المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يـا معـداويـة - محمـد قـنديـل


M O H A M E D
24/12/2009, 00h46
إحدى روائع الفنان محمد قنديل
بإهداء خاص لأستاذي الحبيب المهندس محمد علي ( قناديلي ) بمناسبة ذكرى ميلاده :emrose:
كل عامٍ و أنت بكل الخير ..

يا معداوية

كلمات الشاعر : عبد الرحيم منصور
ألحان الملحن العبقري : عبد العظيم عبد الحق

M O H A M E D
24/12/2009, 00h57
يــــَــــــا معــَـــــدَّاويــــَّــــة

يا معدوايــة ، قدفــوا و قــربـوا شطـــي لها
دا البحــــر خد من لـون عيونهــا و قال لها
ع البـــــــــر مستنــــــــــــــي جـــــــــــدع
شــــــوق و كـــــلام ، مـا اتقالـــش أبداً أبداً
في الغيـــاب و لا في الـوداع و لا في الودع
ردوا عليــــــا .. مدوا شويــة يا معداويــــة

***

يا معداويـــــة ، رمشهــا وتـــر الربـابـــة
ياما أنا و النجم قسمنا النغم حرقة و صبابة
و قلبهــــــا بستـــــــــان منــــــور بالحنـان
بتغنــــي فـــــــوق أغصــــــــانه لبــــلابــة
تهــــــوى طيــــوره و العشــق و الملاغيـة
ردوا عليــــــا .. مدوا شويــــة يا معداويــة

***

يا معداوية
قــربوا و جـــربوا بعيونكـو ايه معنى اللقـا
لو بين قلوبكـم طير ليملا بحركم بالزقزقـة
و النسمـــــــــــــــة ويــــــــــــا الشـــــــال
بيـــــــــرقـــَّـــصوا المـــــــــــــــــــــــوال
و الفرحة في قلبي بتغني .. بتغني في عنيا
ردوا عليـــــــا .. مدوا شويــة يا معداويــة

***

يـــا معدوايــــــة ، يــــا وعـــدي ع الغيـة
أيـــــوة أهي جــايــــــة قمـــــراية ع المية
طب لو انا معدواي غاوي و بحري غناوي
لاعدي بيهـــــــــا فـ بحــــر بلا ميــــــــــة
آهيــــــــن عليهـــــــــا يا ســـــــــلام عليا
هاخد إديهـا عصفـورة خضرة ما بين إيديا
ردوا عليـــــا .. مدوا شوية يا معداويــــــة
:emrose:

M O H A M E D
24/12/2009, 02h40
الأغنية كما أسمعها ..

تبدأ الأغنية بمقدمة موسيقية قصيرة بعدها يدخل الكورال ..
كورال النساء : يا معداوية
و عند آخر حرف يرد كورال الرجال : يا معداوية
و أيضاً عند آخر حرف يدخل قنديل قائلاً : يا معداوية
و المقصود من ذلك التتابع هو الإيحاء بحركة الماء .. فكما تتتابع الأمواج تتابع النداءات ، فما أن تنتهي موجة إلا و تلاحقها الأخرى
و بهذه الكلمة فقط استطاع الملحن أن ينقلني كمستمع إلى جو الأغنية ، على مركب صغير ينقل الناس بين بر و آخر ..
و الملاحظ أن دور الكورال سيقتصر على ترديد تلك الكلمة فقط بنفس التتابع طول الأغنية ، و الذي سيستخدمه الملحن أيضاً بدلاً من اللزمات الموسيقية بين الكوبليهات
و أعتقد أن لذلك سبب درامي .. فالحبيب مشتاق للقاء حبيبته لدرجة أنه يطلب من المعدواية الإسراع أكثر ، فلا وقت للزمات موسيقية و لا أي ( رغي ) من الكورال و لا غيره !
و عبد العظيم عبد الحق من أكثر الملحنين مراعاةً لدرامية اللحن .. يتفوق في ذلك على أسماء أخرى كانت أكثر حظاً في تسليط الأضواء عليها
نعود للمعدواية ..
و ( المعدية ) لمن لا يعرفها هي مركب تستخدم لنقل الناس بين جانبي النهر..
و ( المعدواية ) هم العاملون عليها .. قديماً كانوا يستخدموا ( المقاديف ) في تحريكها

يا معدواية ..
قدفــوا و قــربـوا شطـــي لها
دا البحـر خد من لـون عيونهــا ،
و قال لها ..
ع البـر مستنـي جـدع
شــوق و كـلام ،مـا اتقالـــش أبداً أبداً
في الغيـــاب ..
و لا في الـوداع و لا في الودع
ردوا عليــــــا ..
مدوا شويــة يا معداويــــة


شابٌ فتيّ .. ينتظر حبيبته ، القادمة من بعيد ، على سطح مركب
لهتفه أكبر من كل المسافات .. و شوقه أعلى من أمواج البحار
في صدره أسرار و حكايات ، و كلام لم يقال من قبل بين العشاق
يلوم بُعد الشاطئ .. مع أن كل ما يفصله عنها دقائق معدودة !
ما هذه اللهفة ؟ أتحبها للون عينيها أم ماذا ؟

رمشها وتر الربابة
ياما أنا و النجم ..
قسمنا النغم حرقة و صبابة

رمشها وتر الربابة !!
جميل .. و لكن أتسهر و تشتاق و تناجي النجوم من أجل رموشها ؟!
يحترق قلبك شوقاً لهذا فقط ؟

و قلبها بستــــــــــان منور بالحنان
بتغني فــــوق أغصــــــــانه لبلابة
تهوى طيوره و العشق و الملاغية

الله الله الله ..
الآن قد اتضح السبب ..
فقلبها ليس ككل القلوب
بستانٌ نمت فيه زهور المحبة و أشجار الغرام ..
يسطع عليه شمس الحنان ..
حبيبة بهذه المواصفات تستحق كل الحب ..
أن تشتاق لها كل الاشتياق ،
أن تخبئها في قلبك ..
فالجمال قد لا يدوم أما جمال القلوب يدوم و يزداد مع الأيام
و كم من جميل المنظر قبيح الجوهر !
أكمل ..

M O H A M E D
24/12/2009, 02h44
يا معداوية قربوا..
و جربوا بعيونكو إيه معنى اللقا
لو بين قلوبكم طير ..
ليملا بحركم بالزقزقة
و النسمة ويا الشال
بيرقصوا الموال
و الفرحة في قلبي .. بتغني

بتغني في عنيا

اللقاء .. مَن منا لا يعرف معناه ؟!
صحراء جراء ، و فجأة غمرها الماء !
طير فاقد الجناح و قد ارتفع في السماء !
شئ يشبه المعجزة .. للقلوب الحيرى
لو أن بها طيور لملأت البحور غناءً ..
يحول الحياة إلى مشهد راقص .. متناغم
يعيشه القلب فيرقص .. و تشاهده العين فتغني فرحاً
له الله من حُرم حلاوة اللقاء و ذاك المشهد !

يا معدواية ..
يا وعدي ع الغية
أيوة أهي جاية.. جاية
قمراية ع المية
طب لو انا معدواي ..
غاوي و بحري غناوي
لاعدي بيها في بحر بلا مية
آهين عليها يا سلام عليا
هاخد إديهـا ..
عصفـورة خضرة ما بين إيديا

هوّن عليك يا صديقي !.. أشعر بقلبك يخفق الآن ، لرؤيتها
و لصورتها المضيئة على سطح الماء ..
آهٍ منها فقد تقودك للجنون ..
و سلامٌ عليك من عاشق مخلص !
،،،

و يا سلام على قنديل في غنائه .. و أدائه و إحساسه
فضلاً عن الأداء البديع و القرارات الحريرية التي يقدمها قنديل في هذه الأغنية مثلاُ في كلمة ( الملاغية )
، فهناك شئ لابد من الإشارة إليه .. مخارج حروفه ، و في هذه الأغنية يدهشني مع كل حرف ..
مثلاً : الغُنة في تنوين ( أبداً ) ، و الوقوف على بعض الحروف كـ ( ن ) في ( نستان ) ، ( الحنان )
و ما فعله في كلمتي ( الشال ) و ( الموال ) شئ عجيب
فلم يُطل في المد .. و استبدله بإطالة الحرف الساكن ( ل ) !
هذا عكس الطبيعي و المتوقع .. و لكن كان لسبب درامي
فالمقطع" و النسمة ويا الشال .. بيرقصوا الموال " يشير لفرحة عارمة يتراقص معها كل شئ
فاختار قنديل أن يغني الحرف الساكن ( ل ) - آه يغنيه - و يتلاعب به !
فإذا بالساكن يتحرك .. بل و يرقص فما بالنا بالمتحرك أصلاً !.. و هذا للتعبير على حالة الفرح التي حركت الساكن و جعلته يرقص
الله يرحمك يا قنديل !

M O H A M E D
24/12/2009, 02h53
على أنغام " يا معداوية "..

قلبٌ مشتاق ، متلهف لرؤية حبيبته .. ينتظرها على الشاطئ ..
عيونها بلون البحر و الأمواج تحملها إليّ .. بقلبها العامر بالمحبة و الحنان
هل اقتربت ؟؟ لا.. ليس بعد

أسرعوا بالله عليكم ... فالغرام كبير و الكلام كثير ، طريقها طويل و بالقلب حِمل ثقيل
حكايات تتمنى البوح ، و أسرار تود أن تكسر القيد
و دقات قلبي رقصت من الفرح .. لما رأتها مُقبلة !

قمرٌ يطفو على الماء .. ذاك هو قمري
عصفورٌ يحلو معه الغناء .. و الأغنية أغنيتي
هل لحياتي بعد الغيم صفاء .. تلك هي أمنيتي
كل ذلك يحدث في لقاء .. و الحبيبةُ أنتِ !

أقبلي .. لا تبتعدي
فأنا لكِ .. و إنتِ لي ..

أتعجب !!
كيف يبقى خالياً من له عينٌ و قلب !!
كيف يبقى معذباً من كان بين يديه حب !!
كيف يبقى العمر شيئاً من عذاب .. إن تركنا السلـْم يمشي بكل درب ؟

إنها أيامُ حـــزنٍ إن رضينا بالفراق
إنها أوجاعُ قلبٍ كلمــــا زاد اشتياق
إنني لست أنا .. ليس لـي إلا الشقاء
لن أقول ما اعتاد أن يذيعه الشعراء
هل سمعتي عن عذاب أناسٍ ذاقوا ريح الجنة .. و قد سوقوا لنار !
هذا يلخـِّص شكوتي .. مأساتي و حيرتي

أن أنام و العين تبكي كلما ذكرَت حروفـــــاً
كنتِ قد قلتيها يوماً ، قد سمعتُ منها ألوفــــاً
غادرت تلك الحروف و لم يظل سوى الأمل
طويته بالصدر كـرْهــاً ، ربمــا يأتي الأجل
أو تعودي و أن يعود الحب يشرق من جديد
فوق أرضٍ عامـــرة ، لا يعيش فيها غريب
كلنا أحبــــــــاب نفــــرح كلمــا أقبل حبيب

فقد رأيت العمـــــــرَ أقصر من أمانٍ طائـلة
هذه الدنيــــــــا قليلة ، مهما طــــالت زائـلة
اليوم ألقــــــاكِ و لكـن ، تلك أصغــرُ أمنيـة
ربي ، اجمعنــي بها في الجنـــات العـــاليـة

الألآتى
24/12/2009, 11h19
أولاً : تسلم إيدك وقريحتك .. وخيالك ياسلامونى

ثانياً : شكراً لهديتك الجميلة لعمنا محمد على .. والتى يستحقها بالتأكيد ..

ثالثاً : أنا محتاج شهر ياعم سلامونى علشان أتمعن فى كل هذا التصوير الذى أوردته فى مقالك التحليلى الجميل والطويل ..

لقد أحسست لأول وهلة أنك تعبر عن إحساسك الشخصى تجاه الأغنية وتجاه قنديل بالطبع ..

