المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عن الغناء الشعبي المعاصر


adham006
23/09/2006, 22h38
اليساريون الشباب أعادوا الاعتبار لتجربته الفنية ... هل يعوّض أحمد عدوية الوقت الضائع؟

http://www.daralhayat.com/celebrities/05-2006/Item-20060512-2a0d1543-c0a8-10ed-01d1-b9b75c6076a3/adawia_20.jpg_200_-1.jpg
من يتابع الساحة الفنية اليوم، يخطر في باله سؤال بديهي: لماذا لم ينتبه أحد بعد إلى عودة نجم الأغنية الشعبية المصرية أحمد عدوية إلى الغناء؟ خصوصاً أن عودته جاءت هذه المرة بشريط مصور على طريقة «الفيديو كليب» تعرضه الفضائيات العربية بإلحاح. الأغنية هي «ولا هو ولا عشق» تأليف الشاعر بهاء الدين محمد وتلحين حسين محمود وإخراج وليد محمود الذي ولف مجموعة من المشاهد، اصطفاها من أجواء المقاهي الشعبية في القاهرة، وحرص كذلك على إظهار عدوية المخضرم في طريقتــــه اللافتــــة في الأداء. إلا أنه ظهر أيضـــــاً مع علامات تعطيـــه شرعية الانتســــاب إلى الجيل الجديد بعد أن ارتدى «تي شيــرت» ملوّنـــاً و»غطاء رأس» شبابياً جداً.
قد تشكل الأغنية الجديدة مناسبة لإعادة تقويم الدور الذي لعبه عدوية في الغناء المصري في الثلاثين عاماً الأخيرة، وهو دور تعرض إلى «إساءة فهم» لا سيما من قطاعات كثيرة من فصائل اليسار المصري، اختارت أن تحمله وحده فواتير مناخ «الانفتاح الاقتصادي» الذي عاشته البلاد في السبعينات وغيّر الكثير من القيـــم والمعاييـــــر. ورأت قطـــــاعــــات كبيرة من «النخبة» إلى عدوية وطريقــــة غنائه كممثل لطبقة اجتماعية كانت تبحث لها عن دور.
ولعل بعضهم يتذكر المقالات الكثيرة التي كتبها كاتب لامع مثل صلاح عيسى ولم تخل من محاولات للسخرية من عدوية ونتاجه الفني. في المقابل، كان هناك رأي مناقض، عبّر عنه بحماسة كبيرة نجيب محفوظ الذي كان من أبرز المدافعين عن موهبة عدوية وصوته الشجي الذي وجد أيضاً رعاية وترحيب من مواهب كبيرة في مجالها مثل مأمون الشناوي وصلاح جاهين وبليغ حمدي وسيد مكاوي، وصلت إلى حد التعاون معه في أغانٍ يمكن النظر إليها الآن كأعمال «كلاسيكية».
واستطاعت أسماء كانت أكثر حساسية في التعامل مع ظاهرة «عدوية»، الفصل بين ما هو سياسي وما هو فني فيها، على عكس كثيرين غيبوا أي شكل من أشكال التعامل الموضوعي معها بتأثير الحمى التي قادتها النخب المصرية للانتقام من سياسات الرئيس السادات، وهي حمى تكفل الزمن بإزاحة الكثير من مبرراتها ضمن منظومة شاملة من المراجعات، طاولت أخيراً النخب اليسارية. وعبرت مجلة «البوصلة» التي يصدرها ناشطون يساريون من الجيل الجديد في مصر عن هذا التحول من خلال نقاش حول «ظاهرة عدوية» أداره مصطفى وافي وخلص إلى إنصافه.
إعادة اعتبار؟
وعملية إعادة الاعتبار الى تجربة صاحب أغنية «زحمة يا دنيا زحمة» لا تندرج خارج سياق التحولات التي أصابت الخطاب النقدي كله والقبول بما طرحته «أشكال ما بعد الحداثة» من نظريات سعت إلى نسف التمييز الأكثر قدماً بين الثقافة الرفيعة وبين ما يسمى الثقافة الشعبية أو الجماهيرية، «بل قامت بدمجها إلى درجة أنه يصبح من الصعب رسم الحد الفاصل بين الفن الرفيع والأشكال التجارية».
لكن هل يمكن أن نشير إلى عدوية كرائد حقيقي لموجة من الغناء، والممثل الشرعي للثقافة الشعبية التي لم تخضع فنها لأي شكل من أشكال الرقابة المؤسساتية؟
الأكيد أن عدوية هو المطرب الذي كرس نجومية مطربي «الكاسيت» وصنع شرعيتها التي لم تكن موجودة من قبل، وهي شرعية استفادت منها الأسماء الكبيرة. وكانت أغنيته الشهيرة «سلامتها أم حسن»، أول أغنية في عام 1973، تحقق النجاح الاستثنائي، إذ وصل توزيعها إلى مليون نسخة. واللافت أن شركة الإنتاج التي احتضنت عدوية وهي «صوت الحب» كانت الشركة ذاتها التي ساندت فرق «الغيتش»، و «المصريين»، و «الفور أم»، وهي فرق غنائية حاولت تقديم أنماط مغايرة سعياً إلى تحديث الأغنية المصرية وتبني موضوعات جديدة خارج ثنائية (الهجر والحب) التي طحنت الأغنية المصرية طوال قرن كامل.
وهذا النجاح لم يغب عن عبدالحليم حافظ الذي ساند عدوية بقوة حتى انه غنى معه عام 1976 في حفلة واحدة. وفي وقت غنى عبدالحليم حافظ «السح الدح أمبو»، غنى عدوية «خسارة فراقك يا جارة».
ولعل النقطة الأهم التي تشير إليها نقاشات اليساريين الجدد في «البوصلة» هي تلك القراءة الفريدة لمبررات لمعان عدوية في سنوات السبعينات، وهي قراءة استطاعت التخلص من الإرث
«اليساري» التقليدي في قراءة الظاهرة. إذ اعتبروا الأغاني التي قدمها عدوية ذات «طابع احتجاجي»، لكن المشكلة ان مثقفي الطبقة الوسطى قاموا بترميز الأغاني لإدارة معركتهم مع الدولة من خلالها. وفسروا أغنية «سلامتها أم حسن» على انها أغنية وطنية، وفي هذا التفسير أصبح عبدالناصر الشاطر حسن، وأصبحت مصر هي أم حسن وأصبح «الدور اللي ماشي» هم «السوفيات». كما تم تفسير أغنية «حبـــة فوق وحبـــة تحت» تفسيراً طبقياً.
ومع انحسار ظاهرة عدوية في منتصف الثمانينات، بسبب أزمة صحية طارئة كانت ظاهرة «الكاسيت» التي أكدت نفسها وحفرت لأغانيه مسارات جديدة، وأعيد توزيع غالبية أعماله في شكل جديد. لكن السنوات نفسها أفرزت أسماء مثل حسن الأسمر وحكيم ومجدي طلعت، مضوا في سياق مغاير، وكانوا أولاد تحولات مختلفة في طريق الغناء وآليات إنتاجه، قادت إلى مرحلة «الفيديو كليب» التي حاول أحمد عدوية اللحاق بها في أغنيته الجديدة لكن لهاثه فيما يبدو جاء في الوقت الضائع.
سيد محمود الحياة - 13/05/06//

http://www.daralhayat.com/celebrities/05-2006/Item-20060512-2a0d1543-c0a8-10ed-01d1-b9b75c6076a3/story.html

adham006
23/09/2006, 22h44
الطبعة الأمريكية من أحمد عدوية!
زحمة يادنيا زحمة
زحمة وتاهوا الحبايب
زحمة ولا عادش رحمة
مولد وصاحبه غايب
....
آجى من هنا...زحمة
هنا أو هنا.... زحمة
وكمان هنا... زحمة
زحمة يادنيا زحمة

