المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هَجيْر الشَّكْ


بلقيس الجنابي
19/11/2008, 23h12
هَجيْر الشَّكْ

للشاعرة بلقيس / إكرام الجنابي


حبيبـي أنتَ في يومي وأَمْسي
وفي صبح ِ الغداةِ وحينَ أُمْسي



غَرَسْتُ هواكَ في قلبـي جنوناً
فكانَ هواكَ عندي خيرَ غَرْس ِ



شَرِبْتُ هواكَ كاساً من رحيق ِ
فلا تشرَبْ بكأس ٍ غير ِ كأسي



يقينـي أنَّ وعدَكَ لـي وفاءٌ
سيبقَـى لا أُخامِـرُهُ بحَدْس ِ



وبُعْدُكَ مُوْرِثٌ عندي اكتئاباً
وملقاكَ الجميلُ كيوم ِعُرْسي



وحبُّـكَ مالىءٌ نفسي فخاراً
بهِ بيـنَ الأنـامِ رفعْتُ رأسي



وزهــرُ الحبِّ أينعَ في حياتي
أراهُ سَنَـىً فيبعثُ فـيَّ أُنسي



إذا ما الناسُ قالوا فيـكَ إفْكاً
أشُِكُّ فلا أصدِّقُ غيـرَ نفسي



حديثُكَ يا حبيبـي همسُ شِعْر ٍ
يُغَنَّي لي ، يُغـاز ِلُ فِيَّ حِسِّي



أُحبُّكَ ما حَيِيْتُ وأنت عمري
ستبقَى أنتَ بدري أنتَ شمسي



وأنتَ تَبُثُّ في صدري طموحاً
قويّاً ليسَ يدنـو منـهُ يأسي



ولنْ أنساكَ بل تبقَى حُضُوراً
كما أبغي وهَمّي ليسَ يُنسِي



قريبٌ أنتَ من نفسي ستبقَى
فلا يُقْصِيكَ عنّي غيرُ رَمْسي



http://www.cyemen.com/up/uploads/27f7234304.jpg (http://www.cyemen.com/up)

د أنس البن
20/11/2008, 05h50
الله الله الله
شاعرتنا العظيمه السيده إكرام هانم الجنابى
والله إن هذا لمن عيون الشعر العربى
ما أروع ما تقولين وما أبدعه

NAHID 76
20/11/2008, 12h59
بسم الله
الشاعرة والاديبة الرائعة بلقس الجنابى
اغبط منتدى سماعى على تواجد حضرتك بة دة على الوجة العام
واغبط قسم الشعر والشعراء على اشعارك الرائعة الى بتفكرنا بالعصور الاندلسية دة على وجة الخصوص
اما انا فاغبط نفسى على منحك اياى شرف قراءة اشعارك والتمتع بمعانيها واضافة كل جديد الى عقلى المحدود امام اعمالك

من القلب رائعة سيدتى
تحياتى

بلقيس الجنابي
21/11/2008, 04h43
الله الله الله

شاعرتنا العظيمه السيده إكرام هانم الجنابى
والله إن هذا لمن عيون الشعر العربى
ما أروع ما تقولين وما أبدعه



دكتور أنس.,
شكرا سيدي لمرورك وحرفك البهي

لا حرمنا الله منكم

تحية تليق

بلقيس الجنابي
17/02/2009, 03h44
بسم الله
الشاعرة والاديبة الرائعة بلقس الجنابى
اغبط منتدى سماعى على تواجد حضرتك بة دة على الوجة العام
واغبط قسم الشعر والشعراء على اشعارك الرائعة الى بتفكرنا بالعصور الاندلسية دة على وجة الخصوص
اما انا فاغبط نفسى على منحك اياى شرف قراءة اشعارك والتمتع بمعانيها واضافة كل جديد الى عقلى المحدود امام اعمالك

من القلب رائعة سيدتى
تحياتى



سيدتي الجليلة
مدام ناهد,
لك ِ عطر وحب ووداي لا يحدوه كِبر ُ
بل أنا التي تشرفت بكم وبطيبكم وحُسن ْ المقام ..
بينكم , لمست كل صدق ووفاء
من قلبي وروحي أشكركم على إحتضانكم قصائدي في أروقة هذا سماعي الأصالة والفن الأصيل
وكما ذكرتها سابقا .,
هذه أوتادي أغرزها غرزا ً ولن أبرحكم ولا يقصيني عنكم غير ُ رَمْسي
http://vb.eyesweb1.net/uploaded/135_1173186277.jpg

سمعجى
02/03/2009, 02h57
في حضرة شاعرتنا بلقيس الجنابي ، يتوجبُ الإلتباس بحالة ( الوعى الإبداعي ) ،،


فكائِناتها الصوتية و التراكيبية و الدلالية ،، تتلاحمُ في نسيج ٍ مُحكمٍ كجذع ِ شجرة ،، يراهُ المُحَللُِ لواحدةٍ من دُرَرِها الإبداعية ، جَلِيـَّاً ،، أما وارف الأغصانِ ، و عبقرية الشجون ، و لذيذ الثمارِ ،، فللمتلقي و الرائي معاً ،،

القصيدة ، حين تشترك ( بحراً و قافية ًً ) مع أخرى ،
تشبه ارتداء نفس ألوان و ( موديل ) و مقاسات ثوب بعينه ،،

غير أن الإختلاف يكون في جوهر (الذات ) التي ترتدي الثوب ،،
و التي قد تذهبُ ( معانيها ) بعيداً عن النص ( الذي يتحلى بنفس الشكل )

أليست القصيدة على نفس وزن و قافية مرثية الخنساء الشهيرة لأخيها صخر :

يؤرقني التــذكـــر حين أمسـي ،،، فأصبــح قــد بليت بفــرط نكــــس ِ
علــى صخر وأي فتى كصـخرٍ ،،، ليــوم كـــريهــة ، وطعــان حلــس ِ
وللخصــم الألـــــدِّ اذا تعَـــــدى ،،، ليــأخــذ حــق مظــلــوم ٍبــقــنـــس ِ
فلــم أر مثلـــه رزءاً لجــــــــنٍ ،،، ولــــم أرَ مثــلــه رزءا لأنــــــــس ِ


ألا تستدعي إلى ذاكرتنا ، رائعة نزار ( طائشة الضفائر ) و هي كذلك على نفس البحر ( الوافر ) ، و نفس القافية ( سينيّة ) :


تقولين : الهـوى شـيءٌ جميـل ٌ،،، ألم تقـرأ قـديماً شـِعرَ قيـــــس ِ
أجئتِ الآن .. تصطنعـين حبـاً،،، أحس به المسـاء .. ولم تحـسي
أطائشــة الضفائر .. غـادرينى،،، فمـا أنا عبـدُ سيــــــدة وكـأسِ
لقد أخطأت حين ظننـت أني ،،،أبيع رجولتي .. وأُضيـع رأسـي
فأكـبر من جمـالك كـبريائي ،،، وأعنف من لظى شفتيـكِ، بأـــي


غير أن بلقيس ، استعارت ثوب ( ثورة الشك ) مع سبق الإصرار ( مع اختلاف القافيــة ـ حرف الرَّوِيّ ـ ) ،،


أكادُ أَشُــــكُّ في نَفسِي لأنِّي ،،، أَكادُ أَشُـــــكُّ فيكَ وأَنتَ مِنِّــــــي
يَقولُ الناسُ إنكَ خِنتَ عَهْدِي ،،، وَلم تحْفظ هَوَايَ وَلَم تصُنِّــــــي
وَأنتَ مُنايَ أَجْمَعُهَا مَشَتْ بي ،،، إلَيكَ خُطى الشبابِ المُطمَئِــــنِّ
وَقَدْ كادَ الشبَابُ لغَيْرِ عَوْدٍ ،،، يُوَلـِّي عَنْ فتـــــــــىً في غَيرِ أمْنِ


يتبع ،،،

سمعجى
02/03/2009, 03h09
و لكنها ـ خالفت المعنى ،،
فنحن هنا بصدد ( معارضة ) لقصيدة ( ثورة الشك ) ،
نفس الوزن ، بالإضافةِ إلى وشائج المعنى ، و الذي تناولته بلقيس بطريقة مغايرة ،،

فهى هنا تثق بالحبيب ثقة ً لا مزعزعَ لها ، بعكس
( ثورة الشك ) ،، تقول شاعرتنا :

يقينـي أنَّ وعدَكَ لـي وفاءٌ
سيبقَـى لا أُخامِـرُهُ بحَدْسِ


إذا ما الناسُ قالوا فيـكَإفْكاً
أشُِكُّ فلا أصدِّقُ غيـرَنفسي


هناك ، شكٌ حاضرٌ ، و صراعٌ يتراوح بين الريبة و التخوفِ
و الشقاء ،
و هنا ، يقينٌ لا يدعُ للشكِ مجالاً ، و لا يفتكُ بالعاشق


القصيدة مغزولة بمهارة و حِرفية ،،
و لنتأمل هذه الثنائية الصوتية في بعض الأبيات ،،
و التي قد لايفطن المتلقي إليها ، و لكنه لا يعدم مذاقها الموسيقي ،، فالشاعرة ( بقصدية أو بلا قصدية ) ،، تـُراوِحُ صدى صوتٍ موسيقي في البيت الواحد ،، فيستلفتنا ما يشبه
( القرار و الجواب ) بترديد بنية اللفظ مرتين :

أمسي ،،، أُمسي
غرستُ ،، غرسي
كاساً ،، كأسي
أنساكَ ،، يُنسي


و لو لاحظنا بقية الأبيات ،، سنجد هذا التجانس اللفظي بدرجة أو أخرى ،،
تلك الزركشات الصوتية ، التي توَشي هذا البحر الرشيق ( الوافر ) ،،
و هذا الحضور ( الخفي القاتم ) لثورة الشك الكابية المنكسرة المستريبة ، يجعلُ من قصيدةِ عبد الله الفيصل ، ظِلاً لقصيدة بلقيس ، المُشرِقة ، المبتهجة ، ( الضد يظهر حسنه الضد )

أليس حُبها أكثر رسوخاً ،، حين يكون المعشوق ، فوق مرتبة الشك !
ألم يقفز المعنى خطوة إلى الأمام ، متجاوزاً الحيرةَ و الظن و الريبة !

المعاني في ثورة الشك ، أكثر رصانة ً و أقوى تركيباً و أعمق انفعالاً ،،

لكننا هنا ، بصدد حالة نفسية مغايرة ،، تشيعُ جَوّاً مشرقاً متفائِلاً ، تتقافز كفراشةٍ ،، و تشبه رقصة ثنائية بين حبيبين ، أو بين قصيدة و قاريء ، لا يعوقها حائل ( غموضي ) أو التباس ( رمزي ) يُحَجّم من متعة الرقصة !


يسهل ملاحظة العاطفية الغنائية ،، و تـَغـَلـّب النزعة الوجدانية الذاتية ، في ( هجير الشك ) ،،

و الشكل في القصيدة ، غالبٌ على المضمون ، حتى أن المضمونَ مائِدٌ في الشكلِ ،، لا نكاد نتحسسه ، إلا و تنثال في أنامِلنا غنائية رقراقة

حديثُكَ يا حبيبـي همسُ شِعْرٍ
يُغَنَّي لي ، يُغـاز ِلُ فِيَّحِسِّي

أُحبُّكَ ما حَيِيْتُ وأنت عمري
ستبقَى أنتَ بدري أنتَ شمسي



و نلاحظ فطرة أنثوية ، ربما تميز الأدب النسائي ، تمنحُ الصوتَ الشِعريَّ زخماً و وَشِيَّاً و زركشة ً ،، فالمرأة تهتم بالتفاصيل ،،
و تتفوق على الرجل بحسِها ( السيمتري ) :

شَرِبْتُ هواكَ كاساً من رحيقِ
فلا تشرَبْ بكأس ٍ غير ِكأسي


هذه الكؤوس الثلاثة التي توزعت ألفاظاً ،، هي كأسٌ واحدٌ ( مَعنىً )

***


القصيدة العمودية ، حين يستتب هيكلها الشكلي ،، و تدخل في طور التنامي ،، يسهل ملء فراغاتِها بألفاظٍ ( إن لم تكن دقيقة ً بما يناسب المعنى ) ، فهى على أقل تقدير ، لن تكون ( بارزة أو شاذة ) ،، لأنها تتماهى مع سُلطةِ الشكل ، و هو ما نلمحه في قصيدتنا هذه ،،

فكلمات مثل ( مورث ،، اكتئاباً ، فخاراً ، الجميل ،، ) و غيرِها ، كان يمكن توشية القصيدة بغيرها ، دون أن يختل المعنى ، بل يمكن استشعار أن شاعرتنا ، فضـَّلتَ رَصدَ إلهامِها المُنساب ،
و تسجيله كما هو ، دون أن تتدخلَ تدخلاً ( حِرَفِيّاً ) ،
تدققُ خلاله في الألفاظ

و حتى أُقـَرب المعنى ،، فالنهر حين يجري ،، فإن ما تلقيه فوق مجراه ،، سيأخذ نفس الإتجاه ،، غصنَ شجرةٍ كان ، أو صندوقاً خشبياً

و نهرُ القصيدة حين يجري ،، يحتملُ إبحارَ المراكب الكبيرة
و الصغيرة !


يتبع :

سمعجى
02/03/2009, 03h13
ـ ( الحاضرة الغائبة ) ثورة الشك ،، بحضورها التاريخي في ذهن المتلقي ، كان لا بد أن تمتصَ قدراً من حضور نصنا هذا ( آلية المقارنة الذهنية )

ـ القصيدة ( سينية ) بامتياز ،، و هنا ، لا أقصدُ القافية فحسب ،،
فالقصيدة متخمة بتجليات حرف السين داخل الأبيات ،، و وقعه الحاد اللافت للسمع

ـ الإسراف في ( واو ) العطف ، في أول الشطرات ( ست مرات ) ، يَحُدُّ من تحرر بنية الجملة ، و لا يطلق العنان للخيال ، أو تجاوز بؤرة شعورية بعينِها ، و خاصة أن استخدامها هنا ، كان عطفاً لجملةٍ على جُملة


ـ القصيدة ، لا تعرض تشكيلات لغوية معقدة ،، أو تتسم بغموض إيحائي ،، بل بدت الزخرفات البلاغية ، هي العنصر السائد ،
و لعل تلك القصيدة ، هي أقل قصائد بلقيس الجنابي تأويلاً


و إذا كان مُتـلقو الشِعر ، في حالة انقراضٍ مًطـَّرِد ،، فمثل هذه ( الوجدانية الغنائية ) برومانسيتِها ،، و زخرفاتِها البلاغية ،، تـَرُدُّ الأنفاسَ الطازجة ، إلى حديقة الشِعر المَنسيّة ،،،،

لعل فضاءاتِها ( هجير الشك ) طـُرِقت ،، لكنها ما تزال حُبلى بالنجوم

تحياتي و تقديري لشاعرتنا الكبيرة بلقيس


:emrose::emrose::emrose:

د أنس البن
02/03/2009, 05h21
و إذا كان مُتـلقو الشِعر ، في حالة انقراضٍ مًطـَّرِد ،، فمثل هذه ( الوجدانية الغنائية ) برومانسيتِها ،، و زخرفاتِها البلاغية ،، تـَرُدُّ الأنفاسَ الطازجة ، إلى حديقة الشِعر المَنسيّة ،،،،

لعل فضاءاتِها ( هجير الشك ) طـُرِقت ،، لكنها ما تزال حُبلى بالنجوم

تحياتي و تقديري لشاعرتنا الكبيرة بلقيس

الشاعره الرومانسيه المبدعه بلقيس الجنابى
هنيئا لك هذا التحليل الرائع والحرف البديع من شاعرنا الكبير كمال عبد الرحمن
والمهم الذى لا تعرفينه أنه كتب هذه الكلمات وهو فى قمة مشغولياته لأننا هذه الأيام نعيش احتفالات المولد النبوى الشريف والتى تمثل أهمية كبيرة له فى هوايته الأخرى التى لاتقل روعة وذوقا عن إبداعاته وهى صناعة الحلوى , فلك أن تتخيلى مدى إحتفاله واحتفائه بهذه القصيده الرائعه واهتمامه على أن يهدى لك تلك الكلمات التى أتمنى أن يقرأها كل ذواق محب لفنون الشعر والأدب
هنيئا لك بلقيس الأدب والشعر :emrose: وألف شكر لأديبنا كمال عبد الرحمن :emrose:.....

عبدالرحيم محمود
02/03/2009, 06h33
غاليتي بلقيس
أسافر فيك في يومي وأمسي
فيغرس زورقي في بعض نفسي
فأنت مليكتي وجمال موج
وروعة مبحر في ليل عرس
عرفتك بلبلا يشدو عبيرا
ويرسم لوحة من نور شمس
فحرفك لؤلؤ في أرض تبر
وزهرك أحمر في وشي ورس
فسينك حرف سكر من نبيذ
يسافر في الفؤاد كسهم قوس
فيزرع في الفؤاد لذيذ حب
ويهمس بالغرام بحلو همس
يقولون الحروف لها جميعا
تسافر في الرموش ببعض لمس
أراك على شراعي نورسات
تزين بالجمال ربيع حسي
وما الإبداع من قلم جميل
بإصبعها غريب أو بطرس
سيدة الشعر ، حرف السين في قافيتك جميل لدرجة مذهلة
فالسين والشين تعنيان التفشي ، والهمس في السين يجهل
التفشي هادئا لكنه مالئا كل مساحة النفس ، فائضا بعذوبة
الكاتبة وربيع حروفها وجمال نفسها المحلق ، ذبت في
قصيدتك فردي نفسي إلي !!!!

السيد نورالدين
04/03/2009, 16h33
السيده بلقيس

معلمتي الجليله

كما تعودنا منك الأجمل والأجمل

كلمات لها وزنها فى ميزان الشعر

نتمني المزيد ودائماُ إلى الأمام

لكي تحياتى

السيد نورالدين

فؤاد
04/03/2009, 19h24
وألتقي الأثنان
السيد كمال
والسيده بلقيس
ففاض
جنون الشِعر
:emrose: يارفاقي ساعدوني :emrose:
:):(

بلقيس الجنابي
05/03/2009, 01h49
الشاعره الرومانسيه المبدعه بلقيس الجنابى

هنيئا لك هذا التحليل الرائع والحرف البديع من شاعرنا الكبير كمال عبد الرحمن
والمهم الذى لا تعرفينه أنه كتب هذه الكلمات وهو فى قمة مشغولياته لأننا هذه الأيام نعيش احتفالات المولد النبوى الشريف والتى تمثل أهمية كبيرة له فى هوايته الأخرى التى لاتقل روعة وذوقا عن إبداعاته وهى صناعة الحلوى , فلك أن تتخيلى مدى إحتفاله واحتفائه بهذه القصيده الرائعه واهتمامه على أن يهدى لك تلك الكلمات التى أتمنى أن يقرأها كل ذواق محب لفنون الشعر والأدب
هنيئا لك بلقيس الأدب والشعر :emrose: وألف شكر لأديبنا كمال عبد الرحمن :emrose:.....



حبيبنا وكبيرنا جلالا ً ومقاما ..والدنا وأخ الاحباب
الدكتور انس البن ,

أتيتك اولا لأشكرك على عودتك مرة اخرى وشكركم ..قبل الرد على الأستاذ كمال عبد الرحمن , لاني عاجزة عن أن أجد كلمات حب وشكر وإمتنان أقدمها له

عاجزة يا دكتور والله :(

حتى أنتم يا احبابي يا كل سماعي ... فردا فردا والذين تشرفت بحضورهم ..والذين لم تواتيني الفرصة الجميلة لألتقيهم على صفحات شِعري

بوركت أنفاسكم وروحكم الطاهرة النبيلة
يا اعز الناس عندي وربي شااهد ,

بلقيس الجنابي
05/03/2009, 01h51
وألتقي الأثنان

السيد كمال
والسيده بلقيس
ففاض
جنون الشِعر
:emrose: يارفاقي ساعدوني :emrose:

:):(



أهلا فؤاد

اهلا بالغالي

فديت عمرك أنا وحبيبة قلبك الراحلة فايزة احمد ...

فهي في القلب والذاكرة ما حيينا والله

شكرا لمرورك يالعزيز

بلقيس الجنابي
05/03/2009, 01h53
السيده بلقيس

معلمتي الجليله

كما تعودنا منك الأجمل والأجمل

كلمات لها وزنها فى ميزان الشعر

نتمني المزيد ودائماُ إلى الأمام

لكي تحياتى

السيد نورالدين




أهلالالالالالالالالا سيد نور الدين .
يا مية هلا ..,
حمد الله على سلامتك , :emrose:
إن شاء الله الأهل والأحباب في مصر المحروسة ... والصعيد بألف خير؟!! :)

تحياتي لك وللاهل وبَر الصعيد كلهم :emrose:

ويا هلا بالغالي

بلقيس الجنابي
05/03/2009, 02h01
غاليتي بلقيس

أسافر فيك في يومي وأمسي
فيغرس زورقي في بعض نفسي
فأنت مليكتي وجمال موج
وروعة مبحر في ليل عرس
عرفتك بلبلا يشدو عبيرا
ويرسم لوحة من نور شمس
فحرفك لؤلؤ في أرض تبر
وزهرك أحمر في وشي ورس
فسينك حرف سكر من نبيذ
يسافر في الفؤاد كسهم قوس
فيزرع في الفؤاد لذيذ حب
ويهمس بالغرام بحلو همس
يقولون الحروف لها جميعا
تسافر في الرموش ببعض لمس
أراك على شراعي نورسات
تزين بالجمال ربيع حسي
وما الإبداع من قلم جميل
بإصبعها غريب أو بطرس
سيدة الشعر ، حرف السين في قافيتك جميل لدرجة مذهلة
فالسين والشين تعنيان التفشي ، والهمس في السين يجهل
التفشي هادئا لكنه مالئا كل مساحة النفس ، فائضا بعذوبة
الكاتبة وربيع حروفها وجمال نفسها المحلق ، ذبت في

قصيدتك فردي نفسي إلي !!!!



الاستاذ عبد الرحيم محمود
شكرا لقصيدتك الجميلة والف شكر لنثر تحليلكم الجميل
اما هذا البيت الجميل سيدي "


فأنت مليكتي وجمال موج
وروعة مبحر في ليل عرس
عرفتك بلبلا يشدو عبيرا
ويرسم لوحة من نور شمس


وقعه جميل سيدي وأهنيك على إخلاصك الشديد لميلكتك صاحبة بستان عمرك وفيض العبير تحياتي لك ولها سيدي الكريم فأينما إرتحلت كلماتك ! يفوح عبير هواكم الجميل,

بلقيس الجنابي
05/03/2009, 02h18
ـ ( الحاضرة الغائبة ) ثورة الشك ،، بحضورها التاريخي في ذهن المتلقي ، كان لا بد أن تمتصَ قدراً من حضور نصنا هذا ( آلية المقارنة الذهنية )

ـ القصيدة ( سينية ) بامتياز ،، و هنا ، لا أقصدُ القافية فحسب ،،
فالقصيدة متخمة بتجليات حرف السين داخل الأبيات ،، و وقعه الحاد اللافت للسمع

ـ الإسراف في ( واو ) العطف ، في أول الشطرات ( ست مرات ) ، يَحُدُّ من تحرر بنية الجملة ، و لا يطلق العنان للخيال ، أو تجاوز بؤرة شعورية بعينِها ، و خاصة أن استخدامها هنا ، كان عطفاً لجملةٍ على جُملة


ـ القصيدة ، لا تعرض تشكيلات لغوية معقدة ،، أو تتسم بغموض إيحائي ،، بل بدت الزخرفات البلاغية ، هي العنصر السائد ،
و لعل تلك القصيدة ، هي أقل قصائد بلقيس الجنابي تأويلاً


و إذا كان مُتـلقو الشِعر ، في حالة انقراضٍ مًطـَّرِد ،، فمثل هذه ( الوجدانية الغنائية ) برومانسيتِها ،، و زخرفاتِها البلاغية ،، تـَرُدُّ الأنفاسَ الطازجة ، إلى حديقة الشِعر المَنسيّة ،،،،

لعل فضاءاتِها ( هجير الشك ) طـُرِقت ،، لكنها ما تزال حُبلى بالنجوم

تحياتي و تقديري لشاعرتنا الكبيرة بلقيس



:emrose::emrose::emrose:


لو كتبت مجلد كامل في الشكر والعرفان !
يا أستاذي ومعلمينا الكبير ( كمال عبد الرحمن )
لن توفيك حقك مداد البحر من الكلمات عرفان الجميل
أيام مرت وانا في حيرة , ماذا أكتب ؟ وكيف أعبر لك عن إمتناني وتقديري لما أنجزته ها هنا وقد ألبست قصيدتي حلل من جواهر ودُر ومرجان , كلمات خُطت ْ بمداد الذهب الخالص المرصع بالجواهر والمرجان ,
لن توفيك حقك الكلمات مهما كتبت ومهما عبرت لك سيدي
ألا ليتني كُنت ُ تلك المحبرة ..
ألا ليتني كُنتْ ذاك القلم الذي ملكته
ألا ليتني والله كنت مَلَكت ْ ذاك الإبداع المذهل الجميل

ألف شكر ياعمري
ألف شكر ياعيوني
يا أستاذي الكبير

ألا ليت الوقت يُسعِفُني لأوفيك حقك أكثر لكن روحي حمامة وعلى موعد مع سفر ٍ قريب ْ أغادركم وروحي معكم أينما أرتحلت ..,
وستبقى كلماتك خالدة إلى أبد الآبدين

http://sl.glitter-graphics.net/pub/623/623862sk39y2sogf.gif (http://www.gulfson.com/vb/)

بلقيس الجنابي
05/03/2009, 02h43
احبتي سماعي العزيز,
حين نُشِرت ْ قصيدة هَجير الشّكْ في إحدى المنتديات العربية الأدبية .في ذاكـ الصرح الثقافي الكبير

ردَ أحد شعراء السعودية الشقيق
الشاعر الكبير الأستاذ ( عبدالناصر الشريف ) معارضا هَجير الشّكْ ..بهذه الأبيات الرائعة . واحببت أن أنقلها لكم حرفيا ..لتزيد القصيدة رونقا وبهاءا بعد ردودكم الجميلة وبعدما أتحفنا الشاعر الأديب الكبير ( كمال عبدالرحمن \ سمعجي ) الجليل ,

إليكم القصيدة المعارضة ل - هجير الشّكْ



الشاعر عبدالناصر الشريف


أتيتك ُ خاضعا ً بالحب ِ أسعى
حديثُك ِ هَزَّ أوتاري وقوسي


ترَنَم بالمحبة ِ فأطمأنتْ
لهُ محبوبتي أشلاءَ نَفسي


جَعلت ُ فِداك ِ أنتِ الحب معنى
وأنت ِ الحب في يومي وأمسي


وأنت ِ حنين أيام خوال ِ
لها في مهجتي أنغام ُ أ ُنْسي


لانْ بعُدتْ خُطاي فإنَّ قلبي
قريب خَطوُه أوَلمْ تحسي


جَعلت ُ فِداك ِ مالي عنك سلوى
وليس َ سِواك في روحي ونفسي


أحِبُّكِ فأفهمني إحساس قلبي
ولا تستسلمي أبدا لِحدسٍ


خُطاي إليك ِ أجري بَعد َ سَعيِّ
ومَا هذا البُعاد ُ هواك ِ يُنْسي


ثِقي أني قريب ٌ مِنكِ جدا ً
تركْ-تكْ-تكْ-تركْ - تكْ - هل تحُسّي ؟


نشرت بتاريخ 20-11-2008

بلقيس الجنابي
05/03/2009, 03h07
.


أحبتي سماعي الحبيب
وايضا وعلى نفس الرّوي

رد شاعر عربي كبير.. في ذات الصرح الأدبي الكبير ( أزاهير ) معرضا هَجير الشّكْ
بيتان جميلان رقيقة المعاني معاتبا ..بعذوبة وتأسي

الشاعر الكبير ( أحمد السالمي)


مَتى أدنو وشكُك ِ في اتقاد ّ
وصدّك ِ غال اوصال لِهَمسي

تُنابِذُني وتَسبق ُ بِالتَشّكي
وتقضي ما تَشاء ُ بِلا تأسي


نُشِرت في تاريخ 20-11-2008

حماد مزيد
05/03/2009, 03h48
ربي تقبل دعوتي
فاحفظ سطوري كتاب

تنطق بما الهمتني
يوم الحساب جواب

حماد مزيد
18/10/2009, 21h16
هَجيْر الشَّكْ



للشاعرة بلقيس / إكرام الجنابي


حبيبـي أنتَ في يومي وأَمْسي
وفي صبح ِ الغداةِ وحينَ أُمْسي



غَرَسْتُ هواكَ في قلبـي جنوناً
فكانَ هواكَ عندي خيرَ غَرْس ِ



شَرِبْتُ هواكَ كاساً من رحيق ِ
فلا تشرَبْ بكأس ٍ غير ِ كأسي



يقينـي أنَّ وعدَكَ لـي وفاءٌ
سيبقَـى لا أُخامِـرُهُ بحَدْس ِ



وبُعْدُكَ مُوْرِثٌ عندي اكتئاباً
وملقاكَ الجميلُ كيوم ِعُرْسي



وحبُّـكَ مالىءٌ نفسي فخاراً
بهِ بيـنَ الأنـامِ رفعْتُ رأسي



وزهــرُ الحبِّ أينعَ في حياتي
أراهُ سَنَـىً فيبعثُ فـيَّ أُنسي



إذا ما الناسُ قالوا فيـكَ إفْكاً
أشُِكُّ فلا أصدِّقُ غيـرَ نفسي



حديثُكَ يا حبيبـي همسُ شِعْر ٍ
يُغَنَّي لي ، يُغـاز ِلُ فِيَّ حِسِّي



أُحبُّكَ ما حَيِيْتُ وأنت عمري
ستبقَى أنتَ بدري أنتَ شمسي



وأنتَ تَبُثُّ في صدري طموحاً
قويّاً ليسَ يدنـو منـهُ يأسي



ولنْ أنساكَ بل تبقَى حُضُوراً
كما أبغي وهَمّي ليسَ يُنسِي



قريبٌ أنتَ من نفسي ستبقَى
فلا يُقْصِيكَ عنّي غيرُ رَمْسي




http://www.cyemen.com/up/uploads/27f7234304.jpg (http://www.cyemen.com/up)








يَـقـيـني مَــا جـَثـا شـَكّ ٌ بـِنـَفـْسي
فقـَدْ شـَهـِدَ الفؤادُ خـَيـــالَ أ ُنـْسي


فيومــا ً قــدْ تـُغـازلـُهُ عُـيـــــوني
وتـُشرقُ في بقايا العـُمر ِ شـَمْسي


حبيبا ً عـَيـْنـُه تـَرْعــى خـَيـــــالي
ويـَرقـُـبُ طـَيـــفـَهُ الورديَّ حـِسْي


يُنـاديـني بصَـــــــوْت ٍ لـَيْــــلـَويّ
طـَربـْتُ لـــــهُ يُـلاطِـفـُني بـِهـَمْس ِ


وما أغـْشى لـَـه قلــبٌ دليـــــــلٌ
وقد صـَدَقَ التـّوَسـُّمَ فيــه حَدْسي


لـِقاؤك يا جميـــــلَ الروح عـَهـْد ٌ
ووعْــــدٌ قـَــدْ تـَواعَـدْنـــاهُ أمـْس ِ


لـَعـَلّ اللـُّقـيا كانـت عنــد نــــوح ٍ
قضى فيها الزمانُ بحكم ِ ر ِغـْس


لنا ذكــرى بهـا من قـَبـْـــلَ دهْـــر ٍ
ولـمْ نصحُ لهـا والدهــــرُ يـُنـْسي



وجدْتـُكَ مثــلَ مــا خالتـْك روحي
ملاكا ً نـُــورُه ُ القمـــريّ ُ قـُدْسيْ


فكمْ نظـرتْ عيـــوني دلالَ حُسـْن ٍ
كوجهـِكَ مـا لحَظـْتُ جمـــالَ إنس ِ


قصيــــدٌ أنت فيـــه أنا المعــاني
وأنتَ اللحنُ يرقصُ فيـه جَـرْسي


وكـَمْ غـَرَستْ يـَداكَ يَــديّ حُبــّا ً
وأينـَعَ في يديــكَ قديـــمُ غـَرْسي


نهاري في هـَواكَ ربيــــعُ عـُمــر ٍ
ولـَيْــلي وَحْيُ شعر ٍ فيكَ يـُمْسي


وتـُروينـي بكأس مـِنْ صَبــــوح ٍ
وتـَسقيـكَ السلافَ غـَبوقُ كأسي


شـِمــالي مع يميـنـِكَ عيـــدُ حبٍَّ
يميني مع شـِمالكَ يــــوم عـُرْس ِ


أنامُ الليــــــلَ مـع حـُلم ٍجميــــل ٍ
تحنُّ له الوســـادة ُ تحـتَ رأسي


ولسـْتُ كمَـنْ أذاقتـْهُ الظنــــونُ
كعبد الله بأســــا ً بَعـــدَ بــــأس ِ


ولا مجنـون ِ ليـلى في البوادي
أهيــــمُ مـُتـيّـمـا ً فيـــها كقـَيـْس ِ


ولا محبـــوب ِعـَبلة َفي هـَواهُ
تـُقايـِضُهُ قبيـــلة ُ قـــوم ِ عبس ِ


دموعَ الهجر ِ لم تذرفْ عيوني
ولا آهــات ِ قلـــب ٍ بعـدَ بُــؤس ِ


ولا نـَدري وداعـــا ً أو فــراقا ً
سـُوى البيــن إذا ما حلّ يُـؤسي


سيجمعـُنا التـُرابُ هنــاكَ يومـا ً
وننعمُ فيــه رَمْسا ً جنـْبَ رَمـْس ِ


وعـِندَ الله موعـِدُنـا التـّــــلاقي
لـِقــاءُ الخـُلـْد ِ مكتـوبا ً بطـِرْس ِ


*****

حماد مزيد

13/10/ 2009

صالح المزيون
27/01/2010, 00h25
هَجِيرُ الشَّكِ

دراسة نقدية شاملة

مقدمة لا بد من ذكرها :
أولاً / الرؤية النقدية وضوابطها :
قبل البدء في عملية النقد أحب أن أوضح مفهوماً صغيراً فيما يتعلق بكلمة النقد ... فقد يتبادر إلى الذهن من الوهلة الأولى وخاصة لدى غير المختصين بالدراسات الأدبية أن كلمة النقد تدل على إظهار العيوب والانتقاص من النص فقط وهذا تعريف خاطئ لمعنى كلمة النقد ... فالنقد في معناه اللغوي يدل على إبراز الشئ وإظهاره ثم استعمل اصطلاحاً في الدراسات الأدبية لتوضيح معاني الجمال وإظهار نواحي التميز في العمل الأدبي قبل الإشارة والتنبيه على مواطن الضعف فيه على حد سواء أياً كان نوع ذلك العمل . والعكس صحيح بالنسبة لمواطن الضعف في العمل الأدبي فالنقد الحقيقي يشمل الوجهين فكما يهتم بإظهار الجودة نراه معنياً بإظهار الضعف أو الخطأ إن وجد وهذا لصالح الأديب وكلما كان الناقد بصيراً استطاع بتحليله ودراسته أن يلفت انتباه القارئ إلى مواطن القوة والجمال والإبداع في النص حتى أنه من الممكن للناقد إن كان بصيراً ملماً بأدواته أن يكتشف في القصيدة الكثير من المعاني والأفكار التي لم يكن يقصدها الشاعر وهنا يأتي دور براعة الناقد في الكشف عن الأسرار المكنونة خلف المعاني والصور والكلمات ويجب كذلك على الناقد في كلا الحالتين أن يلتزم برؤية موضوعية عادلة للعمل الأدبي بعيدة عن أهواء ذاته ... ومثال ذلك إن وجد الناقد نصاً شعرياً يمدح زيداً من الناس وكان الناقد لايحب زيداً ذاك فيجب أن لايسمح لعاطفته وأهوائه بالانتقاص من جودة النص المطروح لمجرد عدم محبته للممدوح والعكس صحيح , فيجب على الناقد أولاً وأخيراً أن لاينظر إلا إلى النواحي الأدبية والنفسية والصور الفريدة والروح الشاعرة وما إلى ذلك من أدوات النقد البناء الملتزم وأن يتعامل مع النص على أنه مجرد تجربة أدبية أو دفقة شعورية تضوَّعت من سواه ...
وبرأيي أن النقد والتذوق لا يقفان عند هذا المعيار فحسب ولكن يتوجب على الفذ من النقاد إذا ما أراد إظهار بعض العيوب أو السقطات في النص يجب عليه أن لا يفجأ القارئ أو الأديب بالانتقادات اللاذعة الساخرة الشائكة بل يتوجب عليه أن يغلف قوله ويكسوه بالمجملات البديعية ويبتعد عن الزوايا الحادة ما أمكن له ذلك لئلا يكون نقده هداماً للأديب ! أما رأيت حبة الدواء المر وقد كساها صانعُها بالطعم اللذيذ ليسهل ابتلاعها !
وأياً كان هذا النقد فهو أليم على النفس ولا يقبله الكثير من الناس لأنه كالنصيحة والنصيحة في اللغة هي جلد الإبل لتفرقة السليم منها عن المعيب لذلك وجب التنبيه لئلا يقع النقاد في ما لا تحمد عقباه مما يسبب النفور للأديب فيدع الكتابة والتأليف للأبد وهذا ظلم بحقه كبير ! مع مراعاة عدم التغاضي والتجاوز عن الأخطاء إن وجدت في النص لأن ذلك التجاوز يعتبر أيضاً ظلماً غير مباشر للأديب لأنك إن لم تبين له أخطاءه فسيستمر في ذلك الخطأ ويشب عليه وبذلك يكون الناقد قد ظلمه من حيث يحسب أنه أفاده ! وهذا معيار دقيق للغاية وبرأيي أنه لا يُدرّس في الكليات والمعاهد بل يتأتى من التمرس والمران ومقالتي هذه بمثابة نقد للنقاد بغية التجويد والاحتراس في أداء العمل النقدي وقبل الختام أحب أن أعطي مثالاً آخراً لمصطلح يستعمله البعض استعمالاً خاطئاً وهو قريب من موضوعنا هذا وهو كلمة العاطفة .. فالعاطفة هي جميع الانفعالات الصادرة عن النفس وليست المحبة والشوق وما إلى ذلك من العواطف الرقيقة فقط بل هي كلمة شاملة لشتى العواطف فالحب عاطفة والكره عاطفة والشوق عاطفة والبغض عاطفة وهكذا لأن كل تلك العواطف ناتجة عن انفعالات عديدة مختلفة في النفس البشرية .....
ثانياً / القصيدة :
حبيبـي أنتَ في يومي وأَمْسي وفي صبح ِ الغداةِ وحينَ أُمْسي
غَرَسْتُ هواكَ في قلبـي جنوناً فكانَ هواكَ عندي خيرَ غَرْس ِ
شَرِبْتُ هواكَ كاسـاً من رحيق فلا تشرَبْ بكأس ٍ غير ِ كأسي
يقينـي أنَّ وعـدَكَ لـي وفاءٌ سيبقَـى لا أُخامِـرُهُ بحَدْس ِ
وبُعْدُكَ مُوْرِثٌ عنــدي اكتئاباً وملقاكَ الجميلُ كيوم ِعُرْسي
وحبُّـكَ مالىءٌ نفســي فخاراً بهِ بيـنَ الأنـامِ رفعْتُ رأسي
وزهــرُ الحبِّ أينعَ في حياتي أراهُ سَنَـىً فيبعثُ فـيَّ أُنسي
إذا ما الناسُ قالوا فيـكَ إفْـكاً أشُِكُّ فلا أصدِّقُ غيـرَ نفسي
حديثُكَ يا حبيبـي همسُ شِعْر ٍ يُغَنَّي لي ، يُغـاز ِلُ فِيَّ حِسِّي
أُحبُّكَ ما حَيِيْتُ وأنت عمـري ستبقَى أنتَ بدري أنتَ شمسي
وأنتَ تَبُثُّ في صدري طموحاً قويّاً ليسَ يدنـو منـهُ يأسي
ولنْ أنساكَ بل تبقَى حُضُـوراً كما أبغي وهَمّي ليسَ يُنسِي
قريبٌ أنتَ من نفسـي ستبقَى فلا يُقْصِيكَ عنّي غيرُ رَمْسي

ثالثاً / موضوع القصيدة :
جاءت هذه القصيدة الرائعة في باب الغزل وهذا النوع من الموضوعات الشعرية تعتبر من أرق الأنواع وأصعبها في نفس الوقت لأنه يتدفق من القلب مع وجود ضوابط عديدة لهذا التدفق والنقطة التي تُحسب للشاعرة أنها استطاعت وهي الأنثى من طرح الصورة الغزلية بإبداع وجرأة وإجلال بعيداً عن الصور الحسية أو الألفاظ المستهجنة الجسدية لهذا الموضوع فكيف استطاعت الإتيان بذلك ؟ إنه الإعجاز بحق وهذا يدل على أن شاعرتنا المقتدرة كانت حتى في انسجامها وذوبانها في حالة التأليف الروحي الشعري كانت تسير وفق منهج محدد مقيد منضبط لديها تبعاً لفطرتها السليمة فلم تغالي أو تُسِفّ في نداءاتها للمحبوب بل سمت فتألقت وعلت فأبدعت في الأوصاف والنداءات لذلك المحبوب .
كما أنه هنا لابد لنا من الإشارة أننا في المجتمع الشرقي نتحفظ في مثل تلك الموضوعات لأننا بمزيد من التخلف ( أعتذرعن اللفظة ولكنها الواقع ) لازلنا نعتقد أنه لايجوز للمرأة أن تعلو بصوتها معبرة عن عواطفها بالرغم من أن ذلك هو أبسط حقوقها في حرية التعبير عما تحب وتكره ولكن مثل هذه المعتقدات برأيي هي سقطات موروثة في التفكير لدى عقول بعض الرجال الذين يحبون الحجر على المرأة بكافة حقوقها من حب وكراهية وما إلى ذلك ... فإن صرحت المرأة بالحب قلنا إنها متجرأة وإن أحجمت عن إبداء عواطفها قلنا إنها جامدة غير متفاعلة مع الآخرين وإن آثرت السكوت (مسكينة) قلنا إنها غير اجتماعية فما العمل عندنا نحن يا أيها الرجال ؟؟؟؟؟؟ إنه والله لمن الظلم والاستبداد قمع صوت المرأة إن كان ملتزماً بالآداب العامة أو كان متصلاً بحقوقها ورؤيتها الفردية وهذا من أبسط حقوقها المغصوبة لدى الكثير من بني جلدتنا .
رابعاً / بناء النص :
نحن أمام نص أدبي رائع سامق لأنه عمل شعري مقفى موزون ومن المتعارف عليه أن الشعر يعتبر من أعلى مراتب تصنيف الأعمال الأدبية لأنه يخضع لعدة قواعد في الشكل والمضمون لابد منها كالوزن والقافية ومن هنا اتخذ الشعر سمو المكانة بين جملة الأعمال الأدبية ... وقد جاءت قصيدة الأستاذة بلقيس على بحر الوافر ذلك البحر الفياض الهادر لما يحمل معه من المعاني السهلة الممتنعة في ذات الوقت وهذا أول مايلفت نظرنا في هذه القصيدة .. وقد حاول علماء اللغة قديماً تصنيف بحور الشعر حسب الأغراض الشعرية فاختاروا مثلاً بحر الوافر للحماس وبحر الرمل للغزل وبحر الطويل للفخر وهكذا .. ولكنهم عند التطبيق والدراسة والمقارنة بدا لهم عدم صحة هذه النظرية فمن غير الممكن أن يعد الشاعر مسبقاً بحر قصيدته ويحدد وزنها ثم يقول سأكتب قصيدتي الغزلية هذه على بحر كذا ... لأن من يحدد ليس بشاعر مطبوع بل هو شاعر متكلف مصنوع !
خامساً / القافية :
تميزت هذه القصيدة بحرف السين وربما كانت الشاعرة المتألقة بلقيس قد تعمدت ذلك لما في هذا الحرف من تأثير يشبه السحر عند سماعه وما يبثه في نفس السامع من جرس موسيقي آسر يتدسدس منسكباً في النفس عندما يسارر الأسماع !
كما أن هناك ملاحظة أخرى بالنسبة للقافية السينية فهذه القصيدة كما قلنا سينية أي أن حرفها الأخير هو حرف السين وهو مايسميه العروضيون بالرويّ أما الحرف الذي يسبق حرف الرويّ فيسمى الرِّدْف وللتوضيح :
حبيبـي أنتَ في يومي وأَمْسي وفي صبح ِ الغداةِ وحينَ أُمْسي

فحرف الرِّدْف في البيت السابق الميم في كلمة أمسي
غَرَسْتُ هواكَ في قلبـي جنوناً فكانَ هواكَ عندي خيرَ غَرْس ِ
فحرف الرِّدْف في البيت السابق الراء في كلمة غرس
شَرِبْتُ هواكَ كاساً من رحيق فلا تشرَبْ بكأس ٍ غير ِ كأسي
فحرف الرِّدْف في البيت السابق الألف في كلمة كأسي
يقينـي أنَّ وعدَكَ لـي وفاءٌ سيبقَـى لا أُخامِـرُهُ بحَدْس ِ
فحرف الرِّدْف في البيت السابق الدال في كلمة حدسي
ومعذرة على الإطالة ولكن لابد من التوضيح لإظهار تمكن شاعرتنا من قافيتها وقدرتها على اختيار الألفاظ تبعاً لما تقتضيه قواعد الشعر كذلك أردت التوضيح لكي لايتبادر إلى الذهن أن كل من أتقن الوزن أصبح شاعراً ... وهذا تعقيب على ما ذكرناه سابقاً من تميز الشعر على ما سواه من الألوان الأدبية .
وماذا نريد من ذكر كل تلك المقدمة السابقة ؟ ما نود قوله هو أن هناك قاعدة عروضية متعلقة بحروف القافية وتحديداً في حرف الرِّدْف! وهذه القاعدة باختصار تقول :
أنه لا يتوجب على الشاعر التقيد والالتزام بحرف الرِّدْف كأن يقول : أمسي رمسي لمسي وهكذا بمعنى أن يلتزم حرف الميم في الرِّدْف , وإنما يجوز له أن ينوع أحرف الرِّدْف كما فعلت شاعرتنا المتألقة في قصيدتها وهذا مما يحسب أيضاً للشاعرة من باب التمكن في القوافي والقواعد العروضية فنحن نلاحظ أن جميع حروف الرِّدْف في كل الأبيات مخففة أُمْسي غَرْس كأسي بحَدْس ما عدا بيت واحد :
حديثُكَ يا حبيبـي همسُ شِعْر ٍ يُغَنَّي لي ، يُغـاز ِلُ فِيَّ حِسِّي

جاء حرف الردف في هذا البيت مضعفاً وهذا جائز لأنه بيت واحد من أبيات القصيدة الثلاثة عشر ولكن إذا التزم الشاعر التضعيف أي أن يكون الرِّدْف حرفاً مشدداً في أكثر من بيتين فهنا وجب عليه الالتزام بالتشديد كأن يقول حسّ مسّ جسّ وتكون كامل قصيدته على هذا النحو وإن لم يلتزم فلا يعتبر خطأً وإنما الأصح والأفصح تطبيق القاعدة وهذا مايسميه العروضيون لزوم ما لايلزم ...
سادساً / السهل الممتنع :
عندما يلج القارئ في هذه القصيدة ويقرأ تلك الكلمات الرنانة يتبادر إلى ذهنه أنها سهلة التراكيب بسيطة الألفاظ وأنه بمقدوره الإتيان بمثلها فإذا ما أراد تقليدها ظهر عجزه في محاكاتها وفي تصوري أن هذا هو مناط الإبداع لذلك أستطيع القول أن أسلوب الشاعرة كان أسلوباً بلاغياً يندرج تحت قالب السهل الممتنع فاقرأ معي البساطة والعبقرية في المطلع :
حبيبـي أنتَ في يومي وأَمْسي وفي صبح ِ الغداةِ وحينَ أُمْسي

كلام سهل يفيض رقة وعذوبة وصعوبة في نفس الوقت ... فالشاعرة لم تتكلف التعقيد في الألفاظ أو المعاني إنما جاءت لها الصورة عفو الخاطر وهذا ما نسميه في المقدمة الشعرية ببراعة الاستهلال فعندما يقرأ المتلقي البيت الأول يعرف أن هناك كارثة من العواطف سوف تأتي تباعاً في الأبيات القادمة وما البيت الأول إلا مقدمات لهذا السيل العاطفي الرقراق المنتظر !
سابعاً / التراكيب اللغوية :
من الملاحظ اختيار التناسق في ألفاظ القصيدة بشكل عام فالشاعرة المبدعة قد التزمت بقاموس خاص لها حافظت عليه في كامل القصيدة ونجدها من البراعة بمكان أنها استطاعت أن تطوع الألفاظ ذات النسق الواحد وتوظفها في موضعها لخدمة المعنى المراد كقولها مثلاً :
فكانَ هواكَ عندي خيرَ غَرْس

وقولها :
فلا تشرَبْ بكأس ٍ غير ِ كأسي

فهناك الكثير من الموازنة والتلاؤم المقصود مابين كلمتي ( خير – غير )
وقولها :
سيبقَـى لا أُخامِـرُهُ بحَدْس

فكلمة أخامره خطيرة وأنا كشاعر أراها (متعوب عليها والله)
كذلك قولها :
أشُِكُّ فلا أصدِّقُ غيـرَ نفسي

أشك ثم أصدق توظيف رائع للتضاد في اللفظ
كذلك قولها :
يُغَنَّي لي ، يُغـاز ِلُ فِيَّ حِسِّي

من المحتمل أن يعتقد البعض أن كلمة لي بعد يغني جاءت من باب تكملة الحسبة العروضية أي الوزن الشعري ولكن إذا تجاوزنا هذا المنظور الضيق لما سواه نكتشف أن الشاعرة تعمدت وضع هذه الكلمة لتفيد معنى التفرد لي أنا وحدي فقط وإلا كان من الممكن الإتيان بالكثيرمن المترادفات التي تخدم الوزن فقط ولكنها لاتسمو بالمعنى ولا تفيد الحصر و القصر في الغناء على المحبوب وحده فقط .

كذلك قولها :
وزهــرُ الحبِّ أينعَ في حياتي أراهُ سَنَـىً فيبعثُ فـيَّ أُنسي

بصياغة أخرى توضح الإبداع في تراكيب الألفاظ لخدمة الصورة الشعرية الرائعة : أينع زهر الحب فرأيته كالسنى فبعث الأنس في حياتي ... إبداعات من المحسنات البديعية من الإستعارات والتشبيه والكناية كلها جاءت من دون إعداد وما يؤكد ذلك بساطة التراكيب
كذلك قولها :
أُحبُّكَ ما حَيِيْتُ وأنت عمـري ستبقَى أنتَ بدري أنتَ شمسي
وأنتَ تَبُثُّ في صدري طموحاً قويّاً ليسَ يدنـو منـهُ يأسي

نلاحظ تكرار كلمة أنت أنت لعدة مرات وهذا التكرار يسمى في دراسة الغرض الشعري التلذذ بذكر الحبيب كقول الشاعر عروة بن حزام :
فويلي على عفراء ويلا كأنــه على النحر والأحشاء حد سنان

على كبدي من حب عفراء قرحة وعيناي منوجـدي بها تكفان
فعفراء أرجى الناس عندي مودة وعفراء عندي المعرض المتداني

وإني لأهوى الحشر إذ قيل إنني وعفراء يوم الحشــر ملتقيان

ثامناً / القراءة النفسية للقصيدة :
وما أقصده بالقراءة النفسية هو إلقاء بعض الضوء على العاطفة المراقة في هذه القصيدة وإظهار مواطن الإبداع والميزات التي تميز شاعرتنا عن سواها من الشعراء فأول مايظهر لنا من القراءة الأولى للقصيدة هو خصلة العفاف والسمو في المعاني والأفكار كما أننا نلاحظ أنها تركز على الخصال المعنوية أكثر من تركيزها على المصطلحات المادية الملموسة فهي تنتقل بأسلوب فريد من الوفاء إلى اليقين إلى الطموح إلى الفخار إلى السنا إلى الهمس إلى الغرس وهكذا فلا نكاد نلمح صورة جسدية مادية واحدة كأن تقول عيناك وشفتاك إلخ وهذا هو مقياس العفاف المتميز والمتألق في هذه القصيدة ...
فلنسمع قولها هنا :
غَرَسْتُ هواكَ في قلبـي جنوناً فكانَ هواكَ عندي خيرَ غَرْس ِ
شَرِبْتُ هواكَ كاسـاً من رحيق فلا تشرَبْ بكأس ٍ غير ِ كأسي

وكأنها تقول انظر إلى منزلتك السامية عندي ( فكان هواك عندي خير غرسي ) ثم تطالبه بعد ذلك بالوفاء ( فلا تشرب بكأس غير كأسي ) لأن الجزاء من نوع العمل .. كذلك التعبير بكلمة شربت هواك وما به من استعارة موفقة تفيد الامتلاء والتشبع بهوى المحبوب بحيث لم يبقَ مكاناً في داخلها لسواه

وكذلك قولها :
وأنتَ تَبُثُّ في صدري طموحاً قويّاً ليسَ يدنـو منـهُ يأسي

قمة النقاء ممتزجاً بلمحة الصفاء مكتسياً روعة الإباء وكأنها تقول أنت حبيبي تزرع الأمل والطموح في أرجاء نفسي فلا تدع لليأس مجرد فرصة الدنو مني وليس الاقتراب وكم كنت ياشاعرتنا موفقة في استعمالك كلمة يدنو بدل من الاقتراب ...
وكذلك قولها :
حديثُكَ يا حبيبـي همسُ شِعْر ٍ يُغَنَّي لي ، يُغـاز ِلُ فِيَّ حِسِّي

سمو المعنى مطوي في سمو الإحساس فلا يغازل مفاتني الأنثوية بل إحساسي السامي ويبقى أن نقول أن قصيدة شاعرتنا الرائعة بلقيس الجنابي ما هي إلا صورة جديدة أو نموذجاً جديداً من نماذج شعر الحب العذري الذي يسمو عن المتع الجسدية بل يجاوزها إلى التضحية والإيثار وإلى النبل الروحي والسمو الخلقي في سبيل الإبقاء على هذه العاطفة المحتدمة :
قريبٌ أنتَ من نفسي ستبقَى فلا يُقْصِيكَ عنّي غيرُ رَمْسي

وهناك الكثير والمزيد والفريد من الدراسات النقدية ولكن نكتفي بهذا القدر من النقد خشية الملل على القارئ الكريم وإلا فالقصيدة ثرة نضاحة بالعبق والنفائس وينطبق عليها ما قاله الشاعر :

يزيدك وجهها حسناً
إذا ما زدته نظرا

كما لايفوتني التنويه عن أن ماحملته هذه القصيدة من رقة الألفاظ وسلاسة المعاني وتفرد الصور كان له أكبر الأثر في تسهيل عملية تلحينها وتأثيرها بالمتذوقين فهي قصيدة موشاة بالمقامات اللحنية مرصعة بالأوتار الأدبية وما كان لينقصها سوى ريشة المبدع موسيقارنا العظيم الزولي ليحرك أوتارها ويعانقها بريشته العطشى ليخرج لنا لحناً عبقرياً رائعاً من ألحان الخلود
وفي الختام دمت لنا شاعرتنا بلقيس أستاذة متمكنة البناء جزلة العطاء ودام قصيدك آسياً جراح قلوبنا ودافعاً بنا الأمل حتى نعرف معنى العشق من جديد بمفهوم مختلف !
وإلى اللقاء قريباً مع قصيدة المعارضة ....

محمد علي الزوالي
27/01/2010, 13h50
الاخ الفاضل الشاعر صالح المزيون
هذه دراسة جد قيمة لقصيدة من اروع ما قرأت واحسست
اشكرك على تعريفك القيم لكلمة نقد
واشرك ايضا على تقبلك لحن القصيد باستحسان
والله موفق الجميع

ليلى ناسيمي
30/01/2010, 12h39
حديثُكَ يا حبيبـي همسُ شِعْر ٍ
يُغَنَّي لي ، يُغـاز ِلُ فِيَّ حِسِّي



أُحبُّكَ ما حَيِيْتُ وأنت عمري
ستبقَى أنتَ بدري أنتَ شمسي



وأنتَ تَبُثُّ في صدري طموحاً
قويّاً ليسَ يدنـو منـهُ يأسي


ابدعت الشاعرة فآنس منها القلب صدقا في المعنى ورونقا بلاغيا في المبنى دمت متميزة الحرف

صالح المزيون
08/02/2010, 11h05
قصيدتي المعارضة لقصيدة الأستاذة بلقيس فاعذروني ....
فما هي إلا محاولة مني للاقتراب من حدود الهرم الشعري الشامخ أستاذتنا الشاعرة بلقيس :emrose:

مَلَكْتَ مَشاعِري وََرَوَيْتَ نَفْسي
فَهَلْ جَرّبْت أنْ تَشْرَبْ بِكأسي
يَلُوحُ هَواكَ في خُلُقِي وَخَلْقِي
فَيَسْكُنُ خاطِري وَيثُورُ حِسّي
تُسابِقُ فِيكَ أَفْكاري يَرَاعِي
وَتَرْقُصُ أَحْرُفي فَرَحاً وَطِرْسي
فأنتَ سَحائِبٌ تَرْوي قِفاري
فَتُزْهِرُ أَيْكَتي وَتَعُودُ شَمْسي
تَفِيضُ مَنابِعي تَقْوَى جُذُوري
تَحِنُّ بَراعِمي يَشْتَدُّ غَرْسي
طُمُوحِي عِزَّتي ثِقَتي افْتِخاري
خَيالي فَيْضُ إِلْهَامي وَأُنْسي
وَيَأْسِرُني صَفاؤُكَ غَيْرَ أَنّي
أَرى حُرّيَتي في طُولِ حَبْسي
فَأَحْكِمْ مَا اسْتَطَعْتَ الحُبَّ إِنّي
مُسَلِّمَةٌ إِليكَ زِمَامَ نَفْسي

****************

****************
أَحِنُّ إِليكَ في أَمَلي وَيَأْسِي
وَفِي عَبَقِ الصّباحِ وَحِينَ أَمْسي
مَلأْتَ جَوَانِحي ثِقَةً وَفَخْراً
أُرَصِّعُ مِنْهُما فِكَري وَرَأْسي
وَأَغْدَقْتَ الأمانَ فَأَيُّ سِرٍّ
أَزَلْتَ بِسِحْرِهِ نَدَباتِ يَأْسي
سَكَبْتُ بِراحَتَيْكَ لِتَحْتَويني
رُؤَى مُسْتَقْبَلي وَجِرَاحَ أَمْسي
وَأَسْبَلْتَ الطُّمُوحَ عَلى فُؤَادي

كَأَنَّ لِراحَتَيْكَ قِيادَ مَسِّ


وَمَا جَرَّبْتُ غَيْرَهُما مِهَاداً
وَلا حَاوَلْتُ يَا قَمَري وَشَمْسي
أُرِيدُكَ لي وَلي وَحْدي فَهَيّا(م)
امْتَلِكْ صَوْتي وَأَصْدائي وَهَمْسي
كَأَنّكَ حِينَ تُولي النّاسَ عَيْناً
وَتَتْرُكُني أُغَالِبُُ ِنارَ حِسي
وَتَلْفَحُني شُكُوكي غَيْرَ أَنّي
أُكَذِّبُها وَيَصْدُقُ فِيكَ حَدْسي
ضَمَمْتُكَ قُرْبَ رُوحِي فِي حَياتي
وِإنْ مِتْنا فَرَمْسُكَ كَانَ رَمْسي

بلقيس الجنابي
10/02/2010, 02h18
يَـقـيـني مَــا جـَثـا شـَكّ ٌ بـِنـَفـْسي

فقـَدْ شـَهـِدَ الفؤادُ خـَيـــالَ أ ُنـْسي


فيومــا ً قــدْ تـُغـازلـُهُ عُـيـــــوني
وتـُشرقُ في بقايا العـُمر ِ شـَمْسي


حبيبا ً عـَيـْنـُه تـَرْعــى خـَيـــــالي
ويـَرقـُـبُ طـَيـــفـَهُ الورديَّ حـِسْي


يُنـاديـني بصَـــــــوْت ٍ لـَيْــــلـَويّ
طـَربـْتُ لـــــهُ يُـلاطِـفـُني بـِهـَمْس ِ


وما أغـْشى لـَـه قلــبٌ دليـــــــلٌ
وقد صـَدَقَ التـّوَسـُّمَ فيــه حَدْسي


لـِقاؤك يا جميـــــلَ الروح عـَهـْد ٌ
ووعْــــدٌ قـَــدْ تـَواعَـدْنـــاهُ أمـْس ِ


لـَعـَلّ اللـُّقـيا كانـت عنــد نــــوح ٍ
قضى فيها الزمانُ بحكم ِ ر ِغـْس


لنا ذكــرى بهـا من قـَبـْـــلَ دهْـــر ٍ
ولـمْ نصحُ لهـا والدهــــرُ يـُنـْسي



وجدْتـُكَ مثــلَ مــا خالتـْك روحي
ملاكا ً نـُــورُه ُ القمـــريّ ُ قـُدْسيْ


فكمْ نظـرتْ عيـــوني دلالَ حُسـْن ٍ
كوجهـِكَ مـا لحَظـْتُ جمـــالَ إنس ِ


قصيــــدٌ أنت فيـــه أنا المعــاني
وأنتَ اللحنُ يرقصُ فيـه جَـرْسي


وكـَمْ غـَرَستْ يـَداكَ يَــديّ حُبــّا ً
وأينـَعَ في يديــكَ قديـــمُ غـَرْسي


نهاري في هـَواكَ ربيــــعُ عـُمــر ٍ
ولـَيْــلي وَحْيُ شعر ٍ فيكَ يـُمْسي


وتـُروينـي بكأس مـِنْ صَبــــوح ٍ
وتـَسقيـكَ السلافَ غـَبوقُ كأسي


شـِمــالي مع يميـنـِكَ عيـــدُ حبٍَّ
يميني مع شـِمالكَ يــــوم عـُرْس ِ


أنامُ الليــــــلَ مـع حـُلم ٍجميــــل ٍ
تحنُّ له الوســـادة ُ تحـتَ رأسي


ولسـْتُ كمَـنْ أذاقتـْهُ الظنــــونُ
كعبد الله بأســــا ً بَعـــدَ بــــأس ِ


ولا مجنـون ِ ليـلى في البوادي
أهيــــمُ مـُتـيّـمـا ً فيـــها كقـَيـْس ِ


ولا محبـــوب ِعـَبلة َفي هـَواهُ
تـُقايـِضُهُ قبيـــلة ُ قـــوم ِ عبس ِ


دموعَ الهجر ِ لم تذرفْ عيوني
ولا آهــات ِ قلـــب ٍ بعـدَ بُــؤس ِ


ولا نـَدري وداعـــا ً أو فــراقا ً
سـُوى البيــن إذا ما حلّ يُـؤسي


سيجمعـُنا التـُرابُ هنــاكَ يومـا ً
وننعمُ فيــه رَمْسا ً جنـْبَ رَمـْس ِ


وعـِندَ الله موعـِدُنـا التـّــــلاقي
لـِقــاءُ الخـُلـْد ِ مكتـوبا ً بطـِرْس ِ


*****

حماد مزيد


13/10/ 2009






شاعرنا الجليل
حمد مزيد ....غالينا
بك يصبح الكون بخير
هل أخبرك أن المتعة بحضورك أكبر .. ؟
ماأسعدني حين تتشابه مكنونات أنفسنا .. فيعبر احدنا عما يريده الآخرى

شكراً لك كما تستحق

بلقيس الجنابي
10/02/2010, 02h20
هَجِيرُ الشَّكِ




دراسة نقدية شاملة



مقدمة لا بد من ذكرها :
أولاً / الرؤية النقدية وضوابطها :
قبل البدء في عملية النقد أحب أن أوضح مفهوماً صغيراً فيما يتعلق بكلمة النقد ... فقد يتبادر إلى الذهن من الوهلة الأولى وخاصة لدى غير المختصين بالدراسات الأدبية أن كلمة النقد تدل على إظهار العيوب والانتقاص من النص فقط وهذا تعريف خاطئ لمعنى كلمة النقد ... فالنقد في معناه اللغوي يدل على إبراز الشئ وإظهاره ثم استعمل اصطلاحاً في الدراسات الأدبية لتوضيح معاني الجمال وإظهار نواحي التميز في العمل الأدبي قبل الإشارة والتنبيه على مواطن الضعف فيه على حد سواء أياً كان نوع ذلك العمل . والعكس صحيح بالنسبة لمواطن الضعف في العمل الأدبي فالنقد الحقيقي يشمل الوجهين فكما يهتم بإظهار الجودة نراه معنياً بإظهار الضعف أو الخطأ إن وجد وهذا لصالح الأديب وكلما كان الناقد بصيراً استطاع بتحليله ودراسته أن يلفت انتباه القارئ إلى مواطن القوة والجمال والإبداع في النص حتى أنه من الممكن للناقد إن كان بصيراً ملماً بأدواته أن يكتشف في القصيدة الكثير من المعاني والأفكار التي لم يكن يقصدها الشاعر وهنا يأتي دور براعة الناقد في الكشف عن الأسرار المكنونة خلف المعاني والصور والكلمات ويجب كذلك على الناقد في كلا الحالتين أن يلتزم برؤية موضوعية عادلة للعمل الأدبي بعيدة عن أهواء ذاته ... ومثال ذلك إن وجد الناقد نصاً شعرياً يمدح زيداً من الناس وكان الناقد لايحب زيداً ذاك فيجب أن لايسمح لعاطفته وأهوائه بالانتقاص من جودة النص المطروح لمجرد عدم محبته للممدوح والعكس صحيح , فيجب على الناقد أولاً وأخيراً أن لاينظر إلا إلى النواحي الأدبية والنفسية والصور الفريدة والروح الشاعرة وما إلى ذلك من أدوات النقد البناء الملتزم وأن يتعامل مع النص على أنه مجرد تجربة أدبية أو دفقة شعورية تضوَّعت من سواه ...
وبرأيي أن النقد والتذوق لا يقفان عند هذا المعيار فحسب ولكن يتوجب على الفذ من النقاد إذا ما أراد إظهار بعض العيوب أو السقطات في النص يجب عليه أن لا يفجأ القارئ أو الأديب بالانتقادات اللاذعة الساخرة الشائكة بل يتوجب عليه أن يغلف قوله ويكسوه بالمجملات البديعية ويبتعد عن الزوايا الحادة ما أمكن له ذلك لئلا يكون نقده هداماً للأديب ! أما رأيت حبة الدواء المر وقد كساها صانعُها بالطعم اللذيذ ليسهل ابتلاعها !
وأياً كان هذا النقد فهو أليم على النفس ولا يقبله الكثير من الناس لأنه كالنصيحة والنصيحة في اللغة هي جلد الإبل لتفرقة السليم منها عن المعيب لذلك وجب التنبيه لئلا يقع النقاد في ما لا تحمد عقباه مما يسبب النفور للأديب فيدع الكتابة والتأليف للأبد وهذا ظلم بحقه كبير ! مع مراعاة عدم التغاضي والتجاوز عن الأخطاء إن وجدت في النص لأن ذلك التجاوز يعتبر أيضاً ظلماً غير مباشر للأديب لأنك إن لم تبين له أخطاءه فسيستمر في ذلك الخطأ ويشب عليه وبذلك يكون الناقد قد ظلمه من حيث يحسب أنه أفاده ! وهذا معيار دقيق للغاية وبرأيي أنه لا يُدرّس في الكليات والمعاهد بل يتأتى من التمرس والمران ومقالتي هذه بمثابة نقد للنقاد بغية التجويد والاحتراس في أداء العمل النقدي وقبل الختام أحب أن أعطي مثالاً آخراً لمصطلح يستعمله البعض استعمالاً خاطئاً وهو قريب من موضوعنا هذا وهو كلمة العاطفة .. فالعاطفة هي جميع الانفعالات الصادرة عن النفس وليست المحبة والشوق وما إلى ذلك من العواطف الرقيقة فقط بل هي كلمة شاملة لشتى العواطف فالحب عاطفة والكره عاطفة والشوق عاطفة والبغض عاطفة وهكذا لأن كل تلك العواطف ناتجة عن انفعالات عديدة مختلفة في النفس البشرية .....
ثانياً / القصيدة :

حبيبـي أنتَ في يومي وأَمْسي وفي صبح ِ الغداةِ وحينَ أُمْسي

غَرَسْتُ هواكَ في قلبـي جنوناً فكانَ هواكَ عندي خيرَ غَرْس ِ
شَرِبْتُ هواكَ كاسـاً من رحيق فلا تشرَبْ بكأس ٍ غير ِ كأسي
يقينـي أنَّ وعـدَكَ لـي وفاءٌ سيبقَـى لا أُخامِـرُهُ بحَدْس ِ
وبُعْدُكَ مُوْرِثٌ عنــدي اكتئاباً وملقاكَ الجميلُ كيوم ِعُرْسي
وحبُّـكَ مالىءٌ نفســي فخاراً بهِ بيـنَ الأنـامِ رفعْتُ رأسي
وزهــرُ الحبِّ أينعَ في حياتي أراهُ سَنَـىً فيبعثُ فـيَّ أُنسي
إذا ما الناسُ قالوا فيـكَ إفْـكاً أشُِكُّ فلا أصدِّقُ غيـرَ نفسي
حديثُكَ يا حبيبـي همسُ شِعْر ٍ يُغَنَّي لي ، يُغـاز ِلُ فِيَّ حِسِّي
أُحبُّكَ ما حَيِيْتُ وأنت عمـري ستبقَى أنتَ بدري أنتَ شمسي
وأنتَ تَبُثُّ في صدري طموحاً قويّاً ليسَ يدنـو منـهُ يأسي
ولنْ أنساكَ بل تبقَى حُضُـوراً كما أبغي وهَمّي ليسَ يُنسِي
قريبٌ أنتَ من نفسـي ستبقَى فلا يُقْصِيكَ عنّي غيرُ رَمْسي



ثالثاً / موضوع القصيدة :
جاءت هذه القصيدة الرائعة في باب الغزل وهذا النوع من الموضوعات الشعرية تعتبر من أرق الأنواع وأصعبها في نفس الوقت لأنه يتدفق من القلب مع وجود ضوابط عديدة لهذا التدفق والنقطة التي تُحسب للشاعرة أنها استطاعت وهي الأنثى من طرح الصورة الغزلية بإبداع وجرأة وإجلال بعيداً عن الصور الحسية أو الألفاظ المستهجنة الجسدية لهذا الموضوع فكيف استطاعت الإتيان بذلك ؟ إنه الإعجاز بحق وهذا يدل على أن شاعرتنا المقتدرة كانت حتى في انسجامها وذوبانها في حالة التأليف الروحي الشعري كانت تسير وفق منهج محدد مقيد منضبط لديها تبعاً لفطرتها السليمة فلم تغالي أو تُسِفّ في نداءاتها للمحبوب بل سمت فتألقت وعلت فأبدعت في الأوصاف والنداءات لذلك المحبوب .
كما أنه هنا لابد لنا من الإشارة أننا في المجتمع الشرقي نتحفظ في مثل تلك الموضوعات لأننا بمزيد من التخلف ( أعتذرعن اللفظة ولكنها الواقع ) لازلنا نعتقد أنه لايجوز للمرأة أن تعلو بصوتها معبرة عن عواطفها بالرغم من أن ذلك هو أبسط حقوقها في حرية التعبير عما تحب وتكره ولكن مثل هذه المعتقدات برأيي هي سقطات موروثة في التفكير لدى عقول بعض الرجال الذين يحبون الحجر على المرأة بكافة حقوقها من حب وكراهية وما إلى ذلك ... فإن صرحت المرأة بالحب قلنا إنها متجرأة وإن أحجمت عن إبداء عواطفها قلنا إنها جامدة غير متفاعلة مع الآخرين وإن آثرت السكوت (مسكينة) قلنا إنها غير اجتماعية فما العمل عندنا نحن يا أيها الرجال ؟؟؟؟؟؟ إنه والله لمن الظلم والاستبداد قمع صوت المرأة إن كان ملتزماً بالآداب العامة أو كان متصلاً بحقوقها ورؤيتها الفردية وهذا من أبسط حقوقها المغصوبة لدى الكثير من بني جلدتنا .
رابعاً / بناء النص :
نحن أمام نص أدبي رائع سامق لأنه عمل شعري مقفى موزون ومن المتعارف عليه أن الشعر يعتبر من أعلى مراتب تصنيف الأعمال الأدبية لأنه يخضع لعدة قواعد في الشكل والمضمون لابد منها كالوزن والقافية ومن هنا اتخذ الشعر سمو المكانة بين جملة الأعمال الأدبية ... وقد جاءت قصيدة الأستاذة بلقيس على بحر الوافر ذلك البحر الفياض الهادر لما يحمل معه من المعاني السهلة الممتنعة في ذات الوقت وهذا أول مايلفت نظرنا في هذه القصيدة .. وقد حاول علماء اللغة قديماً تصنيف بحور الشعر حسب الأغراض الشعرية فاختاروا مثلاً بحر الوافر للحماس وبحر الرمل للغزل وبحر الطويل للفخر وهكذا .. ولكنهم عند التطبيق والدراسة والمقارنة بدا لهم عدم صحة هذه النظرية فمن غير الممكن أن يعد الشاعر مسبقاً بحر قصيدته ويحدد وزنها ثم يقول سأكتب قصيدتي الغزلية هذه على بحر كذا ... لأن من يحدد ليس بشاعر مطبوع بل هو شاعر متكلف مصنوع !
خامساً / القافية :
تميزت هذه القصيدة بحرف السين وربما كانت الشاعرة المتألقة بلقيس قد تعمدت ذلك لما في هذا الحرف من تأثير يشبه السحر عند سماعه وما يبثه في نفس السامع من جرس موسيقي آسر يتدسدس منسكباً في النفس عندما يسارر الأسماع !
كما أن هناك ملاحظة أخرى بالنسبة للقافية السينية فهذه القصيدة كما قلنا سينية أي أن حرفها الأخير هو حرف السين وهو مايسميه العروضيون بالرويّ أما الحرف الذي يسبق حرف الرويّ فيسمى الرِّدْف وللتوضيح :

حبيبـي أنتَ في يومي وأَمْسي وفي صبح ِ الغداةِ وحينَ أُمْسي



فحرف الرِّدْف في البيت السابق الميم في كلمة أمسي
غَرَسْتُ هواكَ في قلبـي جنوناً فكانَ هواكَ عندي خيرَ غَرْس ِ
فحرف الرِّدْف في البيت السابق الراء في كلمة غرس
شَرِبْتُ هواكَ كاساً من رحيق فلا تشرَبْ بكأس ٍ غير ِ كأسي
فحرف الرِّدْف في البيت السابق الألف في كلمة كأسي
يقينـي أنَّ وعدَكَ لـي وفاءٌ سيبقَـى لا أُخامِـرُهُ بحَدْس ِ
فحرف الرِّدْف في البيت السابق الدال في كلمة حدسي
ومعذرة على الإطالة ولكن لابد من التوضيح لإظهار تمكن شاعرتنا من قافيتها وقدرتها على اختيار الألفاظ تبعاً لما تقتضيه قواعد الشعر كذلك أردت التوضيح لكي لايتبادر إلى الذهن أن كل من أتقن الوزن أصبح شاعراً ... وهذا تعقيب على ما ذكرناه سابقاً من تميز الشعر على ما سواه من الألوان الأدبية .
وماذا نريد من ذكر كل تلك المقدمة السابقة ؟ ما نود قوله هو أن هناك قاعدة عروضية متعلقة بحروف القافية وتحديداً في حرف الرِّدْف! وهذه القاعدة باختصار تقول :
أنه لا يتوجب على الشاعر التقيد والالتزام بحرف الرِّدْف كأن يقول : أمسي رمسي لمسي وهكذا بمعنى أن يلتزم حرف الميم في الرِّدْف , وإنما يجوز له أن ينوع أحرف الرِّدْف كما فعلت شاعرتنا المتألقة في قصيدتها وهذا مما يحسب أيضاً للشاعرة من باب التمكن في القوافي والقواعد العروضية فنحن نلاحظ أن جميع حروف الرِّدْف في كل الأبيات مخففة أُمْسي غَرْس كأسي بحَدْس ما عدا بيت واحد :

حديثُكَ يا حبيبـي همسُ شِعْر ٍ يُغَنَّي لي ، يُغـاز ِلُ فِيَّ حِسِّي



جاء حرف الردف في هذا البيت مضعفاً وهذا جائز لأنه بيت واحد من أبيات القصيدة الثلاثة عشر ولكن إذا التزم الشاعر التضعيف أي أن يكون الرِّدْف حرفاً مشدداً في أكثر من بيتين فهنا وجب عليه الالتزام بالتشديد كأن يقول حسّ مسّ جسّ وتكون كامل قصيدته على هذا النحو وإن لم يلتزم فلا يعتبر خطأً وإنما الأصح والأفصح تطبيق القاعدة وهذا مايسميه العروضيون لزوم ما لايلزم ...
سادساً / السهل الممتنع :
عندما يلج القارئ في هذه القصيدة ويقرأ تلك الكلمات الرنانة يتبادر إلى ذهنه أنها سهلة التراكيب بسيطة الألفاظ وأنه بمقدوره الإتيان بمثلها فإذا ما أراد تقليدها ظهر عجزه في محاكاتها وفي تصوري أن هذا هو مناط الإبداع لذلك أستطيع القول أن أسلوب الشاعرة كان أسلوباً بلاغياً يندرج تحت قالب السهل الممتنع فاقرأ معي البساطة والعبقرية في المطلع :

حبيبـي أنتَ في يومي وأَمْسي وفي صبح ِ الغداةِ وحينَ أُمْسي



كلام سهل يفيض رقة وعذوبة وصعوبة في نفس الوقت ... فالشاعرة لم تتكلف التعقيد في الألفاظ أو المعاني إنما جاءت لها الصورة عفو الخاطر وهذا ما نسميه في المقدمة الشعرية ببراعة الاستهلال فعندما يقرأ المتلقي البيت الأول يعرف أن هناك كارثة من العواطف سوف تأتي تباعاً في الأبيات القادمة وما البيت الأول إلا مقدمات لهذا السيل العاطفي الرقراق المنتظر !
سابعاً / التراكيب اللغوية :
من الملاحظ اختيار التناسق في ألفاظ القصيدة بشكل عام فالشاعرة المبدعة قد التزمت بقاموس خاص لها حافظت عليه في كامل القصيدة ونجدها من البراعة بمكان أنها استطاعت أن تطوع الألفاظ ذات النسق الواحد وتوظفها في موضعها لخدمة المعنى المراد كقولها مثلاً :

فكانَ هواكَ عندي خيرَ غَرْس



وقولها :

فلا تشرَبْ بكأس ٍ غير ِ كأسي



فهناك الكثير من الموازنة والتلاؤم المقصود مابين كلمتي ( خير – غير )
وقولها :

سيبقَـى لا أُخامِـرُهُ بحَدْس



فكلمة أخامره خطيرة وأنا كشاعر أراها (متعوب عليها والله)
كذلك قولها :

أشُِكُّ فلا أصدِّقُ غيـرَ نفسي



أشك ثم أصدق توظيف رائع للتضاد في اللفظ
كذلك قولها :

يُغَنَّي لي ، يُغـاز ِلُ فِيَّ حِسِّي



من المحتمل أن يعتقد البعض أن كلمة لي بعد يغني جاءت من باب تكملة الحسبة العروضية أي الوزن الشعري ولكن إذا تجاوزنا هذا المنظور الضيق لما سواه نكتشف أن الشاعرة تعمدت وضع هذه الكلمة لتفيد معنى التفرد لي أنا وحدي فقط وإلا كان من الممكن الإتيان بالكثيرمن المترادفات التي تخدم الوزن فقط ولكنها لاتسمو بالمعنى ولا تفيد الحصر و القصر في الغناء على المحبوب وحده فقط .

كذلك قولها :

وزهــرُ الحبِّ أينعَ في حياتي أراهُ سَنَـىً فيبعثُ فـيَّ أُنسي



بصياغة أخرى توضح الإبداع في تراكيب الألفاظ لخدمة الصورة الشعرية الرائعة : أينع زهر الحب فرأيته كالسنى فبعث الأنس في حياتي ... إبداعات من المحسنات البديعية من الإستعارات والتشبيه والكناية كلها جاءت من دون إعداد وما يؤكد ذلك بساطة التراكيب
كذلك قولها :

أُحبُّكَ ما حَيِيْتُ وأنت عمـري ستبقَى أنتَ بدري أنتَ شمسي

وأنتَ تَبُثُّ في صدري طموحاً قويّاً ليسَ يدنـو منـهُ يأسي



نلاحظ تكرار كلمة أنت أنت لعدة مرات وهذا التكرار يسمى في دراسة الغرض الشعري التلذذ بذكر الحبيب كقول الشاعر عروة بن حزام :

فويلي على عفراء ويلا كأنــه على النحر والأحشاء حد سنان




على كبدي من حب عفراء قرحة وعيناي منوجـدي بها تكفان

فعفراء أرجى الناس عندي مودة وعفراء عندي المعرض المتداني




وإني لأهوى الحشر إذ قيل إنني وعفراء يوم الحشــر ملتقيان



ثامناً / القراءة النفسية للقصيدة :
وما أقصده بالقراءة النفسية هو إلقاء بعض الضوء على العاطفة المراقة في هذه القصيدة وإظهار مواطن الإبداع والميزات التي تميز شاعرتنا عن سواها من الشعراء فأول مايظهر لنا من القراءة الأولى للقصيدة هو خصلة العفاف والسمو في المعاني والأفكار كما أننا نلاحظ أنها تركز على الخصال المعنوية أكثر من تركيزها على المصطلحات المادية الملموسة فهي تنتقل بأسلوب فريد من الوفاء إلى اليقين إلى الطموح إلى الفخار إلى السنا إلى الهمس إلى الغرس وهكذا فلا نكاد نلمح صورة جسدية مادية واحدة كأن تقول عيناك وشفتاك إلخ وهذا هو مقياس العفاف المتميز والمتألق في هذه القصيدة ...
فلنسمع قولها هنا :

غَرَسْتُ هواكَ في قلبـي جنوناً فكانَ هواكَ عندي خيرَ غَرْس ِ

شَرِبْتُ هواكَ كاسـاً من رحيق فلا تشرَبْ بكأس ٍ غير ِ كأسي



وكأنها تقول انظر إلى منزلتك السامية عندي ( فكان هواك عندي خير غرسي ) ثم تطالبه بعد ذلك بالوفاء ( فلا تشرب بكأس غير كأسي ) لأن الجزاء من نوع العمل .. كذلك التعبير بكلمة شربت هواك وما به من استعارة موفقة تفيد الامتلاء والتشبع بهوى المحبوب بحيث لم يبقَ مكاناً في داخلها لسواه

وكذلك قولها :

وأنتَ تَبُثُّ في صدري طموحاً قويّاً ليسَ يدنـو منـهُ يأسي



قمة النقاء ممتزجاً بلمحة الصفاء مكتسياً روعة الإباء وكأنها تقول أنت حبيبي تزرع الأمل والطموح في أرجاء نفسي فلا تدع لليأس مجرد فرصة الدنو مني وليس الاقتراب وكم كنت ياشاعرتنا موفقة في استعمالك كلمة يدنو بدل من الاقتراب ...
وكذلك قولها :

حديثُكَ يا حبيبـي همسُ شِعْر ٍ يُغَنَّي لي ، يُغـاز ِلُ فِيَّ حِسِّي



سمو المعنى مطوي في سمو الإحساس فلا يغازل مفاتني الأنثوية بل إحساسي السامي ويبقى أن نقول أن قصيدة شاعرتنا الرائعة بلقيس الجنابي ما هي إلا صورة جديدة أو نموذجاً جديداً من نماذج شعر الحب العذري الذي يسمو عن المتع الجسدية بل يجاوزها إلى التضحية والإيثار وإلى النبل الروحي والسمو الخلقي في سبيل الإبقاء على هذه العاطفة المحتدمة :

قريبٌ أنتَ من نفسي ستبقَى فلا يُقْصِيكَ عنّي غيرُ رَمْسي




وهناك الكثير والمزيد والفريد من الدراسات النقدية ولكن نكتفي بهذا القدر من النقد خشية الملل على القارئ الكريم وإلا فالقصيدة ثرة نضاحة بالعبق والنفائس وينطبق عليها ما قاله الشاعر :




يزيدك وجهها حسناً

إذا ما زدته نظرا



كما لايفوتني التنويه عن أن ماحملته هذه القصيدة من رقة الألفاظ وسلاسة المعاني وتفرد الصور كان له أكبر الأثر في تسهيل عملية تلحينها وتأثيرها بالمتذوقين فهي قصيدة موشاة بالمقامات اللحنية مرصعة بالأوتار الأدبية وما كان لينقصها سوى ريشة المبدع موسيقارنا العظيم الزولي ليحرك أوتارها ويعانقها بريشته العطشى ليخرج لنا لحناً عبقرياً رائعاً من ألحان الخلود
وفي الختام دمت لنا شاعرتنا بلقيس أستاذة متمكنة البناء جزلة العطاء ودام قصيدك آسياً جراح قلوبنا ودافعاً بنا الأمل حتى نعرف معنى العشق من جديد بمفهوم مختلف !
وإلى اللقاء قريباً مع قصيدة المعارضة ....




شاعرنا الحجازي
مستشارنا الادبي والناقد الفني
صالح المزيون
تبارك الله
مايخرج من هنا القاريء إلا وشعور بالجذل يتملكه
بورك هذا الأحساس الفياض الممتلىء شعر وفن واحساس وعذب
كلمات صادقة نابعة من إنسان يعرف الشعر ويحترمه ، بل أكاد أقول ويبجله
سلمت أناملك وأدام الله توفيقك

بلقيس الجنابي
10/02/2010, 02h24
حديثُكَ يا حبيبـي همسُ شِعْر ٍ
يُغَنَّي لي ، يُغـاز ِلُ فِيَّ حِسِّي



أُحبُّكَ ما حَيِيْتُ وأنت عمري
ستبقَى أنتَ بدري أنتَ شمسي



وأنتَ تَبُثُّ في صدري طموحاً
قويّاً ليسَ يدنـو منـهُ يأسي


ابدعت الشاعرة فآنس منها القلب صدقا في المعنى ورونقا بلاغيا في المبنى دمت متميزة الحرف




سيدتي الجليلة ليلى ناسيمي

الإبداع في رونق تذوقك للقصيد

شكرا سيدتي الجميلة حضورك اعتزاز وحبور

بلقيس الجنابي
10/02/2010, 02h29
قصيدتي المعارضة لقصيدة الأستاذة بلقيس فاعذروني ....
فما هي إلا محاولة مني للاقتراب من حدود الهرم الشعري الشامخ أستاذتنا الشاعرة بلقيس :emrose:


مَلَكْتَ مَشاعِري وََرَوَيْتَ نَفْسي

فَهَلْ جَرّبْت أنْ تَشْرَبْ بِكأسي
يَلُوحُ هَواكَ في خُلُقِي وَخَلْقِي
فَيَسْكُنُ خاطِري وَيثُورُ حِسّي
تُسابِقُ فِيكَ أَفْكاري يَرَاعِي
وَتَرْقُصُ أَحْرُفي فَرَحاً وَطِرْسي
فأنتَ سَحائِبٌ تَرْوي قِفاري
فَتُزْهِرُ أَيْكَتي وَتَعُودُ شَمْسي
تَفِيضُ مَنابِعي تَقْوَى جُذُوري
تَحِنُّ بَراعِمي يَشْتَدُّ غَرْسي
طُمُوحِي عِزَّتي ثِقَتي افْتِخاري
خَيالي فَيْضُ إِلْهَامي وَأُنْسي
وَيَأْسِرُني صَفاؤُكَ غَيْرَ أَنّي
أَرى حُرّيَتي في طُولِ حَبْسي
فَأَحْكِمْ مَا اسْتَطَعْتَ الحُبَّ إِنّي
مُسَلِّمَةٌ إِليكَ زِمَامَ نَفْسي




****************




****************

أَحِنُّ إِليكَ في أَمَلي وَيَأْسِي
وَفِي عَبَقِ الصّباحِ وَحِينَ أَمْسي
مَلأْتَ جَوَانِحي ثِقَةً وَفَخْراً
أُرَصِّعُ مِنْهُما فِكَري وَرَأْسي
وَأَغْدَقْتَ الأمانَ فَأَيُّ سِرٍّ
أَزَلْتَ بِسِحْرِهِ نَدَباتِ يَأْسي
سَكَبْتُ بِراحَتَيْكَ لِتَحْتَويني
رُؤَى مُسْتَقْبَلي وَجِرَاحَ أَمْسي
وَأَسْبَلْتَ الطُّمُوحَ عَلى فُؤَادي




كَأَنَّ لِراحَتَيْكَ قِيادَ مَسِّ





وَمَا جَرَّبْتُ غَيْرَهُما مِهَاداً
وَلا حَاوَلْتُ يَا قَمَري وَشَمْسي
أُرِيدُكَ لي وَلي وَحْدي فَهَيّا(م)
امْتَلِكْ صَوْتي وَأَصْدائي وَهَمْسي
كَأَنّكَ حِينَ تُولي النّاسَ عَيْناً
وَتَتْرُكُني أُغَالِبُُ ِنارَ حِسي
وَتَلْفَحُني شُكُوكي غَيْرَ أَنّي
أُكَذِّبُها وَيَصْدُقُ فِيكَ حَدْسي
ضَمَمْتُكَ قُرْبَ رُوحِي فِي حَياتي
وِإنْ مِتْنا فَرَمْسُكَ كَانَ رَمْسي




قصيدتي المعارضة لقصيدة أستاذتنا الشاعرة بلقيس ....
وما هي إلا محاولة مني للاقتراب من هذا الهرم الشعري الشامخ فاعذروني !


مَلَكْتَ مَشاعِري وََرَوَيْتَ نَفْسي
فَهَلْ جَرّبْت أنْ تَشْرَبْ بِكأسي

يَلُوحُ هَواكَ في خُلُقِي وَخَلْقِي
فَيَسْكُنُ خاطِري وَيثُورُ حِسّي

تُسابِقُ فِيكَ أَفْكاري يَرَاعِي
وَتَرْقُصُ أَحْرُفي فَرَحاً وَطِرْسي

فأنتَ سَحائِبٌ تَرْوي قِفاري
فَتُزْهِرُ أَيْكَتي وَتَعُودُ شَمْسي

تَفِيضُ مَنابِعي تَقْوَى جُذُوري
تَحِنُّ بَراعِمي يَشْتَدُّ غَرْسي

طُمُوحِي عِزَّتي ثِقَتي افْتِخاري
خَيالي فَيْضُ إِلْهَامي وَأُنْسي

وَيَأْسِرُني صَفاؤُكَ غَيْرَ أَنّي
أَرى حُرّيَتي في طُولِ حَبْسي

فَأَحْكِمْ مَا اسْتَطَعْتَ الحُبَّ إِنّي
مُسَلِّمَةٌ إِليكَ زِمَامَ نَفْسي

****************
****************
أَحِنُّ إِليكَ في أَمَلي وَيَأْسِي
وَفِي عَبَقِ الصّباحِ وَحِينَ أَمْسي

مَلأْتَ جَوَانِحي ثِقَةً وَفَخْراً
أُرَصِّعُ مِنْهُما فِكَري وَرَأْسي

وَأَغْدَقْتَ الأمانَ فَأَيُّ سِرٍّ
أَزَلْتَ بِسِحْرِهِ نَدَباتِ يَأْسي

سَكَبْتُ بِراحَتَيْكَ لِتَحْتَويني
رُؤَى مُسْتَقْبَلي وَجِرَاحَ أَمْسي

وَأَسْبَلْتَ الطُّمُوحَ عَلى فُؤَادي

كَأَنَّ لِراحَتَيْكَ قِيادَ مَسِّ

وَمَا جَرَّبْتُ غَيْرَهُما مِهَاداً
وَلا حَاوَلْتُ يَا قَمَري وَشَمْسي

أُرِيدُكَ لي وَلي وَحْدي فَهَيّا(م)
امْتَلِكْ صَوْتي وَأَصْدائي وَهَمْسي

كَأَنّكَ حِينَ تُولي النّاسَ عَيْناً
وَتَتْرُكُني أُغَالِبُُ ِنارَ حِسي

وَتَلْفَحُني شُكُوكي غَيْرَ أَنّي
أُكَذِّبُها وَيَصْدُقُ فِيكَ حَدْسي

ضَمَمْتُكَ قُرْبَ رُوحِي فِي حَياتي
وِإنْ مِتْنا فَرَمْسُكَ كَانَ رَمْسي











شاعرنا الحجازي المدهش بل المذهل
صالح المزيون

أوتيت من الوصف أعذبه
لغة الحب رغم طلب البعد ظاهرة
رغم طلب الرحيل بارزة
رغم وجع الناي وألم الحرائق بينة
لله درك

bachar
10/05/2010, 20h20
هَجيْر الشَّكْ


للشاعرة بلقيس / إكرام الجنابي


حبيبـي أنتَ في يومي وأَمْسي
وفي صبح ِ الغداةِ وحينَ أُمْسي



غَرَسْتُ هواكَ في قلبـي جنوناً
فكانَ هواكَ عندي خيرَ غَرْس ِ



شَرِبْتُ هواكَ كاساً من رحيق ِ
فلا تشرَبْ بكأس ٍ غير ِ كأسي



يقينـي أنَّ وعدَكَ لـي وفاءٌ
سيبقَـى لا أُخامِـرُهُ بحَدْس ِ



وبُعْدُكَ مُوْرِثٌ عندي اكتئاباً
وملقاكَ الجميلُ كيوم ِعُرْسي



وحبُّـكَ مالىءٌ نفسي فخاراً
بهِ بيـنَ الأنـامِ رفعْتُ رأسي



وزهــرُ الحبِّ أينعَ في حياتي
أراهُ سَنَـىً فيبعثُ فـيَّ أُنسي



إذا ما الناسُ قالوا فيـكَ إفْكاً
أشُِكُّ فلا أصدِّقُ غيـرَ نفسي



حديثُكَ يا حبيبـي همسُ شِعْر ٍ
يُغَنَّي لي ، يُغـاز ِلُ فِيَّ حِسِّي



أُحبُّكَ ما حَيِيْتُ وأنت عمري
ستبقَى أنتَ بدري أنتَ شمسي



وأنتَ تَبُثُّ في صدري طموحاً
قويّاً ليسَ يدنـو منـهُ يأسي



ولنْ أنساكَ بل تبقَى حُضُوراً
كما أبغي وهَمّي ليسَ يُنسِي



قريبٌ أنتَ من نفسي ستبقَى
فلا يُقْصِيكَ عنّي غيرُ رَمْسي




http://www.cyemen.com/up/uploads/27f7234304.jpg (http://www.cyemen.com/up)

أشعار السيدة بلقيس الجنابي أم يافا رائعة جدا . تقبلي اعجابي

بلقيس الجنابي
29/11/2010, 02h35
أشعار السيدة بلقيس الجنابي أم يافا رائعة جدا . تقبلي اعجابي


يا هلا بالعزيز اهلا بك سيدي والف شكر لحضورك المشرق واعتذر جدا لتأخري في الرد والشكر الجزيل لكم

حياكم الله اخ بشار

اختك أُم عمر