بلخياطي
03/04/2010, 11h50
الأستاذ و الفنان عبد القادر بن دعماش: شخصية غنية عن التعريف في عالم الموسيقى والفن الجزائري، شخصية لها بصمتها من خلال بحثها المتواصل عن تاريخ الشخصيات الفنية، مسقط رأس الأستاذ عبد القادر بن دعماش كان بولاية مستغانم عام 1949 في مدينة عرفت بعاصمة الشعر الملحون و الموسيقى الشعبية، وعن إنتقال هذه الأخيرة إلى الجزائر العاصمة يقول بن دعماش أنها فقط وجدت التربة الخصبة والمناخ المناسب لتطورها ، نظرا لوجود موسيقيين و مؤطرين بالعاصمة، أما جوهر ولب الكلام فهو من شيوخ مستغانم.ولعله هو ما إنعكس على إهتمامات الأستاذ أكثر فأكثر بالموسيقى الشعبية والأندلسية، سيما و أنه عاصر كبار الأستاذة و الفنانين أمثال عبد الوهاب سليم وغيرهم.
و عن مسيرة الفنان ، يمكن القول أنها كانت غير مستقرة، حافلة بالتنقلات سواء في المناصب الإدارية أو في الولايات الجزائرية،والتي رأى فيها الأستاذ بن دعماش شيء طبيعي في مسيرة أي فنان يبحث عن جو مناسب للإبداع،و ترك كل ما من شأنه أن يجلب الإحباط و التوتر، سيما و أن ثقافة الحزب الواحد كانت تنظر نظرة سياسية لكل مشروع ثقافي، لكن و رغم ذلك لم تستحوذ الإدارة على حياة بن دعماش رغم أنه خريج المدرسة الوطنية للإدارة، فالفن والموسيقى لديه كان نابعا من النخاع.
وفي إجابته عن عدم وصول الفن الجزائري إلى مراتب عالمية معتبرة، أكد على ضرورة إتباع ثقافة نعرف و نعرف حتى لا نهبط إلى مستوى النسيان ممن سبقونا في هذا الميدان الشاسع و الثري.
و من مؤلفات عبد القادر بن دعماش نذكر كتاب الأسماء الخالدة للفن الموسيقي الجزائري الصادر عن منشورات كريستال برينت في 319 صفحة,الذي يعتبر بحق تحفة فنية من حيث تأريخه لمسيرة عشرات الفنانين الجزائريين الذين تركوا بصماتهم بارزة في التاريخ الفني والموسيقي الجزائري منذ عدة قرون خلت.
شعب بدون تاريخ هو شعب بلا مستقبل عبارة للعالم الإيطالي قرامشي استهل بها بن دعماش كتابه التحفة. فبأسلوب حي وجذاب خلد مسيرة مئات الشعراء, المطربين والموسيقيين الجزائريين منذ العصور الغابرة إلى يومنا هذا.
وينقسم الكتاب إلى خمسة أجزاء, صدر منها جزءان لحد الآن, أحصى من خلاله المؤلف ما لا يقل عن 150 مغني وشاعر من القرن الثامن عشر إلى غاية اليوم. فمن مسيرة فنية إلى أخرى, أعاد بن دعماش تشييد وبناء التاريخ الفني للجزائر. المدارس الموسيقية هي الأخرى لم ينساها المؤلف بما فيها شيوخها والطبوع الفنية التي كانت تلقنها لتلامذتها. يمكن أن نذكر منها مدرسة قسنطينة في الشرق الجزائري مع الشيخ سيد احمد بسطانجي (1875-1946), وهو كاتب القصائد لزاوية خوانس حنصالة, التي كرمتها الأكاديمية العربية للموسيقى في مؤتمرها السادس عشر سنة 2001. كما سطر بن دعماش المسيرة الفنية للأخوين التلمسانيين محمد (1852-1915) والغوثي ديب (1854-1917), وهما من تلامذة الشيخ منوّر. كما تناول الكاتب التاريخ الفني لعبد الرحمن سعيدي ( واسمه الحقيقي رغاي), (1880-1931), وهو من مدينة الجلفة, الذي تتلمذ على يد الشيخ محمد سفينجة, احد كبار شيوخ الموسيقى الاندلسية.
أما في فن المالوف المنتشر بكثرة في الشرق الجزائري بأكمله, ذكر المؤرخ أن دفتر الشيخ حمو رقاني المدعو فرقاني (1884-1972) ينطوي على عشرات القصائد اشهرها وأكثرها انتشارا, قصائد قالوا العرب قالوا, «صباح الخير عليك, والبوغي.
وخصص بن دعماش فصلا كاملا للشاعر الكبير والولي الصالح سي لخضر بن خلوف (1480-1605), حيث ذكر المؤلف أن بن خلوف كان مجاهدا, رجلا صالحا وعالما أيضا, توفي عن عمر يناهز 125 سنة ونصف. وخلد بن دعماش أيضا المسيرة الفنية للشاعر العاشق والمشاغب محمد بن مسايب النازح من الأندلس والذي عاش في مدينة تلمسان بالغرب الجزائري, حيث اضطر إلى النفي الاختياري بسبب آرائه المطالبة بتغيير الأوضاع القائمة, وضد طغيان حكم الدايات في تلك الفترة.
وتستمر سلسلة عبد القادر بن دعماش في جزئها الثاني لتصل إلى غاية فناني اليوم, الذين نذكر منهم عبد القادر مكسا المولود سنة 1954 في ميرة بالقبائل, والمتوفى سنة 1988 في كريتاي بضواحي باريس عن عمر يناهز 34 سنة, من أغانيه: لونجة, ثافسوث, اندها تليذ, ثاقراولا. كما لم ينسى بن دعماش النساء الفنانات وفي مقدمتهن الفنانة الراحلة بقار حدة (1920-2000) في الشرق الجزائري بعبقريتها الخالدة, وبنهايتها المأسوية. الشابة زليخة (1956-1993) صاحبة الصوت الذهبي, صليحة الصغيرة (1942-2000), بهية فاراح (1917-1984) وغيرهن من الفنانات-الجزائريات.
وختم المؤلف كتابه الضخم بقاموس للمفردات الموسيقية, وبأكثر من عشرة صفحات لصور طبق الأصل, بالإضافة إلى مذكرة للكاتب يستعرض فيها أسماء الفنانين والموسيقيين الذين سيتناول بالتفصيل حياتهم الفنية في الجزاء الثالث من الأسماء الخالدة للفن الموسيقي الجزائري.
و عن مسيرة الفنان ، يمكن القول أنها كانت غير مستقرة، حافلة بالتنقلات سواء في المناصب الإدارية أو في الولايات الجزائرية،والتي رأى فيها الأستاذ بن دعماش شيء طبيعي في مسيرة أي فنان يبحث عن جو مناسب للإبداع،و ترك كل ما من شأنه أن يجلب الإحباط و التوتر، سيما و أن ثقافة الحزب الواحد كانت تنظر نظرة سياسية لكل مشروع ثقافي، لكن و رغم ذلك لم تستحوذ الإدارة على حياة بن دعماش رغم أنه خريج المدرسة الوطنية للإدارة، فالفن والموسيقى لديه كان نابعا من النخاع.
وفي إجابته عن عدم وصول الفن الجزائري إلى مراتب عالمية معتبرة، أكد على ضرورة إتباع ثقافة نعرف و نعرف حتى لا نهبط إلى مستوى النسيان ممن سبقونا في هذا الميدان الشاسع و الثري.
و من مؤلفات عبد القادر بن دعماش نذكر كتاب الأسماء الخالدة للفن الموسيقي الجزائري الصادر عن منشورات كريستال برينت في 319 صفحة,الذي يعتبر بحق تحفة فنية من حيث تأريخه لمسيرة عشرات الفنانين الجزائريين الذين تركوا بصماتهم بارزة في التاريخ الفني والموسيقي الجزائري منذ عدة قرون خلت.