كانت هذه إحدى روائع أحمد عدوية والتى دخلت الى عالم الموسيقى الكلاسيكية بعد مرور ما يزيد على ربع قرن على إنتشار هذه الإغنية والتى كانت إرهاصا وتحذيرا للمشكلة السكانية المتفجرة وقت ان كان تعداد مصر أقل من 40 مليون نسمة، وقد تتضاعف سكان مصر منذ بدأ إنتشار تلك الأغنية وحتى اليوم، بدون أن نلاحظ أى تقدم يذكر على صعيد الحد من تلك الزيادة الرهيبة، ولأحمد عدوية الفخر فى أن يقول :"أنا قمت بدورى كفنان وحذرتكم من أكثر من ربع قرن ولم تستمعوا".
و لا أخفى عليكم سرا إذا قلت لكم أننى كنت من أوائل المعجبين بأحمد عدوية منذ ظهوره وإنتشاره فى أوائل السبيعينات، فى وقت كان بالساحة الغنائية نجوم مثل أم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم وفريد الأطرش وفيروز وفايزة أحمد ونجاة ووردة وغيرهم، وإستطاع أحمد عدوية بالرغم من مقاطعة الإذاعة المصرية له أن ينتشر عن طريق الكاسيتات والتى كانت تبيع من أغانيه أكثر من بعض النجوم الكبار، وأذكر أننى كنت أقوم ببناء مدرسة فى إحدى بلاد الخليج وكان يعمل لدى عمال من سوريا و كان لا يحلو لهم العمل فى عز الحر بهمة ونشاط إلا على أنغام أغانى أحمد عدوية. وكان نجاح أحمد عدوية فى الأوساط الشعبية هو أفضل الرد على أجهزة الإعلام الرسمية التى قررت حجبه عن جماهيره ولكنها لم تنجح، وكان نجاح أحمد عدوية أفضل الرد على بعض المثقفين (وخاصة اليساريون منهم) هؤلاء المثقفون الذين إختاروا التعالى على الجماهير وعلى ذوقها، وحتى (إستكتروا) على تلك الجماهير المطحونة والغلبانة فى أن يكون لها مطرب خاص بها نشأ وترعرع وسط تلك الأجواء الشعبية وإختار ألا ينفصل عنها مثل معظم المثقفين، وكنت أسخر كثيرا من أدعياء المثقفين الإشتراكيين والشيوعيين والذين كانوا ينظرون بإشمئزاز الى أحمد عدوية وإلى جمهوره من طبقة (البروليتاريا)، هل كانوا يتوقعون من هذا الجمهور الذى يجهل فى معظمه القراءة والكتابة أن يحاول الإستماع الى رباعيات الخيام أو قصيدة جبل التوباد أو السيمفونية التاسعة لبيتهوفن أو أوبرا كارمن أن يستمتع بمشاهده باليه كسارة البندق. حتى البعض منهم والذى كان يحب أغانى أحمد عدوية، كان يستمتع اليها سرا حتى لا يتهم فى ذوقه وثقافته. وقد سبب لى إعجابى بأحمد عدوية مشكلة كبيرة مع خطيبتى السابقة، والتى نظرت لى بإشمئزاز شديد وأنا أضع أول شريط لأحمد عدوية بكاسيت السيارة !!، وأرجو ألا يتبادر الى ذهن القارئ أن إعجابى بأحمد عدوية كان وراء فسخ الخطوبة !! حتى زوجتى الحالية لاتعترف بفن أحمد عدوية، ولا تدرك والحمد لله أننى معجب به الى هذا الحد!!
ومنذ عدة أيام شاهدت فى أحدى الفضائيات العربية، شاب مصرى أسمر، خفيف الظل جدا، وهو يغنى ويرقص، وهو خليط محبب من أحمد عدوية على شعبان عبد الرحيم على مايكل جاكسون على جيمس براون، والإيقاعات التى يغنيها خليط من الواحدة والنص وأغانى البوب والراب الأمريكية، وكان جمهور المشاهدين يتفاعل معه بشدة، وكان يتكلم بعفوية شديدة مع مذيعات الفضائيات وكأنه جالس معهم على قهوة بلدى فى حى السيدة زينب، وأسم هذا المطرب هو (ريكو)، ولما سألته المذيعة من أين جاء بإسم (ريكو)، فأخبرها أن هذا الأسم من إختيار (الحاجة) أمه، وقد أعجبت بهذا الشاب وبجرأته وحيوته وعفويته ورغم أننى لا أعرف أسمه سوى (ريكو) إلا أننى قررت أن أكتب عنه لأننا يجب" ندع كل الزهور تتفتح"، والكتاب الذين يهاجمون الأغنية الشبابية وأغانى الشباب بصفة عامة، إنما يهاجمونهم لأنهم نشأوا فى ظل نظام الحكم الواحد، الزعيم الأوحد، الكاتب الأوحد، المطرب الأوحد، المطربة الدكتاتورة، أما الآن ومع الثورة العلمية الهائلة من فضائيات وإنترنت وخلافة فقد زالت الحدود، وخد على سبيل المثال كاتبا مثلى، لم يدر بخلدى مطلقا أنى سوف أكتب للناس وسوف يكون لى قراء، ولقد سبق وأرسلت الى الصحف الورقية عددا من المقالات فكان مصيرها صندوق القمامة، فشكرا للحاج (أنترنت) والذى بدونه لما كنت قرأت لى أى شئ عزيزى القارئ، وحتى لو كنت كاتبا متوسطا أو دون المتوسط، فإن من حقى أن أحاول الكتابة، ومن حق القارئ أيضا أن يكون أمامه المجال مفتوحا للإستماع ولقراءة من يرغب. مش كفاية الحكام مقررين علينا من المهد الى اللحد، خلونا نستمع ونقرأ ونشاهد من نريد، حتى لو كان (ريكو)!!
سامي البحيري
http://www.elaph.com/ElaphWriter/2004/12/26973.htm

adham006
23/09/2006, 23h07
فنان الشعب": أحمد عدوية!!

دردشة عن الأغنية والسياسة فى السبعينات

لم تأخذ ظاهرة صعود الأغنية الشعبية فى السبعينيات حقها من التفكير والتحليل. هذا مقال لصديقنا مصطفى وافى، وهو عبارة عن دردشة فنية مع اثنين من الباحثين والمهتمين بأغنية السبعينات حول ظاهرة أحمد عدوية، الذى أثار نجاحه الصاروخى العديد من الأسئلة.
فى مركز الجيل لما كان فيه أطفال قولنا أنا وسعيد عكاشة أننا ندرب "الأطفال العاملين" على الموسيقى فعملنا كورال، وجِبنا أغنية من هنا وهناك، وسمعت ساعتها إن سعيد بيكتب كتاب عن الأغنية المصرية فى السبعينات، بقالها دى عشر سنين... يابلاش)، بس كان دايما الكتاب هو موضوع نقاشاتنا - على فكرة أنا مقريتش الكتاب لحد دلوقتى - لكن كنت حابب الفكرة قوى وكنت دايما أتكلم مع التانيين عن البحث القيم ده... لحد ما قابلت أخونا يعقوب لندفورس وهو باحث من جامعة فى الدنمارك وعاوز يعمل بحث عن "أحمد عدوية" فقلت سهلة أتصل بسعيد عكاشة... ومن ساعتها... بنتقابل كتير ونتكلم فى كل حاجة كتير ما عدا الموسيقى .... فقلنا النهاردة نخليها قعدة موسيقية وكمان نتكلم عن حمد عدوية عشان أخونا يعقوب ما يزعلش... ملحوظة:.... أنا ويعقوب عاملين فرقة اسمها (سادة ومضبوط) ... وده مش للإعلان بس للتعريف...
- ياللا ياعم يعقوب... قول ...
أحمد عدوية جزء من موجة جديدة من الغناء الشعبى بدأت فى الستينات من خلال "محمد رشدى" مما استدعى دخول عبد الحليم حافظ فى المنافسة من خلال الإذاعة والتلفزيون. ولكن العربية إللى وصَّلت "عدوية" للشهرة هى الكاسيت. وكانت جزء مهم من انتشاره لأنها رخيصة مقارنة بالاسطوانات اللى كانت عند الطبقة الوسطى. كان كتير من المصريين راجعين من الدول العربية شايلين الكاسيت على كتافهم، تلاقى كده الفلاح شغال فى الغيط ومشغل التسجيل، الصنايعى فى الأتوبيس أو فى البلكونة معلِّى التسجيل قوى... كله شغال.... وكان ظهور شرائح اجتماعية لها ذوق مختلف (سياسة الانفتاح، أو الرجوع من الدول العربية) له دور كبير.

واحنا ما نقدرش نقول إن عدوية كده ظاهرة تلقائية، بل بالعكس كان ظاهرة مخطط لها، لإن ناس مهمة فى سوق صناعة الكاسيت دعموه بشدة زى مأمون الشناوى اللى قدمه لشركة "صوت الحب"، وساعدته الشركة فى التعاون مع مجموعة من الملحنين والشعراء: بليغ حمدى بأغنية "بنج بنج"، وهو اللى لحن لأم كلثوم. وكمان سيد مكاوى لحن له "سيب وأنا أسيب". وطبعا ساعد عدوية إن القاهرة اتحولت لعاصمة المتعة بعد الحرب الأهلية فى لبنان، وده فتح سوق جديد (شارع الهرم)، اللى جذب كتير من السياح العرب اللى عاوزين ينبسطوا...واشتغل عدوية فى كازينو الليل.
وكان عدوية طبال للراقصات. فى أواخر الستينات كان بيشتغل فى لبنان مع المغنية شريفة فاضل - أم البطل - وهى اللى قدمته للناس الكبار فى القاهرة. وكانت أغنية "سلامتها أم حسن" أول أغنية لأحمد عدوية فى عام 73، وحققت نجاح جماهيرى كبير، ووصل توزيعها إلى مليون نسخة. حصوة فى عين اللى ما يصلى (ده من عندى أنا). وفى سنة 1976 غنى عبد الحليم وأحمد عدوية فى حفلة واحدة حيث غنى عبد الحليم حافظ "السدح الدح أمبو" وغنى أحمد عدوية "خسارة فراقك ياجارة".

وقد كتب عنه بسام القصاص فى مجلة السياسة عام 1988 "تحت لهيب الشمس يغنى لا تحت أضواء الشموع". فى هذا الحوار اللى عمله عدوية للمجلة قال حاجات كتيرة ملفتة للانتباه. قال "أنا أغنى للطبقة الكادحة إذن أنا مغنى الشعب. حاربونى وأنا متربع على عرش الشهرة فسقطوا وبقيت أنا. أنا مغنى بسيط أغنى للعامل والمزارع والحرفى ولأبناء الطبقات الكادحة أجمعين واللى اكتشفوا أننى لا أغنى لهم فحسب ولكنى أخاطبهم من خلال الغناء، وأتكلم معهم مباشرة بلغتهم بلا حواجز، ولا تكلف، وادعاءات جوفاء. وكانت النتيجة إنهم ساعدونى ودعمونى. وأنا حاقول أنا مغنى الطبقة الكادحة، والطبقات الكادحة هى الأغلبية، والأغلبية هيه الشعب والشعب [كانت كتير قوى كلمة الشعب فى الوقت ده] صاحب القرار الأول والأخير، وسر النجاح عند اللـه. وخللى الاذاعة والتلفزيون [الإذاعة والتلفزيون... يالهوى..] والمتقعرين والمتفلسفين، وتجار الكلام، ومقاولى التنظير والتقعير والإيديولوجيات يسلمولى على الترماى. أغنيتى هيه الساندوتش الذى يتناوله الناس البسطاء فى الشارع وهم يتحركون وسط الزحام. الناس يريدون أغنياتى بالنهار وتحت لهيب الشمس، لا تحت أضواء الشموع". ده اللى قاله بسام القصاص على لسان أحمد عدوية. كلام مدهش مش كده؟
وتعالو نبص مع بعض على إيه اللى اتكتب عن عدوية فى الجرايد فى الفترة دى... الجمهورية 1976... عدوية يحاول عمل أغانى لدخول الإذاعة والتلفزيون من خلال أغنية "أمورة وعجبانى". الجمهورية 1979: ملكية أحمد عدوية 16 تاكسى، 2 عربية له ولزوجته، اشترى ارض فى المعادى وبدأ بناء عمارة له وللعيلة.

فى سنة 1985 - خللى بالك من الثمانينات - اتعملت قضية على أحمد عدوية من شرطة الآداب لغنائه أغنية فاضحة فى كازينو الليل... وهنا كتبت جريدة الجمهورية تقول نقلا عن أمين أبو طالب رئيس النيابة: "لازم يكون الفنان قدوة"... وكمِّل... "ظهر عدوية وسط تصفيق السكارى وبدأ يغنى وهو يمسك فى إيده كأس خمر وبدأ يغنى أغانى بذيئة وكلام هابط": لابس جبة وقفطان، وعامل بتاع نسوان، وماسك فى إيده سبحة حب الرمان، تطول حبة وتقصر حبة، تدخل حبة وتطلع حبة... لكن أحمد عدوية طلع بغرامة 200 جنيه.

مشكلة عدوية ما كانتش مع السلطات بس، ده الإسلاميين كمان كرهوه. شوف اللى كتبته الجرايد:
الاحرار 1987: ضرب عدوية من الجماعات الإسلامية فى أحد الأفراح بالمنيا لأنهم حاولوا أن يفضوا الفرح الذى يغنى فيه فاعترض.... فضربوه علقة ساخنة.
1989 صيف هذا العام قضية الغيبوبة المشهورة مع الأميرة العربية.
1990 أخيرا أذاعت له الإذاعة المصرية أغنية... وشكرا.

تفسيرات ظاهرة عدوية
وهنا دخل سعيد عكاشة فى الكلام رافعا يده زى الفرسان. على فكرة سعيد ملحن ومغنى متوقف الآن عن التلحين... ما اعرفش ليه؟ ....ماشى، قول ياعم سعيد... وقال سعيد...
الجمهور المصرى فوجئ فى مايو 68 بإن الإذاعة المصرية ذاعت أغنيات غريبة زى أغنية عايدة الشاعر "الطشت قاللى ياحلوة ياللى قومى استحمى" وليلى نظمى "العتبة جزاز والسلم نايلو ف نايلو". وهنا تردد السؤال ماذا يحدث؟ كان للموسيقى الشعبية فى الإذاعة المصرية باب لمدة لنصف ساعة أسبوعيا هو برنامج "موسيقى من بلدنا". وكان السؤال لماذا ظهر هذا اللون فى الإذاعة؟ وهل هذا لون جديد لبعض الفئات الاجتماعية الصاعدة حديثا؟ وهنا ظهرت ثلاثة تفسيرات لهذه الموجة الجديدة:

- التفسير الأولانى: سياسى، عشان عبد الناصر يلهى الناس عن النكسة.... وكمان لإن الدولة خريطتها السياسية والاجتماعية بتتغير...

- التفسير التاني: إن ده مجرد رد فعل تلقائى على إحساس الناس بالهزيمة، وبعد الحروب بتحصل دايما فورات حماسية ضد مفردات الموت والإحباط واليأس عشان كده بتنتشر الأغانى الخفيفة والراقصة، فرفشة يعنى. باختصار هى موجة وهاتعدى.

- التفسير التالت: إن الأغانى الفلكلورية والشعبية دايما موجودة فى الأفراح والموالد والاحتفالات الدينية، ومنتشرة بشدة فى صعيد مصر وريفها وعشان كده طبيعى إنها تكون موجودة فى خريطة الغناء المصرى...
وهنا نلاقى إن كل تفسير لوحده "مش كفاية" لتفسير الظاهرة. بس ممكن تجاوب عليه التفسيرات التلاتة مع بعض...

- إزاى يا عم سعيد؟
- أكمل سعيد قائلا:
جمال عبد الناصر ألمح فى خطابه فى عيد العمال إن الدولة فى طريقها للتحالف مع طبقة الفلاحين عشان هما بيشكلوا أغلبية الشعب المصرى... وإن تبنى الدولة للطبقة الوسطى انتهى بمظاهرات 68. اللى بيؤيد ده اكتساح الأغانى الشعبية والفلكلورية للساحة الفنية فى هذا الوقت. يعنى التفسير السياسى وجيه.

والحقيقة إنه بوفاة أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وفريد الأطرش كممثلى غناء الطبقة الوسطى فى أعوام 1974، 1975، 1977 تم التخلص من الوصف الظاهرى للحبيب من خلال وجهه (الشعر - العيون - القوام) وتم استدعاء أغانى عبد الغنى السيد (يا بتاع الرمان) والتركيز على ثدى الراقصة. وفى الإطار ده ظهر أحمد عدوية.

المهم إن انتشار الأغانى الشعبية فى الوقت ده خلَّى الطبقة الوسطى تهجم على الأغنية الشعبية والفلكلورية... ورفضوا يعتبروا إن أحمد عدوية مغنى شعبى واعتبروه هابط. والحقيقة إنه إذا كان تعريف الأغنية الشعبية هو إنها الأغنية السائدة والمنتشرة بين طبقات الشعب المختلفة، فى الحالة دى عدوية يكون فنان شعبى، لأن عدوية بيتسمع فى الزمالك وكمان فى قلعة الكبش. وعشان كده ممكن يتساوى فى هذا أحمد عدوية مع عبد الحليم حافظ وأم كلثوم فى إن كل طبقات الشعب بتسمعهم.

لكن كان فيه إصرار من الطبقة الوسطى على محاربة الأغنية الشعبية والفلكلورية. إسمع باحث علم الاجتماع محمد الجوهرى بيقول إيه: "أغانى الفلكلور التى تتكلم عن الصدر والجسم لا بد من إبادتها." وتعالى ناخد أمثلة أخرى على تعامل الطبقة الوسطى مع الأغنية الشعبية. الطبقة دى تبنت سيد درويش بس "نضفته" الأول من "الأباحة" اللى كانت فى أغانيه.
درويش كان قال: "شفتى بتاكلنى، أنا فى عرضك، خليها تسلم على خدك".
بص بقى الطبقة المحافظة دى شوهتها وخلِّتها إيه: مهجتى فى إيدك، أنا فى عرضك، خليها تسلم على خدك.

وهنا من الممكن أن نقول أن الطبقة الوسطى (المحافظة - حسب التعبير الماركسى) هُزمت عسكريا وثقافيا، وكانت المعركة الفكرية دائرة فى شارع الغناء، حيث كان التعبير السياسى مرفوض ما بين 1967 و1970، وحدث انسداد الأفق أمام الحريات السياسية.. لدرجة إن الدولة قامت بوقف نشاط كرة القدم، خوفا من أى نوع من أنواع الوجود الجماهيرى الحر فى مكان معين، وأيضا خوفا من أن تقوم الجماهير بسب الرئيس عبد الناصر عندما تخسر مباراة لكرة القدم. إنت عارف إن ده حصل بعد كده مع الرئيس مبارك من جمهور الأهلى عندما تعادل فى القاهرة مع فريق كوتوكو الغانى بحضور الريس، فهتف الجمهور (وشك وحش يا رئيس)، إحنا شعب قليل الأدب مش كده.

المهم، نرجع للغناء: أصبحت الأغنية المتنفس الوحيد للشعب ليمارس المتعة الشخصية. مما أدى إلى خلق آفاق للتعبير الاحتجاجى من خلال الغناء. وتم الاعتراف بالريف المهمش والمدينة الريفية المهمشة من خلال ناس زى أحمد عدوية أو مثل الشيخ أمام عيسى وأحمد فؤاد نجم. وظهرت أغنيات زى "يا ماحلى رجعة ضباطنا من خط النار". ظهرت كل أشكال الاحتجاج على التهميش الطبقى والقمع السياسى لمتمردى الطبقة الوسطى (أمام - نجم)، بمفردات جنسية فى النهاية. وتم الاحتفاء بهذا النوع من الغناء كوسيلة للاعتراض على النظام، ولم يكن هناك أحزاب أو مجال سياسى للتعبير. وبالتالى طلع عدوية فى مرحلة تفكك الدولة وعدم سيطرتها.

والحقيقة إن الدولة دعمت عدوية بشكل غير مباشر، ولكن لم يُسمح بغنائه فى الإذاعة المصرية، ولكن "جهاز الرقابة على الكاسيت" لم يقف فى طريقه، لأنه بيسكر ومابيشتمش الحكومة، بعكس الشيخ إمام عيسى. وكمان ظهرت الأغنية الجماعية فى السبعينات بظهور فرق (الأصدقاء، الجيتس، النهار، المصريين)، وعدد كبير من الفرق التى تغنى أغانى غربية (حيث كان المصريين لا يفصلون ما بين الغرب وإسرائيل)، وهو ما يعتبر نوع من التقليد من المهزوم للمنتصر. الحقيقة إن ظهور الفرق دى كان راجع لحد كبير لانتشار الكاسيت زى ما حصل مع عدوية.

وكذلك ظهرت موجة البطن العارية والبكينى. وخلينا نشوف الفارق فى بداية الستينات أما غنى عبد الحليم حافظ أغنية "أبو عيون جريئة" قامت إحدى المجلات بعمل مسابقة لأحلى عيون جريئة. وظهرت موضة الهيبز بين الشباب، وقام المشير عبد الحكيم عامر بحلاقة شعر هؤلاء الشباب وإدخالهم الجيش كنوع من الأبوية والعقاب، لكن ده اتغير فى السبعينات.

المهم, النوع ده من الأغانى كان احتجاجى لكن المشكلة إن مثقفى الطبقة الوسطى قاموا بترميز الأغانى بالعافية... لإدارة معركة مع الدولة من خلالها. وفسروا أغنية "سلامتها أم حسن" على إنها أغنية وطنية، لدرجة إن الريس بيرة وأحمد عدوية صدقوا إنهم معارضين... شوف فسروا أغنية "سلامتها أم حسن" ازاى: أصبح عبد الناصر الشاطر حسن، وأصبحت مصر هى أم حسن وأصبح الدور اللى ماشى هم السوفيت. وفكرة لوى الأغنية عشان تعطى معنى سياسى مباشر وفج لاحظها صلاح عيسى فى مقال له عندما زار ليبيا - وهى دولة كانت تدعى أنها اشتراكية - فوجد أنهم يذيعون أغنية "حبة فوق وحبة تحت" بتفسير طبقى، وتحولت الأغنية إلى رمز وإسقاط سياسى، يعنى فرغوا الأغنية من محتواها ومن دورها كلغة مستقلة. وهنا تحولت أغنية سلامتها أم حسن لأغنية ثورية. وأغنية "والنبى لنكيد العُزال"، لمحرم فؤاد، تحولت أيضا لأغنية ثورية. "العُزال" هما الحكومة, "ونقول اللى ما عمره اللى انقال" يعنى المنشورات. وهذا ما تم مع السينما فى فيلم "شىء من الخوف" وفيلم "العصفور" بتحويلها لأفلام رمزية لمقاومة السلطة.

نرجع للدولة، سعيد عايز يقول بالعربى كده إن الدولة فى مصر دايما بتلعب دور وسطى بكل الطرق: تمنع الفقرات الراقصة (الرقص الشرقى) فى الحفلات العامة وتفتح له مجال فى شارع الهرم. وهيه نفس الدولة اللى بتدافع عن القطاع الخاص وتهاجمه فى نفس الوقت... الوسطية بقت هيه أهم حاجة مش المشروع السياسى أو الاجتماعى.. وكمان الشعب المصرى وسطى، والحاجة الوحيدة اللى عمل فيها ثورة لمدة أربع قرون كانت أما الفراعنة سحبوا منه حق الخلود... قعد أربع قرون يحارب فيهم ويحرق قصورهم، ولما خد الحق ده ما بقاش عنده معركة تانية..... يتهيألى كده... شوف اللى حصل فى لبنان وأوكرانيا وفى كل العالم واحنا لسة ساكتين.. (طبعا أنا ماليش دعوة بكلام سعيد فى السياسة) بس ده حق أخونا سعيد.. لأنه صاحب القعدة النهاردة... ونبقى نشوف ناس تانية فى قعدة تانية على القهوة.
مصطفى وافى
http://www.elbosla.com/Default.aspx?tabid=52

adham006
23/09/2006, 23h19
شعبان عبد الرحيم.. وعفوية المشاعر الجريئة!

