المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لقطات الصقيع " بقلم : منة أحمد عطية "


أحمد عطية
22/07/2009, 14h40
الريح تزأر وليل بارد قارس
نراها تأتي من بعيد تجر نفسها جراً إلينا ، فتاة بائسة في مقتبل العمر تدخل ذلك المطعم الصغير .. لعلها تحصل على بعض الدفء تدفع الباب بضعف ووهن شديدين ، فيحاصرها الناس بنظرات فضولية .. نظرات مؤلمة !
تجلس على تلك المائدة البعيدة ، تجلس في الظل كما لو كانت تتمنى أن تبتلعها تلك الظلال .
ترتجف ، ترتعش لا إرادياً من شدة البرد .. تدلك أطرافها المتجمدة لعلها تستطيع تحريكهم .. وكيف لا وهي لا ترتدي سوى ثياب صيفية بالية لا تصد عنها ريح أو برد و لا تمدها بأي دفء !
تنظر إلى المائدة أمامها فتشتاق إلى شراب ساخن يدفئ روحها ، بيد مهتزة خوفاً وبرداً تمسك ذلك الكتيب الذي يحوي قائمة الطعام والشراب و ... الأسعار .
ترده إلى مكانه بسرعة .. حتى المياه لن تقدر على دفع ثمنها التي يتجاوز سعرها الجنيهات القليلة جداً معها .. تسمع من بعيد ضحكة طفل يجلس بين والديه فتنظر إليهم كيف هم سعداء ؟ .. وفي دفء وأمان ؟!
ضحكة أخرى ويقول الطفل بسعادة كبيرة : ( أمي ، أبي .. انظرا الثلج يتساقط ! )
فينظر الجميع في سرور بينما يرتسم على وجهها الهلع والفزع ثلج ؟ ، كيف ستخرج فيه إنها لا تقوى على الحركة وهي في الداخل فماذا ستفعل عندما تخرج ؟؟

تأتي نادلة المطعم وتقول في صبر نافذ : ( ها .. ماذا ؟ ، هل ستطلبين شيئاً أم ستكتفين بالنظر ؟؟) ينادي عليها احدهم فتقول لها:( سأذهب لأرى ماذا يريد وأعود إليكِ .. )

تبتعد النادلة وتتنفس هي الصعداء ، تنظر إلى باب المطعم تحبس دموعها بأقصى ما لديها من قوة تنهض وبخطى مترددة تقترب منه ، تفتح الباب برفق فيقابلها هواء يقطع جسدها وأوصالها كالسكاكين الحادة تأخذ أول خطوة وهي تنحني مع وطأة الرياح ، يغلق الباب خلفها وتعلم أنه قد فات أوان العودة إلى الداخل .

تمشي ، خطوة تلو الأخرى والجليد ينهال على رأسها مؤلماً إياها ، والرياح تدفعها بقسوة فتسقط ما بين الحين والآخر حتى تخور قواها وتنفجر في البكاء ، بكاء يمزق نياط القلب .

وتقول : ( آه ... لا استطيع الاحتمال أكثر من هذا ، يا إلهي ساعدني ، لم أعد أقوى على النهوض ، أريد فقط أن أنام .. ) تغمض عينيها وهي ملقاة على الأرض الباردة وتشعر بوخز وظلام يلتفان حولها .

فجأة تفتح عينيها بسرعة وتعتدل ، تلتقط شيء ما من الأرض وتبكي بسعادة هذه المرة وتقول : ( يا إلهي ..... أشكرك يا كريم ، ألف حمد وشكر إليك )

تبكي وتبكي وهي تحتضن تلك الورقة .. ورقة نقود من فئة المائة جنيه !!!وتذهب مسرعة إلى ذلك المطعم لتطلب شرابها الساخن ، مع أن روحها قد شعرت بالدفء منذ الآن !!

د أنس البن
23/07/2009, 08h19
، يا إلهي ساعدني ،


"أم من يجيب المضطر إذا دعاه"
صدق الله العظيم
وصدق رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم
" إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله"
ورضى الله عن سراج أهل الجنه
سيدنا عمر الفاروق
"لا أحمل هم الإجابه وإنما أحمل هم الدعاء"

إبنتنا "منه عطيه"
اللقطات جيده لولا بعض الهنات القليله فى السرد والتكرار
وهى أمور دواؤها كثرة المراجعه للنص مرة بعد أخرى
وتأمله بعين الناقد
أهنئك وأهلا بك

NAHID 76
23/07/2009, 10h57
بسم الله الرحمن الرحيم
العزيزه منه عطيه
كما يقولون هذا الشبل من ذاك الأسد
أهلا ومرحبا بكى مع بدايه قاصه أن شاء الله واعده
مع انها شعرت بالدفئ قبل ان تدخل المطعم وتطلب الشراب
شعرت بالدفئ لأنها مسكت بالنقود التى ستمنحها الفرصه لطلب الشراب الداقئ
تحياتى منه

سعدالشرقاوى
23/07/2009, 20h34
أهلا بنتى وبنت اخويا احمد الآنسه منه
ربنا يحميكى ويحرسك م العين
بدايه جميله وأصيله وكلها معانى وحكم

كسبنا كاتبه جديده وواعده:emrose:

ام مدحت
23/07/2009, 20h42
بنتى الحبيبه منه
قصه جميله مليئه بالمعانى والمشاعر الانسانية وأن الله لايرد دعاء المضطر أو المظلوم
ماشاء الله عليكى يا منه
أقدم لك أخلص التهانى وتمنياتى الطيبه بدوام التقدم:emrose:

Tarek Elemary
25/07/2009, 15h10
إبنتى و إبنة المجتمع السماعى ((منة))
من شابه أباه فما ظلم أمه، هكذا يقال
أهلاً بك ... جئت مرحباً بأول الغيث من إبنة الرائع أحمد عطية
لا مجال لتقييم الآن اليوم ....... (فرح، بلاش الثانية) و غداً حرب
شرفنا بك يا منة

أحمد عطية
05/08/2009, 15h03
الأخ الكبير الفاضل / د. أنس البن
الأخت الفاضلة / ناهد 76
الأخ الفاضل / سعد الشرقاوى
الأخت الفاضلة / أم مدحت
الأخ الفاضل / طارق العمرى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتقدم نيابة عن ابنتى منة الله بجزيل الشكر والإمتنان
على استقبالكم الحار والحافل لعملها المتواضع
وتشجيعكم الجميل الذى كان له أبلغ الأثر فى نفسها
وكنت أتساءل عن كيفية تسجيلها فى المنتدى
حتى تقوم هى بالتواصل معكم مباشرة
علماً بأنها لم تكمل السابعة عشر بعد
ونجحت والحمد لله فى الثانوية العامة هذا العام
بتقدير 85% أدبى
والتحقت بكلية التجارة جامعة القاهرة
مرة أخرى
شكرى يسبقه تقديرى
لشعوركم النبيل