المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فوق جناح الحب


إيمانيات
19/01/2010, 06h03
كانت سلمى شابة في ربيعها التاسع عشر ، مرحة ،
متفوّقة ، تحب الحياة و الناس ، مـُتفائلة و إيجابية ،
تحاول تجربة كل الأشياء الجديدة التي تمرّ على حياتها ،
لتملأ شخصيتها نضجا عن طريق اكتساب خبرات و تجارب
تـُعلّمها المزيد من مدرسة الحياة ،فصل الشباب الغـَض ، مشهد العمر البـِكر .
كانت لها صديقة منذ براءة الطفولة، موضع ثقتها و كاتمة أسرارها،
تبـُثـّها كل همومها و مشاكلها التي تضعها الظروف أمامها في طرقها
المـُتشعبة و دروبها المختلفة.
كانت آية مثلها فتاة وحيدة، الأب مسافر للعمل، و الأم هي التي تقوم
بالرعاية و تقديم المشورة، الدعم النفسي أو المعنوي أثناء غياب الأب
السلطة القضائية، مرساة السلامة و صمام الأمان.
كانت الفتاتان تذهبان كثيرا للمبيت كلا منهما عند الأخرى،
نظرا لثقة أمهاتهما في البيت الأخر و معرفتهما لبعضهما على
مدار سنين مضت منذ أن كانتا ابنتاهما طفلتان في مدرسة واحدة معا.
ترقد سلمى على فراش آية في غرفتها تنظر إلى قطتيّها ،
السيامي ذكر و أنثى ، كانا يرقدان على السجادة بجانب فراش الفتاتان ،
يلعبان سويا ، يقوما بالقفز و المناوشة .
سلمى: حتى القطط تحتاج للعلاقات الثنائية ، الجري و اللعب معا ،
نحن لا نستطيع الإجهار مع وليفنا إذا اخترناه ، فنفعل مثل ما تفعل
القطط نعيش بحرية ، نحب بحرية ، نختار بعضنا بحرية.
تضحك آية في سلاسة من كلام صديقتها
بصوت رنان!
آية: هل تريدين أن تقارني بين العلاقة الثنائية للشاب مع الفتاة بعلاقات
الحيوانات الثنائية ؟ هم يستطيعون فعل ما يشتهون، وقتما يشاءون
تحت سمع و بصر الكائنات كلها، بدون استئذان، في مكان مفتوح،
يلـّتحفوا السماء، يفترشوا الأرض، يلّفحهم الهواء الطلّق من كل جانب،
أتحسدينهم لأنهم دواب و نحن بشر!! كل مملكة و لها قواعدها لا
نستطيع تقليدهم عزيزتي.
تبتسم سلمى و هي تفكر في كلام آية !
سلمى: لم أقصد أن نـُطبّق قواعدهم بحذافيرها، تفهمين قصدي،
نعدو بشبابنا و حيويتنا لأغتراف الحياة، تعرفين القيود و الأغلال
تخنقني لا أريد عندما أجد توأمي الذكر أن تسجنني قائمة بالممنوعات.
تفتح آية شباك الغرفة المـُغلق ليدخل هواء الليل !
آية: أعتقد أن الليل و القطط لعبوا بأفكارك فحرّكوا اشتياقك لشريك الحياة،
و فتحوا شهيتك على وجود النصف الأخر منك مع أننا لسنا في موسم
التزاوج عند القطط !!
تندهش سلمى لفتح صديقتها الشباك بينما تستعدان للنوم!
سلمى: لماذا فتحت الشباك ؟ لقد بدّلنا ملابسنا و سنأوى للفراش ،
سنصبح فريسة لهواء الليل البارد و أنظار الآخرين!
ترد آية في سخرية: أليست القيود تزعجك و الأغلال تخنقك؟
أم أدركت أننا بشر و لنا فطرتنا المختلفة ، سبحانه له في خلقه شئون ،
يعرف طبيعتنا و ما يتناسب معنا ، فعندما ننفذ أوامره و نمتثل لطاعته
بما فرضه علينا ،نكون وصلنا بأنفسنا لأفضل حال!
ليست طاعتنا لفطرتنا السليمة أغلالا و لا قيودا،
معرفة الخالق بطبيعة مخلوقاته
و تركيبة كل ممالك خلقه على حدا مـُسبقا،
ليس بالضرورة قيد لنا و قهر لحرياتنا !
تظلّ سلمى طوال الليل تفكر في كلام صديقتها!
تتقلـّب سلمى على فراشها في حيرة من
أمورها و أحوالها المضطربة!
تهذي سلمى مع نفسها: أنا لا أريد أن أخرق الأوامر أو أقذفها عرض الحائط،
فقط لا تخنـُقني هي بقيود سميكة تـُعيق حركتي و تحرمني الاستمتاع
بالحياة مع من يختاره قلبي !
فلست مـُتمردة كـُلـّيا على القواعد و المنهج الذي وضعه ربي
و يتّبعه مجتمعي، لكن بعض البشر يفرضون أسوارا ًعالية
و سياجاً مرتفعة تـُعيق أبسط حقوق الحريات،
لا تخرجي قبل الزواج أبدا،
يجب أن يعلم أهلك بهذا الارتباط و يوافقون
عليه كـُلياً،لا تجعلي المجتمع يراك مع شخص وحدكما في مكان عام،
لا يجمعكما سويا ارتباط رسمي، سلسلة مـُتصلة
من قيود و أغلال مكوّنة من حرفين لآم و ألف !
هذان الحرفان يمكنهما إغلاق كل منافذ الحرية
يشدّاني إلى الأرض، لا يرفعاني لأرفرف في السماء بين السحاب،
مثل الطيور ! آه مالي و الحيوانات و الطيور الليلة !
أأحسدهم فعلا على ما متّــعهم به الله سبحانه و تعالى !
عندما ألتقي بنصفي الأخر، سأطير مثلهم في عنان السماء
فوق جناحيّ الحب سأطفو على رياح الشوق لأحلّق عاليا،
لكن ماذا سيحدث إذا لفظّت عني كافة
الأوامر و التكليفات،إذا تمردت على فطرتي و تكويني البشري
و ضعفي الإنساني ماذا سيكون مصيري؟ لا يهم سأنمو مثل
النباتات و الأزهار من التربة، سأركض مثل الحيوانات فوق الأرض،
سأسبح في مياه البحار و المحيطات مثل الكائنات المائية،
أو سأعود كالفراشة في دورة حياة أخرى!
لكن سيظلّ الإنسان سيد الكون بلا استثناء، أفـّضلهم ،
أرّقاهم ،أميـّزهم! لقد خصّه الله عن كافة المخلوقات
فأعطاه الأمانة، فلماذا أريد أن أصبح كائنا أخر في
مملكة أخرى تخدم نسل آدم
خلفاء الأرض و وارثي جنة الرحمن !

د أنس البن
20/01/2010, 10h50
من البديهى والطبيعى أن تكون كريمة الفنان الكبير الموسيقار الراحل عبد العظيم محمد , قد طالتها عدوى الفن والإبداع ونالها نصيب من بعض جيناته الوراثيه المتألقه , والمثل الشعبى يلخص ذلك فى حديثه عن إبن الوز ,
أقول هذا لأنى بدون أدنى مجامله أرى عملا متكاملا من حيث البناء والسرد واللغه وقبل ذلك كله الفكره , فكره جيده ويمكن تناولها من زوايا لا حصر لها , ممتاز يا إيمان وأهلا بك فى الملتقى ............. :emrose:

إيمانيات
20/01/2010, 19h13
عندما يتكلم و يـُقـّيم د\ انس عمل ما فهو يتكلم بدون مجاملة و بالتالي يكون رأيه

هام جدا و حيادي بشكل كبير ، بنت الوز اللي بتتعلم العوم في دنيا الكتابة و دايما محتاجة

للمساندة و الدعم من سميعة الفن الكرام بتشكر حضرتك جزيل الشكر :emrose: