تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المبدع محمد عبد الوهاب فى عيون الاديب خيرى شلبى


جويرية
16/03/2009, 21h30
احتفالا بميلاد هذا الموسيقار الرائع و المبدع اورد هنا الفصل الذى يتحدث فيه الاديب الكبير خيرى شلبى عنه فى كتابه(صحبة العشاق رواد الكلمة و النغم ).
الوجه بيضاوى فى استطالة , اشبه بحبة المانجو التيمور المكتنزة بالدم الوردى .
جبهة كراس الجزرة , يعلوها شعر ناحل ياخذ شكل الهلب و يتسق عند الفودين كانما الخلاق البارع رسمه بسن القلم الفحم .
انف طويل نافر عريض المنخرين , يفصل بين عينين حالمتين فى تطلع ناعس سهتان , تطل منهما نظرة ذكية شقية مفتونة .
الفم شهوانى واسع مضموم الشفتين على اسرار لا حصر لها ,ضمة تشى بالكياسة و المكر و حب الصمت برغبة دائمة فى الشراء لا البيع ! رغبة فى ان يعرف و يعرف الى ما لا نهاية .
الراس بالوجه اشبه بآلة البونجز الايقاعية و لهذا ربما نكاد نسمع لملامح الوجه ايقاعا فى عمق ايقاع آلة البونجز , ذلك الايقاع الذى هو مزيج بين الارستقراطية الرصينة و الشعبية الصاخبة الشعنونة .
ملامح غنية , رحبة كابهاء البيوت القديمة , كالدواوير و المنادر الريفية كصحون الجوامع.
ملامح فيها كهانة و نعومة و اريحية و انبساط وولع بالحياة و بكل المتع.

نستكمل غدا باذن الله:emrose:

جويرية
06/05/2009, 17h10
و يكمل الاديب الكبير خيرى شلبى و يقول تلك هى صورة الموسيقار محمد عبد الوهاب فى زمن الوردة البيضاء و ما بعده اى فى الاربعينات من هذا القرن تقريبا و قد استطاع ان يحافظ على هذه الصورة و يحتفظ بها لزمن طويل .
و حتى و هو فى الثمانين من عمره و على مشارف التسعين كان ابرز ملمح فيه قدرة وجهه على قهر الزمان و نفى التجاعيد و استقطاب الحيوية انها قوة الرغبة فى الحياة ، الشبق الى الحياة ، و النرجسية الجميلة ، فاذا كان حب الانسان لنفسه يدمغه بصفة الانانية فان حب الفنان الموهوب لنفسه كثيرا ما يكون نابعا من شدة حبه لفنه ، حيث تنشا عنده ارادة البقاء لاطول فترة ممكنة ليعطى مزيدا من الفن و يتعرف على مزيد من المعرفة ، اذ الفن ديدنه الخصوبة و التلقيح و الطرح باستمرار.
و قد كان عبد الوهاب من هذا النوع و مثله توفيق الحكيم و يحيى حقى و نجيب محفوظ و ام كلثوم و غيرهم ، فما لم يتدخل القضاء و القدر لتنفيذ ارادة الله فان الواحد منهم يظل حريصا على صحته قدر الطاقة ياكل بانتظام و يمارس رياضة المشى و ينام مبكرا و يصحو مبكرا و ينتج فنا غزيرا. ليس فيمن ذكرناهم واحد قليل الانتاج متهافت المستوى قليل القيمة ، كلا و الف كلا.

zeinabnayif
20/02/2014, 04h59
وبيكمل الاديب خيرى شلبى :
عشق عبد الوهاب لفنه انعكس على سلوكه حبا لجسده وروحه على السواء . لقد ظل طول عمره يحنو على هذا الجسد باتقاء كل ما يمكن ان يسبب له المرض الى حد الوسوسة , لدرجة انه_كما قال بنفسه_سقطت منه الصابونة على الارض فى الحمام فغسلها بصابونة اخرى جديدة . اما فيما يتعلق بالروح فانه كان دائم الاستماع للموسيقى العالمية و الشرقية و المصرية و الافريقية و التركية و الايرانية وكان من حسن حظه انه تعرف على الشاعر احمد شوقى فى مرحلة الصبا .ثم اصبح ملازم له ليل نهار فنقل عنه الكثير من العادات و الثقافات ووجهات النظر . انفتح على الثقافة فاصبح من قراء الشعر و القصة و الرواية و المسرحية و الكتب الثقافية بوجه عام . ومن خلال شوقى تعرف على كبار الشخصيات فى عصره من اساطين الفكر و الثقافة و رجالات السياسة و دخل بيوت الارستقراطية المصرية ورأى كيف يعيشون و ويفكرون و يتذوقون .