المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : «الفن العربي لم يضف شيئا لما قدّمه سيد درويش وخميس الترنان ومحمد عبد الوهاب»


Karim Samaali
04/08/2008, 21h15
«الفن العربي لم يضف شيئا لما قدّمه سيد درويش وخميس الترنان ومحمد عبد الوهاب»






يعرف واقع الأغنية العربية منذ فترة ليست بالقصيرة مدّا وجزرا بين طرفين يتجاذبان الفعل وردّ الفعل ونعني بذلك الرداءة الفنية من ناحية والإطراب من ناحية أخرى، فلقد انتشرت الأغاني الخفيفة التي تستفزّ العين وتغفل جانب الوجدان ولعل أغلب الآراء تتفق حول فكرة انعدام ذلك الزمن الجميل،


زمن الموشحات والقصائد وغيرها من الروائع وفي هذا الخضم حافظ البعض من الفنانين على خصوصياتهم وتشبّثوا بالأغاني القيمة ذات الكلمات النافذة والألحان الرائعة ومن بين الاسماء التي سيكتشفها الجمهور التونسي خلال هذه الصائفة الفنانة العربية غادة شبير التي حاورناها مباشرة من لبنان قبل قدومها إلى تونس لتقديم عرضها يوم السبت 9 أوت الجاري في فضاء العبدليّة بالمرسى.
* من هي غادرة شبير؟
- باحثة ومؤدية للتراث الغنائي الشرقي العربي وأستاذة الغناء الشرقي والمقامات الشرقية في جامعة الروح القدس الكسليك. حائزة على شهادة الماستير في العلوم الموسيقية وديبلوم في الغناء الشرقي، وأحضّر للدكتوراة في الموسيقى.
أبحاثي كانت عن الموشحات والأدوار وقد صدر لي «سي دي» «موشحات» سنة 2007 الذي حاز على جائزة الـ«بي.بي.سي» العالمية الأولى من لندن هيئة الإذاعة البريطانية كما حاز على الجائزة الاولى من الجمهور كما صدر لي مؤخرا قرص ثان بعنوان «قوالب» للشيخ سيد درويش هذا ومثلت لبنان في العديد من المؤتمرات والمهرجانات والحفلات العالمية في لندن، باريس، مصر، سلوفاكيا، استونيا، اسبانيا، سويسرا... كما أقوم بأبحاث عن الموسيقى الدينية القديمة التي يعود تاريخها من سنة 400 بعد المسيح وأقوم بتسجيلها ونشرها عالميا.
* هل يمكن أن تعرّفي الجمهور التونسي بالنمط الموسيقي الذي تقدمينه؟
- ما سأقدمه للجمهور التونسي هي موشحات يعود تاريخها إلى ما قبل مؤتمر القاهرة الذي انعقد سنة 1932 العديد من هذه الموشحات مجهولة المؤلف والملحن وتعتبر موشحات قديمة تراثية أما البعض الآخر من هذه الموشحات فهي بالنسبة لي موشحات معاصرة خاصة من ناحية اللحن وسوف أشرح ذلك للجمهور التونسي خلال الحفل.
* هل يمكن للفن الذي تمثلينه أن يصمد في وجه الأغنية الخفيفة؟
- طبعا وأكيد، فمن حوالي السنة وحتى اليوم لا أتوقف عن تقديم حفلات للموشحات ليس فقط في العالم العربي بل في البلاد الغربية أيضا. ونحن بحاجة ماسّة إلى سماع تراثنا الغنائي لكي نعلم أن الموسيقى العربية هي من أهم وأعرق الموسيقات في العالم. وهي حتى اليوم تدهش الكثير من الباحثين والمستشرقين الذين يقومون بأبحاث مضنية حول المقامات والايقاعات وطريقة العمل عليها. فالأغنية الخفيفة لها جمهورها كما أني استمع إليها في بعض الأحيان لكي أواكب ما يحدث ربما على الساحة الفنية اليوم وأعتقد أننا أمام ضياع كبير حول ماذا نغنّي وماذا نقدم للأذن العربية والعالمية اليوم. ماذا أضفنا على الجمل الغنائية القديمة؟ ماذا أضفنا على سيد درويش مثلا أو خميس ترنان أو عبد الوهاب؟
إن الأعمال التراثية تبقى لأنها تحمل بصمة وهويّة وتعبا كبيرا من التأليف والتلحين والغناء أيضا وأنا أؤمن أنن الفن الصحيح والعريق يبقى ويدوم كالذهب.
* هل تؤمنين بوجود أذن موسيقية مخصوصة في سنة 2008؟
- أؤكد أن كل ماهو جميل لا يمكن أن يقال عنه قبيح. والاذن الموسيقية تميز بين ماهو جميل وقبيح ترفض الاستسلام لما يعطى لها عبر وسائل الإعلام التي تروّج هذا النمط من الأغاني لذلك ترى المعاهد الموسيقية والجامعات في الوطن العربي وفي العالم تعج بالطلاب الذين يطلبون معرفة تراثهم. وهذه بادرة مهمّة جدا تؤثر في المستقبل القريب على الأجيال الآتية وهنا نأمل بمواهب كبيرة.
* هل تعرفين الفن التونسي؟
- طبعا أعرف الفن التونسي القديم فيه والحديث فقد بحثت مسبقا في النوبات التونسية ووصلات الموشحات وقرأت عن الفن التونسي مطوّلا. وحفظت بعض النوبات التونسية منها نوبة الخضرا لخميس ترنان الموسيقار العظيم كما أحب المقامات والإيقاعات الصعبة والمركبة في النوبات التونسية.
* تأتين إلى تونس للمرة الأولى، ماذا أعددت لجمهور قصر العبدلية؟
- نعم للمرّة الاولى أغني في تونس وقد حضّرت العديد من الموشحات القديمة منها والمعاصرة وبعضا من الأعمال اللبنانية المعروفة.
* ما هو حلم غادة شبير؟
- حلمي أن يكون هنالك إنتاج عالمي للأعمال الشرقية العربية العريقة، الجديدة منها والقديمة حلمي أن تعود قوالب الغناء العربي على الساحة الفنية من القصيدة إلى الدور والموشح وغيرها بصياغة مدروسة وجديدة حلمي أن تدعم وسائل الإعلام هذه الأعمال بقدر ما تدعم الأغنية الخفيفة.
حلمي أن نعاود الغناء على المقامات والإيقاعات الجميلة التي أصبحت في طي النسيان اليوم.
* من هي الأسماء التي تطربين إليها؟
- من تونس الخضراء أطرب لسماع المطربة عليا التونسية وصوت ذكرى الذي أسمعه دائما في داخلي. هذا الصوت الذي لا أستطيع أن أنساه أما من الأصوات القديمة فأحبّ زكية حمدان وفيروز ووديع الصافي ولور دكاش وماري جبران وطبعا أم كلثوم وعبد الوهاب وسيد درويش والعديد من المطربين الذين يتبعون هذا الطريق المشرّف للفن العربي الاصيل.
حاورها: نبيل الباسطي