المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : " لحظة ضعف " بقلم : أحمد عطية


أحمد عطية
11/06/2009, 06h06
تمدد فوق سريره .. ألقى برأسه إلى الوراء .. تعلقت عيناه بسقف الحجرة .. جال في خاطره قصة خلافه مع شقيقته .. الشقيقة الكبرى التي لم تنجب .. كان ذلك منذ ثلاث سنوات .. فقد مات زوجها وأوصى لها بما يملكه .. بناية شاهقة في حي راق .. وأوصت هي بهذا الإرث ـ حين وفاتها ـ مناصفة بين شقيقتها الصغرى وشقيق زوجها .. تعجب يومها كيف لها أن تفعل ذلك ؟ .. لماذا استبعدته ـ من وصيتها ـ رغم حبها له ؟ .. غضب منها أشد الغضب .. قاده غضبه الأعمى إلى القضاء .. ثلاث سنوات والقضية متداولة .. ابتسم في حزن وهو يجتر تلك الذكريات المؤلمة .. تذكر زوجته التي أججت خلافه مع شقيقته .. هي من أقحمته في كل هذا .. كيف له أن يستمع لها ؟ .. لعنها في سره .. إنه ليس معدماًً بل لديه بناية هو الآخر .. لديه ما يكفيه هو وأولاده .. تململ في فراشه .. غفلت عينيه قليلاً .. وجد نفسه أمام مجلس عزاء .. تلمس طريقه إلى الداخل .. استمع إلى حوار الحضور .. هاله ما سمع .. إنه مجلس عزائه هو .. كيف ذلك وهو حي يرزق ؟ .. الحوار يدور ويدور ومعه تزداد دهشته .. لقد ماتت شقيقته التي كان يقاضيها .. رحلت وهى غاضبة منه .. ولم تمض إلا أيام قليلة حتى وافته المنية هو الآخر .. لم يأخذا من هذه الدنيا إلا ما قدر الله لهما .. شعر بغصة مؤلمة في حلقه .. استيقظ مذعوراً من غفوته .. وجد نفسه ما زال في فراشه .. راح يفرك عينيه وهو يبكى في حرقة .. نهض مسرعاً .. أحكم إغلاق باب حجرته .. ثم فتح صندوقاً خشبياً قديماً .. أخرج منه أوراقاً كثيرة تخص القضية .. يتأملها وقد اقشعر بدنه .. تقهقرت به الذكرى إلى الوراء .. حيث تبدو كل الأشياء ضبابية .. إلىزمن الطفولة .. تذكر كيف كانت تحنو شقيقته عليه .. يهتز كيانه كله عندما يسمع صدى كلماتها .. يهتف في صمت .. كيف له أن يخسرها ؟ .. ما الذي حدث ؟ .. ما الذي تغير ؟ .. ألطف بنا يا الهي .. يرتحل إلى حيث يهزه الشوق والحنين .. ثم يخرج من حجرته .. عازماً على أمر ما .. وشعاع خاص يومض في عينيه .

Tarek Elemary
11/06/2009, 07h13
الأستاذ / احمد عطية
أولا تحيتى و ترحيبى بحضرتك هاهنا
هذه اول مرة أقرأ لك عمل قصصى أو ادبى عموماً
أسجل إعجابى المتناهى و دهشتى المعجونة بالإنبهار بقصتك المركزة جداً المتسارعة المتصارعة فى آن
هذا النوع من القصة القصيرة هو ما أعشقه
لحظة فارقة فى حياة إنسان أو بشر فى ظرف زمنى و مكانى و يكون نقطة فاصلة تخرج منها العبر و تستلهم منها أشياء كلٌ يراها من زاويته و يسقطها على ما بداخله و كلٌ يلبسها الثوب الذى يراه
أحييك
أشد على قلمك
و أصفق بشدة
و انتظر المزيد
تحياتى

عفاف سليمان
11/06/2009, 07h31
الاستاذ احمد عطيه:emrose:
بعد صباح الخير على حضرتك واهل سماعى الكرام
سعدت بهذه الكلمات وسعدت بانه افاق من غيبوبته لعطشه لمال اخته ولا يفكر فى مشاعرها ولا احساسها
فياليت ناس اعرفهم كانوا افاقوا من حب المال ولم يبقى منهم سوى ذكرى وراح المال
والحمد لله ان بطل قصتك افاق لحبه لاخته وعاد الى رشده
تحياتى لك استاذنا الكريم
واتمنى ان ارى المزيد من الابداعات القصصيه القصيره
اختكم عفاف:cool::emrose::emrose:

NAHID 76
12/06/2009, 13h22
بسم الله الرحمن الرحيم
الأستاذ احمد عطيه

اهلا بك فى قسم تجارب أدبيه ومع أول ما قرأت لك من قصه قصيره
قصتك تكاد أن تكون واقعيه
أن لم تكن هى الواقع بعينه
تحياتى

علاء قدرى
12/06/2009, 15h22
الاستاذ الفاضل احمد عطية
عمل ادبى مميز؛و مكثف من حيث الفكرة ؛وسرعة الاحداث؛فى لحظات تشيه الحلم؛دون حشو للكلمات؛او ملل للقارئ
ولكنى اتساءل دوما .....
لماذا تظل فكرةالموت هى الرادع الاول للظلم؟؟؟؟
ولو لم يكن هناك موت ...هل تضيع الحقوق؛و القيم ؛و الاخلاق؟؟؟؟
ولماذا يبقى الموت نهاية الاشياء؟؟؟؟

رغم كون الموت هو اولى مراتب اليقين
:emrose:يظل اعجابى دوما و دهشتى من الاعمال الادبية المكثفة
وممن يملكون ادواتها:emrose:
تقبل تحياتى واحترامى لشخصكم ؛و ما تكتبون

Islam Eidrisha
12/06/2009, 18h16
مكثفة .. مركزة .. رائعة
مصوبة لهدف معين لم تحد عنه
قليلة التفاصيل والألفاظ
عظيمة المعنى والمغزى
وهذا سر روعتها
أحييك بشدة
يا أستاذ أحمد
يا رائع

رغـد اليمينى
13/06/2009, 02h09
http://www.dwn1.com/wedw/SCf58070.gif (http://www.dwn1.com/)



الآستاذ القدير



((( أحمد عطيه )))



تحية عبير مُكلله بأريج الورد وعطر الياسمين



بدايةً أُرحب بِكَ وبقلمك المُبدع بتجارب أدبية
هذه القصة واقعية صيغت بأسلوب أدبى جميل ينم عن كاتب لايبدو أن هذه محاولته الأولى فى كتابة القصة..
واسمح لى أن أشكرك على تِلك الحالة التى تحملنى لها حروفكَ وبعد أن غادرتنى إندهاشتى الأولى عُدتُ لأكمل فرضى أمام عملك المُميز البديع ،،
مشاهد القصة جاءت لتوضح لنا للجانب المظلم للإنسان .. أجدت وصفه وإخراجه لنا بحبكة القاص المتمرس..
تلميح فنى ذكى للصراع داخل القصة بداية بالخلاف مع شقيقته وهذا الذى دار بينه وبين زوجته
فى لقطة فلاشية يستعيد فيه كيدها ضد شقيقته وطمعها فى الإرث الذى كان سبب العداوة بينه وبين شقيقته وغضبه إلى درجة اللجوء للقضاء،
كل هذه الملامح تكشف لنا واقع موجود وبشدة
وأعتقد أن سبب إستبعادها فى الوصية ربما ليس الخلاف الذى حدث بينهم فى الماضى وإنما وجدت من يستحق أكثر منه فهو كما ظاهر فى العمل
إنه ليس بحاجة إلى هذا الميراث ،،

غضب منها أشد الغضب .. قاده غضبه الأعمى إلى القضاء

تكرار كلمة غضب هل زادت من إحساس أو معنى لدى المتلقى لا أعتقد !
فهذه الكلمة تؤكد بأن هُناك حقد دفين يكنه لها وكلنا سوف يدرك ذلك نتيجه تصرفها حيال أمر الميراث
وكان بالآجدر إجهاد اللغه لديك لتفادى التكرارفهو لا يزيد المعنى أو الإيحاء لدى القارئ بل يمكن أن ينقص من جمالية السرد داخل العمل ،
فمن الممكن أن تكون الجملة هكذا على حسب رؤيتى المُتواضعه
إشتاط غيظاً منها حد الغضب الآعمى الذى قاده إلى القضاء
:
:



الحوار يدور ويدور ومعه تزداد دهشته



هذا المشهد يمكننا وصفة بالآكلاشية للكثرة والتكرار ،
وقد أجدت نحت هذا المشهد بهذه الصورة بدقة وبشكل ذاتى




جاء السرد بطريقة سلسلة إعتمدت على مشاهد وأحداث داخل ديالوج بلغة الكاتب ( الراوى ) وتجربة كادت أن تقترب من الشكل المسرحى

لغة فصيحة كاشفة للحالة والمضمون ،،

تأنيب الضمير والكثير مِنْ الآلم وإندماجهم فى نزف واحد ،،

ونهايــة رمزية تترك للمُتلقى التأمل والتفكير وتترك التعددية المقروئة

صحوة الضمير التى أدركها بالنهاية، فذهب ليمحوا ما إرتكبه من أخطاء فى حق شقيقته

بهذا الجرس الذى نبهه بأن المُعاملة الحسنة والذكرى الطيبة هى البصمة الحقيقية التى نتركها بعد الممات

ولكن أرى بأنها جاءت مُتأخرة كثيراً


قصة لا تترك تزينت بها صفحة التجارب الآدبية،،
أشكرك على هذه التحفة الفنية الرائعة إستمتعت بها كثيراً،،
وبإنتظار نزف قلمك القادم ،،
دمت بخير وسعادة
مع وافر التحايا العطرة مقرونة بالودّ ،،
http://www.dwn1.com/wedw/SCf58070.gif (http://www.dwn1.com/)

بلقيس الجنابي
16/06/2009, 18h41
يدهشني الأمر
أني لا أدخل هذه الأقسام إلا نادرا ...
واليوم قررت أن أتوه في كل ركن منها ...علني ألحق ما فاتني من أعمالكم وادبكم الرفيع :emrose:
وها انا أستشرق صباحي بنصكم سيدي

لوتعرف مقدار سعادتي بقراءة نصك ..
لانني ومنذ اكثر من شهر وانا اكتب بقصة
حقيقية تحمل آلآم شعبي ووطني وبنفس الصور البلاغية التي أوردتها في نصك يالعزيز.. فأنا أعشق القراءة ما بين السطور
وقد اثقل علي الامر..حكاية عبير بل بات كل العراق عبير الجنابي,
حتى وصل لحد الهذيان بالافكار والمفردات
واليوم وبهذا النص الراقي ..فتحت امامي افاقا واسعة لما ابحث عنه
ولعلها الصدفة ..
وما يمكنني..قوله نصكم فخم اشكرك عليه
وأتمنى أن تبقى بالخير والعافية دوما
اقبل محبتي وتقديري ..:emrose:

M O H A M E D
18/06/2009, 02h47
أحييك بشدة يا أستاذ أحمد عطية .. على قصتك البديعة
صياغة رائعة ، لغة سلسة ، و تعابير مركزة
أتمنى أن تمتعنا بالمزيد
لك تحياتي
:emrose:

أحمد عطية
04/07/2009, 22h30
فى البداية أرجو تقبل إعتذارى عن تأخرى فى الرد وذلك لمرورى بأزمة صحية طارئة
كما أتقدم بالشكر والعرفان لكل من الأخوة والأخوات الأفاضل
طارق العمرى
عفاف سليمان
ناهد 76
علاء قدرى
إسلام
رغد اليمينى
بلقيس الجنابى
محمد السلامونى
لأن العمل قد راق لكم
وأشكركم جميعاً على كلماتكم الطيبة عن هذا العمل
خالص وأرق تحياتى
للجميع

Tarek Elemary
05/07/2009, 05h43
يا سيدى حمداً لله على سلامتك و يارب دوماً معافى بإذن الله تعالى
و جعل الله مرضك كفارة لك يوم القيامة و جزاك الله عن صبرك عليه حسن الثواب و خير الجزاء.
المهم أننا ننتظر منك حلاوة السلامة قصة على نفس المستوى و أكثر و لن نقبل بأقل من هذا
أدام الله علينا و عليك و على الجميع الصحة و العافية
و تقبل تحياتى

أحمد عطية
05/07/2009, 05h52
يا سيدى حمداً لله على سلامتك و يارب دوماً معافى بإذن الله تعالى
و جعل الله مرضك كفارة لك يوم القيامة و جزاك الله عن صبرك عليه حسن الثواب و خير الجزاء.
المهم أننا ننتظر منك حلاوة السلامة قصة على نفس المستوى و أكثر و لن نقبل بأقل من هذا
أدام الله علينا و عليك و على الجميع الصحة و العافية
و تقبل تحياتى
شكراً أخى الفاضل على كلماتك الرقيقة وطلباتك أوامر
هناك عمل جديد لى تحت عنوان " سيدى عواد "
أرجو أن ينال أعجابك
وستكون هذه القصة عنوان مجموعتى القصصية الأولى
التى أكتبها الآن تمهيداً لنشرها قريبا بإذن الله