى الحاجات الضرورية فما الحاجة للزيادة في المال إنما هو فتنة للانسان هل ينجد بها الضعفاء او يضرب ويقتل ويكون جباراً في الارض ...؟ هل يسرف ويطغى ..؟ او يعطف ويحسن ..؟ وعلى الجانب الآخر سوف نرى ماذا يفعل الفقير بفقره .. هل يحسد ويحقد ويسرق ويختلس .. او يعمل ويكد ويجتهد ليرفع مستوى معيشته بالشرع والعدل .. وقد امر الدين بالعدل وتصحيح الاوضاع بالمساواة بين الفرص .. وهدد بعذاب الاخرة وقال ان الاخرة ستكون ايضاً درجات اكثر تفاوتاً لتصحيح ما لم يجر تصحيحه في الارض. ((وللاخرة اكبر درجات واكبر تفضيلا))
ثم جنح الكاتب إلى من يتهمون الإسلام بالرجعية السياسية فقال إن الإسلام أتى بأكثر الشرائع تقدمية في نظم الحكم. احترام الفرد في الإسلام بلغ الذروة ، وسبق ميثاق حقوق الإنسان وتفوق عليه .. فماذا يساوي الفرد الواحد في الإسلام إنه يساوي الإنسانية كلها. (من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا( . لا تغني المنجزات ولا الإصلاحات المادية ولا التعمير ولا السدود ولا المصانع .. إذا قتل الحاكم فردا واحدا ظلما في سبيل هذا الإصلاح ، فإنه يكون قد قتل الناس جميعا.
ذروة في احترام الفرد لم يصل إليها مذهب سياسي قديم أو جديد .. فالفرد في الإسلام له قيمة مطلقة بينما في كل المذاهب السياسية له قيمة نسبية .. والفرد في الإسلام آمن في بيته .. وفي أسراره " لا تجسس ولا غيبة " آمن في ماله ورزقه وملكيته وحريته. كل شيء حتى التحية حتى إفساح المجلس حتى الكلمة الطيبة لها مكان في القرآن. وقد نهى القرآن عن التجبر والطغيان والإنفراد بالحكم.
وقال الله للنبي " وهو من هو في كماله وصلاحيته " . (وما أنت عليهم بجبار). (فذكر إنما أنت مذكر .. لست عليهم بمسيطر). (إنما المؤمنون إخوة). ونهى عن عبادة الحاكم وتأليه العظيم :(لا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله)(وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه). ونهى عن الغوغائية وتملق الدهماء والسوقة والجري وراء الأغلبية المضللة وقال أن :(بل أكثر الناس لايعلمون).(بل أكثرهم لا يعقلون).(أكثر الناس لا يؤمنون). (إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون ). " يكذبون"(إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل).
ونهى عن العنصرية والعرقية :(إن أكرمكم عند الله أتقاكم). (هو الذي خلقكم من نفس واحدة).
وبالمعنى العلمي كان الإسلام تركيبا جدليا جامعا بين مادية اليهودية وروحانية المسيحية ، بين العدل الصارم الجاف الذي يقول : السن بالسن والعين بالعين . وبين المحبة والتسامح المتطرف الذي يقول : من ضربك على خدك الأيمن فأدر له الأيسر.
وجاء القرآن وسطا بين التوراة التي حرفت حتى أصبحت كتابا ماديا ليس فيه حرف واحد عن الآخرة ، وبين الإنجيل الذي مال إلى رهبانية تامة، ونادى القرآن بناموس الرحمة الجامع بين العدل والمحبة فقال بشرعية الدفاع عن النفس ولكنه فضل العفو والصفح والمغفرة. (ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور).
وإذا كانت الرأسمالية أطلقت للفرد حرية الكسب إلى درجة استغلال الآخرين .. وإذا كانت الشيوعية سحقت هذه الحرية تماما .. فإن الإسلام قدم الحل الوسط. (للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن).
ولهذا أصاب القرآن كل الصواب حينما خاطب أمة الإسلام قائلا :(وكذلك جعلناكم أمة وسطا)... فقد اختار الإسلام الوسط العدل في كل شيء.
