المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خواطر عن أم كلثوم فى ذكرى انتقالها


MUNIR MUNIRG
16/03/2009, 19h45
المصري اليوم بقلم د. يحيى الجمل ٩/ ٢/ ٢٠٠٩ رحمها الله رحمة واسعة بقدر ما أسعدت الملايين وأدخلت على قلوبهم الدفء وملأتهم بالشجا والحنين فى سائر أرجاء الوطن العربى. أرى - ولا أدعى لرأيى عصمة - أن هناك فى العصر الحديث، وبالذات فى القرن العشرين الذى انتهى خمسة أشخاص كان لهم أثر بعيد فى إيقاظ الروح العربية بعد ثبات طويل، أما أولهم فهو ساطع الحصرى. وأما ثانيهم فهو الشاعر العربى الأول فى القرن العشرين أمير الشعراء أحمد شوقى. وأما ثالثهم فهو العلامة العميد الأستاذ الدكتور عبدالرزاق السنهورى، الذى أسهم فى بعث الثقافة القانونية العربية، والذى أسهم فى توحيد كثير من التشريعات فى عديد من بلاد الوطن العربى من البحرين وسائر بلاد الخليج إلى بلاد شمال أفريقيا. وأما رابعهم - مهما ثار حوله من خلاف - فهو بيقين جمال عبدالناصر الذى فجر قضية القومية العربية وبعثها بعثًا جديدًا. أما خاتمة هؤلاء الأبطال العظام فهو سيدة الغناء العربى أم كلثوم التى لم يتوحد العرب جميعًا حول شىء قدر ما توحدوا حول صوتها. تعالوا معًا نقرأ ما كتبه كاتب غربى هو جوردون جاسكيل فى افتتاحية مجلة لايف Life الأمريكية فى يونيو ١٩٦٢، حيث يقول: «فى الساعة العاشرة ليلة كل خميس أول يوم فى الشهر يحدث شيء غريب فى الشرق الأوسط، يهدأ الضجيج فى شوارع القاهرة فجأة.. وعلى بعد ٢٥٠٠ ميل فى الغرب فى الدار البيضاء يحدث الشىء نفسه ويكف الشيوخ عن لعب الطاولة فى المقاهى، وعلى بعد ٨٠٠ ميل إلى الشرق يحدث نفس الشىء فى بغداد.. الكل أذهانهم مشغولة بشىء آخر، وبين الدار البيضاء، وبغداد على طول الصحراء وعرضها يؤوى الأعراب إلى خيامهم الكل ينتظرون برنامجًا معينًا يذيعه راديو القاهرة ومدة هذا البرنامج خمس ساعات ويذاع ثمانى مرات فى الشهر فى مطلع كل شهر ونجمته مطربة اسمها أم كلثوم». ويضيف الكاتب: «هناك فى الشرق الأوسط شيئان لا يتغيران الأهرام.. وصوت أم كلثوم». ومن هنا يجوز لنا أن نقول وبحق إن أم كلثوم هى الهرم الرابع ولكنها تمتاز عن أهرام الجيزة العريقة فى المصرية بأن أم كلثوم نتاج عربى عظيم. عندما قامت ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢ فى مصر وانتهى شهر يوليو والأسبوع الأول من شهر أغسطس لاحظ جمال عبدالناصر، أن الإذاعة المصرية توقفت عن أن تذيع شيئًا من أغنيات أم كلثوم، وكان عبدالناصر من عشاقها فاتصل بمدير الإذاعة وسأله: «لماذا لا تذيعون شيئًا لأم كلثوم منذ أسبوعين»، فرد مدير الإذاعة على عبدالناصر: «إنها من العهد البائد». فيرد عبدالناصر قائلاً: «وما رأيك فى الأهرام لماذا لم تزيلوها من مكانها أليست من العهد البائد». وعادت أم كلثوم تنير بصوتها الرائع الإذاعة المصرية من جديد. ولى شخصيًا مع أم كلثوم بعض الذكريات. فى أوائل حياتى العملية وقبل أن أترك القضاء إلى الجامعة كنت أعمل فى النيابة العامة، وكان حبى لأم كلثوم وعشقى لصوتها قد بدأ قبل ذلك بزمن، بدأ منذ كنت صبيًا يافعًا فى السنة الأولى فى المدرسة الثانوية أذهب إلى بيت صديق لى كان عندهم «راديو» فى الأربعينيات من القرن الماضى يوم الخميس الأول من الشهر لأسمع أم كلثوم. وفى النيابة العامة سمعت عن المحامى الكبير مصطفى مرعى، وذات يوم سمعنا ونحن فى نيابة جنوب القاهرة أن أم كلثوم ستحضر إلى المحكمة ومعها الأستاذ الكبير مصطفى مرعى فى قضية لها. ودبرت الأمر لأحضر الجلسة، وكانت المحكمة قد طلبت أم كلثوم لكى تناقشها فى الضرائب المستحقة عليها وحضر مع أم كلثوم أشهر محام فى مصر آنذاك وهو الأستاذ مصطفى مرعى، وجلست أم كلثوم وجلس إلى جوارها محاميها الكبير مصطفى مرعى، وبدأت أم كلثوم تتحدث والكل ينصت وانتهت أم كلثوم من حوارها المنطقى الواضح وبعد أن انتهت قررت المحكمة أنها لم تعد فى حاجة إلى سماع المزيد. وكنت سعيدًا أن رأيتها عن قرب وأنى سمعتها تترافع عن نفسها وأنى أعجبت بمنطقها وقوة حجتها قدر إعجابى بصوتها. وبعد ذلك وحتى وفاتها وبعد وفاتها تابعتها فى كل خطواتها وفى كل حفلاتها وكل أغانيها ومازلت حتى يومنا هذا لا أنام إلا بعد أن أسمع أغنية أو جزءًا من أغنية لأم كلثوم حتى إننى عندما أسافر أصطحب معى جهازًا صغيرًا أسمع فيه وبه بعض أغانيها. هذا هو حالى مع أم كلثوم وهو أشبه بحال العاشقين. ولن أتحدث عن حياة أم كلثوم منذ جاءت إلى القاهرة عام ١٩٢٣ وإلى أن توفيت عام ١٩٧٥ فإن ذلك الحديث يستغرق مجلدات ومجلدات وما أظن أن كتابًا قد صدر عن أم كلثوم سواء بالعربية أو الإنجليزية أو الفرنسية وفاتنى أن أقرأه. ولكنى أقول بصراحة إن أمتع ما قرأته عن أم كلثوم هو كتاب المرحوم الصديق العزيز رجاء النقاش «لغز أم كلثوم»، وقد كان رجاء صديقاً عزيزاً وكان مثلى من عشاق أم كلثوم، وكان حظه أوفر من حظى، حيث اقترب منها أكثر ورافقها فى بعض رحلاتها إلى الخارج التى قامت بها بعد كارثة عام ١٩٦٧ لكى ترفع بها الروح العربية التى كان قد أصابها قدر كبير من الإحباط والحزن، ولكى تجمع للمجهود الحربى بعض المال الذى كانت تحققه فى رحلاتها تلك فى الغرب وفى الشرق. وكانت العلاقة بين عبدالناصر وأم كلثوم وثيقة، كان يقدرها تقديراً شديداً وكانت ترى فيه بطلاً مصرياً عربياً. وهناك حادثتان تدلان على مدى قوة هذه العلاقة. الحادثة الأولى غير منشورة ولا معروفة ولكن أتيح لى أن أعرفها وأن أتحقق منها من مصادر لا تكذب. فى الحياة الزوجية بين كل زوجين يحدث أحياناً ما يعكر الصفو وقد يتطور الأمر إلى ما هو أكثر من ذلك فى لحظات الانفعال، وفى إحدى الأمسيات حدث بين الدكتور حسن الحفناوى وزوجته السيدة أم كلثوم شىء من ذلك وفى لحظة الانفعال امتدت يده إليها. ومادت الدنيا بأم كلثوم وإذا بها تطلب جمال عبدالناصر على خط التليفون المباشر وتجهش بالبكاء وسمعها عبدالناصر، أم كلثوم تبكى، وأخذ سيارته وقادها بنفسه وكانت ليلة من ليالى الصيف وبقميص وبنطلون قاد سيارته من منشية البكرى إلى منزلها فى شارع أبوالفدا فى الزمالك، واستأذن ودخل، وبعد أن واساها وخفف عنها قال للدكتور حسن الحفناوى: «يا دكتور حسن، هى زوجتك وأنا لا أتدخل فى حياتكما ولكن هذه هى مصر، وما أظن أن أحداً يجوز له أن تمتد يده إلى مصر» واستأذن خارجاً وانصرف. وحادثة أخرى حزينة تدل على عمق علاقة أم كلثوم بعبدالناصر، فى رحلاتها الخارجية لدعم المجهود الحربى ولرفع الروح المعنوية كان مقرراً أن تغنى فى موسكو على مسرح البولشوى ذى الشهرة العالمية، وسافرت أم كلثوم فعلاً وكان مقرراً أن يكون الحفل يوم ٢٨ سبتمبر ١٩٧٠ وتشاء الأقدار أن يموت عبدالناصر فى ذلك اليوم وتسمع أم كلثوم النبأ فيهزها هزاً عنيفاً بل يوشك أن يهدها هداً وتعتذر أم كلثوم عن عدم الغناء على مسرح البولشوى وتعود حزينة مكلومة إلى مصر. وبدأت مرحلتها مع المرض تلك المرحلة التى انتهت فى مستشفى المعادى للقوات المسلحة. هذه بعض ذكرياتى مع أم كلثوم وعن أم كلثوم التى وحد صوتها العرب أجمعين كما لم يوحدهم شىء قط. رحمها الله رحمة واسعة.

ثومه
16/03/2009, 21h34
أستاذ (منير)
أشكرك جدا .
أكتب مشاركتي هذه وأنا أسمع غاليتي تشدو بأغنيه (حب إيه) علي أذاعه الاغاني .
هذه الانسانه هي رمز لكل المشاعر الحلوه ورمز أيضا للزمن الجميل.
كم تمنيت أن أعاصرها .
ولكنها موجوده بأغانيها التي تهز بها قلوب مستمعيها ومحبيها.
وبأنسانيتها وبشخصيتها وبحكايات من عاصرها كأمثال الاستاذ(رجاء النقاش)
فهي كما وصف ( مصر )
وهي كوكبنا الساطع في سماء العالم .
وشمسنا التي لن تغيب.

يا غاليتي يا ( أم كلثوم )
رحمك الله .

محمد شاكر 1
18/03/2009, 20h33
الله الله الله

ايه الجمال والحلوه دى

انا بجد كان نفسى اعيش قى العصر اللى كانت فيه ام كلثوم