المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مطرب العراق الأول محمد القبانجي


MUNIR MUNIRG
08/04/2009, 12h25
عشرون عاما على رحيل مطرب العراق الاول


إيلاف عبدالجبار العتابي الأربعاء 8 أبريل 2009




http://www.elaph.com/elaphweb/Resources/images/q1%282%29.jpg
مرت يوم الثالث من نيسان / ابريل الذكرى العشرون لرحيل مطرب العراق الأول محمد القبانجي (1901 - 1988) ، هذا الاسم الكبير في عالم المقام العراقي والذي نال اعجابا منقطع النظير وشهرة عربية واسعة ، وكان صاحب طريقة في هذا اللون صار لها اتباع ومريدون وعشاق ، حتى صار يمثل جزء من ذاكرة العراق التراثية والشعبية ، ويعد أشهر مغني المقام في العراق وفق اراء الكثيرين ممن عاصروه ،وبهذه المناسبة اصدرت جريدة المدى البغدادية عددا خاصا عنه تضمنه ملحقها الاسبوعي (عراقيون) ، ذهبت فيه برحلة فنية وانسانية بعيدة وغنية عن حياة هذا المطرب الكبير الذي ما زالت الاسماع تطرب لقراءاته واغانيه ، وقلبت صفحات كثيرة من سيرته الذاتية من خلال ملف قال اهل الملحق عنه انه (نشر في مجلة افاق عربية بعد شهر من رحيل القبانجي وقد جمع مادته هاتف الثلج ويحيى ادريس) مشيرين الى ( ان رحيل شيخ المقام العراقي يدعونا الى مراجعة متأنية ودراسة مستفيضة لأبعاد دوره الخاص في غناء المقام، وحماسه اللاهب في نشر هذا النوع من الغناء ونقله من النخبة الى الجماهير ) ، وجاء في التقديم : (القبانجي مطرب من طراز رفيع ومبدع ومجدد وشاعر ذي بديهة رائعة بارع في الإلقاء الغنائي وفي التقطيع النغمي، وهو صانع مقامات، وأنها تشكل بحد ذاتها إرثاً بليغاً في الفن والثقافة ، ويكفي القبانجي تفرده بالمقام الأول في الغناء في زمن حفل بظهور فطاحل الغناء والمقام أمثال: رشيد القندرجي ونجم الشيخلي ومحمود الخياط وأحمد الكفر وأحمد الموصلي وحسن خيوكه وعبد القادر حسون وأحمد موسى ويوسف عمر وعبد الرحمن خضر وعباس كمبير وجميل الاعظمي وجميل البغدادي ويوسف حريش ، ويكفيه عزاً وشرفاً أنه كان المطرب الذي صان المقام من محنة الارتزاق والتكسب في زمانه، فقد كان (رحمه الله) محسناً وجليل المنزلة، عاصر كبار شعراء العراق والأمة واغتنى من شاعريتهم وإبداعهم وغنى أشعارهم وشاركهم في همومهم الوطنية، وظل صوته يصدح للوطن ووحدة العرب ولفلسطين ، وفي عام 1983 تحدى محنة العمر وحمل سني حياته التي أربت على الثمانين، وحضر الى مبنى الإذاعة والتلفزيون ليغني للعراق فكانت آخر إسهاماته الوطنية وآخر نشاط سجله خارج جدران بيته ، بعدها استقر في بيته ولم يغادره إلا ظهر يوم الجمعة ليصلي في الجامع الذي أنشأه في منطقة الحارثية ثم عاد الى بيته ليستقبل الأصدقاء ويقرأ دواوين الشعر ويسمع أو يشاهد برامج المقام العراقي ) ثم يأتي ذكر المفارقة المحزنة ( أنه شاهد جزءاً فقط من الحلقة التلفزيونية المخصصة عن حياته وإبداعه ثم أغمض عينيه مودعاً الحياة الى الأبد ) .
يقول عنه الشيخ جلال الحنفي : (عندما غنى القبانجي مقام (الرست) وحاكى به الأسلوب المصري ظن ان المحاكاة نوع من المهارة والبراعة وبالغ قليلاً في التغنج والتحرك أثناء الغناء، وهو أول من غنى المقام واقفاً خاصة أثناء تساجيله الاسطوانية، لكنه لم يعاود ذلك بعدها، وأنا لا أعترض على من يغني الأغاني المصرية، المطربون أحرار لكنني أخشى ان نفقد النكهة البغدادية العراقية الأصيلة ) ، ويضيف الحنفي : ( تفوق القبانجي بصوته الجميل وذكائه في اختيار النصوص الشعرية، أما الآخرون فقد وقفوا على نصوص معادة وظلوا محدودي الحفظ ، فضلاً عن ذلك شكله الوسيم وأناقة هندامه وحسن أخلاقه ومركزه الاجتماعي والمالي المرموقين، هذه الأمور قربته الى الناس فأحبوه) ، ويؤكد : (الموهبة والأذن هما اللذان مكنا القبانجي من التلحين والإضافات النوعية في أداء المقامات، ويقيناً ان اجتماع مواهب النظم والتلحين والأداء في شخصية هذا الفنان العظيم هي التي وضعته في القمة من قسم الطرب الأصيل وفسحت المجال أمامه ليعتلي ناصية مدرسة قبانجية سيبقى أثرها بعيد الغور في عالم الفن.
وذكر الحنفي (ان قصيدة عبود الكرخي في مدح القبانجي هي أحسن تعريف بهذا المطرب المشهور ومطلعها:
انظر رسم بلبلنا العراقي الشاب
هو محمد القبنجي الذكي الألباب
اما الفنان يوسف العاني فقال عنه : كانت زيارات المرحوم القبانجي لبلدان كثيرة أكسبته حسن المعاشرة وأعطته موقعاً متميزاً في العلاقات الاجتماعية والفنية، فهو محترم أينما يكون وهو بحق سفير بلا سفارة كما أعبر أنا دائماً عن فنانينا الكبار، فحين التقى بأم كلثوم في القاهرة وخرج مع أحمد رامي يتمشيان على كوبري النيل سأل الأستاذ القبانجي أحمد رامي : ام كلثوم هذه الفنانة الرائعة هل تحب؟ ، نظر أحمد رامي اليه نظرة شاعر لفنان وقال: كيف يبقى خالياً من له عين وقلب؟ ، صاح القبانجي : «الله.. أكمل يا أحمد»، رد عليه أحمد رامي : لا أكمل البيت الا اذا أعطيتني وعداً بان تغنيه لي، قال القبانجي: أغنيها ، وراح أحمد رامي يكتب ثم يقرأ للقبانجي هذه الأبيات:
غلب الشوق غلب
والهوى شيء عجب
لائمي في حبها
أي قلب ما أحب
أي طير لم ينح
من حنين وطرب
أي غصن لم يمل
إذ نسيم الفجر هب
كيف يبقى خالياً
من له عين وقلب
وعلى كوبري النيل غنى القبانجي هذه الأبيات بيتاً.. بيتاً وهو يعيدها ويتجلى بها حتى اجتمع الناس وراحوا يصفقون له ويطلبون الإعادة ، فقد أقام حفلاً غنائياً بلا تذاكر دخول وكان الشعر لرامي والصوت واللحن للقبانجي والسامعون ناس اجتمعوا بلا موعد ليطربوا ويستمتعوا بفن عال لا حدود له .
وقال عنه الناقد الموسيقي الراحل سعاد الهرمزي : ( الفنان محمد القبانجي قدرة غنائية عراقية في غاية الرفعة برزت بوضوح في المؤتمر الأول للموسيقى العربية الذي عقد في القاهرة عام 1932، وكان فن القبانجي مثار أعجاب المستشرقين والباحثين الأجانب والفنانين العرب في مصر والأقطار العربية ، وأهم خواص القبانجي انه كان صاحب صوت رجولي بالمقاييس العلمية والذوقية، فضلاً عن أداء متمكن مصبوب في صوته صباً محكماً، ومن خواص ذلك الصوت الدفئ الذي يحيطه وطواعية الحنجرة التي تتلاءم تلاؤماً مدهشاً مع طبيعة المقامات العراقية التي كان يؤديها بحرارة والتزام وهو صوت يكتسب قراراً وجواباً فريدين ولا يشعر المستمع وهو يصغي اليه في أي صوت عال أو منخفض انه متكلف أو مصطنع او أنه يبذل جهداً ليبدو أداؤه طبيعياً ومنسجماً ومستريحاً ولم أسمع يوماً ان القبانجي لجأ الى الاستعارات الصوتية فان أداءه الطبيعي كان كفيلاً بالتأثير والإقناع من دون التوسل بتلك الاستعارات، وهو صاحب نفس طويل يعطيك تواصله الطويل في الغناء مثل هذا الانطباع ، كما انه صاحب صوت لا يتعب بالرغم من التعقيدات والصعوبات التي تشكل خاصية بعض المقامات العراقية كمقام الإبراهيمي الذي لم يؤد بمثل ما أداه هو من براعة واقتدار ، ومن مميزات القبانجي انه موفق في اختيار الشعر الذي يغنيه ويعرف تأثيره في المستمع قبل ان يغنيه وباختصار، فان القبانجي صوت رجولي مدهش مطابق تمام المطابقة لمواصفات الغناء ومقتضياته .
http://www.elaph.com/elaphweb/Resources/images/q2.jpg وتحدث حمودي الوردي عن نسبه ومولده قائلا : (هو أبو القاسم محمد بن عبد الرزاق بن عبد الفتاح يرقى نسبه الى قبيلة (طي) وقد أنسجم الاسم الجليل (محمد) مع شخصيته حيث أصبح فيما بعد في عداد الفنانين العظام، اما جده فهو عبد الفتاح من سكنة مدينة الموصل ، ولد في الثامن والعشرين من شهر كانون الثاني سنة 1907 في جانب الرصافة من بغداد وقد تزوج بابنة عمه عبد الجبار الذي شمله برعايته وتوجيهاته الحكيمة وقد رزقه الله منها ولدين هما (قاسم وصبحي) وعددا من البنات ، اما عن كنيته وملامحه فقال : ( كنيته (أبو قاسم) نسبه الى ابنه الكبير، اما لقبه فهو (القبانجي- الكبنجي) وهو لقب عائلته اذ كان معظم رجالها يزاولون التجارة وحرفة كيل الطعام بالقبان (الكبان) ، وهو طويل القامة ولونه أبيض مصحوب باحمرار ، ذو محيا بشوش وثغر لا تفارقه الابتسامة وله مظهر وقور يبعث في نفوس الناظرين اليه الغبطة والانشراح والمهابة والاحترام، وله صوت موسيقي النبرات وبوسعه ان يرفعه فيصدح صداح البلبل، أو ان يخفضه فيبدو غليظاً رصناً، وقد أحرز بصوته الفريد قصب السبق في جميع مجالات الغناء في العراق وانتشر له صيت بعيد ، وهذه الصفات الحميدة والمواهب الفريدة جعلته يعيش سعيداً مرفهاً، وكان فضل الله عليه عظيماً ، ولم تكن له إقامة في مكان واحد ففي بادئ الأمر كان مقيماً مع عائلته في محلة شعبية تدعى (سوق الغزل) بجانب الرصافة من بغداد، ثم انتقل منها الى محلة (حمام المالح) وبعد فترة قصيرة عاد الى محلته الأولى ومنها الى محلة (صبابيغ الآل) وهناك توفى والده وتوفيت شقيقته (صبيحة) فتألم كثيراً وباع هذه الدار بثمن زهيد وشد الرحال الى محلة (السنك) ومنها الى كرادة مريم، ولكنه ألقى عصا الترحال بداره الجديدة في حي (الحارثية) بجانب الكرخ من بغداد بالقرب من مسجده الذي شيده على نفقته الخاصة .
وقال عنه حسين الاعظمي : (كان المرحوم القبانجي مطرباً نادرَ المثال في جوانبه التاريخية والفنية، فهو اِسمٌ لامعٌ في عالم الغـناء العراقي والعربي في العـصر الحديث ، إن غناء الأُستاذ القبانجي، لم يكن نتاجَ مُغنٍّ عاش في عصر من العصور الغنائية الموسيقية فحسب، وإنما وثيقة فنية واضحة المعالم تُبَيِّن للسامع والمتتبع حال التطور الفني والنضوج والإبداع وكذلك تبلور طريقة الاداء في غناء المقام العراقي بعد أن إستلمها من أسلافه بأمانة، الذين أعطوا للمقام العراقي مكانة مرموقة أمثال رحمة الله شلتاغ واحمد الزيدان ورشيد القندرجي وغيرهم (يرحمهم الله جميعا) ويعتبر عصر القبانجي قمة في الإبداع الغنائي للمقام العراقي وأفضل فترة زمنية برز ونضج فيها المقام العراقي، إن هذا العصر في محتواه يمثل تظاهرة خاصة في كونه صورة ناضجة ومتبلورة لغناء كلاسيكي تمتد جذوره الى عدة قرون ماضية، عـَكَسَ فيها المسيرة التاريخية والفنية لمدينة بغداد .. وهو بعد ذلك النموذج الواضح للتلمذة الغنائية وتطورها في الغناء العراقي عموماً.، ولم يقـَدَّر لأي مطرب من مطربي المقام العراقي أن تتضارب حوله الآراء كما قـُدِّر للمرحوم القبانجي، فقد ظلـَّت أصابع الاتهام تشير إليه مثيرة الشكوك حول إبداعاته وابتكاراته وآرائه، كما أُشير اليه بالبنان من قبل آخرين وجدوا فيه مثالاً عصرياً صادقاً مقتدراً في غنائه ثابتاً في آرائه، ولم يقف هذا التناقض في الآراء عند حدود تاريخ المرحوم القبانجي وفكره ومعتقده، وإنما أمتد الى الجوانب الأدبية حيث كتب بعضاً من القصائد والزهيريات التي كان يغنيها، وغناها آخرون من بعده، فهناك من النقاد القدامى ومُؤرخي الأدب من أنكر إمكانيته الأدبية ومنهم من أثنى عليها، وهناك أيضاً الكثير من هؤلاء من نظر في غنائه نظرة فاحص ومدقق ليستشهد به ويبرز إبداعاته وإمكانياته، ولم يكن هذا التناقض في الرأي عند مرحلة بعينها، فما زالت الآراء المحدثة لمحبي المقام العراقي والمهتمين بشؤونه تتناول الأُستاذ القبانجي مختلفة حوله بين الإِعجاب الواسع والإِشارة الصريحة الى بعض الجوانب الإبداعية في غنائه ونعتها بالجمل الغنائية غير العراقية ..! لتأثره بالغناء الشرقي في إشارة الى عدم الرضا عن هذا المنحى في إبداعه ..
اما الشاعر رياض النعماني فكتب سطورا من حكايات حية للقبانجي قال فيها ( في مؤتمر الموسيقى العربية الذي عقد في ثلاثينيات القرن الماضي بالقاهرة غنى الفنان الكبير القبانجي فذهل الشاعر أحمد شوقي، وطلب ان يراه في اليوم الثاني.. وفي اللقاء سأله الشاعر عن اسم الشاعر الذي كتب النص الذي غناه البارحة فقال له انه الأستاذ العلامة محمد سعيد الحبوبي.. فرد احمد شوقي بأنه لا يعرفه.. فكان جواب القبانجي ان الناس في العراق يعرفونك، بما في ذلك «صباغ الأحذية»، فكيف لا تعرف شاعراً بحجم الحبوبي. ، وذات يوم وقف الديكتاتور صدام حسين على باب القبانجي الكبير.. إذ أتصل به تلفونياً.. وطلب منه ورجاه ان يغني له قائلاً له: (الجميع يا أستاذ غنى لي الا أنت) فرد عليه الأستاذ القبانجي: «أنني يا ابني مريض»، فقال له صدام: «أنتظر شفاءك إن شاء الله» ، وبعد عدة أيام أعاد صدام الاتصال بالأستاذ القبانجي فكان رد القبانجي: «أنني لا أقوى على الفناء كما كنت سابقاً» ، فرد عليه صدام: (لا أريد منك شيء.. قف فقط وراء المايكروفون وقل اسمي) ، وهكذا أحرج الديكتاتور المغني، ولكن لم يسقطه لان مغنياً راسخاً في تربة بلاده وشعبه وثقافته وتأريخه لا يمكن لديكتاتور عابر ان يسقطه.. فالمغني صوت بلاده وزمانه والمستقبل الذي سوف يجيء، لا الديكتاتور ولا الكائنات المظلمة التي تقتل المغني وحامل النور في آلته الموسيقية، بإمكانهما اغتيال الجمال والعدل والحق والخلق العالي والرسالة السامية في صوت الفنان، وفي الموسيقى تحديداً لان الموسيقى في بعض من تعبيراتها تجلي الجمال الكلي في انسجام عناصر الكون وهندسته المبنية على نور الإيقاع وهي في طرقات السموات والمجهول تسير كل شيء بفتنتها الأبدية نحو الأبد.. انها بعد ذلك نفحة الرياض، وصوت الله اذا همس للبشر الذين يحبهم.
وتضمن الملحق ايضا لقاء مع القبانجي نشرته مجلة (كل شيء) عام 1964 جاء فيه على لسانه : (سمعت في إذاعتنا مؤخرا من يشير الى قصيدة أضنيتني بالهجر ما أظلمك فارحم عسى الرحمن ان يرحمك) ويقول ان فريد الأطرش أول من غناها في حين انني قدمتها ببغداد قبل الأطرش بعشرين عاما ) ويضيف ( اول تعاملي لي مع المحاكم بدأت سنة 1926 عندما أثيرت حولي ضجة مفتعلة بسبب أغنية عاطفية قادتني الى سوح العدالة التي برأتني بعد تعيين محكمين من قبلها افتت بأنني بريء وما قلته كان صادرا عن قلب صاف عاشق معجب بآخرين ولكن ما ان حل عام 1937 حتى تحولت العاطفة الى سياسة عندما أنشدت عبيد للأجانب هم ولكن على ابناء جلدتهم اسود) وكان المعنى والهدف واضحا وساقتني وزارة علي جودة الايوبي التي أعقبت انقلاب الفريق بكر صدقي الى المحكمة وتكررت المسالة عندما نظمت قصيدة بعد فشل ثورة مايس عام 1941 وهروب الكيلاني وجماعته الى خارج العراق (خليها صنطة ياخذها صفطة هوسة ياريمة كلها هونطة العندة صاحب يصبح لي نائب والعندة حبايب يلكة مراتب كل عمرة سامي يكظي مرامي الحامي حرامي لتحجي صنطة) واعتقد ان ما قلته كان الحقيقة بعينها.. اما محاكمتي الأخرى وكيف افلت من السجن فلها حديث اخر قلت له يبدو من كلمات خليها صنطة انك تأثرت بالمرحوم الملا عبود الكرخي فماذا تذكر عنه؟ أجاب: - كان صديقي ويعتبرني احد أبنائه واذكر ان قصيدته المشهورة (المجرشة) غناها في المؤتمر الموسيقي الأول الذي انعقد في القاهرة عام 1932 وقد سمعها مني المرحوم احمد شوقي فأعجب بها وطلب المزيد فقدمت نموذجا من شعر المرحوم محمد سعيد الحبوبي وقصيدته المشهورة شمس الحمية تجلت في يد الساقي) فطرب لها كثيرا وتساءل بقوله صاحب الشعر ده له ديوان فأجبته : أستاذ اصغر واحد في العراق يعرف شوقي وشوقي لا يعرف اكبر شعراء العراق وهنا اعتذر مني وطلب ديوان الحبوبي وكنت قد جلبته معي الى القاهرة فقدمته له وكرر اعتذاره بقوله سأدرس الديوان جيدا لاعرف واحدا من أكابر العراق ونحن نختتم الحوار مع القبانجي اسأله لو عدت الى شبابك ماذا كنت ستفعل وصولا الى حياة أفضل؟ قال: سأختار طريق القبانجي بما رأى وشهد وربح وخسر انما الأهم من كل ذلك ان يظل القبانجي شاهد العصر الذهبي في الغناء العراقي الأصيل .

كريم عبد
08/04/2009, 15h33
شكرا استاذ على هذا المقال الرائع عن اعظم مطرب عربي انجبه العراق , انه بحق بلبل العراق الاول الذي لا يضارعه احد في فن المقام , لقد اعدت لنا بهذه المقالة شيئا من ذكريات بغداد الحلوة التي كنا نستمع فيها في مقاهي الحيدر خانة والفضل الى مثل هذا الصوت الرائع , فرحم الله والديك ورحم الله مطربنا محمد القبانجي وصالح الكويتي واخاه وسليمة مراد وحسن خيوكة ويوسف عمر وداخل حسن , شكرا لك يا استاذ مرة اخرى