وهو ليس الوسط الحسابي وإنما الوسط الجدلي أو التركيب الذي يجمع النقيضين " اليمين واليسار " ويتجاوزهما ويزيد عليهما .. ولذلك ليس في الإسلام يمين ويسار وإنما فيه " صراط " الاعتدال الوسط الذي نسميه الصراط المستقيم من خارج عنه باليمين أو اليسارفقد انحرف.
ولم يقيدنا القرآن بدستور سياسي محدد أو منهج مفصل للحكم لعلم الله بأن الظروف تتغير بما يقتضي الاجتهاد في وضع دساتير متغيرة في الأزمنة المتغيرة ،وحتى يكون الباب مفتوحا أمام المسلمين للأخذ والعطاء من المعارف المتاحة في كل عصردون انغلاق على دستور بعينه.
ولهذا اكتفى القرآن بهذه التوصيات السياسية العامةالسالفة كخصائص للحكم الأمثل .. ولم يكبلنا بنظرية وهذا سر من أسرار إعجازه وتفوقه وليس فقرا ولا نقصا فيه. وتلك لمسة أخرى من تقديمة القرآن التي سبقت كل التقديمات.
ونرد على القائلين بأن الدين جمود وتحجر .. بأن الإسلام لم يكن أبدا دين تجمد وتحجر وإنما كان دائما وأبدا دين نظر وفكر وتطوير وتغيير بدليل آياته الصريحة.
(قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق).
(فلينظر الإنسان مم خلق .. خلق من ماء دافق .. يخرج من بين الصلب والترائب)
(أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت) .
أوامر صريحة بالنظر في خلق الإنسان وفي خلق الحيوان وفي خلق الجبال وفي طبقات الأرض وفي السماء وأفلاكها .. والتشريح والفسيولوجيا والبيولوجيا وعلم الأجنة.
أوامر صريحة بالسير في الأرض وجمع الشواهد واستنباط الأحكام والقوانين ومعرفة كيف بدأ الخلق .. وهو ما نعرفه الآن بعلوم التطور.ولا خوف من الخطأ.
فالإسلام يكافئ الذي يجتهد ويخطئ بأجر والذي يجتهد ويصيب بأجرين.
وليس صحيحا ما يقال من أننا تخلفنا بالدين وتدم الغرب بالإلحاد .. والحق أننا تخلفنا حينما هجرنا أوامر ديننا.
وحينما كان المسلمون يأتمرون بهذه الآيات حقا كان هناك تقدم وكانت هناك دولة من المحيط إلى الخليج وعلماء مثل ابن سينا في الطب وابن رشد في الفلسفة وابن الهيثم في الرياضيات وابن النفيس في التشريح وجابر بن حيان في الكيمياء.
وكانت الدنيا تأخذ عنا علومنا .. وما زالت مجمعات النجوم وأبراجهاتحتفظ إلى الآن بأسمائها العربية في المعاجم الأوروبية .. وما زالوا يسمون جهازالتقطير بالفرنسية imbique ومنه الفعل من كلمة أمبيق العربية . imbiquer ولم يتقدمالغرب بالإلحاد بل بالعلم.
وإنما وقع الخلط مما حدث في العصور الوسطى من طغيان الكنيسة ومحاكم التفتيش وحجرها على العلم والعلماء وما حدث من سجن غاليليو وحرق جيوردانو برونو.
حينما حكمت الكنيسة وانحرف بها البابوات عن أهدافها النبيلة فكانت عنصر تأخر .. فتصور النقاد السطحيون أن هذا ينسحب أيضا على الإسلام وهو خطأ .. فالإسلام ليس بابوية ولا كهنوت .. الله لم يقم بينه وبين المسلمين أوصياء ولا وسطاء.
وحينما حكم الإسلام بالفعل كان عنصر تقدم كما شرحنا وكما يقول التاريخ مكذبا هذه المزاعم السطحية.
وآيات القرآن الصريحة تحض على العلم وتأمر بالعلم ولا تقيم بين العلم والدين أي تناقض :
(وقل رب زدني علما).(هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون).(شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم).
