المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وثائق و رسائل لم تنشر من قبل


هشام سعيدي
19/03/2009, 15h52
طالعتنا صحيفة المصري اليوم 19- 3 2009 بالموضوع التالي:

وثائق تنشر لأول مرة «٥» قبس من روح مصر

بقلم سمير غريب ١٩/ ٣/ ٢٠٠٩
رسائل خاصة جداً لـ«أم كلثوم»
تكريم ومتحف
كانت أول علاقة لى مع وثائق كوكب الشرق أم كلثوم عام ١٩٨٩. فى هذا العام كنت مستشارا لوزير الثقافة السيد / فاروق حسنى، اقترحت عليه إقامة معرض تكريمى للاحتفال بمرور مائة عام على ميلاد أربعة من رواد التنوير فى مصر والعالم العربى فى العصر الحديث، الذين تصادف أن ولدوا فى العام نفسه ١٨٨٩، وهم: طه حسين وعباس محمود العقاد وإبراهيم عبدالقادر المازنى وعبدالرحمن الرافعى. وافق الوزير وكلفنى بالإعداد للاحتفال الذى أطلقت عليه «مائة عام من التنوير فى مصر».
تحدد لإقامة المعرض شهر فبراير من عام ١٩٨٩. ثم وجدت أن الشهر ذاته يحمل الذكرى الرابعة عشرة لوفاة أم كلثوم حيث توفيت فى فبراير ١٩٧٥، فاقترحت أن يقام معرض تكريم لأم كلثوم فى الوقت ذاته باعتبارها رائدة التحديث فى الغناء المصرى ومعجزة صوتية عالمية. بالفعل أقيم المعرضان فى قصر عائشة فهمى على نيل الزمالك والذى أطلقوا عليه «مجمع الفنون ».
احتل معرض التنوير الطابق الأول، بينما احتل معرض أم كلثوم الطابق الثانى. وكانت هذه أول مرة ينظم فيها فى مصر معرض تسجيلى بهذا الحجم الكبير لرواد الثقافة والفن. بدأت رحلة تجميع مواد المعرض من المقتنيات الشخصية للمحتفى بهم وتلك المتعلقة بهم. كان اعتمادى الأكبر على السيدة الفاضلة فردوس الدسوقى أرملة رفعت الدسوقى ابن أخت أم كلثوم. وكانت تحتفظ فى شقتها بالزمالك بكثير من مقتنيات أم كلثوم بعد بيع وهدم فيلتها فى شارع أبو الفدا على نيل حى الزمالك فى القاهرة.
من أهم ما احتفظت به السيدة فردوس غرفة نوم أم كلثوم كما تركتها بما فيها من أثاث وملابس وأحذية ومتعلقات أخرى، فاخترت من هذه المقتنيات ما يعرض فى المعرض. واعتمدت فى القسم الثانى منه على صور طبعناها بحجم كبير من تصوير المصور المعروف فاروق إبراهيم. وكان يرافقها فى كثير من حفلاتها ورحلاتها الخارجية.
كانت تلك هى العلاقة الأولى بوثائق أم كلثوم.
أما العلاقة الثانية فبدأت عندما كنت مديرا لصندوق التنمية الثقافية ومستشارا فنيا لوزير الثقافة، وحول لى وزير الثقافة فى يوليو ١٩٩٤ مشروعا قدمته إليه «الجمعية العلمية للتراث الفنى والموسيقى»، كانت هذه أول وآخر مرة أسمع فيها عن هذه الجمعية.
كان مشروع الجمعية إنشاء «مركز أم كلثوم للصوتيات» على مساحة أرض خصصها محافظ القاهرة آنذاك قدرها ٩ آلاف متر مربع على النيل بجوار كلية السياحة والفنادق وبين فندق الميريديان وكوبرى الجامعة. كان المشروع طموحا، يتضمن مكتبة متخصصة فى الموسيقى والغناء، وأخرى متخصصة أكثر فى أم كلثوم، ومركز معلومات متخصصا، وبهوا مفتوحا يحتوى على تماثيل لكبار الشعراء والفنانين المعاصرين لأم كلثوم مثل أحمد شوقى ومحمد عبدالوهاب.. وقاعة للحفلات الموسيقية تسع ٦٠٠ شخص، ونافورات للمياه الراقصة مع الموسيقى على النيل.
تم الاتفاق على هذا المشروع بين وزارة الثقافة ومحافظ القاهرة والجمعية التى كان يمثلها المهندس الكبير الراحل على نور الدين نصار. كان من المقرر تمويل المشروع عن طريق التبرعات والهبات بالإضافة إلى مشاركة الوزارة والمحافظة. كان من المقرر أيضا أن ينفق صندوق التنمية الثقافية على الدراسات والتصميمات اللازمة والتى تبرع بتقديمها المهندس على نور الدين نصار مجانا.
لكن هذا المشروع لم يتحقق.. لماذا؟؟
على كل حال ليس هو بالمشروع الأول من نوعه الذى لم يتحقق لتكريم أم كلثوم، ففى حياتها وتحديدا عام ١٩٧٣ وضعت أم كلثوم بنفسها، ومعها محافظ آخر للقاهرة هو المرحوم حمدى عاشور آنذاك، والمهندس المرحوم عثمان أحمد عثمان رئيس شركة المقاولون العرب، حجر أساس مشروع أطلقت عليه «دار أم كلثوم للخير». يعنى بتقديم خدمات صحية ومادية واجتماعية لأسر الشهداء والفقراء ومحو الأمية، ويتضمن كذلك قاعة للحفلات ومكتبة موسيقية وفندقا من ٢٠٠ غرفة للإنفاق على تسيير الدار.
هذا المشروع بدوره لم ير النور. بل أزالوا حجر الأساس الذى وضعوه، وسحب المحافظ الأرض، وأعاد تخصيصها لجمعية أنشأتها السيدة جيهان حرم الرئيس أنور السادات باسم «الوفاء والأمل». وبدلا من أن تكون «دار أم كلثوم» وفاء لها، أقيمت دار أخرى وفاء لغيرها. رغم أن أم كلثوم أرسلت رسالة بخط يدها إلى السيدة جيهان والرئيس السادات تتضمن تبرعها للمجهود الحربى عام ١٩٧٣.
فقد شاع أن السيدة جيهان السادات كانت تغار من شهرة ومكانة أم كلثوم فى العالم. المهم أنه بعد وفاة الرئيس السادات، ومغادرة السيدة حرمه مصر للإقامة فى الولايات المتحدة الأمريكية لم يعد أحد يسمع عن جمعية الوفاء أيضا.. هذا يحدث كثيرا عندنا بالطبع ولا يستدعى العجب.
فى محاولة لإزالة النحس عن مشروعات تكريم أم كلثوم قدمت إلى وزير الثقافة مشروعا جديدا لا يحتاج إلى طرف من خارج الوزارة، فقد تولى صندوق التنمية الثقافية أثناء إدارتى له تحويل عدد من المبانى الأثرية إلى مراكز ثقافية سميت بمراكز الإبداع. كان أول هذه المراكز فى بيتى الهراوى وزينب خاتون خلف الجامع الأزهر.
كان من بين هذه المبانى الأثرية قصر المانسترلى بجوار مقياس النيل الأثرى بجزيرة الروضة بالقاهرة. يعد تحفة معمارية مقام على مساحة ألف متر مربع، هو ما تبقى من مجموعة معمارية أنشأها فى منتصف القرن التاسع عشر حسن فؤاد المانسترلى باشا الذى ترجع أصوله إلى مدينة مانستر فى مقدونيا، ملحق به مبنى صغير تابع لوزارة الثقافة كان مخصصا لجمعية الفن والحياة التى أسسها الرائد التشكيلى والمفكر حامد سعيد.
