أبو نيروز
21/06/2009, 17h16
موسيقى "البوزيڤة" بمدينة قابس
"البوزيڤة" هو نمط غنائي وآلي عُرف عند أهالي الواحات وخاصّة بواحات قبلّي وقابس. نشأ في منطقة سوق الأحد واشتهر في مدينة قابس ليصبح رمزًا لها.
يعود نجاح هذه الظاهرة الموسيقيّة النازحة إلى عدّة عوامل اجتماعيّة، تاريخيّة واقتصاديّة جمعت المنطقتان، أي قبلّي وقابس، ممّا ساهمت في تحوّل هذا الأسلوب الفنّي وتأقلمه ثمّ تطوّره. يُنفّذ نمط "البوزيڤة" اليوم بآليات موسيقيّة شعبيّة، وتريّة وحتّى صوفيّة في شكل مدحات على إيقاعات ونغمة النمط.
·لغويّا
كلمة " بوزيڤة " هي تحريف لكلمة " بوسيڤة "، حيث استُبدل في النطق حرف السين بحرف الزين. و" بوسيڤة " هي اختصار لكلمات أغنية معروفة في هذا النمط " دايه من حولي بوسيڤة " ومعناه مرضي سببه لابسة الـ" حولي بوسيڤة ".
" الحولي " هو لباس نسائي من الحرير، يُشَدّ على الجسم بالحُليّ ( الخْلاَلْ ) ويُربط في وسطه بحزام أبيض من خيوط الصوف. يُعتبر لباسًا مُترفًا، لأنّ ما يُلبس عادة هو " المَلحَفهْ " و هو لباس من الكتّان يَلُفّ جَسد المرأة.
أمّا " الـسيڤة " فهي وحدة كيل، تساوي 10 لترات، تُستعمل عند مقايضة التمر. فيصبح معنى " حولي بوسيڤة " هنا: لباس نسائي يُقايَض بإناء سعته 10 لترات مليئة بالتمر.
هذا النوع من المقاربات موجود في التفاخر برفاهيّة الملبس عند سكّان الواحات، حيث يذكرون قيمة الملبس بعد ذكر النوع، فنجد "سَريّه فرنك " أي قميـص ثمنه "فرنك" ( عملة نقديّة )
·موسيقيّا:
يوحي مصطلح " بوزيڤة " في مدينة قابس إلى إيقاعين ونغمة واحدة. للتدوين الإيقاعي اخترنا في هذه المرحلة رسم هيكل مُبسّ153256ط بالطريقة المُتعارف عليها في رسم الإيقاعات المتمثّلة في الصوتين ( دم ) و( تاك ) ونرمز إليهما بالشكلين المواليين: و يُضرب الإيقاع الأوّل على هذا الشكل:
153257 153263
يُعرف هذا الإيقاع في المنطقة التي جاء منها "بالرْبُوخْ" أي الجو المرح والمبهج وهو إيقاع راقص يُعزف في أوّل سهرة العرس لترقص النسوة وفي آخرها ليرقص الشباب.
أمّا الإيقاع الثاني فيُضْرب على هذا الشكل:
153258153264
ويُعرف في منطقة سوق الأحد بـ" المِرْوَاحْ" أي الزيارة، وهو إيقاع يُضرب عند زيارة العروس لمقام شيخ طريقة "الحوامد" تبرّكا به.
الإيقاع الثاني لنمط " البوزيڤة " له أغراض عقائديّة لذلك هو شبيه بإيقاعات الطريقة الصوفيّة المذكورة.
أمّا النغمة فهي على لحن أغنية " دايا من حولي بوسيڤة " نُقدّم في ما يلي درجاتها التقريبيّة حسب السلّم المُعدّل.
153259153262
·خصائص النمط
تُعتبر أغاني "البوزيڤة" من أهمّ الأغاني المُقدّمة في الاحتفالات ذات الصبغة
الدنيويّة في مدينة قابس، وتحتوي ارتجالات لحنيّة وإيقاعيّة تُنمّي الظاهرة الفنيّة.
يمكن تنفيذ أغاني هذا النمط على أيّ إيقاع من إيقاعات "البوزيڤة" أي على
نبض ثنائي أو ثلاثي على حدّ سواء. ونجد أيضا مزجا للنبضيين: فنستمع مثلا في البداية إلى نبض ثنائي ليتحوّل وسط الأغنية إلى نبض ثلاثي. من خصائص النمط إمكانيّة تنفيذ رصيده الغنائي على نبض ثنائي أوثلاثي على حدّ سواء.
لنغمة "البوزيڤة" حركات مميّزة خاصة عند الإرتجال أين يُظهر العازف مهاراته.
·أورغانولوجيّا:
تُنفّذ أغاني " البوزيڤة " باعتماد آلتي طبل مُتوسّطي الحجم (بقطر يساوي 52 صم) ، آلة دربوكة كبيرة الحجم مُستخدمة في الرصيد الصوفيّ ( تعرف "بالجربيّة") وآلة "زكرة بوربع" ( صغيرة الحجم).
نقدّم أخيرا أغنية " دايا من عينيها السوده"153261 من أداء فرقة "اعْكشّه" وهي المجموعة الموسيقيّة التي جلبت النمط إلى مدينة قابس ورسّخته في ذاكرتها الشعبيّة.
ونتمنّى أنّكم قضّيتم أجواءا موسيقيّة وتراثيّة شيّقة تزخر بها بلادنا الحبيبة وإلى اللقاء في مواضيع قادمة.
"البوزيڤة" هو نمط غنائي وآلي عُرف عند أهالي الواحات وخاصّة بواحات قبلّي وقابس. نشأ في منطقة سوق الأحد واشتهر في مدينة قابس ليصبح رمزًا لها.
يعود نجاح هذه الظاهرة الموسيقيّة النازحة إلى عدّة عوامل اجتماعيّة، تاريخيّة واقتصاديّة جمعت المنطقتان، أي قبلّي وقابس، ممّا ساهمت في تحوّل هذا الأسلوب الفنّي وتأقلمه ثمّ تطوّره. يُنفّذ نمط "البوزيڤة" اليوم بآليات موسيقيّة شعبيّة، وتريّة وحتّى صوفيّة في شكل مدحات على إيقاعات ونغمة النمط.
·لغويّا
كلمة " بوزيڤة " هي تحريف لكلمة " بوسيڤة "، حيث استُبدل في النطق حرف السين بحرف الزين. و" بوسيڤة " هي اختصار لكلمات أغنية معروفة في هذا النمط " دايه من حولي بوسيڤة " ومعناه مرضي سببه لابسة الـ" حولي بوسيڤة ".
" الحولي " هو لباس نسائي من الحرير، يُشَدّ على الجسم بالحُليّ ( الخْلاَلْ ) ويُربط في وسطه بحزام أبيض من خيوط الصوف. يُعتبر لباسًا مُترفًا، لأنّ ما يُلبس عادة هو " المَلحَفهْ " و هو لباس من الكتّان يَلُفّ جَسد المرأة.
أمّا " الـسيڤة " فهي وحدة كيل، تساوي 10 لترات، تُستعمل عند مقايضة التمر. فيصبح معنى " حولي بوسيڤة " هنا: لباس نسائي يُقايَض بإناء سعته 10 لترات مليئة بالتمر.
هذا النوع من المقاربات موجود في التفاخر برفاهيّة الملبس عند سكّان الواحات، حيث يذكرون قيمة الملبس بعد ذكر النوع، فنجد "سَريّه فرنك " أي قميـص ثمنه "فرنك" ( عملة نقديّة )
·موسيقيّا:
يوحي مصطلح " بوزيڤة " في مدينة قابس إلى إيقاعين ونغمة واحدة. للتدوين الإيقاعي اخترنا في هذه المرحلة رسم هيكل مُبسّ153256ط بالطريقة المُتعارف عليها في رسم الإيقاعات المتمثّلة في الصوتين ( دم ) و( تاك ) ونرمز إليهما بالشكلين المواليين: و يُضرب الإيقاع الأوّل على هذا الشكل:
153257 153263
يُعرف هذا الإيقاع في المنطقة التي جاء منها "بالرْبُوخْ" أي الجو المرح والمبهج وهو إيقاع راقص يُعزف في أوّل سهرة العرس لترقص النسوة وفي آخرها ليرقص الشباب.
أمّا الإيقاع الثاني فيُضْرب على هذا الشكل:
153258153264
ويُعرف في منطقة سوق الأحد بـ" المِرْوَاحْ" أي الزيارة، وهو إيقاع يُضرب عند زيارة العروس لمقام شيخ طريقة "الحوامد" تبرّكا به.
الإيقاع الثاني لنمط " البوزيڤة " له أغراض عقائديّة لذلك هو شبيه بإيقاعات الطريقة الصوفيّة المذكورة.
أمّا النغمة فهي على لحن أغنية " دايا من حولي بوسيڤة " نُقدّم في ما يلي درجاتها التقريبيّة حسب السلّم المُعدّل.
153259153262
·خصائص النمط
تُعتبر أغاني "البوزيڤة" من أهمّ الأغاني المُقدّمة في الاحتفالات ذات الصبغة
الدنيويّة في مدينة قابس، وتحتوي ارتجالات لحنيّة وإيقاعيّة تُنمّي الظاهرة الفنيّة.
يمكن تنفيذ أغاني هذا النمط على أيّ إيقاع من إيقاعات "البوزيڤة" أي على
نبض ثنائي أو ثلاثي على حدّ سواء. ونجد أيضا مزجا للنبضيين: فنستمع مثلا في البداية إلى نبض ثنائي ليتحوّل وسط الأغنية إلى نبض ثلاثي. من خصائص النمط إمكانيّة تنفيذ رصيده الغنائي على نبض ثنائي أوثلاثي على حدّ سواء.
لنغمة "البوزيڤة" حركات مميّزة خاصة عند الإرتجال أين يُظهر العازف مهاراته.
·أورغانولوجيّا:
تُنفّذ أغاني " البوزيڤة " باعتماد آلتي طبل مُتوسّطي الحجم (بقطر يساوي 52 صم) ، آلة دربوكة كبيرة الحجم مُستخدمة في الرصيد الصوفيّ ( تعرف "بالجربيّة") وآلة "زكرة بوربع" ( صغيرة الحجم).
نقدّم أخيرا أغنية " دايا من عينيها السوده"153261 من أداء فرقة "اعْكشّه" وهي المجموعة الموسيقيّة التي جلبت النمط إلى مدينة قابس ورسّخته في ذاكرتها الشعبيّة.
ونتمنّى أنّكم قضّيتم أجواءا موسيقيّة وتراثيّة شيّقة تزخر بها بلادنا الحبيبة وإلى اللقاء في مواضيع قادمة.