جعل الله الملائكة وأولي العلم في الآية مقترنين بشرف اسمه ونسبته.
وأول آية في القران وأول كلمة كانت " اقرأ " والعلماء في القرآن موعودون بأرفع الدرجات :
(يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات).
وتتكرر كلمة العلم ومشتقاته في القرآن نحوا من ثمانمائة وخمسين مرة.
فكيف يتكلم بعد هذا متكلم عن تناقض بين الدين والعلم أو حجر من الدين على العلم.
والنظر في الدين وتطوير فهمه مطلوب ، وتاريخ الإسلام كله حركات إحياء وتطوير .. والقرآن بريء من تهمة التحجير على الناس وكل شيء في ديننا يقبل التطوير .. ما عدا جوهر العقيدة وصلب الشريعة .. لأن الله واحد ولن يتطور إلى اثنين أوثلاثة .. هذا أمر مطلق .. وكذلك الشر شر والخير خير .. لن يصبح القتل فضيلة ولا السرقة حسنة ولا الكذب حلية يتحلى بها الصالحون.
وفيما عدا ذلك فالدين مفتوح للفكر والاجتهاد والإضافة والتطوير.
وجوهر الإسلام عقلاني منطقي يقبل الجدل والحوار ويحض على استخدام العقل والمنطق.
وفي أكثر من مكان وفي أكثر من صفحة في القرآن نعثر على التساؤل .. " أفلا يعقلون " .. " أفلا يفقهون " .
وأهل الدين عندنا هم " أولو الألباب " .
(شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون). (أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها).احترام العقل في لب وصميم الديانة.
والإيجابية عصبها والثورة روحها. لم يكن الإسلام أبدا خانعا ولا سلبيا. (وقاتلوا في سبيل الله الذينيقاتلونكم).
(إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص). والجهاد بالنفس والمال والأولاد .. والقتال والثبات وعدم النكوص على الأعقاب ،ومواجهة اليأس والمصابة والمرابطة في صلب ديننا.
فكيف يمكن لدين بهذه المرونةوالعقلانية والعلمية والإيجابية والثورة أن يتهم بالتحجر والجمود إلى من صديق عزيز مثل الدكتور القادم من فرنسا لا يعرف من أوليات دينه شيئا ولم يقرأ في قرآنه حرفا.
انتهى الكلام
محمد رمضان ماضي
20/06/2010, 12h38
بسم الله الرحمن الرحيم
تحياتي للجميع أعلق هنا على مقولة ( الدين أفيون الشعوب )
أي الدين هو الذي يغيب الشعوب عن وعيها وتصبح أداة سلسة طيعة في يد الحاكم ، نعم قد يكون كذلك حقا ً إذا أستخدم الدين لتحقيق مئارب ما ، وخدمة أهداف لشخص ما ، وهنا يتم حرف الدين عن هدفه الأسمى ....
ثم لنري ماذا فعل أصحاب هذه المقولة ، ذاتهم ، ألم يقيموا طبقة الحكام والمحكومين ؟، ألم يسخروا شعاراتهم المصطنعة عن المساواة في دغدغة مشاعر الشعوب ؟ ثم السيطرة عليهم بكل سهولة ويسر ، وبنوا لذلك أسوارا ً وأستارا ً فولاذية ، وكل من هم بكلمة كان يلقى في غياهب الجليد ، لقد وضعوا لهم دين وضعي جديد ، وأقاموا على خدمته ماتم إنتقادة في الدين أصلا ً ، أي أنهم نقضوا مذهبهم قبل بناءه ، وكذا المنادون بالحرية حذوا نفس الحذو، فلا قيد مطلق ، ولا حرية مطلقة ،
وكل من نادى بهذه أو تلك محكوم عليه بالسقوط ، وهذا ما يجعلنا كلنا يقين بعودة العدل الإلهي ليطبق على البسيطة ،
فهو الذى لم يجور على الفرد بنوعيه ، ولا المجتمع بتنوعاته.
