المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رأيت فيما يرى الصاحى ـ (قصة)


علاء قدرى
23/06/2009, 15h25
رايتنى اسير فى الشارع ؛فى جو ضبابى كالح...يملؤه الغبار...مهترئة ملابسى؛و بثور على الوجه تطفو ..تنبيت جراحا
وقطرات من العرق تسيل لزجة ؛كالصمغ؛واحمل تحت الابطين اوراقا؛اسال نفسى :ما لهذا المكان استحال موحشا ..غريبا؛كئيبا؛و كانما خرج من بين معطف من السحر اسودا؟؟
استدرت؛رايت نهرا راكدا ..على جانبيه اشجارسود يعلو فروعها ..غربان و بوم ؛تتشاجر؛وغطى الساق جيشات من الذباب و الفئران؛التحما معا و التصقا فى تكامل عجيب؛حتى اخفا الساق فلا تلقى له دليلا؛يطفو على صفحة الماء جاموسا
ميتا؛و كلاب؛و زجاجات كثيرة؛و نفايات وورق؛وسمك متحجر كالخشب..
ورايت اناسا اعرفهم جيدا ؛وخلقا كثيرا اجهلهم؛تدلت عيونهم الحجريةعلى الذقن؛لا تلوى على شئ؛و اذانهم مطموسة؛لا تستبين لها اثرا؛و على رؤسهم نبتا كالشوك.
رايتهم يتدافعون نحو النهر؛يدلون باوعيةقذرة نحو الماء ؛فيخرج لهم الوعاءباكيا ملطخا بالدم ؛و الذباب ؛و العفن.
والناس يشربون ...و يغتسلون...فتستزيد وجههم مسخا ؛وقسوة ؛و مرارة
دنوت من احدهم بخطوات مشرئبة بالفزع الموشى بالحيرة؛القيت عليه سلاما...فلم يرد؛و اشار بوجهه الخشبى الى لوحة مكتوبة تشير الى اتجاه النهر...
((هنا سرادقا للعزاء....فتقدم ...و اغتسل))
تقدمت خطوتين الى (الوراء)
تبعثرت اوراقى ؛وطارت فى الهواء
رايتنى اعدو؛فرار؛ و رعبا
وتركض نحوى بعض الذئاب

Tarek Elemary
23/06/2009, 15h58
صديقى المبدع ظهر و إنتفض من وراء ستائر التمنع
كنت على يقين من عدم صمود تمنعك عن المشاركة بإبداعاتك التى لم يكن عندى شك فى وجودها
و اول الغيث قطرة .... فإنهمر أيها الطوفان الجميل

رأيتنى أسير فى الشارع ؛فى جو ضبابى كالح...يملؤه الغبار...مهترئة ملابسى؛و بثور على الوجه تطفو ..تنبيت جراحا وقطرات من العرق تسيل لزجة ؛كالصمغ؛واحمل تحت الابطين اوراقا؛اسال نفسى :ما لهذا المكان استحال موحشا ..غريبا؛كئيبا؛و كانما خرج من بين معطف من السحر اسودا؟؟

كثيرا ما تغيم الدنيا فى وجوهنا و نرى هذا الكابوس فى هذا العالم الموحش القفر من المشاعر و الملطخ بكل صنوف العطب


استدرت؛رايت نهرا راكدا ..على جانبيه اشجارسود يعلو فروعها ..غربان و بوم ؛تتشاجر؛وغطى الساق جيشات من الذباب و الفئران؛التحما معا و التصقا فى تكامل عجيب؛حتى اخفا الساق فلا تلقى له دليلا؛يطفو على صفحة الماء جاموسا
ميتا؛و كلاب؛و زجاجات كثيرة؛و نفايات وورق؛وسمك متحجر كالخشب..
ورايت اناسا اعرفهم جيدا ؛وخلقا كثيرا اجهلهم؛تدلت عيونهم الحجريةعلى الذقن؛لا تلوى على شئ؛و اذانهم مطموسة؛لا تستبين لها اثرا؛و على رؤسهم نبتا كالشوك.
رايتهم يتدافعون نحو النهر؛يدلون باوعيةقذرة نحو الماء ؛فيخرج لهم الوعاءباكيا ملطخا بالدم ؛و الذباب ؛و العفن.
والناس يشربون ...و يغتسلون...فتستزيد وجههم مسخا ؛وقسوة ؛و مرارة
دنوت من احدهم بخطوات مشرئبة بالفزع الموشى بالحيرة؛القيت عليه سلاما...فلم يرد؛و اشار بوجهه الخشبى الى لوحة مكتوبة تشير الى اتجاه النهر...

تعبير عن تنافر مع المحيط و كفرٌ بما آل إليه الحال و الأحوال أشاركك فيه المشاعر ذاتها و معاناة الإنفصال عن الواقع المرير الذى نحياه و شتى مناحى حياتنا

((هنا سرادقا للعزاء....فتقدم ...و اغتسل))
تقدمت خطوتين الى (الوراء)

قمة التمكن فى التعبير فى هذا التضاد و الشيزوفرينيا التى نحياها و خلط المفاهيم و لبس الحق ثوب الباطل و ضياع مقاييس الحكم على الأمور (التقدم للوراء)

تبعثرت اوراقى ؛وطارت فى الهواء
رايتنى اعدو؛فرار؛ و رعبا
وتركض نحوى بعض الذئاب

أفهم الفرار هذا على أنه هروب من التسليم بالواقع و عدم الإستسلام و رغبة فى المقاومة و محاولة التعلق بثورة تصحيح حقيقية لما حولنا و لكن طيور الظلام تأبى إلا أن نسلم بقواعد اللعبة و معطيات الواقع المفروض عنوة
فهل نحن مستسلمون؟
تلك قراءة أولى على عجل لم أستطع منع نفسى من التأثر بها و لكن .... لنا عودة

علاء قدرى
23/06/2009, 18h49
اخى و صديقى الشاعر طارق
ما اشارت به كلماتك من قبول لتلك الخاطرة اسعدتنى كثيرا؛
ولكن صدقنى ؛هى خاطرة طرات على الذهن فجاة؛ربما لتريح صدرى شئ ما؛فقفزت على صفحة النت على غير رغبة منى؛ربما كانت لغة يعمها السواد؛ و لكن شئ ما فى نفسى دفعنى لان اكتبها دون ترو او تنقيح او تهذيب؛فصارت مهترئه
ولكنى لا اكتمك سرا (استرحت)
فهى رسالة وحسب
وها قد بلغت

رغـد اليمينى
24/06/2009, 02h28
http://up1.mlfnt.net/images/zwvhzv084e76ni7fdh0.gif (http://up1.mlfnt.net/)


الكاتب الأستاذ القدير



((( عـلاء قـدرى )))



صباح الخير والخيرات


بدايةً أهنئك على ظهور أو عمل أدبى لكَ هُنا فى هذا المُلتقى الجميل
وبغض النظر عن ما كان العمل خاطرة أو قصة قصيرة فجميعها مسميات لا تعترف بها لحظات الإبداع فى كثير من الآحوال،،
وإن صح القول أرَها مرثية وطنية بكائية بطعم مرارة الحياة الذى يتذوقه الغالبية العظمى مِن الناس إذا صح القول ،مع غُلاف كبير مِن الخوف خيم على جدار العمل ينصب فى هذا القاع المكتظ بهموم الإنسان
( الخوف من المستقبل ) وهى الحاله العامة التى نعيشها الآن وفى زمننا هذا
فانظر معى أيام اجدادنا أيام الآمان صعب جداً وقليل أن تجد من يخاف ، ولكن انظر معى الآن من الصعب بل من المستحيل أن تجد من يشعر بالآمان ،،
نأتى لسبر أغوار هذه المرثية ( الخاطرة أو ق .ق .ج ) من جمالية السرد ، فكرة ، وحبكة درامية ، إلى النهاية ولحظة التنوير ،،
إقترب السرد كثيراً نحو الشكل الدائرى وبلُغة الواقع وسحرية اللا معقول ففى المقدمة نجد خلفية بصوت الكاتب تلازم القارئ عند أول سطر وحتى نهاية العمل ، إلا أنها أضافت شكل بنائى جديد فى صناعة القصة ،
بالنسبة لفكرتها وهى الرسالة التى يريد الكاتب إيصالها لدى القارئ مِن خلال نصه ،
والذى بدا لى كرؤية مُستقبلية لآحوال الآمة والكابوس المُروع الذى يهدد مُستقبلها ، ثم يأتى الصراع داخل العمل وهى الهالة السوداء القادمة نحوهذا الجيل بخوف من الطاعون أو عدو مُتربص وحزن وقلق على ملامح
وطن ، هُناك بعض التجرّيد فى النص وإحاله رموزها لآكثر مِنْ معنى مع النهاية التى أعطت مساحة لدى القارئ للإمساك بخيوط فِكرتها وبأكثر مِن تأويل ،،
أعجبتنى كثيراً وإن كانت بداية فهى بداية مُوفقة وعمل بديع يضاف لنتاجِكَ الآدبى القادم بإذن الله ،،

فيض قلمِكَ السيّال وهذا الفِكر المتوقد ألقاً جعلنا فى شوق لرؤية عمل جديد لكَ فلا تتأخر علينا ...

أدام الله السعادة فى قلبك وأبعد عنا وعنك كل حزن وألم ،،

وعطر أيامك بِذكره ،،

وافـــر التحية ،،

http://up1.mlfnt.net/images/zwvhzv084e76ni7fdh0.gif (http://up1.mlfnt.net/)

علاء قدرى
24/06/2009, 04h01
http://up1.mlfnt.net/images/zwvhzv084e76ni7fdh0.gif (http://up1.mlfnt.net/)




الكاتب الأستاذ القدير



((( عـلاء قـدرى )))



صباح الخير والخيرات


بدايةً أهنئك على ظهور أو عمل أدبى لكَ هُنا فى هذا المُلتقى الجميل
وبغض النظر عن ما كان العمل خاطرة أو قصة قصيرة فجميعها مسميات لا تعترف بها لحظات الإبداع فى كثير من الآحوال،،
وإن صح القول أرَها مرثية وطنية بكائية بطعم مرارة الحياة الذى يتذوقه الغالبية العظمى مِن الناس إذا صح القول ،مع غُلاف كبير مِن الخوف خيم على جدار العمل ينصب فى هذا القاع المكتظ بهموم الإنسان
( الخوف من المستقبل ) وهى الحاله العامة التى نعيشها الآن وفى زمننا هذا
فانظر معى أيام اجدادنا أيام الآمان صعب جداً وقليل أن تجد من يخاف ، ولكن انظر معى الآن من الصعب بل من المستحيل أن تجد من يشعر بالآمان ،،
نأتى لسبر أغوار هذه المرثية ( الخاطرة أو ق .ق .ج ) من جمالية السرد ، فكرة ، وحبكة درامية ، إلى النهاية ولحظة التنوير ،،
إقترب السرد كثيراً نحو الشكل الدائرى وبلُغة الواقع وسحرية اللا معقول ففى المقدمة نجد خلفية بصوت الكاتب تلازم القارئ عند أول سطر وحتى نهاية العمل ، إلا أنها أضافت شكل بنائى جديد فى صناعة القصة ،
بالنسبة لفكرتها وهى الرسالة التى يريد الكاتب إيصالها لدى القارئ مِن خلال نصه ،
والذى بدا لى كرؤية مُستقبلية لآحوال الآمة والكابوس المُروع الذى يهدد مُستقبلها ، ثم يأتى الصراع داخل العمل وهى الهالة السوداء القادمة نحوهذا الجيل بخوف من الطاعون أو عدو مُتربص وحزن وقلق على ملامح
وطن ، هُناك بعض التجرّيد فى النص وإحاله رموزها لآكثر مِنْ معنى مع النهاية التى أعطت مساحة لدى القارئ للإمساك بخيوط فِكرتها وبأكثر مِن تأويل ،،
أعجبتنى كثيراً وإن كانت بداية فهى بداية مُوفقة وعمل بديع يضاف لنتاجِكَ الآدبى القادم بإذن الله ،،

فيض قلمِكَ السيّال وهذا الفِكر المتوقد ألقاً جعلنا فى شوق لرؤية عمل جديد لكَ فلا تتأخر علينا ...

أدام الله السعادة فى قلبك وأبعد عنا وعنك كل حزن وألم ،،

وعطر أيامك بِذكره ،،

وافـــر التحية ،،


http://up1.mlfnt.net/images/zwvhzv084e76ni7fdh0.gif (http://up1.mlfnt.net/)

الاديبة الفاضلة؛و صاحبة القلم المبصر؛و الرؤية المستنيرة الاستاذة رغد
مرور كلماتك العاطرة على خاطرتى ؛قطرة غيث اصابت نبت صغير؛فاستطال منتشيا؛فتلك الخاطرةالتى اعرف جيدا انها لا تسر خاطر الكثيرين؛ممن لا يعجبهم تلك اللهجة القاسية
التى اعبر عنهاعما اراه؛ويتحاشى بعض الناس عن رؤيتة؛واعتقاد البعض انى ازيد الصورة بشاعةغير مطلوبه
لكنى اتحرى صدقا فى مشاعرى دون زيف او خوف من ردة الفعل؛
فلم تكن الحياة هكذا منذ عهد قريب؛و لم تتبلد المشاعرمثلما اراه الان بوعى ؛ قالها من قبل صلاح عبد الصبور(اين الانسان الانسان؟؟؟)

وقالها ايضا متساءلا حيرة امل دنقل (من يجرؤ ان يضع الجرس الاول فى عنق القط)
زيارة واحد لشريان الحياة فى مصرنا العزيزة(نهر النيل)تكفى لترى كم الفظاعة ؛وما يلقاه من اصرار على تحويله الىمن نهر من انهارالجنةالى مقلب للقمامة؛و مخلفات اليد الادميه التى لا تترك اى جمالا من صنع الله ؛الا و وقعت عليه بيد اثمه تبغى اغتياله؛انه الموت نصنعه لانفسنا و اولادنا دون ان نتالم؛
وحوار قصير نجريه مع اقرب شخص يكشف عن هول الطموح و زيف التمنى
شكرا لكى اختى العزيزة على كلمتك؛ و محاولة اقتسام خبز التالم

سعدالشرقاوى
24/06/2009, 07h09
المبدع الاستاذ/علاء قدرى
اعتقد ان هذه الرؤيا منتشره فى محيط الاحرار
وانا اراها دوما ولكن يتخللها خيط رفيع ابيض
(خير اللهم اجعله خير)

د أنس البن
24/06/2009, 08h07
أخى علاء قدرى
كنا فى الماضى ولا نزال نشخص بعض الحالات المرضيه لأفراد من البشر أو حتى الحيوان بالجنون وهى حالة يحتجب فيها العقل تماما فتأتى أفعال صاحبها غريبة عجيبة بعيدة عن أى منطق أو حد , لم أكن أتصور أن يأتى اليوم الذى أجدنى فيه أنسب هذه الحالة المرضيه إلى مجتمع بأسره , فأقول البلد اتجننت أو المجتمع اتجنن , رأيت هذا الجنون واضحا فى الخطوات القليلة التى أقطعها على قدماى فى الطريق من منزلى إلى العياده ذهابا وعوده بعد أن عزفت عن ركوب السيارة قرفا مما أجده حوالى من جنون , ومع أنى أعيش فى مدينة صغيره محدودة الأطراف إلا أنى أصطدم بهذا الواقع فى كل شئ تقع عليه العين أو تسمعه الأذن , جنون جنون جنون , الناس تصرخ , السيارات تصرخ , الباعه يصرخون , النوافذ تصرخ , المتاجر تصرخ , الناس تتحرك على غير هدى خبط عشواء يتصادمون يتواثبون يتغاضبون , حتى المزاح صار سخيفا فى الشارع فى الدواوين حتى فى بيوت الفن , جنون جنون جنون , أنظر إلى يرامج التلفزيون المسرحيات الأفلام الأغانى مطاهر الفرح حتى فى الحزن جنون جنون جنون
أنت يا سيدى أخرجت الصوره الحقيقيه النيجاتيف لجانب مما يحيط بنا من الجنون وكتبتها كما شعرت بها وأحسست بها وكان لابد أن تخرج من قلمك هكذا وكما قال المخرج الشاب خالد يوسف وهو يعتذر لمشاهدى فيلمه حين ميسره , معذره فما رأيتم إلا عشره بالمائه من واقع الحال , مع فظاعة وشناعة وبشاعة ما رأيناه
أرجو من حضراتكم أن تلتمسوا لى العذر على ما جاء أعلاه منى , لأنى عشت جانبا من الزمن الجميل , نعم زمن جميل فعلا وحقيقه

عيون المها
24/06/2009, 08h47
http://www.l5s.net/upgif/jPZ32809.gif

الأستاذ الفاضل و الكاتب القدير


http://www.l5s.net/upgif/7js32840.gif ((( عــلاء قــدري ))) http://www.l5s.net/upgif/7js32840.gif




بالرغم من هبوب عواصف الحزن و رياح الألم بكلماتك

إلا أنها تمثل واقع نحياه جميعاً



الخوف هنا خوف موضوعي من خطر يهدد حياتنا جميعاً

و هو بمثابة إنذار لكي ننقذ ما يمكن إنقاذه

و لكي نتفادى هذا الخطر لابد أن يكون لنا ردود فعل إيجابية لمنعه



معك كل الحق بأن الأغلبية تحيل الجمال إلى قبح

لكن العجيب أنهم اعتادوا هذا القبح

و لم يعد يزعجهم كما يزعجنا

و لن تستطيع توجيه أي منهم لأنك ستصاب بإحباط من رد فعله

مجتمعنا أصبح أكثر عصبية و أكثر عدوانية

و أصبح الخوف ملازم لنا طول الوقت



((( يا سيدي )))



أراك أفرغت وعاء همك و ألمك بتلك الصفحة

فـ ظهر الجرح العميق بمجتمعنا

الجرح ينزف و نأمل أن يكون له علاج في يوماً ما ليلتئم

و ننعم بالأمن و الأمان و نتمتع بالجمال حولنا



أعلم أنها أحلام لكن أتمنى ألا ترسو على شاطئ اليأس و تستقر



أحييك على تلك التجربة العميقة


و ننتظر المزيد من كتاباتك



لك تحياتي

علاء قدرى
24/06/2009, 14h22
المبدع الاستاذ/علاء قدرى

اعتقد ان هذه الرؤيا منتشره فى محيط الاحرار
وانا اراها دوما ولكن يتخللها خيط رفيع ابيض

(خير اللهم اجعله خير)

عمى ؛و صديقى الشاعر سعد الشرقاوى
اعتقد انك تشاركنى نفس الرؤية ؛و ان كانت بصورة اقل مرارة؛لطبيعتك التى تميل الى التفاؤل ؛ وكتاباتك الساخرة ؛مع بصيص املا لا تفقدة
ولكن الست معى ان توتتنا الحبيبه ؛اقل بهجة و انسا عما كانت عليه من قبل ؟
قالها الفيلسوف (هيرقليطس):
هل ماء النهر هو النهر؟؟؟
مرورك هنا مرور النسيم على نفس ضاق صدرها من هواء فاسد
ادام الله شجرة التوت ؛و ما توحى به من ابداع ؛لقلب يملؤه الحب

abuzahda
24/06/2009, 15h14
رايتنى اسير فى الشارع ؛فى جو ضبابى كالح...يملؤه الغبار...مهترئة ملابسى؛و بثور على الوجه تطفو ..تنبيت جراحا
وقطرات من العرق تسيل لزجة ؛كالصمغ؛واحمل تحت الابطين اوراقا؛اسال نفسى :ما لهذا المكان استحال موحشا ..غريبا؛كئيبا؛و كانما خرج من بين معطف من السحر اسودا؟؟
استدرت؛رايت نهرا راكدا ..على جانبيه اشجارسود يعلو فروعها ..غربان و بوم ؛تتشاجر؛وغطى الساق جيشات من الذباب و الفئران؛التحما معا و التصقا فى تكامل عجيب؛حتى اخفا الساق فلا تلقى له دليلا؛يطفو على صفحة الماء جاموسا
ميتا؛و كلاب؛و زجاجات كثيرة؛و نفايات وورق؛وسمك متحجر كالخشب..
ورايت اناسا اعرفهم جيدا ؛وخلقا كثيرا اجهلهم؛تدلت عيونهم الحجريةعلى الذقن؛لا تلوى على شئ؛و اذانهم مطموسة؛لا تستبين لها اثرا؛و على رؤسهم نبتا كالشوك.
رايتهم يتدافعون نحو النهر؛يدلون باوعيةقذرة نحو الماء ؛فيخرج لهم الوعاءباكيا ملطخا بالدم ؛و الذباب ؛و العفن.
والناس يشربون ...و يغتسلون...فتستزيد وجههم مسخا ؛وقسوة ؛و مرارة
دنوت من احدهم بخطوات مشرئبة بالفزع الموشى بالحيرة؛القيت عليه سلاما...فلم يرد؛و اشار بوجهه الخشبى الى لوحة مكتوبة تشير الى اتجاه النهر...
((هنا سرادقا للعزاء....فتقدم ...و اغتسل))
تقدمت خطوتين الى (الوراء)
تبعثرت اوراقى ؛وطارت فى الهواء
رايتنى اعدو؛فرار؛ و رعبا
وتركض نحوى بعض الذئاب

قليلاً ما يصدق حدسي
و هذه إحدى المرّات القليلة
فقد كنت أشعر أنك تخبيء عنا مُبدعاً ، إذا كتبَ

:emrose:الصديق الجميل ، الأستاذ علاء قدري:emrose:

هذه لقطة قصصيّة ، أجدت تكثيفها ، شكلاً و موضوعاً
و على ما بها من سوداوية غالبة ، إلا أنها لاتنفر القارئ من المواصلة

فقط

كنت أود لو أن العدْوَ في نهايتها كان لجهةِ أملٍ ، كأن تلقي طاقة من نور بآخر سردابك
لا فراراً من الذئاب (و ما أكثرهم)

،

أنا زوّغت من الأجازة علشان مقدرتش امسك نفسي أمام نصك المثير للتأمل

علاء قدرى
24/06/2009, 15h21
أخى علاء قدرى


كنا فى الماضى ولا نزال نشخص بعض الحالات المرضيه لأفراد من البشر أو حتى الحيوان بالجنون وهى حالة يحتجب فيها العقل تماما فتأتى أفعال صاحبها غريبة عجيبة بعيدة عن أى منطق أو حد , لم أكن أتصور أن يأتى اليوم الذى أجدنى فيه أنسب هذه الحالة المرضيه إلى مجتمع بأسره , فأقول البلد اتجننت أو المجتمع اتجنن , رأيت هذا الجنون واضحا فى الخطوات القليلة التى أقطعها على قدماى فى الطريق من منزلى إلى العياده ذهابا وعوده بعد أن عزفت عن ركوب السيارة قرفا مما أجده حوالى من جنون , ومع أنى أعيش فى مدينة صغيره محدودة الأطراف إلا أنى أصطدم بهذا الواقع فى كل شئ تقع عليه العين أو تسمعه الأذن , جنون جنون جنون , الناس تصرخ , السيارات تصرخ , الباعه يصرخون , النوافذ تصرخ , المتاجر تصرخ , الناس تتحرك على غير هدى خبط عشواء يتصادمون يتواثبون يتغاضبون , حتى المزاح صار سخيفا فى الشارع فى الدواوين حتى فى بيوت الفن , جنون جنون جنون , أنظر إلى يرامج التلفزيون المسرحيات الأفلام الأغانى مطاهر الفرح حتى فى الحزن جنون جنون جنون
أنت يا سيدى أخرجت الصوره الحقيقيه النيجاتيف لجانب مما يحيط بنا من الجنون وكتبتها كما شعرت بها وأحسست بها وكان لابد أن تخرج من قلمك هكذا وكما قال المخرج الشاب خالد يوسف وهو يعتذر لمشاهدى فيلمه حين ميسره , معذره فما رأيتم إلا عشره بالمائه من واقع الحال , مع فظاعة وشناعة وبشاعة ما رأيناه
أرجو من حضراتكم أن تلتمسوا لى العذر على ما جاء أعلاه منى , لأنى عشت جانبا من الزمن الجميل , نعم زمن جميل فعلا وحقيقه

اديبنا الموسوعى الكبيرد انس البن
احيانا كثيرة ارق واشفق ؛على حالة اولئك الذين عاصروا زمنا جميلا؛خاصة ان كانوا من ذوى النفوس الرقيقة؛الحالمة؛و التى تتمتع بالقدرة على ادراك الجمال ؛و تنميته؛ودمج الخير و الجمال فى حياتهم ؛فلا ينفصل كلاهما عن الاخر ؛و يثور فى نفسى سؤال (كيف ينظرون الى هذا العالم الان؟؟) و باى لغة يتكلمون مع الاخر الذى اعتاد القبح ؛و يشترية بالمال؟؟؟ ترى من يستطيع تغير الاخر ؛ العقل و المنطق ان من يملك المعرفة يليق به ان يقود ؛ و ان فكرته تسود
ولكن واقع الحال يخرج لى لسانه متشفيا (من يمسك بالعمله ؛يملك الوجهين ؛و الفقراء ما بين بين)
او كما قال بن خلدون برؤية هادئة (لغة الامة الغالبة غالبة؛ ولغة الامه المغلوبة مغلوبة) تلك شهادة رائد علم الاجتماع
ويا لها من شهادة تحول بيننا و بين ان نهب من نحب ما نحب دون ان يحول بيننا من لا يحب؛
ومن صلب الحلاج ؟؟؟ الم تكن افكارة التى لم يدركها اقرب الناس اليه؟؟؟
ومن اشبع الشيخ ابن عربىكفرا زورا و بهتان ؟؟؟ الم يكن معاصرية ومن قرؤة فلم يفهموة؟؟
ومن اجبر جمال حمدان على اعتزال الناس حتى يلقى حتفه مهملا دون ان يقتص له؟؟
الان من يقتل الاحساس فينا ؟؟؟ ومن يغتال النيل عن عمد؟؟؟؟
اذا كنا لا ندرك اننا مرضى فكيف نكتشف الدواء؟؟؟
شرفنى كثيرا ما ابديته من مشاركة لى على خاطرتى المتواضعة؛ولا حرمنا الله من ود من نحب

علاء قدرى
24/06/2009, 15h46
http://www.l5s.net/upgif/jPZ32809.gif




الأستاذ الفاضل و الكاتب القدير






http://www.l5s.net/upgif/7js32840.gif ((( عــلاء قــدري ))) http://www.l5s.net/upgif/7js32840.gif







بالرغم من هبوب عواصف الحزن و رياح الألم بكلماتك



إلا أنها تمثل واقع نحياه جميعاً






الخوف هنا خوف موضوعي من خطر يهدد حياتنا جميعاً



و هو بمثابة إنذار لكي ننقذ ما يمكن إنقاذه



و لكي نتفادى هذا الخطر لابد أن يكون لنا ردود فعل إيجابية لمنعه






معك كل الحق بأن الأغلبية تحيل الجمال إلى قبح



لكن العجيب أنهم اعتادوا هذا القبح



و لم يعد يزعجهم كما يزعجنا



و لن تستطيع توجيه أي منهم لأنك ستصاب بإحباط من رد فعله



مجتمعنا أصبح أكثر عصبية و أكثر عدوانية



و أصبح الخوف ملازم لنا طول الوقت






((( يا سيدي )))






أراك أفرغت وعاء همك و ألمك بتلك الصفحة



فـ ظهر الجرح العميق بمجتمعنا



الجرح ينزف و نأمل أن يكون له علاج في يوماً ما ليلتئم



و ننعم بالأمن و الأمان و نتمتع بالجمال حولنا






أعلم أنها أحلام لكن أتمنى ألا ترسو على شاطئ اليأس و تستقر






أحييك على تلك التجربة العميقة





و ننتظر المزيد من كتاباتك




لك تحياتي





الاديبة الماهرة ؛و ذات العيون التى تجيد فن الاقتناص
ها انت قد و ضعت يداك على ما ينفى عنى تهمة القنوط و الياس ؛ فكل ما اردت ان اقوله بصدق ؛علينا ان لا نعتاد القبح؛و ان لا نالفه؛بل ونفر منه فرار الجمل من القسورة؛وانا اعلم يقينا اننا لا نستطيع تغيير عالمنا بين عشية و ضحاها
وقد لا ندرك التغيير فى حياتنا ؛و لكن مجرد تبصرة بصدق لمن يهمهم الامر الى ما ستؤول الية الامور اذا الفنا القبح؛و استكنا تحت فراش الانتظار ؛بحثا عمن يعيد الينا وجههنا الحلو الجميل الذى كنا نعرفة منذ زمن غير بعيد
الان قد كسبت لصفى زمرة من المتبصرين ؛تسعدنى لنبحث سويا عن هواء نقيا ؛نتنسم فية عبير الجمال و الحرية
دام تالقك كاتبه مبدعه؛و ناقدة مستبصرة ؛ونبض قلب يبحث عن الخير و الجمال

علاء قدرى
24/06/2009, 17h04
قليلاً ما يصدق حدسي


و هذه إحدى المرّات القليلة
فقد كنت أشعر أنك تخبيء عنا مُبدعاً ، إذا كتبَ

:emrose:الصديق الجميل ، الأستاذ علاء قدري:emrose:

هذه لقطة قصصيّة ، أجدت تكثيفها ، شكلاً و موضوعاً
و على ما بها من سوداوية غالبة ، إلا أنها لاتنفر القارئ من المواصلة

فقط

كنت أود لو أن العدْوَ في نهايتها كان لجهةِ أملٍ ، كأن تلقي طاقة من نور بآخر سردابك
لا فراراً من الذئاب (و ما أكثرهم)

،


أنا زوّغت من الأجازة علشان مقدرتش امسك نفسي أمام نصك المثير للتأمل

لو لم تكن لخاطرتى من جدوى سوى توقيعك سيد الادباء لكفى لها شرف
مرحبا بك سيد الشعر ابو زهدة ؛فى خاطرة ؛اضاءها وهج الحضور المتانق لمن اسعدونا كتابا ؛و روادا ؛وحاملى للذاد؛و الماوى؛والنور للغرباء
خاطرتى المتواضعة؛لم تكن سوى صرخة عالية ؛وطرقا على ابواب كنت اظنها مؤصدة عن سماع مالا يطيب للنفس قبولها؛ و للاذان سماعها؛من كثرة الاعتياد على مشاهدة الاف المناظر القميئة التى نلقاها فى يومنا ؛فلا تلقى استهجانا ؛ و لا للقبح نفورا ؛و للا للعقل استنكارا؛ولا للعين واقيا مانعا من رؤية خلق الله و قد شوهتها الايدى الاثمة ؛لتجعل حماقة الانسان اشد ضراوة ؛و قسوة ؛من تلك التى ينعت بها مخلوقات كثيرة ؛تسكن على ارض الله دون ان ترتكب فعله.
اما عن بارقة الامل ؛وعدم الهروب ؛ فقد ذكرت نهاية الخاطرة باننى تقدمت خطوتين( للوراء)لعل الارتداد قليلا للوراء
يجعلنا نبصر ما نحن فيه الان من حمق؛و بشاعة؛علنا نبصر الطريق جيدا دون زلل.اما الذئاب فما لنا غير الفرار
دعنى الان اخبرك ؛كم كان اشتياقى اليك عظيما ؛ وسعادتى بمرورك اشد
:emrose:شكرا لك سيد الادب:emrose:

أبوعبدالرحمن
26/06/2009, 14h38
لكل قارئ رؤية
تعبر عما بداخله تماماً
كمثل لوحة فنان بألوانها
والعين بصيرة تفسرها حسبما الأحاسيس والحالة الوجدانية
الحلم هنا
خاطرة موحشة عن ما يضاهى العدو الذى يتربص لآخر
تنتابه لحظات الحيرة والخوف والضياع
والكامن فى النفس البشرية
هو حب الغد المجهول حسبما يكون وكيفما يكون
أبدعت أخى الحبيب
علاء قدرى
فى خاطرتك الأدبية
لك خالص تحياتى وتقديرى وإحترامى

علاء قدرى
26/06/2009, 17h02
لكل قارئ رؤية

تعبر عما بداخله تماماً
كمثل لوحة فنان بألوانها
والعين بصيرة تفسرها حسبما الأحاسيس والحالة الوجدانية
الحلم هنا
خاطرة موحشة عن ما يضاهى العدو الذى يتربص لآخر
تنتابه لحظات الحيرة والخوف والضياع
والكامن فى النفس البشرية
هو حب الغد المجهول حسبما يكون وكيفما يكون
أبدعت أخى الحبيب
علاء قدرى
فى خاطرتك الأدبية

لك خالص تحياتى وتقديرى وإحترامى

اخى الاستاذ ابو عبد الرحمن
صدقت حينما علقت بان لكل قارئ رؤيته لقراءة قصيدة ما او خاطرة ؛كاللوحة الفنية ؛ كل يعبر عما فى داخله؛ و اضيف ان ثقافة القارئ و حسن تعمقة فيما يقرا او يشاهد هى نقطة عبور القارئ بالعمل الى ما يبتغاه مبدعه؛ حيث ان قراءة اى نص تخلق منه اعادة للصياغة ؛ و بدء نقطة حوار قدلا يتوقعها صاحب النص ؛ و تللك من مدهشات عالم القراءة
شكرا لك اخى الحبيب على القراءة ؛ و شكرا لك على اعادة تواصل الحوار ؛ وتحريك ماء راكدا

NAHID 76
27/06/2009, 17h14
بسم الله الرحمن الرحيم
الشاعر والقاص علاء قدرى
رؤيه مستقبليه
مبعثها أحساس بواقع مرير قاس
فجاءت تصورا لهذا المستقبل المنبعث من رحم هذا الحاضر الأليم
تحياتى

علاء قدرى
27/06/2009, 18h37
الاديبة الفاضلة ؛ و قلب المنتدى الحنون
مدام ناهد
ها قد شرفت صفحتى الصغيرة ؛ و خاطرتى المتواضعة ؛ بتوقيع قلمك الذى احترمه كثيرا ؛و انتظرت حروفة المتالقة
هذة الخاطرة التى طرات على ذهنى ؛ هى خوف (قد يكون مبالغا فيه) اذا استعذبنا سئ السلوك ؛ و الفنا قبيح الكلام؛
واعتاد اولادنا على التسليم بان الواقع ؛ هو كل شئ ؛ و لا يوجد جميل فى سواه
ملحوظه :
غبت عن المنتدى قليلا فشعرنا بوحشة؛ وكنا نشم عبيرك فى وجود معلمنا الدكتور انس
شكرا لك ؛ و لا حرمنا الله من وصال من نقدر و نحترم افكارة كثيرا

عفاف سليمان
29/06/2009, 15h04
اخى الاستاذ علاء
الرعب
بكل حروفه من كل شىء
من المستقبل من الماضى مما نحن فيه الان من مشاحنات وتصارع وتضارب فى الحياه التى نعيشها
قصه جميله رغم قصرها الا انها تحمل الكثير من المعانى والتحليلات التى قاموا بها اصدقاءنا فى سماعى بتحليل محتوياتها ولن اكتب اكثر منهم قولا فلست بخبيره مثلهم
ولكن لى بعض من المعرفه او الفهم ولك وللجميع خالص التحيه
والتقدير اختكم عفاف:):emrose::emrose:

علاء قدرى
29/06/2009, 15h56
:emrose:الاخت الفاضلة عفاف:emrose:
دعينى اقول اولا نورت المنتدى ؛الذى افتقد حيويته كثيرا بغياب روحك المرحة ؛و طيبة قلبك
اما عن خاطرتى التى كتبتها ؛ فلم اقصد بها سوى تصوير حالة هذا العالم اذا ما استطاب حالة التبلد تجاه كل ما هو قبيح فى حياة اسرتنا الانسانية عامة ؛ ووطننا خاصة ؛ حيث افرد القبح اشرعته فى كل شئ.
:emrose: طابت نفسى لعودتك اختى الحنون ؛ ولك منى خالص الشكر و التقدير:emrose:

سمعجى
02/07/2009, 07h44
أخي علاء " أبو كريم " ،،

أحييكَ على هذه ـ البادِرة ـ الإبداعيّة ، و التي كان لابد لها أن تبزغ َ ، مثل ثمرةٍ في شجرةِ معرفتكَ المتخمةِ بقراءاتٍ متعددة ، و خاصة في مجال الأدب

هذا العمل " على قِصَرِهِ " ، إلا أنه متخـَمٌ بالإحالات ، بما يؤكد ثراءَهُ ، و خروجه من بوتقةِ انفعالاتٍ ، نتجت عن امتزاجِ مشاهداتِكَ الواقعية ، و خبراتِكَ الذاتيّة ، مع ثقافتكَ الإطلاعية التي أعرفها جيداً باعتبارنا أولاً " أصدقاء قدامى " منذ ندوات قصر الثقافة ،، و ثانياً ، لعلمي بحجم و تنوع " مكتبتكَ المعرفية " و دَأبـِكَ على القراءةِ بنهم ٍ و عقل ٍ مُتأمّل ..

في مُناخٍ حُلمِي " كابوسي " ، جاء السردُ بمثابةِ " تعريةٍ للعقل ِ الباطن " و أضغاثِهِ التي تطاردنا ،،

السارد هنا ، يحيلني كقاريءٍ إلى انفعالاتِهِ ، و يستدعي إلى ذاكرتي الأجواءَ " الكافكاوِيّة " التي تغمر نفسَ القاريءِ بالقلق و التوترِ و الخوفِ و المرارة و الاغتراب و الألم و العذاب و القسوة و الرعب ،، معتمداً الرمزيّة في الكتابة ..

لقد عَرَضَ لنا السارِدُ ، " سطحاً " وصفيّاً بَصَرِيّاً ، يخفي تحت " رمزيتِهِ " براكينَ و أهوالا ..

إن هذا " الخراب " ، و التشوهات المقززة ، ذكرتني بالشيخ الصوفي بشر الحافي " عند صلاح عبد الصبور " :
حين فقدنا هدأة اليقين ،، تشوهت أجنة الحَبالى في البطون ،، الشعر ينمو في مغاور العيون ، و الذقنُ معقودٌ على الجبين ،، جيلٌ من الشياطين
و أيقظت في ذاكرتي " الأنشودة السادسة " بالذات ، في الكوميديا الإلهية لدانتي الليجيري

كما أن " العيون حجرية ،، الآذان مطموسة ،، الوجه خشبي " ،، كلها رموز تدل على البلادة و انعدام الحِس ، و السلبيّة ، كما عند " قرود الحِكمةِ الثلاثة " ـ لا ارى / لا أسمع / لا أتكلم ـ ..
و هذه التخمة من الإحالات ، تجعلُ مِن نصِّكَ القصير ، عِملاقاً تم حَبسُهُ في قمقم الاختزال ..


العنوان يوحي بالمغزى

" رأيتُ فيما يرى الصاحي " بديلاً عن " النائم " ، تود أن تقول أن المسافة بين الكوابيس و الواقع غير موجودة ، أو متلاشية ، و أن الواقعَ صارَ كابوسياً قبيحاً خانِقاً ..

أوحيتَ لنا بانهيارِ المنظومة الجَمالية و الأخلاقية ، و نجحتَ في استفزاز شعور المُتلقي ، بتوظيف مفرداتٍ و عناصر و رموز ، تدعو للغثيان و التقزز و النفور ..
لقد استدرجتني بامتياز ٍ إلى كوابيسِكَ التي " يَتـْرَعُ صَداها داخِلي " ، و نجحتَ في بناءِ و وصفِ أجوائِها المُنـَفـِّرة ،، و من وجهةِ نظري ، أرى أن مقولة : ( إن الفن يجب أن ينطلقَ من اللاوعى ) ، تنطبقُ على أجواء هذا العمل

و في هذا النص ، أنت تصوّر الواقعَ من داخلِكَ ، لا كما هو ، أو بمعنى آخر ، الواقع المنعكس من مِرآةِ عقلكَ الباطن ، لذا ، فإن هذا النصَّ مفتوحٌ على تفسيرات متعددة ، و لا يجدرُ تقييد رموزه و إحالاتِهِ ، بربطها بالواقع المباشر ..

و إذا كانت الألفاظ ُ في ذاتِها " مجَّانيّة " ، فإن المَحَك َّ الحقيقي للمبدع ، هو في القدرةِ على توظيفِها داخل إطارٍ درامي مُحكَم ،، و توظيفكَ ، جاءَ في بـِنائِيّةٍ حُلمِيّةٍ ، يتشكلُ عالمها من الرموز ، التي تنتمي إلى اتجاهاتِ الكِتابةِ النفسيّة ، أكثر مِنها " الفلسفيّة "


أخي علاء ،،

لقد ألقيتَ حَجَراً كبيراً ، في بُحيرةِ عقولنا " الغافية " ، و التي تعودت أن تعيشَ القبحَ ، فاعتادَتـْهُ ، حيث انطمست الحواس ، و سادت البلادة ُ و عدم الاكتراث ،، و عجز الإنسانُ عن تمييزِ " البديهيّات " ، و صِرنا نتخبَّط ُ في ظلماتِ جَهلِ المشاعر ، و ضحالةِ المعرفة ، و غلاظةِ الشعور ، و ركاكةِ التعبير و الأداء


تحياتي و تقديري :emrose:

علاء قدرى
02/07/2009, 19h02
اخى و صديقى الشاعر كمال عبد الرحمن
هل اكتب بعدما كتبت انت شئ؟
انا لا اعجب من قدرتك الفريدة على قراءة نص ادبى ؛ و رؤية ما يعنية النص دون مراوغة و لا تاويل؛ فانت اهل لها
وعجبى كله ؛ ان ترد على خاطرة عابرة ؛ قد ينقصها الكثير ؛ و الكثير من لوازم صنعة الادب ؛ بمثل هذا الشلال الرائع من صندوق ثقافتك العالية ؛ التى تصنع من الخاطرة القاحلة ؛ باقة ورد تجملها ؛ بتوسيع دائرة الضؤ عليها ؛ باستعادة الرؤى المشابهه التى سبقنا اليها عمالقة الادب ؛ ورائدى الادب الرمزى ؛و العبثى احيانا ؛ فالبست الخاطرة ثوبا جميلا ؛ و لما لا وانت صاحب ثقافة عالية؛ وشاعرا لبيبا ؛وذائقة فريدة فى شتى الفنون ؛ سعادتى كانت كبيرة حين قرات ردك
الحانى على الخاطرة ؛ ولم احزن لعدم تناولك الخاطرة من جانبها اللغوى ؛ او الجانب الاخر من النقد ؛ لانى اعلم جيدا انها مجرد خاطرة لما يجيش بصدرى ؛ و لم اقصدها ابدا عملا ادبيا ينتظر التقييم ؛وانما هى حديث نفس ؛ وصدى ما قد اراه
بعيد او قريبا اذا الفنا ما نحن فيه من قتل يومى لكل ما هو جميل ؛ دون ان نشعر باننا جناة
اخيرا افتقدك بشدة ؛ وافتقد مجلسنا الحبيب؛ و موضوعاتك المدهشة

ناصر دويدار
14/07/2009, 17h53
على الرغم من حجم القتامة والرعب فى لغة القصة لكنها مليئة بلمبات النيون وقناديل السعادة أشعر بأن هذه القصة هى عبارة عن سنوات كانت فى مصباح علاء الـــــدين
وفجأة وقع هذا المصباح فى يد عـــلاء قــدرى
فلم يفعل شيئاً سوى أنه مسح عليه فخرجت عفاريت الكلمات
كى تقول شبيك لبيك الواقع بين أيديك تطلب إيــه ؟
أنا أطلب منك أن تظل تكتب كى نكسب مبدع حقيقى لديه رؤية ووجهة نظر تستحق الوقوف عليها
وإيــــــه يعنى لو خسرنا ناقد
ماهى كلها نقــــــــاد
لـــكــــن عايزين نكسب مبدع مثقف فاهم بـــجــــــد
أنـــا مستنى العمل القادم يا فنان0
وشكراً ....
ناصر دويدار

رائد عبد السلام
22/07/2009, 04h10
أخي وصديقي المثقف الكبير
علاء قدري
عذراً علي التأخير فأنت تعلم أنني عندما
أدخل ملتقي الشعر والأدب تأخذني قدماي إلي الشعر
ولكنها مفاجأة رائعة
وقد أحسن الأحباب تحليل وتأويل إبداعك القصصي
أنا كذلك( رأيت فيما يري القاريء) أن هناك مارداً قصصياً
يستطيع ان يعبر عما يريد في سلاسة ويسر
أدهشني تعليق عمنا الدكتور أنس البن
عن جنون مجتمع بأسره
وأوافق تماماً علي رأي
صديقي الشاعر الكبير أبو زهدة
أنه لو كان الفرار للأمل لكان أفضل
وفكرت طويلا .... قبل أن أكتب تعليقي
بعد قراءة تحليل عمنا سمعجي
فلا كلام في الأدب بعد كلامه

ولو عرض لك خاطرة بعد ذلك
ليتك تشاركنا معك المتعة
:emrose:

علاء قدرى
22/07/2009, 17h45
صديقى رقيق القلب و المشاعر الفنان الشاعر رائد
اسعدنى كثيرا مرور شاعر فنان مثلك على خاطرة بها ما بها من تقصير رغما عنى ؛ حيث كتبت الخاطرة عل النت مباشرة ؛ دون مراجعة ؛ و تنقيح ؛ وهكذا الخواطر التى تساور النفس ؛ اكتبها بكرا كما اراها ؛ لا اقصد بها سوى مشاركة من هم مثلك ؛ وامثال اصحبنا فى المنتدى الزاخم ابداعا و مبدعين ؛ كم كنت اتمنى لو منحنى الله موهبة من هم مثلك ؛ و مثل د انس ؛ و الحبيب الى القلب ابو زهدة ؛ وصديقى الشاعر كمال ؛ والجميل طارق ؛ وجميع رائدى الادب فى منتدانا الحبيب ؛ لكان للحديث شان اخر ؛ لكن تلك قناعات من يجاهد ان يكون مؤدبا لا اديبا ؛ حيث يمكن للمرء ان يتعلم فى هذه الحياة ما شاءله ان يتعلم الا صنعة الادب فتلك موهبة ؛ ونفحة ربانية يمنحها الله من يشاء من عبادة ؛ كى يصبحوا منابرا للكلمات الطيبة ؛ تلقى على الاسماع و القلوب ؛ فتخلق افقا جديدة للرؤية ؛ وتمنحهم مساحة للحرية بعيدا عن قيود العالم التى لا تعترف الا بالنفعية ؛ وتسلط المادة فى كل مناحى الحياة
فقط اردت فى هذه الخاطرة ان ابوح لمن احب عن هواجس النفس اذا استكانت ؛ و استطابت حالة الجنون و اللامعقول
واستعذبت ؛ والفت قبيح الاشياء ؛ فنصير مسخا انسانيا تتحدث عنه الامم التى ارى سائحيها ؛ وقد انكبوا بعدساتهم التى لا ترحم فى تصوير المصرى ؛ وبيئته؛ وسلبياته التى يعيش فيها دونما استنكار ؛ نعم احيانا ارى العدسات تتحول عن ابو الهول ؛ لتصور اعجوبة هذا الزمان ....
مرورك هذا يا سيدى اسعدنى ؛ ومنحنى فرصة للمراجعة ؛ وبث فى روحى شئ كالعطر ؛ يحس فيمتع