المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سعيد العاشق


صفوان عدرة
14/04/2009, 21h14
سعيد شاب شاب قبل أوانه وقد علمه الدهر أن اسمه بعكس حياته الشقيه هو قصير القامه رأسه مستطيل أنفه محدب فمه كبير معوج قليلاً رجلاه ويداه قصيرتان حتى ليخال للناظر بأنه قزم من أقزام الغابه طيب حتى السذاجه يعمل بالباطون ثم اشتغل أخيراً في القصابه ينعت الدهر دائماً بعدم الإنصاف وأهل قريته بالجهلاء العديمي الإحساس حسود حتى ليكاد يحسد نفسه يعيش مع والديه العجوزين الذين يتأفف منهما باستمرار .



جائني مرة إلى بيتنا الذي يجاور منزله وقد أحمر وجهه حتى قائلاً : أخ يا عبدو أنا عشقان شو بنت من ألطف الناس وأجملها بس في مشكلة وحدة أنني أمي لا أعرف القراءه والكتابه وهي تدرس الهندسه في حلب .




قلت له متعجباً : الله يسمعنا الأخبار الطيبه ياسعيد لم تختر من كل بنات القريه غير واحده تدرس الهندسه والله أمرك عجيب وغريب وهل تتوقع أن تبادلك الشعور




قال لي : يا أخي أنا متأكد مليون بالميه أنها تحبني أكثر مما أحبها




قلت له متعجباً : كيف تأكدت




قال : لقد مرت اليوم بجانب الدكان ونظرت إلي نظرة إعجاب وتقدير وابتسمت لي ثم أكملت طريقها




قلت له : طيب يا أخي ألف مبروك ومن سعيدة الحظ تلك.




قال : من أجل هذا جئت إليك لتعمل لي معروفاً وتكلمها بشأني فهي قريبتك




نظرت إليه وقد ملأني الفضول قائلا: ومن هي




قال : إنها رنده ابنة خالتك




قلت له وقد كتمت غيظي : الله لا يعطيك العافيه أنت أكيد تمزح أو تهرج معي وأنا لا وقت عندي لمزحك الثقيل .




قال : لقد خيبت أملي فيك ياصديقي وانت الوحيد القادر على مساعدتي ووضع حد لعذابي




قلت له متأففاً وما المطلوب مني يا أخي




أجابني: أن تتكلم معها بشأني وتعرف شعورها تجاهي أرجوك بل أتوسل إليك أن لا ترفض إني أحس أن الدنيا تضحك لي أخيراً




أحسست بالعطف تجاه ذلك الساذج ووعدته أني سأكلمها غداً ولكنه أصر أن أذهب إليها الأن ففعلت




مكرهاً وذهبت إلى منزلهم فوجدتها جالسه بباحة المنزل تشرب الشاي بادرتها بالسلام وجلست




قلت لها لقد كلمني شخص بشأنك




قالت وقد برقت عيناها: عريس




قلت لها وأي عريس زينة شباب القريه




قالت وقد بدأت قدماها تهتزان بعنف : من هو




قلت لها : إنه سعيد القصاب




وهنا كانت القنبله وقفت وقد اصفر لونها فجأة وانقلب الفضول في عينها إلى غضب وقالت محتدة: عبدو إن كنت تمزح فلا داعي لهذا المزاح المقيت




قلت لها والله لقد كلمني بشأن أن أقول لك أنه يحبك وأراد أن يعرف شعورك تجاهه والأحسن من هذا يتخيل بأنك تبادلينه هذا الشعور:




قالت لي بارتباك: هذا الحيوان اللعين أمر من أمام محله فأجده يلاحقني بنظراته قل لذلك المخبول أنه إذا لم يبق غيره رجلاً على وجه الأرض فلا أريده والأن أريدك أن تذهب إليه وتحذره هيا ولكن انتظر سوف ألقنه درساً لن ينساه بحياته قل له أنني أريده وليأتي لبيتنا ليطلبني من أهلي واريده أن يأتي غداً وانت تعال لتشاهد ما أفعله .




قمت لاعناً ساعة تدخلي بهذه المواضيع ونزلت إلى الساحة فوجدت سعيد ينتظر أمام محله فما إن رأني حتى هرول إلي راكضاً : ها بشر يا أبو عبيد أكيد بأن الفرحه لم تسعها عندما سمعت أنني أحبها.




قلت له : واي فرحة لقد أغمي عليها من كثرة ما فرحت بهذا الخبر السعيد وقالت لي أن تأتي لتطلبها من أهلها.




ما إن سمع سعيد بذلك حتى انهال علي تقبيلاً وضماً الله يخليلي اياك يا عبدو والله لن أنسى معروفك ما حييت .




في اليوم التالي أجبر سعيد والده الطاعن في السن أن يذهب معه لمنزل العروس المنتظره دخلوا المنزل فاستقبلهم والده بالترحاب واجلسهم بالغرفه التي أنا جالس فيها أنا والعروس .




قائلاً لوالد سعيد : أهلاً بك يا أبو يوسف تفضل ماذا تريد لأخدمك.




قال الرجل العجوز مرتبكاً : والله يا ابو مصطفى جئتك طالباً يد ابنتك لإبني سعيد وأرجو أن تقبل ذلك




وهنا وقف أبو مصطفى وقال : والله فاجأتني يا أبو يوسف ماذا أقول لك ولكن هاهي رنده هي من تقرر




وهنا اقتربت رنده منهما وقالت: بعد إذنك يا عمي إن ولدك هذا قليل الذوق قد أجبرك على المجئ غصباً عنك اسمع يا هذا وقد توجهت بكلامها إلى سعيد أنت أيها المخبول السمين الوضيع لو بقي في العالم رجلاً غيرك فلن أتزوجك إني أقرف من وجهك البغيض هيا أغرب عن وجهي هيا.




نظرت إلى سعيد فرأيت وجهه وقد تلون بكل الألوان وخرج هو ووالده لا يلوي على شئ.




في اليوم التالي تكلم الناس عن سعيد الذي غادر القريه مقسماً في الساحة بأعلى صوته أنه لن يعود إليها إلا وبحوزته شهادة دكتوراه بالهندسة>>

NAHID 76
15/04/2009, 10h01
بسم الله الرحمن الرحيم
الاستاذ الفاضل صفوان عدره
ونحن فى انتظار عودته بالدكتوراه فى الهندسه
لتنتقل قصتك إلى مزيد من الحبكه الدراميه والعقده والحل
تحياتى

صفوان عدرة
15/04/2009, 21h03
الأخت الفاضله ناهد
وصلت الفكرة شكراً لمرورك الكريم

Tarek Elemary
15/04/2009, 21h19
الصديق و الأخ العزيز صفوان
نزلت أهلاً و حللت سهلاً بالمنتدى يا رائحة الشام العطرة الزكية
سيدى انا لست من أهل القصة ونقادها لكننى مثلك هاوٍ و لى تعليق على محاولتك فتقبله منى ...
أولا هى أقرب للطرفة أو المقلب كما يقال بالعامية المصرية
ثانيا أكرر ما ذكرت العزيزة مدام ناهد ليس فيها الحبكة (معالم القصة) المتعارف عليها
ثالثا الفكرة أو الموضوع الذى تطرقه القصة أين هو؟ إذا كان الحلم المستحيل ... أو التطلع ... أو الوهم و معايشته ... أى من هذه الموضوعات لم تتناولها الحدوتة إلا مرور الكرام
لا تيأس و حاول و حاول و حاول فالقادم أفضل و لو قليل لكنه أفضل
و الرائع لم يأتى بعد
و تقبل منى أطيب المنى و أرق تحياتى

صفوان عدرة
16/04/2009, 12h09
الصديق و الأخ العزيز صفوان
نزلت أهلاً و حللت سهلاً بالمنتدى يا رائحة الشام العطرة الزكية
سيدى انا لست من أهل القصة ونقادها لكننى مثلك هاوٍ و لى تعليق على محاولتك فتقبله منى ...
أولا هى أقرب للطرفة أو المقلب كما يقال بالعامية المصرية
ثانيا أكرر ما ذكرت العزيزة مدام ناهد ليس فيها الحبكة (معالم القصة) المتعارف عليها
ثالثا الفكرة أو الموضوع الذى تطرقه القصة أين هو؟ إذا كان الحلم المستحيل ... أو التطلع ... أو الوهم و معايشته ... أى من هذه الموضوعات لم تتناولها الحدوتة إلا مرور الكرام
لا تيأس و حاول و حاول و حاول فالقادم أفضل و لو قليل لكنه أفضل
و الرائع لم يأتى بعد
و تقبل منى أطيب المنى و أرق تحياتى

الاخ العزيز طارق
أشكر لك حسن الترحيب بي وهذا ليس غريب على شعب مصر العنيد القوي والعاطفي

كما أشكرك على وضع بعض النقاط والهفوات الصغيره التي كتبت بالقصه ....
أختلف معك الرأي حول ما تصورته من هذه الحكاية هذه الحكاية ياسيدي الفاضل حكاية سعيد الكادح البسيط الذي كان ذنبه الوحيد أنه أحب ولكنه أحب في زمن الطبقات والفوارق الإجتماعية ... وحكاية فتاة متعجرفة صدته بعنف وبدون رحمة ....
أشكر لك نصيحتك بأن لا أيأس وأقول لك أنا يا سيدي لا أعرف اليأس فالدنيا لن تخرب إذا جاء شخص مثلك وأنار لي شمعة في بحر الأدب وعلمني وأشار إلى أخطائي .

شكراً للجميع

عفاف سليمان
16/04/2009, 12h58
استاذ صفوان
كلك انسان منا احلاما كثيره
واحيانا عندما يشفق انسان على انسان بسيط
هو ضعيف النفس يعتقد انه معجبا به او يحبه
وهذا ما حدث مع سعيد الذى ظن ان رنده احبته
وتهيم فى حبه ولا تستطيع العيش بدونه
فليصبرع الله وليعيد اليه رشدهِ
ولك وللجميع خالص تحياتى
هو هيرجع امتى من الدكتوراه
ههههههههههه
تحياتى لك وللجميع
اختكم عفاف;);)

صفوان عدرة
16/04/2009, 16h02
استاذ صفوان

كلك انسان منا احلاما كثيره
واحيانا عندما يشفق انسان على انسان بسيط
هو ضعيف النفس يعتقد انه معجبا به او يحبه
وهذا ما حدث مع سعيد الذى ظن ان رنده احبته
وتهيم فى حبه ولا تستطيع العيش بدونه
فليصبرع الله وليعيد اليه رشدهِ
ولك وللجميع خالص تحياتى
هو هيرجع امتى من الدكتوراه
ههههههههههه
تحياتى لك وللجميع

اختكم عفاف;);)


شكراً لك سيدتي على مرورك الكريم
نعم أختي العزيزه لقد فهمت تماماً ما أعني هدف الحكاية ليس للهزل أو ماشابه مما أشار إليه الأخوه هو حكاية صراع الفقر والجهل مع الغنى والجاه والثقافه والمغلوب طبعاً من كثرت أحلامه وقل عمله

لك خالص تقديري وتحياتي