المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شجرة الدوم ..... أنس البن


د أنس البن
05/07/2009, 08h46
بسم الله الرحمن الرحيم




http://www.sama3y.net/forum/attachment.php?attachmentid=154980&stc=1&d=1246783322


شجرة الدوم



للمرة الثالثه أجدنى مدفوعا رهبة وخوفا للطواف على نوافذ وأبواب الدار أعيد إحكام غلقها , أتأكد من ثباتها بقطع الأثاث التى وضعتها من خلفها , كانت مع ذلك لا تزال تهتز بشده من ضربات تلك الريح الصرصر العاتيه بصفيرها حينا وأنينها أحيانا وعوائها المزعج ما بين هذا وذاك , لم أر من قبل منظر الفضاء خارج الدار بمثل هذا الجنون والعبث , وأنا أرقبه وجلا حزينا من خلف زجاج الشرفه , ريح ترابية مجنونه ,حمراء تارة وسوداء أخرى وحينا صفراء , تعوى فى صراخ مستمر حاملة كل ما تلقاه فى طريقها من أخضر ويابس , تعبث بالأشجار , تجردها من أوراقها , من غصونها , من أوكار طيورها , قبل أن تجهز عليها وتخلعها من جذورها لتطيح بها فى عنف ...................

تذكرت الشجره , شجرة الدوم العتيقه , آآآآآآه لو أصابها مكروه , إنها تاريخ العائلة مجدها , فخرها , شرفها , غرسها هنا فى هذا المكان جدى السابع لأمى , قيل لنا أنه فلاحا ماهرا يضرب به المثل فى الحكمة والفصاحة , خرجت شجرة الدوم من حين غرسها واقفة على ساقين يمتد منهما ذراعين , تتهادى برؤوسها وما تحمله من ثمار كأنها الثريا فى خيلاء ناحية السماء , وبدأت تخرج من أصلها شجيرات وليده كان الآباء والأجداد ينقلونها جيلا بعد جيل فى مزرعة لهم ,إلى أن صارت غابة مترامية الأطراف من أشجار نخيل الدوم , لكن ظلت الشجرة العتيقة الأم لها تفردها وخصوصيتها وهى تقف شامخة وحدها حيث غرسها جدنا الكبير , ومع توالى السنين وتعاقب الأيام جيلا بعد جيل ,كانت تزداد روعة وبهاء بمنظرها الفريد وبما تحمله, بينما الساقين وما تفرع منهما يسبغان على النخلة رونقا من الجمال والوقار والجلال , كان يحلو لكل صاحب قلب سليم أن يديم النظر بعينيه إليها متأملا روعة الخالق جل وعلا فى بديع صنعه , كنا نراها شجرة صالحه وهى تمد ساقيها ناحية السماء كأنها عابد متبتل خاشع يرفع ذراعيه فاردا كفيه بالدعاء يرجو رحمة ربه شاكرا لأنعمه ......................

آآآآآآآآآآآآآه لو أصابها مكروه وهى التى ظلت عشرات السنين تقف شامخة ثابتة مكانها تقاوم نوائب الدهر وقسوة الليالى والأيام , لا تضن ولا تبخل بعطائها على جميع الناس , كم لعبنا حواليها أطفالا وتسلقناها فتية , جلسنا تحتها نتسامر ونتحاور ونحن نأكل من ثمارها , نستظل بظلها ونمتع العين والنفس بالنظر إليها , نداوى بها عللا شتى , وكان الكثير من الناس يتبرك بها ويحلف بها ولا يحلف بها إلا من لم يعهد عليه الناس كذبا , شجرة تعطى كل ما فيها لكل أحد ولا تأخذ من أحد شيئا ...........

عدوت إلى النافذة التى تطل عليها , دققت النظر ناحيتها وسط ضباب التراب والغبار الذى حجب ضوء الشمس ونور القمر , هالنى ما رأيت شجرة الدوم الراسخة التى عاشت عشرات من السنين لا يصيبها ضيم أو أذى , ها هى وقد صارت ريشة فى مهب ريح صرصر عاتيه , كأنها غريق يصارع جبال الموج ....

صرخت بأعلى صوتى طالبا النجده , لكنى لم أسمع لصوتى صدى , على من أنادى ,تذكرت أنه لا أحد معى بالدار , ماذا أفعل وأنا أرى شجرة العز والمجد والشرف قاب قوسين أو أدنى من السقوط , جريت ناحية الباب حاولت فتحه لكنى وجدت الريح المجنونة تدفعنى بعنف وقسوة داخل الدار محملا بكل ما تحمله من أتربة ودخان , أعدت غلق الباب وأنا فى عجب من أمرى ما الذى يمكننى فعله وحدى أمام تلك الريح القاسية التى لا تبقى ولا تذر , حتى لو وجدت أحدا معى , ما الذى يمكننا فعله فى مواجهة هذا الكرب العظيم, إستسلمت لليأس , عدت إلى النافذه لألقى آخر نظرة على الشجره وقد نامت وادعة ساكنة بساقيها مكانها على سطح الأرض , قلت فى نفسى ............ أخيرا .... آن لها أن تستريح , أجل تستريح من جنون ريح عاتيه وبشر عاجز مغلوب على أمره ..

ثم نمت ...................
.... تمت ...

NAHID 76
05/07/2009, 09h04
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد الدكتور أنس
نبعد قليلا عن الكلام عن بلاغه الأسلوب وجماله وأستشهاده بكثيرا مما أتى به القران الكريم وأيضا جمال السرد وروعته فهو مغزول بيد فنان مبدع رسم بريشته المتقنه لوحه لا مكان لها الا لتعلق يزين بها المكان ونتأمل ما بها من عظمه وجمال
قلت نبعد قليلاعن كل ما سبق ذكره
ونلتفت قليلا الى مجموعه الحكم الكثيره والمتباينه واالمختلفه فى المعنى تلك الحكم التى أطلت بها علينا شجره الدوم
الرياح العاتيه التى هى أقوى من أراده الأنسان
عجز الأنسان أمامها
الشجره العتيقه التى ترمز لأشياء كثيره
كيف هوت
كثيرا من الحكم والعبر نستمدها من معانى شجره الدوم
دمت لنا بأطلالتك البهيه وعشنا معك فى سماعى مستظلين بأبوتك وعطفك يا من يتضائل الكلام أمام عطائه
أحترامى
مدام ناهد

علاء طه ياسين
05/07/2009, 10h38
الريح الجاية بتنفخ
زي الغول المسعور
تزأر وتئن وتصرخ
وسط الطرقات والدور
...
ويا شجرة دوم ع النيل
حاضنينك كنا يوماتي
في العاصفة بقيتي وحيدة
بتواجهي الريح العاتي
...
وانا عاجز عن إنقاذك
وانتي بتواجهي الموت
وجريت وجريت وحاولت
وصرخت بعلو الصوت
...
واستسلمت لأقداري
ورضيت بدموع الحزن
فارتاحي خلاص ارتاحي
ارتاحي ياست الحسن
:emrose:
الوالد الحنون الرومانسي الرائع
الدكتور أنس
:emrose:
أثرت داخلي من الشجون ما لم يُثَر منذ سنين
أَمَرُّ شيء ياسيدي في الحياة هو العجز
تحاول ولا تستطيع
لنا الله
...
كانت لنا هذه الشجرة الباسقة ..
فليتها دامت لنا ..
أو دامت جلستنا تحتها ..
:emrose:
علاء ياسين

Islam Eidrisha
05/07/2009, 11h48
أستاذي العزيز وصديقي الحميم دكتور أنس
أي دوافع سعيدة تلك التي جعلتك تكشف بعضا من الحجب عن رائعة من روائعك الأدبية المكنونة
حاولت قبل الرد على لوحتك الجميلة هذه أن أكون متحليا ببعض الحياد متخليا عن بعض الحياز وأن أدفع عن نفسي ذاك الجنوح اللاإرادي للتلميذ نحو معلمه وقد كان لي بعضا مما أردت.
القصة رائعة مليئة بل متخمة بالإسقاطات البديعة ترسم لنا لوحة مما نعيشه الآن في حاضرنا من تدافع موجات الإسفاف العاتية على دومة الأصالة والعراقة والجمال.
ولكن سيدي مهما حدث ومهما يكن من أمر ومهما خدع المخادعون ومكر الماكرون فلن تسقط دومتنا وسنظل ندفع عنها كل مكروه وسوء وستظل هي باقية شامخة لنا ولمن بعدنا كما كانت لمن قبلنا
ولتدعني بأن أقرأ قصتك من ظهر الورقة وبنظرة المتفائل وبتغيير آخر كلمة فيما كتبته ولنجعل ما حدث كابوسا ولتقول:

ثم استيقظت............

تمت.....

عفاف سليمان
05/07/2009, 13h11
د أنس :emrose:
الاب الحنون الذى نستظل بظله وحنانه وعطفه علينا
تحياتى لك ولابداعاتك الادبيه الجميله
لقد قرأت هذه القصه واحسست فيها بالام التى كانت تحنو على صغارها وتلم شملهم حتى تثاقلت عليها اعباء السنين
ولم تتحمل ما مر بها من اثقال فكل عامٍ يجر عام
وكل يومٍ تقل قوتها حتى تضائلت الى ان جاءت هذه الرياح
فعصفت بها وهوت ولم تتحمل ثقل ما تمر به
هى الام الثكلى التى طحن بها الزمن ودارت بها المقادير وكانت فى الاول صابره صامده فى وجه الرياح حتى
اكل منها الزمن واخذ من قواها
فتهاوت وارتمت وارتاحت على الارض بعد ان كانت شامخه فى سماء الكون تطل عليها الشمس بضوئها وتغرد عليها العصافير على اغصانها ويستظل بها الشبان فى ظلها
استاذنا الدكتور الاب الحنون
د أنس :emrose:
لك خالص تحيتى وتقديرى
ودمت لنا ابا روحيا ودمت لابداعتك
واوقات سعيده على الجميع
اختكم عفاف:):emrose:

سعدالشرقاوى
05/07/2009, 14h06
والدى الدكتور /انس البن
ارى اننى اصغر من ان اعلق على الكلمات
وقدسية الكاتب فى قلبى تخجلنى من ذلك
فاقبل منى مشاركه ضئيلة لوحشة فراق
من كان رمزه (شجرة الدوم)

مرسوم فى عيننّا صور عاشت لكل الناس
نحتها حكم القدر بمرارة الاحساس
منقوشة فى القلب ظللها قمر غارب
بروازها شارب حنين الحب والاخلاص
,,,,,
الصورة جمعت احبّه م الرّياح ماشيـين
بيلوّحوا بالوداع فى ايديهم النياشين
جرّين وراهم تاريخ بالخير سنين فاتو
ويوم ما ماتوا لقيتهم فى القلوب عايشين
,,,,,,
غمّضت عينى لقيت الصورة بالالوان
حتى المشاهد بتتكلم بكل لسان
وتظهر اللوحة مرسومه بامر الله
ودى طبيعة الحياه ما تدّومش للانسان
,,,,,
انا قلت عارف قدر ربّى ومؤمن بيه
لكن فراق الاحبّه مرّ حاسس بيه
والصوره زكرى بتتكرّر بحكم القدر
واللى بينفع بشر لازم يخافوا عليه
,,,,,,
اللوحة عزّة علينا والقزاز مكسور
والدمعه جفّه ف عنيـنا والفؤاد محسور
والفرقه صعبه علينا بس نعمل ايه
واليوم لابد نلاقيه وعلى الجميع ح يدور
,,,,,
ياشجرة الدوم انا واخدك لرمز حبيب
مهما اختفيتى فى قلبى الصوره ما بتغيب
لكن امل وانزرع فى القلب جوايه
(دومى ) معايه ومكتوبنا قدر ونصيب
,,,,,,
برقيّة منىّ بتحيّه للتراب والطين
اللى بيحضن رفاة الحب والغاليين
ح نعيش على الحب ونكمّل مساعيكم
وربى بيكم ح يجمعنا فى يوم الدين
,,,,,,,
تحياتى
ولدك/سعدالشرقاوى

رائد عبد السلام
05/07/2009, 15h43
أستاذنا الأديب
الدكتور أنس

أكرم به من عملٍ أدبي يرقي إلي القصص الخالدة
التي تكرّس عجز الإنسان أمام قوي القدر وغلبته علي أمره
أمام ما يشكل في حياته فلا يستطيع له دفعاً أو رداً ...

استخدمت الرمز ياسيدي بشجرة الدوم ولا يغيب عن العارفين
أن هذه الشجرة لا يأكل منها زارعها غالباً
حيث إنها بطيئة الإثمار طويلة العمر ..
وماأعمقه من رمز تم استخدامه بحرفية قاص أريب.

أحيطت القصة بجوٍّ كارثي يكشف عجز الإنسان وانهيار مقاومته
أمام كل قدريّ من الأمور ومن نافلة القول أن يكون الموت واحد
من تلك الأقدار التي تجثم علي صدر الإنسان وتستهلك الكثير من
فكره دون جدوي ..إذ أنه -كما رمزت سيدي-يأتي بغتة ولا
نملك حياله مقاومة ...
جاءت الألفاظ موحية موشاة بالتعابير القرآنية والألفاظ التراثية
التي أعطت ثقلا للنص وزادته صقلاً فأوصلت المعني
في يسر...وعمق أيضاً

ثم تُختتم القصة بالاستسلام التام وإقرار العجز
حيال ما ترمي به المقادير
وهو قمة النضج في التفكير للخروج من
من ذلك الطرح القدري الذي يفرض نفسه .....الموت
منذ الأزل وإلي الأبد ..فهو كما أسلف نجيب مصر
في رائعته سيظل هو : حديث الصباح والمساء

سلم يراعك ياسيدي فهو لا يسيل منه المداد
بل الخبرة والحكمة ... وحصاد الأيام

لا حرمنا الله من إبداعك
وحضورك الطاغي الآخذ بمجامع القلوب

وتقبل عميق تحياتي

:emrose:

علاء قدرى
05/07/2009, 16h28
سيدى الدكتور الموسوعى د انس البن
هناك دوما خط رقيق ؛ بين من ينظرون ؛ ومن يبصرون ؛ و هناك خط ارق بين من يبصرون و من يتبصرون ؛
وانا راك هنا تنظر ؛ فتبصر ؛ فتتبصر؛ ما حولنا بروية ؛ فتدرك حقيقة الاشياء ؛ وما وراء الاشياء؛ وارى هنا انشودة من يقف فى وجه الريح ؛وحيدا تدافع عن كل صيل ؛دون معين ؛ سيزيف يحمل الصخرة دون كلل ؛ كلما رفعها الى اعلى الجبل ؛ تتدحرج فتعود ؛ فيعود ثانية ؛ وهكذا ثلاث مرات تحملها وحدك دون معين؟؟ اذا هى ليست شجردة دوم ؛ بل ميراث من سبقونا من الاصالة و (الاخلاق) تلك التى تحاول ان تصمد تجاة ما نلقاة من فحش؛ والفة لكل ما هو قبيح
اذا اين ذهب الاخرون ؟؟؟ هى الريح لا تبقى و لا تذر ؛ فاين يختبئؤن منها ؟؟ اراهم استظلوا بشجرة اخرى جديدة ؛ هى الخوف؛ و الخنوع وحدة لما قد يقتلع جذورهم ؛ ويتركهم فى مهب الريح ؛ ليذهب بما تبقى لديهم من انسانية ؛ و جمال
اذا تتصدى لها وحدك دوت كيشوت يحارب طواحين الهواء ؛ ثلاثة مرات من المرارات تكفى ؛ فما جدوى ان تصرخ فى فضاء لا يسمعك احد ؛ هم عيون لا تبصر ؛ واذان لا تسمع ؛فيتساوى البكاء بالغناء ؛ و الموتى مع الاحياء
عزفت يا سيدى على لحن موجع ؛ فاجدت ؛ و عجبا ان قرات مجلدا ؛فاوجزت ؛وتركتنا فى العراء......
((فيا ارض هل تلد الرجال؟؟)؛
اسلوبك سيدى فى رائعتك تلك . له ملمس الحرير على الوجع؛ صوفى الغناء ؛ سهل ممتنع ؛ يجمع بين الواقعية ؛و الرمز ؛ قدمت طبقا متنوع من الحلوى ؛ يختار منها من يشاء ؛ ما يشاء ؛ لكن تبقى مرارة فى الحلق (هل نجد من يشاركنا مرارة الغناء ؛ و ما عساة ان يفعله كى تبقى الاشجار منتصبة فى وجة الريح) وهل يا ترى هناك من يتحمل ثلاث مرات من المقاومة؟؟؟ تبقى مجرد امنيه ؛ ان نحاول و لو لمرة واحدةان نصمد للريح؛
شكرا ثلاث مرات
مرة لابداعك الرائع
مرة لمحاولة ا يقاظ ما نام بداخلنا
مرة ان تركت خيالنا يتحرك ؛ لعل الضمير يتبعة

سعدالشرقاوى
06/07/2009, 09h14
والدى الدكتور /انس البن
ارى اننى اصغر من ان اعلق على الكلمات
وقدسية الكاتب فى قلبى تخجلنى من ذلك
فاقبل منى مشركه ضئيلة لوحشة فراق
من كان رمزه (شجرة الدوم)

مرسوم فى عيننّا صور عاشت لكل الناس
نحتها حكم القدر بمرارة الاحساس
منقوشة فى القلب ظللها قمر غارب
بروازها شارب حنين الحب والاخلاص
,,,,,
الصورة جمعت احبّه م الرّياح ماشيـين
بيلوّحوا بالوداع فى ايديهم النياشين
جرّين وراهم تاريخ بالخير سنين فاتو
ويوم ما ماتوا لقيتهم فى القلوب عايشين
,,,,,,
غمّضت عينى لقيت الصورة بالالوان
حتى المشاهد بتتكلم بكل لسان
وتظهر اللوحة مرسومه بامر الله
ودى طبيعة الحياه ما تدّومش للانسان
,,,,,
فضلت انادى لكن حظى ماوفقنيش
وهو ّصوتى لكن يومها ما سمّعنيش
وخلاص فهمت الكلام وعرفت اخرتها
شوفت نهايتها وانا عاجز ومابيدّيش
,,,,,

