المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة خادعة...لاحمد دويدار


medodowidar
23/09/2009, 23h21
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ايها السيدات والسادة
تحية وسلام
انا ادرك تمام الادراك باني بالنسبة لكم ضيف جديد مع ان تاريخ تسجيلي بهذا المنتدي الرائع منذ بضعة شهور مضت
ولا اخفي عليكم وانت اهل الفن والادب باني لم انشر اي شئ لي لاني اري اني غريب عليكم لا لانكم غرباء عليّ فمن يقرأ لاي منكم موضوع بالنقد او بالادب او بالموسيقي يعي من حديثه مدي ثقافته وقوة شخصيته وسعة اطلاعه
وفي ظل وجود القمم بالمنتدي رأيت اسهامكم مع الجيل الناشئ بالقصة وبالشعر وبالموسيقي وهذا في حد ذاته شئ نادر علي اي منتدي عربي
واسمحوا لي ان اقدم لكم قصة قصيرة من ضمن مجموعتي القصصية وانا ارحب بارائكم فمن الذي اكتب لهم انهم هؤلاء الفئة المثقفة التي لها طابع الاصالة والتجديد معا في شتي مجالات الادب والفن وانتم اقدر شهادة علي ذلك

قصة (قصة خادعة)
الطير هام باوراق الشجر فغرد وانشد احلي الاناشيد فرحا بوجود الدفئ في احضان تلك الشجرة التي كانت بمقابل شرفة القصاص المشهور الذي اعتاد ان يستيقظ صباحا يدق قلبه دقات الصباح فتسطع لحبه الشمس ويشتد بعد ذلك حبها وعنفها في توهجها بزيادة دفئها في روحه..ليكتب انبل القصص واشجع الحكاوي دون رهبة او خوف من مصير قصصه او من مصير شمسه التي انبثقت من روحه وقمره الساطع بدره علي الورق اذ يبتسم له الورق بثغره الواسع البسام سعيدا بلمساته في عمره الطويل..
..وطال القصاص يكتب رواية طويلة فانتهي منها وربح شهرة فاقت شهرة القصة السابقة ففوجئ القصاص اذ ان تلك القصة الاستعراضية المرحة لا تقارن بكون القصص الاخري التاريخية والدرامية بل والسياسية التي يصوغها في قالب ادبي خالد
لكن تكاثرت عليه الجوائز وذهبت اليه قلائد الذهب تعارك بعضها بعضا من اجل الظفر بانامل ذلك القصاص في ظهورها مع اول صورة عن نجاحه بتلك القصة
لكنه ترك تلك الحوارات وانشغل لكتابه قصة اخري ...فعاد الطير يغرد بشرفته..فشرب كوبا من القهوة واخرج لفافة التبغ يستنشق منها روح المخاطرة في قصته السياسية الجديدة ففكر ان يسرد لنا حكمة بليغة في قصة صغيرة..فرأي العالم من حوله دنيا كبيرة عتيقة بانواع السياسات القذرة واستبداد الحكم الظالم ببلدته ,فرمي ورقته التي حبس بها بعضا من افكاره ليشرع في كتابة قصة ملك حب الترف حتي زالت عنه قصور الشرف..وملك بروحه الشهوات واثرت في قلبه النزوات ..حتي ضاع ملكه واصبح عربيدا فعبدا يساق كما تساق الحمير في سوق الرقيق ليشتريه ملك اخر يامره وينهيه
لقد اطال القصاص الجرئ في روايته ونفخ فيها روح البلاغة بالقول وحب الصراحة والدفاع عن الظلم....والبشرة بانهيار حياة النظام اذا ما دام علي هذا الحال من تشييد القصور ونحر همسة سرور وبتر جرح الصدور..واتصلت قصته بعصفورا كان متألما اتاه علي سور شرفته صباح احد تلك الايام الحاسمة يطلب منه العون فوالدته تاره ترعي صغارها وتاره تجلب لهم وجبة الغذاء فاخذ القصاص ينادي باخته الطبيبة البيطرية يسأل ما لذنب هذا المسكين المتألم بجراحه المريرة فاخذته برفق الام لابنها المولود تضم علي جراحه الحنان والامان حتي عالجت به من اذي وتركته لاخيها فلبي دعوة حبه في ذلك الكائن ونزل من شقته التي تردد بحبها القراء واتي الي الشقة المقابة لشرفته ليفتح له صديقه الوفي الذي اعتاد رؤيته كل صباح من الشرفة امام عينيه فسلم عليه ولم يسرع فيأخذه بالاحضان فبيده ذلك الطير الجريح حتي وصل للشرفة فرأي ذلك العش وتلك الصغار فوضع الاخ العزيز موضع الاب الذي ودع ابنه لمدرسة الحياة والرزق من اجل الحياة الكريمة فودعه وداع الطبيب لمريضه الذي نهل بنهم من نهر الصحة وشوق الشفاء وحب الحبيب لمحبوبه المتعافي فيبتسم له العصفور ويتناول وجبته مع اخواته بتلهف وانشغال
وعاد القصاص ذو الصدر الحنون يحضن صديقه ويتحدث صديقه بشأن اعماله الجديدة والمتألقة دوما فيخبره بانها مفاجأة
وبعد ايام بعدما تعافي العصفور الرقيق وكاد ان ينتهي الكاتب من روايته الطويله جاء الطائر لشرفته يغرد له اجمل الالحان اكراما بما فعله تجاهه ولنجدته السريعة
ويسمع القصاص ذلك الانشاد البديع ليطبع علي ذاكرته نقشة الذكري العظيمة علي قلب الحجر
واتي موسم الرحيل
وطارت الام وابنها واخواته ..فودع الابن ذلك الرجل الذي حضنه الورق وتشبث به حتي انهل يسقيه المتعة في سرده القصصي وحب الاثارة والمخاطرة بقلمه الماسي..ليودعه القصاص وينهي بوداعه قصته
ونشرت القصة
...وكانت اتعس مفاجأة لصديق الكاتب وصاحب اطلالته اليومية عبر الشرفة
ان يجد الكاتب ملقي القبض عليه بدافع سياسي غاضب يطعن عبر مجازه بالقصة قلب النظام..وحبس اياما ينهل علي حبسه الاف القراء المحبين يتعجبون لامر ذلك القرار ..محي فرحهم بتلك الرواية التي رشحها الجماهير لنيل اثقل جائزة بميزانها الضخم وادبها الجم الممتاز بمجرد ذلك القرار الشديد في صرامته وحسمه علي تلك الهيئة وكون تلك الشاكلة
وقُـرر بسجنه بضع سنوات بتهمة تحريض الجماهير علي قلب نظام البلدة....فنظر القصاص لسجانه ,كم تمني عدم كونه في ذلك الموقف مع تحمسه الشديد عند عرض تلك القصة فلم يراعي العواقب التي خيمت عليه وعبثت مع ظلامها الدامس
ونظر برهه في السماء يفكر مليا في امر ذلك العصفور الطليق الذي ينعم بالحرية فيطلب منه النجدة والاسعاف به علي عجلة
من امره المكتوم.
.فتستجيب ارادة السماء الحزينة وتبعث له صديقه الطائر حزينا حتي سقط الي الارض بعدما فوجئ بوجود صديقه بالسجن المقيد وهو فاعل الخير وناشر المودة والحق بين الناس ونسي بانشغاله مهمته في الطيران وجلس ينظر له نظرة الحسرة و الالم
الا ايها العصفور ان تنجدني كما نجدتك بالامس وتخرجني من ذلك المكان اللعين ....
فهل الظالم يعيش طليقا ويحل محله المظلوم
فاحتار كاتبنا هل جرح الالام يدوم؟