تعجب المجتمع المصري من تنامي ظاهرة شعبان عبد الرحيم "المكوجي" الذي ذاع صيته، وأصبح واحدا من أشهر المطربين الآن.
سر التعجب هو بساطة كلمات شعبان عبد الرحيم في شريطه الأخير "هابطل السجاير" الذي غنى فيه لأول مرة، وبصراحة بين المطربين العرب والمصريين "أكره إسرائيل"، وكثيرون غنوا لرفع الروح المعنوية للشعوب العربية، وتغنوا بالقدس وفلسطين حتى في أحلك الفترات التي مرت بها الدول العربية بعد نكسة 1967 لم يجرؤ مطرب صراحة على قول لفظة "أكره"، وإنما غنى عبد الحليم حافظ، "عدَّى النهار"، "وأحلف بسماها وبترابها"، "والمسيح".. وغيرها من الأغاني؛ لكنه لم يتعرض لإسرائيل؛ فقد غنى لرفع الروح المعنوية وحفز الهمم، ولم يغنِّ ضد إسرائيل، ولم يعبر عن مشاعر تجاهها؛ بل إن شريفة فاضل التي نال أخوها الشهادة في حرب 1973 غنت "أنا أم البطل"، وهكذا كان حال المطربين العرب وما زال.
بل إنه بعد زيارة شارون للمسجد الأقصى الشريف في 28 من سبتمبر الماضي، وانطلاق انتفاضة الأقصى غنى كثيرون للانتفاضة ومحمد الدرة في جميع الدول العربية مثل: كاظم الساهر، ولطيفة، وهاني شاكر، وأوبريت جمَعَ فناني مصر والعرب.. وهكذا، ورغم شدة الموقف في فلسطين المحتلة لم يستخدم عربي التعبير بلفظة "أكره" وإنما.. تباكوا، وبكوا على أطلال الموقف العربي والإسلامي تجاه القدس وخاصة من قادة العرب والمسلمين، وكان تعبير الشعوب أقوى من تعبير القادة.
وشعبان عبد الرحيم، عبَّر كمواطن عربي مسلم عن مشاعره تجاه إسرائيل؛ فهو يقول: إنني لا أكرههم لأنهم غير مسلمين، فلكم دينكم ولي دين، وإنما أكرههم لأنهم مجرمون، يقتلون الأطفال والنساء والشيوخ والمصلين، ولا يفرقون بين مَن يقاومهم وبين مَن يصلي؛ ولذا فأنا قلت ما في نفسي في الأغنية "باكره إسرائيل وشيمون وشارون وكمان إيهود باراك، وأحب عمرو موسى بكلامه الموزون، وأحب حسني مبارك، اللي قال قتل الدرة حرام".
شعبان عبد الرحيم أثار الجدل؛ لأنه مكوجي، وليس خريج الجامعة الأمريكية، أو خريج كامبريدج أو السربون، ولكن الفارق بينه وبين هؤلاء أنه لا يستخدم النساء العاريات خلفه عند الغناء للتغطية على سوء صوته، ولا يستورد الموضة، وإنما هو يرى أن تراقص المرأة خلف المغني وهي عارية أمر غير مقبول؛ لأنه عيب؛ ولأن المطرب الجدع يحافظ على بنات بلده.
وهو هنا يعبر عن المواطن المصري الذي يعيش في المناطق الشعبية التي تمتاز بأولاد البلد الجدعان؛ ولكني أرى أن "المكوجي" الذي عبّر عن مشاعره بعفوية تجاه الأعداء.. أفضل ملايين المرات من أولئك المطربين الذين يطلون علينا من شاشات التلفاز!
كما يمتاز شعبان عبد الرحيم بتوصيل رسالة غاية في الأهمية إلى الشعب المصري، أو الفاهمين للعربية، وهي أن كراهية إسرائيل واجبة، ويجب التعبير عنها.
ويأخذ البعض على شعبان عبد الرحيم شكله؛ فهو لا يهتم بتسريحة شعره، أو هندام ملابسه، أو الظهور كـ"دنجوان"، وهو يغني، وهذا أمر ليس بصعب خاصة في ظل نجاح ألبوماته الغنائية، ومطالبة الضرائب له بـ 4 ملايين جنيه مصري (1.2 مليون دولار)؛ ولكنه رأى أن إطالة الشعر، أو سبسبته، عيب لأنه "راجل، والراجل لا يعيبه شكله الصريح".
أما أهم ما ساهم في انتشار شعبان عبد الرحيم؛ فهي عفويته في الحوارات الصحفية، والتلفزيونية فهو لا يلف أو يدور أو يحاول تذويق كلامه، أو حتى نفسه، وإنما يتحدث كما هو دون إضافات أو حذف؛ فهو سعيد بنفسه كما هو، ولأن أي تغيير سيطرأ عليه، سوف يخرجه من حيز "ابن البلد الجدع".
ويتناول كثيرون شعبان عبد الرحيم بالتحليل، والرصد، والنقد؛ لأنه يهبط بالذوق العام، ولكني أتساءل: هل جرؤ أهل الفصاحة في التعبير عن مشاعرهم صراحة؟! وهل تجاوب الناس مع عبد الرحيم حتى وإن كان ظاهرة.. أفلا يدل على إعجابهم بوضوحه، وكثير ممن يستمعون إليه، يستمعون إليه من باب الاستعداد النفسي المبكر للسخرية منه، بينما هم أنفسهم لا يطيقون الاستماع أو مشاهدة أغاني الفيديو كليب مع بناتهم أو زوجاتهم؛ لأنها تحرج المشاعر، وتحض على الرذيلة والميوعة والخلاعة؛ ولأنها غير ذات مضمون.
وأرى أن شعبان نجح فيما لم ينجح فيه غيره في السنوات الماضية، وحتى لو لم يكن في عداد المطربين فهو في عداد "الصيت" الذي ينتشر في صعيد مصر وريفها، الذي يغني الكلام المنظوم مدحا في رسول الله، وسيرته أو حضا على الفضيلة.
والمهم في شعبان عبد الرحيم، أنه لفت أنظار كل الناطقين بالعربية إلى ضرورة التعبير صراحة عن كراهية دولة الاحتلال الصهيوني، دون دبلوماسية أو مواربة؛ فنحن نحتاج إلى ذلك الآن لتبصير الشباب، وتذكيرهم بما تفعله إسرائيل.
أبو المعاطي زكي

2001/02/24
http://www.islamonline.net/arabic/arts/2001/02/article21.shtml

adham006
23/09/2006, 23h27
رأي اخر في ظاهرة شعبان عبد الرحيم

نزار عابدين- كاتب سوري
لا تستسلموا .. لشعبان عبد الرحيم !


http://www.islamonline.net/arabic/arts/2001/03/images/pic10.jpg



قد تكون هناك ظواهر كونية تحدث من حولنا، تبدأ فجأة فتجذب الأنظار، وتكون مثار حديث الناس، ولكنها سرعان ما تختفي فتتجه الأنظار بعيدا عنها ويخفت الكلام عنها شيئا فشيئا.. وفي عالم الفن قد نصادف ظواهر من هذا النوع، ولكنها تختلف عن سابقتها في أن الأخيرة تساعدك على قراءة المجتمع والتغيرات التي تحدث به.
"شعبان عبد الرحيم" ظاهرة قد تكون من هذا النوع الذي ظهر فجأة وبدون مقدمات، شأنه شأن "أحمد عدوية"، الذي اكتسح قبل سنوات سوق الغناء في مصر، وهدد بإزاحة كبار المطربين والمطربات عن عروشهم.
وشعبان عبد الرحيم الظاهرة في الأساس رجل أمي أمية كاملة، فهو كما يؤكد في مقابلات صحفية أنه يوقع "بالعافية" من أجل المعجبين ويعترف أنه يعمل في كي الملابس.
كان يغني لنفسه وأهله وأصدقائه وأحبائه في الأفراح والأعياد والمناسبات، وفي مثل هذه المواقف يصير كل صوت مطربًا، ويصير كل غناء مقبولا. ثم سمعه أحد محلات بيع الكاسيت فأنتج له شريطا وأعطاه مائة جنيه، فكاد شعبان يطير فرحا (شعبان فوق السحاب.. ربما يصبح هذا العنوان فيلما ذات يوم) ولم يدرك شعبان أنهم يستغلونه، وأنهم يبيعون أشرطته بالآلاف وعشرات الآلاف حتى بعد أن اشتهر شريطه: "أحمد حلمي اتجوز عايدة.. كتب الكتاب الشيخ رمضان". وهي أسماء لمواقف حافلات (باصات) في القاهرة. وظل "المكوجي" بسيطا بساطة مدهشة حتى بعد أن رفعوا أجره إلى خمسمائة جنيه ثم إلى ألف، ولعله حين رأى ألف جنيه في يده أول مرة كاد يغمى عليه.
ولا أريد أن أطيل، فمعظم هذه المعلومات منشور في مجلات متفرقة مثل "روزاليوسف" و"زهرة الخليج"، ولكنني أذكر أن وفدا من الفنانين المصريين قابل الرئيس حسني مبارك، وكان من أعضائه الملحن والموسيقي "عمار الشريعي"، وهو قيمة فنية كبيرة وسأله الرئيس عن آخر الألحان، فذكر له "أحمد حلمي"، واستغرب الرئيس وضحك، ولكن الشريعي أكد له أن هذه أحدث أغنية يسمعها الناس.
لكن المؤسف أن عمار الشريعي قال قبل مدة وجيزة: إنه يحب شعبان، فما الذي تغير؟ ألا يذكرنا هذا بالمطربين والملحنين الذين رفضوا ظاهرة أحمد عدوية وهاجموه وهاجموا ما يقدم ورفضوا قبوله فنانا، أو قبول غنائه "فنا"، ثم عادوا يبدون إعجابهم ويكيلون له المديح؟ هل نسمع أغنيات يؤديها شعبان عبد الرحيم من تأليف كبار كتاب الأغاني وتلحين عمار الشريعي أو غيره؟.
سفير فوق العادة
ما سر ظاهرة شعبان عبد الرحيم منذ أغنيته الأولى "أحمد حلمي اتجوز عايدة" حتى أغنيته عن الشهيد محمد الدرة "قتلوني يابا وأنا بين إيديك"، لماذا انتشر هذا الانتشار السريع في الأوساط الشعبية، ولماذا اشتهر كل هذه الشهرة واشتهر قبله أحمد عدوية؟
لسبب بسيط جدا هو أن الساحة خالية والميدان بلا فرسان.
عندما سطع نجم "عبد الحليم حافظ" في الخمسينيات قيل: إن من أسباب شهرته أنه مطرب الطبقة الوسطى، وإنه يغني لهذه الطبقة، وعلى الرغم من أنها كانت في تلك الفترة الطبقة الكبرى بين طبقات المجتمع، فإن هذا لا يعني أن الطبقات الأخرى لم يكن لها فنانوها، وكان هناك "محمد رشدي"، وهو الأبرز بين الذين غنوا الأغنية الشعبية، و"محمد قنديل" و"شفيق جلال" وغيرهم؛ حتى أن عبد الحليم نفسه وهو مطرب الرومانسية الحالمة اضطر مسايرة للموجه أن يغني أغنيات ذات أصول فلكورية "التوبة" "سواح"، و"على حسب وداد قلبي" وغيرها.
في السنوات العشرين الأخيرة انفصل الغناء تمامًا عن الشعب فبرز مغنون ومغنيات يغنون أغنيات حديثه قيل إنها موجهة إلى الشباب، وتبين أنهم الشباب الأنيق والصبايا الأنيقات، وأنهم طلاب وطالبات الجامعات من أبناء الأغنياء سواء كان هؤلاء الأغنياء من التجار أو السياسيين أو حتى من أثرياء المرحلة الجديدة (هل تذكرون فيلم انتبهوا أيها السادة)؟
وجاء بعد ذلك "الفيديو كليب" ليزيد الطين بلة، كان هناك انفصال بين الغناء وأبناء الطبقات الشعبية ومن حيث الكلمات والألحان، وكان يتم التغلب على هذا الأمر بصعوبة، وجاء الفيديو كليب فقطع الشعرة التي تربط هذا الغناء بالناس البسطاء.. مطربون ومطربات في غاية النعومة والأناقة والرفاهية.. تحيط بهم وبهن فتيات جميلات أنيقات (أوربيات أحيانا)، يتحركن ويتكلمن ويتمايلن بما لا يربطهن بالشعب المصري أو اللبناني أو السوري أو غيره أي رابطة. والجو العام كله لا علاقة له بهؤلاء الناس "الشعبيين"، وهم الأغلبية الساحقة من أبناء الشعب حتى الذين يملكون المال لا يستطيعون الانسجام مع هذا الغناء ، إنه شيء غريب عن مجتمعهم وثقافتهم ولغتهم وتفكيرهم، ربما ينسجم معه فقط أبناؤهم.
لقد فجرت إجابة لشعبان عبد الرحيم عن سؤال وجهه إليه أحد الصحفيين قضية الطبقات الشعبية التي ظلت بعيدة عن مستهدفات الكبار، وكان السؤال: أصبحت مغنيًا للميكروباصات؟ فأجاب شعبان : "ما لهم بتوع الميكروباصات"
هذا هو السر، سائقو الميكروباصات والسيارات التي تعمل على الطرق الريفية والعمال البسطاء لم يهتم أحد بهم، ولم يكتب أحد ولم يلحن أحد ولم يغن أحد لهم، هؤلاء الناس لا علاقة لهم بأغنيات: "حبيبي يا نور العين"، ، و"تيجي نقسم القمر"، و"ما أندم عليك" وغيرها، ولا يجدون أنفسهم في "عمرو دياب" أو "راغب علامة" أو "كاظم الساهر" و غيرهم ، ولا يشعرون بأن أحدًا من هؤلاء يمثلهم، وقد تشدهم أصالة أو أنغام أو نوال الزغبى و غيرهن، ولكنهم لا يرونهن إلا دمية جميلة، لا تنتمي إليهم، إنها تشبه ليلى مراد وشادية في الأربعينيات من القرن العشرين، يتفرجون عليها كشيء جميل، كما كنا نتفرج على ريتا هيوارث وصوفيا لورين نساء جميلات ولكنهن لسن منا.
أبناء الشعب البسطاء لا يشعرون بأن هؤلاء المغنين والمغنيات يعبرون عنهم.. الكلام ليس كلامهم، والألحان معقدة، والفيديو كليب يصور واقعا لا علاقة لهم به، ولا علاقة له بهم؛ فلماذا لا يتجهون صوب شعبان عبد الرحيم الذي يغني لهم ألحانا بسيطة أو دون لحن أحيانا كلاما يفهمونه لأنهم يرددنه يوميا.
السياسة و الأغنية
لقد افتقد رجل الشارع البسيط من بين ما افتقد أغنية سياسية تعبر عنه ، فهو يتعاطف مع الانتفاضة الفلسطينية ويشعر بالغضب؛ لأن إسرائيل تعربد على هواها دون أن يردعها أحد.. ويعشق القدس والأقصى ؛ ولكن ماذا قدم له صناع الأغنية؟ إن ما قدموه لا يخرج عن نطاق الرومانسية وهو مليء بالحزن والبكاء والنواح، والإنسان الشعبي البسيط لا يريد هذا، يريد شيئا يعبر ببساطه عن غضبه حتى لو كان بلا قيمة شعرية أوفنية.
المشكلة أن الجميع تناسوا المواطن البسيط.. رجل الشارع الذي قد يكون أميا أو شبه أمي، فبدا أنهم حتى في الغناء السياسي يغنون لنوعية خاصة من المستمعين.
والسؤال :إلى أين يقودنا هذا كله؟ هل نسلم بالأمر الواقع ونقول: إن شعبان عبد الرحيم ومن معه وحدهم قادرون على التعبير عن نبض الشارع، إن هذا أبشع هروب من المسؤولية يمكن أن يمارسه المبدعون، وما هكذا يجب أن يتصرف المبدع الذي يشعر فعلا بالالتصاق بقضايا شعبة، ولا يمارس مزايدات فنية سياسية ولا يركب الموجة ربما لأغراض شخصية.
سيد درويش لم يفعل هذا وهو خير مثال، وسيد درويش ليس شعبان عبد الرحيم؛ فقد كان نبعا من العطاء الفني والموسيقى، وما زال دور "أنا هويت" يتحدى كبار الملحنين والمغنيين، وما زال المسرح الغنائي مقصرا كثيرا عن مسرح سيد درويش، لكنه في الوقت نفسه غنى لهؤلاء البسطاء ألحانا بسيطة بكلمات يعرفونها ويحسونها، مثل: "طلعت يا محلا نورها"، "الحلوة دي قامت"، وأغنيات كثيرة عن الحمالين والعمال وغيرهم من البسطاء.
مارسيل خليفة وهو الامتداد الوحيد الحقيقي لسيد درويش لم يفعل هذا، إن مارسيل خليفة جبل من الموسيقي والتأليف والإبداع والتجديد لكنه تفاعل مع الشعب ولم ينفصل عنه؛ فلحن "شدوا الهمة.. الهمة قوية"، ولحن "وقفوني على الحدود"، ولحن "منتصب القامة"، ولحن "عصفور طل من الشباك". بل إنه لحن، وغنى للعمال وبائعي الخضار الذين تطاردهم الشرطة، والشاب الذي ينتظر الموسم ليتزوج، والشاب الذي لا يجد عملا؛ ولذا سيهاجر، وحتى في أغنياته النضالية كان بسيطا في ألحانه؛ فأحبها الجمهور العريض.
الهروب لا يجوز ونحن بحاجة إلى شعراء يكتبون لرجل الشارع كلاما يفهمه، وملحنين يصنعون ألحانا يتفاعل معها البسطاء.. نحن بحاجة لمبدعين يقدمون عملة جيدة لتكون قادرة على طرد العملة الرديئة.
http://www.islamonline.net/arabic/arts/2001/03/article9.shtml

adham006
23/09/2006, 23h38
يا "ثورة" في خيالي..!!

