زياد العيساوي
12/04/2009, 17h23
الأغنية المسروقة : مكتوب
إلا حبيبي .. إلا سلام قدّري
لقد أصدر في الأيام القليلة الماضية ( عمرو دياب ) - هكذا من غير ألقاب ، و أجرده حتى من تسمية( فنـّان ) بالأساس ، لأني منذ أنْ استمعت إلى صوته في مطلع الثمانينيات ، إبان ظهور الموجة الهابطة و الساقطة ، أو بالأحرى ، المُسقِطة للذوق العام ، التي تهافت عليها الشباب من أبناء جيلي أنذاك ، لم أقتنع بأنه يستحق أيِّ لقب من هذا القبيل ، الذي قد يُرمى به أيِّ شخص له علاقة بعالم الفنِّ و مجال الغناء ، فهو لا يعلو حتى إلى مصاف ( المونولوجست ) لأنه يذكّرني ، كلما أستمعت إلى ما يطرحه في السوق من أشياء ، كالتي تقدمها فرق غربان الملاهي ، التي كان و ما يزال - هذا المدعو - يتزعمها في علب الليل و الحانات ، و لست أعلم ماهيتها ، فهي بظني ، لا ترتقي إلى مُسمى الأغنيات ، إنْ هي إلا محض صراخ و نعيق و خوار ، إلى ما عداها مما تصدره الـ ( ... ) من أصوات غير آدمية أخرى منكرة - ألبومه الأخير ، الذي أسماه ( إلا حبيبي ) وقد أنصتُ إلى هذا العمل رغماً عني ، في إحدى وسائل النقل العامة - لأني كنت منذ منتصف الثمانينيات ، يائساً منه ، و قد أخذت قراراً حاسماً بعدم إضاعة وقتي في الاستماع إلى هذا الصوت ، لعلمي بأنه سوف لن يتحسن ، و لن يتعلم أصول الغناء ، لا العربي ولا الإفرنجي ، فهو صوتٌ ، ممسوح النبرات و مخنوق العبرات ، مهزوز و مرتعش ، و لا ملامح له ، و لاينفع حتى أنْ يكون صاحبه ، ضمن مجموعة الأصوات ( الكورال ) في أية فرقة موسيقية - غير أنني منذ أنْ دار الشريط داخل المسجل ( نوع قاريونس ليبي التجميع ) استمعت إلى مقدمة موسيقية لأغنية ليبية معروفة ، حاولت تذكر كلماتها قبل أنْ يهمَّ المُغني بالغناء ، و جئت لأختبر ذاكرتي ، التي يحسدني عليها بعض الأصدقاء القريبين مني ، فقلت في نفسي مسرعاً ، قبل أن يبدأ صوت الغناء في التناهي إلى مسامعي : ( عرفتها هي أغنية " مكتوب للفنان الكبير " سلام قدري " ) غير أنّ تخميني ، لم يكـُن في محله ، مع إنّ ذاكرتي و الحمد لله ، قد أصابت ، و لم تُصب بأفة النسيان بعد ، فاللحن كان هو نفسه ، لحن الأغنية التي خمّنت بها ( مكتوب ) لكن الكلمات ، غير كلماتها الأصلية ، المدرجة أسفله ، بل كانت كلمات مصرية صرفة ، قام هذا المدعو بسلب لحنها و نسبه إلى شخص آخر ، و أطلق عليها اسم ( إلا حبيبي ) ضمها ألبومه الأخير ، فيا أسفي على شعبٍ أُستبيح تراثه ، و أُغتصب هكذا أمام مرأى عينيه و أسماعه ، من دون حتى أنْ يصرخ من وطأة الجور ، الذي مورس عليه في وضح النهار ، و لمرارة الاغتصاب و المهانة .
الغريب أنْ يشتري بعضنا هذا الألبوم ، فيكافئ لصوص الفنّ على ما اقترفوه في حقه من جُرمٍ أدبي ، فعلى أقل تقدير ، يجب على الشاب الليبي ، ألا يقتني هذا الشريط ، أقول هذا ، مع حدسي بأنّه ، قد يستهزئ البعض و يستخفُّ من هكذا إجراء يسير ، أراه لازماً و في مقدور أيّ منا فعله ، لكن ألا يعلم هذا البعض بأنّ " عمرو دياب " نفسه ، كان قد فعل فعلته هذه ، مع أغنية ، هي للفنان " عادل عبد المجيد " و من كلمات الشاعر " فرج المذبل " و من ألحان المُلحِّن الكبير " إبراهيم أشرف " هي أغنية ( يصعب علينا ) ؟ و ترقب ما قد يحصل من الجهات المختصة ( الفنية و القانونية ) في بلادنا ، لكنه استشعر مدى السلبية و العجز و عدم الاكتراث منها في هكذا مسائل ، تعني المجتمع كله بالدرجة الأولى ، قبل الفنان نفسه ، فذاق حلاوة ما زيّن له الشيطان من سرقات فنية ، و ها هو يعود لما فعله سابقاً ، و كله ثقة بأنّ الأمر ، سيمضي مرور الكرام على الليبيين ، و لن يساءله أحدٌ ، مستغلاً غياب الفنان " سلام قدري " حيث إنه كان في رحلة علاج إلى الخارج ، فما سرُّ سرقة هذه الأغنية يا تـُرى ؟ غير أنها أغنية جميلة ، جاءت على الأسلوب الذي ناديت به سابقاً ، و أهبت بفنانينا ، مراراً و تكراراً ، أنْ يعتمدوه ، تلحيناً و أداءً في أعمالهم ، بيد أنها ، نـُظمت كما أغنية ( يصعب علينا ) وفقاً للمقامات العربية المتقنة ، التي يصاغ عليها الغناء العربي الحديث ، المتحرر من إسر الغناء التقليدي - تعرضت للإهمال ، و ركنت في متحف الأغنية الليبية ، لفترة طويلة ، حتى طمع فيها الآخر ، و سوّلت له نفسه المساس بها ، لكأنه لا يدري ، بأنها تعني و صاحبها الحقيقي - لليببين - الشيء الكثير ، فقولوا معاً : ( إلا سلام قدري ) و أعماله ، فهي محفورة في ذاكرتنا جميعاً ، كي تكون هذه السرقة الأخيرة ، أخر السرقات ، فليس مكتوباً أنْ يُسرق موروثنا .
الأغنية المسروقة : مكتوب
كلمات الشاعر: أحمد الحريري
أداء المطرب: سلام قدّري
ـــــــــــــــــــ
سوى باعدك مكتوب و اللا قرّبواخذ على سوق الرحيل امغرب
…
لو جاب رجلك تاني .. تلقي في صبري ليه أحلى معاني
تلقي محبة مالية وجداني .. لا قدرت ننساها و لا نتغرب
…
لو باعدك و اتدارى .. واخذ عليه البعد ذايق ناره
ياما وحلت في نظرتي المحتارة .. و ياما القلب معاك عاشو جرّب
…
واخذ عليك اتجافي .. واخذ عليك اتعود قلبك صافي
هالحال معادش عليا خافي .. من كثر قلبي ما شبح و اتغرّب
ـــــــــــــــــــــــ
زيــاد الـعـيسـاوي
بنغازي _ ليبيا
12 / 4 / 2009
Ziad_z_73@yahoo.com
إلا حبيبي .. إلا سلام قدّري
لقد أصدر في الأيام القليلة الماضية ( عمرو دياب ) - هكذا من غير ألقاب ، و أجرده حتى من تسمية( فنـّان ) بالأساس ، لأني منذ أنْ استمعت إلى صوته في مطلع الثمانينيات ، إبان ظهور الموجة الهابطة و الساقطة ، أو بالأحرى ، المُسقِطة للذوق العام ، التي تهافت عليها الشباب من أبناء جيلي أنذاك ، لم أقتنع بأنه يستحق أيِّ لقب من هذا القبيل ، الذي قد يُرمى به أيِّ شخص له علاقة بعالم الفنِّ و مجال الغناء ، فهو لا يعلو حتى إلى مصاف ( المونولوجست ) لأنه يذكّرني ، كلما أستمعت إلى ما يطرحه في السوق من أشياء ، كالتي تقدمها فرق غربان الملاهي ، التي كان و ما يزال - هذا المدعو - يتزعمها في علب الليل و الحانات ، و لست أعلم ماهيتها ، فهي بظني ، لا ترتقي إلى مُسمى الأغنيات ، إنْ هي إلا محض صراخ و نعيق و خوار ، إلى ما عداها مما تصدره الـ ( ... ) من أصوات غير آدمية أخرى منكرة - ألبومه الأخير ، الذي أسماه ( إلا حبيبي ) وقد أنصتُ إلى هذا العمل رغماً عني ، في إحدى وسائل النقل العامة - لأني كنت منذ منتصف الثمانينيات ، يائساً منه ، و قد أخذت قراراً حاسماً بعدم إضاعة وقتي في الاستماع إلى هذا الصوت ، لعلمي بأنه سوف لن يتحسن ، و لن يتعلم أصول الغناء ، لا العربي ولا الإفرنجي ، فهو صوتٌ ، ممسوح النبرات و مخنوق العبرات ، مهزوز و مرتعش ، و لا ملامح له ، و لاينفع حتى أنْ يكون صاحبه ، ضمن مجموعة الأصوات ( الكورال ) في أية فرقة موسيقية - غير أنني منذ أنْ دار الشريط داخل المسجل ( نوع قاريونس ليبي التجميع ) استمعت إلى مقدمة موسيقية لأغنية ليبية معروفة ، حاولت تذكر كلماتها قبل أنْ يهمَّ المُغني بالغناء ، و جئت لأختبر ذاكرتي ، التي يحسدني عليها بعض الأصدقاء القريبين مني ، فقلت في نفسي مسرعاً ، قبل أن يبدأ صوت الغناء في التناهي إلى مسامعي : ( عرفتها هي أغنية " مكتوب للفنان الكبير " سلام قدري " ) غير أنّ تخميني ، لم يكـُن في محله ، مع إنّ ذاكرتي و الحمد لله ، قد أصابت ، و لم تُصب بأفة النسيان بعد ، فاللحن كان هو نفسه ، لحن الأغنية التي خمّنت بها ( مكتوب ) لكن الكلمات ، غير كلماتها الأصلية ، المدرجة أسفله ، بل كانت كلمات مصرية صرفة ، قام هذا المدعو بسلب لحنها و نسبه إلى شخص آخر ، و أطلق عليها اسم ( إلا حبيبي ) ضمها ألبومه الأخير ، فيا أسفي على شعبٍ أُستبيح تراثه ، و أُغتصب هكذا أمام مرأى عينيه و أسماعه ، من دون حتى أنْ يصرخ من وطأة الجور ، الذي مورس عليه في وضح النهار ، و لمرارة الاغتصاب و المهانة .
الغريب أنْ يشتري بعضنا هذا الألبوم ، فيكافئ لصوص الفنّ على ما اقترفوه في حقه من جُرمٍ أدبي ، فعلى أقل تقدير ، يجب على الشاب الليبي ، ألا يقتني هذا الشريط ، أقول هذا ، مع حدسي بأنّه ، قد يستهزئ البعض و يستخفُّ من هكذا إجراء يسير ، أراه لازماً و في مقدور أيّ منا فعله ، لكن ألا يعلم هذا البعض بأنّ " عمرو دياب " نفسه ، كان قد فعل فعلته هذه ، مع أغنية ، هي للفنان " عادل عبد المجيد " و من كلمات الشاعر " فرج المذبل " و من ألحان المُلحِّن الكبير " إبراهيم أشرف " هي أغنية ( يصعب علينا ) ؟ و ترقب ما قد يحصل من الجهات المختصة ( الفنية و القانونية ) في بلادنا ، لكنه استشعر مدى السلبية و العجز و عدم الاكتراث منها في هكذا مسائل ، تعني المجتمع كله بالدرجة الأولى ، قبل الفنان نفسه ، فذاق حلاوة ما زيّن له الشيطان من سرقات فنية ، و ها هو يعود لما فعله سابقاً ، و كله ثقة بأنّ الأمر ، سيمضي مرور الكرام على الليبيين ، و لن يساءله أحدٌ ، مستغلاً غياب الفنان " سلام قدري " حيث إنه كان في رحلة علاج إلى الخارج ، فما سرُّ سرقة هذه الأغنية يا تـُرى ؟ غير أنها أغنية جميلة ، جاءت على الأسلوب الذي ناديت به سابقاً ، و أهبت بفنانينا ، مراراً و تكراراً ، أنْ يعتمدوه ، تلحيناً و أداءً في أعمالهم ، بيد أنها ، نـُظمت كما أغنية ( يصعب علينا ) وفقاً للمقامات العربية المتقنة ، التي يصاغ عليها الغناء العربي الحديث ، المتحرر من إسر الغناء التقليدي - تعرضت للإهمال ، و ركنت في متحف الأغنية الليبية ، لفترة طويلة ، حتى طمع فيها الآخر ، و سوّلت له نفسه المساس بها ، لكأنه لا يدري ، بأنها تعني و صاحبها الحقيقي - لليببين - الشيء الكثير ، فقولوا معاً : ( إلا سلام قدري ) و أعماله ، فهي محفورة في ذاكرتنا جميعاً ، كي تكون هذه السرقة الأخيرة ، أخر السرقات ، فليس مكتوباً أنْ يُسرق موروثنا .
الأغنية المسروقة : مكتوب
كلمات الشاعر: أحمد الحريري
أداء المطرب: سلام قدّري
ـــــــــــــــــــ
سوى باعدك مكتوب و اللا قرّبواخذ على سوق الرحيل امغرب
…
لو جاب رجلك تاني .. تلقي في صبري ليه أحلى معاني
تلقي محبة مالية وجداني .. لا قدرت ننساها و لا نتغرب
…
لو باعدك و اتدارى .. واخذ عليه البعد ذايق ناره
ياما وحلت في نظرتي المحتارة .. و ياما القلب معاك عاشو جرّب
…
واخذ عليك اتجافي .. واخذ عليك اتعود قلبك صافي
هالحال معادش عليا خافي .. من كثر قلبي ما شبح و اتغرّب
ـــــــــــــــــــــــ
زيــاد الـعـيسـاوي
بنغازي _ ليبيا
12 / 4 / 2009
Ziad_z_73@yahoo.com