انا قلت عارف قدر ربّى ومؤمن بيه
لكن فراق الاحبّه مرّ حاسس بيه
والصوره زكرى بتتكرّر بحكم القدر
واللى بينفع بشر لازم يخافوا عليه
,,,,,,
اللوحة عزّة علينا والقزاز مكسور
والدمعه جفّه ف عنيـنا والفؤاد محسور
والفرقه صعبه علينا بس نعمل ايه
واليوم لابد نلاقيه وعلى الجميع ح يدور
,,,,,
ياشجرة الدوم انا واخدك لرمز حبيب
مهما اختفيتى فى قلبى الصوره ما بتغيب
لكن امل وانزرع فى القلب جوايه
(دومى ) معايه ومكتوبنا قدر ونصيب
,,,,,,
برقيّة منىّ بتحيّه للتراب والطين
اللى بيحضن رفاة الحب والغاليين
ح نعيش على الحب ونكمّل مساعيكم
وربى بيكم ح يجمعنا فى يوم الدين
,,,,,,,
تحياتى
ولدك/سعدالشرقاوى

NAHID 76
06/07/2009, 09h57
بسم الله الرحمن الرحيم
خالى سعد
تحياتى وأحترامى للموهوبين بالفطره

عفاف سليمان
06/07/2009, 10h24
انا قلت عارف قدر ربّى ومؤمن بيه
لكن فراق الاحبّه مرّ حاسس بيه
والصوره زكرى بتتكرّر بحكم القدر
واللى بينفع بشر لازم يخافوا عليه
,,,,,,
اللوحة عزّة علينا والقزاز مكسور
والدمعه جفّه ف عنيـنا والفؤاد محسور
والفرقه صعبه علينا بس نعمل ايه
واليوم لابد نلاقيه وعلى الجميع ح يدور
,,,,,
ياشجرة الدوم انا واخدك لرمز حبيب
مهما اختفيتى فى قلبى الصوره ما بتغيب
لكن امل وانزرع فى القلب جوايه
(دومى ) معايه ومكتوبنا قدر ونصيب
اقول انا بعد الكلام ده ايه:emrose:
يا عم سعد الشرقاوى:)
الله يسعد ايامك وايامى
وايام الجميع
وبجد سعدت بوجودى معاكم:o
اشوف واسمع موالكم وغناكم
الله يديم ع الجميع المحبه
ويرحم شجره الدوم
اللى لها معانى كتير بالكوم
تحياتى للجميع
اختكم عفاف:emrose:

abuzahda
07/07/2009, 00h02
بسم الله الرحمن الرحيم







شجرة الدوم










للمرة الثالثه أجدنى مدفوعا رهبة وخوفا للطواف بنوافذ وأبواب الدار أعيد إحكام غلقها , أتأكد من ثباتها بقطع الأثاث التى وضعتها من خلفها , كانت مع ذلك لا تزال تهتز بشده من ضربات تلك الريح الصرصر العاتيه بصفيرها حينا وأنينها أحيانا وعوائها المزعج ما بين هذا وذاك , لم أر من قبل منظر الفضاء خارج الدار بمثل هذا الجنون والعبث , وأنا أرقبه وجلا حزينا من خلف زجاج الشرفه , ريح ترابية مجنونه ,حمراء تارة وسوداء أخرى وحينا صفراء , تعوي فى صراخ مستمر حاملة كل ما تلقاه فى طريقها من أخضر ويابس , تعبث بالأشجار , تجردها من أوراقها , من غصونها , من أوكار طيورها , قبل أن تجهز عليها وتخلعها من جذورها لتطيح بها فى عنف ...................



تذكرت الشجره , شجرة الدوم العتيقه , آآآآآآه لو أصابها مكروه , إنها تاريخ العائلة مجدها , فخرها , شرفها , غرسها هنا فى هذا المكان جدي السابع لأمى , قيل لنا أنه فلاحٌ ماهرٌ يُضرب به المثل فى الحكمة والفصاحة , خرجت شجرة الدوم من حين غرسها واقفة على ساقين يمتد منهما ذراعان , تتهادى برؤوسها وما تحمله من ثمار كأنها الثريا فى خيلاء ناحية السماء , وبدأت تخرج من أصلها شجيرات وليده كان الآباء والأجداد ينقلونها جيلا بعد جيل فى مزرعةٍ لهم ,إلى أن صارت غابة مترامية الأطراف من أشجار نخيل الدوم , لكن ظلت الشجرة العتيقة الأم لها تفردها وخصوصيتها وهى تقف شامخة وحدها حيث غرسها جدنا الأكبر , ومع توالى السنين وتعاقب الأيام جيلا بعد جيل ,كانت تزداد روعة وبهاء بمنظرها الفريد وبما تحمله, بينما الساقين وما تفرع عنهما يسبغان على النخلة رونقا من الجمال والوقار والجلال , كان يحلو لكل صاحب قلب سليم أن يديم النظر بعينيه إليها متأملا روعة الخالق جل وعلا فى بديع صنعه , كنا نراها شجرة صالحه وهى تمد ساقيها ناحية السماء كأنها عابد متبتل خاشع يرفع ذراعيه فاردا كفيه بالدعاء يرجو رحمة ربه شاكرا لأنعمه ......................



آآآآآآآآآآآآآه لو أصابها مكروه وهى التى ظلت عشرات السنين تقف شامخة ثابتة مكانها تقاوم نوائب الدهر وقسوة الليالى والأيام , لا تضن ولا تبخل بعطائها على جميع الناس , كم لعبنا حواليها أطفالا وتسلقناها فتية , جلسنا تحتها نتسامر ونتحاور ونحن نأكل من ثمارها , نستظل بظلها ونمتع العين والنفس بالنظر إليها , نداوى بها عللا شتى , وكان الكثير من الناس يتبرك بها ويحلف بها ولا يحلف بها إلا من لم يعهد عليه الناس كذبا , شجرة تعطى كل ما فيها لكل أحد ولا تأخذ من أحد شيئا ...........