فأنت قناديلى أصيل .. وهذا شئ يسعدنا بالتأكيد

M O H A M E D
25/12/2009, 02h36
والله أنا اللي سعيد بحضورك يا أستاذ محمد
و أشكرك على كلماتك الطيبة يا راجل يا طيب .. و انا ما كتبتش غير خواطري كمستمع
و هاكون أسعد لما تكتب لنا تحليل اللحن - بالتفصيل ;) - ، و توضح لنا أسلوب عبد العظيم عبد الحق
ربنا يبارك لنا فيك يا مايسترو ، و ما يحرمنيش من ذوقك أبداً
:emrose:

MOHAMED ALY
25/12/2009, 20h53
هدية مقبولة يا محمد ... أغنية أشعر فى كثير من الأحيان أنها أروع ما غنى قنديل ... أستمع اليها منذ عام 1979 و لا أمل السماع اليها ... بل إننى دائما أجدها بوابة الدخول لمن لا يعرف الفن القناديلى .
أجدنى فى حيرة بمن أبدأ ... بهذا الشاعر الجنوبى ... و الذى أتانا حالما ... و رحل عنا سريعا محتجا ... و كأنه يحاكى الجنوبى العنيد أمل دنقل .
أم بعمنا عبد العظيم الحق ... تاجر الأنتيكات ... الذى يطل علينا بين الفينة و الأخرى من مشربيته ... فيلقى الينا بواحدة من عجائبه ... ليتنا أجد من يدلنى على لحن دون اللمستوى لعبد العظيم عبد الحق ... و قد حدثنا عنه أستاذنا الدكتور / أنس البن فى أحد اللقاءات ... و عن علاقة صداقة كانت قائمة بينهما ... ليت أستاذنا الفاضل يتكرم بالقاء المزيد من الضوء على هذه العبقرية ... التى أراها مع عبقريتى أحمد صدقى و محمود الشريف .. أرهاه عبقريات تفوق كثير من العبقريات التى صنعها الإعلا و شبكات المصالح .
محمد قنديل ... لنا معه حكاية لا تنتهى ... دائما عند حديثى مع محمد السلامونى كان يقول لى : لو أن قنديل تعاون مع عبد الوهاب أو تعاون أكثر مع الطويل و بليغ ... فكان ردى دائما : ليس فى الإمكان أروع مما كان ... فقنديل المنهج أنجز منهجه كاملا و رحل و لسان حاله يقول مقولة أمرؤ القيس الخالدة :

علىّ نحت القوافى من مقاطعها *** و ما علىّ إن لم تفهم الـ ...

رائد عبد السلام
26/12/2009, 09h04
كان التحليل الساحر لك

أخي محمد السلاموني

هو خط يوازي متعة اللحن وصوت قنديل
الآخذ بشغاف القلب

الله علي ذلك التحليل الواعي الفاهم المثقف

في انتظار الكثير من فيض
هذه (الموهبة) التي كانت خافية علينا

وتقبل خالص تحياتي واحترامي:emrose:

M O H A M E D
27/12/2009, 01h00
القناديلي الحبيب محمد علي .. صدقت يا أستاذي العزيز و حقاً ليس في الإمكان أروع مما كان
و كان من حقي أن أسأل و أستفسر ، فبالنسبة لي الاستماع إلى محمد قنديل مثل قراءة رواية طويلة ، أعيش معها .. أندمج مع أحداثها و أذوب في تفاصيلها ، و كلما قرأت فصلاً تبادرت إلى ذهني أسئلة لا حصر لها ...
ثم يأتي التفسير في الفصول اللاحقة .. إلى أن اقتنعت تماماً برأيك أن " قنديل منهج " ،

و على ذكر الشاعر أمل دنقل .. أنقل لك هذا الجزء من حوار مع الشاعر عبد الرحمن الأبنودي حينما ذكـَّره المحاور بأغنية يا ناعسة :
( يا ناعسة لا لا لا لا.. خلصت منى القوالة.. والسهم اللى رمانى قاتلنى لا محالة )
ياااه دى بتفكرنى بحبيبى أمل دنقل، خلانى أدور عليها كتير وهو يطلبها وكأن روحه متعلقة بيها، سألت محمد قنديل عنها فقال لى دى تايهة منى ومش عارف ألاقيها، ثم اكتشفت أن حلمى أمين هو الذى لحنها فطلبتها منه وذهبت إليه فوجدته غارقا فى كومة شرايط بيدور على الأغنية وعلى دخلتى لقاها.. فضل « أمل » يسمعها لحد ما مات..

هذا هو قنديل .. - و بالمناسبة هذه الأغنية غير متوفرة في المنتدى بتسجيل ستوديو ! -
و لما سئل أمير النغم رياض السنباطي عن رأيه بالمطربين فابتدأ بالحديث عن قنديل قائلاً : محمد قنديل ممتاز فهو قادر على ان يؤدي أي لون من ألوان الغناء ..وطنيات ودينيات وغزليات ممتاز ..
هذا هو قنديل .. مطرب المطربين و الفنانين و محبي الفن الأصيل ، و لا داعي لتكرار ما قاله الفنانين عنه
و بالرغم من كل هذه الشهادات إلا أني أراها لا توفيه حقه أبداً
و مسألة أن " قنديل منهج " ليست سهلة الاستيعاب عند البعض ، و تحتاج لاستماع و متابعة على مدى سنين
و كذلك أنا لم أستوعبها و ظللت أدقق و أبحث و أستمع دون حكم مسبق حتى وصلت لنفس النتيجة ..
و أرى أن نؤجل حديثنا عن هذه النقطة بعد محاولة فك طلاسم أغنية ( يا معدواية ):emrose: و الاستمتاع بها قدر الإمكان .


و أرجو من أخي الأستاذ رائد عبد السلام .. الشاعر الجميل ،
أن يسعدنا بالحديث عن الكلمات و عن أوزانها ، و جمالياتها من وجهة نظره
لنستفيد ، و نستمتع جميعاً
و شكراً لذوقك و لحضورك الرائع :emrose:

رائد عبد السلام
27/12/2009, 12h19
و أرجو من أخي الأستاذ رائد عبد السلام .. الشاعر الجميل ،
أن يسعدنا بالحديث عن الكلمات و عن أوزانها ، و جمالياتها من وجهة نظره
لنستفيد ، و نستمتع جميعاً
و شكراً لذوقك و لحضورك الرائع :emrose:



دكتورنا الجميل صاحب الذائقة الأدبية القنديلية
محمد السلاموني

بعد ما تناولته ياصديقي بشفافية شعرية رائقة
لا أستطيع أن أضيف كثيراً في عرض الجماليات
فقد أضاف حبك لقنديل روعة في تناول الصور البيانية للأغنية
وكان عبد الرحيم منصور- رحمه الله- علي حد قول الملحن الكبير
محمد الموجي هو (حارة) متفرعة من (شارع ) الأبنودي

كانت كلمات الأغنية هي إبحار في نيل الجنوب
من خلال تناول مفردات شديدة الخصوصية
يعرفها المصريون جيداً وتتراوح بين النداء الملتاع :
يامعداوية
حيث ينادي العاشق علي المعداوية تلك الطائفة
التي ارتبطت في وجداننا
بالسفر وما يحمله من ألم لفراق حبيب ..
ولكنه هنا يناديهم مفعماً بالوجد مستسمحاً إياهم في تقريبه للحبيب
شافعاً طلبه بذكر محاسن المحبوب مستعطفاً إياهم بوصف محاسنه :

يا معدوايــة ، قدفــوا و قــربـوا شطـــي لها
دا البحــــر خد من لـون عيونهــا و قال لها
ع البـــــــــر مستنــــــــــــــي جـــــــــــدع
شــــــوق و كـــــلام ، مـا اتقالـــش أبداً أبداً
في الغيـــاب و لا في الـوداع و لا في الودع
ردوا عليــــــا .. مدوا شويــة يا معداويــــة

***

ثم يبدأ العاشق في وصف حسي لكنه عفيف
لصفات المحبوبة
مستحثاً إياهم :
يا معداويـــــة ، رمشهــا وتـــر الربـابـــة
ياما أنا و النجم قسمنا النغم حرقة و صبابة
و قلبهــــــا بستـــــــــان منــــــور بالحنـان
بتغنــــي فـــــــوق أغصــــــــانه لبــــلابــة
تهــــــوى طيــــوره و العشــق و الملاغيـة
ردوا عليــــــا .. مدوا شويــــة يا معداويــة

***
ولكن ....يبدو في الصورة الشعرية
المظللة بالأزرق
أثر الصنعة التي سيطرت
علي الشاعر
فأنا لا أفهم كيف يتأتي الجمال في صورة لبلابة
تلتف علي أغصان ذلك القلب - البستان
وما توحيه في النفس مفردة :اللبلابة
من التسلق وإعاقة الحركة !!


