المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هذيان


ثروت رضوان
04/05/2007, 16h20
هذيان
****
لا تنسى الخبزَ وأنتَ بصيدا
أذكرُ ودواءَ الضغطِ
وشرابَ التوتِ لمريمْ
ولشادى حباتِ الأناناسْ
سلمى؟
مازالت تشكو ألماً بالراسْ
نامت؟
أعطيتُها ليموناً
حامضَ بالنَعْنَاعْ
حسناً .. حسناً
الآنَ أغادرْ
لا تَنْسَى ....
لنْ أَنْسَى ...
لا تَنسَىْ أنتِ
إغلاقَ البابِ عليكم بالترباسْ
..............
أذكرُ أنى سمعتُ
ورائى إغلاقَ البابْ
..............
فيروزُ تُغنى
فى مذياعِ العَربةْ
..............
"الطفلُ فى المغارة
وأمُهُ مريم
وجهان يبكيان"
..............
تهتزُ العربةُ يا فيروزْ
تُهَدْهِدُ رَأسى
رَأسى يَتَدَّلى
يَنْحَدِرُ على صَدرى
.............
"إرفع رأسك ..
يا أخى".. رأسك
……….
صوتُ الثورةِ يُنشدْ
"خللى السلاح
صاحى
صاحى صاحى"
………..
عبدُ الناصرٍ يخطب
"سنرمى إسرائيل
فى البحر"
………...
"والبحر بيضحك لى
وانا نازلة اتدلع
أملا القلل"
…………
طبعاً .. طبعاً
لازم يضحك
………...
حنحارب ..
حنحارب ..
حنحارب ..
…………
"لأجل من تشردوا
لأجل أطفال بلا منازل"
…………
"عاش الشعب العربى
عاش"
عاش الملك السابق
عاش
عاش الملك الحالى
عاش
عاش الملك الآتـى
عاش
"اللى قال للرجال
عدو القنال
عاش"
قال البعض
إنه مات
رقد أخيراً فى استسلام
البعض يؤكد
بل فى سلام
والبعض يقهقه
قل فى سلام الإستسلام
…………
"لأجل من دافع
واستشهد فى المعارك"
…………
"إضرب .. إضرب
إضرب إضرب
إضراااب"
………….
"واستشهد السلام
فى وطن السلام
وسقط العدل
على المدافن"
.............
يبدو أنى
غفوت قليلاً
يبدو أنى
حلمت طويلاً
............
لن نكملَ يا حضراتِ الرحلةْ
صوتُ السائقِ
يَنعى إلينا سقوطَ الجْسرْ
هل قالوا ذلك فى المذياع؟
قالوا أكثر
صيدا قصفت
ياللفجرة
.............
صوتٌ قالْ
فلنرجع فوراً لقرانا
فالغارةُ تأتى تلوَ الغارةْ
غَمْغَمَ آخر
من أين أتيت؟
ركبنا سوياً
من موقف قانا
............
حزنٌ خَيَّمَ فَوْقَ الصَّمتْ
............
لماذا أشحتَ بوجهِكَ عنِّى؟
ماذا تَعنى
............
صَمْتٌ خَيَّمَ فَوْقَ الحُزنْ
............
ماذا يعنى هذا الصَمتْ؟
وهذا الحزنْ
أَوَ لم تُنْصِتْ للمذياعْ؟
بل أنصتْ
كانت فيروزُ تُغنى
............
"وحين هوت
مدينة القدس
تراجع الحب
وفى قلوب الدنيا
استوطنت الحرب"
.............
لكنَّ المذياعَ صَمَتْ
لا .. بل أذكرُ
أنِّى غَفَوتْ
.............
قُصِفَتْ قانا
.............
صَمْتٌ خَيَّمَ فَوْقَ الصَّمتْ
..............
يا للهولْ
...............
حُزْنٌ خَيَّمَ فَوْقَ الحُزنْ
...............
لم أحضرْ بعدُ
دواءَ الضغطْ
لم أحضرْ حتى
شرابَ التوتِ لمريمْ
لم أحضرْ حباتِ الأناناسِ
لشادى
سلمى كانت تشكو
ألماً بالرأس
لم أحضرْ خبزاً
من صيدا
..............
لكنى أذكرُ
أنى سَمِعْتُ ورائى
صوتاً
هل كان إغلاقاً للبابْ؟
*************
عَفْواً ..
هذا الهذيانُ وليدُ اللحظة، ولا أعتذر إن شابهُ لحنٌ هنا أو خطأٌ هناكْ .. هكذا كان الإحساسُ ساعتها .. وهكذا خرج من بين أنقاض نفسى ولن أغيرَهُ مهما مرت من لحظات.
ثروت رضوان
اتحاد الإذاعة والتليفزيون
جمهورية مصر العربية
tharwatradwan@yahoo.com