الرواية

[أبو حسام 3]

هذه القصيدة من ضمن مجموعة أشعاري التي ألفتها في مدينة باريس و قد سبق لي نشرها في مجلة أقلام الثقافية التي يرأس تحريرها الشاعر الفلسطيني سامرسكيس.



الروايــــــــــة

و أسدلت مهلا ستار الروايـــــــــة
و ما آن فصل النهاية بعــــــــــــــد
فصول البداية كانت جميلـــــــــــة
و أعجبت حقا لأبعد حــــــــــــــــد
و تابعت كل الفصول بشـــــــــوق
فكنت ملاكا بروح و قــــــــــــــــد
و أديت أصعب دور البطولــــــــة
و أتقنت دورك حقا بجــــــــــــــد
فها أنت فظا غليظا شـــــــــــــديدا
و ها أنت لمسة رب أحـــــــــــــــد
و صفقت من عمق قلبي عليــــــك
و قبلتك من على كل خـــــــــــــــد
و أثملت حبا و حزنا و تيـــــــــــها
و كنت كبحر بجزر و مــــــــــــــد
و أسرفت حبا و عشقا عليـــــــــك
و لو أن قيسا بحبي شهــــــــــــــــد
عشقت بحمق و لم أستشــــــــــــف
و لو مرة غدر قلب وعـــــــــــــــد
تمتعت حينا فشكرا جزيـــــــــــــلا
و أنهيتني بعدك للأبــــــــــــــــــــد
و أطفأت شمعة قنديلــــــــــــــــــنا
نورا من وجدنا قد وقــــــــــــــــــد
فضاعت دروبي و ضاعت حيـاتي
فما بعد غدر القلوب أمـــــــــــــــد


شعر الأستاذ : جباري بوزيد الملقب بأبي حسام
باريس 2005

[يوسف أبوسالم]

أخي أبو حسام
صباح الخيرات

أهلا بك ..
وسأحاول المرور على قصيدتك هذه بشىء من التفصيل ...
القصيدة مكتوبة بأسلوب الشعر العمودي المقفى ...
وقد اعتمدت البحر المتقارب ..وتفعيلاته ( فعولن ...أربع مرات في كل شطر )
ومن أشهرالقصائد على هذا البحر الموسيقي قصيدة ( أخي جاوز الظالمون المدى )

الوزن
معظم أبيات القصيدة موزونة لكن وقع خلل في بعض الأبيات سأشير إليها
و أسدلت مهلا ستار الروايـــــــــة
و ما آن فصل النهاية بعــــــــــــــد
فصول البداية كانت جميلـــــــــــة...( اضطرار القراءة بتسكين نهاية الشطر يؤدي إلى بعض الخلل في الوزن )
و أعجبت حقا لأبعد حــــــــــــــــد
و تابعت كل الفصول بشـــــــــوق
فكنت ملاكا بروح و قــــــــــــــــد
و أديت أصعب دور البطولــــــــة.( أيضا القراءة بتسكين النهاية تؤدي لخلل الوزن )
و أتقنت دورك حقا بجــــــــــــــد
فها أنت فظا غليظا شـــــــــــــديدا
و ها أنت لمسة رب أحـــــــــــــــد
و صفقت من عمق قلبي عليــــــك
و قبلتك من على كل خـــــــــــــــد.....( مكسور ...بسبب وقبلتك )
و أثملت حبا و حزنا و تيـــــــــــها
و كنت كبحر بجزر و مــــــــــــــد
و أسرفت حبا و عشقا عليـــــــــك
و لو أن قيسا بحبي شهــــــــــــــــد
عشقت بحمق و لم أستشــــــــــــف
و لو مرة غدر قلب وعـــــــــــــــد
تمتعت حينا فشكرا جزيـــــــــــــلا
و أنهيتني بعدك للأبــــــــــــــــــــد...( مكسور ..بسبب بعدك )
و أطفأت شمعة قنديلــــــــــــــــــنا
نورا من وجدنا قد وقــــــــــــــــــد...( مكسور ....)
فضاعت دروبي و ضاعت حيـاتي
فما بعد غدر القلوب أمـــــــــــــــد

وفيما عدا ذلك فالقصيدة موزونة
الصور الشعرية
الصور الشعريةهي القصيدة الشعرية ..وإذا خلت القصيدة من الصور الشفافة المعبرة تصبح تقريرية ..جافة ...وتصبح نظما وليس شعرا
يصفة عامة القصيدة ..تميل إلى الوصف والسرد القصصي ..مما جعلها تخلو عموما من الصورالشعرية ...فيماعدا...ما يلي ..
و أسدلت مهلا ستار الروايـــــــــة
و ما آن فصل النهاية بعــــــــــــــد...( صورة جميلة ..ومدخل جيد للقصيدة )
و كنت كبحر بجزر و مــــــــــــــد...(صورة معبرة عن تقلب مزاج الحبيب )
و أطفأت شمعة قنديلــــــــــــــــــنا....( صورة جميلة ...)
و لو أن قيسا بحبي شهــــــــــــــــد...( محاولة التضمين لرموز العشق كقيس )

التراكيب اللغوية ..والشعرية
كلما مالت القصيدة إلى سهولة وسلاسة التركيب ...في الجملة الشعرية كلما كانت ..أكثر انسيابا ..وتؤدي لاستمتاع القارىء أكثر
من التراكيب غير القوية في القصيدة ما يلي
فصول البداية كانت جميلـــــــــــة...( للإضطرار لقراءة النهاية بالتسكين )
فكنت ملاكا بروح و قــــــــــــــــد..( تركيب ضعيف ..وخصوصا استعمال ب في كلمة روح )
و أتقنت دورك حقا بجــــــــــــــد...( ضعيف ..لاستعمال بجد )
و ها أنت لمسة رب أحـــــــــــــــد...( لم أفهم ..ماالمعنى والإشارة )
و صفقت من عمق قلبي عليــــــك..( المفروض صفقت لك ...وليس عليك )
هذه أمثلة ..فقط...
ويلاحظ فيها تكلف استعمال كلمات ..لغايات الوزن الشعري..أكثر من ضرورة المعنى والإنسياب ...)
الفكرة
فكرة القصيدة ....معقولة ..رغم أنها ليست جديدة ..وهي فكرة الخيانة والغدر ..لأنها تمتلك ..امكانات تفجير الشاعر بالأحاسيس والمعاني ..وصدق الإنفعال ..وحرارة الصورة الشعرية ..لكن لم يستغل الشاعر هذه الإمكانات جيدا ...
لغة القصيدة
بالقياس إلى كثير من التجارب الشعرية هنا في هذا القسم ..فلغة القصيدة معقولة ...وأظن شاعرنا يملك أن يكتب بلغة أكثر جزالة ..بكثير ..من ذلك ..)
القافية
قراءة القافية بالتسكين أخفت كثيرا من عيوب القافية
فالأصل أن تكون القافية ..في موقع إعرابي صحيح ..لا أن تخفيها القراءة المسكونة ..فمثلا
معظم القوافي منتهية ..بالحرف الدال بالكسرة أو تنوين الكس...
لكن هناك بعض القوافي شذت عن ذلك مثل ...
و ما آن فصل النهاية بعــــــــــــــدُ..هذه نهاية مرفوعة بالضمة ..وتم إخفاؤها بسبب القراءة المسكونة النهاية
و لو أن قيسا بحبي شهــــــــــــــــدَ....نهاية بالفتحة أخفاها سكون القراءة
و لو مرة غدر قلب وعـــــــــــــــدَ ..أيضا نهاية بالفتحة

وبعد أخي أبو حسام
أرجو العذر...لمروري النقدي المفصل هذا ...الذي لا يقلل أبدا من امتلاكك بصورة جيدة لأدوات الشاعر ...وخصوصا الوزن ..واللغة..وبعض الصور الشعرية..والتعبيرعن الفكرة ...وعدم انفلات البناء الدرامي لها ..بشكل عام
لكنها قصيدة تقليدية ...لو كتبت ..على نمط الشعرالحديث دون اللجوء للقصيدة العمودية لجاءت أكثر رقة..وبلاغة في ظني
لديك أخي أبو حسام ..موهبة شعرية ...جيدة ...وإمكانات معقولة جدا ...لكن ...يجعلنا التسرع أحيانا ..وعدم مراجعة القصيدة..والتعب عليها جيدا نقع في أخطاء نحن في غنى عنها
أنت شاعر جيد ....
أرى أن تكتب على نمط الشعر الحديث ..أو شعر التفعيلة....لأن الكتابةعلى نمط الشعر العمودي بحاجة إلى إتقان تام ..للبحور الشعرية ..وعدم جعل الوزن يجبرك على استخدام كلمات..محشورة حشرا وليست في مكانها ..
سأمر على بعض قصائدك الأخرى ....
ولكن ...لا تنزعج من مروري النقدي ..
فلو لم تكن شاعرا لما أتعبت نفسي
شكرا لك
وتحياتي

[أبو حسام 3]

سلام الله عليك يا أستاذ أبو سالم لكم أسعدني هذا النقد البناء و الذي أفادني كثيرا و الله يا أستاذ مجرد مرورك و قراءة احدى قصائدي بطريقة علمية و تحليلية و قراءتك لما بين السطور لا ينجم الا من شاعر مقتدر و ذو حنكة و باع طويل في مجال الشعر أشكرك من عمق قلبي و أرجو كما و عدتني و أطمع أن أستفيد أكثر من تحليلاتك مرة أخرى. ألف ألف شكر يا أستاذ.

[أبو حسام 3]

ما أقصده يا أستاذنا أبو سالم من البيت:
فها أنت فظا غليظا شديدا
و ها أنت لمسة رب أحـد

أعني أنها تتقن دور التظاهر بالقسوة و الفظاظة و العنفوان عكس طبيعة المرأة و لكن في نفس الوقت
تجيد دورها الطبيعي ذالك الجانب الأنثوي الرقيق النبيل المتسامح المتعاطف الحنون الدافئ لذالك اخترت بالتحديد كلمة لمسة فيها شيئ من الرقة و الإبداع و الجمال فعندما نقول لمسة فنان فتعني ابداعه و جماليات رتوشاته و لمسة رب أحد فذكر لفظ الجلالة هنا أعني به الكمال و بصورة أخرى أعني أنها الكمال في اللطف و الرقة و السماحة و .. و .. كل معاني الجمال النفسي و المعنوي.