مشاهدة النسخة كاملة : المطر والمظلة وأعمال أخرى
المصطفى الكرمي
12/04/2010, 10h37
المطر والمظلة
كنت بلا مظلة،
كانت بلا مطر،
معا نستعد للسفر،
أنا على الرصيف الأول،
وهي على الرصيف الأخر،
كنا المسافران،
الوحيدان،
ينتظران،
قطارين،
بيننا سكتين،
متوازيتين،
متعاكستين...
معبرين،
لسفر في اتجاهين
توقف المطر،
رن الجرس وصول القطار الأول،
وأعلن تأخر وصول القطار الاخر...
سنتأخر معا عن السفر،
للحب فرصة واحدة في العمر،
إن ضاع لا يفنى،
يبقى الحب الأول،أبد الدهر،
وإذا نجا بنفسه لا ينجو من عذابه واحد من إثنين،
والتاريخ يشهد،
وقيس وليلى مازلا في المشهد...
قطعت سكة رصيفي عرضا،
ألقيت بنفسي على الرصيف الأخر،
غيرت النظر،
من دون أن أعلم،
غلبني مغناطيس الحب،
لم يعد يهمني أن أسافر في هذا الإتجاه أم الإتجاه الأخر،
عملت المستحيل كي لا أتأخر،
كنت بلا مظلة،وكانت بلا مطر،
أهديتها المطر وأحتميت بمظلتها،
نسيت السفر وركبت سفرا أخر...
المصطفى الكرمي
09 أبريل 2010
د أنس البن
12/04/2010, 20h00
صديقنا المصطفى الكرمى:emrose:
أهلا بك فى سماعى , لم أتردد لحظة واحده فى كتابة تعليق فورى على مشاركتك الأولى لأنى لمست فيها نفس أديب فيلسوف
أهلا بك ومرحبا بإبداعاتك :emrose:
المصطفى الكرمي
13/04/2010, 18h30
جزاكم الله خيرا أستاذي،
وردكم يثلج الصدر ويتفتح له العقل...
وقل باسم الله مجراها ومرساها
المصطفى الكرمي
13/04/2010, 18h59
مــوطــن زنــبــقــة
سلام بكل اللغات،
وبجميع اللهجات...
حب ووئام للإنــسان وكل الكائنات في كل مكان...
سلام على كل الأقلام،
من اليمين إلى الشمال:
قلم من ريشة الحمام،
قلم من قصب،
قلم الرصاص،
وقلم من حديد...
ونحاس وفضة وذهب...
سلام على ريشة ترسم بالأبيض والأسود وبالألوان،
وريشة تعزف على الأوتار،
وريشة تسقط من جناح حمامة بالقرب من عتبة باب الدار،
يلتقطها طفل صغير و يزفها إلى كل الأطفال...
ولا سلام على أقلام القصدير
ولا سلام على الأقلام الجافة...
ولا سلام على أقلام تنام على القطن في علب الهدايا المبطنة يتباهى بها أصحابها في مناسبات التوقيع
والتوقيع على أي شيء،
أو من أجل الترقيع
سلام على القراء، وكل القراء بدون استثناء
من يقرأ الكتابة بالحروف وبدون حروف،
من يقرأ الصحف ويحفظها في الدولاب...
من يقرأ على شاشة الكومبيوتر،
من يقرا الحزن والأسى في العيون...
من يقرأ مسلك الطريق على ضوء النجوم،
من يقرأ التاريخ بدون أخطاء في الإملاء،
بدون أخطاء في اللغة والمراجع والتواريخ...
لست شاعرا
وأقسم بكل القصائد أنني أصغر أصغر شاعر وبكثير،
أكبر شيئا فشيئا وكلما كبرت أصغر أكثر فأكثر...
بيني وبين الشعر بحار ،
ومركبي بالكاد يقطع نهر،
وهو بالنسبة لأساطيل ومراكب الربان،زورق من ورق
مسقط رأسي أول يوم من خريف ولى منذ فجر استقلال الوطن،
إن كان فعلا قد استقل منذ ذلك التاريخ...
سقط رأسي وكل بدني على شط أم الربيع،
أمام باب برج العذراء...
بين جبال الأطلس وشجر الأرز وبحيرتين غناء
في بلاد يمتزج فيها الغناء بالعناء...
في بلاد منسية تدعى بالحفرة والحمراء...
مدرستي الأولى كباقي العباد أمي نحلة شغالة من الفجر إلى المساء
وقطة حاذقة تنام بعين وعين مغتوحة على السماء...
ووالدي الموظف البسيط والبسيط جدا يؤثث الحياة بالرحيل من الهنا إلى ألهناك...
مدرستي الثانية رأس الدرب والكتاب،
في بلدة تتزين بالثلج في الشتاء...
على مرآة صغيرة بإطار من البلاستيك أصفر
وفي فناء المنزل المكشوف على السماء ساعة حائطية تحسب الزمن بعقرب واحد،
والثاني رمى به الدهر إلى أسفل...
والثالث مشغول باحصاء الثواني،ثانية ثانية كدقات القلب
معلمي سيد فقيه مكتبه نصف منبر من خشب،
علمني وأقراني جازاه الله خيرا الأحرف الأولى،
اللام ولام ألف
والباء والتاء،
والدال ما ينقط ...
والفاء نقطة من التحت....
والقاف نقطة من الفوق...
وحفظني ما تيسر من القران...
مدرستي الثانية في بلاد البوغاز بالقرب من مغارة هرقل،
محفظة وديعة...
ومطالعة السيد والأستاذ والمربي بوكماخ...
ودفتر من فئة اثني عشر ورقة...
ولوحة معدنية بإطار خشبي،
ومقلمة لريشة برأسين واحد عربي والآخر عجمي وطباشير
ومنشفة...
ومحبرة بمداد بنفسجي،
وخبز حافي معطر بعسل سيدي صالح...
هذا نزر من طفولتي والبقية تأتي...
أكبر رويدا رويدا
وكلما كبرت أصغر أكثر فأكثر...
أشم في هذه الحياة الدنيا رائحة يوم القيامة وأكثر...
أرى في هذه الحياة الدنيا مشاهد من يوم الآخرة وأكثر...
حاكم صغير...
ليس بملك ولا وزير...
يخطب فينا " أنا ربكم الأعلى جئت إلى هنا بظهير...
الجنة بجرة قلم...
وبجرة قلم جهنم...
بدون حساب ومن غير ميزان...
أنا الحساب والميزان...
أسخر لكم أيا كان...
بستاني يزرع لكم في الصباح مناطق خضراء تذبل قبل أن يأتي المساء...
ومناطق سوداء تختبئ من ضوء الشمس من فرط الخجل...
وشيوخ يقيمون الفوضى في البناء
و مقاولين يملئون البلاد بالحفر..."
أشم في هذه الحياة الدنيا رائحة يوم القيامة وأكثر...
أرى في هذه الحياة الدنيا مشاهد من يوم الآخرة وأكثر...
تنكر الأخ للأخ...
والابن للأب...
قوم يبتاعون حاجاتهم نقدا ولى عليه الزمان وغدا زينة لجيد النساء...
ورضيع ملفوف في قماشة بيضاء،
في قمامة...
يغسل دم المخاض بالبكاء...
وحفار قبور للأحياء...
ومضربون عن العمل...
ومضربون عن الطعام...
ومضربون عن الكتابة...
ومضربون عن الكلام...
وتائهون يغازلون الكسل...
وقطاع طرق بالليل والنهار...
مقنعون أو بلباس العسكر...
أو ببذلة إفرنجية،
وحتى بجلباب أبيض...
وفي موقف للعمل رجال بلباس الهم...
ونساء بلثام أسود...
وأطفال بوجوه جافة يأكل منها الزمن،استفاقوا باكرا لبيع العمر...
في يوم بارد مكفهر...
رغيف رديء،
وشاي أسود...
غبار بني...
ودخان رمادي،
في موقف العمل أحمر يوم الحساب...
