المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لقاء فني


فراس الجبوري
13/03/2009, 11h43
عازف الكمان العراقي نوري ناصر يتحدث لجريدة المنتصف
العمل مع كاظم الساهر فتح لي آفاق فنية واسعة .. وماجد المهندس يمتلك حنجرة تمتع الأذن

: حاوره فراس الجبوري

زاخر عراقنا الحبيب بالأسماء الكبيرة التي تركت أكثر من بصمة في مجالات الإبداع المختلفة ولعل الفن يأتي في مقدمتها إذ شهدت فترة العقد التسعيني من القرن المنصرم بروز نجوم عدة في عالم الفن العراقي , استطاعوا أن يصلوا بفنهم إلى أقصى الأماكن في العالم فكان لنجوم الغناء والموسيقى والمسرح والفن التشكيلي ... الخ حضورهم الواضح في أغلب المحافل العربية والعالمية وهذا لا يعني أن فناني العراق في العقود التي سبقت العقد التسعيني ليسوا بالمستوى الذي يؤهلهم بأن يصلوا إلى ما وصل إليه فناني العقد الأخير من القرن العشرين بل على العكس من ذلك تماماً إذ أن جيل الستينات والسبعينات كانوا بحق الأساس الرصين لعمالقة الفن العراقي اليوم , وما يهمنا في هذا اللقاء هو المجال الطربي على وجه الخصوص بشقيه الغنائي والموسيقي حيث برز فيه أكثر من نجم غنائي وموسيقي استطاعوا أن يلامسوا ذائقة المتلقي العربي وقبل ذلك العراقي فكان النجاح في العراق منطلقاً للإبداع والانتشار خارج حدود الوطن . فغدا كاظم الساهر سفيراً للأغنية العراقية وكذلك الحال لماجد المهندس ونصير شمه وغيرهم كثير ... قد تكون هذه المقدمة عامة وشاملة ولكنها تنطبق تماماً على ضيف صفحتنا الأخيرة عازف الكمان العراقي المتألق نوري ناصر الجبوري أحد أهم أفراد فرقة كاظم الساهر ورئيس فرقة ماجد المهندس الذي بادرنا مرحباً بكل تواضع فوجدناه كتلة من النضوج الثقافي والفني فكان لنا معه هذا الحوار .
المنتصف : فرصة أكثر من سعيدة أن نلتقي معك في العراق ونشكر لك الوقت الذي ستعطينا إياه للحوار على الرغم من أن زيارتك للعراق قصيرة ولن تتعدى الأربع وعشرون ساعة وهذا يأتي من باب اهتمامك واحترامك للصحافة والإعلام ..
الضيف : أنا أكثر سعادة وشعوري لا يوصف وأنا ألتقي مع أهلي وأحبتي وأصدقائي وقبل كل هذا أمي الحبيبة وذلك بعد غيابي عنهم لسنين طوال كان العراق وأهله حاضرين معي وفي داخل قلبي ( يصمت قليلاً .. يتنهد ثم يسترسل ) يبقى العراق وأهله هم الأعز والأغلى ولهذا فأن الساعات التي سأقضيها بقرب أمي وإخوتي وأحبابي تعادل عندي كل الدنيا .. وأنتم عندما تشاهدونا وتتابعونا عبر القنوات الفضائية ونحن نجوب دول العالم ونسعد الناس بما نقدمه من فن أصيل أو عندما ترونا نؤدي دبكة الجوبي الشهيرة مع كاظم الساهر قد تضنون بأننا أخذتنا الحياة بعيداً عن أهلنا وهذا الضن خاطئ والسبب واضح إذ لا سعادة ونحن بعيدون عن العراق .
المنتصف : ماذا أضاف لك العمل مع كاظم الساهر ؟
الضيف : كاظم الساهر فنان متميز وكبير جعل للأغنية العراقية مكانة وحضور جميل واستطاع أن يصل بها إلى أبعد الأماكن في العالم وذلك بما يمتلكه من حس فني وثقافة موسيقية عالية استطاع من خلالها أن يكون واحداً من أهم فناني الوطن العربي والعمل معه ممتع ومفيد في نفس الوقت حيث أضاف لي الكثير ناهيك عن الشهرة ومعرفة الجمهور لنا كفرقة خاصة مع كاظم الساهر وبذلك فأن العمل معه فتح لنا آفاق فنية واسعة استطعنا أن تواجد من خلالها على الساحة الفنية العربية وبقوة .
المنتصف : نلاحظك اليوم كثير التواجد مع المطرب ماجد المهندس فهل هذا يعني أنك تتنقل في عملك بين كاظم وماجد ؟
الضيف : ماجد المهندس من أصدقائي القدامى وتربطني به علاقة وطيدة منذ ما يقرب من خمسة عشر عاماً إضافة إلى أن لي أعمال فنية كثيرة معه وهو فنان ملتزم ويمتلك حنجرة رائعة وخامة صوت جميلة يمتع الأذن عند سماعه لذلك فأن تعاوني معه وصل إلى أقصى درجاته حتى أصبحت رئيساً لفرقته ( مايسترو ) والعمل مع ماجد أيضاً له نكهته الخاصة ولكني لم استمر معه طويلاً وعدت الى فرقة كاظم السهر بيتي الاول
المنتصف : كان لك عمل فني في العزف على آلة الكمان بالتعاون مع شركة الدار البيضاء نال استحسان الجمهور ولكنك تبدو غير راض عنه ؟
الضيف : نعم كلامك سليم ولكن بشكل عام فان مشروع إنتاج كاسيت موسيقي برأيي الشخصي يعتبر مشروع فاشل مادياً ولكنه غني فنياً !
المنتصف : أشرت في حديثك إلى أن عمل كاسيت موسيقي يعد مشروعاً فاشلاً مادياً فهل هذا يعني انك صرفت النظر عن أي فكرة مستقبلية مماثلة ؟
الضيف : من المستحيل أن ألغي الفكرة وأنا الآن في مراحل مهمة من إنتاج كاسيت موسيقي ضخم على مستوى العزف على آلة الكمان ( الكمنجة ) وسيكون تمويله خاص ويجري العمل فيه في احد استوديوهات دبي ولا أخفيك سراً بأنني أنوي تسويق هذا العمل الفني في ولا أنتظر أي مردود مادي من وراء تسويقه بقدر ما يهمني أن أضيف شيئاً للمكتبة الفنية العراقية خاصة وأن أغلب عازفينا كانت لهم تجارب ناجحة في تسجيل أشرطة في العزف على الآلات المختلفة ولكن في مجال العزف على آلة الكمان لم تكن هناك تجارب عراقية ترضي الطموح في تسجيل أشرطة عزف على هذه الآلة وآمل أن يكون نتاجي القادم بما يرضي طموحي وطموح الجمهور العراقي والعربي .
المنتصف : عملت في السابق مع الكثير من المطربين , برأيك أي مطرب لم يحصل على فرصته بالانتشار ولم يخدمه الحظ ؟
الضيف : أقولها وبكل ألم وحسرة الفنان والمطرب العراقي محمود أنور إلى جانب بعض المطربين الآخرين ولكن محمود أنور يحمل من الصفات الجميلة الشيء الكثير ووصل به الأمر بسبب حبه لفنه أنه كان يصرف من جيبه من أجل الفن وهو شخص كريم جداً .
المنتصف : يعاني أغلب العراقيين اليوم من الصعوبة في التنقل والسفر بين الدول العربية , وأنتم اليوم من الشخصيات الفنية المعروفة هل تعانون حالكم حال باقي العراقيين ؟
الضيف : بالتأكيد المعانات تشمل الجميع, لذلك اضطر أغلب الفنانين إلى الهجرة بسبب سوء الأوضاع أو من أجل الحصول على بطاقة سفر يستطيع التنقل من خلالها وقد تكون النتيجة أن انزوى بعض الفنانين وتركوا العمل الفني المتعب ولكن الأصعب من هذا هو تنكر الجميع لهم فتراهم يعانون بصمت في مهاوي الغربة بعيداً عن الوطن .
المنتصف : أين بغداد من نوري ومنذ متى لم تزورها ؟
الضيف : بغداد ... آآآآآآآآه ... حسرة طويلة ... بغداد في قلبي وقلب كل العراقيين ولم تكتحل عيناي برؤيتها منذ سنين طويلة .. بغداد هي أمي وحبيبتي إن صح التعبير , فأنا ولادتي الاعظمية سنة 1963 فماذا يمكن أن أنسى من بغداد وهل يعقل أن أنسى أزقتها و ( درابينها ) التي عشنا فيها أحلى سنوات العمر هل أنسى الوزيرية أو حي القاهرة أو الكسرة أو الاعظمية أو الزوراء .... من المستحيل أن ينسى الابن أمه وبغداد ستبقى في القلب مهما أخذتنا الغربة بعيداً عنها ولن يهنأ لنا بال أو يحلو لنا زاد إلا في بغداد .
المنتصف : في لحظاتك الخاصة أو في لحظات الصفاء إلى من يستمع نوري ؟
الضيف : حقيقة أهتم كثيراً بسماع الطرب العراقي والعربي الأصيل وكذلك فأنا مفرط في سماع الموسيقى ( الكلاسك ) أما في المساء وخاصة بعد الواحدة مساءً وبعد يوم عمل شاق فأنني أريح نفسي وأتمعن في شيء أهم من الموسيقى وهو الاستماع إلى تلاوات مختارة من آيات الذكر الحكيم .