المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فنان


علاء قدرى
10/10/2009, 19h55
رأيته على رصيف مقهى صغير؛ رجلا تعدى السبعون عاما؛ ممسكا عوده العتيق و قد التف حوله صبية صغار؛ ورجلان لهما نفس ما للصغار من عقل؛ تبدو على سحنتهيما قسوة الحياة؛ ومتعة البحث عن صيد ثمين يشعرهما أنهما من ظرفاء المدينة؛ رأيته يغنى لهم(ماما زمانها جاية) وهم يرددون فى سخف و يتمايلون على جنوبهم ؛ كأنهم فى حلقة ذكر؛ كان صوته أقرب لمن يجلده جلاد منه إلى الغناء؛ أما العود فلم أسمع منه ما يشير إلى أنه آلة عزف على الاطلاق؛ أحدثت حالة الهرج تلك فى نفوس المارة ؛ حالة متباينة ما بين استنكار لصوت عشوائى أجش؛ وشفقة لحالة هذا الرجل المسن؛ كانت عيناه الضيقتان تئنان وكأن بداخلهما كرتان صغيرتان تجريان داخل الحيز الضيق فى محاولة فاشله للهروب؛ كانتا لا تستقران؛ تارة للجوقة ؛ وتارة للماره؛وأخرى لى؛ وفى آخر المحاولات استقرت الكرتان نحوى؛ كأنهما يستنجدان بى لوقف هذا العذاب الذى لانهاية له؛ طالما حالة الذكر قائمة؛
ناديته بصوت يحمل قدر من الحدة :أوقف هذا العبث يا فنان وتعالى إلى طاولتى ؛
أجابنى بتلقائية غريبة : (معاك سجاير كفاية؟)
أجبته نعم ؛ وشاى و قهوة وكل ما تشاء ؛
هب على الفور من مقعده دافعا الصبية؛ مطيحا بكوب الماء الذى أمامه؛ فانسكب الماء على ملابسه؛ وسط هياج الصبيه؛ وضحك الرجلان الذى لم ينقطع مرددين (ماما زمانها جايه) ؛خاطبنى أحدهما مازحا بعدما نفذ آخر ما لديه من ضحك :لابد وأن تكون صاحب شركة (ماتوسيان ) لتلاحق ظمأ هذا الرجل؛ إكتفيت بابتسامة ساخرة لوقف المهزلة ؛ و استضافة رجل ظنه الناس مخرفا ؛ ورأيت فى قسمات وجهه توجع رجل غريب فقد جميع حقائبه فى عربة قطار مضى من زمن و لن يعود؛
أعطيته سيجارة ؛ ألقمها شفتاة بلهفة و شوق؛ سألنى بعد أن أشعلها و هو ينظر إلى نوعها : أنت لا تعرفنى...أليس كذلك؟ أنا كنت عازف عود زمان فى فرقة الست؛ثم صمت؛
تذكرت على الفور إعلانا رأيته من مده شوه جدران المنازل و أعمدة النور(على النجار..اشهر عازف عود فى الستينيات) وصورة قديمة للرجل تتصدر الاعلان ؛ قلت له و أنا فى حالة دهشة : أنا قرأت الاعلان؛
رد وهو منتشيا من الدخان و من إجابتى:أنا هو.. ياااه زمن جميل ؛مضى و مضيت على إثره؛ أنا الان كما ترى ...ببغان يردد ما يريده الاخرون منى ؛ ماذا أفعل غير ذلك ؟ أصل الفن شئ فى دمى؛ أحاول اسعد الناس؛ وهذا العود صاحبى يلازمنى كظلى ؛ لا يفارقنى حتى عند النوم ؛ أضمه بين ضلوعى عوضا عن زوجتى و ابنتى رحمهما الله؛
قلت له وقد قضى على السيجارة الاولى ؛ مقتنصا الثانية: الفن يا عم على له حرمته؛ لماذا تهينه مع هؤلاء الاوغاد؟
رد على بابتسامة :بس اشعل لى السيجارة وانا احكى لك أحلى تهريج فى الدنيا؛ شكوت لصديق لى حالتى ؛ وإفلاسى ؛ فقال لى بسيطة ؛ تعالى معى الكازينو الذى أعمل به فى الاسكندرية؛ وإن شاء الله تتعدل ؛ سافرت معه بالقطار وأنا أحلم بعودة أيام أعلم يقينا أنها ولت ولن تعود؛ لكنها تراودنى بين لحظة و أخرى؛ وحين وصلنا إلى الكازينو غاب عنى صديقى لحظات وكأنها دهر ؛ ثم عاد منتشيا ؛ وفى يده حقيبه قديمة أشبه بتابوت ؛ فتحها وهو يخبرنى بموافقة صاحبة الكازينو بأن أعمل لديها ؛ ثم استخرج من التابوت قناع لبابا نويل ؛ ألقاه على وجهى ؛ قائلا اتفضل عدة الشغل ؛ حافظ عليها دى عهدة؛ كل المطلوب منك أن ترتدى القناع ؛ وتداعب الاطفال حين يدخلون مع ذويهم إلى المسرح؛ حاجة بسيطة ؛ أليس كذلك ؟؛ أشرت الى العود وقد أخرستنى المفاجأة ؛ بادرنى وهو مقطب الجبين: إحرقه؛ يعنى جالك منه ايه؟ ولا أقول لك خليه معاك ؛ ممكن يعمل لك منظر؛ ثم أدار ظهره لى وهو يرتدى زى بلياتشو قديم ؛ وقال لى هازئا :هو ده الفن ؛ موش تقول لى سيكا و نهاوند؟ المهم الخمسة جنيه أتعاب آخر اليوم ؛
هنا ادركت أن للعود مأّرب أخرى غير العزف تتغير حسب حاجة الانسان ؛ ورغبة المعطى ؛ بعد أسبوع من ارتدائى للقناع رأتنى صاحبة الكازينو ؛ راقصة ؛ لكنها طيبة للغاية ؛ قالت لى : (حلو العود ده يا عم على ؛ برافوا عليك ؛ عاملك منظر) قلت لها : لا يا ست ؛ أنا فنان ؛ بعزف و اغنى ؛ انفجرت ضاحكة ؛ وقالت وهى تولينى ظهرها : الله يخيبك ...آل ..فنان...آل... الله يجازيك..
بعد اسبوع استدعتنى فى مكتبها ؛ وقالت لى وهى تنظر فى قلق : النهارده الواد شحته المنولوجست ماجاش ؛ إبسط يا عم ؛ حقدمك مكانه ؛ لو عجبت الزباين حثبتك ؛ واخليك نمرة على طول ؛ وضحكت و هى تكرر نيلك .. آل فنان آل..
فى أول ليله أمسكت بالعود و غنيت (بين شطين و ماييه) تحيه لجمهور اسكندرية ؛ حين بدأت الغناء ؛ضجت القاعة بضحك هيستيرى ؛ وهم يمسكون وجوههم من الضحك ؛ حتى ظننت أنى قد خرجت عليهم عاريا ؛ إحتبست داخل عينى دمعتان ؛ كنت قد نسيت البكاء منذ كنت طفلا ؛ هممت بالخروج لكن ازدادت داخل القاعة ضحكات الجمهور ؛ وندائهم الساخر أن أستمر وهم فى حالة من الضحك المجنون؛ تحاملت على نفسى ؛ رغم ما أصابنى من دوار ؛ كنت كمن تلاحقه المنية من كل جانب ؛ لا مفر ؛ قررت الاستمرار ؛ لم ينتهى الامر عند هذا الحد ؛ بل همس الشيطان فى أذن أحد الحاضرين وكأن ما حدث لم يوف ثمن الضحكات ؛ أخرج من جيبه (بمب و صواريخ) أشعلها وألقاها تحت قدمى ؛ فأحدثت فى نفسى هلعا ؛ وخلفت فى ملابسى ثقوبا كثيرة ؛ والناس فى سعادة و فرح ؛ أقسم أنهم لم يعرفوها حتى ليلة عرسهم ؛ شعرت بشياط فى شعر قدمى ؛ هرولت كمن مسه جن أبحث عن الباب و لا أراه ؛ جذبتنى الراقصة و أنا اجرى بتردد كفأر صغير ؛ قالت لى بصوت شفقة ؛(معلش يا عم على ؛ معلش يا فنان ؛ دول ناس حوش؛ ما يعرفوش يعنى إيه فن؛ يعرفوا المزاج و بس؛ ) دست فى جيبى خمسين جنيها و تركتنى ؛ وأخذت افتش عن الثقوب فى ملابسى ؛ وألملم بقاياي
قلت له وأنا انظر إلى وجهه الطفولى ؛ لا هذا زمانك ؛ ولا المكان مكانك ؛ دعك من هذا كله ؛ وأسمعنى شئ من فنك ؛ لكن أرجوك ؛ لحن فقط دون غناء ؛ إبتسم ابتسامة طفل شقى ؛ ثم اعتدل ؛ ونثر قطرات من الماء داخل ثقوب مفاتيح العود ؛ قائلا : قليل من الماء فى هذا المكان يشد أوتار العود ؛ ويجعل العزف أكثر دقه؛ ثم بدأ بلحن النهر الخالد ثم شكل تانى ؛ وختم بإنت عمرى ؛ كان العزف شديد الروعة ؛ بدا لى من عزفه كأنه شخص آخر غير الجالس أمامى ؛ وقف كثير من الماره ؛ وقد شدهم روعة ما يسمعون ؛ وقفوا وقد بدا على وجوههم دهشة لقدرة هذا المسن على إخراج تلك الأصوات من هذه الآلة الخشبية التى أخذت شكل نصف ثمرة كمثرى؛
فجأة نظر الرجل إلى ساعته ؛ وقال لى : الآن حان وقت عودتى لحبايبى فى دار المسنين (عشان اعكنن عليهم قبل ما يناموا)
صافحت الرجل بحرارة ؛ وقلت له شكرا يا فنان ؛ أخرج من جيبه كارت به رقم هاتفه ؛ وقال لى و قد شعر بقدر قليل من الدفء : أى خدمة ؛ زفاف ؛ طهور؛ سبوع كله ماشى
إرتطمت يدى بطفاية السجائر ....وجدت أعقابا منحنية...كانت قبل لحظات..علبة تبغ بكامل هيئتها .

ناصر دويدار
10/10/2009, 21h38
هذا الرد هو وجهة نظر (أنطباعية) لا ينقصه المحبة والأحترام والصداقة إلى الفنان علاء قدرى أولاً قصة الفنان توصيف رائع لحال الفن والفنان عندما يغنى لمن لا يستحق ان يسمع الغناء مآساة فنان فى عصر لايحترم الفن ولا الفنان ولايحترم الأختلاف يريد طابور منتظم يسير ربما بلا هدف أيا كان هذا الطابور توصيف حالة الفنان روعة (قسمات وجهه توجع رجل غريب فقد جميع حقائبه فى عربة قطار مضى من زمن ولن يعود)يااااااااااااااااه ده كتير جـداً وصف حالة لا تحتاج إلى كلام تحتاج للبحلقة فى البعيد وقت عشان الواحد يلم مأساة الفنان .
الفن له حرمته لماذا تهينه مع هؤلاء الأوغاد ؟! ده السؤال المهم والأذلى بين علاقة الفنان بالأوغاد ده صـراع ثقافة وتربية ومطرود إجتماعى وتفاعل وبيت وتربية على طبلية الأهل المشكلة انه حيفضل يغنى عشان الغنا فى دمه والأوغاد هتحاربه عشان الغل والحسد فى دمهم لأن فى تضارب مصالح بينهم ده فنان وهما أوغـاد والفنان تداعت عليه الأشياء الزمن ضده والقدر مش معاه مراته وبنته ماتوا وتغير الظرف التاريخى كان نجم إعلانات فى الماضى أصبح بلياتشو تارة ومهرج ومونلوجست هى مآساة فنان صورتها بمنتهى الصدق والعمق لفكرة الفن والمتلقى ومعاناة الأثنين معاً لكن لى بعض الملاحظات لا تنقصها المحبة والاحترام والمودة .
1_لوكان هذا الفنان صاحب موهبة حقيقية كان لابد من المقاومة أكثر من ذلك ولا يترك نفسه وموهبته لأختيار الأخر الذى هو فى الحقيقة وغـد .
2_لايوجد على وجه الأرض سلاح أقوى من القلم والعود الذى يعزف عليه الفنان يحارب به الأوغاد والوغد فى حقيقة أمـره أضعف من نملة على الأرض وأجبن مما تتخيل لكن الفنان أقوى مخلوقات الله بموهبته وإيمانه بها كان يجب عليه ألا(يبعزقها على أرصفة المقاهى) وهو عنده حل عبقرى هى عودته لأحباءه فى دار المسنين ويترك الاوغاد لأن هناك أشياء مشتركة أكيد بينه وبين المسنين .
3_رسالتك الأمينة الشفيفة وصلت وأتفهمت ولازم يكون هناك فنان وهناك أوغـاد ولازم يكون هناك أختلاف وطول ما فى أختلاف فى حياة وعلى فكرة أنا لا ناقد ولا يحزنون انا بحاول اتواصل مع النص بشئ من العفوية والصدق بعيداً عن التقعير دمت لنا مبدع ومفكر ومحترم نختلف مع بعض كثيراً ونحب بعضنا أكثر

د أنس البن
11/10/2009, 12h18
صديقى أبو كريم
رغم حبى للفنان نور الشريف من أيام بداياته لما كان بيقدم حلقات القاهره والناس لغاية أعماله الأخيره التاريخيه وأشهرها عمر بن عبد العزيز وابن رشد , رغم ذلك إلا أنى أجد فى نفسى شيئا منه يبدو وكأنه علامة سوداء فى ثوب أبيض ناصع البياض , كان ذلك منذ أكثر من 25 عاما , لا أتذكر التاريخ وأنا أشاهد برنامجا فى التليفزيون استضافت فيه المذيعه الفنان القدير الراحل العظيم أحمد عبد القادر , وكان فى أواخر أيامه , كان فنانا حقيقيا أصيلا لا يأبه لزيه أو هندامه وتلك قصة أخرى , كان جالسا ومعه عوده وأمامه ضيوف الحلقة الأصليين نور الشريف والفنانه بوسى وأعتقد نورا وآخرين لا أتذكرهم , كانوا فى سن الشباب , نهايته طلبت المذيعه من الفنان القدير أن يغنى وحوى يا وحوى , وكأنه لم يلحن أو يغنى سواها , لكنها للأسف كانت الأشهر وسط أعمال غايه فى الروعه والعظمه , أمسك عوده وبدأ يغنى والكاميرا تدور على وجوه الساده والسيدات الفنانين النجوم الحضور , كانوا ينظرون الى بعضهم البعض وهم يتغامزون , أكثر ما آلمنى فى هذه الحلقه أن الفنان الكبير كان منهمكا فى الغناء وفى المقاطع التى يردون عليها فيه ككورس ( إياحا أو يا للا الغفار) يردون وهم يتغامزون ويضحكون ولسان حالهم يقول احنا مالنا ومال التخلف ده , وازداد قرفى واستهجانى من حضرات النجوم الفرحانين بشبابهم وهم يتبادلون نظرات السخريه والفنان يحترق ويعتصر وهو يقول ... هاتى فانوسك يا اختى يا إحسان , أيا يا ننوسك فى ليالى رمضان , ماما تبوسك وباباكى كمان ..
إستدعت قصتك يا صديقى هذه الذكريات وأنا أتصفحها , موضوعك جميل ويستدعى معانى وقيم نبيله ورائعه
أخيرا سامحنى على تدخلى فى التنسيق

رائد عبد السلام
11/10/2009, 13h49
صديقي المثقف الواعي
والكاتب..أخيراً
علاء قدري
:emrose:
لو أن هذا هو وجهك الآخر ...فأهلاً به
وأكرم به من إبداع

القصة من النوع الذي يشد القاريء
نظراً لما تحتويه من شخوص جاذبة
وهي شخصية الفنان المهضوم الحق
رغم ما يتمتع به من موهبة...

أسرتني دقة الوصف في قصتك
والقماشة الرائعة للقصة
لا أجاملك ...والله لقد استمتعت بها كثيراً
وكنت أتمني أن تطول أكثر من ذلك
لنتمتع بروعة السرد ....

وهذا من دلالات نجاح القاص
أحسنت ياصديقي

أين بقية الإبداعات؟

طلـّـــع الباقي بالتي هي أحسن;)

NAHID 76
11/10/2009, 14h44
بسم الله الرحمن الرحيم
الشاعر والفنان القدير المحترم علاء قدرى
أرتطمت يدى بطفايه السجائر وجدت أعقابا منحنيه كانت قبل لحظات علبه تبغ بكامل هيئتها
يا لها من روعه وجمال
يا لها من جمله رائعه لخصت فيها ما أردته من قصتك الرائعه
يالها من معنى هزنى من الداخل
يلها من أتقان فى الفكره
لن تأتى هذه الجمله عبثا
بل بالعكس أعتقد انها الجمله التى قامت اساسا عليها القصه
كفايه كده بس
أبدعت
تحياتى

Tarek Elemary
11/10/2009, 18h01
رأيته على رصيف مقهى صغير؛ رجلا تعدى السبعين عاما؛ ممسكا عوده العتيق و قد التف حوله صبية صغار؛ ورجلان لهما نفس ما للصغار من عقل؛ تبدو على سحنتيهما قسوة الحياة؛ ومتعة البحث عن صيد ثمين يشعرهما أنهما من ظرفاء المدينة؛ رأيته يغنى لهم(ماما زمانها جاية) وهم يرددون فى سخف و يتمايلون على جنوبهم ؛ كأنهم فى حلقة ذكر؛ كان صوته أقرب لمن يجلده جلاد منه إلى الغناء؛ أما العود فلم أسمع منه ما يشير إلى أنه آلة عزف على الاطلاق؛ أحدثت حالة الهرج تلك فى نفوس المارة ؛ حالة متباينة ما بين استنكار لصوت عشوائى أجش؛ وشفقة لحالة هذا الرجل المسن؛ كانت عيناه الضيقتان تئنان وكأن بداخلهما كرتان صغيرتان تجريان داخل الحيز الضيق فى محاولة فاشله للهروب؛ كانتا لا تستقران؛ تارة للجوقة ؛ وتارة للماره؛وأخرى لى؛ وفى آخر المحاولات استقرت الكرتان نحوى؛ كأنهما يستنجدان بى لوقف هذا العذاب الذى لانهاية له؛ طالما حالة الذكر قائمة؛

ناديته بصوت يحمل قدر من الحدة :أوقف هذا العبث يا فنان وتعالى إلى طاولتى ؛
أجابنى بتلقائية غريبة : (معاك سجاير كفاية؟)
أجبته نعم ؛ وشاى و قهوة وكل ما تشاء ؛
هب على الفور من مقعده دافعا الصبية؛ مطيحا بكوب الماء الذى أمامه؛ فانسكب الماء على ملابسه؛ وسط هياج الصبيه؛ وضحك الرجلان (اللذان لم ينقطع ترديدهما) (اللذان ظلا يرددان)(ماما زمانها جايه) ؛خاطبنى أحدهما مازحا بعدما نفذ آخر ما لديه من ضحك :لابد وأن تكون صاحب شركة (ماتوسيان ) لتلاحق ظمأ هذا الرجل؛ إكتفيت بابتسامة ساخرة لوقف المهزلة ؛ و استضافة رجل ظنه الناس مخرفا ؛ ورأيت فى قسمات وجهه توجع رجل غريب فقد جميع حقائبه فى عربة قطار مضى من زمن و لن يعود؛
أعطيته سيجارة ؛ ألقمها شفتاة بلهفة و شوق؛ سألنى بعد أن أشعلها و هو ينظر إلى نوعها : أنت لا تعرفنى...أليس كذلك؟ أنا كنت عازف عود زمان فى فرقة الست؛ثم صمت؛
تذكرت على الفور إعلانا رأيته من مده شوه جدران المنازل و أعمدة النور(على النجار..أشهر عازف عود فى الستينيات) وصورة قديمة للرجل تتصدر الاعلان ؛ قلت له و أنا فى حالة دهشة : أنا قرأت الاعلان؛
رد وهو منتشيا من الدخان و من إجابتى:أنا هو.. ياااه زمن جميل ؛مضى و مضيت على إثره؛ أنا الان كما ترى ...ببغان يردد ما يريده الاخرون منى ؛ ماذا أفعل غير ذلك ؟ أصل الفن شئ فى دمى؛ أحاول اسعد الناس؛ وهذا العود صاحبى يلازمنى كظلى ؛ لا يفارقنى حتى عند النوم ؛ أضمه بين ضلوعى عوضا عن زوجتى و ابنتى رحمهما الله؛
قلت له وقد قضى على السيجارة الاولى ؛ مقتنصا الثانية: الفن يا عم على له حرمته؛ لماذا تهينه مع هؤلاء الاوغاد؟
رد على بابتسامة :بس اشعل لى السيجارة وانا احكى لك أحلى تهريج فى الدنيا؛ شكوت لصديق لى حالتى ؛ وإفلاسى ؛ فقال لى بسيطة ؛ تعالى معى الكازينو الذى أعمل به فى الاسكندرية؛ وإن شاء الله تتعدل ؛ سافرت معه بالقطار وأنا أحلم بعودة أيام أعلم يقينا أنها ولت ولن تعود؛ لكنها تراودنى بين لحظة و أخرى؛ وحين وصلنا إلى الكازينو غاب عنى صديقى لحظات وكأنها دهر ؛ ثم عاد منتشيا ؛ وفى يده حقيبه قديمة أشبه بتابوت ؛ فتحها وهو يخبرنى بموافقة صاحبة الكازينو بأن أعمل لديها ؛ ثم استخرج من التابوت قناع لبابا نويل ؛ ألقاه على وجهى ؛ قائلا اتفضل عدة الشغل ؛ حافظ عليها دى عهدة؛ كل المطلوب منك أن ترتدى القناع ؛ وتداعب الاطفال حين يدخلون مع ذويهم إلى المسرح؛ حاجة بسيطة ؛ أليس كذلك ؟؛ أشرت الى العود وقد أخرستنى المفاجأة ؛ بادرنى وهو مقطب الجبين: إحرقه؛ يعنى جالك منه ايه؟ ولا أقول لك خليه معاك ؛ ممكن يعمل لك منظر؛ ثم أدار ظهره لى وهو يرتدى زى بلياتشو قديم ؛ وقال لى هازئا :هو ده الفن ؛ موش تقول لى سيكا و نهاوند؟ المهم الخمسة جنيه أتعاب آخر اليوم ؛
هنا ادركت أن للعود مأّرب أخرى غير العزف تتغير حسب حاجة الانسان ؛ ورغبة المعطى ؛ بعد أسبوع من ارتدائى للقناع رأتنى صاحبة الكازينو ؛ راقصة ؛ لكنها طيبة للغاية ؛ قالت لى : (حلو العود ده يا عم على ؛ برافوا عليك ؛ عاملك منظر) قلت لها : لا يا ست ؛ أنا فنان ؛ بعزف و اغنى ؛ انفجرت ضاحكة ؛ وقالت وهى تولينى ظهرها : الله يخيبك ...آل ..فنان...آل... الله يجازيك..
بعد اسبوع استدعتنى فى مكتبها ؛ وقالت لى وهى تنظر فى قلق : النهارده الواد شحته المنولوجست ماجاش ؛ إبسط يا عم ؛ حقدمك مكانه ؛ لو عجبت الزباين حثبتك ؛ واخليك نمرة على طول ؛ وضحكت و هى تكرر نيلك .. آل فنان آل..
فى أول ليله أمسكت بالعود و غنيت (بين شطين و ماييه) تحيه لجمهور اسكندرية ؛ حين بدأت الغناء ؛ضجت القاعة بضحك هيستيرى ؛ وهم يمسكون وجوههم من الضحك ؛ حتى ظننت أنى قد خرجت عليهم عاريا ؛ إحتبست داخل عينى دمعتان ؛ كنت قد نسيت البكاء منذ كنت طفلا ؛ هممت بالخروج لكن ازدادت داخل القاعة ضحكات الجمهور ؛ وندائهم الساخر أن أستمر وهم فى حالة من الضحك المجنون؛ تحاملت على نفسى ؛ رغم ما أصابنى من دوار ؛ كنت كمن تلاحقه المنية من كل جانب ؛ لا مفر ؛ قررت الاستمرار ؛ لم ينتهى الامر عند هذا الحد ؛ بل همس الشيطان فى أذن أحد الحاضرين وكأن ما حدث لم يوف ثمن الضحكات ؛ أخرج من جيبه (بمب و صواريخ) أشعلها وألقاها تحت قدمى ؛ فأحدثت فى نفسى هلعا ؛ وخلفت فى ملابسى ثقوبا كثيرة ؛ والناس فى سعادة و فرح ؛ أقسم أنهم لم يعرفوها حتى ليلة عرسهم ؛ شعرت بشياط فى شعر قدمى ؛ هرولت كمن مسه جن أبحث عن الباب و لا أراه ؛ جذبتنى الراقصة و أنا اجرى بتردد كفأر صغير ؛ قالت لى بصوت شفقة ؛(معلش يا عم على ؛ معلش يا فنان ؛ دول ناس حوش؛ ما يعرفوش يعنى إيه فن؛ يعرفوا المزاج و بس؛ ) دست فى جيبى خمسين جنيها و تركتنى ؛ وأخذت افتش عن الثقوب فى ملابسى ؛ وألملم بقاياي
قلت له وأنا انظر إلى وجهه الطفولى ؛ لا هذا زمانك ؛ ولا المكان مكانك ؛ دعك من هذا كله ؛ وأسمعنى شئ من فنك ؛ لكن أرجوك ؛ لحن فقط دون غناء ؛ إبتسم ابتسامة طفل شقى ؛ ثم اعتدل ؛ ونثر قطرات من الماء داخل ثقوب مفاتيح العود ؛ قائلا : قليل من الماء فى هذا المكان يشد أوتار العود ؛ ويجعل العزف أكثر دقه؛ ثم بدأ بلحن النهر الخالد ثم شكل تانى ؛ وختم بإنت عمرى ؛ كان العزف شديد الروعة ؛ بدى لى من عزفه كأنه شخص آخر غير الجالس أمامى ؛ وقف كثير من الماره ؛ وقد شدهم روعة ما يسمعون ؛ وقفوا وقد بدا على وجوههم دهشة لقدرة هذا المسن على إخراج تلك الأصوات من هذه الآلة الخشبية التى أخذت شكل نصف ثمرة كمثرى؛
فجأة نظر الرجل إلى ساعته ؛ وقال لى : الآن حان وقت عودتى لحبايبى فى دار المسنين (عشان اعكنن عليهم قبل ما يناموا)
صافحت الرجل بحرارة ؛ وقلت له شكرا يا فنان ؛ أخرج من جيبه كارت به رقم هاتفه ؛ وقال لى و قد شعر بقدر قليل من الدفء : أى خدمة ؛ زفاف ؛ طهور؛ سبوع كله ماشى

إرتطمت يدى بطفاية السجائر ....وجدت أعقابا منحنية...كانت قبل لحظات..علبة تبغ بكامل هيئتها .