ورجل على الرصيف،زيه زي القرون الوسطى،
محياه محيا رحالة،
لباسه لباس رحالة،
ومتاعه متاع رحالة...
وطفلة تسأله...
وتسأل كأنها في فرجة على السينما وفي الهواء الطلق.
"من أنت يا رجل؟"
"أنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن محمد الطنجي،
أمير رحالة المسلمين،
أنا ابن بطوطة...
طفت وقاضيت في بلاد المغارب
والشام والحجاز والعراق وفارس واليمن،
وتركستان والبحرين...
والهند والصين وما وراء النهرين...
والجاوة وبلاد التتار وأواسط إفريقيا...
بدون تأشيرة بدون جواز سفر...
رسمت خريطة وأول خريطة لرحلة عظيمة بدون منظار،
بدون طائرة ولا أقمار اصطناعية...
ماذا يقع هنا؟ هل قامت عندكم القيامة في الفرن الواحد والعشرين.اين هو حاكمكم؟"
نطق رجل أمامه أدوات قطاف الزيتون،
"حكامنا سيدي كثر
حتى أكثر من أصابع اليدين والرجلين...
حاكم سيأتي بعد حين يوزع علينا العمل...
وحاكم سيقود بنا شاحنة رب العمل...
وحاكم آخر ينتظرنا في الضيعة ببندقية في اليد...
وحاكم قد يأتينا في المساء وقد لا يأتي
قد يسلمنا وقد لا يسلمنا الأجر...
وحاكم هناك في تلك البناية يحكم هذه المقاطعة يسلمنا شهادات السكنى والفقر...
وحاكم معه في نفس البناية يسلمنا شواهد الميلاد والترخيص بالدفن
وحاكم آخر في تلك البناية،هناك وراء الشجر يمسك أختام أبواب المدينة والمتاجر والمدارس...
ومفاتيح عدادات ماء وكهرباء البيوت...
ويمسك بكل الحناجر...
وزد على ذلك حكام في الخفاء... "
أشم رائحة الموت في نفسي،
زنبقة بيضاء تحيى مع روحي...
تستظل قوس قزح، بالقرب من عش هدهد مهجور أسفل جبل...
لم يعد الهدهد إلى عشه منذ أن كلم سيدنا سليمان،
لم يعد الهدهد يقو على الكلام...
أشم رائحة الموت من حولي،
زنبقة بيضاء،
تقتات من جود التراب،
وترتوي من قطر ندى سعف النخل...
يئن في حضنها النحل،
والفجر والضحى والأصيل،
وطعم بكائها عسل...
أشم رائحة الموت في نفسي وطعمها في حلقي...
زهقت نصف روحي...وابتلعت النصف الآخر...
اسمع صفير الموت في أذني،
رأيت في هذه الحياة الدنيا ما يكفي،
سمعت ما يكفي فهذه الحياة الدنيا بصل،
لولا فسحة الأمل...
لولا العمر بداية ونهاية...
لولا حفار قبور للأموات لا يمل من العمل...
لولا عصفورة السنونو تكره الكسل، وتبني العش بالطوب والحجر...
لولا رائحة الحبق والأقحوان،
لولا عابر سبيل يقتات مع راع غنم،
لولا التين الجاف والخبز واللبن،
لولا رفيف سنابل القمح وشقائق النعمان...
لولا المطر،
لولا سكون الليل،
لولا القلم...
لولا تلميذ يسافر إلى المدرسة على القدم...
لولا رحمة السماء،
لولا أبنائي يتوسدون ركبتي...
يتوسدون ذاكرتي،
يتوسلونني،
"نرجوك أبي لا تكمل،
فهذه الحياة الدنيا بصل،
لولا أنت وليلتنا عسل
فارو لنا قصة الهدهد مع سيدنا سليمان،
كيف والى أين رحل..."
