المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تفاح العكاز / مبروكة محمد الأحول


مبروكة محمد
01/12/2009, 09h59
نضج التفاح على العكاز يتيماً في غابات شكوكْ
وبتولٌ زحفت "عشتار" عن صدرك .... للشوك المسفوكْْ
صرخ التفاح من العكاز وحملق فيك عيون حُمرْ :
" ما رجف شفاهك يابسة ؛ ودمائك امواج من خــــمر ؟!
من يربث فوق رماد الرأس ..
وفي صدرك قلبٌ من جمـــــر ؟!
من يستر بالملحٍ السوءة إذ نغرق في قيعان العمــــــــر ! "
رعش التفاح على العكاز وقطعت" فينوس " كفيك ..
و "حُنيْناً " بقروحك تزهر...
تدلف في دمك بلا خفيك
لادمع امرأة يغسل عن قدميك غبار الكبوات ..
في دارٍ حكت شراشفها من جلد ذئاب الفلوات
وسريـــر الصبيــان المبلول حشوت ببارود الغزوات
وكبرنا شياطيناً ...
لكـــنْ ...
لانعرف طعماً للنزوات !!!
دفلتنا لقحها الكبريت وريح مدينتنا تحكي ..
يارجلاً تطفىء دمعته في كوني الشمس ..
متى تبكــــي !
أتعود الآن تناديني ؟؟
ذاكرتك تضحك نسياني !
وتتمتم باسمي تعويذة قلبٍ ممسوسٍ بالجانِ
وتُزَفُّ دفوفاً لجنوني .. ويظلّ يزغردعصياني
هيّـــــا كبخورٍ احرقني كي ... نطرد روح النسيانِِ !
ثوبك فضفاض نيراني ستشب وتحرق أكمامه
وستنهض من تحت رمادي ...
وتلفُّ الدخان عمامه
ياجسداً أزليا يطعن بالشيبةِ في إثر الشيبه
يفرش لحيته لأحلامي ... يتركني وشخير الخيبه..
يامن جعل ظفيرتي تسعى ؛
قلّبني في جمر الريبه....
ما كانت لي عشر وصايا ... فلماذا تركوني صليبه !
هاربةٌ ...
جرحي مدمي ٌ ويطن عليه ذباب الغيبْ ..
ماهشّهُ عكازك ما هشَّ ...
وما ضمّدني طُهر الشيب ْ
ضيّعت الخاتم في جرحي ..
والجنيّ المسكين .... عجوز
قد غطت جيفة أمنيتي وجُثيتته ... أزهارُ اللوز
ماتت في وجهك خارطتي تتناحر ألغازاً ... و رموز
تيهي يحيني ...
فاتركني أبحث عن تابوتي المكنوز
في مدن الجرذان أفتش .. ببطون القطط الموّاءة
تأكل أبنائها..
وتهبني ناياً عظمياً وعباءة
من ينفخ تلك المقطوعة بهشائم غابات الزيتون
والعازف مازالت رأسه تترنح في ريح الطاعون :
" فلتسقط آه غواني القصر ... وأنّة خادمه الملعون "
كسرت تعويذة ساحرنا تغريدة عصفور مجنونْ
عصفور يهجر أنثاه ..
يتعشى من ناب التمـــساحْ ..
إن حطَّ على غصنِ ُأثقل بقنابل غازٍ لا تــــفاحْ
سقط التفاح من العكاز ...
بكى حطّاب الغاب غريبْ ....
رأينا "عشتار" معه تتشاظى قدّاحاً وزبيب ْ..
تخبره أنها ما عرفت في الدنيا غيره أي حبيبْ
عرّتني قُبلة حطابُ ... لنبيٍّ يطعنني ويغيب
ديدان الحب ستسترني ؛؛ إنّي آخر طعمٍ للحوت
بحر الظلمات يناديني ...
واليقطينة في الشمس تموت !

خالد النعاجى
18/01/2010, 21h11
كلمات جميلة من ذوق أجمل
سلمت الأنامل التي سطرتها لنا
كنت هنا قرئت وتمعنت واستسغت عذب بوحك
تحياتي
خالد
كان هنا ومضى