يا معداوية
قــربوا و جـــربوا بعيونكـو ايه معنى اللقـا
لو بين قلوبكـم طير ليملا بحركم بالزقزقـة
و النسمـــــــــــــــة ويــــــــــــا الشـــــــال
بيـــــــــرقـــَّـــصوا المـــــــــــــــــــــــوال
و الفرحة في قلبي بتغني .. بتغني في عنيا
ردوا عليـــــــا .. مدوا شويــة يا معداويــة
********



الفرحة الكامنة في قلبه تحولت
إلي طائرصداح يشدو من نافذة عينيه .


يـــا معدوايــــــة ، يــــا وعـــدي ع الغيـة
أيـــــوة أهي جــايــــــة قمـــــراية ع المية
طب لو انا معدواي غاوي و بحري غناوي
لاعدي بيهـــــــــا فـ بحــــر بلا ميــــــــــة
آهيــــــــن عليهـــــــــا يا ســـــــــلام عليا
هاخد إديهـا عصفـورة خضرة ما بين إيديا
ردوا عليـــــا .. مدوا شوية يا معداويــــــة
*********
يقولون إن الجمال يكمن في عين الناظر إليه
ويبدو أن هذا صحيحاً ...
فالعاشق يري المحبوبة عصفورة خضرا
تحفل بالنعومة والطاعة والتجاوب
وهنا يختم الشاعر أغنيته بالوصال ... تيمناً
بقرب لقاء محبوبته.
:emrose:
جاءت المفردات مليئة بالموسيقي اللفظية
كالجناس الناقص في :
معداوي ،غاوي ، غناوي

وجاءت التشبيهات في بعض الجمل كقوله :
رمشها وتر الربابة

والاستعارات كقوله:

أنا والنجم قسمنا النغم حرقة وصبابة

حيث يعد النجم صاحباً ساهراً معه
يشكو له حبه ولوعته
:emrose:
وتقبل خالص تحياتي ....
وفي انتظار أغنية أخري

وليتها تكون قنديلية

M O H A M E D
27/12/2009, 21h38
و قلبهــــــا بستـــــــــان منــــــور بالحنـان
بتغنــــي فـــــــوق أغصــــــــانه لبــــلابــة
تهــــــوى طيــــوره و العشــق و الملاغيـة


***
ولكن ....يبدو في الصورة الشعرية
المظللة بالأزرق
أثر الصنعة التي سيطرت
علي الشاعر
فأنا لا أفهم كيف يتأتي الجمال في صورة لبلابة
تلتف علي أغصان ذلك القلب - البستان
وما توحيه في النفس مفردة :اللبلابة
من التسلق وإعاقة الحركة !!


أستاذ رائد عبد السلام .. أشكرك على التحليل القيّم
و دعني أفكر معك بصوتٍ عالٍ بخصوص هذا الجزء ، و أكتب لك تصوّري
أن الشاعر لما شبّه قلبها ببستان ، أشرقت عليه شمس الحنان
انتقل بنا إلى تفاصيل الصورة ، فهناك طيور و أغصان و لبلابة !
كان من الممكن أن يكون البيت هكذا ( بتغني فوق أغصانه عصفورة ) مثلاً ، و لكنه اختار تلك اللبلابة و هي الأقل جمالاً بينهم
كأنه يقول حتى اللبلابة التي من طبعها التسلق و التطفل قد تعلمت الغناء و العشق و الملاغية من طيور ذاك البستان
فإن أشار لغناء الطير فكأنه يستطرد في معنى دون إضافة ،
و إن كانت اللبلابة تغني فما بالنا بالطيور نفسها و تأثير غنائها على ما حولها !!..

هذا التفسير نتيجة لتعبيرات ذكرها الشاعر مثل ( قربوا شطي لها ) هو المفروض الشط اللي يقرب للمركب و الا العكس :)
و كذلك ( النسمة ويا الشال بيرقـّصوا الموال ) هو المفروض مين يرقـّص مين ؟؟ :crazy:
و هكذا ..
فالنص الذي كتبه عبد الرحيم منصور غير تقليدي ، و تحتمل بعض الصور فيه أكثر من تفسير .. و هذا سر جماله
أشكرك يا أستاذ رائد .. :emrose: