المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المعهد الرشيدي للموسيقى التونسيّة


Le musicien
28/12/2009, 17h43
المعهد الرشيدي للموسيقى التونسية

لقد توفرت عدة عوامل بتونس كان لها دور كبير في بعث المعهد الرشيدي في شكل جمعية للمحافظة على الموسيقى التونسية العربية .
فمن ذلك :
1 – عناية البارون دير لانجي بالموسيقى العربية وجمعه لمشائخ الفن بقصره بسيدي أبي سعيد ليتعلم عليهم هذا الفن الأصيل من مثل المشائخ أحمد الوافي المتوفى سنة 1921 ومحمد غانم عازف الرباب الشهير المتوفى سنة 1942
وخميس الترنان المغني والملحن المتوفى سنة 1964 وجلبه للشيخ علي الدرويش من الشام ليقوم بتدريس الموسيقى العربية
( بمكتبة العطارين ) ويعينه على تأليف الجزء الخامس المتعلق بالمقامات والطبوع من كتابه " الموسيقى العربية ".

2 – حضور الوفد التونسي بالمؤتمر الأول للموسيقى العربية المنعقد بالقاهرة سنة 1932 واطلاعه على سير أعمال
معهد الموسيقى الشرقية بالقاهرة برئاسة الأستاذ مصطفى رضا بك .

3 - العمل على تنفيذ أهم توصيات هذا المؤتمر المتعلق بجمع التراث الموسيقي العربي وتلقينه للجيل الصاعد .
4 – شعور ثلة من الشباب التونسي بالخطر المحدق بالشخصية التونسية وأصالتها العربية الإسلامية لا سيما بعد تنظيم المؤتمر الأفخارستي بتونس وتهجم المستشرقين على اللغة العربية ومحاولة الاستعمار قطع كل صلة بين المشرق والمغرب العربيين .
ونتيجة لكل ذلك انعقدت جلسة عامة بالمكتبة الخلدونية سنة 1934 أسفرت عـلى تأسيس جمعية سميت
" الرشيدية " تخليدا لذكرى محمد الرشيد باي ثالث بايات الدولة الحسينية الذي تولى الحكم سنة 1756وكان قد اعتنى بالموسيقى والأدب وكان شاعرا ملحنا وأسندت رئاستها للمرحوم مصطفى صفر.
وتأسست في نطاق هذه الجمعية لجنة أدبية برئاسة الشيخ العربي الكبادي ضمت ثلة من الأدباء كالأمير الشاذلي خزنة دار والسادة مصطفى آغا وأحمد خير الدين وبلحسن بن شعبان ومحمود بورقيبة والهادي العبيدي وعبد الرزاق كرباكا وجلال الدين النقاش ، ولجنة موسيقية ضمت المشائخ محمد الأصرم ومحمد الدرويش وحسونة بن عمارة وخميس الترنان والطاهر المهيري ورشيد بن جعفر ومحمد غانم ومحمد بن سليمان ، وفرقة موسيقية ومجموعة صوتية اعتمدت فيها على محمد الأصرم ثم محمد التريكي وخميس الترنان وخيلو الصغير وشافية رشدي .

وتحولت هذه الجمعية سنة 1938 إلى معهد لتدريس الموسيقى جلب له الأستاذ علي الدرويش من حلب والأستاذ بونورة الإيطالي وأسند هذا التعليم سنة 1943 إلى غدارة أحد خريجي المعهد السيد الصالح المهدي .

وقام هذا المعهعد من سنة 1941 بتدوين التراث الفني بالنوطة من أفواه جمع من مشايخ الفن كعلي بانواس والصادق الفرجاني وغيرهما وقام بالكتابة الأستاذان محمد التريكي والحبيب العامري .
وقد ساهم المعهد الرشيدي في بعث النهضة الفنية الحالية بتكوينه للإطارات التي اعتمدت عليها بعد الإستقلال لتأسيس فرقة الاذاعة للموسيقى والمعهد الوطني للموسيقى كما أخرج أبرز المطربين والمطربات وركز الروح الموسيقية العربية بواسطة الحفلات والإذاعة والإسطوانة وهو يواصل رسالته بحماسة وتطور .

:thankyou: