المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ذكريات أطرشية


رشدى2010
31/03/2010, 10h41
لي مع حبيب العمر كله موسيقار الأزمان فريد الأطرش حكايات وحكايات، وكنت من أسعد خلق الله إذ منحني فرصة أغلي من كل ما مر بي في حياتي،وهي صداقته لساعات قلائل يوم أن شدا ليلا في حفل الربيع عام 1970 ، وسوف أروي لكم حكاياتي مع الهرم الرابع لمصر وقمة الفن العربي فريد الأطرش قريبا بإذن الله.
Posted via Mobile Device

رشدى2010
05/04/2010, 01h57
أحبائي عشاق فن حبيب العمر كله موسيقار كل الأزمان فريد الأطرش
لي، كما لكم بالتأكيد ، مع فريد الأطرش حكايات كثيرة ، وكنت من المحظوظين حقا أن نمت بيني وبينه صداقة بلغت ذروتها في لقائي معه حوالي أربع ساعات كاملة ظهر اليوم الذي شدا فيه برائعتيه " الربيع " و " سنة وسنتين " ربيع عام 1970 ، أي في نفس اليوم الذي أقام فيه عبد الحليم شبانة حفلة هو الآخر، وهذا حدث يذكره جيدا عشاق النغم والفن العربي.
وحكاياتي مع فريد طويلة .. طويلة، امتدت منذ نعومة أظافري عام 1944 وحتى اليوم ، ولسوف أسردها عليكم علي حلقات متمنيا أن تروق لكم، وأن يتأكد الآلاف منكم أنه قد مر بكثير مما حدث لي فيها، فعشاق فريد وفن فريد لهم الكثير من سجايا فريد ذاته، ويربطهم به وببعضهم البعض خيوطا عامة تجعلهم وحدة واحدة، الكل في واحد، والواحد في الكل.المهم هنا أنها حكاية العمر كله ، أضعها أمامكم بكل صدق وبلا اختلاق كلمة واحدة عير حقيقية أو عير صادقة، والله علي ما أقول شهيد.
وأنا للأسف لا أجيد استخدام الكمبيوتر بالشكل الذي يتيح لي أن أقدم شيئا فيه سوى الكتابة، وهاأنذا أتولى تنفيذ ما أستطيع وما أريد، لكني لا أستطيع مثلا وضع صورتي مع اسمي " رشدي 2010 " أو " فريد .. وبس " كما كنت أطلق علي نفسي في منتدى آخر. كما أنني لا أعرف أين أخصص جزءا في هذا المنتدى الرائع لحكاياتي مع فريد، وأرجو من الأخوة المسئولين عنه أن يدبروا لي هذا الشأن، كما أرجو أن تتاح لي فرصة شرف لقائهم جميعا في أي وقت يشاءون، وأنا من سكان مدينة نصر بقاهرة المعز لدين الله الفاطمي.
أتتركم الآن مع أولى حلقات " حكاياتي مع فريد الأطرش " .

) ذكريات الصبا )
أحبائي أنتم جميعا ... فأنتم أصحاب الذوق الرفيع ... والإحساس المرهف ... وأخلاق النبلاء ... ولم لا وأنتم محبي فريد الأطرش ؟
أتشرف بالمشاركة معكم بالكتابة عن فريد، وسوف أعطي نفسي اسما أرجو أن ينال إعجابكم وهو : فريد .. وبس، لم أفكر في هذا الاسم إلا لحظة كتابته الآن، ولعل ما سأقدمه لحضراتكم من مشاركات يتفق مع ما اختاره ضميري لحظة كتابته. ماذا سأكتب ؟ كل ما يدور بخاطري هو ذكريات عمر كامل مع حب فريد، وهي مليئة بالأحداث الشجية. وليتني أستطيع أن أعبر بصدق عما يدور في خاطري من ذكريات، لو حدث ذلك لاستمتعت حقا معكم معها... فهي ذكرياتي... وذكريات شعب عربي بأكمله ... مع الطرب الأصيل. أدعو معي بأن أنجح في تحقيق أمنيتي لإسعادكم.
أبدأ بالقول أنني وإخوتي كنا من هواة دخول السينما منذ نعومة أظافرنا . أخص بالذكر منهم أخي الأكبر " محمد " أطال الله في عمره ، وأختي الأكبر مني سنا " كوثر " . كان ذلك وأنا في الرابعة من عمري عام 1944 . الوالد رحمة الله عليه كان قد تخرج من كلية الشريعة مع إطلالتي علي الحياة عام 1940، ولم يكن قد تم تعيينه في الحكومة بعد... وكان يعمل مدرسا للغة العربية والدين بمدارس المعهد العلمي الخاصة، والتي كان يملكها الوزير المرحوم إبراهيم عبد الهادي وكان يتقاضي سبعة أو ثمان جنيهات راتبا شهريا منها. كان رحمة الله عليه يفني عمره كله محاولا إسعاد أولاده الخمسة وبناته الاثنتين. وكان السباق محتدما بيني وبين أخي الأكبر محمد في عدد الأفلام التي يشاهدها كل منا في السينما. ولتعجب يا عزيزي القارئ أنّنا أخذنا نكتب ذات مرة كل ما شاهده كل منا من أفلام، وكنت لم أكن قد تجاوزت السادسة من عمري بعد، وفاق عدد ما كتبته من أفلام مصرية 450 فيلما، وكان أخي محمد يفوقني بقليل رغم أنّه يكبرني بخمس سنوات.
كان الراديو قد دخل شقتنا في السيدة زينب من شهور ... وبالإضافة لسماع القرآن الكريم بأصوات الشيخ رفعت ورفاقه أول ما نسمع في الصباح ... ثم تمرينات الصباح الرياضية ... ثم أغاني الصباح لأم كلثوم وعبد الوهاب وفريد الأطرش ... ومحمد قنديل وكارم محمود ... وغيرهم.
كان المرحوم أنور وجدي نجم النجوم ... أفلامه تشد إليها شعب مصر بأكمله... وكنت أحبه كحبي لوالدي، وخصوصا عندما بدأت تضم معه ليلي مراد. كنت أكره أفلام عبد الوهاب بنظارته ذات الدوائر الكثيرة ، وعدم قدرته علي نطق الراء ، وضحكته الشهيرة الذميمة التي كانت تشعرني أنّه يمثل الضحك فقط ... وربما عرفت من خلالها أنّ ما أراه علي الشاشة ليس إلا تمثيلا. كنت لا أحب سماع أغانيه إلا قصيدة قيس وليلي مع مطربة أسرني صوتها ، وكنت أحس أنّها كمان ملائكي حزين يدغدع كل خلجة في كياني... وخصوصا وهي تردد كلمة " قيس" كما كان يعجبني أيضا رد عبد الوهاب عليها : ليلي بجانبي ... كل شيء إذا حضر ، ومن هنا كنت أعجب بصوته أيضا في هذه الأغنية والقليل النادر من الأغاني الأخرى في أفلامه ... وكانت جميعها في فيلم " رصاصة في القلب "، كما كان يعجبني هذا الفيلم بالذات لمحمد عبد الوهاب فيما بعد .
وفي أحد أيام عام 1944 ، خرجت من شقتنا بشارع العمري في قلعة الكبش بالسيدة زينب لأشتري بقرش صاغ جبن استامبولي، كان الجو عاصفا كئيبا ، وأحسست أنّها ربما كانت نهاية الدنيا. وفجأة سرى بين الناس في الشارع خبر انتشر بسرعة البرق. وقع عليّ كالصاعقة ... وكرهت الدنيا بأسرها عند سماعه. قال الناس : ماتت أسمهان غرقا ".

ألقاكم قريبا كلما سنحت الفرصة بذلك إذا كان في العمر بقية.
أحباء حبيبي ... السلام عليكم ورحمة الله

el miloud berki
05/04/2010, 20h52
أهلا بك أستاد رشدي(فريد...و بس) و مرحبا بك و بحكاياتك مع الموسيقار الكبير فريد الاطرش.

رشدى2010
07/04/2010, 01h38
( 2 )
غرام وانتقام

طفل بريء صغير يمسك بيد أخته الأكبر منه بعامين فقط والمحبة للسينما والفن مثله، والحزينة مثله أيضا علي الرحيل المفاجئ المفجع للمطربة صاحبة الصوت الذهبي الملائكي، يذهبان لسينما الشرق بالسيدة زينب، ويجلس هو في حجر اخته، ويقف أحيانا إذا حجبت رءوس من أمامه الرؤيا عن ناظريه، ويتابع مع رواد السينما مشاهدة الفقيدة في فيلمها الذى انتظرته الأمة العربية كلها حينذاك "غرام وانتقام " علي أحر من الجمر ، وتسري نغمات كالسحر في أذنيه وتظهر هي بجمال أخاذ تشرق به سينما الشرق وتتلألأ ويتابع الطفل الراقصين والراقصات وهم يتمايلن طربا مع الصوت السماوي وهو يردد اللحن الخالد " ليالي الأنس في فيينا " ، وكانت حينئذ علي وشك الزواج في الفيلم من حبيب الملايين أنور وجدي ، الذي لم تكن شهرته قد أصبحت مدوية بعد، ثم أغانيها الأخرى في الفيلم، تلك التي جعلته يبكي معها حزنا علي وفاة أنور وجدي وهي تردد " أيها النائم عن الموت .. سلاما " وينفطر قلبه معها وهي تقول باللغة العربية التي كان يتفهم معانيها بصدق علي يديها " يا ندامى راحي من قلب الهوى جفت الكأس علي أيدي الندامى " ، وتابع مبهورا بها أغنياتها التالية في الفيلم ذاته " قهوة" وعذوبتها التي انفردت بها هي وحبيب قلوبنا فريد وهي تقول فيها " ياللي تبات الليل سهران .. من إيدي لو تشرب فنجان " ، ثم أغنيتها الجميلة العذبة الغريبة وهي تتلاعب بكلمتي " انت " وامتى " في أغنية " امتى هتعرف " ويخر قلبه شجنا وطربا وهي تردد" اسعدني يوم بلقاك ... ترحمني فيه برضاك " وتختتم أغانيها بتحفة فنية رثائية خالدة " أنا اللي أستاهل كل اللي يجرالي " وهي تقدم أبلغ حالات الندم والأسى علي ما اعتبرته جناية منها في حق يوسف وهبي حبيبها الذي تعاطفت أنا معه ، وأحببته للنهاية بعد هذا الفيلم وهي تغرد " بان له الأسى مني .. وراح مخاصمني "مكنش دا كله يخطر علي بالي " ثم " واندم علي حاله ... واسف علي حالي ... أنا اللي أستاهل كل اللي يجرالي."
خرجت من السينما وأنا مبهور مسحور بما استمتعت به من أغان أسمهان ، وكان الجمهور كأنه في جنازة صامته بعد أن رأى رجال الإسعاف يحملون جثمان أسمهان التي غرقت في سيارتها ، وكانت قد سرت إشاعات أنّها كانت صورا وثائقية لجثة أسمهان الحقيقية . واسودت الدنيا في عيني .. وقلت لأختي كوثر " يعني خلاص مش هنسمع أغان لأسمهان تاني ؟ " فقالت لأ ، بس هبقى أفرجك علي فيلم طلعت فيه قبل كده مع أخوها اللي صوته تحبه ويأثر فيك زيها واكتر "
" يا سلام . بتتكلمي جد يا كوثر ؟ "
قالت " أي والله العظيم "
" طيب اسمه إيه ؟"
قالت " فريــــــــــــــــد الأطرش "
ألقاكم قريبا كلما سنحت الفرصة بذلك إذا كان في العمر بقية.
أحباء حبيبي ... السلام عليكم ورحمة الله
فريد .. وبس

نور عسكر
08/04/2010, 20h15
الأستاذ الكبير رشدي2010

السلام عليكم
أستاذنا الكبير رعاك الله وأمدك قوة وصحة , أنت تروي ماشاهدته وماسمعته بالقرب جدا من الراحل فريد الأطرش , أنت ضيف على قلوب سماعي , ضيف من عمق التاريخ ,أنت شاهد على ذلك العصر الجميل والرائع بروعة كلماتك التي تسطرها ولتوثق مرحلة مهمة من تاريخ الفن العربي وأم الدنيا .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

رشدى2010
09/04/2010, 01h32
لحن حبي " و " رسالة غرام "

أقطع تسلسل ذكرياتي عن أفلام حبيبنا الغالي فريد الأطرش. المفروض أن أكتب عن رائعته " آخر كدبة " والسبب أني وجدت في إحدى المنتديات إعلانا عن أفيش تحفة فريد الفنية الرائعة، فيلم " رسالة غرام " فلم أجد أمامي بدا إلا أن أكتب اليوم عنه.وأعلم أنّي سأجد نفسي مضطرا للكتابة عن فيلم " لحن حبي " معه أيضا، فحكايتي مع الفيلمين موصولة.
كانت الأسرة قد انتقلت للزقازيق، وكنت أنا تلميذ في الصف الأول الثانوي بمدرسة الزقازيق الثانوية التجريبية، وكنا قد غادرنا القاهرة بعد عرض فيلم " لحن حبي "، والذي لم يلق نفس نجاح فيلم " لحن الخلود " بالطبع ، وكان هذا أمر منطقي، رغم عظمة كل أغاني الفيلم ، والشهرة المدوية التي نالتها جميع أغنياته لفريد ولصباح، من ألحان فريد بالطبع ، فمن ينسى الأغنية البديعة في بداية الفيلم التي تبث الأمل التام والرضا بالمقسوم والإيمان المطلق بالله عز وجل، بلحنها الشعبي الجميل " خليها علي الله " ، وأغنيتي الفنانة صباح " ألاقي زيك فين يا علي " و " بيحبني وبحبه " التي وصلتا بها ، بالتضامن مع " أحبك ياني " و" زنوبة " في فيلم فريد بعد ذلك بثلاث سنوات "إزاي أنساك " إلي عنان السماء وقمة النجومية في الأفلام المصرية، ثم تحفة فريد الفنية الشعبية " نورا " التي لحنها في الأصل لناريمان، آخر ملكة لمصر، والتي دار حولها فيلم " قصة حبي "فيما بعد ، ثم رائعته الخالدة " نجوم الليل " ومقدمتها الموسيقية الخلابة التي نالت نجاحا يقترب جدا من نجاح " بنادي عليك "ويكفي المقدمة الموسيقية التي تسبق الكوبليه الأخير " العمر قضيته حزين مظلوم" والتي تتسلل لقلوبنا وأرواحنا،وتجعلنا نردد معه الآن هذه الكلمات التي تعبر عن حاله في حياته، فقد عاش فريد في عالم الفن حزينا مظلوما مضطهدا بحق من معظم الموسيقيين وأهل الطرب الحاقدين، وإن كان فنّه الخالد كان يجبر الجميع علي وضعه دائما في المقام التالي بعد أم كلثوم وعبد الوهاب . وأخيرا أوبريت فريد الخالد أيضا " سندريلا "، الذي أثبت أنّ ذلك العملاق كان بإمكانه تقديم مسرحية غنائية متكاملة تفوق كل مسرحيات الموسيقار خالد الذكر " سيد درويش "، والذي أشرك معه في الغناء، مع الفنانة صباح بالطبع، اسماعيل يس، وعبد السلام النابلسي، وحتى الممثلة التي كانت تثير الرعب في قلوب المشاهدين في كل الأفلام التي شاركت فيها " نجمة إبراهيم "، في هذا الأوبريت تسمع كورس نسائي يمهد لانطلاق صوت الجنّية أو الملاك الوديع الذي يُعد سندريلا بذهابها لحفل الأمير، كانت لحظات الموسيقى وترتيل الجنيات الذي سبق كلام الجنية لصباح سحرا حلالا وأنغاما ملائكية ينتصر بها فريد علي كل فناني العالم أجمع ، بالتكاتف مع نغمات مشابهة في نهاية رائعته " تصبح علي خير يا حبيبي" في فيلم " من أجل حبي " واللحن الذي قدّم به فريد تقليد صباح لصوت فقيدة الفن العربي أسمهان في فيلم " بلبل أفندي ". أقول أنّه مع كل تلك الروائع التي ربما فاقت أغاني " لحن الخلود " باستثناء أغنية " بنادي عليك "، فإنّ دويّ نجاح " لحن الخلود " كان ، ولا يزال، وسيظل طاغيا، ربما علي سائر أفلام فريد مجتمعة، بل علي الغالبية العظمي من معظم الأفلام العربية جميعها.
أعود لفيلم " رسالة غرام " الذي ظهر مع بداية شهرة عبد الحليم شبانة، الذي تعاطفت الناس معه كإنسان عليل ، شبه أعرج بعد كسور في رجله حدثت له إثر سقوطه من سور الملجأ الذي تربى فيه ، وظلت مشيته بها آثار لهذا العرج حتى وفاته، وعلمنا بعد سنوات من عرض الفيلم أنّ مريم فخر الدين تعاقدت علي " رسالة غرام " ومثلت جزءا كبيرا منه وهي حامل في ابنته من محمود ذو الفقار . المهم أنّي دخلت الفيلم في سينما " سلمى " بالزقازيق، وعُرض في أول يوم لعرضه في القاهرة. والفيلم ، كما تقول كلمات الأفيش الذي صاحبه ، والذي يمكنكم رؤيته الآن في منتدانا العظيم، تحفة فنية إنسانية ميلودرامية رائعة أخرى لفريد الأطرش ، جعلت منه بطلا للأفلام التراجيدية علي غير العهد به في بداياته وحتى " لحن الخلود ", قصة عاطفية رقيقة لحب طاهر عفيف اصطدم بخيانة وجبن ونذالة صديق الحبيب الإنسان " فريد الأطرش " . أدى دور الجبان ذلك الفنان كمال الشناوي الذي قام ببطولة عشرات الأفلام الناجحة قبل ذلك، وكم ردد بعد ذلك أنّه تاب عن تمثيل هذا النوع من الأدوار، إذ أنّ كراهية الناس في مصر ظلت تطارده عدة سنوات لأنّه تسبب في كل هذا العذاب لحبيبهم الغالي" فريد الأطرش ". ومن منا ينسى عشرات المواقف المؤثرة والنبيلة في هذا الفيلم ؟ خذ مثلا الموقف عندما دخل حسين رياض علي فريد وهو كسير الفؤاد وجلس معه علي مائدته يحاول أن يعيده لجمهوره، بلغ حسين رياض في هذا المشهد قمة الأداء الفني في حياته، ولحظات حضور فريد لزواج حبيبته بصديقه .. وغيرها وغيرها .. أمّا عن أغنيات الفيلم فحدث ولا حرج. تلك اللوحة الطبيعية الفنية التي تتغنى بالطبيعة الساحرة ، وبآيات الله في خلقه .. الفجر .. والغروب .. والشمس .. والقمر .. ورمال الشاطئ وخالقهم وخالق كل شيء الله العزيز الجليل سبحانه وتعالي عما يصفون، كل شيء إلي زوال إلا وجهه الكريم، ثم السيمفونية القصيرة المعبرة أيما تعبير التي تسبق خاتمته " لا تسأليني فكم أهل الهوى سألوا.. هل يصدق الدهر فيما يرسم القدر .. وهل يطول بأحلام الهوى الأجل .. لا تسأليني فإني خائف وجل .. لا ينقص البدر إلا حين يكتمل " وآه علي خاتمة كل القصائد التي شجوت بها يا فريد !! إنّها تعلن للعالم أجمع أنّ قلوب العرب هي القلوب التي تعرف الحب بمعانيه الحقيقية السامية بلا منافس ، وليتنا نعود للاستماع لقصائد فريد .. فنبتعد عن الرث الذي يملأ حيتنا ضجيجا .. ويقذف بنا بعيدا عما كنا نباهي الدنيا بأسرها به. ثم يردد فريد أغنيته الهادئة الحالمة التي يسعد فيها بأن هداه الله لمن يحب ، ويتمنى أن تبادله محبوبته نفس مشاعره " انت اللي كنت بدور عليه " ، ويرضخ فريد لنصيحة حسين رياض ويعود للغناء بتحفته " أنا كنت فاكرك ملاك " ولحنها الحزين الشجي الذي أبدع فريد أداؤه. وأخيرا تحفة فريد الفنية التي لا تتكرر " يا قلبي يا مجروح " وأنا شخصيا علي استعداد تام ألا أسمع من بين كل الأغاني التي ظهرت لفريد أو لغيره سوي مقطعين من هذه الأغنية، وهما " صابر عليها ازاي ( وكلمة ازاي بالتحديد ) و " يا دنيا إيه لسه عندك كمان .. هاتي اللي يرضيكي ( وكلمة:كمان تحديدا ). أعود أنا لأدخل الفيلم مرتين أخريتين في نفس السينما .. وفي نفس الأسبوع ، كي ينعم قلبي .. وتنعم روحي بهذا العمل الفني لحبيبي .. فريد الأطرش .. وأتساءل بيني وبين نفسي " هل يمكن أن ينعم الله عليّّ فأري بعيني رأسي هذا الحبيب .. وأقبله ؟ " وما كنت أعلم أن ّ الله تعالي سيحقق لي هذه الأمنية .. وأكثر .. فلسوف أراه .. وأقبله .. وأتحدث معه .. ويغني لي .. وأستمع إليه .. ويطرب لغنائه .. ويطلب مني أن أسعد معه بهذا الأداء .. أحمدك واشكر فضلك .. يا رب .
وإلي لقاء آخر قريب .. لو كان في العمر بقية
فريد .. وبس
-------------------------------

أبوإلياس
23/03/2011, 15h50
حكايتي مع... فريد الأطرش
بقلم : الإعلامي الأستاذ جمال فياض
مواطن من سماعي

http://www.google.fr/imgres?imgurl=http://www.elaph.com/elaphweb/Resources/images/jamal.jpg&imgrefurl=http://souria.com/club/forums/1332177/ShowPost.aspx&usg=__Ikv_kzABr5WRpDeYBEvPSxQBeL8=&h=650&w=450&sz=203&hl=fr&start=1&zoom=1&um=1&itbs=1&tbnid=pXVjc9X7ZAp29M:&tbnh=137&tbnw=95&prev=/images%3Fq%3D%25D8%25AC%25D9%2585%25D8%25A7%25D9%2 584%2B%25D9%2581%25D9%258A%25D8%25A7%25D8%25B6%26u m%3D1%26hl%3Dfr%26sa%3DN%26biw%3D1024%26bih%3D581% 26tbm%3Disch&ei=cCWKTdvUNIvPsga8m_yuDAhttp://www.google.fr/imgres?imgurl=http://www.elaph.com/elaphweb/Resources/images/jamal.jpg&imgrefurl=http://souria.com/club/forums/1332177/ShowPost.aspx&usg=__Ikv_kzABr5WRpDeYBEvPSxQBeL8=&h=650&w=450&sz=203&hl=fr&start=1&zoom=1&um=1&itbs=1&tbnid=pXVjc9X7ZAp29M:&tbnh=137&tbnw=95&prev=/images%3Fq%3D%25D8%25AC%25D9%2585%25D8%25A7%25D9%2 584%2B%25D9%2581%25D9%258A%25D8%25A7%25D8%25B6%26u m%3D1%26hl%3Dfr%26sa%3DN%26biw%3D1024%26bih%3D581% 26tbm%3Disch&ei=cCWKTdvUNIvPsga8m_yuDAhttp://www.sama3y.net/forum/attachment.php?attachmentid=251020&stc=1&d=1300899498

أعرف بالضبط أين كنت مساء 26 ديسمبر من عام 1974، وتحديداً في الساعة الثامنة مساءً... كنت في تلك اللحظة من الزمن أبكي بحرقة المراهق، وبدموع غزيرة، بكاءً وصل الى حدّ الإغماء.. لماذا؟
لقد مات فريد الأطرش، هكذا بدأت نشرة الأخبار عبر "تلفزيون لبنان"، أعلنها عرفات حجازي، بكل بساطة، فقد الفن العربي واحداً من أعمدته الكبرى... لقد مات الموسيقار فريد الأطرش، في مستشفى "الحايك" في "سن الفيل"، بعد أن نُقل إليها وهو بحالة خطرة بعد ظهر اليوم، الى أن فارق الحياة في السادسة وعشر دقائق من مساء اليوم.. الى آخر الخبر... بعدها بقليل، بدأ الأصدقاء – "من الأولاد" طبعاً – رفاقي، يتوافدون ليعزّوني، فقد كانت المدرسة كلها تعرف مدى ولعي بفريد الأطرش وأغانيه... لقد جاؤوا ليلاً لمواساتي بهذا "المصاب الكبير". يومها، كانت الدنيا أحلى، وكانت مراهقتنا بسيطة، كما كل شيء في حياتنا، ولم نكن نعرف أن أشهراً قليلة تفصلنا عن حرب 13 ابريل 1975، وهي الأيام التي غيّرت كل شيء في حياتنا وطفولتنا... ويومها، كان فيلم "نغم في حياتي" نجم صالات السينما في فترة أعياد بيروت، وكان عيد الميلاد وعيد الأضحى المبارك يتلاقيان، تماماً كما هذا العام، وارتديت في الأعياد أسود داكناً حداداً على "حبيب العمر". وبعد أيام قليلة، مشيت في جنازته وودّعته محمولاً حتى باب الطائرة... ولا أدري كيف سمحوا للمشيّعين بالوصول الى الطائرة يومها.. لقد أخذوه ليُدفن في مصر – كما كانت وصيته..

الموسيقار الأمير الآتي من جبل العرب في سورية، يموت في لبنان ويُدفن في مصر ويفارقنا في عيد الأضحى وهو الذي وُلد في عيد الأضحى.. لكن المحيّر الذي لا أعرف له جواباً، لماذا لا تذكره مصر، ولا يذكره لبنان ولا يذكره المؤرخون والإعلاميون كما يذكرون حليم وأم كلثوم وعبد الوهاب؟

في أربعين الموسيقار الراحل، ذهبنا شلة من الأصدقاء لحضور تكريمه في "الأونيسكو".. وإذا بصديقه الأستاذ جورج ابراهيم الخوري يلقي كلمة ليؤبّنه تبدأ بإعلانه وفاة السيدة أم كلثوم...

كما يبدو، منذ تلك الأيام، بدأ العدّ العكسي للزمن الجميل... وما زال العدّ عكسياً!.

mido28
06/06/2011, 00h22
حكايتي مع... فريد الأطرش
بقلم : الإعلامي الأستاذ جمال فياض
مواطن من سماعي

http://www.google.fr/imgres?imgurl=http://www.elaph.com/elaphweb/Resources/images/jamal.jpg&imgrefurl=http://souria.com/club/forums/1332177/ShowPost.aspx&usg=__Ikv_kzABr5WRpDeYBEvPSxQBeL8=&h=650&w=450&sz=203&hl=fr&start=1&zoom=1&um=1&itbs=1&tbnid=pXVjc9X7ZAp29M:&tbnh=137&tbnw=95&prev=/images%3Fq%3D%25D8%25AC%25D9%2585%25D8%25A7%25D9%2 584%2B%25D9%2581%25D9%258A%25D8%25A7%25D8%25B6%26u m%3D1%26hl%3Dfr%26sa%3DN%26biw%3D1024%26bih%3D581% 26tbm%3Disch&ei=cCWKTdvUNIvPsga8m_yuDAhttp://www.google.fr/imgres?imgurl=http://www.elaph.com/elaphweb/Resources/images/jamal.jpg&imgrefurl=http://souria.com/club/forums/1332177/ShowPost.aspx&usg=__Ikv_kzABr5WRpDeYBEvPSxQBeL8=&h=650&w=450&sz=203&hl=fr&start=1&zoom=1&um=1&itbs=1&tbnid=pXVjc9X7ZAp29M:&tbnh=137&tbnw=95&prev=/images%3Fq%3D%25D8%25AC%25D9%2585%25D8%25A7%25D9%2 584%2B%25D9%2581%25D9%258A%25D8%25A7%25D8%25B6%26u m%3D1%26hl%3Dfr%26sa%3DN%26biw%3D1024%26bih%3D581% 26tbm%3Disch&ei=cCWKTdvUNIvPsga8m_yuDAhttp://www.sama3y.net/forum/attachment.php?attachmentid=251020&stc=1&d=1300899498

أعرف بالضبط أين كنت مساء 26 ديسمبر من عام 1974، وتحديداً في الساعة الثامنة مساءً... كنت في تلك اللحظة من الزمن أبكي بحرقة المراهق، وبدموع غزيرة، بكاءً وصل الى حدّ الإغماء.. لماذا؟
لقد مات فريد الأطرش، هكذا بدأت نشرة الأخبار عبر "تلفزيون لبنان"، أعلنها عرفات حجازي، بكل بساطة، فقد الفن العربي واحداً من أعمدته الكبرى... لقد مات الموسيقار فريد الأطرش، في مستشفى "الحايك" في "سن الفيل"، بعد أن نُقل إليها وهو بحالة خطرة بعد ظهر اليوم، الى أن فارق الحياة في السادسة وعشر دقائق من مساء اليوم.. الى آخر الخبر... بعدها بقليل، بدأ الأصدقاء – "من الأولاد" طبعاً – رفاقي، يتوافدون ليعزّوني، فقد كانت المدرسة كلها تعرف مدى ولعي بفريد الأطرش وأغانيه... لقد جاؤوا ليلاً لمواساتي بهذا "المصاب الكبير". يومها، كانت الدنيا أحلى، وكانت مراهقتنا بسيطة، كما كل شيء في حياتنا، ولم نكن نعرف أن أشهراً قليلة تفصلنا عن حرب 13 ابريل 1975، وهي الأيام التي غيّرت كل شيء في حياتنا وطفولتنا... ويومها، كان فيلم "نغم في حياتي" نجم صالات السينما في فترة أعياد بيروت، وكان عيد الميلاد وعيد الأضحى المبارك يتلاقيان، تماماً كما هذا العام، وارتديت في الأعياد أسود داكناً حداداً على "حبيب العمر". وبعد أيام قليلة، مشيت في جنازته وودّعته محمولاً حتى باب الطائرة... ولا أدري كيف سمحوا للمشيّعين بالوصول الى الطائرة يومها.. لقد أخذوه ليُدفن في مصر – كما كانت وصيته..

الموسيقار الأمير الآتي من جبل العرب في سورية، يموت في لبنان ويُدفن في مصر ويفارقنا في عيد الأضحى وهو الذي وُلد في عيد الأضحى.. لكن المحيّر الذي لا أعرف له جواباً، لماذا لا تذكره مصر، ولا يذكره لبنان ولا يذكره المؤرخون والإعلاميون كما يذكرون حليم وأم كلثوم وعبد الوهاب؟

في أربعين الموسيقار الراحل، ذهبنا شلة من الأصدقاء لحضور تكريمه في "الأونيسكو".. وإذا بصديقه الأستاذ جورج ابراهيم الخوري يلقي كلمة ليؤبّنه تبدأ بإعلانه وفاة السيدة أم كلثوم...

كما يبدو، منذ تلك الأيام، بدأ العدّ العكسي للزمن الجميل... وما زال العدّ عكسياً!.



شكرا كتير خوي جمال فياض على مادرجت ادرجت وسطرت
وانت محظوظ لانك ج حملت الموسيقار وشيعته بكل حب الى الطائره
ليدفن في ارض الكنانه التي احبها حبا شديد جدا
ولكن الموسيقار كان بالمستشفى قبلها باسبوع ووعده الطبيب ان يخرجه يوم الخميس
ووفى بوعده ولكنه خرج متوفي
وقد اذيع خبر وفاه الموسيقار في الساعه الرابعه عصرا بسن الفيل بمستشفى الحايك - تمام
وقد سمعتها في نشره اخبار الرابعه من اذاعه لبنان نفسها