و سايبنى بعيد عن الجمال ده يا راجل يا ......
علاء قدرى هذا طريقك فلا تنحرف ... السن أيضاً لا يحتمل إنحراف أمثالنا و سيبك من صاحبك إياه .... ده راجل يعشق الصعلكة و يجد فيها مبتغاه و مفرداته العجيبة
و الله و الله صدقاً و يقيناً ما رفعت عينى عنها حتى إنتهيت مشدوهاً معجباً منتشياً متلذذاً بالصياغة و اللغة و الحبكة و الجو النفسى ... و الشجن
أنت أروع من كل هذا .... وما لديك أكثر ... و الأروع لم يأتى بعد
تحياتى أيها النبيل

امييره
11/10/2009, 19h02
ورأيت فى قسمات وجهه توجع رجل غريب فقد جميع حقائبه فى عربة قطار مضى من زمن و لن يعود؛


بعد أسبوع من ارتدائى للقناع رأتنى صاحبة الكازينو ؛ راقصة ؛ لكنها طيبة للغاية ؛ قالت لى : (حلو العود ده يا عم على ؛ برافوا عليك ؛ عاملك منظر) قلت لها : لا يا ست ؛ أنا فنان ؛ بعزف و اغنى ؛ انفجرت ضاحكة ؛ وقالت وهى تولينى ظهرها : الله يخيبك ...آل ..فنان...آل... الله يجازيك..


كنت كمن تلاحقه المنية من كل جانب


كان العزف شديد الروعة ؛ بدا لى من عزفه كأنه شخص آخر غير الجالس أمامى ؛ وقف كثير من الماره ؛ وقد شدهم روعة ما يسمعون ؛ وقفوا وقد بدا على وجوههم دهشة لقدرة هذا المسن على إخراج تلك الأصوات من هذه الآلة الخشبية التى أخذت شكل نصف ثمرة كمثرى؛


أخرج من جيبه كارت به رقم هاتفه ؛ وقال لى و قد شعر بقدر قليل من الدفء : أى خدمة ؛ زفاف ؛ طهور؛ سبوع كله ماشى


إرتطمت يدى بطفاية السجائر ....وجدت أعقابا منحنية...كانت قبل لحظات..علبة تبغ بكامل هيئتها

اخى الشاعر الكريم ا / علاء
التقطت عينى تلك الماسات الرائعه من بين عقد جمع فى حباته احلى واجمل انواع الاحجار واللالئ النفيسه المبهره
قصه على الرغم مما تحمله من الم لتغير الزمن بين يدى فنان اصيل يعرف معنى الفن الصادق وعمل خلف القمم الى مجرد صائد للقمه العيش حتى ولو على حساب فنه وكرامته وما يحمله بين طياته من فن رائع عفا عليه الزمن
سلمت يداك اخى الكريم وفى انتظار المزيد

علاء قدرى
11/10/2009, 20h42
لكن لى بعض الملاحظات لا تنقصها المحبة والاحترام والمودة .
1_لوكان هذا الفنان صاحب موهبة حقيقية كان لابد من المقاومة أكثر من ذلك ولا يترك نفسه وموهبته لأختيار الأخر الذى هو فى الحقيقة وغـد .
2_لايوجد على وجه الأرض سلاح أقوى من القلم والعود الذى يعزف عليه الفنان يحارب به الأوغاد والوغد فى حقيقة أمـره أضعف من نملة على الأرض وأجبن مما تتخيل لكن الفنان أقوى مخلوقات الله بموهبته وإيمانه بها كان يجب عليه ألا(يبعزقها على أرصفة المقاهى) وهو عنده حل عبقرى هى عودته لأحباءه فى دار المسنين ويترك الاوغاد لأن هناك أشياء مشتركة أكيد بينه وبين المسنين .
3_رسالتك الأمينة الشفيفة وصلت وأتفهمت ولازم يكون هناك فنان وهناك أوغـاد ولازم يكون هناك أختلاف وطول ما فى أختلاف فى حياة وعلى فكرة أنا لا ناقد ولا يحزنون انا بحاول اتواصل مع النص بشئ من العفوية والصدق بعيداً عن التقعير دمت لنا مبدع ومفكر ومحترم نختلف مع بعض كثيراً ونحب بعضنا أكثر[/QUOTE]
اخى و صديقى ناصر دويدار
اسعدنى ان تكون اول من يتناول خاطرتى بمشاركتك ؛ ونقدك (الانطباعى) كما يحلو لك ان تسميه ؛ ولملاحظاتك عن الخاطرة ما يستحق ان نتجادل حوله ؛ فربما كانت اجدى من الخاطرة نفسها؛
اولا : الفنان اولا و اخيرا انسان ؛ ونحن فى اثناء دواراننا فىفلك الدائرة الانسانية ؛ لنا حق (محدود) فى رفض ؛ وقبول ما قد تمليه علينا الظروف احيانا وما نلقاه وكما قال الشاعر (صلاح عبد الصبور ) ذلك ان ما نلقاه لا نبغييه ؛ و ما نبغاه لا نلقاه؛ فما بالك و فناننا هذا يواجه حالة سفة و فساد ذوق قد يقتله كل يوم ؛ خاصة ان كان حساسا ؛ ولا يملك مالا و لا سلطان؛ وله ظما التواصل بعدما افقدته الايام شبابا ؛ وحالة اللاذوق اذانا ؛ والبطون لا تعرف سوى لغة الطعام؟
ثانيا : لك كل الحق ؛ فيما قلت عن سلطان القلم ؛ و الفن ؛ اما عن دار المسنين ؛ وما بداخله من جمهور ؛ فاعتقد ان خروجه للمقهى هى محاولة مؤقته للهروب من عالم صامت ؛ محدود ؛منطوى؛ يجيد اجترار الذكريات ؛ فى انتظار حسن الخاتمة؛ لكنه عالم كالاطفال ؛ حاجتهم للحنان و الرحمة اكثر من حاجتهم لعزف عود عجوز.
ثالثا : نختلف كثيرا ؛ ونتفق اكثر ؛ لكن حبى لك يفوق ما بتقديرك كثيرا ايها الشاعر

علاء قدرى
11/10/2009, 21h31
صديقى أبو كريم

رغم حبى للفنان نور الشريف من أيام بداياته لما كان بيقدم حلقات القاهره والناس لغاية أعماله الأخيره التاريخيه وأشهرها عمر بن عبد العزيز وابن رشد , رغم ذلك إلا أنى أجد فى نفسى شيئا منه يبدو وكأنه علامة سوداء فى ثوب أبيض ناصع البياض , كان ذلك منذ أكثر من 25 عاما , لا أتذكر التاريخ وأنا أشاهد برنامجا فى التليفزيون استضافت فيه المذيعه الفنان القدير الراحل العظيم أحمد عبد القادر , وكان فى أواخر أيامه , كان فنانا حقيقيا أصيلا لا يأبه لزيه أو هندامه وتلك قصة أخرى , كان جالسا ومعه عوده وأمامه ضيوف الحلقة الأصليين نور الشريف والفنانه بوسى وأعتقد نورا وآخرين لا أتذكرهم , كانوا فى سن الشباب , نهايته طلبت المذيعه من الفنان القدير أن يغنى وحوى يا وحوى , وكأنه لم يلحن أو يغنى سواها , لكنها للأسف كانت الأشهر وسط أعمال غايه فى الروعه والعظمه , أمسك عوده وبدأ يغنى والكاميرا تدور على وجوه الساده والسيدات الفنانين النجوم الحضور , كانوا ينظرون الى بعضهم البعض وهم يتغامزون , أكثر ما آلمنى فى هذه الحلقه أن الفنان الكبير كان منهمكا فى الغناء وفى المقاطع التى يردون عليها فيه ككورس ( إياحا أو يا للا الغفار) يردون وهم يتغامزون ويضحكون ولسان حالهم يقول احنا مالنا ومال التخلف ده , وازداد قرفى واستهجانى من حضرات النجوم الفرحانين بشبابهم وهم يتبادلون نظرات السخريه والفنان يحترق ويعتصر وهو يقول ... هاتى فانوسك يا اختى يا إحسان , أيا يا ننوسك فى ليالى رمضان , ماما تبوسك وباباكى كمان ..
إستدعت قصتك يا صديقى هذه الذكريات وأنا أتصفحها , موضوعك جميل ويستدعى معانى وقيم نبيله ورائعه
أخيرا سامحنى على تدخلى فى التنسيق

اديبنا ؛ و ووالدنا د انس
هذه الخاطرة حدثت معى بالفعل ؛ ولقد تالمت كثيرا حينما رايت و سمعت ما حدث ؛ احيانا اسال نفسى ؛ اين تغيب العقول حينما تغفل ان كل انسان سوف يمر امامه قطار عمره ؛ ليصبح مثل هذا الرجل بطريقة او باخرى ؛ اما ان يفقد جاها ؛ او مركزا ؛ او سلطة ؛ فاين تغيب العقول لتمتهن انسانية رجل حاول ان يقول انا على قيد الحياة ؛ لم امت ؛ كنت ذات يوم مطلوبة صداقتى ؛ مسموعة كلمتى ؛ امتعت كثيرا حين كان هناك امتاعا ؛ فلماذا يتجاهلنى الناس ؛ بعدما انكرتنى السنين؟؟ هذا حال الرجل ؛ وهذا حال من يغفل انه فى طريقة لمقهى هذا الرجل؟
اتذكر الان قول ابو العتاهية:
هى الايام و الغير
وامر الله منتظر
اتياس ان ترى فرجا
فاين الرب و القدر
كلنا هذا الرجل ....؟
فلما التباهى ؛ و التعالى ؛ وكلنا نسير نحو امنا ...الارض؟

علاء قدرى
11/10/2009, 21h50
صديقي المثقف الواعي

والكاتب..أخيراً
علاء قدري
:emrose:
لو أن هذا هو وجهك الآخر ...فأهلاً به
وأكرم به من إبداع

القصة من النوع الذي يشد القاريء
نظراً لما تحتويه من شخوص جاذبة
وهي شخصية الفنان المهضوم الحق
رغم ما يتمتع به من موهبة...

أسرتني دقة الوصف في قصتك
والقماشة الرائعة للقصة
لا أجاملك ...والله لقد استمتعت بها كثيراً
وكنت أتمني أن تطول أكثر من ذلك
لنتمتع بروعة السرد ....

وهذا من دلالات نجاح القاص
أحسنت ياصديقي

أين بقية الإبداعات؟


طلـّـــع الباقي بالتي هي أحسن;)

صديقى صاحب الكلمات الطيبة ؛ و القلب الاكثر طيبه الشاعر رائد:emrose:
دائما ما كنت اسعد بوصفك لى (بالمثقف) وهى اجدى و انفع و اشمل من صفة كاتب ؛فلربما كنت كاتبا رديئا؛ او كاتب فاشل ؛ ولكن لقب قارئ ؛ يحمل امرا فرضه الله علينا ؛ وعلى نبينا عليه الصلاة و السلام( اقرا) وكفى للمرء ان يكون قارئا ذا عقل ؛ من كونه كاتبا فاشلا ؛ اما عن الخاطرة ؛ فقد شاهدت بنفسى الواقعة ؛ وكنت انا من جالس هذا الرجل ؛ وقد قال لى مداعبا : نفسى اكتب القصة دى و حاجات كتيرة حصلت معايا ؛ وقلت له ومن يدرى ربما تكتب ؛ ويقراها الكثير ؛ ودار فى مخيلتى ان اكتبها ان استطعت او اوكلها لمن هو اهل لكتابتها فكان ما حدث ؛ وكتبتها فى محاولة للوفاء بوعد ؛ وعلى فكرة اتصلت بهذا الفنان لاخذ راية ؛ لكنه كان على ما يبدوا فى فرح شعبى ؛ لم يسمعنى ؛ وكان مشغولا
فالقيتها على صفحة المنتدى لحين ان يقراها ؛ وفاءا بالوعد
شكرا لك يا رائد المشاعر النبيلة و الاحساس العالى:emrose:

علاء قدرى
11/10/2009, 23h22
بسم الله الرحمن الرحيم
الشاعر والفنان القدير المحترم علاء قدرى
أرتطمت يدى بطفايه السجائر وجدت أعقابا منحنيه كانت قبل لحظات علبه تبغ بكامل هيئتها
يا لها من روعه وجمال
يا لها من جمله رائعه لخصت فيها ما أردته من قصتك الرائعه
يالها من معنى هزنى من الداخل
يلها من أتقان فى الفكره
لن تأتى هذه الجمله عبثا
بل بالعكس أعتقد انها الجمله التى قامت اساسا عليها القصه
كفايه كده بس
أبدعت
تحياتى

السيدة الفاضلة مدام ناهد
اولا : اسعدنى مرورك الكريم على الخاطرة ؛ وتشريف الصفحة بتوقيعك الكريم
ثانيا : السعادة الاكبر هو اقتناصك لاخر جملة فى الخاطرة والتى اختزلت كما اشرت كل عذابات هذا الرجل ؛ وتغير الاحوال ؛ وتلك طبيعة الاشياء ؛ شروق و غروب ؛ انتصار فانكسار ؛ ولا يبقى من الانسانية سوى اثار اعمالها خيرا او شرا ؛ لتبقى شاهدة على على ما اقترفتة من اثم ؛ او اضافته من خير على ارض الله التى خلقها بيده؛
اكتفاؤك بالتعليق على تلك الجملة اغنتنى ؛ وكفتنى ما بالخاطرة من زلات ؛ وهنات ؛
فشكرا لمرورك ؛ وشكر اخر لحسن قراءتك لما بين السطور ؛ لهذا المختصر المفيد يا سيدة هذا البيت الكبير:emrose:

علاء قدرى
12/10/2009, 02h19
و سايبنى بعيد عن الجمال ده يا راجل يا ......
علاء قدرى هذا طريقك فلا تنحرف ... السن أيضاً لا يحتمل إنحراف أمثالنا و سيبك من صاحبك إياه .... ده راجل يعشق الصعلكة و يجد فيها مبتغاه و مفرداته العجيبة
و الله و الله صدقاً و يقيناً ما رفعت عينى عنها حتى إنتهيت مشدوهاً معجباً منتشياً متلذذاً بالصياغة و اللغة و الحبكة و الجو النفسى ... و الشجن
أنت أروع من كل هذا .... وما لديك أكثر ... و الأروع لم يأتى بعد

تحياتى أيها النبيل

صديقى العزيزالشاعر طارق:emrose:
اولا : اشكرك على ملاحظاتك المظلله ؛ والتى شعرت فيها بود جميل ؛ وكنت اتمنى ان تكون قدرتى فى اللغة افضل من ذلك ؛ ولكنها تابى على ؛ رغم حبى لها ؛ ولكنها امكانيات ؛ تظهر فارق محب الادب عن الاديب الاصيل ؛ ولكن اتمنى ان تكون الاخطاء قليلة .
ما اعجبك فى الخاطرة ؛ هو صدق احداثها ؛ وقد وقعت بالفعل ؛ ومعى منذ شهر تقريبا ؛ حاولت ان اكون امينا فى وصف ما حدث ؛ مع بعض التصرف ؛ كى تكون مقبولة ؛ ويصل منها الغرض الذى من اجله اضعت بعض من وقتكم الثمين ؛ كل ما ارجوه ان لا اكون قد اثقلت على اخوتى الاعضاء ؛ وان اكون قد قدمت رؤية خاصة ؛ وحالة خاصة
تمس انسانيتنا ولو من بعيد
شكرا لك يا صديقى ؛ وحاول ان تمد لى يدا تساعدنى على التخلص من بعض اخطائى ؛ ولك الاجر و الثواب:mdr:

علاء قدرى
12/10/2009, 02h38
اخى الشاعر الكريم ا / علاء

التقطت عينى تلك الماسات الرائعه من بين عقد جمع فى حباته احلى واجمل انواع الاحجار واللالئ النفيسه المبهره
قصه على الرغم مما تحمله من الم لتغير الزمن بين يدى فنان اصيل يعرف معنى الفن الصادق وعمل خلف القمم الى مجرد صائد للقمه العيش حتى ولو على حساب فنه وكرامته وما يحمله بين طياته من فن رائع عفا عليه الزمن

سلمت يداك اخى الكريم وفى انتظار المزيد

الاخت الفاضلة ؛ اميرة ؛ ان القينا الماسات الرائعة ؛ واللالئ النفيسة الى حيوان اعجم ؛ ما طنك انه فاعلا بها ؟ لحفنة من الشعير خير له منها ؛ واحيانا ايضا ما يحدث ذلك مع بعض الناس ؛ فاقدىالاحساس و المشاعر بقيمة الدر ؛
اذا الموضوع من يرى الاحجار الكريمة ؛ ويراها كريمه لابد وان يكون انسانا كريما ذا عقل ؛ و بصيرة يرى بها الاشياء
على حقيقتها ؛ وهذا ما فعلتية بقراتك الرائعة لخاطرة متواضعة ؛ لكنك اضفت اليها تلك الصفات النابعة من ذوق عالى ؛ و تواصل انسانى جميل اعطى للخاطرة اكبر مما تستحق ؛ فشكرا لقراءتك الواعية ؛ ومرورك العاطر الذى اضاء صفحتى ؛ فرايت ما كتبته انا بصورة اوضح؛ فلك منى فائق الاحترام و خالص الشكر

abuzahda
12/10/2009, 13h47
أستاذي الجميل
علاء قدري:emrose:

ليسمح لي ، أستاذي رائد عبد السلام:emrose: (أكيد هيسمح)
أن أستعير طريقته العبقريّة في الإختصار ، فأضيف - فقط - ألف لام ، إلى العنوان ليكون:

الفنان علاء قدري

،

و مرحباً بالأراء الإنطباعيّة ، التي تناسب أجواء محبتنا .
فلو كان : راغب عيّاد أو د.علي الراعي أو شكري راغب أو د.لويس عوض ، أعضاءَ بيننا لما وسعهم إلا أن يكونوا انطباعيين دويداريين:emrose: . ليس خوفاً من أن ينفضّ الناس من حولهم فحسب ، و إنما لعلمهم أن النقد المنهجي (الأكاديمي) مادته : مشروع الكاتب ، مجملاً. لا نصاً منفرداً .

* * *

لم أفاجأ بقدرتك على إنشاء نص ٍ بهذا التماسك و الوضوح ، حيث القارئ الجيّد كاتب جيّد بالضرورة ، حتى لو كتب رسالة شخصيّة أو مشاركة بمنتدى.

أمّا اللغة و إملاءاتها ، فلم يسلم من هناتها كـُثرُ . حتى اسأل الأستاذ رائد (مدرس فنونها)

،

تذكرني قصتك ، عبر مشاركة والدنا الدكتو أنس:emrose: ، بمنولوجست شهير ... رأيته بأواخر أيامه يقود سيّارة أجرة (أصبح سواق تاكسي متخصص في نقل الراقصات من محمد علي إلى أماكن رقصهم !)

أدعو الله أن يُحسن خواتيمنا

و أن تتقبل عظيم مودتي و احترامي .... يا فنان

علاء قدرى
12/10/2009, 21h15
أستاذي الجميل

علاء قدري:emrose:

ليسمح لي ، أستاذي رائد عبد السلام:emrose: (أكيد هيسمح)
أن أستعير طريقته العبقريّة في الإختصار ، فأضيف - فقط - ألف لام ، إلى العنوان ليكون:

الفنان علاء قدري

،

و مرحباً بالأراء الإنطباعيّة ، التي تناسب أجواء محبتنا .
فلو كان : راغب عيّاد أو د.علي الراعي أو شكري راغب أو د.لويس عوض ، أعضاءَ بيننا لما وسعهم إلا أن يكونوا انطباعيين دويداريين:emrose: . ليس خوفاً من أن ينفضّ الناس من حولهم فحسب ، و إنما لعلمهم أن النقد المنهجي (الأكاديمي) مادته : مشروع الكاتب ، مجملاً. لا نصاً منفرداً .

* * *

لم أفاجأ بقدرتك على إنشاء نص ٍ بهذا التماسك و الوضوح ، حيث القارئ الجيّد كاتب جيّد بالضرورة ، حتى لو كتب رسالة شخصيّة أو مشاركة بمنتدى.

أمّا اللغة و إملاءاتها ، فلم يسلم من هناتها كـُثرُ . حتى اسأل الأستاذ رائد (مدرس فنونها)

،

تذكرني قصتك ، عبر مشاركة والدنا الدكتو أنس:emrose: ، بمنولوجست شهير ... رأيته بأواخر أيامه يقود سيّارة أجرة (أصبح سواق تاكسي متخصص في نقل الراقصات من محمد علي إلى أماكن رقصهم !)

أدعو الله أن يُحسن خواتيمنا


و أن تتقبل عظيم مودتي و احترامي .... يا فنان

الصديق الحبيب الفنان سيد ابو زهده
اعتقد ان النقد الانطباعى الذى يخشاة كثير من الناس ؛ هو نوع من التناول المباشر للعمل المبنى على الذوق الفنى الخاص لحظة التلقى ؛ والتى يشترك فيها القارئ كمبدع قبل عرض النص على طاولة التشريح العلمى ؛معتمدا على معرفتة القبلية ؛ وحصيلة خبراته؛ و التى بها قد يحكم على النص حكما اولى ؛ طازجا ؛ مباشرا ؛ فلما ينظر لهذه الطريقة من النقد الانطباعى و كانه (احتراز) مما قد يصيبه من اتهام بعدم المعرفة؛ او جهل باصول التقييم ؛ رغم ان تلك هى الوسيلة الاولى ؛الفطرية؛ التى بدا بها الانسان التعامل مع ما يقابله من مستجدات تتكشف له اثناء حياته ؛ فيقابلها بهذا المعيار الاولى الى ان يصل الى حقيقته؟ هذا مجرد سؤال ؛ لا يغنى عن اهمية النقد المتخصص الاكاديمى ؛ والذى له مداره الخاص ؛ وقدرتة على جعل الاشياء اكثر او اقل اهمية مما هى عليه ؛ حيث تختلف مدارس النقد ؛ واساليبها ؛ فى حين لا تختلف الفطره كثيرا فى استقبال ما فى الابداع من قيمه؛ وجمال ؛ مع اختلاف الرؤى و الثقافات.
اما عن تكرار مثل هذه الحالة(فنان) فاعتقد ان هناك الاف الامثلة ؛ حيث اعتاد الناس ان ينظروا دائما للامام (تلك النظرة التى لا ترى من يسقط رغما عنه فى ركام هذه الحياة ) رغم ان السقوط( حتمى ) والسير (مؤقت )وكلنا نمر على ذات الطريق المنحنى ؛ فمن يا ترى ينظرنا اذا ما كان السير اسرع ؛ و الرؤية مفتقده؟؟؟؟؟؟؟
اخيرا اسعدنى كثيرا مرور من احب فى نفس المكان الذى انا فيه كى تانس الروح ؛ وتتضح الرؤية ؛ وتبتهج النفس ولو قليلا...

عيون المها
13/10/2009, 03h08
الأستاذ الفاضل و الكاتب القدير


http://www.dwn1.com/wedw/OFS03129.gif ((( عــلاء قــدري ))) http://www.dwn1.com/wedw/OFS03129.gif


للحزن بهاء بهرتني أضواءه بقصتك
واقعيتها تسللت في أعماقي
فـ جاءتني حروفها مغلفة بالشجن
لـ تنوح معانيها على لحن حزين


(( يا سيدي ))


نعيش حياتنا مهرولين بشوارع العمر ذات الاتجاه الواحد
نلهث لمحاولة تحقيق ما تربو إليه نفوسنا
و خلال مشوار العمر نقابل ما يسعدنا و نجد ما يؤلمنا
لكن .. ما أكثر ما نفقده


( ياااه زمن جميل ؛ مضى و مضيت على إثره )


تلك كلمات بطلنا و هو على علم بمضي الزمن الجميل
و على دراية كاملة بأنه مضى معه
فـ لماذا يهين نفسه مع الأوغاد ؟


هو يعلم جيداً بأن حال الفن انحدر مع انحدار متلقيه
و لذلك تجمد عند الزمن الجميل و عاش وحيداً بعد أن فقد زوجته و ابنته و لم يتبقى له سوى الصداقة الوفية مع العود


بطل قصتنا أعتنق الفن
و من يعتنق الفن لا يستطيع أن يقدم سوى فن
و الفن لا يقدم للأوغاد


فـ ليكتفي بارتداء ثوب العزف لينال استحسان متلقيه


**********


(( أستاذ عـلاء ))



أحيي فيك الكاتب الذي اقتنص لنا هذا المشهد و قام بصياغته على هذا النحو الرائع السلس المُحمل بالمعاني العميقة
سلاسة السرد هيأت لي الغوص ببحر كلماتك
فلمست ما تحتويه من درر
و استوقفتني لألئ المعاني


استمتعت بالقصة و الردود
و في انتظار جديدك دوماً
دُمت و دام إبداعك


http://www.dwn1.com/wedw/vQU02929.jpg


لك كل تحياتي

رائد عبد السلام
13/10/2009, 04h14
أستاذي الجميل

علاء قدري:emrose:

ليسمح لي ، أستاذي رائد عبد السلام:emrose: (أكيد هيسمح)
أن أستعير طريقته العبقريّة في الإختصار ، فأضيف - فقط - ألف لام ، إلى العنوان ليكون:

الفنان علاء قدري


* * *

أمّا اللغة و إملاءاتها ، فلم يسلم من هناتها كـُثرُ . حتى اسأل الأستاذ رائد (مدرس فنونها)

،

تذكرني قصتك ، عبر مشاركة والدنا الدكتور أنس:emrose: ، بمنولوجست شهير ... رأيته بأواخر أيامه يقود سيّارة أجرة (أصبح سواق تاكسي متخصص في نقل الراقصات من محمد علي إلى أماكن رقصهم !)

أدعو الله أن يُحسن خواتيمنا






وبعدين بقي ف جرّ الشكل اللذيذ ده ؟؟

والله ياحبيب قلبي مداخلاتك للأحبة
هي أعمال فنية قائمة بذاتها...
ربنا يخليك لينا ياراجل ياجميل المعاني

بخصوص المونولوجست القديم
ربنا يستر ياحبي

أصل كلنا أهل فن :mdr:

علاء قدرى
13/10/2009, 18h51
(( يا سيدي ))


نعيش حياتنا مهرولين بشوارع العمر ذات الاتجاه الواحد
نلهث لمحاولة تحقيق ما تربو إليه نفوسنا
و خلال مشوار العمر نقابل ما يسعدنا و نجد ما يؤلمنا
لكن .. ما أكثر ما نفقده




لك كل تحياتي




الاخت الفاضلة عيون المها:emrose:يدهش المرء حين يجد ان قراءة النص ؛ او (الخاطرة) هى عمل ابداعى عقلى جديد ؛ ربما يفوق النص
لقد رايت هذا فى تعليق ذكى من انسانة لها مثل ثقافتك ؛ و عمق الرؤية ؛ ومهارة الولوج للنص ؛ وشاعرية الوصف للحالة التى كتبت من اخلها الخاطرة؛ نعم انه اتجاه واحد ؛ وعلينا المضى فية هرولة ؛ وقليل منا من يستطيع (النظر) اثناء السير ؛ ليرى ما قد ينتظرة فى نهاية الرحلة ؛ (وما اكثر ما نفقده) للبديهيتين العمر ؛ وثقل الاحمال التى تئن منها ظهورنا ؛ هناك نعمة كبرى انعمها الله على الانسن ؛ نعمة النسيان ؛ لكن للاسف تجد صعوبتها فى اختراق من يحمل فى طيات ذاته فنا حقيقا ؛ ومن ذاق (مرارة الشهرة ) تلك التى لو تجرعها انسان اصبح النسيان امرا عليه عسيرا
شكرا لكى يا صاحبة الحس العالى ؛ والنظرات المتاملة ؛ المتالمة ؛ لما يحث من حولنا ؛ كفى شرفا لنا من يكون لدينا (وجهة نظر) فى هذا الزمن المزخم بالتفاهات ؛ وتقدير ما قد يحدث لنا يوما ما ..

علاء قدرى
13/10/2009, 19h03
[/CENTER]



وبعدين بقي ف جرّ الشكل اللذيذ ده ؟؟

والله ياحبيب قلبي مداخلاتك للأحبة
هي أعمال فنية قائمة بذاتها...
ربنا يخليك لينا ياراجل ياجميل المعاني

بخصوص المونولوجست القديم
ربنا يستر ياحبي


أصل كلنا أهل فن :mdr:

صديقى الشاعر رائد
يا سيدى لا تقلق بشان الفنان الجميل ابو زهده
فلدية فى كندا ..دار مسنين جميلة ؛ ومقاهى كندا كلها اهل فن و ذوق ؛ وكمان عندهم سيارات اجرة مكيفة .....
الدور و الباقى علينا هنا .....
دار( مسنين مسنين ) يعنى المدة بتتقضى مع الشغل و النفاذ؛ وتنتهى العقوبة بانتهاء الاجل:mdr:
ولا ايه يا فنان؟؟؟؟؟؟؟؟

ام مدحت
14/10/2009, 04h53
ياخبر يا استاذ/علاء
على فكره دايما لمّا تيجى سيرتك
عندى اللى بيقول
(أخويا علاء قدرى دا انسان مش عادى)
تصوّر انك كتبت قصتى الشحصية
ولمّا قريتها بس عرفت معنى كلمة (مش عادى)
للأسف مش ها اقدر اضيف اى تعليق
وبكل صراحة لعجزى عن التعليق
ربنا ينور لك الدنيا يابو كريم

علاء قدرى
14/10/2009, 16h31
ياخبر يا استاذ/علاء

على فكره دايما لمّا تيجى سيرتك
عندى اللى بيقول
(أخويا علاء قدرى دا انسان مش عادى)
تصوّر انك كتبت قصتى الشحصية
ولمّا قريتها بس عرفت معنى كلمة (مش عادى)
للأسف مش ها اقدر اضيف اى تعليق
وبكل صراحة لعجزى عن التعليق

ربنا ينور لك الدنيا يابو كريم

الاخت الفاضلة ام مدحت:emrose:
طبعا انا عارف ان اخى و حبيبى الشاعر سعد هو اللى قال علية كدة ؛ ودى شهادة من فنان بنحبه و نقدره كثيرا
رغم غيابه ؛ انا عارف كمان انه مشغول كتير اليومين دول ؛ وانه مشرف ؛ ومنور البحيرة:mdr:
يا خساره كان نفسى والله اكون فى دمنهور ؛ واقابله ؛ بس باقيه ان شاء الله
انار الله قلبك ؛ و بصيرتك ؛ كما اضات خاطرتى المتواضعة ؛ وتحياتى لحبيبى لغاية ماشوفه:emrose:

رائد عبد السلام
16/10/2009, 17h46
صديقى الشاعر رائد
يا سيدى لا تقلق بشان الفنان الجميل ابو زهده
فلدية فى كندا ..دار مسنين جميلة ؛ ومقاهى كندا كلها اهل فن و ذوق ؛ وكمان عندهم سيارات اجرة مكيفة .....
الدور و الباقى علينا هنا .....
دار( مسنين مسنين ) يعنى المدة بتتقضى مع الشغل و النفاذ؛ وتنتهى العقوبة بانتهاء الاجل:mdr:
ولا ايه يا فنان؟؟؟؟؟؟؟؟


:mdr:

صح ياأستاذ
ماهو علشان كده أنا قلت له : ربنا يستر
علينا طبعاً

عبد الحميد سليمان
22/10/2009, 20h06
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم الأديب المثقف الانسان00الأستاذ علاء قدري00أخواني الأعزاء000سلام الله عليكم ورحمته وبركاته000وبعد
تحدثت أخي الكريم عن فنان قديم تكأكأ عليه العمر واعتصره التهميش والفقر وبات يحلم بأبسط وأسذج ما يعتاش به الفقراء من أمثاله,حتي ذكريات أيامه الخوالي وشبابه الآفل لم تعد قوتا داعما فتورت وانزوت وتلاشت 00جلت بنا أخي الكريم في عالمه الذي بدا في ظاهره العوبة يلهو بها الأطفال ويتسلون به ولعله لاذ ببراءتهم من غلظة قلوب من عرفهم وأنكروه وتهزأوا به فأولئك الأطفال أطيب قلبا وأنقي ضميرا, ويثني الانسان الرائع النبيل الدكتور أنس ويستدعي أياما خلت عاين فيها من لم يعرف لأحمد عبد القادر مكانه ولم يأبه بفنه,أخي الحبيب الكريم الدكتور أنس ما قولك وأولئك كانوا بالأمس القريب البعيد شبابا لايعبأون وقد أقفرت أيامهم وأظلمت ليالي شبابهم وباتوا محط اشفاق رقيقي القلوب00إنها دورة العمر وسنواته السريعات المنصرمات الآفلات اللواتي لا يكترثن لكبير ولا لعظيم ولا لغني أو شهير00رحم الله أبا العلاء وهو ينصح من لا ينتصحون فيقول:
خفف الوطء فما أظن أديم الأرض الا من هذه الاجساد

لقد جال خاطري وحلق مع ما استثارنيه الأستاذ علاء قدري فتخيلتني ميتا ثم دفينا في مقابركفر سليمان التي أحاط بها الامتداد العمراني حتي كاد يبتلعها00تخيلتني وقد دفنت فيها ومرت سنون ما عاد يذكرني معها أحد ,ثم عن لرجال هذه البلده بعد ثلاثين عاما أن ينقلوا تلك الجبانة تخففا منها وانتفاعا بموقعها الذي يبلغ سعر المتر فيه عدة آلاف من الجنيهات,وأجمعت البلدة وأهلها أمرهم علي الانتفاع بهذا الموقع لاقامة منشئات تجارية وسوقا تدر دخلا للبلدة وينتفع بها الناس,ولم يخطر ببال أحدهم مجرد خاطرة يتيمة حول من دفن بها وهوانهم علي الذاكرة وقد غدوا ترابا وعظاما فنقلت بقايا العظام, أما ما تحلل من أجداث فقد أضحي ترابا,أقترحوا تسويته بالارض تمهيدا لإنفاذ ذلك المشروع العمراني الكبير الراقي,وعندما وقعت الواقعة علقت بأطراف لودر يحمل التراب بقايا وذرات عبد الحميد سليمان وتناثرت علي جنبات الطرقات ,وعندعودة اللودر علق بعض ذلك التراب بعجلاته التي خاضت بركة من ماء آسن فغدا ذلك التراب طينا تطابرت اشلاؤه عند عودة اللودر وسائقه ينهب به الأرض نهبا حتي يصل الي منزله ويزيل ماعلق به من وعثاء ذلك اليوم والمكان, وتأفف الناس مخافة تلوث ملابسهم أو رائع أحذيته بذلك الطين000هي الدنيا وهم الناس يظنون بأنفسهم ولأنفسهم الخلد وما وعوا, يتيهون كبرا وغرورا ولا يدرون كم بلع التاريخ وتجاوزت الذاكرة من كانوا أشد منهم قوة وأعظم بطشا وأعلي قيمة وأبهي منظرا وأمنع عزوة وأغزرحشما وأتباعا00أخواني الأعزاء وأخي الكريم الرائع علاء قدري شكرا لكم وبوركتم00والي لقاء قريب ان شاء الله فقد بعدت بيننا وبينكم الشقة لاعن قلي ولا غضاضة ولا انزواء ولاعن افلاس او تعال او تصاغر وإنما عن اشتغال وانشغال بما لا يرحم من حر الأيام وقسوتها وثقل الدور وجشامة العبئ 00سلام الله عليكم ورحمته وبركاته

علاء قدرى
23/10/2009, 00h49
بسم الله الرحمن الرحيم


أخي الكريم الأديب المثقف الانسان00الأستاذ علاء قدري00أخواني الأعزاء000سلام الله عليكم ورحمته وبركاته000وبعد
تحدثت أخي الكريم عن فنان قديم تكأكأ عليه العمر واعتصره التهميش والفقر وبات يحلم بأبسط وأسذج ما يعتاش به الفقراء من أمثاله,حتي ذكريات أيامه الخوالي وشبابه الآفل لم تعد قوتا داعما فتورت وانزوت وتلاشت 00جلت بنا أخي الكريم في عالمه الذي بدا في ظاهره العوبة يلهو بها الأطفال ويتسلون به ولعله لاذ ببراءتهم من غلظة قلوب من عرفهم وأنكروه وتهزأوا به فأولئك الأطفال أطيب قلبا وأنقي ضميرا, ويثني الانسان الرائع النبيل الدكتور أنس ويستدعي أياما خلت عاين فيها من لم يعرف لأحمد عبد القادر مكانه ولم يأبه بفنه,أخي الحبيب الكريم الدكتور أنس ما قولك وأولئك كانوا بالأمس القريب البعيد شبابا لايعبأون وقد أقفرت أيامهم وأظلمت ليالي شبابهم وباتوا محط اشفاق رقيقي القلوب00إنها دورة العمر وسنواته السريعات المنصرمات الآفلات اللواتي لا يكترثن لكبير ولا لعظيم ولا لغني أو شهير00رحم الله أبا العلاء وهو ينصح من لا ينتصحون فيقول:
خفف الوطء فما أظن أديم الأرض الا من هذه الاجساد


لقد جال خاطري وحلق مع ما استثارنيه الأستاذ علاء قدري فتخيلتني ميتا ثم دفينا في مقابركفر سليمان التي أحاط بها الامتداد العمراني حتي كاد يبتلعها00تخيلتني وقد دفنت فيها ومرت سنون ما عاد يذكرني معها أحد ,ثم عن لرجال هذه البلده بعد ثلاثين عاما أن ينقلوا تلك الجبانة تخففا منها وانتفاعا بموقعها الذي يبلغ سعر المتر فيه عدة آلاف من الجنيهات,وأجمعت البلدة وأهلها أمرهم علي الانتفاع بهذا الموقع لاقامة منشئات تجارية وسوقا تدر دخلا للبلدة وينتفع بها الناس,ولم يخطر ببال أحدهم مجرد خاطرة يتيمة حول من دفن بها وهوانهم علي الذاكرة وقد غدوا ترابا وعظاما فنقلت بقايا العظام, أما ما تحلل من أجداث فقد أضحي ترابا,أقترحوا تسويته بالارض تمهيدا لإنفاذ ذلك المشروع العمراني الكبير الراقي,وعندما وقعت الواقعة علقت بأطراف لودر يحمل التراب بقايا وذرات عبد الحميد سليمان وتناثرت علي جنبات الطرقات ,وعندعودة اللودر علق بعض ذلك التراب بعجلاته التي خاضت بركة من ماء آسن فغدا ذلك التراب طينا تطابرت اشلاؤه عند عودة اللودر وسائقه ينهب به الأرض نهبا حتي يصل الي منزله ويزيل ماعلق به من وعثاء ذلك اليوم والمكان, وتأفف الناس مخافة تلوث ملابسهم أو رائع أحذيته بذلك الطين000هي الدنيا وهم الناس يظنون بأنفسهم ولأنفسهم الخلد وما وعوا, يتيهون كبرا وغرورا ولا يدرون كم بلع التاريخ وتجاوزت الذاكرة من كانوا أشد منهم قوة وأعظم بطشا وأعلي قيمة وأبهي منظرا وأمنع عزوة وأغزرحشما وأتباعا00أخواني الأعزاء وأخي الكريم الرائع علاء قدري شكرا لكم وبوركتم00والي لقاء قريب ان شاء الله فقد بعدت بيننا وبينكم الشقة لاعن قلي ولا غضاضة ولا انزواء ولاعن افلاس او تعال او تصاغر وإنما عن اشتغال وانشغال بما لا يرحم من حر الأيام وقسوتها وثقل الدور وجشامة العبئ 00سلام الله عليكم ورحمته وبركاته

الاديب الكبير ؛ و الانسان الذى حفلت اعماله القصصية بدراما المهمشين على صفحات الحياة ؛ وصراخ ابطال اعماله من تعمد نسيانهم ؛ واحتقار ذكرهم لرقة حالهم؛ او افتقارهم لمباهج الحياة ؛ فكنت نافذة لمن يملك بصرا و بصيرة ليرى من انكرتهم الحياة فظلوا معلقين على صفحات النسيان ؛ الى ان تمتد لهم يد الانسانية ؛ لتعيد لهم الوجه الحقيقى الذى افتقدوه ؛ هكذا تعلمنا منكم ان ننظر للانسان من حيث هو انسان؛ كرمه الله سبحانه و تعالى ؛ لا ان ننظر له على انه شئ موجود بذاته ؛ بل انسان موجود لذاته ؛ انسان ؛ يشعر ؛ و يتالم ؛ دما و لحما ؛ لا منصبا و جاها ؛ هكذا قرأنا فى اعمالك المتخمة بمثل هذا الفنان ؛ وتعلمنا ايضا من كتاباتكم ان المصير واحد ؛ وان الماساة واحدة وان اختلفت الوانها .
سيدى الاديب الدكتورعبد الحميد سليمان ؛ اقولها صدقا لقد فرحت بخاطرتى تلك فرحا عظيما حين قرات اسمكم الكريم على تلك الصفحة ؛ ولما لا و قد نالت من و قتكم الثمين ؛ و شرفت بابداع قلم حرمت منه و قتا طويلا حتى ظننت انك قد مللت قراتى لك و تعليقى المتواضع ؛ لكنه لم يكن سوى تواصلا منى متواضع ومساهمة فى رؤية العالم المنسى من خلال سردكم الرائع ؛ واسلوبكم المدهش الذى تقر به اى عين لم يصبها رمد
ام عن تلك الصورة التى تخيلتها ؛ فافزعتنى كثيرا (رغم ما بها من امكانية الحدوث بعيدالا قدر الله عن شخصكم الكريم )الا انها تختزل كل صور العبث ؛ و السفه اللانسانى ؛ حيث كل شئ مباح فى هذا الزمن النفعى ؛ والذى لا يأبه كثيرا بالانسانيات؛ ولا الحرمات ؛ ولا ما هو مقدس ؛ لكن العزاء الوحيد رغم عمق الماساة (ان وقعت) ان الاجساد قد تبلى ؛ ولكن تبقى الارواح النقية فى اعلى عليين؛ بعيدا عن عبث الساقطين انسانيا.
رجاء اخير اديبنا الفاضل ؛ ان لا تحرمنا من اعمالك الرائعة و التى تجعلنا فى تواصل دائم مع الانسان مهما كان شأنه...