المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المجموعة الوحيدة في المغرب التي تعرضت للاعتقال بسب موقفهم النضالي.


ماجد المشاهبي
28/03/2010, 15h51
مجموعة لمشاعـــــــــــــــــــــــل



http://photos-a.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc3/hs125.snc3/17263_220263999682_617199682_2911605_7362644_n.jpg
قصة مجموعة لمشاعل :


مجموعة لمشاعل
سعيد بنغزال
يوسف وصفي
سعيد لبنين
ابو الفتوح نور الدين توفي من اثر التعذيب
شوقي عبد اللطيف توفي من اثر التعذيب



لمشاعل ماساة شباب غنوا فاتهموا بالاخلال بالنظام العام
كانو خمسة و سادسهم حلم كبير في ان يكون للكلمة صدى البوح في كهف حالك ترسل فيه خفافيش الظلام اصوات ارتداد شعارات الحرية المحشوة بمسامير كل ما من شانه .. كانو خمسة و سادسهم تصديق طفولي لوهم دولة الحق و القانون التي روعت سكونها لعلعة الرصاص و تاوهات شباب تحت سياط التعذيب كانو خمسة استحضرو يوما نضال تشي غيفارا و صمود بوجميع ووجدا حجاجا ليبيراليين جدا ينتهكون براءتهم بداع انهم غنو قصيدة لم تختتم ب..و هادي ساعة مباركة فاش تلاقينا .
كانو خمسة و سادسهم عقاب مذيل ببشاشة القاضي ...ستة اشهر و الغرامة لاعضاء مجموعة لمشاعل الغنائية الفرقة المغربية الوحيدة في تاريخ الفن المغربي و الظاهرة الغيوانية التي اعتقلت و ذاقت مرارة الاعتقال و السجن اما الاخرون فاستفادوا من حبس المجموعة التي بدات تقلق باغانيها قبل ان يصدر الامر – باش يربيو يماهم – و كانت الماساة و فاة عضوين تحت تاثير التعذيب
الحقائق التي ننقلها اليوم لم يسبق ان تناولها الاعلام المغربي الرسمي او المستقل و لا تلفزيون المصالحة و الحقيقة و الانصاف و تتحاشى مجموعات اليوم - المناضلة بزاف- تذكرها . انها عنوان ماساة فرقة غنت في حفل كبير بالحي المحمدي بسينما السعادة الى جانب ناس الغيوان لمشاهب ازنزارن و لرفاك التي كانت حينها تسمى بمجموعة الغاية و كذلك الثنائي بزيز و باز الحفل انتهى باسدال الستار على اعتقال وليدات لمشاعل و ترك المجموعا الاخرى ترفل بالنعيم .
و قائع مثيرة تنشر لاول مرة و تبدا عندما اسس فتيان لا تتعدى اعمارهم العشرين عاما مجموعة لمشاعل بسيدي البرنوصي في اواخر 1974 كان وقتها عدد من الشغوفين بالظاهرة الغيوانية يحاولون تقليد بوجميع و الطاهري و العربي باطمة . لم يكن هؤلاء يعتقدون ان خلف الدربوكة و البندير و البانجو اوهاما اما ان تبيع الماتش و تظل نجما تطاردك الجماهير و اما ان تنشد .. الدنيا اعطاتنا بالكدم .. ما ابقى فينا اللي يفهم ليكون مصيرك التجنديخ و الشيفون و الطيارة و عقوبة حبسية شردت شبابا و اغتالت الاخرين.
بكثير من الالم يستحضر سعيد لبنين البالغ من العمر 51 عاما الذي وجد نفسه نادلا في مقهى بعد ان كان نجما تصدح معه الجماهير هؤلاء الذين يطلبون من سعيد كأس قهوة او يلزمونه باعادة تسخين الكأس لا يعلمون ان الرجل سخن الطرح شحال هادي و كانت نهايته وراء القضبان رفقة رفاقه فرق كبير بين ان تقفز كالقرد فوق الخشبة و تقول راها نايضة و بين شباب غنوا يوما ما يشبه الرفض فكان مصيرهم التعذيب.
الثاني من نونبر 1977
سيظل هذا اليوم محفورا في ذاكرة سعيد لبنين و باقي اصدقائه ممن كتب لهم الاستمرار في الحياة كانت يومها قاعة سينما السعادة بالحي المحمدي في الدارالبيضاء غاصة بالجماهير التي جاءت لتحتفي بذكرى الراحل بوجميع احكور مؤسس ناس الغيوان فغنت ناس الغيوان قطتي الصغيرة و انشدت لمشاهب حمودة يا الكاويني و غنت ازنزارن امي حنا و قدم باز و بزيز ما تيسر من الفكاهة و غنت لمشاعل طالبين التسليم .. الا ان هذا التسليم تحول
الا ان هذا التسليم تحول الى كوابيس بمجرد ان هرع زوار الليل الى منزل هؤلاء بعد ان تفضل " فنان ما " بالارشاد الى بيوتهم .

يتذكر سعيد كيف جرى تجميعهم كالكلاب الظالة في قفص واحد كان اغلبهم نائمين في منازلهم لم يعرف هؤلاء ماذا فعلو تحديدا كانت تسريبات عن احتمال القبض عليهم في علم مجموعة طلبت منهم عدم ذكرها في الاستنطاق و التحقيق . تلقى الاعضاء ضمانات مقابل ذلك. الا انها تحولت الى ضمادات من فرط الركل و الرفس و الصفع و الفلقة . التي تعرضو لها نظير الاعتراف بانهم كانو يستهدفون الاخلال بالامن العام .
تناوب على أجسادهم الغصة عدد من المحققين و المعذبين كانو يسألونهم الاسئلة ذاتها " اش كا تقصد لدين امك بهاد الكلمة " و بعدها كانت تنهال على اجسادهم كل انواع السليخ . يتذكر الباقون من مجموعة لمشاعل يوم النطق بالحكم ويستحضرون حيتياته كانو عاجزين عن فهم ما يجري فالطابع السري للجلسات وعدم السماح لهم بلقاء ابائهم كان ينبئ باسوء العواقب.
في السجن المدني بعين البرجة بالدار البيضاء جرى ايداعهم شباب في عمر الزهور دسوهم و سط معتقلي الحق العام كان من الصعب شرح العقوبة
.. علاش شدوكم ..
لاننا غنينا..
تحولت كل الاحلام الجميلة الى كوابيس بات الشعر مرادفا للجريمة و صار اللحن انينا و راء القضبان.
كان حال لمشاعل يقول ماهمونا غير والدينا اللي ضاعو في ظلمة السؤال و التانيب. اما جدران السجن فهما علت ستهدها ريح العدل .
مرت الاسابيع الاولى ثقيلة و سط وعود بمراجعة الحكم فدولة الحق و القانون لا يمكن ان تقبل باعتقال و تعذيب و سجن فنانين شباب لم يحملو سلاحا . و لا خططو لاعمال ارهابية و لم يسعوا لقلب نظام الحكم و امنا فقط غنوا. كان وقتها ممثل النيابة العامة يعض اصابعه من فرط الغيظ. اذ لم يرقه الحكم. ربما كان يتطلع الى ان يحاكم هؤلاء الشباب باكثر من عشرين عاما او الاعدام اذا اقتدى الحال . ليكونوا عبرة لمن تسول له نفسه ان يغني بالشكل الذي لا يروق خدام النظام. لهذه الغاية قررت النيابة العامة استئناف الحكم .
مرت الايام كانها سنوات . عانى بعض اعضاء المجموعة من تبعات التعذيب الشديد . لم يتحمل هؤلاء هول الطيارة و الشيفون و التصرفيق و البرد القارس و حدث ان حلت ذكرى عيد العرش.
فكر شباب لمشاعل في و سيلة تخفف عنهم ما ينتظرهم في الاستئناف. و كان المقترح تقديم اغنية عن عيد العرش المجيد بمناسبة الاحتفال الذي ينظم بالسجن اثناء جلسة الاستئناف و على ضوء سلوك المجموعة و تاكيدهم على برائتهم من اي نوايا قد تعصف بهم في ظروف سياسية عصيبة تعرف اليوم بسنوات الرصاص و كان عنوانها الاساسي الاعتقالات التعسفية قررت هياة المحكمة تاييد الحكم الابتدائي ..ستة اشهر نافذة .
اطفات لمشاعل قبسها بمجرد ان غادر اعضاءها السجن . تفرقو في ارض الله .كل الى همه لم يعد يجمعهم البانجو و لا السنتير ذابت احلامهم على نار هادئة . بكو طويلا عندما تناهى الى بعضهم ان فردين من المجموعة ماتو بتاثير التعذيب . لم ينصفهما احد و لم يفكر احدهم في جبر ضرر المجموعة و ذويهم . توفي نور الدين ابو الفتوح و بعده شوقي عبد اللطيف . و بقي الاخرون يعانون منهم من توارى عن الانظار بحثا عن الرزق و منهم من اشتغل نادلا في مقهى متواضع كما هو حال سعيد لبنين.
افل نجم لمشاعل في الوقت الذي تهافتت مجموعات اخرى على سرقة اسم لمشاعل ثم ايهام الجماهير انهم المعنيون بالاعتقال ..
انتهت المجموعة دون ان يحتفى بها . و لا ان تكون شعارا لنضال حقيقي يستفيد منه الان من لن يمر بجانب كوميسارية .

ماجد المشاهبي
28/03/2010, 15h52
مقتطفات من صك الاتهام



بناء على محضر الضابطة القضائية و المستفاد منه ان كل من الظنين شوقي عبد اللطيف و سعيد بنغزال و يوسف وصفي و سعيد لبنين و ابو الفتوح نور الدين و الذين يؤلفون جميعا فرقة موسيقية تسمى لمشاعل قامو خلال مشاركتهم في حفل غنائي اقيم يوم 2/11/1977 بسينما السعادة بالحي المحمدي تخليدا لذكرى وفاة بوجميع بالقاء اغنية بعنوان طالبين التسليم و التي استهدفو من شانها اهانة مقدسات الدولة و الاخلال بالنظام العام ..
و صرح الاظناء ان العبارات التي تشمل عليها الاغنية هي من تاليفهم جميعا و انهم لم يستهدفو من عبارات الاغنية اهانة مقدسات الدولة و الاخلال بالنظام العام و انكرو جميعا ان تكون عبارات الاغنية موجهة الى صاحب الجلالة الحسن الثاني . و انما بعض عباراتها موجهة الى الحكام و الموظفين الصغار و بالاخص الشيوخ و المقدمين . و ان باقي عبارات الاغنية هي بمثابة انتقادات و تعابير عرفية و عامية . حيث حضر الاظناء جلسة الحكم بتاريخ 7/12/1977 لمناقشة قضيتهم التمس ممثل وكيل الملك جعل المحاكمة تجري في سرية تطبيقا للفصل 303 من قانون المسطرة الجنائية فلبت المحكمة طلبه و جعلت الجلسة سرية . و قررت المحكمة و هي تبث القضايا الجنحية ابتدائيا و علنيا و حضوريا ادانة الاظناء من اجل ما نسب اليهم من اهانة مقدسات الجولة و الاخلال بالنظام العام و حكمت المحكمة على كل واحد منهم بستتة اشهر حبسا نافذا و غرامة قدرها 200 درهم مع الصائر و الاجبار في الادنى .





حكم جنحي صدر بتاريخ 14/12/1977 تحت عدد 6225/4 ملف