المصطفى الكرمي
المصطفى الكرمي
14/04/2010, 19h24
ربان المركب و ماسح الأحذية.
http://www.falheeti.com/vb/images/statusicon/wol_error.gifهذه الصورة بحجم اخر انقر هنا لعرض الصورة بالشكل الصحيح ابعاد الصورة هي 1600x1199 الابعاد 465KB. (http://up.arab-x.com/)
http://up.arab-x.com/Mar10/KaL63079.jpg (http://up.arab-x.com/)
(http://up.arab-x.com/)
منار البحر يلقي بضوئه كسهم يلف بكل الجهات...
يظهر مرة... ومرة يختفي...
واخر البحارة، ربان يتلو خطوه على رصيف الميناء،عند الفجر،
يقرأ حلم عبور البحر غدا على مركب أحسن...
وفي حال أحسن... وهيهات،...
ﺁصوت خطوات ربان تسمع على الرصيف،
اخر مركب وصل،
والليل يحتضر،
ماسح أحذية في ركن بالمينا،جنب الرصيف،
هو الأخر مع ضوء المنار تارة يظهر وتارة يختفي،
للتو اقتات نصف رغيف،
بارد،
مرره بالماء وبقطعة سكر...
يتلو وقته على ضوء منار البحر...
يضاهي النوم ينتظر،
ينتظر ألا يأتي الغد إن كان سيصل...
يغفو عندما يختفي الضوء،
ويصحو عندما يعود...
المينا ظلماء،
وشهباء
نور مراكب مازالت تسهر،
ضوء خافت أصفر...
يعود ضوء المنار مرة...، ومرة ويختفي...
وهكذا الأيام، نهار وليل
مد وجزر...
أخذ وعطاء،
وهكذا الخلق أنثى وذكر...
توقف صوت الخطو على الرصيف
توقف الربان وظله من ضوء المنار،
هو الاخر يظهر مرة، ومرة ويختفي ...
يطلب من ماسح الأحذية التلميع،
ويسأله أصاح يا صاح،
ويرد عليه،
أنا صاح، يا صاح
ويسأله،
إلى ما ينظر؟...ويرد عليه،
أنظر إلى المنار...ويسأله،
وماذا ترى فيه؟...ويرد عليه،
أرى فيه ماسح أحذية عظيم،
أضخم من الفيل ،
جالس على كرسي من قصب وصغير،
بزي محترم، وشارة فضية،
وعلبة نحاسية... وممسحة من خيط الحرير،
يلمع حذاء ربان عظيم...ويسأله،
وماذا أيضا؟...ويرد عليه،
وحسناء في المينا على موعد ببرج المناره،
ويسأله،
حسناء؟...ويرد عليه،
بائعة الورد بالمينا حسناء...ويسأله،
ومع من؟...ويرد عليه...
مع ربان كبير أوصتني هذا المساء أن أنتظره،
هناك على برج المناره...
ولن أنام حتى ألمع حذاءه...
ويسأله...
هل لمعت حذاء قبلي...ويرد عليه...
لمعت حذاءك يا ربان.. فناولني من فضلك سيجاره،
خلصت شغلي بالصحة والعافية،
فبعد حذاءك لن ألمع حذاء غير حذائه...
فخلصني،
خلصني سأطير إلى برج المناره،
أحلق حوله كما النورس...
كما يمامة بيضاء رأيتها منذ قليل تحط فوق شراع مركب،
تركت مكتوبا على "ورق الطير" يتهادى وطارت،
وطارت الرياح بالمكتوب،
ولا أعلم بما جاء به المكتوب...
فخلصني سأطير إلى المناره...
لألمع حذاء من هي على موعد معه.
وأنعم بموعد اللقاء وضوء المناره...
خلصني
سأغمض جفني،
سأرتل حلمي،
قبل أن يعود ضوء المناره...
ويعود ضوء المنار ثم يختفي...
وهكذا الأيام، نهار وليل
مد وجزر...
أخذ وعطاء،
حلم في المنام واليقظة
المصطفى الكرمي
أبريل 2010
http://up.arab-x.com/Mar10/tjp62728.jpg (http://up.arab-x.com/)
http://up.arab-x.com/Mar10/27B62728.jpg (http://up.arab-x.com/)
المصطفى الكرمي
08 مارس "أذار" 2010
اللهم استرها يا رب
Powered by vBulletin Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd