المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حل السواقي - قـنـديـل و عبد العظيم عبد الحق


M O H A M E D
29/05/2009, 09h09
موضوع واحد دارت حوله معظم الأغنيات .. هو الحب .. من لقاء و هجر و فراق و وصال .. و شوق و لوعة .. و حنين و حرقة .. إلى آخره و لم ينتهي بعد صناع الأغنيات من شعراء و ملحنين و مطربين من الدوران في فلك هذا الموضوع !
قديماً .. كان الخروج عنه شيئاً معتاداً خلال الأغنيات الوطنية و الدينية و الوصفية و بعض أغاني الأفلام و الصور الغنائية .. لكن مع انحسار دور الإذاعة ، و تحوّل الغناء إلى تجارة بدأت موضوعات في الاختفاء تماماً !
المطرب محمد قنديل .. من أهم مميزات فنه هذا التنوع البديع في الألوان الغنائية و الموضوعات التي غنى فيها .. فكانت اختياراته لا تقل جمالاً و لا قوة عن صوته .. من غناءٍ وصفي و ديني و شعبي و عاطفي و اجتماعي و أغاني للعمل ....
و من أغاني العمل اخترت لكم " حل السواقي " .. التي كتب كلماتها الشاعر علي سليمان .. و لحنها الملحن القدير عبد العظيم عبد الحق .. و شدى بها محمد قنديل ..
سماعاً طيباً و أوقاتاً سعيدة .

M O H A M E D
29/05/2009, 09h16
كلمات الأغنية :

حل السواقي



حــــــــل الســـــواقي القبلية

دلوقتــــي ســــــاعة عشوية

الغيــط صلاة الزين يضوي

و القلـــــــب بيشوفه بيفرح

آدي التقـــــاوي و ح نروي

و بكــــرة يخضر و يطرح

و الشــدة بكرة يا عم تهون

و الـرزق عند الله مضمون

جـــه المسا يلا شوية

دلوقتي ساعة عشوية

حل السواقي
**


آدي واجب الأرض اتقضى

ناقصنــا إيه غيـــر الطاعة

م التـــرعـــة يــــلا نتوضى

و تعــالوا ح نصلي جماعة

فتـَّح قليبك ، بـص و شوف

يا بخت من يرزع معروف

جـه المســا يلا شوية

دلوقتي ساعة عشوية

حل السواقي
**


غنــي على المزمــار غني

و قــــول يــا ليلي برواقــة

دي ســـاعــة الحـــظ اتهني

م الدنيـا مش واخدين حاجة

القـَشيـة معدن و الحال عال

مش طمعانين م الدنيـا بمال

جــه المســا يلا شوية

دلوقتي ساعـة عشوية

حل السواقي

M O H A M E D
29/05/2009, 16h19
الأغنية كما أسمعها ..

لا أدعي أن لي علم في الموسيقى .. و لست بصدد تحليل موسيقي للأغنية .. فهذا له أناسه و المختصون به .. أما ما سأكتبه هو ما تمليه عليّ أذني .. و هي مجرد وجهات نظر قد أصيب أو أخطئ فيها .. لكني هكذا أستمع للأغنية و هكذا أتذوقها و أقرأها .

« حِـل السواقي .. »

تبدأ الأغنية بنغمات من الوتريات " الكمنجات " ، عند نهايتها يبدأ الإيقاع
حركة الكمنجات المتوترة توحي بالترقب للحظة انتهاء العمل الشاق ..
و ظهور الإيقاع بكل ما فيه من بهجة قد أعلن عن بداية وقت الراحة .. مع حركات رشيقة من الوتريات ، و يظهر من بعيد عزف الناي يعطي الإحساس بجو الريف .. يزيده تأكيداً اختلاط الإيقاع و الأنغام بصوت خوار البقر
فمنذ اللحظات الأولى تدرك أنك تستمع لأغنية ريفية .. و هذه مهارة ملحن استطاع أن يضعك في جو الأغنية مع ثوانيها الأولى
فللحق هذه الأغنية بطلها الأول هو الملحن ( عبد العظيم عبد الحق )... ببراعة ملحن متمكن من أدواته وظّف الكلمات و صوت المطرب و الكورال خير توظيف ، وِفق خطة رسمها جيداً
نعود للأغنية عند الثانية 18
لازمة موسيقية .. هي تقريباً نفس الجملة التي سيغنيها الكورال " حل السواقي القبلية .. دلوقتي ساعة عشوية "
و نلاحظ هنا التنويع بين أداء الكورس الرجالي و النسائي ..
الرجال : حل السواقي القبلية
و يرد النساء : دلوقتي ساعة عشوية
و يرد الرجال ( من طبقة مغايرة ) : دلوقتي ساعة عشوية ..
و يستمر تكرار هذه الجملة .. مع عزف لآلة الناي يوحي بغروب الشمس
هنا يُنتظر ظهور المطرب لكن يفاجئنا الملحن بلزمة موسيقية أخرى
و يفاجئنا ثانيةً باستمرار غناء الكورال !
النساء : الغيط صلاة الزين .. صلاة الزين يضوي ، و القلب بيشوفه بيفرح
الرجال ( بلحن مختلف ) : القلب بيشوفه بيفرح
هنا وصف لشكل الغيط .. وصف للمكان .. فالأغنية تسير بتدرج .. و الكلمات أشبه بسيناريو .. اهتم بالزمان و المكان و الحدث ..
بعد ما يقرب من دقيقتين يبدأ قنديل في الغناء .. في أغنية مدتها تصل للسبع دقائق ..
فلماذا زادت مساحة الكورال بهذا الشكل و الملحن مع مطرب بإمكانيات قنديل ؟
أعتقد أن عبد العظيم عبد الحق كان محقاً و موفقاً في ذلك .. لأن العمل في الريف يستلزم وجود عدد كبير من العاملين و الفلاحين ..
و هم في وقت راحتهم يلجأون للغناء و يتشاركون فيه جميعاً ، و أغاني الأفراح في تراثنا نجد فيها مساحة كبيرة للغناء الجماعي .. فتجد المؤدي يقول جملة و يرد عليه الكورس أو يشاركه المدعوون في الفرح بكلمة أو بنفس الجملة بلحن مختلف مثلما :
و صلي صلي ... صلي
ع النبي صلي ... صلي
و هكذا ...
و هناك بعد آخر .. فالعمل في الأرض – وقت عدم الاعتماد على الآلة – كان يعتمد بشكل أساسي على الأيدي العاملة .. و كلٌ يعمل في مهمة محددة .. فكانت الحياة مشاركة بين الجميع .. في العمل و في أوقات الفرح و المرح
و عبد العظيم عبد الحق يتميز بتوظيفه للكورال .. و قد يرجع هذا لسبب أنه كان ضمن كورال الشيخ محمود صبح لمدة أربع سنوات و مع الشيخ زكريا أحمد .

M O H A M E D
29/05/2009, 16h24
آدي التقـــاوي و ح نـــروي
و بكــرة يخضــر و يطـرح
و الشدة بكرة يا عـم تهـــون
يغنيها قنديل كأنه واحد من الفلاحين .. لا واحد يعبر عنهم فقط .. فإتقانه للهجة أهل الريف و حسه الشعبي ساعداه في تقمص الحالة و سهولة التصديق من المتلقي ..
و قنديل حتى في أعماله السينمائية .. ظهر في دور المراكبي و الصياد و العامل ... الذي يعمل و في وقت الراحة يغني لزملائه و يروّح عنهم بغنائه ..
فيغني للعمال و البسطاء .. و للطبيعة ... و الحياة
هذا هو قنديل .. و هذا هو منهجه ... فلم يقتصر الغناء عنده في موضوع واحد .. بل كان المجال عنده يتسع لأن يغني لكل شئ
بعد أن يغني قنديل " الشدة بكرة يا عم تهون "
يرد عليه الكورال : و الرزق عند الله مضمون
نطق قنديل لحرف العين في " يا عم " .. يدهشني و ينعشني !
غناء الكورال في " الرزق عند الله مضمون " بصوت منخفض أعتقد أن سببه هو أن المعتقدات مثل الإيمان بالقدر و القسمة و النصيب و الرزق .. كلها تكمن داخل النفس و متأصلة في المجتمع .. و لا يحتاج التصريح لها لصوت عالٍ .. فيكفي الهمس لمجرد التذكرة .. هذا ما أظنه !
قنديل : جه المسا يلا شوية .. دلوقتي ساعة عشوية
يدعوهم إلى الراحة .....
و يرد عليه الكورال : دلوقتي ساعة عشوية
فيردد قنديل : حل .. حل .. حل .. حل السواقي
لاحظ التصاعد في الجملة الموسيقية .. فكل " حل " أعلى عن سابقتها
فهو ينادي على مجموعة كبيرة من الناس .. فهناك من هو بعيد و قد لا يسمع الأولى فيسمع الثانية أو الثالثة !
يعاود الكورال تكرار مطلع الأغنية كما هو ..
ثم لازمة موسيقية رائعة .. و الكوبليه القادم هو الأجمل بالنسبة لي في الأغنية
و يغني قنديل : آدي واجب الأرض اتقضى.. اتقضى .. ناقصنا إيه ؟
فيرد الكورال الرجالي : ناقصنا إيه غير الطاعة
و يرد الكورال النسائي: ناقصنا إيه
هذا التنوع في الأداء يثير الذهن
قنديل : م الترعة يلا نتوضا .. و تعالوا تعالوا تعالوا .. تعالوا ح نصلي جماعة
الجملة اللحنية لـ " م الترعة يلا نتوضا " أرى فيها تموج الماء في الترع !
و تلك الدرامية العالية عند الملحن عبد العظيم عبد الحق ليست غريبة و لا جديدة عليه .. فأكثر ما يميزه هو احساسه بكل كلمة
فبالبحث في أحاديثه الإذاعية عرفت أنه لم يكن يلحن من ورقة ، بل كان يحفظ الكلمات و يهضمها ثم يبدأ في التلحين ..
و عبد العظيم عبد الحق بدأ ملحناً بسبب كلمتين في القرآن الكريم " السماوات و الأرض " ! .. حيث أرشده شيخه الذي علمه في طفولته – الشيخ الكرداني – أن يصعد في تلاوته لكلمة " السماوات " و يخفض في " الأرض "
فاللحن عنده ليس مجرد نغمات جميلة .. و لكن صيغة تعبيرية و تصويرية للكلمات بكل مدلولاتها .
قنديل : تعالوا .. تعالوا .. تعالوا
هناك تردج تصاعدي في أداء قنديل ... فهو ينادي ليجمع الناس لأداء الصلاة " تعالوا ح نصلي جماعة "
فبعد أن ارتاحوا و أكلوا .. و أعطوا لجسدهم حقه .. أدوا فرض الله
قنديل : فتـَّح قليبك بص و شوف .. يا بخت من يزرع معروف
و بعد الصلاة موعظة .. مستوحاة من البيئة ، و لا تحتاج سوى النظر خصوصاً مع صفاء النفس بعد تأدية الفرض .
فمن يزرع يحصد .. و الحصاد يكون مما زرعت .. إن خيراً فخير و إن شراً فشر
و يتبعه الكورال : يا بخت من يزرع معروف ... للتأكيد على المعنى
و حل السواقي ....

M O H A M E D
29/05/2009, 16h35
لازمة موسيقية .. ثم كوبليه يمكن أن نضع " الرضا " عنواناً له ..
فها هم يغنون سعداء .. راضين بما لديهم ..
" غني على المزماز غني و قول يا ليلي برواقة " يؤديها الكورال النسائي ..
و يرد قنديل ( بسلطنة ) : يا ليلي يا ليلي يا ليل
و يرد عليهم في الثانية بـ : دي ساعة الحظ اتنهي ..
الكورال الرجالي : م الدنيا مش واخدين حاجة
قنديل : القشية معدن و الحال عال
( لاحظ نطق قنديل لحرف " ح " في " الحال " ) !
الرجال : مش طمعانين م الدنيا بمال
النساء : مش طمعانين
الرجال : مش طمعانين
تكرار " مش طمعانين " للتأكيد على المعنى .. فهم لا يطمحون لما هو أكثر مما في أيديهم .. و لِم ؟ و قد حِيزت لهم الدنيا كما في الحديث الشريف " من بات آمناً في سربه ، معافى في بدنه ، عنده قوت يومه ، فكأنما حِيزت له الدنيا بحذافيرها " صدق رسول الله – صلى الله عليه و سلم
القشية معدن و الحال عال !
بحثت عن معنى هذا المصطلح " القشية معدن " فوجدت أن :
" القشية " هو التراب الناتج عن حرق القش .. و قد تحوّل إلى معدن ... أي أن التراب عديم القيمة قد أصبح معدن .. أي نقود .. و هو تعبير يدل على يسر الحال و رغد العيش ..
و الفلاحون قديماً كانت حياتهم بسيطة .. و متطلباتهم محدودة .. لذلك كان الطريق للسعادة و الرضا سهلاً .. على عكس الحياة المعقدة التي نحياها الآن بما فيها من متطلبات و تطلعات تزيد من أعباء الناس .
و تستمر الأغنية .. حل السواقي القبلية دلوقتي ساعة عشوية
و يستمر تكرارها مع خفوت الصوت رويداً وريداً .. إلى لحظة النهاية لكن يظل منها صوراً للريف - بشجره و بقره و سواقيه ، و ناسه و أهله - عالقة بالذهن . فشكراً لصناع الأغنية على هذه الرحلة الجميلة .

عفاف سليمان
29/05/2009, 22h43
الاستاذ محمد السلامونى:emrose:
بعد صباح الخير على حضرتك وعلى جميع اهل ومواطنى سماعى الجميل
حل السواقى
لمحمد قنديل
سعدت بانى سهرت معها واستمتعت بها
وهذه اول مره اسمع بهذه الاغنيه
وقد ايه جميل محمد قنديل فى صوته وخفة ظله وطربه الاصيل
اختيار لسهره رائعه;)
من استاذنا الرائع:emrose:
تحياتى لك وللجميع واتمنى لكم قضاء اجمل الاوقات مع الطرب الاصيل فى سماعنا الجميل:o
تحياتى
اختكم عفاف

MOHAMED ALY
30/05/2009, 06h04
اهـ منك ايها القناديلى الشاب .. محمد السلامونى.. لقد عادت لى عقارب الزمن بى الى اكثر من ثلاثين عام مضت ... اول مرة استمعت فيها الى قنديل و هو لا اقول يغنى ... و لكن اقول ( يحدو ) .. للفلاحين بعد انتهاء يوم عمل مضن .
حقيقة فان الكثيرين لا يتنبهون جيدا الى غناء قنديل ... و يكتفون بالدوران فى فلك جمال هذا الصوت و عبقريته الغنائية .
و لكن مواطن الجمال و بواطن الاحساس بالسعادة و الانبهار من غناء قنديل لا يرجعان فقط الى جمال صوته الآخاذ ... لكنها ترجع اساسا الى أن قنديل كان صاحب منهجا فى الغناء ... و كان منهجه الغنائى يرتكز على عدة ركائز ... اولها اختيار الموضوعات التى يغنيها .
و تحت هذه الركيزة نجد أن قنديل قد ابدع فى غناء ( الحادى ) .. او غناء ( العمل ) و تحت هذا اللون فقط نجد أن عدد ما غناه قنديل ربما يقترب من الثلاثين أغنية ... و قد اختار من هذا اللون الغنائى القناديلى الخالص ... اختار الاستاذ / محمد السلامونى هذا البناء الدرامى و الصورة المتكاملة ... حلوا السواقى ... لكى يسبح بنا فى هذ الفضاء القناديلى ... و إنـّا لمنصتون .

Islam Eidrisha
31/05/2009, 08h40
أتذكر عند استماعي لهذه الأغنية أول مرة بأنها أوقعتني في حيرة من أمري بين عبقرية المطرب والملحن فقد أبدعوا وأتعبوني من فرط الطرب والجمال فالملحن من أول ثانية ينقلك من مكانك أينما كنت في مكتب أو منزل أو شارع ويجلسك تحت ظل شجرة بقرب ترعة تحيط بك الخضرة من كل مكان وقد أزفت الشمس على الغروب ظهر ذلك بوضوح من براعة الاستهلال في اللحن وعمل النايات والمجموعات وآه من نور القنديل عندما يغمر الكل بضيائه وعبقرية صوته المتفردة وإحساسه بما يؤدي حتى وكأنك تشعر بأنه ولد وعاش فلاحا في أرضه لم يفارقها لحظة أو يغفو عنها برهة وما أجملها ثواني عندما ضرب بالموال في 5:10 وحتى 5:18 وكأنه يريح به النفوس من كد العمل في يوم شاق.
هل لكما أن تشركاني معكما في عشق هذا العبقري وهذا الصوت الفريد وإن لم أكن أهلا لذلك فالتشبه بالرجال فلاح

الألآتى
31/05/2009, 11h49
إخوانى الأعزاء ..

لم أستطع التنصل من مسئوليتى فى تحليل هذا العمل ..

أولاً .. لأن العمل لمحمد قنديل .. عمنا وعم المطريبن ..

وثانياً .. لأن الداعى هو محمد السلامونى .. الذى أكن له كل إعزاز وتقدير بالرغم من عزوفه الواضح عن التواصل معى كما كان .. ويبدو أنه محبط زى حالاتى ..

المهم ..

لم يكتفى أخونا السلامونى بدعوتنا على الأغنية فحسب .. بل حاول أن يشركنا فى أحاسيسه بمحاولته شرح جماليات الأغنية من كلمات ولحن .. وأعتقد أن إحساسه وصل إلينا ..

وتأتى مهمتى الأن فى التحليل اللحنى والمقامى للأغنية ..


بسم الله نبدأ فى تحليل أغنية ( حل السواقى )

كلمات : على سليمان

ألحان : عبد العظيم عبد الحق

غناء : محمد قنديل

نحن أمام أغنية من النوع الشعبى الريفى .. الذى برع فيه قنديل كثيراً .. وبالتأكيد محمد قنديل ليس فى حاجة لشهادتى .. فهو غنى كل أنواع الأغانى .. مثلما أشار أخونا محمد السلامونى ..

الكلمات بالطبع ليست فى حاجة للشرح أو التوضيح .. فالسلامونى قام بالواجب وزيادة فى شرح وتحليل الكلمات .. وحاول مشكوراً أيضاً الغوص فى أعماق اللحن حسب إحساسه وماوصل إليه من معانى ..

نأتى الأن للحن ..

صحيح .. إن الشهرة والإنتشار ليس لها علاقة بموهبة الملحن بقدر ماتخضع لظروف ومعايير أخرى ..

فعندما نسمع هذا اللحن .. نتأكد تماماً أن عمنا عبد العظيم عبد الحق .. سار فى لحنه حسب خطة موضوعة وأعطى لكل كلمة مايناسبها موسيقياً ..

اللحن من مقام العجم .. ومقام العجم يعتبر من المقامات الكبيرة .. ويقابله فى الموسيقى الغربية سلم الميجور .

لماذا إختار عمنا عبد العظيم العجم ليبدأ منه اللحن ؟

بالتأكيد .. لأن العجم مقام ليس به تحويلات أو ربع تون .. فيكون من السهل حفظ الجملة اللحنية ويستطيع أى شخص أداء اللحن دون عناء .. وإسمعوا بداية الأغنية مع الكورال .. ستحفظون اللحن من أول مرة .. هذا هو ماقصده الأستاذ عبد العظيم عبد الحق ..

يبدأ اللحن بركوز القانون بمساعدة الوتريات على درجة العجم .. ثم نسمع المقدمة الموسيقية مع دخول الإيقاع .. وحتى فى المقدمة .. يتعمد الملحن تأكيد المقام قبل الدخول فى الأعماق ..

نسمع المقدمة الموسيقية .. والتى سنسمعها فيما بعد أكثر من مرة مع الكورال .. هى نفس التيمة التى يغنى منها الكورال ..

ثم يدخل الكورال الرجالى ليبدأ الأغنية .. ويرد عليه الكورال النسائى .. ( حل السواقى القبليه .. دلوقتى ساعة عشويه )

وينهى الكورال مهمته .. ونتوقع نحن السميعة أن يبدأ قنديل الغناء .. ولكننا نفاجأ بدخول لازمة موسيقية .. وكأن الملحن أعطى المذهب للكورال دون المطرب .. هذا مقصود بالطبع .. وأشار إليه أخونا السلامونى فى تحليله ..

اللازمة الموسيقية من مقام الحجاز .. لأن مهمة العجم إنتهت إلى حين .. لأننا قلنا أن سبب إختيار العجم هو سهولة حفظ الجملة أو التيمة الرئيسية للأغنية .. وقد حان دور المطرب .. فكان لابد من تغيير المقام .. ألم نقل أن هناك خطة للحن .. صحيح الدنيا حظوظ .

تنتهى اللازمة الموسيقية .. ويبدأ الكورال أيضاً فى الغناء .. يبدو أن الملحن نسى أن هناك مطرب .. ولكنه لم ينسى بالتأكيد .. شايله للتقيله .. نحن مع مقام الحجاز .. خدوا بالكم من إللى جاى ..

أخيراً يبدأ عمنا قنديل بالغناء .. ولكنه لايغنى من الحجاز .. يغنى من العجم .. يبدو أن عمنا عبد العظيم يتعمد أن يجعلنا نلهث وراءه من مقام لمقام ..

يغنى قنديل ( أدى التقاوى وحانروى .. وبكره يخضر ويطرح ) .. ويرد عليه الكورال .. ويكمل قنديل حتى يصل لجملة نهايات الكوبليهات ( جه المسا ياللا شوية .. دلوقتى ساعة عشوية ) ..

ولنتوقف هنا قليلاً .. لنرى ونسمع إبداع الملحن .. إسمعوا قنديل وهو يغنى ( والشدة ياعم بكره تهون ) ..

إنه يصل للدرجة الثالثة لجواب المقام .. هل تعرفون مامعنى ذلك .. معناه أن الملحن يعرف جيداً إمكانيات قنديل .. ويعرف تماماً أنه يستطيع الوصول لهذه الدرجة النغمية وأكثر .. ويرد الكورال من درجة ركوز المقام .. أى أنه يعود بنا للبداية .. ليسلم الراية لعمنا قنديل لينهى الكوبليه ..

يردد الكورال نفس لحن المذهب .. ثم لازمة موسيقية من مقام الكرد .. بالتأكيد أنتم تشعرون بتغير المقام .. لأن الجملة اللحنية إختلفت .. ونحن الموسيقيين نعرف المقامات بكثرة سماعها والتعود على التفرقة بين مقام وأخر .. هذا غير أساليب الأبعاد والأجناس وعلامات التحويل .. ماعلينا .

يغنى قنديل ( أدى واجب الأرض إتقضى .. ناقصنا إيه ) .. ويرد عليه الكورال .. من القرار ..

ويعود سريعاً للعجم عند ( م الترعة ياللا نتوضى .. وتعالوا حانصلى جماعة ) ..

ثم الحجاز مرة أخرى عند ( فتح جليبك بص وشوف ) والعجم ( يابخت من يزرع معروف ) ..

كل جملة من مقام مختلف .. التنوع ليس فى الجملة اللحنية فقط .. ولكن فى المقامات أيضاً ..

شوفوا بقى الإبداع على أصوله .. عندما يغنى قنديل ( يابخت من يزرع معروف ) من العجم ..

يرد عليه الكورال النسائى بنفس الجملة .. ولكن من مقام البياتى .. جديدة .. مش كده .

ويعود قنديل لجملة نهاية الكوبليه كما إتفقنا ( جه المسا ياللا شوية .. دلوقتى ساعة عشوية ) ..

ونفس السيناريو .. يردد الكورال نفس المذهب .. وتبدأ اللازمة الموسيقية ..

اللازمة الموسيقية من مقام العجم .. ولكن من درجة ركوز أخرى .. هى ( الفا ) ونسميه نحن ( عجم الجركا ) أو الجهاركاه .

هذا هم إسم نغمة الفا بالفارسية .

ويبدأ الكورال النسائى الكوبليه بقوله ( غنى على المزمار غنى ) .. ويرد قنديل بـ ( ياليلى ياليل ) من عجم الفا أيضاً ..

ويعود بنا كورال الرجال لدرجة ركوز عجم الدو .. إنطلاقاُ من عجم الفا.. خطة والله ياجماعة .. الراجل فكر كويس قبل مايلحن .. ويغنى قنديل من الحجاز ( الأشية معدن والحال عال ) .. ويرد عليه الكورال من العجم .. تمهيداً لنفس سيناريو الكوبليهات السابقة .. وتنتهى الأغنية ..

جرعة مكثفة من المقامات والتحويلات والجمل اللحنية المتميزة والمبدعة .. الله يرحمك ياعم عبد العظيم .. والله يرحمك ياقنديل .

M O H A M E D
31/05/2009, 16h01
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أشكركم على قبولكم الدعوة ..
الأخت الكريمة مدام عفاف سليمان .. أشكرك على تعليقك الجميل
و سعيد بأن أعجبتكِ الأغنية .. أسعد الله كل أوقاتك ... :emrose:

M O H A M E D
31/05/2009, 16h14
القناديلي الشاب أيضاً و أستاذي الحبيب م/ محمد علي ... حامل أختام مغارة قنديل العامرة بكل ما لذ و طاب من عذب الغناء
إعجاب المستمع بصوت قنديل هو خطوة أولى للاكتشاف .. و حضرتك تعلم أن من يُفتن بهذا الصوت كأنما وقع في شباكٍ طرحتها كفُّ صيادٍ تصدَّى !
فينتقل المستمع من أغنية لأخرى .. و من موال لموشح ، و من تسجيل ستوديو لتسجيل حفل ... و من قصيدة إلى صورة غنائية ...
و بعد أن يتمعَّن و ( يتمعنن ) فيما يغينه قنديل من موضوعات و معانٍ و ألوانٍ و ارتباطها كلها ببعض يتأكد من منهجية قنديل .. و لكن هذا لا يتأتي إلا بعد طول الاستماع و المتابعة ربما لسنوات !
و ها نحن ما زلنا نكتشف و كلما تعمقنا وجدنا ما يدهشنا .. فما يقدمه قنديل ليس بسيطاً ليُهضم سريعاً ، بل يحتاج إلى بعض الوقت .. مثل ألحان السنباطي التي يزيد إعجابنا بها مع تكرار الاستماع و مع ازدياد فهمنا لها ...
و عن أغاني العمل أو ( الحادي ) التي غناها قنديل فالأمثلة كثيرة .. أذكر منها : و بقول أنا ، البنائين ، شباكين ع النيل ، حديد أسوان ، الشمس التانية ، هيلا هيلا ، آه يا نجف ، الحدادين ، و غيرها من الروائع الذي يطول الحديث عنها ...
فأتمنى أن نتشارك في ذلك ... و لك مني مليون تحية و سلام :emrose:

M O H A M E D
31/05/2009, 16h50
الأخ العزيز إسلام .. كل عاشقٍ للجمال يقدره أينما وجده .. أحييك على ذائقتك و ذوقك ..
و أنا مَن أطلب منك أن تشاركنا .. و أهلاً بك معنا .. و أشكرك على كلماتك التي تقطر عذوبة
:emrose:
تحت الشجــرة يجمعنا .. جمــال الصحبة و اللمَّة
و غنوة من القلـوب طالعة .. تداري فينا أوجاعنا
يدوب اللحــن في الكلمة .. تطير أرواحنـا للنجمة
و تخلص رحلــة و نعيدها .. و قنديلنـــا مِجمَّعنــا

M O H A M E D
31/05/2009, 17h18
الأستاذ محمد الألاتي .. عاشق النغم .. لا أعرف كيف أشكرك !
بالفعل كما توقعت اللحن ثري جداً كما أوضحت حضرتك في تحليلك الرائع ..
فالانتقال بين المقامات و التفنن في كل جملة موسيقية ألاحظه كمستمع لكن جئت حضرتك و أوضحته تماماً .. بارك الله فيك و زادك علماً فوق علمك
و أرجو أن تكون هذه فرصة لتسليط الضوء على الملحن عبد العظيم عبد الحق.. الذي أثق في كل لحن أجد عليه اسمه .. و رغم ذلك لم ينل حظه من الشهرة !
شكراً لكرمك و ذوقك يا أستاذي .. :emrose:

MOHAMED ALY
31/05/2009, 18h08
اخى الاسكندرانى الحلو المجدع / اسلام

طبعا القناديلية يرحبون بك وسطهم اخا و صديقا و متيما بالفن القناديلى ... و يا ريتك تنظم معانا لمجموعة أصدقاء محمد قنديل .
و عن اغانى ( الحادى ) التى غناها قنديل .. فاضافة الى ما ذكره الاستاذ / محمد السلامونى .. فقد غنى قنديل للفلاحة المصرية ( فلاحة بلدنا ) ...و غنى للصيادين و البحارة ( ملاح النيل ) و ( بنت السلطان ) وغى للحطابين فى ( الرجل السعيد ) و غنى بلسان الفكهانية فى ( حسن الفكهانى ) و غنى بلسان حال بياع الترمس و حب العزيز فى ( السوق ) و غنى للصيادين فى ( الريح النادى ) و ( سهارى الليل ) و غنى لبياع الفول فى ( المدمس ) و غنى لبياع الحلاوة و الحمصية و السمسمية ( حلاوة زمان ) و غنى مرة اخرى للعمال ( شباكين ع النيل ) و ( يا اللى بنيت سد فى اسوان ) و غنى للفواعلية ( قول يا معين ) ... و ياما فى الجراب ... يا قنديل .

عيون المها
01/06/2009, 00h51
http://www.l5s.net/upgif/6u117099.gif

الأستاذ الفاضل و القناديلي بامتياز


http://www.l5s.net/upgif/TFU17099.gif ((( محمد السلاموني ))) http://www.l5s.net/upgif/TFU17099.gif





بداية أشكرك على تلك الدعوة الكريمة و على تلك الذائقة السمعية الراقية

عندما تكون الدعوة لاستماع المطرب ( محمد قنديل ) فلابد أن نسمع بتأمل للكلمة و اللحن و الأداء التطريبي العالي



لأول مرة أسمع تلك الأغنية



و من حُسن حظي أن استمعت إليها بعد تناولك الرائع للكلمات

و تناول أستاذنا أبو حسام للحن

فاستمعت إليها بعد أن أضاءت لي كلماتكم الطريق لأتأمل تفاصيلها




كعادتي في سماع الأغاني لأول مرة

أخفض الإضاءة حولي و أغمض عيناي

لأسبح في فضاء الأغنية و أترك لها نفسي لتعلو بي على قدر تمكّنها

هنا و بمنتهى السلاسة تم اختطافي سريعاً لعالم قنديل الفسيح

شعرت بصوته كشجرة عتيقة تمتد جذورها لأعمق أعماق الأرض المصرية مع امتيازها بعلو شاهق

صوت مصري أصيل مخلوط بماء النيل

هامة من هامات الطرب الأصيل




الكلمات مصرية صميمة تحكي حال و واقع

اللحن معبر و استطاع ترجمة الكلمات بأنغام ملائمة

الأداء هنا هو البطل الذي يحمل على عاتقه مهمة توصيل العمل

و تم توصيله على أكمل وجه وبحرفية عالية من قنديل




في النهاية لا يسعني إلا أن أشكرك على هذا الاختيار الرائع

فهي دعوة كريمة من متذوق قناديلي أصيل



و أنتظر دعوتك القادمة لكي تفتح لنا العالم القناديلي الطربي تحت غيمة انطباعاتك المُنيرة لتمطر لنا نور و ضياء يمهد لنا رؤية الأغنية بأذاننا




لك كل تحياتي
:emrose:

M O H A M E D
01/06/2009, 18h18
إضافات رائعة منك يا أستاذي العزيز محمد علي ..
و هذا العدد من الأغنيات يؤكد أن غناء قنديل لهذا اللون لم يكن صدفة .. و نفس الشئ لو نظرنا في غنائه لموضوعات أخرى سنجد أمثلة عديدة ..
و لهذا أرفض تماماً فكرة تصنيفه كمطرب شعبي ... قنديل خارج كل التصنيفات .. فهو مطرب فقط .. بل هكذا يكون الطرب .
،،
أخي السمِّيع الأصيل إسلام ... أرشح لك أن تستمع لقنديل في غنائه للموشحات ... عندك موشح غلب الشوق (http://www.sama3y.net/forum/attachment.php?attachmentid=133529&d=1236483586)( الهوى شئ عجب ) ، لو سقاني الحب (http://www.sama3y.net/forum/attachment.php?attachmentid=8973&d=1148121753) ، و حبي زورني (http://www.sama3y.net/forum/attachment.php?attachmentid=8827&d=1147839804) ... و بعدها تخبرني برأيك ..

Islam Eidrisha
01/06/2009, 18h37
شكرا يا صاحبي القنديل
على الذوق واللطف والكرم
ولنا عود بعد الاستماع لاريب

M O H A M E D
01/06/2009, 18h50
الأخت العزيزة و الأديبة المتألقة عيون المها .. :emrose:
كم أنا سعيدٌ بإطلالتك المشرقة على الصفحة .. و أنتِ ممن يقدّرون الجمال في كل ألوانه ، شعراً و غناءً و رسماً .... أشكركِ جداً
و عن الفن و أثره على النفس .. و عن قنديل كتبت هذه التجربة الشعرية .. التي كنت محتفظاً بها لنفسي و لكن كلماتك ذكرتني بها .. فأرجو أن تنال إعجابك و إعجاب كل من يقرأها ..


¤ طيور الغناء ¤

طــارَ بـــلا جَـنــاح
قلبي و مــا استـراح
فـي الكــونِ الفسيـح

زادت بــِــــــي آلام
من أســـَـــــى الأيام
على الحلــمِ الجريح

فأتـــــاني القِنديــــل
بغنـــــاءٍ جميـــــــل
فكـنتُ المُـستـــرِيح

فأنستنـــي الفنــــون
العـالـَــم المجنــــون
و الأمـَــلَ الشـَّحيـح

***
و أســـرابُ الحمـام
تـُـسابـقُ في زِحــام
إلـى الضـــوءِ البعيد

و قــد شــَـدَتْ طيـور
بفــرحةٍ و ســـــرور
في الوادي الرغيـــد

فعدتُ بـِـــلا همـــوم
و قــد زالـــت غيوم
و قلبــــي يستعيـــــد

حـــروفَ الابتســام
و نســـــائمُ الغـــرام
هلـَّــت مـِــن جديـــد
.

mokhtar haider
01/06/2009, 21h31
السلام عليكم و رحمة الله
اختيار موفق حبيب قبي الدكتور السلاموني
أنا لي إظافة و سؤال
السؤال هو الآتي... ما معنى عبارة حل السواقي ؟؟؟ ماعلبش هي محلية غير مفهومة في غير مصر... يمكن هناك عبارات مقابلة لها في اللهجات الريفية العربية الأخرى .... لكن أود فهمها حتى أجد ما يرادفها في الأرياف العربية
أما الإظافة إظافتين...
الأولى أنه لحن مخدوم يعني فيه عمل و كل شيء فيه مدروس الافتتاحية المدهب الغنائي اللازمات الموسيقية و تسلسل الجمل اللحنية و الموسيقية و عيرها.
إظافة عما تفضل به المايسترو عمنا أبو حسام... هو سو غالبلا ما يستعمل هذا المقام في الأغاني الحماسية و الجماعية و و مخاطبة المجموعات ... فمن شخصيته له جانب تحريك المشاعر القوية عبر التحسيس و التجنيد و النداء و الصراخ و الافتخار إلخ...و كذلك هو الحال لمقام الجهار كاه القريب منه

الألآتى
01/06/2009, 23h29
السؤال هو الآتي... ما معنى عبارة حل السواقي ؟؟؟ ماعلبش هي محلية غير مفهومة في غير مصر... يمكن هناك عبارات مقابلة لها في اللهجات الريفية العربية الأخرى .... لكن أود فهمها حتى أجد ما يرادفها في الأرياف العربية


يشرفنى ياعم مختار أن أشرح لك عبارة ( حل السواقى ) ..

المعروف أن السواقى ( جمع ساقية ) عبارة عن قرص دائرى كبير يشبه الترس الضخم .. وهى مصنوعة من الخشب ..

وتستخدم لرى الأرض الزراعية .. ويقوم بإدارتها الدواب .. وخاصة الثيران والجاموس ..

ويتم ربط الدابة فى الساقية .. وتظل تدور وتلف حتى يتم رى الأرض .. وعندما يأتى المساء ..

يتم فك ( حل ) الدابة من الساقية .. لنعود لربطها فى اليوم التالى .. ومن هنا جاءت عبارة ( حل السواقى ) ..

mokhtar haider
02/06/2009, 00h04
أشكرك يا مايسترو المنتدى
أنا كنت حاسس أن المعنى من النوع هذا لكن كنت أود أن اتأكد و العبارة جميلة صح... كلمة الساقية معروفة إنما حلها كان معقد :mdr: بالسبة لي... شكرا مرة ثانية يا أبو حسام

M O H A M E D
02/06/2009, 23h04
يا ألف أهلاً و سهلاً بالأستاذ مختار حيدر .. :emrose:
شرفتني بحضورك الذي لا غنى عنه .. و أسعدتني إضافتك و بالنسبة للسؤال فهي غلطتي ، يعني قاعد اتكلم عن الاغنية و نسيت العنوان :mdr:
فألف شكر لعمنا أبو حسام اللي قام بالواجب .. :)
تحياتي لكم جميعاً

M O H A M E D
02/06/2009, 23h21
بعض معلومات توثيقية :

صدرت أغنية " حل السواقي " عام 1976 ضمن ألبوم تضمن 6 أغنيات .. و كلها من ألحان عبد العظيم عبد الحق
و الذي استعرض فيه مهارته في تلحين ألوان غنائية مختلفة .. و هو مثل صانع الأرابيسك يتفنن في صنع كل قطعة .. و لا يتركها إلا و هي على أكل وجه ..
الأغنيات هي ..( ألفين صلاة على النبي ) من كلمات الشاعر إمام الصفطاوي و ( سحب رمشه ) ، ( يا علي القدر ) و ( حلواني ) من كلمات شاعري المفضل عبدالفتاح مصطفى ، و ( يا معداوية ) كلمات الشاعر عبد الرحيم منصور و أخيراً ( حل السواقي ) للشاعر علي سليمان .
و الألبوم وجبة متكاملة من الطرب .. و يؤكد على تنوع فن قنديل و تفرده .. ففيه يأخدنا من الأغنية الوصفية للدينية ، للوطنية ، للعاطفية ، للشعبية و الريفية في رحلة مع أعذب الكلام و أجمل الأنغام ، و بأداء رشيق ينتقل من لون لآخر كفراشة تتنقل بين الزهور في جو ربيعي !

بقي أن يمدنا أحد الأعضاء الأفاضل بأي معلومات عن الشاعر علي سليمان مؤلف الأغنية فقد حاولت البحث عنه و لكن دون جدوى .. و لم أصل إلا لأغنياته الموجودة في المنتدى .
و منها :
لمحمد قنديل : حل السواقي ، ابن العروبة ، يا حي باقي ، على الزناد
محمد الكحلاوي : دقات الفرح ، مدد يا نبي ، بلدي العظيمة
عبد الغني السيد : الدنيا غنوة
سعاد محمد : زغروتة لست البنات ، تغضبني أسامحك
محمد رشدي : لالـِّي
سيد اسماعيل : يا رسول الله
حورية حسن : الحج المبرور ، الجدعان

Islam Eidrisha
03/06/2009, 07h57
بينما يسير أحمد رامي وبرفقته محمد القبانجي الهوينا يتسامرون على كوبري قصر النيل تبادر سؤال في ذهن القبانجي وإذ به يفاجئ رامي به : أم كلثوم ذلك الهرم الشامخ هل تحب؟؟؟!!! فرد عليه رامي في الحال : كيف يبقى خاليا من له عين وقلب فأعجب القبانجي بالجملة وعليها تم بناء الموشح.
أخي الحبيب السلاموني لعل الكلام عن صوت محمد قنديل وإبداعه وتطريبه وحلاوة صوته وطلاوته يعتبر كلاما من نافلة القول والحق أقول لك بأني للآن لم أستمع -من ثلاثية هداياك- إلا لهذا الموشح فحسب ليس لضيقا في وقتي -وإن كان ضيقا- أو لعدم إكتراث مني ولكن إحتراما لك ولهداياك ولقيمتها عندي وإجلالا وتقديرا لفن هذا الرجل العضيم إذ كيف يعقل لشخص الاستماع لثلاثة كوارث طربية ويدلي برأيه في يوم أو يومين؟
استمعت لهذا الموشح بصوت فدوى عبيد فكان خفيفا كالنسمة ولما عاودت الاستماع له بصوت محمد قنديل أحسست بدسامته وثقله التطريبي البديع وطريقة إخراجه للحروف شئ رائع حقا ومثال على ذلك استمع يرحمك الله كيف ينطق حرف الضاد في 01:28 ناهيك عن المتعة والطرب في الصعود والهبوط والوقفات والعفقات المقامية البديعة وإمعانا في استعراض إمكانياته الصوتية فقد أتانا صاحبنا بما يحيرنا ويذهب عقولنا في 03:56 تلك الآهات العميقة والقوية في الوقت نفسه والتي ربما لو قام بها غيره لسمعت لصدرت منه خرفشة وحشرجة مقززة.
تحياتي للأستاذ محمد علي وللأستاذ السلاموني وشاكر وممتن من تلك الهدايا الثمينة ولنا عود بعد معاودة الكرة والاستماع لما تبقى إن كان في العمر بقية.

M O H A M E D
05/06/2009, 21h11
بارك الله لك فيك و في عمرك يا صديقي إسلام ... :emrose:
أولاً أشكرك لاهتمامك و ثانياً لأنك ذكرت مناسبة الكلمات .. التي لم أكن أعلمها .
و صدقني لقد طربت لكلماتك و وصفك .. مثلما طربت للموشح و آهاته ..
و هذا الموشح يؤكد بشدة على دقة أداء قنديل
اسمع منه كلمة " طير " في" أي طيرٍ لم ينوح "
يعلم تماماً إلى أي مدى سيطيل في الحرف و متي سينطق الحرف التالي !
رحمة الله عليه ، كان يغني الحرف !!
حقاً يا إسلام .. الكلام عن صوت قنديل هو من نافلة القول .
أسعدك الله و وفقك .

سعدالشرقاوى
05/06/2009, 21h33
اخونا المحترم الاستاذ/محمد السلامونى
الاغنيه جميله وانت ممتاز الله ينور
لكننا افتقدناك فى التجارب الادبيه
ولاغنى عنك
لك العتبى حتى تعود

unicorn
06/06/2009, 13h59
تحليل استماعى بديع يا سلامونى و تعبير رائع عن حسك المرهف بكل جوانب هذه الجوهرة المصرية - الغارقة فى المحلية حتى النخاع - حل السواقى
و ان كان بعد التحليل الاحترافى الموسيقى الجميل للمايسترو الاستاذ محمد الالاتى , و بعد إضافة استاذنا المهندس محمد على و عم مختار حيدر و اسلام
يصعب الاضافة الى هذا الجهد الجميل منكم و لكنى سأتبع نهجك يا سلامونى لأضيف ما جذبنى معك الى هذه التحفة ,
أكثر ما جذبنى اليها هو اكثر ما نفتقده فى غناءنا الشرقى اليوم , الاغراق فى المحلية و البعد عن تقليد من سوانا
الغنوة مصرية بكل ما تحمله الكلمة من معنى , أكاد اشم فيها رائحة الريف المصرى
رائحة الدخان المتصاعد من الافران فى البيوت , رائحة الحقول و المزارع المنعشة
رائحة نقاء و طهر الريف الخالى من الملوثات
و ربما يرجع ذلك الى شرقية لحن الرائع عبد العظيم عبد الحق , و الذى امتعنا بتحليل لحنه المايسترو عم محمد الالاتى
جذبنى صوت الناى القادم من اعماق الريف المصرى و من أعماق التاريخ المصرى
و اضافات المؤثرات كصوت البقر الذى اظنه صوت التشيلو
و اللهجة الفلاحى فى كلمات الشاعر على سليمان التى جاءت سليمة و على فطرة اهل الريف تماما
و لك كل الحق فى الاهتمام بأعماله فأراه لا يقل عن راهب الشعر الاستاذ عبد الفتاح مصطفى .
جذبنى الشعور بالارتياح فى صوت المجموعة لحل الساقية و الدعوة الى الراحة بعد عناء يوم طويل تحت حر الشمس , و العودة الى البيوت ,
جذبنى كثيرا الدعوة الى اتمام الواجب الالهى بعد اتمام واجب الارض من عمل و جهد فيها , و الدعوة الى صلاة الجماعة
و الشاعر أبدع فى ذلك و كان اقرب ما يكون إلى الواقع حين أبرز حرص الفلاح على أداء الفروض فى وقتها ,
و برغم ان الغنوة ليست دينية على الاطلاق إلا أن الشاعر الواعى المنغمس فى قاع الريف مدرك تماما أن الدين جزء لا يقبل الانفصال عن واقع حياة المصريين اليومية و الفلاحين على وجه الخصوص , فكثيرا ما ترى و انت بين الحقول فلاح فقير فى جلابية فلاحى على قد حالها , قد ترك كل شئ و توضأ من اقرب ترعة و استظل بشجرة و أسلم وجهه للقبلة ليصلى بخشوع و رهبة , تتمنى أن تكون مكانه لتنعم بهذه السكينة.
لذلك خرجت الغنوة الينا تحمل كل بساطة و عفوية و نقاء الفلاح المصرى و بطبيعية و دون أى تكلف من الشاعر او الملحن أو المجموعة او قنديل , خرج العمل واقعى جدا جدا و معبرا عن جمال و بساطة حياة الريف المصرى
و هذا أكثر ما نفتقده اليوم فى كل ألوان الفنون , التعبير عنّا و ليس التعبير عن غيرنا
الانغماس فى جماليات قاع وطننا و ليس التقليد القبيح المثير للغثيان لاقوام غيرنا يضحكون علي محاولاتنا السخيفة للتشبث بأذيال فنونهم.
شكرا يا سلامونى شكرا يا مايسترو شكرا للجميع

Islam Eidrisha
06/06/2009, 15h47
والله كويس إنك جيت في الآخر يا أبو مندور
وإلا ما كنا هنلاقي حاجة نكتبها من بعد هذا التحليل الرائع
الأصالة تقطر من بين حروف كلماتك يا أصيل

Islam Eidrisha
06/06/2009, 16h47
حبي زرني ما تيسر
رائع وبديع هذا الموشح بصوت الكبير محمد قنديل
أداه بكل حرفية واقتدار
ومن لطائف هذا الموشح أنه أول موشح يتم تلحينه في مصر على مقام الحجاز كار كرد
على يد المرحوم الشيخ درويش الحريري رحمة الله عليه ولم يكن هذا المقام معروفا في مصر قبل ذلك الموشح
لقد أطعمتني فأطمعتني
لذا لدي سؤال أو بالأحرى فهو استفسار للمهندس والدكتور
هل غنى قنديل موشح ملا الكاسات؟؟؟

MOHAMED ALY
06/06/2009, 18h08
لذلك خرجت الغنوة الينا تحمل كل بساطة و عفوية و نقاء الفلاح المصرى و بطبيعية و دون أى تكلف من الشاعر او الملحن أو المجموعة او قنديل , خرج العمل واقعى جدا جدا و معبرا عن جمال و بساطة حياة الريف المصرى و هذا أكثر ما نفتقده اليوم فى كل ألوان الفنون , التعبير عنّا و ليس التعبير عن غيرنا
الانغماس فى جماليات قاع وطننا و ليس التقليد القبيح المثير للغثيان لاقوام غيرنا يضحكون علي محاولاتنا السخيفة للتشبث بأذيال فنونهم.
شكرا يا سلامونى شكرا يا مايسترو شكرا للجميع
[/QUOTE]


و هذه رؤية جديدة من منظور جديد اطللنا من خلالها على بعد جديد من ابعاد التميز فى فن الغناء ( القناديلى ) .
شكرا لمهندس المنتدى / ابو مندور .

MOHAMED ALY
06/06/2009, 18h13
لذا لدي سؤال أو بالأحرى فهو استفسار للمهندس والدكتورهل غنى قنديل موشح ملا الكاسات؟؟؟
[/QUOTE]

لا اعلم إن كان قنديل قد غنى موشح ( ملا الكاسات ) ام لا .. و ممكن نحاول نبحث فى ذلك .

M O H A M E D
06/06/2009, 19h42
الفنان الأستاذ سعد الشرقاوي
نوَّرت الصفحة يا شاعر الأصالة ..
و كم نحن في أمس الحاجة لكل ما هو أصيل و طبيعي في زمنٍ غلب عليه الزيف و التصنع
انتظرني ( تحت التوتة ) :emrose: .. لأستمتع بحكاياتك ...
و سماح يا اهل السماح :)

M O H A M E D
07/06/2009, 00h18
صديقي العزيز محمد أبو مندور
ماذا أقول لك بعد تعليقك !
طبيعي أن تعجبك ( حل السواقي ) و أراها ملائمة لقائمة أغانيك القناديلية المفضلة
سحب رمشه - عاشق يا بنات النيل - حلاوة زمان - حدوتة
التي تجمعها الروح المصرية الواضحة و المتأصلة في الكلمات و اللحن و الأداء ..
و هذا لم يأتي من فراغ ، فقنديل من البداية اختار ذلك .. من خلال موضوعاته و موسيقاه
و كان يؤكد على ثراء موسيقانا الشرقية .. في تعدد المقامات التي تنتج عدداً لا نهائياً من الجمل اللحنية المبتكرة عكس الموسيقى الغربية التي تعتمد على مقامين فقط !
و قد أبدع معه أحمد صدقي و محمود الشريف و غيرهم من الملحنين في إثبات ذلك .. و هذا لم يمنع من استخدام ايقاعات و آلات غربية لكن كان ذلك بحساب .. و ليس لمجرد ادعاء التجديد !
فبالرغم من الإيقاعات الغربية في ( ان شالله ما اعدمك ) و ( أبو سمرة السكرة ) مثلاً لكن الجمل الموسيقية شديدة الشرقية .
و أدَّعي أن قنديل أخذ من الملحنين الذين تعاون معهم - و يزيد عددهم عن 60 ملحناً - أفضل ما عندهم .. و تعاونهم معه كان له شكل مختلف و متميز عن باقي أعمالهم
و هذه بعض أمثلة :


سماح : أحمد صدقي
حدوتة : سيد مكاوي
3 سلامات : محمود الشريف
وحدة ما يغلبها غلاب : عبد العظيم عبد الحق
يا رايحين الغورية : كمال الطويل
يا مهون : محمد الموجي
يا ويل عدو الدار : زكريا أحمد
ماشي كلامك : عبد العظيم محمد
مالي بيه : علي فراج
صبح يا جميل : فريد غصن
الصبح بدري : عزت الجاهلي
وتر الربابة : محمد سلطان
يا اللي جمالك عجب : محمد فوزي
شباكين ع النيل : بليغ حمدي
ياللي معايا : رؤوف ذهني
جميل و اسمر : أحمد عبد القادر

فانظر كيف كان لحن سيد مكاوي عذباً في ( حدوتة )
و من أين أتى محمد سلطان بتلك الشرقية و الشجن في ( وتر الربابة )
و كيف استحضر كمال الطويل الروح الشعبية في ( يا رايحين الغورية )
و هكذا .....
فهي إضافات و استفادات متبادلة بين صناع الأغنية .. و لذلك تعامل قنديل مع معظم ملحني عصره - و هو المخضرم - و لم يعتمد على أسماء محدودة ، حتى لا يضع حدوداً لقدرات صوته و ليكون الناتج متعدد الأشكال و الألوان .. و كل مستمع يختار من أغانيه ما يناسب ذوقه و ميوله .


و برغم ان الغنوة ليست دينية على الاطلاق إلا أن الشاعر الواعى المنغمس فى قاع الريف مدرك تماما أن الدين جزء لا يقبل الانفصال عن واقع حياة المصريين اليومية و الفلاحين على وجه الخصوص , فكثيرا ما ترى و انت بين الحقول فلاح فقير فى جلابية فلاحى على قد حالها , قد ترك كل شئ و توضأ من اقرب ترعة و استظل بشجرة و أسلم وجهه للقبلة ليصلى بخشوع و رهبة , تتمنى أن تكون مكانه لتنعم بهذه السكينة.



هذا ما جعلني أهتم بالبحث عن أعمال أخرى للشاعر علي سليمان
فقد فعل نفس الشئ بأسلوب أعمق في أغنية ( ابن العروبة (http://www.sama3y.net/forum/attachment.php?attachmentid=95368&d=1213761316) ) لقنديل
مع أنها أغنية وطنية إلا أن مطلعها يوحي بأنها أغنية دينية ..
حيث يقول :
الكــون مـلك الله .. تبـــــارك ذاتـــه
الأرض أرضه .. و السمــا سمواتـه
انظــر بحكمـــــــة في بديـــــع آياته
خلـــق ابــن آدم عاشــــق الحـــرية
هيا بنا يا ابن العروبة هيا
ارفع جبينك للحياة الجايـة

فهذا يؤكد أن هذا الشاعر له فكر واضح خلاف تمكنه من الكتابة .. و أن الجانب الديني يلازمه في كل أعماله .
أشكرك يا محمد ... و آسف إني طوِّلت كالعادة عندما يكون الحديث عن قنديل !