المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تعرَّتْ ذ ُكاءْ


بلقيس الجنابي
27/11/2008, 23h13
تعرَّتْ ذ ُكاءْ
للشاعرة بلقيس \ إكرام الجنابي
عـند الأصيل
"غزل بريء و"
مـطر"جريء
حين تأوي ذ ُكاء إلى خِدرها
في جزيرة ماوي، من جزر هوايي، شهدت كاتبة هذه الأبيات منظرا نادرا وباهرا:
فقد كان قرصُ الشمس ِ يميل نحو الغروب، بينما إنتشرت نـُتـَفٌ من السحب المتفرقة،
نثر بعضُها على شواطئ البحر الزرقاء والحقول الخضراء، رَذاذا ناعما، في مساء
رقَ نسيمُه. وإمتزجت ألوانُ تلك الغيمات السمراء ِ والثلجية، بلون أشعة شمس
ذهبية، فلوَّنت القـُبة َ السماوية، بألوان لازوردية وبنفسجية، متنوعةٍ
ورائعةٍ، تتغير بين لحظةٍ وأخرى. وما كاد قرصُ الشمس ِ الذهبي يدنو نحو
حافة الأفق ِ الغربي، حتى ظهر في الأفق الشرقي، هلالٌ شاحبٌ في يومه
الثاني أو
الثالث، تتبعه نجمة ٌ متألقة. وهكذا ولـِدَتْ هذه اللوحة ُ الشعرية
*
*
*
تعرَّتْ ذ ُكاءْ وأحنتْ على لـُجةٍ من ضياءْ
وصلتْ بمحراب كون ٍ خضيـبْ سَـقـتهُ الملائكُ خمرا ً وماءْ
وسبحت الله َ في عرشهِ وغـنـَّتْ له أغنيات العلاءْ
فألقى على فرعِـها نظرة ً علتْ وجـهَـهَـا حـُمرة ٌ من حياءْ


**


تعرَّتْ ذ ُكاءْ وفكـَّتْ ذوائِـبـَها في السماءْ
فهامَ السحابُ على وجههِ وأدمى جفونا ً ببحر البكاءْ
فحنت ذ ُكاءْ ، وأهدتْ له حُـلة ً من سناءْ
ورقتْ لحبٍّ ذوى واكتوى فجادتْ عليه بوعد ِالوفاءْ


**

تعرَّتْ ذ ُكاءْ وماجت على موجةِ الأرجوانْ
وغاصتْ ببحر ِ النـُضار العميقْ وأغفتْ على زورق ٍ من جُمان
فشع صِباها على كوكبٍ يُعانِقه الليلُ عـَبرَ الزمانْ

**


تعرَّتْ ذ ُكاءْ وأرخت جدائلـَها بازدهاءْ
وغطتْ جوانبَها بالعقيقْ لأن عُـيونَ الهلال الصفيقْ
رَنـَتْ نحوها تحتَ جُـنح المساءْ
فألقتْ شعاعا ً على فرعهِ تداعـِـبـُه بلظى من بهاءْ

**


تعرَّتْ ذ ُكاءْ وراحتْ تصفـفُ شعرا ً ذهبْ
أطلت على ربْـعها غـيمة ٌ وذرتْ رَذاذا بلون اللهب ْ
فصار الرذاذ ُ على شعرها نـُثارَ جواهرَ؛ يا للعجب ْ !
تسامتْ ذ ُكاء وماستْ على بحر طِـيـبْ


**

فنادى عليها هلالُ المغيبْ:
" حنانيك، إني أموتُ جوىً فسِحْـرُك باتَ غِـذاءَ دميْ،
تعاليْ فحُـبـُـكِ مِـلءُ فميْ "
فحطتْ على صدرِها كوكبا ً وألقت له حفنة ً من ضياء ْ
وغاصتْ ببحر من الكبرياءْ
وصار ضياها سنا ً رائعا ً وآوت إلى خِدرها في إباء

د أنس البن
28/11/2008, 04h20
الله الله الله على الجمال يا ست إكرام
أعتقد أنها لحظة من لحظات السمو الروحى , خارج دائرة الزمان والمكان , عندما أتاك إلهام الشعر بهذا الإبداع المعرفى ..

أجل يا سيدتى من آيات ربنا الليل والنهار والشمس والقمر .. ثم عرفنا ربنا أنه يمحى آية الليل وهو القمر , فلا يظهر لنوره حكم فى البصر الا بالليل , فنوره معار من انعكاس نور الشمس فإنه لهاكالمرأة , فنور القمر إنما هو للشمس , والسر يكمن فى معنى هاتين الآيتين , ونمسك ها هنا عن الكلام لأن ما بعده متروك لذوى البصائر والأفهام .................

NAHID 76
28/11/2008, 11h37
بسم الله الرحمن الرحيم
الشاعرة العظيمة بلقيس هانم الجنابى
مقدرش اقول غير الله الله الله
اية العظمة دى يا شاعرة العظمة
تحياتى

بلقيس الجنابي
01/12/2008, 01h45
بسم الله الرحمن الرحيم
الشاعرة العظيمة بلقيس هانم الجنابى
مقدرش اقول غير الله الله الله
اية العظمة دى يا شاعرة العظمة
تحياتى



العزيزة ...السيدة ناهد ,
ها قد وفيت وعدي وأجل قصائدي بين يديكم
وقد صُنِفت ْ من قِبل النقاد ومتذوقي الشعر العربي الأصيل, أنها من روائع هذا الزمان
\ الصوفيِّة \,
أنتظر بشوق عظيم آراء الإخوة الأفاضل والأخوات , نصيحتي ,"
إقرأوها وأنتم تستمعون لِكوكب الشرق وهي تُغني (( شمس الأصيل ))

حبي لكم:emrose:

وكل سنة وأنتم طيبين يا احبابي

شكرا سيدتي ..شكرا لمرورك الطيب وسلطنتك الجميلة :emrose:

أحمد مكاوي
01/12/2008, 16h07
سمو روحي ورقي فني
نص يحمل ألق الإبداع
دمت مبدعة

بلقيس الجنابي
16/02/2009, 01h31
الله الله الله على الجمال يا ست إكرام
أعتقد أنها لحظة من لحظات السمو الروحى , خارج دائرة الزمان والمكان , عندما أتاك إلهام الشعر بهذا الإبداع المعرفى ..

أجل يا سيدتى من آيات ربنا الليل والنهار والشمس والقمر .. ثم عرفنا ربنا أنه يمحى آية الليل وهو القمر , فلا يظهر لنوره حكم فى البصر الا بالليل , فنوره معار من انعكاس نور الشمس فإنه لهاكالمرأة , فنور القمر إنما هو للشمس , والسر يكمن فى معنى هاتين الآيتين , ونمسك ها هنا عن الكلام لأن ما بعده متروك لذوى البصائر والأفهام .................



دكتور انس ... أستاذنا وكبيرنا ..أنعم الله عليك ببعد بصيرة وذائقة في كل فنون الأدب أيها الراقي المبدع الأريب

هذه القصيدة قد عشت ُ لحظاتها وكانت تجربة ذاتية وحسية في زيارتي في جزيرة ماوي، من جزر هوايي، وكنت هناك............ وكان اللقاء .. بين الطبيعة وبين إكرام ..فسبحان الله ,, خلق . فصور . فأبدع .. سبحانك ياربي ما أروعك

abuzahda
16/02/2009, 03h44
فقد كان قرصُ الشمس ِ يميل نحو الغروب، بينما إنتشرت نـُتـَفٌ من السحب المتفرقة،
نثر بعضُها على شواطئ البحر الزرقاء والحقول الخضراء، رَذاذا ناعما، في مساء
رقَ نسيمُه. وإمتزجت ألوانُ تلك الغيمات السمراء ِ والثلجية، بلون أشعة شمس
ذهبية، فلوَّنت القـُبة َ السماوية، بألوان لازوردية وبنفسجية، متنوعةٍ
ورائعةٍ، تتغير بين لحظةٍ وأخرى. وما كاد قرصُ الشمس ِ الذهبي يدنو نحو
حافة الأفق ِ الغربي، حتى ظهر في الأفق الشرقي، هلالٌ شاحبٌ في يومه
الثاني أو
الثالث، تتبعه نجمة ٌ متألقة. وهكذا ولـِدَتْ هذه اللوحة ُ الشعرية

ألا تخبرينا ، يا :emrose:ست إكرام:emrose: :
أي معين ، ذلك الذي منه تنهلين؟
:emrose:
قصيدتك تعيزنا ، أهل الفنون البصرية ، ليقولوا في "صِوَرِك" قولا يليق بأهل الفنون
:emrose:
أهكذا يفعلان "الرافدين" في شارب ماءهما ؟

أنتِ امرأة من شِعر ، يا ست إكرام

و شِعرك حلوْ ، بل هو الحَلا

يحيى زكي
16/02/2009, 06h58
فألقتْ شعاعا ً على فرعهِ تداعـِـبـُه بلظى من بهاءْ

اللهم صلي علي حضرة النبي
كم انت رائعة ياحفيدة بغداد العظمة والادب والسمو....
لك احترامي وتقديري

بلقيس الجنابي
17/02/2009, 02h09
ألا تخبرينا ، يا :emrose:ست إكرام:emrose: :



أي معين ، ذلك الذي منه تنهلين؟

قصيدتك تعيزنا ، أهل الفنون البصرية ، ليقولوا في "صِوَرِك" قولا يليق بأهل الفنون

أهكذا يفعلان "الرافدين" في شارب ماءهما ؟

أنتِ امرأة من شِعر ، يا ست إكرام

و شِعرك حلوْ ، بل هو الحَلا



أهلا بشيخ الشباب
أهلا بشاعر الغلاباا وانا منهم .... :)

أعزك الله وادامكم نعمة ورحمة لنا ويطول بعمرك سيدي
والله يالعزيز هو فضل من عند الله ... حين يأتي وحي الشعر .. (وحي) كلمة مجازية بلاش يزعلوا منا المتشددين
صدقا حين يأتي إلهام الشعر ... افقد حِس الوجود من حولي واهيم على وجهي وابقى في ذهول مع ذاتي ونفسي حتى أتمه ,
أتعلم ! هناك أبيات ما زالت محفوظة على صفحات الكشكول .. خربشاتي .. ولم تكتمل .. حين يقطع التأمل والخلوة الذاتية .. واترك النص ولا أكمله, أفقد النكهة ولا أعود ويبقى النص يتيما ربما أعود له يوما وهكذا حالي

أما

أهكذا يفعلان "الرافدين" في شارب ماءهما ؟

فإنه ..



ألشعرُ بعضُ أغاريدي وأنسُجُهُ
نسجاً رقيقاً ونثري مزْجُهُ العسلُ




لي العراقُ ملاذٌ في بلاغتِهِ




مثلُ الرحيقِ مقالي في تذوّقِهِ




" ولاّدةُ الشعر "

في الماضي رسمتُ لها
دربَ النسيبِ ولا ربعٌ ولا طللُ




مضتْ على رِسْلِها في رحلةٍ عبرتْ
دنيا الخيالِ ولا ناقٌ ولا جَمَلُ




وهي الحصون ُ وأبياتي تذكّرني

بشعرِ " سافو " لها من ربِّهِ القُبَلُ




قصائدي مثلُ غزلانٍ مُكَحَّلَةٍ





وقلتُ من دجلةٍ جاءتْ حلاوتُهُ
ماءً فُراتاً ويحلو شُربُهُ العَلَلُ




وروعةُ الشعر ما كانت رهافتُهُ
بحراً بسيطاً لديهِ يُبْسَطُ الأمَلُ

abuzahda
17/02/2009, 02h18
وقلتُ من دجلةٍ جاءتْ حلاوتُهُ

ماءً فُراتاً ويحلو شُربُهُ العَلَلُ


هذا البيت يعينني على محاولة وصفٍ لشِعرِك
يا :emrose:"الشِعر":emrose:
أنتِ الشِعرُ ، يا :emrose:ست إكرام :emrose:

سمعجى
17/02/2009, 03h51
[quote=بلقيس الجنابي;252905]تعرَّتْ ذ ُكاءْ




تعرَّتْ ذ ُكاءْ
وأحنتْ على لـُجةٍ من ضياءْ
وصلتْ بمحراب كون ٍ خضيـبْ سَـقـتهُ الملائكُ خمرا ً وماءْ




هذه قصيدة ( من الوهلةِ الأولى ) لفتت أذني بموسيقاها ،،



فبدت كلحن ٍ يسبقُ الكلمات ،،



بحر المتقارب هنا ،



يفرض حركاته و سكناته على أذن المتلقي ،،



و في البنية الموسيقية لهذه القصيدة ،،



يتجلى هذا ( الوَقع ) ، نظراً للجوءِ شاعرتنا إلى



التسكين في نهاية ( السطر / البيت )



و يبقي الإيقاع ( فعولن فعولن ) كدق الكطبول في الخلفية ،،



إستمعوا إلى هذا الإيقاع عند ترديده :



دُدُمْ دُم / دُدُمْ دُم / دُدُمْ دُمُ / دُدُمْ دُم



،،،،،،،،،،


هذا مِحورٌ أول ،، من عدة محاور ، تستوقفنا ،
و نحن نطالع القصيدة ،،

***

أما الثاني ،،

إندهشتُ لرسم الكلمات ، أو طريقة عرضها ( كتابة ً ) ،،

فقد ظننتُ في أول الأمر ، أن القصيدة كتبت على الشكل

( الحر ) ، الذي يعتمدُ السطرَ الشعري ، لا البيت ،،

أىّ شِعر التفعيلة ، الذي يجعل من التفعيلة ، وحدة إيقاعية في ذاتها

، بدون التقيد بعدد معين من التفعيلات في الكتابة ، على خلاف

الشِعر العمودي ،،

غير أني ، بتتبعِ عدد التفعيلات ، اتضح أنها قصيدة عمودية

( شكلاً ) ، باستثناء تفعيلتىّ مطلع القصيدة ( تعرت ذُكاء ) و

( فحنَّت ذُكاء ) و ( تسامَت ذكاء )

ثم الإقتصار على ثلاث تفعيلات في المقطع :

( و ماست على بحرِ طيب ) !

هل تعمدت شاعرتنا هذا الرسم ، لهدفٍ دلالي !

أم أن ثنائية بعض التفعيلات ، و ثلاثيتها في موقع ٍ آخر ،، لن

يجعل للقصيدة شكلها العمودي المعتاد ؟!

***

المحور الثالث ،،

لشاعرتنا خيالٌ خصب واسع ،، يستطيع أن يلتقطَ

جوهرَ الأشياء ، و يبتدع منها عالماً مدهشاً غيرَ معتاد ،،

و ساعد شاعرتنا ، ثراء قاموسها من مفردات ،،

فالألفاظ طيعة في قصيدتها ،، كأنما تتقافز متزاحمة ًإلى خيالها ،،




الشاعرة في القصيدة ، إستخدمت ( ضِمناً ) ضمير الغائب ( هي )

،، هي ( تلك الأنثى الغائبة عن الحضور ) :

تتفاعلُ مع مشهد كوني ،،



حرك فيها كوامن وجودية ، صهرتها في حالة ( توحد ) مع

الطبيعة ،، فلا فاصل ( فيزيائي ) بينها و بين الطبيعة ،،



كأنما الإنسان هو الشمس ( ذُكاء أى الشمس ) ،،



و لم تضع كاف التشبيه ( كااشمس ) ، كى لا تكونَ مسافة ٌ

بينها و بين الشمس ، فهى الشمس ، و الشمس هي



يظل الرمز مؤطراً داخل هذا التخمين ، حتى يتحلحلَ غموضه ،

مع تنامي القصيدة !



***



( تعرت ) هنا جديرة بالاستيقاف ،،



الطبيعة عارية ( كما خلقها الله ) ،،



بل كل تجليات الوجود ، خلقت عارية ، و بقيت كذلك ،،



عدا الإنسان ،، الذي ابتدعَ ( الغطاء و الملبس ) ليخفي به
( جسده ) العاري ،،



الملبس ، طاريءٌ على الإنسان ،

فهو دخيلٌ على العُرى ،،




( انظر إلى الشمس و القمر و النجوم و الشجر و الوردة

و الحيوان و حَبّة القمح ، بل تأمل أىّ شيء في الوجود ،

تجده عاريا ! )



و ما كان للإندماج و الانصهار بهذه الطبيعة العبقرية ، أن يحدث

، إلا بالخضوع لشروط الطبيعة ، كما خلقها الخالق سبحانه ،،



فالتعري ( المعنوي بطبيعة الحال ) هو تماهي مع مفردات الجمال

، التي لم يطرأ عليها طاريء ( المفاهيم الإجتماعية أو العقائدية

، أو حتى لاتقاءِ تقلبات الجو ) !



كما أنه دلالة واضحة على ( الإنعتاق ) من عالمها الأرضي ،

بأعرافه و قيوده ،،



تعرَّت ذُكاء ( تعرَّت شمساً ) ،، دلالة على القوة و الوضوح

و الدفء و الجمال الذي ينكشفُ بهذا التعري ،،



و لا أخال الشاعرة تقصد ( تعرَّت شمسٌ ) ،،



و إلا انقلبت الدلالات ، و وقعنا في شـَرِكِ المُخاتلة !



***



و تترى الصور الآسرة للطبيعة ،،



فالشاعرة تستخدم ألفاظاً دالة ، و لا تسقط في أحادية ( المباشر )

مما يدلُ على شاعرةٍ متمرسة ،، و قلم ٍ مُجَرِّب




لاحظوا :



تجليات لونية :حمرة ،، أرجوان ،، خضيب



تجليات الطبيعة : سماء ،، سحاب ،، بحر ،، كوكب ،، ليل ،، هلال ،، غيمة



أحجار كريمة : ، جُمان ، عقيق ، جواهر / ( نضار : ذهب )



تجليات ضوئية : ذُكاء ،، ضياء ،، سناء ،، شع ،، شعاع ،،

بهاء،، لهب



و استقراء المفردات ، يؤكد مدى احتفائِها بالطبيعة و الكون،،



***




العملُ في مُجَمَلِهِ ،،



رمزية ٌ ، تجعلُ من هذا( المهرجان الكوني ) ، معادلاً موضوعياً



للعاشق ، الذي يدعوها ( جعلت رمزيته هلال المغيب ) ،



إلى الإندماج به أو فيه :



( فسحركِ بات غذاء دمي ،، تعالي فحبكِ ملْ فمي ) ،



بعد أن تجمّلت :

( ،،،، وراحت تصفف شعراً ذهب )



فما كان منها في نهاية الأمر ، إلا أن :

( ،،،، آوت إلى خِدرها في إباء ) !



لا أدري إن كانت هذه الخاتمة ، و التي لم أتوقعها



( الاستجابة للنداء كانت أَوْلى ) ، قِيدَت إليها الشاعرة ،

بغوايةٍ بلاغية !



و هو أمرٌ يدركه المتمرسون من الشعراء ، و الذين يفضلون

( تركيبة مجازية مدهشة ، أو صورة جمالية ) على حساب بنية

( الفكرة ) ،، عملاً بمفهوم : ( الأفكار مجانية ) ، أما الجمال

الأخاذ ، و الصياغة المُبدِعة ،، فهى الشِعر بعينه !




و ما تسطرهُ بلقيس الجنابي ،



هو الشِعر بعينه



مع تحيـــاتي :emrose:

سيادة الرئيس
17/02/2009, 06h55
[quote=بلقيس الجنابي;252905]تعرَّتْ ذ ُكاءْ






تعرَّتْ ذ ُكاءْ
وأحنتْ على لـُجةٍ من ضياءْ
وصلتْ بمحراب كون ٍ خضيـبْ سَـقـتهُ الملائكُ خمرا ً وماءْ




هذه قصيدة ( من الوهلةِ الأولى ) لفتت أذني بموسيقاها ،،



فبدت كلحن ٍ يسبقُ الكلمات ،،



بحر المتقارب هنا ،



يفرض حركاته و سكناته على أذن المتلقي ،،



و في البنية الموسيقية لهذه القصيدة ،،



يتجلى هذا ( الوَقع ) ، نظراً للجوءِ شاعرتنا إلى



التسكين في نهاية ( السطر / البيت )



و يبقي الإيقاع ( فعولن فعولن ) كدق الكطبول في الخلفية ،،



إستمعوا إلى هذا الإيقاع عند ترديده :



دُدُمْ دُم / دُدُمْ دُم / دُدُمْ دُمُ / دُدُمْ دُم







نروح احنا بقى

أنا معنديش مانع أديك كام حصه في ( العروض الموسيقي ) و هو طبعا غير ( العروض الشعري ) ( الله يرحم أيامك يا دكتورة نادية ) و بعدها كام مقام على درس عود و عليه العوض على ملحنينك يا مصر

تحية أيها الحساس الذواق الذي يري النغم قبل أن يسمعه

و تحية لكاتبة هذا اللحن الخفي

بلقيس الجنابي
17/02/2009, 08h40
[quote=سمعجى;282154]


نروح احنا بقى

أنا معنديش مانع أديك كام حصه في ( العروض الموسيقي ) و هو طبعا غير ( العروض الشعري ) ( الله يرحم أيامك يا دكتورة نادية ) و بعدها كام مقام على درس عود و عليه العوض على ملحنينك يا مصر

تحية أيها الحساس الذواق الذي يري النغم قبل أن يسمعه


و تحية لكاتبة هذا اللحن الخفي




لاه يا عمنا سيادة الرئيس أراك داخل علينا وسلمك حامله بالعرض http://up.3aam.com/get-2-2009-mzb9ldxx.gif (http://up.3aam.com)

أراك معارضا :( ما كتبه شاعرنا سمعجي ( استاذ كمال) http://up.3aam.com/get-2-2009-y8s2jo0m.gif (http://up.3aam.com)

http://up.3aam.com/get-2-2009-y8s2jo0m.gif (http://up.3aam.com) أحبطت معنوياتي

سيادة الرئيس
17/02/2009, 09h28
سيدتي

لدينا مثل عامي في مصر يقول ( الإسم لطوبة و الفعل لأمشير * )

ما كانت ألماسات الأستاذ كمال الصغيرة ( باجات ) تتلئلئ لولا الدرة الغالية التي إلتفت حولها

أين أنا من معارضة العظماء

السماح طبع الملاح يا بخت من سامح


* أمشير و طوبة من أشهر التقويم القبطي المصري
دائما يكون شهر طوبة شديد البرودة و هذا بسبب رياح شهر أمشير

abuzahda
17/02/2009, 14h07
[quote=بلقيس الجنابي;252905]تعرَّتْ ذ ُكاءْ





تعرَّتْ ذ ُكاءْ
وأحنتْ على لـُجةٍ من ضياءْ
وصلتْ بمحراب كون ٍ خضيـبْ سَـقـتهُ الملائكُ خمرا ً وماءْ




هذه قصيدة ( من الوهلةِ الأولى ) لفتت أذني بموسيقاها ،،



فبدت كلحن ٍ يسبقُ الكلمات ،،



بحر المتقارب هنا ،



يفرض حركاته و سكناته على أذن المتلقي ،،



و في البنية الموسيقية لهذه القصيدة ،،



يتجلى هذا ( الوَقع ) ، نظراً للجوءِ شاعرتنا إلى



التسكين في نهاية ( السطر / البيت )



و يبقي الإيقاع ( فعولن فعولن ) كدق الكطبول في الخلفية ،،



إستمعوا إلى هذا الإيقاع عند ترديده :



دُدُمْ دُم / دُدُمْ دُم / دُدُمْ دُمُ / دُدُمْ دُم



،،،،،،،،،،


هذا مِحورٌ أول ،، من عدة محاور ، تستوقفنا ،
و نحن نطالع القصيدة ،،

***

أما الثاني ،،

إندهشتُ لرسم الكلمات ، أو طريقة عرضها ( كتابة ً ) ،،

فقد ظننتُ في أول الأمر ، أن القصيدة كتبت على الشكل

( الحر ) ، الذي يعتمدُ السطرَ الشعري ، لا البيت ،،

أىّ شِعر التفعيلة ، الذي يجعل من التفعيلة ، وحدة إيقاعية في ذاتها

، بدون التقيد بعدد معين من التفعيلات في الكتابة ، على خلاف

الشِعر العمودي ،،

غير أني ، بتتبعِ عدد التفعيلات ، اتضح أنها قصيدة عمودية

( شكلاً ) ، باستثناء تفعيلتىّ مطلع القصيدة ( تعرت ذُكاء ) و

( فحنَّت ذُكاء ) و ( تسامَت ذكاء )

ثم الإقتصار على ثلاث تفعيلات في المقطع :

( و ماست على بحرِ طيب ) !

هل تعمدت شاعرتنا هذا الرسم ، لهدفٍ دلالي !

أم أن ثنائية بعض التفعيلات ، و ثلاثيتها في موقع ٍ آخر ،، لن

يجعل للقصيدة شكلها العمودي المعتاد ؟!

***

المحور الثالث ،،

لشاعرتنا خيالٌ خصب واسع ،، يستطيع أن يلتقطَ

جوهرَ الأشياء ، و يبتدع منها عالماً مدهشاً غيرَ معتاد ،،

و ساعد شاعرتنا ، ثراء قاموسها من مفردات ،،

فالألفاظ طيعة في قصيدتها ،، كأنما تتقافز متزاحمة ًإلى خيالها ،،




الشاعرة في القصيدة ، إستخدمت ( ضِمناً ) ضمير الغائب ( هي )

،، هي ( تلك الأنثى الغائبة عن الحضور ) :

تتفاعلُ مع مشهد كوني ،،



حرك فيها كوامن وجودية ، صهرتها في حالة ( توحد ) مع

الطبيعة ،، فلا فاصل ( فيزيائي ) بينها و بين الطبيعة ،،



كأنما الإنسان هو الشمس ( ذُكاء أى الشمس ) ،،



و لم تضع كاف التشبيه ( كااشمس ) ، كى لا تكونَ مسافة ٌ

بينها و بين الشمس ، فهى الشمس ، و الشمس هي



يظل الرمز مؤطراً داخل هذا التخمين ، حتى يتحلحلَ غموضه ،

مع تنامي القصيدة !



***



( تعرت ) هنا جديرة بالاستيقاف ،،



الطبيعة عارية ( كما خلقها الله ) ،،



بل كل تجليات الوجود ، خلقت عارية ، و بقيت كذلك ،،



عدا الإنسان ،، الذي ابتدعَ ( الغطاء و الملبس ) ليخفي به
( جسده ) العاري ،،



الملبس ، طاريءٌ على الإنسان ،

فهو دخيلٌ على العُرى ،،




( انظر إلى الشمس و القمر و النجوم و الشجر و الوردة

و الحيوان و حَبّة القمح ، بل تأمل أىّ شيء في الوجود ،

تجده عاريا ! )



و ما كان للإندماج و الانصهار بهذه الطبيعة العبقرية ، أن يحدث

، إلا بالخضوع لشروط الطبيعة ، كما خلقها الخالق سبحانه ،،



فالتعري ( المعنوي بطبيعة الحال ) هو تماهي مع مفردات الجمال

، التي لم يطرأ عليها طاريء ( المفاهيم الإجتماعية أو العقائدية

، أو حتى لاتقاءِ تقلبات الجو ) !



كما أنه دلالة واضحة على ( الإنعتاق ) من عالمها الأرضي ،

بأعرافه و قيوده ،،



تعرَّت ذُكاء ( تعرَّت شمساً ) ،، دلالة على القوة و الوضوح

و الدفء و الجمال الذي ينكشفُ بهذا التعري ،،



و لا أخال الشاعرة تقصد ( تعرَّت شمسٌ ) ،،



و إلا انقلبت الدلالات ، و وقعنا في شـَرِكِ المُخاتلة !



***



و تترى الصور الآسرة للطبيعة ،،



فالشاعرة تستخدم ألفاظاً دالة ، و لا تسقط في أحادية ( المباشر )

مما يدلُ على شاعرةٍ متمرسة ،، و قلم ٍ مُجَرِّب




لاحظوا :



تجليات لونية :حمرة ،، أرجوان ،، خضيب



تجليات الطبيعة : سماء ،، سحاب ،، بحر ،، كوكب ،، ليل ،، هلال ،، غيمة



أحجار كريمة : ، جُمان ، عقيق ، جواهر / ( نضار : ذهب )



تجليات ضوئية : ذُكاء ،، ضياء ،، سناء ،، شع ،، شعاع ،،

بهاء،، لهب



و استقراء المفردات ، يؤكد مدى احتفائِها بالطبيعة و الكون،،



***




العملُ في مُجَمَلِهِ ،،



رمزية ٌ ، تجعلُ من هذا( المهرجان الكوني ) ، معادلاً موضوعياً



للعاشق ، الذي يدعوها ( جعلت رمزيته هلال المغيب ) ،



إلى الإندماج به أو فيه :



( فسحركِ بات غذاء دمي ،، تعالي فحبكِ ملْ فمي ) ،



بعد أن تجمّلت :

( ،،،، وراحت تصفف شعراً ذهب )



فما كان منها في نهاية الأمر ، إلا أن :

( ،،،، آوت إلى خِدرها في إباء ) !



لا أدري إن كانت هذه الخاتمة ، و التي لم أتوقعها



( الاستجابة للنداء كانت أَوْلى ) ، قِيدَت إليها الشاعرة ،

بغوايةٍ بلاغية !



و هو أمرٌ يدركه المتمرسون من الشعراء ، و الذين يفضلون

( تركيبة مجازية مدهشة ، أو صورة جمالية ) على حساب بنية

( الفكرة ) ،، عملاً بمفهوم : ( الأفكار مجانية ) ، أما الجمال

الأخاذ ، و الصياغة المُبدِعة ،، فهى الشِعر بعينه !




و ما تسطرهُ بلقيس الجنابي ،



هو الشِعر بعينه




مع تحيـــاتي :emrose:



اللهم إنك قد تفضلت علينا بكمال عبد الرحمن
اللهم فلا تحرمنا منه طرفة عين
و بارك لنا في عِلمِه الباذخ و نفسه الزكية و روحه الكريم
اللهم إن شغلته بذكرك عنا ، فذكِره بنا
فنحن لا ننساه في غفلتنا و ذِكرنا
( و أدِم "إكرامك" يا رب )
آمـــــــــــــــــــــــين

سمعجى
19/02/2009, 11h01
[quote=سمعجى;282154]


نروح احنا بقى

أنا معنديش مانع أديك كام حصه في ( العروض الموسيقي ) و هو طبعا غير ( العروض الشعري ) ( الله يرحم أيامك يا دكتورة نادية ) و بعدها كام مقام على درس عود و عليه العوض على ملحنينك يا مصر

تحية أيها الحساس الذواق الذي يري النغم قبل أن يسمعه


و تحية لكاتبة هذا اللحن الخفي



ربنا ما يحرمني من تجلياتك ،،

ياا مالِكاً ( كِيـاني ) ،، ياا آسِراً ( وِداني )

جيت لي عَ الجَرح يا نـَفـَّاح عطور الجمــال ،،

كانت واحدة ً من أماني العِبد لله ،،
أن أفهمَ ( العَروض بتاعكم )

و خـُدني على أدّ عقلي في البؤِّين دول :

ساعات بتِطلـَع مِن قوقعة بؤرة نافوخي ( جُمَل موسيقية ) ،،
لا تقوللي رحمانينوف و لا موريكوني ،،
و لا حتى أرمسترونج ( حبيبك )

باخـَطـْرَف ،، صح ! :crazy: فـَوِّتها المَرَّة دي :mdr:


أشكرك يا نـَغـَمْجي مالوش حَل :emrose:

سمعجى
19/02/2009, 11h48
[quote=سمعجى;282154]


اللهم إنك قد تفضلت علينا بكمال عبد الرحمن
اللهم فلا تحرمنا منه طرفة عين
و بارك لنا في عِلمِه الباذخ و نفسه الزكية و روحه الكريم
اللهم إن شغلته بذكرك عنا ، فذكِره بنا
فنحن لا ننساه في غفلتنا و ذِكرنا
( و أدِم "إكرامك" يا رب )

آمـــــــــــــــــــــــين


و اللهِ لا أدري ما أقول ، بعدَ فيضِ كرم كلامكَ هذا !

ليتني على قـَدرِ المعنى يا شاعرَنا الكبير ،،

و لكن هَيهَات ،،
هَيْهاااااااااااااات

باركَ اللهُ فيك و في عظيم ِمواهِبكَ الشِعريةِ و القصصية و النقدية
الثريّة

و أدعو اللهَ سبحانـَهُ،،

أن ينفلقَ بحرُ مدارِكِنا دوماً ، بعصا سِحر أشعارك



:emrose::emrose::emrose:

بلقيس الجنابي
20/02/2009, 03h50
سيدتي


لدينا مثل عامي في مصر يقول ( الإسم لطوبة و الفعل لأمشير * )

ما كانت ألماسات الأستاذ كمال الصغيرة ( باجات ) تتلئلئ لولا الدرة الغالية التي إلتفت حولها

أين أنا من معارضة العظماء

السماح طبع الملاح يا بخت من سامح


* أمشير و طوبة من أشهر التقويم القبطي المصري

دائما يكون شهر طوبة شديد البرودة و هذا بسبب رياح شهر أمشير



دولة الرئيس ... سيادة الرئيس ..,
حفظكم الله ورعاكم

ياعم انا يادوب بدأت أفهم قراءة وحل طلاسم اللهجة المصرية :confused:

هذه المرة تأتيني بالقبطية المصرية
لا ..... وبعد امثال :(

حرام عليكم ... قريبا ستجعلوني أهجر الفصيح
ومثل ما قالها عمنا سيد أبو زهده

((وآآآدي أعْدهَ)) :rolleyes:

والله أرسلت نداء لصديقة مصرية لي وجلبتها لهذه الصفحة وقلت"
سهام أمامك رد سيادة رئيس الدولة .. المسكينة إفتكرت فعلا رئيس دولة ما ...كتب لي .
ضحكت وطمئنتها .. أنك رئيس دولة الألحان الموسيقية يا زعيم ..
قلت " بربك فكي طلاسم رد سيادة الرئيس ..
قرأتها المكسينة وقلت " إياك ِ تترجمي باللهجة المصرية ..., أريد ترجمة بالعربي الفصيح أو لغة الشعر الذي تعودتي تقرايه في قصائدي,
قالت" قصائدك لا انا بعرضك يابلقيس ..
قلت" إذا عربي فصيح ... مع أنها حاولت جاهدة فك طلاسمك ..بس أنا ما فمهت شي :(

وعدت لإقرأكم بنفسي سيدي وتقريباً نجحتْ ..
يالعزيز الف شكر لكلماتك الجميلة وألف الف شكر ياعمري لحضورك الطيب وتشريفكم للقصيدة ومن ثم تشريفكم لي
حقا وجودكم شرف ٌ كبير لي
ربنا لا يحرمني من طيبتكم يا سماعي الفن والاصالة ويا أهل المحروسة ... رعاكم الله يا أحن ناس

بلقيس الجنابي
20/02/2009, 04h03
[quote=بلقيس الجنابي;252905]تعرَّتْ ذ ُكاءْ






تعرَّتْ ذ ُكاءْ
وأحنتْ على لـُجةٍ من ضياءْ
وصلتْ بمحراب كون ٍ خضيـبْ سَـقـتهُ الملائكُ خمرا ً وماءْ




هذه قصيدة ( من الوهلةِ الأولى ) لفتت أذني بموسيقاها ،،



فبدت كلحن ٍ يسبقُ الكلمات ،،



بحر المتقارب هنا ،



يفرض حركاته و سكناته على أذن المتلقي ،،



و في البنية الموسيقية لهذه القصيدة ،،



يتجلى هذا ( الوَقع ) ، نظراً للجوءِ شاعرتنا إلى



التسكين في نهاية ( السطر / البيت )



و يبقي الإيقاع ( فعولن فعولن ) كدق الكطبول في الخلفية ،،



إستمعوا إلى هذا الإيقاع عند ترديده :



دُدُمْ دُم / دُدُمْ دُم / دُدُمْ دُمُ / دُدُمْ دُم



،،،،،،،،،،


هذا مِحورٌ أول ،، من عدة محاور ، تستوقفنا ،
و نحن نطالع القصيدة ،،

***

أما الثاني ،،

إندهشتُ لرسم الكلمات ، أو طريقة عرضها ( كتابة ً ) ،،

فقد ظننتُ في أول الأمر ، أن القصيدة كتبت على الشكل

( الحر ) ، الذي يعتمدُ السطرَ الشعري ، لا البيت ،،

أىّ شِعر التفعيلة ، الذي يجعل من التفعيلة ، وحدة إيقاعية في ذاتها

، بدون التقيد بعدد معين من التفعيلات في الكتابة ، على خلاف

الشِعر العمودي ،،

غير أني ، بتتبعِ عدد التفعيلات ، اتضح أنها قصيدة عمودية

( شكلاً ) ، باستثناء تفعيلتىّ مطلع القصيدة ( تعرت ذُكاء ) و

( فحنَّت ذُكاء ) و ( تسامَت ذكاء )

ثم الإقتصار على ثلاث تفعيلات في المقطع :

( و ماست على بحرِ طيب ) !

هل تعمدت شاعرتنا هذا الرسم ، لهدفٍ دلالي !

أم أن ثنائية بعض التفعيلات ، و ثلاثيتها في موقع ٍ آخر ،، لن

يجعل للقصيدة شكلها العمودي المعتاد ؟!

***

المحور الثالث ،،

لشاعرتنا خيالٌ خصب واسع ،، يستطيع أن يلتقطَ

جوهرَ الأشياء ، و يبتدع منها عالماً مدهشاً غيرَ معتاد ،،

و ساعد شاعرتنا ، ثراء قاموسها من مفردات ،،

فالألفاظ طيعة في قصيدتها ،، كأنما تتقافز متزاحمة ًإلى خيالها ،،




الشاعرة في القصيدة ، إستخدمت ( ضِمناً ) ضمير الغائب ( هي )

،، هي ( تلك الأنثى الغائبة عن الحضور ) :

تتفاعلُ مع مشهد كوني ،،



حرك فيها كوامن وجودية ، صهرتها في حالة ( توحد ) مع

الطبيعة ،، فلا فاصل ( فيزيائي ) بينها و بين الطبيعة ،،



كأنما الإنسان هو الشمس ( ذُكاء أى الشمس ) ،،



و لم تضع كاف التشبيه ( كااشمس ) ، كى لا تكونَ مسافة ٌ

بينها و بين الشمس ، فهى الشمس ، و الشمس هي



يظل الرمز مؤطراً داخل هذا التخمين ، حتى يتحلحلَ غموضه ،

مع تنامي القصيدة !



***



( تعرت ) هنا جديرة بالاستيقاف ،،



الطبيعة عارية ( كما خلقها الله ) ،،



بل كل تجليات الوجود ، خلقت عارية ، و بقيت كذلك ،،



عدا الإنسان ،، الذي ابتدعَ ( الغطاء و الملبس ) ليخفي به
( جسده ) العاري ،،



الملبس ، طاريءٌ على الإنسان ،

فهو دخيلٌ على العُرى ،،




( انظر إلى الشمس و القمر و النجوم و الشجر و الوردة

و الحيوان و حَبّة القمح ، بل تأمل أىّ شيء في الوجود ،

تجده عاريا ! )



و ما كان للإندماج و الانصهار بهذه الطبيعة العبقرية ، أن يحدث

، إلا بالخضوع لشروط الطبيعة ، كما خلقها الخالق سبحانه ،،



فالتعري ( المعنوي بطبيعة الحال ) هو تماهي مع مفردات الجمال

، التي لم يطرأ عليها طاريء ( المفاهيم الإجتماعية أو العقائدية

، أو حتى لاتقاءِ تقلبات الجو ) !



كما أنه دلالة واضحة على ( الإنعتاق ) من عالمها الأرضي ،

بأعرافه و قيوده ،،



تعرَّت ذُكاء ( تعرَّت شمساً ) ،، دلالة على القوة و الوضوح

و الدفء و الجمال الذي ينكشفُ بهذا التعري ،،



و لا أخال الشاعرة تقصد ( تعرَّت شمسٌ ) ،،



و إلا انقلبت الدلالات ، و وقعنا في شـَرِكِ المُخاتلة !



***



و تترى الصور الآسرة للطبيعة ،،



فالشاعرة تستخدم ألفاظاً دالة ، و لا تسقط في أحادية ( المباشر )

مما يدلُ على شاعرةٍ متمرسة ،، و قلم ٍ مُجَرِّب




لاحظوا :



تجليات لونية :حمرة ،، أرجوان ،، خضيب



تجليات الطبيعة : سماء ،، سحاب ،، بحر ،، كوكب ،، ليل ،، هلال ،، غيمة



أحجار كريمة : ، جُمان ، عقيق ، جواهر / ( نضار : ذهب )



تجليات ضوئية : ذُكاء ،، ضياء ،، سناء ،، شع ،، شعاع ،،

بهاء،، لهب



و استقراء المفردات ، يؤكد مدى احتفائِها بالطبيعة و الكون،،



***




العملُ في مُجَمَلِهِ ،،



رمزية ٌ ، تجعلُ من هذا( المهرجان الكوني ) ، معادلاً موضوعياً



للعاشق ، الذي يدعوها ( جعلت رمزيته هلال المغيب ) ،



إلى الإندماج به أو فيه :



( فسحركِ بات غذاء دمي ،، تعالي فحبكِ ملْ فمي ) ،



بعد أن تجمّلت :

( ،،،، وراحت تصفف شعراً ذهب )



فما كان منها في نهاية الأمر ، إلا أن :

( ،،،، آوت إلى خِدرها في إباء ) !



لا أدري إن كانت هذه الخاتمة ، و التي لم أتوقعها



( الاستجابة للنداء كانت أَوْلى ) ، قِيدَت إليها الشاعرة ،

بغوايةٍ بلاغية !



و هو أمرٌ يدركه المتمرسون من الشعراء ، و الذين يفضلون

( تركيبة مجازية مدهشة ، أو صورة جمالية ) على حساب بنية

( الفكرة ) ،، عملاً بمفهوم : ( الأفكار مجانية ) ، أما الجمال

الأخاذ ، و الصياغة المُبدِعة ،، فهى الشِعر بعينه !




و ما تسطرهُ بلقيس الجنابي ،



هو الشِعر بعينه




مع تحيـــاتي :emrose:



أستاذنا ...شاعرنا الجليل
الأستاذ كمال عبد الرحمن ,

قصيدة ( تَعرّتْ ذ ُكاء ْ) وكسوتَها أنتْ.. حلة من زبرجد ولؤلؤوياقوت مرجان ..
بل ملآت محبرتك بماء التِبِر وخططت كلمات ..وصفا ً لمْ تقع كمثله يوماً...... عَينايّ
سَلِمت َ لنا سيدي ..وسَلِمَ لنا يراعك يا صاحب الحرف الماسي ّ
من القلب شُكرا ً ... ومن الروح أزف لكم ألوف ألوف الدعوات, يرعاك ربي ويجعلكم ويراعكم نورا وقبساً منيرا ًلإمة الضاد ... بوركت ْ يالعزيز حياك الله ياعيوني :emrose:

ثروت سليم
20/02/2009, 16h31
تعرَّتْ ذ ُكاءْ
وأرخت جدائلـَها بازدهاءْ
وغَطَّتْ جوانبَها بالعقيقْ
لأن عُـيونَ الهلالِ الصفيقْ
رَنَتْ نحوها تحتَ جُـنح المساءْ
فألقتْ شُعاعا ً على فرعهِ
تُداعـِـبـُه بلظى من بهاءْ
بلقيس الجنابي
الله الله يا إكرام
مساؤكِ ياسمين
هذه أولُ حروفي هنا في هذا المنتدى الأصيل
سمعتُ عنه مِن أخت غالية
وأتيتُ لأسمع أرقى الفنون
وأعود إلى زمنِ الحُب الجميل
فوجدتُكِ هنا راقيةً كما عهدتُكِ
ما أسعدها ذُكاء إنها سَكْرَى بهذا الوصفِ المُبهِر
إعجابي الكبير بموسيقى شِّعرِكِ الراقي
في مبانيهِ ومعانيه
تحياتي
ثروت سليم

بلقيس الجنابي
27/02/2009, 06h16
تعرَّتْ ذ ُكاءْ

وأرخت جدائلـَها بازدهاءْ
وغَطَّتْ جوانبَها بالعقيقْ
لأن عُـيونَ الهلالِ الصفيقْ
رَنَتْ نحوها تحتَ جُـنح المساءْ
فألقتْ شُعاعا ً على فرعهِ
تُداعـِـبـُه بلظى من بهاءْ
بلقيس الجنابي
الله الله يا إكرام
مساؤكِ ياسمين
هذه أولُ حروفي هنا في هذا المنتدى الأصيل
سمعتُ عنه مِن أخت غالية
وأتيتُ لأسمع أرقى الفنون
وأعود إلى زمنِ الحُب الجميل
فوجدتُكِ هنا راقيةً كما عهدتُكِ
ما أسعدها ذُكاء إنها سَكْرَى بهذا الوصفِ المُبهِر
إعجابي الكبير بموسيقى شِّعرِكِ الراقي
في مبانيهِ ومعانيه
تحياتي
ثروت سليم







أستاذ ثروت سليم,
شاعري وأستاذي الكبير

اخجلتم تواضعنا يالعزيز
لا يأتي شعرنا بعد حروفك النورانية يالأصيل,
نعم الأصالة تأتي بأهلها وألف شكر للاخت العزيزة التي أتاحت لنا الفرصة لنلتقي مرة اخرى واخرى :emrose:

عرفتك شاعرا ً فذا ً لا يشق له غبار ... وحلاوة شِعِرِك اختلطت بمياه دلجة العظيم ومن الفرات جاءت حلاوته.. والأصالة من نبع النيل العظيم

تحية لحضورك الجميل يا صاحب الإبتسامة الجميلة التي لا تغادر محياك أبدا:emrose: