المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القصبة سيدة أدوات الأغنية البدوية الجزائرية


بلخياطي
01/05/2010, 18h09
القصبة سيدة أدوات الأغنية البدوية الجزائرية
تشترك الأغنية البدوية الجزائرية مهما كان طابعها ونوعها في استعمال أدوات موسيقية تقليدية كـ"القصبة" أو "المزمار" و"الدف"، بيد أنّ للقصبة أو ما تُعرف محليا بـ(الغايطة) سحر وبريق جعل منها سيدة أدوات الأغنية البدوية الذئعة الصيت محليا.ويقول الدارس "محمد زامي" أنّ للقصبة ميزات في الاستعمال وحتى في الشكل، بالرغم من تشابهها في النوتات الموسيقية، حيث أنّ للقصبة الموظّفة بمنطقة الأوراس الشرقية تختلف شيئا ما عن مثيلتيها بمناطق القبائل والجنوب وكذا الجزائر العاصمة، حيث يلاحظ أنّ القصبة التي كان يستعملها الفنان الجزائري الراحل "بوعلام تيتيش" تتشابه في الشكل، غير أن ذات الأداة المستعملة في منطقي الصحراء والغرب تختلف من حيث الطول وقمع النهاية. وأفاد "محمد سوتو" المختص بالأغنية البدوية والشعر الشعبي، أنّ شكل طرف الغايطة "قمع" التي تستعمل في مناطق الجنوب والغرب، أطول بكثير من مثيلتها المستعملة في المناطق الشرقية والوسطى، ولا يؤثر هذا الاختلاف في المعزوفات، فهي بذات المخارج الموسيقية وبإمكان العازف أن يستعمل الآلتين دون أي إشكال يذكر، ومن بين ميزات استعمال القصبة، بحسب "أحمد جلول" أحد أبرز العازفين عليها، أنها لا ترافق بالغناء كالمزمار، حيث تتوازى بحسبه مع (الزرنة) ذات المقاطع مع الرقص والضرب على الدف. ولا يكون عزف المواويل باستخدام القصبة إلا في الحالات النادرة التي تخص مناطق في أقصى شرق الجزائر وتونس وليبيا، واستنادا إلى عارفين بالغناء البدوي، فإنّ للزرنة نوعان أحدها أشبه بالمزمار في الأعلى تنتهي بقمع في الأسفل، ويضطر العازف أن ينفخها بقوة لكي يحرك الصياح، وهو تلك القطعة من البلاستيك أو الخشب الرقيق الذي يخرج صوت الزرنة ليقوم القمع بمضاعفة هذا الصوت، أما النوع الثاني من الزرنة فهو ما يُصطلح عليه (الشكوة) أي وجود مزمارين في نهاية قربة جلدية تنفخ بسهولة لتخرج أصواتا موسيقية حيث أن (الشكوة) تصاحب عكس الزرنة العادية بالأغاني وتعرف بالمواويل كما تصطحب بالرقص. وعلى سبيل تبيان صعوبة العزف على الزرنة، يُلحق عازفو الشرق الجزائري صفة الأنف الطويل إلى عازف الزرنة بقول "نيف الغياط " وهو ما ينتج حينما يدفع العازف بالهواء في الآلة مما يؤدي إلى بروز أنفه أكثر من المعتاد، وعلى عكس المُتوقع من اختلاف في المقاطع المؤداة بالزرنة، فإنّ تشابها يكتشفه المتتبع لأي حفل أو مناسبة تستعمل فيها حيث كثيرا ما يُدرك ذلك التشابه بين المقطوعة المؤداة في بداية المناسبة، وهي ما يُطلق عليها في كل المناطق تقريبا "النوبة"، هذه الأخيرة هي تلك المقطوعة التي يُفتتح بها الحفل سواءا في منطقتي القبائل أو الحضنة، حيث يُمكن لأي عازف زرنة وضارب دف قادم من منطقة القبائل، أن يتقنها في منطقة أخرى دون أن يدرك أي كان الفرق بينهما. أما المزمار الذي يتشابه طولا ومخارج موسيقية ونوتات، فهو معروف في الوسط الفني بـ"الطويلة" أحيانا و"الستة سيرلندر" أحيانا أخرى، وهذا نظرا لقوته الموسيقية وصعوبة العزف عليه، والذي يحتاج إلى نفس طويل، وبحسب العارفين بالمزمار، فإنّ الطابع الموسيقي (الركروكي) في الشرق، و(الراي) في الغرب، و(الأياي) في الجنوب وعلى بوابة الصحراء، يعرف دون استثناء بنوع واحد من المزامير مع اختلاف في العزف وما يتطلبه الطابع، فالمزمار أساسا وُجد لأجل العزف المقرون بالغناء سواء على طريقة المواويل أي ببطئ، أو عن طريق العزف رفقة الدف، حيث أنّ وسط العزف يعرف جيدا ما يعنيه مصطلح "سرح" والذي يتم اللجوء إلى استعماله من قبل ضارب الدف، حينما يدرك بأنّ مدة العزف بالموال أو الأياي طالت متنبها إلى ملل المتلقين من هذا البطئ في العزف.
من جهته، يحرّك (البندير) الإيقاع، وكثيرا ما يتداول في هذا الوسط كلمة "الموازني" التي يُقصد بها عازف المزمار الذي لا يعزف كزميله، بل يساعده على تحسين الإيقاع والحفاظ على استمرار المقطوعة الموسيقية، وهذا النوع من العازفين لا يدرك دوره إلا المختصين في العزف على الناي، كما يؤكدون بأنّ دوره فعالا في المقطوعة الموسيقية خاصة أن "الموازني" متواجد في جميع الطبوع الجزائرية في الأغنية البدوية. اللافت، إنّ مهنة العزف على المزمار أي القصبة كثيرا ما تؤثر على سلوك صاحبها لدرجة أنه يسير في بعض الأحيان "مُعوج الرقبة" اعتقادا منه أنه يعزف، و"الدف" أو "البندير" بحسب المغنين البدويين، هو أداة لا يستغنى عنها، إذ يُسرع في الإيقاع ويحرك الرقصات ويجعل الحفل أكثر قيمة، ما يجلب المتفرجين كونه مصدرا للمتعة، فالبندير يحرك الأرجل حينما يشرع في العزف، وكثيرا ما يكون انسجام بين ضارب الدف والراقصات اللواتي تختلف طرق أدائهن من منطقة إلى أخرى، إذ أنّ الأوراسيات (نساء شرق الجزائر) يرقصن بالطريقة التي يحركن ضمنها بطونهن توازيا مع تحرك أقدامهن، أما النايليات (هنّ النسوة اللواتي ينتمين إلى منطقة أولاد نايل الجنوبية)، حيث ترقصن بنفس الطريقة لكنهن لا يحركن الجسم بل الصدر، وتتناوب كعوب أرجلهن في الإلتماس، فيما يتحرك كل شيئ في جسم القبائليات (النساء الأمازيغيات) وهنّ يؤدين رقصاتهن المحلية. وكل ما قيل لا يمكن أن يتجسد ما لم يكن رأس الأوركسترا التقليدية وهو "الدف" الحاضر في كل مناسبة، حتى أنّ رواد الفن كثيرا ما يعبرون عن ضارب الدف، بصاحب اليد الكبيرة أو"الرامي" نسبة إلى صوت الدف. ويتمثل الدف الأصيل في غربال من الحجم الكبير يزود بجلد الماعز بعد معالجته ويتم وضع خيطين في وسطه وهو ما يسمى بـ"الأوتار" وهي التي تضفي صوت "الدزدزة" بعد ضرب الدف، خاصة أنّ هذه الأداة يتم تسخينها قبل عزف المقطوعات وهذا لأجل تمدد الجلد وإعطاء صوت أوضح خلال الضرب.كامل الشيرازي

زروقي بوشرى
03/01/2011, 23h26
تحياتي الى جميع المنخرطين في هذا المنتدى المتميز ، وأود ان ضيف ان القصبة تختلف ايضا من حيث الشكل والتسميات، فهناك القصبة التلاتية التي تشمل ثلاث طبقات (الركاب الموجودة في نبات القصب) والخماسية وهي مكونة من خمسة طبقات، وايضا هناك المخزنية والقبلية والسبولة....

بلخياطي
01/03/2011, 15h30
تحياتي الى جميع المنخرطين في هذا المنتدى المتميز ، وأود ان ضيف ان القصبة تختلف ايضا من حيث الشكل والتسميات، فهناك القصبة التلاتية التي تشمل ثلاث طبقات (الركاب الموجودة في نبات القصب) والخماسية وهي مكونة من خمسة طبقات، وايضا هناك المخزنية والقبلية والسبولة....

بورك فيك على الاضافة الراقية اخي زورقي دمت بود