المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قطعة قديمة - قصة قصيرة


وليد عمار
10/11/2009, 07h30
قطعة قديمة..!


بقلم : وليد إبراهيم عمار



وآخيراً أنقضي يوم آخر من أيامي المملة..! هكذا حدثت نفسي وأنا أغلق عليها باب غرفتي في داري مع ابوان وأختان لي هما كل ما أملك من حطام دنيتي الصغيرة وأسكنت جسدي الهش الضعيف جلبابي الأزرق الذي أشتراة لي أبي منذ فترة كبيرة وآخذت افكر في حياتي ما مضي منها وما هو آت.


كان ما مضي بالطبع أجمل مما أنا فيه فقد كنت طالباً - رقيق الحال- بكلية الفنون الجميلة أهيم حباً بكل دروب الفنون من نحت ورسم وتصميم .. وانتهت دراستي سريعاص وأنا أحلم بمستقبل باهر لن ينافسني فيه أحد ومن اجله طرقت كل الأبواب على أجد مبتغاي ولكن هيهات فقد كانت للأبواب أقفال لا يملك مفاتيحها مَن هم مثلي واحسست بأن الدنيا تحاكمني علي حلمي وطموحي ورأيت أننى لامحالة متنازل عن حلمي ووقعت امامي فرصة عمل في مِحل لبيع التحف الأصلية فقط بائع بدلاً من محترف يصيغ بيدية ما يبهر الخلق .. ولكنه قدرى.


وكانت عودتي من العمل في أي يوم بهذا المكان مثل أول يوم لاشيئ جديد .. نفس الوجوة.. نفس البضائع.. ونفس الذم والتحقير من صاحب المكان .. ومرت الأيا مسريعة متلاحقة والملل والرتابة هما عنوان ما أنا فيه .. إلا أن حدث مابدأ يكسر الرتابة ويحيل الملل إلي تشوق ومراقبة، فقد حدث في نهاية احد ايام العمل وأنا أقوم بتنظيف بعض القطع بحرص شديد .. حدث ان شاهدتُ رجلاً من خلف الزجاج ينظر لى مآخوذاً مبهور الأنفاس وأكاد أقسم اننى كدتُ أسمع صوت نبضات قلبة .. ولكن حت أكون صادقاً منصفاً فلم يكن الرجل يقصدني أنا بهذه النظرة بل كان ينظر لما أحملة بين يداى .. أما عما كنت احملة بين يداي فقد كان قطعة قديمة يستبين للعين الخبيرة أنها فرنسية الصنع- أصلية مثل باقي القطع لدينا- غير أنها تحمل لمسة رومانية لاتخطئها العين وربما هذا ما جعلها أغلي قطعة لدينا .


كانت النظرة الغريبة التي إنطلقت كسهم من عيني الرجل لا تختلف كثيراً عن غرابتة هو نفسه فقد كان عجوز منطفأ العينين قليل الشهر أبيضه وعلي وجهة سيماء عز قديم وأطلال قوة أختبأت تحت ما تدثر به من ثياب .. وكانت ثيابة تبعث عليك الحيرة هي الآخرى فكان يرتدى معطف طويل من الصوف بالرغم من حرارة الجو الواضحة .. وفجأة أنتزعنى أحدالمترددين علي المِحل ليسألني عن سعر أحد القطع وبعد أن أجبته ألتفت سريعاً إلي الطريق ولكن الرجل لم يكن هناك.


وظللت أفكر في هذا الرجل صحيح أنني لم أحادثه غير ان شيئ ما قد أنبأني بأن هذا الرجل غير عادى وخصوصاً تلك النظرة التى حدجنى بها وأنا أحمل القطعة. ثم جاء اليوم الثاني وحدث ما حدث بالأمس جاء الرجل .. ونظر للقطعة غير انه أطال الوقوف هذه المرة الأمر الذي جعلنى أراة وهو ينصرف وسمحت لي الظروف بمشاهدت ما لم أشاهدة بالأمس.. جُرح غائر في الرقبة من الخلف وكان شيئ ما او شخص ما قد حاول ذبح هذا العجوز وبشدة!! وأزدادت حيرتي أكثر فأكثر وعقدت العزم علي أن أكلمة عندما يآتي في الغد .


وجاء الغد ومر الوقت بطئ لم يأت الرجل وكنت قد بقيت بمفردى متآخراً عن زملائى حتي يتسني لي أن أقابلة بلا إزعاج.. وبينما أنا أغلق النور لآغادر إلي داري إذ بى أرى شبح امام الزجاج فأسرعت بإضاءة النور مرة آخرى بالخارج فوجدتة ولكنه متورم العينين أزرقهما وأخذ يبحث عن القطعة - بعد ان غيرت مكانها خصيصاً من آجله – كحبيس يبحث عن مخرج فلما لم يجدها رفع الظاهر من عينية إلي كمن يسألني عن القطعة، ولم أشأ أن أضيع الفرصة فدعوته للدخول فلبي مسرعاً كمن ينتظر الدعوة منذ زمن .


وأشرت إلي القطعة فوجدتة يتحرك نحوها في قداسة وإجلال كمن يمشي في معبد ويطوى الدرب إلي إلاهه المعبود ....



يتبع الجزء الثاني في المرة القادمة.......

رائد عبد السلام
24/12/2009, 15h34
بعد أن نتلافي بعض الهنات النحوية
احتراماً للغة الضاد
نستطيع أن نقول أنك كاتب واعد ياعزيزي
ولــــيد عمـــــار

تمتلك القدرة الصادقة علي الحكي وجذب حدقات القاريء
ليتابع ماتكتب إلي النهاية
ولكن ...........

ذهبت ولم تكمل قصتك الرائعة ...
أهكذا كل شيء جميل في الحياة ......لا يكتمل ؟!

تحياتي ياوليد ...وليتك تعود لتكمل ما بدأت !!

:emrose:

وليد عمار
23/06/2014, 06h10
السيد المواطن السماعي المحترم
أ / رائد عبدالسلام
تحية طيبة وبعد،،،
قد بالغتُ في عدم الظهور ولكنها الأيام التي تأتيك بما تشأ وقتما تشأ
الحمد لله رب العالمين صاحب الفضل والمنه
أبشرك بأني قد انتهيت من القصة وسأقوم إن شاء الله بنشرها اليوم أو غداً على أقصى تقدير
وشكراً للتشجيع الذي يدفع للأعلى
وإلى لقاء قريب .. قريب جداً

شكراً
على النصيحة الخاصة
بالهنات النحوية
فهي فعلاً يا صديقي
كانت جلية

رضوان حسن عبد الحليم
30/11/2014, 20h57
رائــــــــــــــــــع استاذنا العزيز وإنا لمنتظرون