لعله لم يخطئ من أسمي هذا الزمن.. بزمن شعبان عبدالرحيم، ولعله لم يخطئ أيضا من أسمي زمن أنور السادات بزمن أحمد عدوية، وزمن عبدالناصر بزمن أم كلثوم وعبدالحليم وعبدالوهاب. أما زمن الملكية في مصر فقد كان زمن شكوكو..!!
لم يخطئ من قال ذلك فكل زمن يستدعي رجاله.. مطربين.. وموسيقيين وشعراء، بل ويستدعي زعيمه السياسي الذي يعبر عنه.
ولعل زعامة مصر لأمتها العربية لم تقتصر علي الزعامة السياسية فقط، بل كانت زعامة فنية وعلمية تشعبت ميادينها حتي شملت كل مظاهر الحياة، ومن يتسني له النظر في أحداث التاريخ المصري، حديثا وقديما سيري فيه أن زمن التردي والهبوط لم يكن يقتصر علي المجال السياسي وحده، بل كان يشمل مختلف مناحي الحياة، فنيا واقتصاديا وعلميا، كما أن زمن الصعود والرقي كان صعودا ورقيا في كل تلك المناحي الحياتية، فحين ظهر محمد علي علي سطح الحياة السياسية زعيما يحمل علي كاهله مشروعا للنهضة والرقي، ظهر معه علي الفور رفاعة الطهطاوي متجها بالصعود والرقي اتجاهات أخري في الصحافة والطباعة والخطابة والشعر والكتابة، ولم يلبث أن ظهر يعقوب صنوع وأبو خليل القباني وجورج أبيض والنديم ومحمد عبده والأفغاني والبارودي وغيرهم، ليواكبوا جميعا ثورة سياسية أفرزها زعيم بحجم أحمد عرابي الذي كان أول من نادي بالتمصير بعد أن غلب الطابع الأجنبي علي مناحي الحياة في مصر سياسيا واقتصاديا وفنيا، وكان يمكن لدعوة عرابي الوطنية أن تذهب أدراج الرياح، ما لم يواكبها علي الفور جهود أخري قام بها زعماء آخرون في مجالات مختلفة غير المجال الذي قاد فيه عرابي ثورته الوطنية في مجال السياسة، فظهر محمد عبده والأفغاني ليقودا ثورة في مجال الدين والفكر، وظهر النديم ليقودها ثورة في مجال الصحافة والخطابة، وظهر البارودي ليقود ثورة في الشعر فيحرره من الجمود الذي ران عليه لسنين طويلة، وظهر عبده الحامولي ليقود ثورته في الموسيقي، وظهرت ألمظ لتقود ثورة في الغناء، وشاعت دعوة التمصير لتعم مختلف نواحي الحياة في مصر، فتحررت الموسيقي من ربقة الارتام التركية، وتحرر الغناء من "الهنك والرنك"، وتحرر الفكر من بعض الدعوات السلفية التي تحكمت فيه لسنين طويلة، وتحرر الشعر العربي من التقليد الذي لازمه لقرون، فجاء شوقي وحافظ إبراهيم بعد أن كان الوحي قد انقطع عن الشعراء لزمن بعيد، ولم يعد هناك من شعر يروي غير ما تضمنته الكتب الصفراء.
لم يكن أحمد عرابي يدرك وهو يقف أمام الخديو توفيق ليطالبه بتمصير الجيش المصري، وتمصير قيادته، قائلا عبارته الشهيرة "لقد خلقنا الله أحرارا ولن نورث بعد اليوم". أنه يدعو للتحرر في كل شيء، وليس التحرر في المجال العسكري أو الوظيفي وحده، فلم تكن ثورة عرابي ثورة فئوية قام بها بعض الضباط من المصريين بهدف إنصافهم ورفع الظلم عنهم، كما توهم بعض المؤرخين خطأ، فلم يكن هؤلاء الضباط ليطالبوا بنصرة المصريين ورفع الظلم عنهم ما لم يشعروا في قرارة أنفسهم بأنهم جديرون بالحرية التي يطالبون بها، وأنهم أهل لتحمل المسئولية التي ستأتيهم بها، فقد أدركتهم الثقة في النفس بعد أن أدركوا الثقة في كونهم مصريين، فالمصريون ليسوا أقل من العناصر الأجنبية الأخري التي تتحكم فيهم وتتولي زمام أمورهم، فالوطنية شعور بالوطن وافتخار به، ولهذا فقد قام رجال آخرون من المصريين ليؤكدوا ذلك في مجالات مختلفة، فظهر النديم ليكون عرابي الصحافة والخطابة، وظهر محمد عبده ليكون عرابي الفكر والتنوير، وظهر الحامولي ليكون عرابي الموسيقي والغناء، وظهر في مجال المسرح أكثر من عرابي، وفي الشعر جاء البارودي الذي زامل عرابي في ثورته ضد الخديو، وحين فشلت الثورة السياسية، اتجه إلي الشعر ليقود في مجاله ثورة أخري ناجحة لم تلبث أن أفرزت أحمد شوقي وحافظ إبراهيم وغيرهما.
وهكذا لو لم يكن عرابي ما كان البارودي والنديم ومحمد عبده والحامولي وغيرهم، ولولا محمد علي ما كان الطهطاوي ومحمد مظهر وغيرهما، ولولا سعد زغلول ما كان سيد درويش والحكيم وطلعت حرب ثم عبدالوهاب وأم كلثوم وغيرهم.
لقد جاء سعد زغلول مناديا بالاستقلال التام عن إنجلترا سياسيا، فإذا بالموسيقار سيد درويش يلحقه مناديا بالاستقلال التام موسيقيا عن تركيا، وطلعت حرب لينادي بالاستقلال التام عن الغرب اقتصاديا، ثم جاء الحكيم لينادي بالاستقلال التام عن أوروبا أدبيا.
لم يكن سعد زغلول يدري وهو يقود ثورة في مجال السياسة أنه يدعو لثورات أخري في مجالات عدة، فجاء ثوار آخرون في الموسيقي والاقتصاد والفن والأدب، ليواكبوا ثورة سعد زغلول السياسية، فظهرت النزعة الوطنية وسادت كل المجالات الأخري موسيقيا، واقتصاديا وفنيا وأدبيا، فظهرت أشكال جديدة في الأدب والموسيقي والشعر والرسم والفن، ولم يكن محمود مختار سوي سعد زغلول آخر في مجال النحت.
وحين قامت الثورة المصرية كانت أم كلثوم مجرد مطربة تتلمس طريقها نحو القمة، التي كان ينازعها عليها مطربات أخريات مثل فتحية أحمد ونجاة علي وليلي مراد، وغيرهن، ولكنها قفزت إلي القمة لتجلس علي عرش الغناء وحيدة، بعد أن التحقت بقطار الثورة وأصبحت صوتها الذي يجلجل شدوا في سماء العالم، ولم يدرك غيرها ما أدركته هي في حينه، فلم يلحقوا بنفس القطار الذي سيقف بهم عند قمة الهرم غناء وشدوا، فأصبحت مطربة الشعب بعد أن نصبها الشعب مطربته، ومنحها ألقابها التي حازت عليها أوسمة ونياشين.
وحين تقاعس عبدالوهاب عن اللحاق بقطار الثورة، استدعت المرحلة مطربها، فجاء عبدالحليم حافظ ليكون مطرب الثورة وصوتها، والمعبر عن جيلها غناء، مواكبا لثورة سياسية قادها شاب آخر اسمه جمال عبدالناصر، فكان عبدالحليم حافظ هو "ناصر" الغناء العربي، وأصبحت الأغنية "العاطفية" هي المسمي الجديد للثورة الموسيقية، وأصبح "حليم" هو زعيمها الذي لا ينازعه فيها زعيم آخر، وكما ظهر زعماء سياسيون في مختلف البلدان العربية، محاولين تقليد عبدالناصر حليم والتأسي به غناء، ولكن ظل هناك عبدالحليم واحد أحد، كما ظل هناك "ناصر" واحد.
لقد استدعت المرحلة مطربها، وموسيقاها، وفنها، وشعرها، ومن كان منهم موجودا قبل الثورة، كان عليه أن يصبح شيئا آخر بعد الثورة لكي يستمر، فصبغتهم الثورة بصبغتها، فأصبحوا ثوريين في زمن لا يعترف فيه أحد بغيرهم، فمطرب بغير ثورة في الغناء، وموسيقي بغير ثورة في الموسيقي، وشاعر بغير ثورة في الشعر، وأي فنان بغير ثورة في الفن لا يمكنه الصمود أمام زحف الثوريين من خلفه وأمامه في اتجاه التغيير رقيا وصعودا.
لقد كانت هناك أصوات كثيرة لها من القوة والجمال ما كان يؤهلها للبقاء والاستمرر لولا أنها لم تكن ثورية، ولم تدركها الثورة، فوقفت مكانها لتجرفها أصوات أخري ـ ربما كانت أقل قوة ـ ولكنها كانت أكثر ثورية، وطلبا للتغيير والتطور ـ فتوارت تلك الأصوات رغم جمالها لأنها لم تمسك بمفاتيح التطور، ولم تلحق بقطار الثورة الذي كان يشق عباب التخلف والجمود متجها نحو التقدم والرقي والصعود.
هذا هو الفرق بين عبدالحليم حافظ وأي مطرب آخر ظهر قبله أو بعده، ولولا الثورة لكان عبدالحليم حافظ مجرد مطرب يقلد عبدالوهاب في أحد الكابريهات التي يعج بها شارع الملاهي في القاهرة، فالثورة التي أدركت عبدالحليم وأدركها هي التي جعلته مطربها وجعلتها ثورته، فأصبح الآخرون يقلدونه بعد أن كان مقضيا عليه ـ بدونها ـ بتقليد الآخرين، والسير في ركابهم.
ولقد مات عبدالحليم حافظ في وقت كان يجب أن يموت فيه، كما ظهر في وقت كان يجب أن يظهر فيه، لقد ظهر في بداية الثورة، وانتهي بنهايتها، وحين لم يجد رسالته التي تذر نفسه لها، وهي رسالة الثورة، مات عبدالحليم بموتها، وهكذا ماتت أم كلثوم أيضا، حين لم تجد ما تعبر عنه، وما يحمله صوتها لتوصيله إلي من يستحق هذا الصوت العبقري، فقد كانت مطربة عبقرية، لا تعيش إلا في عصر عبقري بمصر العبقريات، وحين انتهي ذلك العصر وأحست هي بنهايته، أحست بنهايتها فماتت!!
وماذا.. بعد؟!
جاء أحمد عدوية، وكتكوت الأمير، وغيرهما من مطربي ذلك الزمن ليعبروا عنه غناء، يساوي بالتمام والكمال من يعبر عنه سياسيا، فلم يكن مطلوبا، ولا متصورا أن يعيش عبدالحليم حافظ ليغني "حبة فوق وحبة تحت". كما لم يكن متصورا أن تبقي أم كلثوم لتغني "الطشت قال لي". فجاءت من تستطيع أن تغني ذلك، وجاء من يقدر علي الغناء مساويا لمن يقدر علي التعبير عن المرحلة سياسيا، فكان الغناء مساويا للسياسة ومعبرا عنها.
ثم جاء شعبان عبدالرحيم ليكون عنوانا لمرحلة سياسية، فهو ليس مجرد مطرب، بل هو زعيم سياسي، يعبر عن المرحلة غناء، وبقدر عطائه في الغناء يمكن قياس المرحلة سياسيا، فـ"شعبان عبدالرحيم" هو ظاهرة سياسية، قبل أن تكون ظاهرة غنائية، والذين ينظرون إليه علي أنه مجرد مطرب، يرتكبون خطأ لا يقل عن الخطأ الذي يعبر هو عنه غناء، فقد جاء شعبان في موعده بالتمام والكمال، كما جاء عبدالحليم في موعده بالتمام والكمال، والذي يخطئ شعبان هو الخاطئ، فالخطأ ليس خطأ شعبان أو غيره من مطربي هذه المرحلة، بل هو خطأنا نحن، خطأ المرحلة، وخطأ الزمان، وخطأ الظروف، الذي جاء هو ليعبر عنها، فهو مجرد نتيجة وثمرة، والعيب غالبا يكون في الجذر والساق التي يخرج منها وليس في الثمرة، التي تحمل في غضونها ما يمنحه لها الجذر والساق.
ارحموا شعبان عبدالرحيم ولا تلاحقوه بلعناتكم، بل فتشوا عن الأسباب والظروف التي منحته الفرصة ليكون مطربنا الأشهر، والأغني، والأكثر طلبا، ولكي تصلوا إلي حقيقة شعبان عبدالرحيم اسألوا أنفسكم: ماذا لو عاد عبدالحليم حافظ الآن، وماذا لو عادت أم كلثوم؟.. هل ستعني أو يغني، وماذا سيغني ولمن سيغني، وهل سيكون مطلوبا غناؤه كما هو مطلوب غناء شعبان عبدالرحيم أو غيره من مطربي هذا الزمان؟
لو عاد عبدالحليم حافظ الآن إما سيغني بطريقة شعبان عبدالرحيم فيتهم بتقليده، وينصرف الناس عنه إلي الأصل: إلي شعبان عبدالرحيم، وإما سيكف عن الغناء، فلن يشعر بعودته أحد وسيعود إلي قبره كما جاء منه، فـ"عبدالحليم حافظ" يحتاج إلي مناخ ثوري.. يشد الناس إلي أعلي صعودا، أما شعبان عبدالرحيم فيحتاج إلي مناخ محبط، يشد الناس إلي أسفل، وهذا هو مناخه المناسب، وجوه المطلوب، فيصبح شعبان هو المطلوب الآن، أما عبدالحليم حافظ فربما سنحتاج إليه في وقت لاحق.. وقت الثورة الذي جاءنا مرة، ولا نعرف متي سيأتينا ثانية؟!
http://www.al-araby.com/articles/872/030817_011_000872_opn08.htm