شعب بدون تاريخ هو شعب بلا مستقبل عبارة للعالم الإيطالي قرامشي استهل بها بن دعماش كتابه التحفة. فبأسلوب حي وجذاب خلد مسيرة مئات الشعراء, المطربين والموسيقيين الجزائريين منذ العصور الغابرة إلى يومنا هذا.
وينقسم الكتاب إلى خمسة أجزاء, صدر منها جزءان لحد الآن, أحصى من خلاله المؤلف ما لا يقل عن 150 مغني وشاعر من القرن الثامن عشر إلى غاية اليوم. فمن مسيرة فنية إلى أخرى, أعاد بن دعماش تشييد وبناء التاريخ الفني للجزائر. المدارس الموسيقية هي الأخرى لم ينساها المؤلف بما فيها شيوخها والطبوع الفنية التي كانت تلقنها لتلامذتها. يمكن أن نذكر منها مدرسة قسنطينة في الشرق الجزائري مع الشيخ سيد احمد بسطانجي (1875-1946), وهو كاتب القصائد لزاوية خوانس حنصالة, التي كرمتها الأكاديمية العربية للموسيقى في مؤتمرها السادس عشر سنة 2001. كما سطر بن دعماش المسيرة الفنية للأخوين التلمسانيين محمد (1852-1915) والغوثي ديب (1854-1917), وهما من تلامذة الشيخ منوّر. كما تناول الكاتب التاريخ الفني لعبد الرحمن سعيدي ( واسمه الحقيقي رغاي), (1880-1931), وهو من مدينة الجلفة, الذي تتلمذ على يد الشيخ محمد سفينجة, احد كبار شيوخ الموسيقى الاندلسية.
أما في فن المالوف المنتشر بكثرة في الشرق الجزائري بأكمله, ذكر المؤرخ أن دفتر الشيخ حمو رقاني المدعو فرقاني (1884-1972) ينطوي على عشرات القصائد اشهرها وأكثرها انتشارا, قصائد قالوا العرب قالوا, «صباح الخير عليك, والبوغي.
وخصص بن دعماش فصلا كاملا للشاعر الكبير والولي الصالح سي لخضر بن خلوف (1480-1605), حيث ذكر المؤلف أن بن خلوف كان مجاهدا, رجلا صالحا وعالما أيضا, توفي عن عمر يناهز 125 سنة ونصف. وخلد بن دعماش أيضا المسيرة الفنية للشاعر العاشق والمشاغب محمد بن مسايب النازح من الأندلس والذي عاش في مدينة تلمسان بالغرب الجزائري, حيث اضطر إلى النفي الاختياري بسبب آرائه المطالبة بتغيير الأوضاع القائمة, وضد طغيان حكم الدايات في تلك الفترة.
وتستمر سلسلة عبد القادر بن دعماش في جزئها الثاني لتصل إلى غاية فناني اليوم, الذين نذكر منهم عبد القادر مكسا المولود سنة 1954 في ميرة بالقبائل, والمتوفى سنة 1988 في كريتاي بضواحي باريس عن عمر يناهز 34 سنة, من أغانيه: لونجة, ثافسوث, اندها تليذ, ثاقراولا. كما لم ينسى بن دعماش النساء الفنانات وفي مقدمتهن الفنانة الراحلة بقار حدة (1920-2000) في الشرق الجزائري بعبقريتها الخالدة, وبنهايتها المأسوية. الشابة زليخة (1956-1993) صاحبة الصوت الذهبي, صليحة الصغيرة (1942-2000), بهية فاراح (1917-1984) وغيرهن من الفنانات-الجزائريات.
وختم المؤلف كتابه الضخم بقاموس للمفردات الموسيقية, وبأكثر من عشرة صفحات لصور طبق الأصل, بالإضافة إلى مذكرة للكاتب يستعرض فيها أسماء الفنانين والموسيقيين الذين سيتناول بالتفصيل حياتهم الفنية في الجزاء الثالث من الأسماء الخالدة للفن الموسيقي الجزائري.