number_1
10/09/2009, 18h13
في جريدة القبس الكويتيه العدد (12977 ) الصادر بتاريخ 14 - 7 - 2009 كتب الاستاذ فيصل خاجة مقالا تحت عنوان ( ام كلثوم ليست مصرية ! ) بمناسبة اقامة معرض " ام كلثوم الهرم الرابع " في " مول360 " بدولة الكويت ذكر فيه ما يلي :-
أم كلثوم ليست مصرية!
كتب فيصل خاجه :
http://www.alqabas-kw.com/Temp/Authors/45de490e-dcfd-4a9f-b9f0-1c04d090c6d5_author.jpg
قصة عشقي لأم كلثوم لا علاقة لها بالبعد الرابع (الزمن)، فهو وحده الذي وقف حائلا بيني وبين حلمي بالتواجد في الصفوف الأمامية لحفلاتها، عشقي لها لا علاقة له بتلك الهالة الإعلامية التي أحاطت بها (ولا تزال) على مدى عقود من الزمان، وإلا لرأيتني من جمهور نانسي وروبي وهيفا وبقية شواهد عصر الانحطاط العربي، ولكل منهن حضور إعلامي مكثف ممل ومزعج يداهمك بالاكراه من كل حدب وصوب.
ما تشدو به أم كلثوم هو حديث الروح لا لهو الحديث كما يزعمون، تدركه القلوب بلا عناء، عند سماعك لأم كلثوم أنت أمام وجبة دسمة تمتزج بها المتعة بالأدب بالخيال بارتقاء الذوق والتحليق به عالياً بجناحي النغم والنظم إلى سماوات عشق كل جميل.
ولعل من اختار لقب كوكب الشرق لأم كلثوم كان قوي الملاحظة والاستنتاج والذكاء، فهو سماها كوكباً عوضا عن النجمة، فالفرق ما بينهما هو ان النجمة مضيئة بذاتها، والكوكب يضيء بانعكاس أضواء النجوم عليه كما هي الحال عليه في القمر، فكانت أم كلثوم مضيئة ومتألقة في سماء الشرق، ولكن نجاحها كان مستمدا أيضاً من مجموعة النجوم الرائعة الشديدة التألق والتأنق والتوهج والابداع على صعيدي الكلمة واللحن، فما بين شوقي ورامي وبيرم وناجي وغيرهم لا يمكن إلا ان تسمع لغة بالغة البلاغة والجمال والخيال، وما بين السنباطي والقصبجي وزكريا وعبدالوهاب وغيرهم لا يمكن الا ان تسمع نغماً آسراً ساحراً يتقن التصوير والتعبير.
أعمال أم كلثوم لا تقيدها الجغرافيا، لذا فهي ليست مصرية وليست حكراً على المصريين الأعزاء، بل هي هدية السماء لكل ناطق بالعربية. كما لا يقيدها التاريخ، فصدى صوتها العذب سيستمر في رنينه إلى أجل غير مسمى.
«اذا أردت ان تتكلثم فتسنبط»، مقولة شهيرة نقلها لي الاستاذ العزيز المحامي صلاح الهاشم في احدى الأمسيات، للتدليل على أن أروع ما شدت به أم كلثوم كان بألحان رياض السنباطي، وأجد نفسي منحازاً بكل جوارحي إلى تلك المقولة، فالمستمع المتتبع لأعمال رياض السنباطي يخيل إليه أن ريشته التي يعزف بها ليست ريشة عود، بل ريشة رسام تتقن فن مزج ألوان الألحان، عليك بسماع شمس الأصيل، فإن لم ترق لك فعليك بقصة الأمس، فإن لم ترق لك فعليك بالاطلال، فإن لم ترق لك فلا تسمع شيئا لأم كلثوم، فهي ليست لك وأنت لست لها!
***
بمبادرة جميلة تفضلت شركة التمدين بإقامة معرض «أم كلثوم.. الهرم الرابع» في «مول 360» وهو معرض يعيدك إلى زمن جميل، حيث كان للكلمة معنى وللنغمة مغنى، ساهمت شخصيا في المعرض بعرض بعض مقتنياتي النادرة ذات الصلة بأم كلثوم، ان تملككم الفضول فبإمكانكم التفضل وزيارة المعرض الذي سيمتد لأربعة أشهر.
وجزيل الشكر موصول للفاضلات فريال الفريح وهيفاء الصقر على ما انجزتاه، ليرى هذا المعرض النور في الكويت، بدءا من الفكرة مرورا بالجهد ووصولا الى الإنجاز، فكان المعرض كما قالت أم كلثوم في قصة السد:
كان حلماً فخاطراً فاحتمالا...
ثم أضحى حقيقة لا خيالا
أم كلثوم ليست مصرية!
كتب فيصل خاجه :
http://www.alqabas-kw.com/Temp/Authors/45de490e-dcfd-4a9f-b9f0-1c04d090c6d5_author.jpg
قصة عشقي لأم كلثوم لا علاقة لها بالبعد الرابع (الزمن)، فهو وحده الذي وقف حائلا بيني وبين حلمي بالتواجد في الصفوف الأمامية لحفلاتها، عشقي لها لا علاقة له بتلك الهالة الإعلامية التي أحاطت بها (ولا تزال) على مدى عقود من الزمان، وإلا لرأيتني من جمهور نانسي وروبي وهيفا وبقية شواهد عصر الانحطاط العربي، ولكل منهن حضور إعلامي مكثف ممل ومزعج يداهمك بالاكراه من كل حدب وصوب.
ما تشدو به أم كلثوم هو حديث الروح لا لهو الحديث كما يزعمون، تدركه القلوب بلا عناء، عند سماعك لأم كلثوم أنت أمام وجبة دسمة تمتزج بها المتعة بالأدب بالخيال بارتقاء الذوق والتحليق به عالياً بجناحي النغم والنظم إلى سماوات عشق كل جميل.
ولعل من اختار لقب كوكب الشرق لأم كلثوم كان قوي الملاحظة والاستنتاج والذكاء، فهو سماها كوكباً عوضا عن النجمة، فالفرق ما بينهما هو ان النجمة مضيئة بذاتها، والكوكب يضيء بانعكاس أضواء النجوم عليه كما هي الحال عليه في القمر، فكانت أم كلثوم مضيئة ومتألقة في سماء الشرق، ولكن نجاحها كان مستمدا أيضاً من مجموعة النجوم الرائعة الشديدة التألق والتأنق والتوهج والابداع على صعيدي الكلمة واللحن، فما بين شوقي ورامي وبيرم وناجي وغيرهم لا يمكن إلا ان تسمع لغة بالغة البلاغة والجمال والخيال، وما بين السنباطي والقصبجي وزكريا وعبدالوهاب وغيرهم لا يمكن الا ان تسمع نغماً آسراً ساحراً يتقن التصوير والتعبير.
أعمال أم كلثوم لا تقيدها الجغرافيا، لذا فهي ليست مصرية وليست حكراً على المصريين الأعزاء، بل هي هدية السماء لكل ناطق بالعربية. كما لا يقيدها التاريخ، فصدى صوتها العذب سيستمر في رنينه إلى أجل غير مسمى.
«اذا أردت ان تتكلثم فتسنبط»، مقولة شهيرة نقلها لي الاستاذ العزيز المحامي صلاح الهاشم في احدى الأمسيات، للتدليل على أن أروع ما شدت به أم كلثوم كان بألحان رياض السنباطي، وأجد نفسي منحازاً بكل جوارحي إلى تلك المقولة، فالمستمع المتتبع لأعمال رياض السنباطي يخيل إليه أن ريشته التي يعزف بها ليست ريشة عود، بل ريشة رسام تتقن فن مزج ألوان الألحان، عليك بسماع شمس الأصيل، فإن لم ترق لك فعليك بقصة الأمس، فإن لم ترق لك فعليك بالاطلال، فإن لم ترق لك فلا تسمع شيئا لأم كلثوم، فهي ليست لك وأنت لست لها!
***
بمبادرة جميلة تفضلت شركة التمدين بإقامة معرض «أم كلثوم.. الهرم الرابع» في «مول 360» وهو معرض يعيدك إلى زمن جميل، حيث كان للكلمة معنى وللنغمة مغنى، ساهمت شخصيا في المعرض بعرض بعض مقتنياتي النادرة ذات الصلة بأم كلثوم، ان تملككم الفضول فبإمكانكم التفضل وزيارة المعرض الذي سيمتد لأربعة أشهر.
وجزيل الشكر موصول للفاضلات فريال الفريح وهيفاء الصقر على ما انجزتاه، ليرى هذا المعرض النور في الكويت، بدءا من الفكرة مرورا بالجهد ووصولا الى الإنجاز، فكان المعرض كما قالت أم كلثوم في قصة السد:
كان حلماً فخاطراً فاحتمالا...
ثم أضحى حقيقة لا خيالا