كان حامد يقيم فى ضاحية المرج فى بيت ريفى. زرته أنا والوزير ذات يوم ربما قبل أن يتولى فاروق حسنى الوزارة. وكانت جمعيته شبه متوقفة. اقترحت على الوزير أن يخصص هذا المبنى لإقامة متحف أم كلثوم فوافق.
بدأت فى اتخاذ الإجراءات المختلفة لتحويل المبنى إلى متحف. عينت الشاعر أحمد عنتر مصطفى مسؤولا عن المشروع، أصدرت قرارا رقم ٨ بتاريخ ١٨/ ٥ / ١٩٩٨ بتشكيل لجنة برئاسته لحصر مقتنيات أم كلثوم التى يمكن ضمها للمتحف. كانت السيدة المحترمة فردوس أول من تبرع بمقتنياتها ماعدا أثاث غرفة النوم فاحتفظت به.
كذلك المهندس / محمد الدسوقى إبراهيم ابن شقيقة أم كلثوم الذى تبرع بـعدد ٥٤ من المقتنيات، والأستاذ الدكتور محمد حسن الحفناوى ابن زوجها الدكتور حسن الحفناوى الذى تبرع بـعدد ٨٣ من المقتنيات. بعد هذه المقدمة الطويلة عن وثائق أم كلثوم، آثرت هنا أن أتناول بعض الوثائق التى لا توجد فى متحفها، والتى أمدنى بصور منها الفنان الصديق جعفر إصلاح..
رسالة من معجب
من الطبيعى أن تتلقى أم كلثوم عددا لا يحصى من الرسائل الرسمية والشخصية، ورسائل المعجبين من جميع أنحاء العالم بحجم شهرتها الكاسحة. ولا نعرف ما إذا كانت «الست» قد احتفظت بكل الرسائل التى وصلتها أم ببعض منها ؟ وأين هى هذه الرسائل الآن؟
من الرسائل الرسمية تلك الرسالة التى بعث بها إليها محمد فتحى رئيس معهد فؤاد الأول للموسيقى العربية فى ٦ يونيو ١٩٥٠. وكان - وما زال - فى شارع رمسيس بالقاهرة، الذى كان اسمه وقت كتابة الرسالة شارع الملكة نازلى، وهى زوجة الملك فؤاد وأم الملك فاروق.
كتب محمد فتحى رسالته إلى أم كلثوم التى وصفها بـ «صاحبة العصمة الآنسة» ليبلغها بأن مجلس إدارة المعهد قرر انتخابها عضوا فخريا بالمعهد. ويأمل فى مؤازرتها للمعهد والتعاون معه على الاضطلاع برسالته. وإلى نص الرسالة:
«حضرة المطربة الفنانة النابهة صاحبة العصمة الآنسة أم كلثوم
لما كان فى مقدمة أغراض المعهد التى أنشئ من أجلها ما نص عليه قانونه من اعداد بيئة راقية تجمع شتات خيرة أهل الفن وإيجاد رابطة قوية بين العاملين على نشر الموسيقى العربية ورقيها والمحافظة على كيانها وتضم صفوة أنصارها ومحبيها.
ونظرا لما لعصمتك من المكانة المرموقة فى عالم الفن بما بذلته وما تزالين تبذلينه من جهود صادقة فى سبيل تحقيق الهدف المشترك بيننا من العمل على خدمة الموسيقى العربية وإعلاء شأنها.
وتقديرا لما اختصتك به العناية الآلهية من صفاء الحس والمواهب الصوتية والموسيقية الممتازة التى تكشفت على الأيام عن عبقرية فذة ونبوغ وإبداع نادرين
وتوثيقا لعرى الصداقة وأواصر الصلة بيننا يسرنى عظيم السرور إبلاغ عصمتك بأن مجلس إدارة المعهد بجلسته المنعقدة بتاريخ ٤ الجارى قرر بالاستناد إلى الفقرة الثانية من المادة الخامسة من القانون انتخاب عصمتك عضوا فخريا بالمعهد.
وإنى إذ أبلغك هذه الثقة الوطيدة بشخصك الكريم إنما أعرب بالأصالة عن نفسى وبالنيابة عن إخوانى عن خالص ارتياحنا واغتباطنا جميعا ونستمد من عضويتك الفخرية للمعهد قوة وعزما جديدين.
ولنا كبير الأمل إن شاء الله فى مؤازرتك للمعهد والتعاون معه على الاضطلاع برسالته وأداء مهمته نحو النهوض بالموسيقى العربية ورفع منارها وهى الغاية التى نسعى إليها جاهدين ولك فى مضمارها الخطوات الموفقة الناجحة والقسط البارز من الفضل وعظيم الأثر وفقنا الله وإياك بفضل التضامن والإخلاص إلى تحقيق ما نصبو إليه من آمال وبلوغ موسيقانا إلى ما نتوخاه لها من أرقى مستوى وأحسن حال.
ولعصمتك أخيرا أصدق التحية والتهنئة وأطيب الثناء والتقدير.
رئيس المعهد
«محمد فتحى»
وثيقة شكر وزارى
فى ١٢ / ١١ / ١٩٧٣ أرسل الدكتور عبدالعزيز حجازى، متعه الله بالصحة، وكان نائبا لرئيس مجلس الوزراء، والوزير الوحيد الذى جمع بين وزارات المالية والاقتصاد والتجارة الخارجية، أرسل خطابا لأم كلثوم ليشكرها على مشاركتها لصالح المجهود الحربى بشيك بمبلغ عشرة آلاف جنيه. وإلى نص الرسالة:
«السيدة الفاضلة أم كلثوم إبراهيم
تحية طيبة وبعد
تلقينا مساهمة سيادتكم لصالح المجهود الحربى بموجب الشيك رقم ١٤٩١٦٠ والمؤرخ ٢٠/١٠/١٩٧٣ والمسحوب على بنك مصر - القاهرة بمبلغ ١٠٠٠٠جنيه.
وإننى إذ أتقدم لسيادتكم بالشكر والامتنان على مشاركتكم الكريمة فى معركة الشرف والمساهمة فى دعم احتياجات معركة التحرير، أدعو الله أن يحقق لنا الأمن الذى نتطلع إليه ألا وهو تحرير الأرض العربية وتأكيد الحق العربى وصدق الله العظيم إذ يقول:
(انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم فى سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نائب رئيس الوزراء
ووزير المالية والاقتصاد والتجارة الخارجية
دكتور عبدالعزيز حجازى».
الأمير يطمئن
كانت لأم كلثوم علاقات صداقة وطيدة مع أميرات وأمراء من الأسر المالكة فى العالم العربى، منها صداقتها مع الأمير السعودى المرحوم الشاعر عبدالله الفيصل آل سعود، ابن الملك فيصل وحفيد الملك عبدالعزيز، الذى توفى فى ٨ مايو ٢٠٠٧ عن خمسة وثمانين عاما. غنت أم كلثوم من كلماته قصيدتين: «ثورة الشك» عام ١٩٦٢ و«من أجل عينيك» عام ١٩٧١ وكلتاهما من تلحين رياض السنباطى.
هنا رسالة نادرة بخط يد الأمير أرخها بالتاريخ الهجرى «٢٥/١/١٣٩٣» ويقابل عام ١٩٧٣ ميلادى، كتبها ردا على رسالة كانت قد بعثت بها إليه أم كلثوم وهى «منحرفة المزاج» و«منحرفة الصحة». هذا نص الرسالة التى تدل أيضا على مشاعر الأمير تجاه كوكب الشرق وعلاقته بها:
«ست الكل أم كلثوم حفظها الله.
تحياتى وأشواقى أبعثها لك مع تمنياتى لك بالصحة وطول العمر والسعادة.
تلقيت بيد الشكر رسالتك الكريمة وكان فضل منك أن تكتبى لى وأنت منحرفة المزاج. ولكنك صاحبة الفضل دائما. وقد عودتينا عليه. أنا بخير إنشاء الله وكل شىء طيب ما عدا حالتى النفسية.. وقد زادت بعد سماعى الخبر السيئ عن انحراف صحتك. كان بودى أن أتصل بك تليفونيا ولكنى جبنت بعد سماعى بانحراف صحتك. أما الأغنية فأنا قد كلفت جمال أن يبلغك أنك الوصية علىَّ حى أو ميت وسيصلك صك شرعى من المحكمة وأنت تعلمين أننى ليس لى ملاحظة على ما تختارينه. وهل هناك ذواقة للشعر مثلك. أرجو أن اسمع فى القريب ما يثلج صدرى عن صحتك ودومى لنا يا مسعدة الملايين وآسية الجراح»..
أعتقد أن الأمير كان يشير إلى قصيدته «من أجل عينيك» التى غنتها له أم كلثوم قبل هذه الرسالة بسنتين تقريبا، ويبدو أن الأمر كان متعلقا بتنازل الأمير عن حقوقه المادية فى أداء هذه القصيدة، لأنه بالغ فى الرد على كوكب الشرق بقوله أنها «الوصية عليه حيا أو ميتا». ويبدو أن هذه المبالغة تسرى أيضا على الصك الشرعى الذى تحدث عنه الأمير بوصيته تلك. فهل كتب هذا الصك حقا ؟؟! لا أعرف.. ربما «جمال» يعرف، إذ يبدو من الخطاب أنه كان سكرتير الأمير.. فأين هو جمال الآن؟؟! هل يقرأ هنا، وهل يجيب؟؟
تحليل بول
هذه وثيقة أخرى نادرة: رسالة كتبها أحدهم، ربما مختص فى معمل تحاليل طبية، إلى الأستاذ الدكتور على إبراهيم، حيث إن توقيعه غير واضح، موجهة إلى «سعادة الباشا» وهو الدكتور على نفسه الذى حاز على رتبة الباشا. وكان أول نقيب لأطباء مصر، ومؤسس مدرسة الطب الحديثة فيها، وكان من أصدقاء «الست» فى الوقت نفسه.
الرسالة غير مؤرخة. لكنها أول وثيقة أراها حول فحص طبى لأم كلثوم وتتحدث عن نتيجة «فحص بول أم كلثوم اليوم صباحا، وهو رابع وآخر يوم للفحص، وقد أظهر الفحص وجود ستربتوكوكس، وحضرت لأخبر سعادتكم بتلك النتيجة فقط». ونتيجة تحليل بول أم كلثوم طبقا لهذه الوثيقة تدل على وجود نوع من أنواع البكتريا فى معدتها كما أخبرنى أستاذ للتحاليل الطبية.
على ذكر الدكتور على إبراهيم باشا هناك وثيقة أخرى ليست فى صالحه. خطاب مؤرخ فى ٦ أغسطس ١٩٤٢ مكتوب بخط اليد على ورق شركة «الشرق الأدنى لطوابع البريد» وموجه إلى «حضرة صاحب السعادة الدكتور على إبراهيم باشا».
جاء فيه أن حرم الدكتور زارت محل الطوابع يوم أول أغسطس، الذى باع لها طوابع بريد خاصة بمعرض أقيم عام ١٩٢٦، فأكرموها من أجل زوجها «لما تقومون به من الأعمال الجليلة لخدمة الإنسانية»، وباعوا لها المجموعة الواحدة بسعر جنيه واحد بينما سعرها فى السوق جنيه ونصف الجنيه. وبعد أن اختارت مجموعتين لم تأخذهما.
لكنها أرسلت بعد الظهر سائق سيارتها ومعه «المسيو انطون» صاحب محل «فيمنا»، وطلب من المحل أربع مجاميع طوابع لكى تختار حرم الدكتور على منها مجموعتين، ودفع ٤ جنيهات تأمينا وذلك «بعد إلحاح لأنى لا أقبل تأمينا فى معاملاتى مع من أثق فى ذمتهم» كما جاء فى الخطاب.
بعد ذلك أخذت السيدة حرم الدكتور المجموعات الأربع ولم تدفع ثمنها وهو ستة جنيهات بينما دفعت تأمينا أربعة جنيهات فقط ! لذلك طلب صاحب المحل من سعادة الدكتور على إبراهيم «تكليف السيدة المحترمة حرمكم برد المجموعتين أو دفع الفرق وقدره جنيهان - ولا سيما أن السيدة حرمكم أفهمتنى أنها تميل إلى تشجيع المصريين».
ولعل حرم الدكتور قد نسيت تسوية هذا الموضوع، ولعله تمت تسويته بعد هذا الخطاب.
حكاية «زعرور» العراقى
كما كانت أم كلثوم تتلقى رسائل المعجبين، يبدو أنها كانت حريصة على الرد عليها، أو على ما تختاره منها للرد. مثل هذا الخطاب بتاريخ ٤ يوليو ١٩٣٧ الذى كتبته أم كلثوم بخطها فى وقت مبكر من حياتها الفنية. حرصت أم كلثوم على كتابة عنوانها فى أول الخطاب وقبل تاريخه. وكان العنوان كما كتبته: «فيلا البنفسج - القاهرة». الرسالة موجهة إلى «حضرة الفاضل السيد عبدالقادر بك المحترم».
يبدو من الخطاب أنه عراقى مقيم فى بغداد من محبى أم كلثوم، وليس من أصدقائها، فأسلوبها معه فى الخطاب رسمى إلى حد ما. وفى الخطاب تصف أم كلثوم بغداد بأنها وطنها الثانى. وتسأل عبدالقادر بك عن «الشخص المدعو مير زعرور» الذى كتب إليها طالبا الاتفاق معها على الحضور إلى بغداد. وتسأل عن وضعه الاجتماعى وسمعته وأخلاقه.. وهذا يدل على حرص أم كلثوم الشديد فى علاقاتها واحترام فنها.
نص الخطاب:
«فيلا البنفسج - القاهرة
فى ٤ يوليو ١٩٣٧
حضرة الفاضل السيد عبدالقادر بك المحترم
تحية واحتراما وبعد وصلتنى رسالتك الجوابية وإنى لشاكرة لك فضلك مقدرة فيك هذه العواطف السامية التى تنم عن روح راقية وثقافة عالية.
حقا إنه ليسرنى أن يكون لى أخ نبيل فى بغداد وطنى الثانى مثلك وإنى لا أزال ذاكرة بغداد الجميلة وأهلها الكرام
فاتنى أن أسألك فى رسالتى السابقة عن الشخص المدعو مير زعرور الذى كتب إلى طالبا الاتفاق معى على الحضور إلى بغداد فرجائى أن تخبرنى عن وضع الرجل الاجتماعى وسمعته وأخلاقه.
وبالأخير يسرنى إخبارك بعزمى على إحياء ليالى غنائية عسى أن تسمعوها على شواطئ دجلة العزيز وتحظى عندكم بالرضا وختاما تقبلوا فائق الاحترام.. أم كلثوم»..

محمد شاكر 1
19/03/2009, 22h25
دكتور هشام

بجد بجد
انا اول نره اسمع الكلام الجميل ده
الذى وان دل
فانه يدل على كل ماهو طيب
فى هذه المراه الباسله
التى وهبت روحها لمصر
وفىمختلف المجالات
وبالرغم مناحتوائها عرش الفن فى مصر الا انها ايضا كانت بمثابه المراه المناضله التى تخاف على بلدها
وشكرا لك مره اخرى ياكدتور هشام

myasser
21/03/2009, 12h25
الاخ هشام - جزيل الشكر على الوثيقة المرفقة اللتى كانت بها الكثير من المعلومات الجديدة على معرفتى- شكرا لمجهودك وفى انتظار المزيد
محمد ياسر-القاهرة