عدوت إلى النافذة التى تطل عليها , دققت النظر ناحيتها وسط ضباب التراب والغبار الذى حجب ضوء الشمس ونور القمر , هالنى ما رأيت شجرة الدوم الراسخة التى عاشت عشرات من السنين لا يصيبها ضيم أو أذى , ها هى وقد صارت ريشة فى مهب ريح صرصر عاتيه , كأنها غريق يصارع جبال الموج ....



صرخت بأعلى صوتي طالباً النجده , لكني لم أسمع لصوتي صدى , على من أنادي ,تذكرت أنه لا أحد معي بالدار , ماذا أفعل وأنا أرى شجرة العز والمجد والشرف قاب قوسين أو أدنى من السقوط , جريت ناحية الباب حاولت فتحه لكني وجدت الريح المجنونة تدفعني بعنف وقسوة داخل الدار محملا بكل ما تحمله من أتربة ودخان , أعدت غلق الباب وأنا فى عجب من أمري ما الذى يمكنني فعله وحدي أمام تلك الريح القاسية التى لا تبقي ولا تذر , حتى لو وجدت أحداً معي , ما الذي يمكننا فعله فى مواجهة هذا الكرب العظيم, إستسلمت لليأس , عدت إلى النافذه لألقى آخر نظرة على الشجره وقد نامت وادعة ساكنة بساقيها مكانها على سطح الأرض , قلت فى نفسى ............ أخيراً .... آن لها أن تستريح , أجل تستريح من جنون ريح عاتيه وبشر عاجز مغلوب على أمره ..



ثم نمت ...................


.... تمت ...






سيّدي الوالد الأديب
:emrose:الدكتور أنس:emrose:

حيّرتني .....

فلم أعرف من أي الجهات آتي التعليق على هذه البُرهةِ الطويلة

ربما معرفتي بمشربك الصوفي الرائِق يميل بي لجهةِ الباطِنِ من المعاني ، فأكون قد حمّلت النصّ ما يضعني في التـُّهَم (...)

فإني أميلُ إلى التأويل الباطنيّ لمصير الشجرة ، و هذا - و الله - لا يصحُّ إلا بصالونٍ مُغلقٍ على أهل التصديق

أما تشريف النص بالألفاظ القرآنيّة ، فهو جناحٌ يعين على التحليق إلى جواهر المعاني، أيضاً
:emrose:
يا لها من حيرةٍ ، حين يكون الخيار بين البوحِ و الإمساك
:emrose:
و لم أعجب لبنيان أقصوصتك ، فالذي أنجز "السيرة الشافعية" بقالبها الروائي ، يكون إنشاء قصة - بالنسبةِ له - كبنـّاءِ ناطحات سحاب ، طـُلِبَ منه أن يقيم كوخاً

وشوَشة..........................
طلع المستخبي يا سيدنا
ما تخالفش عوايد كرمك معانا

abuzahda
07/07/2009, 01h27
مرسوم فى عيننّا صور عاشت لكل الناس
نحتها حكم القدر بمرارة الاحساس
منقوشة فى القلب ظللها قمر غارب
بروازها شارب حنين الحب والاخلاص
,,,,,
الصورة جمعت احبّه م الرّياح ماشيـين
بيلوّحوا بالوداع فى ايديهم النياشين
جرّين وراهم تاريخ بالخير سنين فاتو
ويوم ما ماتوا لقيتهم فى القلوب عايشين


:emrose:عمّي سعد:emrose:

ممكن سؤال :

ويوم ما ماتوا لقيتهم فى القلوب عايشين

جبتها منين الصورة دي؟

أقصد يعني ، كنت عامل وِرْدْ مُعـَيَّن قبلها له علاقة بالفتوح ؟

يا :emrose:عمّي:emrose: ، و الله ، إنت زي ما قلتلك من كام جمعة فاتو :

أرغول حاضن ربابة

M O H A M E D
07/07/2009, 15h26
القصة تحتمل قراءات متعددة و أكثر من تأويل
أراها كصافرة إنذار ...
فالريح تعصف بكل جميل و أصيل .. دونما اهتمام من أحد !
و هذه الشجرة الأصيلة لم تكن تسقط سريعاً إذا التف حولها محبوها و المستفيدون من خيراتها

أشكرك يا د.أنس على القصة الجميلة التي تدعونا إلى التفكير فضلاً عن استمتاعنا بجمال الصياغة و الأسلوب
بارك الله فيك .

د أنس البن
08/07/2009, 19h11
حضرات السيدات والساده
ناهد هانم
علاء طه ياسين
إسلام
عفاف سليمان
سعد الشرقاوى
رائد المصرى
علاء قدرى
سيد ابو زهده
د محمد السلامونى

لم أكن أتصور أبدا أن تلقى تلك الأسطر القليله تلك الحفاوة الكبيره من حضراتكم
سعد بكل كلمة قرأتها فى مداخلاتكم وسعدت أكثر بتأويلاتكم العبقريه لهذا النص البسيط المتواضع
وهو بنظرى لا يزيد على مجرد فكره دارت فى رأسى ذات ليله قمت بعدها , أفرغتها على الوورد ثم وضعتها فى منتدانا بعد تردد شديد أخذ الوقت الأكبر منى , فلا أثقل ولا أمر من أن يعرض الإنسان عقله على الناس هكذا
الحقيقه كل مداخلة لحضراتكم تستحق منى ردا مطولا منى لكنى وجدت كم هو عسير هذا الأمر على مثلى ولا أخفيكم سرا أنى أغبط صديقى الشاعر سيد ابو زهده وصديقى الشاعر كمال عبد الرحمن على ردودهما المطوله على كل مشاركه ودأبهما على تحرى ذلك الأمر دون سهو أو نسيان , وهى ردود تستحق والله أن نجمعها ونعيد قراءتها لروعتها ودسامتها ومراميها البعيده العبقريه
أحييكم وأقبل رؤوسكم جميعا

عبد الحميد سليمان
09/07/2009, 03h27
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب الكريم الأديب/الدكتور أنس بيك البن0000حفظك الله وآلك ومحبيك من كل سوء000سلام الله عليكم جميعا ورحمته وبركاته آل البن ومن عرفهم وأحبهم واستظل بظلهم0000وبعد
لقد استمعت بهذا العمل الأدبي الرائع شجرة الدوم وفهمت رمزية ما تقول واستكنهت غاية النص واستمتعت بلغته الرصينة العربية القرآنية واستأنست بذلك كله أو إن شئت قلت آنست الي ذلك كله
والرائع الذي لا ينبغي أن يغيب عن التنويه ,أن التعليقات علي ذلك النص الثري ,مثلما أثرته جاءت في بعض حينها كانفعالات وابداعات أدبية رائعة سامية استنفرها النص لتسير معه وبه في درب واحدة وتلك لعمري قيمة كبري مضافة الي عمل الأديب وهي أن يستنهض القرائح ويستفز السواكن ولعلك تستدعي الي ذاكرتك معي تلك المساجلات الشعرية بين شعراء العربية الكبار ومنهم جرير بن عطية الخطفي والفرزدق ومجاشع والحطيئة ,ومساجلات العقاد وشوقي وغيرهم00أخي الكريم000لن أستطرد في التحليل والشرح مخافة مظنة المجاملة التي تقتات أحيانا علي روعة الإبداع0000 حييت من أديب وإنسان وأريحي كريم000وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته والي لقاء قريب إن شاء الله000أخوكم دكتور عبد الحميد سليمان

رغـد اليمينى
09/07/2009, 11h22
شجرةالدوم


للمرة الثالثه أجدنى مدفوعا رهبة وخوفا للطواف علىنوافذ وأبواب الدار أعيد إحكام غلقها , أتأكد من ثباتها بقطع الأثاث التى وضعتها منخلفها , كانت مع ذلك لا تزال تهتز بشده من ضربات تلك الريح الصرصر العاتيه بصفيرهاحينا وأنينها أحيانا وعوائها المزعج ما بين هذا وذاك , لم أر من قبل منظر الفضاءخارج الدار بمثل هذا الجنون والعبث , وأنا أرقبه وجلا حزينا من خلف زجاج الشرفه , ريح ترابية مجنونه ,حمراء تارة وسوداء أخرى وحينا صفراء , تعوى فى صراخ مستمر حاملةكل ما تلقاه فى طريقها من أخضر ويابس , تعبث بالأشجار , تجردها من أوراقها , منغصونها , من أوكار طيورها , قبل أن تجهز عليها وتخلعها من جذورها لتطيح بها فى عنف ...................

تذكرت الشجره , شجرة الدوم العتيقه , آآآآآآه لو أصابها مكروه , إنهاتاريخ العائلة مجدها , فخرها , شرفها , غرسها هنا فى هذا المكان جدى السابع لأمى , قيل لنا أنه فلاحا ماهرا يضرب به المثل فى الحكمة والفصاحة , خرجت شجرة الدوم منحين غرسها واقفة على ساقين يمتد منهما ذراعين , تتهادى برؤوسها وما تحمله من ثماركأنها الثريا فى خيلاء ناحية السماء , وبدأت تخرج من أصلها شجيرات وليده كان الآباءوالأجداد ينقلونها جيلا بعد جيل فى مزرعة لهم ,إلى أن صارت غابة مترامية الأطراف منأشجار نخيل الدوم , لكن ظلت الشجرة العتيقة الأم لها تفردها وخصوصيتها وهى تقفشامخة وحدها حيث غرسها جدنا الكبير , ومع توالى السنين وتعاقب الأيام جيلا بعد جيل ,كانت تزداد روعة وبهاء بمنظرها الفريد وبما تحمله, بينما الساقين وما تفرع منهمايسبغان على النخلة رونقا من الجمال والوقار والجلال , كان يحلو لكل صاحب قلب سليمأن يديم النظر بعينيه إليها متأملا روعة الخالق جل وعلا فى بديع صنعه , كنا نراهاشجرة صالحه وهى تمد ساقيها ناحية السماء كأنها عابد متبتل خاشع يرفع ذراعيه فارداكفيه بالدعاء يرجو رحمة ربه شاكرا لأنعمه ......................

آآآآآآآآآآآآآه لوأصابها مكروه وهى التى ظلت عشرات السنين تقف شامخة ثابتة مكانها تقاوم نوائب الدهروقسوة الليالى والأيام , لا تضن ولا تبخل بعطائها على جميع الناس , كم لعبناحواليها أطفالا وتسلقناها فتية , جلسنا تحتها نتسامر ونتحاور ونحن نأكل من ثمارها , نستظل بظلها ونمتع العين والنفس بالنظر إليها , نداوى بها عللا شتى , وكان الكثيرمن الناس يتبرك بها ويحلف بها ولا يحلف بها إلا من لم يعهد عليه الناس كذبا , شجرةتعطى كل ما فيها لكل أحد ولا تأخذ من أحد شيئا ...........

عدوت إلى النافذةالتى تطل عليها , دققت النظر ناحيتها وسط ضباب التراب والغبار الذى حجب ضوء الشمسونور القمر , هالنى ما رأيت شجرة الدوم الراسخة التى عاشت عشرات من السنين لايصيبها ضيم أو أذى , ها هى وقد صارت ريشة فى مهب ريح صرصر عاتيه , كأنها غريق يصارعجبال الموج ....

صرخت بأعلى صوتى طالبا النجده , لكنى لم أسمع لصوتى صدى , على من أنادى ,تذكرت أنه لا أحد معى بالدار , ماذا أفعل وأنا أرى شجرة العز والمجد والشرف قابقوسين أو أدنى من السقوط , جريت ناحية الباب حاولت فتحه لكنى وجدت الريح المجنونةتدفعنى بعنف وقسوة داخل الدار محملا بكل ما تحمله من أتربة ودخان , أعدت غلق البابوأنا فى عجب من أمرى ما الذى يمكننى فعله وحدى أمام تلك الريح القاسية التى لا تبقىولا تذر , حتى لو وجدت أحدا معى , ما الذى يمكننا فعله فى مواجهة هذا الكرب العظيم, إستسلمت لليأس , عدت إلى النافذه لألقى آخر نظرة على الشجره وقد نامت وادعة ساكنةبساقيها مكانها على سطح الأرض , قلت فى نفسى ............ أخيرا .... آن لها أنتستريح , أجل تستريح من جنون ريح عاتيه وبشر عاجز مغلوب على أمره ..

ثم نمت ...................



http://up1.mlfnt.net/images/dk2qthta6qqx0lhz128.gif (http://up1.mlfnt.net/)


المُفكر والآديب الراقى الكبير



((( د.أنـس البـن )))



تحية مُكللة بالعود والعنبر والمِسك الآذفز



لله درّك يا سيدى ، صدقً أقول إننى كنتُ منسجمة وذهبت


إلى وادى أخر قبل أن أتابع قراءة هذه الخريدة


الرائعة بعين شرهه وعقل شارد وشيئاً فشيئا بدأت

أنزاح من انسجامي لأركن صوب شجرة الدوم حتى لفَّتنى


بظِلها لفا


هًناك مُناسبة أحببت ان أدرجها هُنا لفتح أقواس


الروعة للعمل والتى إستفذت بى شيئاً أريد أن أتكلم

عنه

ألا وهوَ فلسفة الجمال بإعتبارها أحد فروع

الدراسات الفلسفية التى تُناقش أثر الواقع المعاش

بتحدياته على ذائقة الشعوب ومشاكله على الوجه

الخاص ، لذلك نجد إيمان أى شعب نحو تراث حضارته

وثقافته وأصول حِكمته وموروثاته الدينية

والروحية ، عادة ما يكون لها أثر على إبداعه

الفنى ، كذلك الواقع السياسى سواء كان فى حاله

إستقرار سياسى أو حرب أو إحتلال وقمع أثر سوف

يؤثر على ذائقة الأمه و الشعب بصفه عامه فيما ما

قد يبدعه ،،

.. النص يفتح أمام المتلقى الكثير والكثير من

نوافذ التساؤل والدهشة و الكثير من التاؤيلات ،،

صوت الراوى كان ظاهراً من بداية العمل حتى نهايته

فكان السرد بضمير المُتكلم وليس الغائب ..هذا

يشد إنتباه المُتلقى للعمل على إنه أمام سيرة أو

حدث حقيقى فيتوحد مع العمل بشكل سريع ،، إلا أن

عيبه الوحيد إنه يسلب القارئ قدرته على التجريد

والنقد للنص بشكل عام بعكس إذا كان السرد بضمير

الغائب الذى يعطى المتلقى مسافة للحكم على مجرى

العمل ككل

بالنسبة لجمالية العمل

مابين الأبيض والأسود... مكثت أتامل روعه حروفك

وأتقافز بين السطور ما بين الواقع والخيال

وإسقاطات رسمها لنا الكاتب لحظة نابضة بالزمان

والمكان لذلك ألقت هذه القصة أو بالآحرى هذه

الشجرة بظِلها داخل العقل والروح معاً ....لتلامس

ألمنا وعذابنا وتمزق قلوبنا المُنهارة أمام هول

الاحداث اليومية لأمتنا العربية والإسلامية المتمزقه

إطار العمل كاد أن يأخذ الشكل المسرحى للغته

الفصيحة وجمله المُكثفة مع تنامى الدراما بشكل راقِ

وجميل ، كما أن إغفال بعض الآحداث التى أعتبرها

خلفية غير مفيدة للعمل ككل فأصبح التركيز على

مسار العمل نحو فكرتها وحفظ تدفقه ليسير فى مسار

رائع يجعلنا فى شوق لمتابعه أحداثها وما سوف

تقتلعه هذه الرياح بأرض الواقع ،،

إلى أن نصل لنهايتها القاتمة وأن جائت مريحة

ومناسبة لسياق العمل فالنهايات السوداء تكون


أقرب الى المصداقية عن غيرها.. لنستخرج هذه


الرسالة التى أراد الكاتب إيصالها لنا على طبق من

ذهب

مشيراً إلا أننا نساير واقع مؤلم في أحط عصور الظلام


وأسوأ عصور الردّ..

قلت فى نفسى ............ أخيرا .... آن لها أنتستريح , أجل تستريح من جنون ريح عاتيه وبشر عاجز مغلوب على أمره ..

حبذا لو اغلقت هكذا ولا داعى لثمَ أو أن تكون

مفاجأة بأنه إستيقظ من غفوة أو من سبات لحظة

كما أشار أخى الفاضل إسلام بمداخلته أنفاً

. اللهم أحيى قلوبنا بآياتِكَ ودَلنا ولا تضلنا لخير

طريق نسلك به رضاك ونتجب به غضبك وسخطك ..


أستاذى الجليل، اعتذر على الإطاله

جزيل الشكر لكَ وتحياتى لهذا العمل البديع

تقبل منى هذا المرور المتواضع وفى إنتظار المزيد


لكَ معترك من الإبداع سمو وإلتماع


(( :emrose: ))


http://up1.mlfnt.net/images/dk2qthta6qqx0lhz128.gif (http://up1.mlfnt.net/)

يوسف أبوسالم
02/08/2009, 11h07
بسم الله الرحمن الرحيم










http://www.sama3y.net/forum/attachment.php?attachmentid=154980&stc=1&d=1246783322







شجرة الدوم








للمرة الثالثه أجدنى مدفوعا رهبة وخوفا للطواف على نوافذ وأبواب الدار أعيد إحكام غلقها , أتأكد من ثباتها بقطع الأثاث التى وضعتها من خلفها , كانت مع ذلك لا تزال تهتز بشده من ضربات تلك الريح الصرصر العاتيه بصفيرها حينا وأنينها أحيانا وعوائها المزعج ما بين هذا وذاك , لم أر من قبل منظر الفضاء خارج الدار بمثل هذا الجنون والعبث , وأنا أرقبه وجلا حزينا من خلف زجاج الشرفه , ريح ترابية مجنونه ,حمراء تارة وسوداء أخرى وحينا صفراء , تعوى فى صراخ مستمر حاملة كل ما تلقاه فى طريقها من أخضر ويابس , تعبث بالأشجار , تجردها من أوراقها , من غصونها , من أوكار طيورها , قبل أن تجهز عليها وتخلعها من جذورها لتطيح بها فى عنف ...................



تذكرت الشجره , شجرة الدوم العتيقه , آآآآآآه لو أصابها مكروه , إنها تاريخ العائلة مجدها , فخرها , شرفها , غرسها هنا فى هذا المكان جدى السابع لأمى , قيل لنا أنه فلاحا ماهرا يضرب به المثل فى الحكمة والفصاحة , خرجت شجرة الدوم من حين غرسها واقفة على ساقين يمتد منهما ذراعين , تتهادى برؤوسها وما تحمله من ثمار كأنها الثريا فى خيلاء ناحية السماء , وبدأت تخرج من أصلها شجيرات وليده كان الآباء والأجداد ينقلونها جيلا بعد جيل فى مزرعة لهم ,إلى أن صارت غابة مترامية الأطراف من أشجار نخيل الدوم , لكن ظلت الشجرة العتيقة الأم لها تفردها وخصوصيتها وهى تقف شامخة وحدها حيث غرسها جدنا الكبير , ومع توالى السنين وتعاقب الأيام جيلا بعد جيل ,كانت تزداد روعة وبهاء بمنظرها الفريد وبما تحمله, بينما الساقين وما تفرع منهما يسبغان على النخلة رونقا من الجمال والوقار والجلال , كان يحلو لكل صاحب قلب سليم أن يديم النظر بعينيه إليها متأملا روعة الخالق جل وعلا فى بديع صنعه , كنا نراها شجرة صالحه وهى تمد ساقيها ناحية السماء كأنها عابد متبتل خاشع يرفع ذراعيه فاردا كفيه بالدعاء يرجو رحمة ربه شاكرا لأنعمه ......................



آآآآآآآآآآآآآه لو أصابها مكروه وهى التى ظلت عشرات السنين تقف شامخة ثابتة مكانها تقاوم نوائب الدهر وقسوة الليالى والأيام , لا تضن ولا تبخل بعطائها على جميع الناس , كم لعبنا حواليها أطفالا وتسلقناها فتية , جلسنا تحتها نتسامر ونتحاور ونحن نأكل من ثمارها , نستظل بظلها ونمتع العين والنفس بالنظر إليها , نداوى بها عللا شتى , وكان الكثير من الناس يتبرك بها ويحلف بها ولا يحلف بها إلا من لم يعهد عليه الناس كذبا , شجرة تعطى كل ما فيها لكل أحد ولا تأخذ من أحد شيئا ...........



عدوت إلى النافذة التى تطل عليها , دققت النظر ناحيتها وسط ضباب التراب والغبار الذى حجب ضوء الشمس ونور القمر , هالنى ما رأيت شجرة الدوم الراسخة التى عاشت عشرات من السنين لا يصيبها ضيم أو أذى , ها هى وقد صارت ريشة فى مهب ريح صرصر عاتيه , كأنها غريق يصارع جبال الموج ....



صرخت بأعلى صوتى طالبا النجده , لكنى لم أسمع لصوتى صدى , على من أنادى ,تذكرت أنه لا أحد معى بالدار , ماذا أفعل وأنا أرى شجرة العز والمجد والشرف قاب قوسين أو أدنى من السقوط , جريت ناحية الباب حاولت فتحه لكنى وجدت الريح المجنونة تدفعنى بعنف وقسوة داخل الدار محملا بكل ما تحمله من أتربة ودخان , أعدت غلق الباب وأنا فى عجب من أمرى ما الذى يمكننى فعله وحدى أمام تلك الريح القاسية التى لا تبقى ولا تذر , حتى لو وجدت أحدا معى , ما الذى يمكننا فعله فى مواجهة هذا الكرب العظيم, إستسلمت لليأس , عدت إلى النافذه لألقى آخر نظرة على الشجره وقد نامت وادعة ساكنة بساقيها مكانها على سطح الأرض , قلت فى نفسى ............ أخيرا .... آن لها أن تستريح , أجل تستريح من جنون ريح عاتيه وبشر عاجز مغلوب على أمره ..



ثم نمت ...................


.... تمت ...






الدكتور أنس البن
أسعد الله مساءك

ثم نمت ....!!
وكانت هذه الجملة القصيرة هي الجملة التي
أردت أن أحذفها من نهاية القصة
وتبقى النهاية مغلوب على أمره ...!
فمن يستطيع النوم أمام هذا الأسئلة العاصفة التي أثارتها القصة
وكيف نقرأ قصة مثل هذه تتعدد فيها القراءات والإحالات
فالشجرة يكمن أن تكون
الأرض الخصبة التي هجرها أصحابها
أو الأرض التي احتلها المحتلون
ويمكن أن تكون ..مصر العتيقة التي طرأت عليها تغيرات بفعل الأنظمة السياسية وعبثها
وبفعل ما يسمى بالحداثة والعولمة
ويمكن أن تكون ...رمزا للفرد العربي الذي أمسى عاجزا في كل شيء
ورمزا لفقدان العمل الجماعي الذي لم يجد معه الراوي أحدا يعينه على إنقاذ الشجرة
ورمزا كما قال كثير من الزملاء عن العجز البشري عموما أمام ضربات القدر العاتية
لذلك فإن هذا النص يفتح الباب على مصراعية للتأويل
ويمكن لكل متلق أن يختار ما يناسبه من إسقاط
وهذه فيما أرى أهم ميزة يمكن أن نصف بها العمل الأدبي المميز
أنه يقرأ من زوايا متعددة
ولعل هذه تعود إلى قدرة ممتازة لدى الكاتب وحرفية قد يفتقدها متمرسون
في كتابة القصة القصيرة
شكرا لك دكتور أنس
على كل تلك الأسئلة التي أثرتها في نفوسنا وعقولنا
وتحياتي