Ossama Elkaffash
24/09/2006, 00h19
شعبان عبد الرحيم يغني ضد الحرب



شعبان عبد الرحيم
"شعبان عبد الرحيم" المطرب الشعبي ومغني الأفراح في حفلات "كريسماس الربيع"!! اسم يثير الرعدة في أوصال العديد من المثقفين، إنه علامة على الغوغائية والتدني عند البعض، وعلامة على الشعبية عند البعض الآخر، بينما يرد فريق ثالث أنه يمثل صوت الضمير الشعبي الغائب.
الأكيد أن شعبان قد حقق نجاحا جماهيريا كبيرا حتى صار من الممكن سماعه في أفراح الطبقات الغنية كما نسمعه في عربات الميكروباص.
بدأ شعبان عبد الرحيم رحلته الفنية في الثمانينيات مع شريطه الشهير الذي يتغنى فيه بأسماء مواقف الميكروباص "أحمد حلمي اتجوز عايدة.. كتب الكتاب الشيخ رمضان".
وانتشر مع أغنيات "كداب يا خيشة" و"أول يناير" و"باكره إسرائيل"، وصار شعبان رمزا للشخصية الشعبية المباشرة حتى خرج علينا مؤخرا بأغنيته ضد الهجوم على العراق، مثّل شعبان في عدة أفلام مؤخرا، من بينها فيلم داود عبد السيد "مواطن ومخبر وحرامي".
يذكرنا شعبان بصوته الأجش الخشن بـ"الصييت" الذي كان يحيي الأفراح قديما، ويستخدم صوته كموسيقى، وهو الحال مع كل أغانيه وطريقته الواحدة في الأداء، تعيد هذه الطريقة الجمهور لحالة الاتصال المباشر مع المطرب التي افتقدها كثيرا عبر التدخلات التقنية الحديثة في التلحين والتسجيلات الصوتية.
شعبان ظاهرة، وأغنياته ظاهرة أخرى، وسواء قبلناه أم رفضناه فهو موجود حقا، ويقدم إسهاما في الحملة ضد الحرب بأغنيته "الضرب في العراق" (كلمات إسلام خليل) التي يصل بها لجمهور عريض دعونا نستمع إليه مرة أخرى.
http://kaffasharticles.blogspot.com/2006/02/blog-post_16.html

نهاد فتوح
02/11/2010, 08h30
السلام عليكم
من سمع منكم بالأمس (طلب القهوة وما شربهاش) لفرقة الجيتس إنما على العود لمطرب لم يذع اسمه يعرف أن ظاهرة الغناء الخفيف الذي بدأ في السبعينات لم تكن عن عبث, فكسر القوالب القديمة (بالمناسبة أنا ضد كسر القوالب القديمة جداً) جاء نتيجة تغير طبيعة المجتمع الثقافية آنذاك, لم تكن الأغنية الشبابية التي قدمتها فرقة المصريين أو العاشقين أو الجيتس نمطاً هابطاً, بل نمطاً كان بحاجة إلى الرعاية, ومن يتأمل في أولى أغاني عمرو دياب التي لحنها له حلمي بكر وبليغ حمدي يجد أن هذه التجربة اكنت سنتجح أكثر لو لنبرى لها من يستحق أن يقود المسيرة الموسيقية, وليس مرتزقة اللحان الحاليين

عرفني بهذا المنتدى المرحوم رامز محمد, ودلني على إذاعة الشرق الأوسط والبرنامج العام وصوت العرب ووادي النيل, كنا نسمعها على الراديو مباشرة بإرسال ضعيف حيث أقيم حالياً في دمشق, ونكاد لا نسمع هذه الإذاعات على الراديو في الإمارات بل على الرسيفر, وهو ما يفقد السماع متعته من الراديو...ومن وقتها اكتشفت روائع اللحن المصري الذي أرجو أن يعيد لنا ذلك الزمن...الجميل, فلولاها لضاعت كنوز النغم, ولولا هذا المنتدى لبقيت الصدفة هي ما يقود سهرتنااليومية..

يدل هذا أيضاً أن الدول العربية واحدة في الجوهر, متنوعة في المظهر, أليس كذلك....؟

أخوكم.. نهاد فتوح