من أراد أن يستخدم الدين كأفيون فليفعل ، ليؤول النصوص ، ويلوي أعناق الآيات ، يجتزئها والحاديث وسيصل إلى مراده ،
ولكن ا أراده الله من حق وعدل غالب لا محالة ، مهما كانت قوة المتمصلحون والمتسلقون.
لننتقل لفصل جديد ،
تحياتي لكم ومحبتي .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الباشاقمرزمان
26/06/2010, 08h22
الفصل الثامن
الروح
قال صديقي الدكتور وهو يعلم هذهالمرة أن الإشكال سيكون عسيرا.
_ ما دليلك على أن الإنسان له روح وأنه يبعث بعدموت وأنه ليس مجرد الجسد الذي ينتهي إلى تراب.. وماذا يقول دينكم في تحضير الأرواح؟
أولاً يجب أن نذكر هنا رأي الماديون في الروح والجسد: يقولون أن الإنسان هو جسده ، وأن الجسد هو الحاكم وأن كل ما ذكرتمن عقل ومنطق وحس جمالي وحس أخلاقي وضمير وهذه " التخريفة " التي اسمها الذات أوالـ أنا كل هذه ملحق بالجسد ثانوي عليه تابع له يأتمر بأمره ويقوم على خدمته ويتولىإشباع شهواته وأهوائه.
الكاتب بدأ بقوله أن الإنسان ذو طبيعة مزدوجةأي أن الإنسان طبيعتان :
طبيعة خارجية وهي الجسد والتي تتصف بكل صفات المادة ، فهي قابلة للوزن والقياس مقيدة في المكان متزمنة بالزمان دائمة التغيروالحركة والصيرورة من حال إلى حال ومن لحظة إلى لحظة فالجسد تتداول عليه الأحوال منصحة إلى مرض إلى سمنة إلى هزال إلى تورد إلى شحوب إلى نشاط إلى كسل إلى نوم إلىيقظة إلى جوع إلى شبع ، وملحق بهذه الطبيعة الجسدية شريط من الانفعالات والعواطف والغرائز والمخاوف لا يكف لحظة عن الجريان في الدماغ. ولأن هذه الطبيعة والانفعالات الملحقة بها تتصف بخواص المادة نقول إن جسد الإنسان ونفسه الحيوانية هما من المادة.
أما الطبيعة الثانية مخالفة تماما للأولى ومغايرة لها في داخل الإنسان. طبيعة من نوع آخر تتصف بالسكون واللازمان واللامكان والديمومة .. هي العقل بمعاييره الثابتة وأقيسته ومقولاته .. والضمير بأحكامه ، والحس الجمالي ، والأنا التي تحمل كل تلك الصفات " من عقل وضمير وحس جمالي وحس أخلاقي". والـ أناغير الجسد تماما وغير النفس الحيوانية التي تلتهب بالجوع والشبق.
الـ أنا هي الذات العميقة المطلقة وعن طريق هذه الذات والكينونة والشخوص والمثول في العالم .. وبأنه هنا وبأنه كان دائما هنا .. وهو شعور ثابت ممتد لا يطرأ عليه التغير لا يسمن ولا يهزل ولا يمرض ولا يتصف بالزمان .. وليس فيه ماض وحاضر ومستقبل .. إنما هو " آن " مستمر لا ينصرم كما ينصرم الماضي .. وإنما يتمثل في شعور بالدوام .. بالديمومة.
هنا نوع آخر من الوجود لا يتصف بصفات المادة فلا هو يطرأ عليه التغير ولا هويتحيز في المكان أو يتزمن بالزمان ولا هو يقبل الوزن والقياس .. بالعكس نجد أن هذا الوجود هو الثابت الذي نقيس به المتغيرات والمطلق الذي نعرف به كل ما هو نسبي في عالم المادة. وأصدق ما نصف به هذا الوجود أنه روحي وأن طبيعته روحية.
ولناأن نسأل بعد ذلك. أي الطبيعتين هي الإنسان حقا. هل الإنسان بالحقيقة هوجسده أو روحه.
ولنعرف الجواب علينا أن نبحث أي الطبيعتين هي الحاكمة على الأخرى.
فإذا أخذنا كلام إخواننا الماديين وهو خطأ ، فالحقيقة أن الجسد تابع وليس متبوعا مأمور وليس آمرا ألا يجوع الجسد فنرفض إمداده بالطعام لأننا قررنا أن نصوم هذا اليوم لله .. ألا يتحرك بشهوة فنزجره ؟!
ألا نصحوا في الصباح فيبدأ الجسد تلقائيا في تنفيذ خطة عمل وضعها العقل وصنف بنودها بندا بندا .. من ساعة إلىساعة من التابع هنا ومن المتبوع ؟
ولحظة التضحية بالنفس حينما يضع الفدائي حزام الديناميت حول جسده ويتقدم ليحطم الدبابة ومن فيها .. أين جسده هنا .. أين المصلحةالمادية التي يحققها بموته .. ومن الذي يأمر الآخر .. إن الروح تقرر إعدام الجسد في لحظة مثالية تماما لا يمكن أن يفسرها مذهب مادي بأي مكسب مادي والجسد لا يستطيع أن يقاوم هذا الأمر .. ولا يملك أي قوة لمواجهته ، لا يملك إلا أن يتلاشى تماما .. وهنا يظهر أي الوجودين هو الأعلى .. وأي الطبيعتين هي الإنسان حقا.
وعندنا اليوم أكثر من دليل على أن الجسد هو الوجود الثانوي .. ما يجري الآن من حوادث البتر والاستبدال وزرع الأعضاء .. وما نقرأه عن القلب الإلكتروني والكلية الصناعية وبنكالدم وبنك العيون ومخازن الإكسسوار البشري حيث يجري تركيب السيقان والأذرع والقلوب.
ولن تكون نكتة أن يدخل العريس على عروسه سنة 2000 فيجدها تخلع طقم الأسنانوالباروكة والنهود الكاوتشوك والعين الصناعية والساق الخشبية فلا يتبقى منها إلاهيكل مثل شاسيه السيارة بعد نزع الجلد والكراسي والأبواب. ومع هذا التركيب والتغيير والاستبدال لا يحدث شئ لشخصية الانسان ولا تتغيير بتغيرهذه الأعضاء من مسامير وشرائح من البلاستيك .. فالإنسان ليس هذه الأعضاء وإنما هو الروح الجالسة على عجلة القيادة لتدير هذه الماكينة التي اسمها الجسد . إنها الإدارة التي يمثلها مجلس إدارة من خلاياالمخ .. ولكنها ليست المخ.
نفهم من هذه الشواهد كلهاأن الإنسان له طبيعتان :
طبيعة جوهرية حاكمة هي روحه. وطبيعة ثانوية زائلةهي جسده.
وما يحدث بالموت أن الطبيعة الزائلة تلتحق بالزوال والطبيعة الخالدةتلتحق بالخلود فيلتحق الجسد بالتراب وتلتحق الروح بعالمها الباقي.
ولعشاق الفلسفة نقدم دليلا آخر على وجود الروح من الخاصية التي تتميز بها الحركة. فالحركة لا يمكن رصدها إلا من خارجها. لا يمكن أن تدرك الحركة وأن تتحرك معها في نفس الفلك وإنما لا بد من عتبة خارجية تقف تقف عليها لترصدها .. ولهذا تأتي عليك لحظة وأنت في أسانسير متحرك لا تستطيع أن تعرف هل هو واقف أم متحرك لأنك أصبحت قطعة واحدة معه في حركته .. لا تستطيع ادراك هذه الحركة إلا إذا نظرت من بابالأسانسير إلى الرصيف الثابت في الخارج.
ونفس الحالة في قطار يسير بنعومة على القضبان .. لا تدرك حركة مثل هذا القطار وأنت فيه إلا لحظة شروعه في الوقوف أو لحظة إطلالك من النافذة على الرصيف الثابت في الخارج.
وبالمثل لا يمكنك رصد الشمس وأنت فوقها ولكن يمكنك رصدها من القمر أو الأرض .. كما لا يمكنك رصد الأرض وأنت تسكن عليها وإنما تستطيع رصدها من القمر. لا تستطيع أن تحيط بحالة إلا إذا خرجتخارجها.
هذه الحالة الداخلية التي ندركها في لحظات الصحوالباطني والتي أسميتها حالة حضور .. هي المفتاح الذي يقودنا إلى الوجود الروحيبداخلنا ويضع يدنا على هذا اللغز الذي اسمه الروح ...
أماعن البعث فإنه لم يعد أحد بعد الموت ليخبرنا ماذا جرى له. ولم يأت يوم البعث لنقدم دليلا ملموسا أو شاهد عيان. وكل ما يمكن قوله في موضوع البعث أنه حقيقة دينية يرجحها العقل والعلم.
لماذا يرجحها العقل والعلم ؟
لأن شواهدالوجود وظواهره تشير جميعها إلى أن هناك عودا على بدء ودورة لكل شيء .. بعد النهاريأتي الليل ثم يعود من جديد فيأتي النهار ، والشمس تشرق ثم تغرب ثم تعود فتشرق.
الصيف والخريف والشتاء والربيع ثم تعود فتتكرر الدورة من جديد فيأتي الصيف ثم الخريف ثم الشتاء الخ..بعد اليقظة ونوم الليل نعود فنستيقظ من جديد .. وهذا يرجحأنه بعد رقود الموت هناك صحوة بعث .. لأن هناك عودا لكل شيء .. والله يسمي نفسه في القرآن المبدئ المعيد. (كما بدأكم تعودون).(يبدأ الخلق ثم يعيده).
ألا يدور كل شيء في فلك من الذرة إلى المجرة ، حتى الحضارات لها دورات والتاريخ له دورات.
الدليل الآخر على البعث هو النظام المحكم الذي ليس فيه بادرة خلل واحدة من أكبر المجرات حتى أصغر الذرات حتى الإلكترون الذي لا يرى نجد النظام والقانون يهيمن على كل شيء .. حتى الإلكترون المتناهي في الصغر لا يستطيع أن ينتقل من فلك إلى فلك في الذرة إلا إذا أعطى أو أخذ مقدارا من الطاقة يساوي حركته .. وكأنه راكب قطار لا يستطيع الترحال إلى أي مكان بدون تذكرة .. فكيف نتصور في هذا النظام ،،،،، يهرب قاتل أو يفر ظالم من الجزاء لمجرد أنه ضلل ،،،،، إن العقل يتصورأنه لابد سيلقى جزاءه حتما، وإن هناك لابد عالما آخر يسوى فيه الحساب .. هكذا يقول العدل. ونحن مفطورون على تحري العدل وعلى حب العدل والبحث عن العدل ومحاولة تحقيق العدل. ومع ذلك فالعدل في الدنيا غير موجود.
هنا نقول أنه لو لم يكن هناك بعث فهذا يعني بالضرورة انه لا حساب فمعنى ذلك أن الناس مجبورون على حياتهم فالفقير لن يستطيع أن يغتني أو يعوض عن فقره والغني سيضغى ولا رادع له والقوي يستعبد الضعيف وتصبح الحياة بوهيمية أو أشبه بحياة الغابة والعدل سيغيب في هذه الدنيا وبالموت يموت المظلوم ويضيع حقه والمقتول ذهب هباء وما دام الأمر كذلك فإنه لايوجد إله لأنه لو وجد إله ودون بعث وحساب فيكون غير عادل لأن من مات مظلوماً كيف سيُقتص من ظالمه وكيف سيعيد إليه حقه ويعد هذا نقص في الذات الالهية فيتنافى مع الربوبية تعالى عن ذلك رب العزة وتنزه عما يقولون.
وكما يقول أهل الفكر إذاكان الظمأ إلى الماء يدل على وجود الماء .. فلا بد أن الظمأ إلى العدل يدل على وجودالعدل .. فإن لم يكن موجودا في دنيانا فلا بد أن له يوما وساعة تنصب فيها موازينه. كل هذه مؤشرات تشير وترجح أن هناك بعثا وحسابا وعالما آخر.
والمؤمن الذييصدق القرآن في غير حاجة إلى هذه الاستدلالات لأنه آمن بقلبه وأراح نفسه من الجدل. يبقى بعد ذلك أن نسأل ,, وما الروح :
(ويسألونك عن الروح قل الروح من أمرربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا)
هي لغز ولا أحد يعلم عنها شيئا.
والعجيب أنه كلما جاء ذكر الروح في القرآن ذكرت معها كلمة من أمر ربي.
(يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده).(ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده).(تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر).(وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا)
دائما كلمة " من أمرنا " .. " من أمره" .. "من أمر ربي " .. كلما ذكرت الروح.
أيكون أمر الله روحا ؟ وكلمة الله روحا ؟ألم يقل الله عن المسيح عليه السلام أنه :(كلمة منه اسمه المسيح عيسى بن مريم). وأنه :(كلمته ألقاها إلى مريم وروح منه).
الكلمة. الأمر.الروح.هل هي ألفاظ مترادفة لمعنى واحد.هي مجرد إشارات.ولاأحد يعلم الحقيقة إلا العليم
أما عن تحضير الروح فقد قال الكاتب:وتحضيرالأرواح عندنا أمر مشكوك فيه.
مشكوك فيه أنه ظواهر الغرفة المظلمة سببها حضورروح فلان أو علان.
ومفكر كبير مثل هنري سودر يقول: إن تلك الظواهر مصدرها العقل الباطن للوسيط والقوى الروحية للوسيط ذاته.. ولاشيء يحضر بالمرة.
ويقول المفكرون الهنود : إن الذي يتلبس الوسيط أثناء التحضير هي أرواح سفلية تعرف بعض الأشياء عن الموتى وتستخدمها في السخرية بعقول الموجودين والضحك عليهم.
ويقول الصوفية المسلمون: إن الذي يحضر في تلك الجلسات ليس الروح ولكن القرين ، وهو الجن الذي كان يصاحب الميت أثناء حياته .. وهو بحكم هذه الصحبة يعرف أسراره .. ولأن الجن معمر فإنه يبقى حيا بعد موت صاحبه .. وهو الذي يحضر الجلسات ويفشي أسرار صاحبه ويقلد صوته وعاداته ليسخر من الموجودين على عادة الجن في عدائهم للإنسان.
وهم يقولون : إننا إذا دققنا جرس المكتب فإن الذي يحضر هو الخادم .. أما السادة فإنهم لا يتركون عالمهم ويحضرون بهذه السذاجة وبالمثل في عالم الأرواح .. فالذي يحضر في الجلسات ويهرج على الموجودين هي الأرواح السفلية والجن ومن في مستواهم .
أما الأرواح البشرية فهي في عالم آخر هو عالم البرزخ ولا يمكن استحضارها .. ولكنها قد تتصل بمن تحب في الحلم أو في اليقظة إذا توفرت الظروف الملائمة.
ومن الجلسات الكثيرة التي حضرناها ومما جمعنا من خبرة خاصة في هذا الموضوع نقول : أنه لا يوجد دليل واحد على أن ظواهر الغرفة المظلمة سببها حضور الروح المطلوبة.
وربما كان رأي الصوفية المسلمين أكثر الآراء تفسيرا لما يحدث. والمسألة ما زالت قيد البحث.
وللأسف الشعوذات في هذا الموضوع أكثر من الحقائق .. والكلمة الأخيرة لم تقل بعد.
لا شك أنك سوف تضحك على كلمات مثل الجن والأرواح السفلية .. والقرين. ولك عذرك .. فإذا كنت لا تؤمن بروحك أنت فكيف يتوقع منك أن تؤمن بجني ..وإذا كنت لا تؤمن بالله فكيف ينتظر منك أن تؤمن بشياطينه.
ومع ذلك لو كنت ولدت منذ مئة سنة وجاءك رجل يحدثك عن أشعة غير منظورة تخرق الحديد ، صور تنتقل في الهواء عبر المحيطات في أقل من ثانية ، ورائد فضاء يمشي على تراب القمر .. ألم تكن تضحك وتقهقه وتستلقي على قفاك أضعاف ما تضحك الآن .. وتقول لنفسك .. هذا رجل هارب من مستشفى المجاذيب ومع ذلك فيا لها من حقائق ملء السمع والبصر الآن
انتهى الكلام
محمد رمضان ماضي
26/06/2010, 20h03
بسم الله الرحمن الرحيم
( و يسألونك عن الروح قل الروح من أمرربي و ماأ وتيتم من العلم إلا قليلًا )
ذكرت في مقدمتي للكتاب ما وقع الكاتب فيه من قصور في هذا الموضوع ، ولنرى فالإنسان يتكون من ثلاث أشياء لا شيئان كما ذكر الكاتب ، الروح ، الجسد ،و النفس ، ولقد سلط الكاتب حديثه على الروح والجسد وأغفل عن قصد أو دون قصد النفس .
لنعد منذ البداية ( لقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين )
تحدث الله تعالى عن خلق الإنسان هنا عن مكون رئيسي من مكونات الإنسان وهي الجسد وأن هذا الجسد الزائل الفاني المتحلل خلق من مكونات الأرض وهي الطين ، ولقد تحدث القرأن عن هذا ومراحل الخلق المختلفة ......
ومن هنا نصل إلى أن الجسد هو هذا الكائن الطيني الترابي ، والتي تجري عليه عوامل الزمان والمكان وقوانين الطبيعة .
(ونفخنا فيه من روحنا ) وهذا ما ركز عليه الكاتب في كتابه وقد شرح وأوفى ولكنني أضيف الروح هي الشيء اللطيف ، الممتزج بالجسد ، المحرك له ليقوم بأموره الحيوية ، وهي لا تخضع لقوانين الطبيعة لأنها فوقها ، خالدة ، وهي نفخة من روح الخالق سبحانه .
أما ما أغفله الكاتب وهي النفس ( ونفس وما سواها ...) فالنفس هنا سويت ، أى مزج الروح بالجسد أعطى نفس ، تجري عليها أمور الطبيعة في أشياء ولا تجرى في أخرى ،لأنها تحوي التركيب المادي الزائل ، والإلهي الخالد ، لذا فهي العاقلة الراشدة المتلقية للأمر والنهي ،( فألهمها فجورها وتقواها ).
ولقد خلط الكاتب بين النفس والجسد بوصفه الجسد بما يقع على النفس وبوصفه شرير ، وهذا خلط فالجسد لا يتصف بهذا ، ولا الروح ، بل النفس واليكم أقسامها
النفس المطمئنة: وهي ما زاد فيها الخير عن الشر فرزقها الله الأمن في الدنيا والأخرة .
النفس اللوامة : وهي التي تساوى فيها جانبا الخير والشر أو تقاربا ، فهي تفعل السوء ثم تراجع ذاتها لما فعلت وتعود بالضمير وتأنيبه ، والعقل والقلب وتوبته .
النفس الأمارة بالسوء: وهي النفس التي غلب عليها طابع الشر فكان الخير لديها قليل أو لا يكاد يذكر وهم من وصفهم ربنا سبحانه كالأنعام بل أضل سبيلا .
النفس بين الروح والجسد ، سأضرب هنا مثالا لأقرب كيف يكون هذا ، هب أن لدينا كوبان بكل واحد منهم القليل من الماء،
ولكن أحدهما كان الماء مذاب به قليل من السكر ، وسألت سائل ،
عن ما في الكوبين ستكون الإجابة على الفور ماء ، ولكن بعد التذوق يدرك المجيب أن بأحدهما ماء والأخر ماء محلى بسكر ، كذا الروح وإمتزاجها بالجسد بما يعرف بالنفس ، أحبائي في الله نهاية ً أشكر أخي الباشا قمر الزمان على مشاركته السابقة ،
وأشكر كل من يتابعنا في حوارنا الهادف ،
وإلى فصل جديد بحول الله إلا إن كان هناك تعليق أو تساؤل من أحد الإخوة أو الأخوات .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الباشاقمرزمان
05/07/2010, 17h37
الاخوة الأعزاء
أعتذر عن التكملة لدواعي السفر وسوف أعاود تواصل الحوار بعد العودة إلى القاهرة بمشيئة الله تعالى ولكم منى خالص الود
Powered by vBulletin Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd