المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كم ناشد المختار ربه


عادل الغمراوى
09/03/2009, 20h52
أيها السادة الأفاضل الأعزاء
أعضاء و رواد منتدى سماعى
ملتقى الأصالة و الابداع
يسعدنى أن أدعوكم لابداء آرائكم و مناقشة هذه الأغنية الرائعة التى تزلزل قلبى و ترقرق دموعى عندما أسمعها.
ما هو سر عبقرية هذه الأغنية ؟ و هى تتكون من خمس شطرات فقط و مدتها الزمنية دقيقتان و خمس و ثلاثون ثانية ولكنها عميقة الاحساس و شديدة التأثير.
كتب هذه الأغنية الشاعر العظيم عبد الفتاح مصطفى و لحنها الموسيقار العظيم عبد العظيم محمد رحمهما الله رحمة واسعة و غنتها رائعة الصوت و الاداء المطربة سعاد محمد متعها الله بالصحة و العافية.

كم ناشد المختار ربه
فى هدى انسان أحبه
.............لكن وحى الله جاء
انك لا تهدى الأحبه
...........والله يهدى من يشاء

كما قلت فان الأغنية تتكون من خمس شطرات منها شطران ( الأخيران ) مقتبسان من الآية الكريمة. و من عبقرية الشاعرعبد الفتاح مصطفى أنه أستطاع تكثيف الفكرة و تعميق الاحساس فى تلك الشطرات القليلة.
و على الجانب الآخر أنا معجب جدا بلحن العملاق عبد العظيم محمد الملئ بالصدق و العاطفة الجياشة و الابداع الفنى و أرجو أن تتأملوا كيف بدأ اللحن و كيف تصاعد حتى وصل الى القمة فى نهاية الأغنية.
أما عن قوة و صفاء و جمال صوت سعاد محمد و عن صدق وروعة ادائها فهذا أتركه للسادة المتخصصين لأنى أحس أنها لم تأخذ حقها.

unicorn
09/03/2009, 22h38
الله الله الله
نعم الاختيار و الله يا اخ عادل
هذه الاغنية من أجمل ما شدت به سعاد محمد , بل و فى رأيي من علامات الانشاد الدينى
و تمتعت بحظ وافر من عبقرية كلمات عبد الله الصالح الشاعر عبد الفتاح مصطفى و عبقرية لحن شاعر النغم عبد العظيم محمد , و عبقرية انشاد سعاد محمد شفاها الله و عافاها
حتى عبقرية الاداء التمثيلى لسميرة أحمد و أحمد مظهر فى فيلم الشيماء , و الاخراج العالى الحساس لحسام الدين مصطفى.
كنت أظن لفترة قريبة ان هذا اللحن الفخم الضخم لرياض السنباطى لولا ان عرفت من مدام ايمان ابنة الموسيقار عبد العظيم محمد , ان اغانى الفيلم من تلحين اباها رحمه الله
و الكلمات كما تفضلت و قلت خمس شطرات , و هى ان كانت قليلة عددا
و لكنها شديدة العمق , ثقيلة الوزن
فجاء تعبيرها الانسانى مشتقا من التعبير الالهى القرآنى : " إنك لا تهدى من أحببت و لكنَّ الله يهدى من يشاء "
و أرى الشاعر عبد الفتاح مصطفى شديد الذكاء فى ذلك .
و لعب الموسيقار عبد العظيم محمد دورا عظيما ليخرج من هذه الشطرات الخمس نداءا دينيا , يهز الكيان و يزلزل القلب بهذا الحن الرائع.
أمّا صوت سعاد محمد , فهو هبة من الله لكل ذى أذن
و لا استطيع ان اتكلم عنها أبدا بحيادية .
نتمنى من عمنا المايسترو ابو حسام يزيدنا تعريفا بهذا العمل الخالد.
شكرا جزيلا يا اخ عادل , و كل سنة و انت طيب.

الألآتى
09/03/2009, 23h27
إخوانى الأعزاء

أشكر أولاً أخى العزيز .. الأستاذ عادل الغمراوى .. ( الإبن الغالى للشاعر الكبير .. حيرم الغمراوى ) .. لإختياره هذه الأغنية المعجزة ..

كما أشكر أخى وصديقى الحبيب محمد أبو مندور لتزكيته لشخصى الضعيف .. للتصدى لتحليل هذه الأغنية ..

برغم من أن فيلم ( الشيماء ) من الأفلام الكبيرة .. والتى لا نمل من مشاهدته مهما تعددت مرات المشاهدة ..

إلا أن أغانى الفيلم تجعلنا نتوق دائماً لمشاهدة الفيلم مرات ومرات .. لنستمتع بأجمل الكلمات وأعذب الألحان .. وبصوت سعاد محمد .. الذى قلما يجود الزمان بمثله ..

وهذه الأغنية بالذات ( كم ناشد المختار ربه ) .. من الأغانى المحببة لى شخصياً ..

وأتذكر .. فى إحدى المرات .. حدث نقاش بينى وبين أحد الأصدقاء .. الذى يعشق إحدى المطربات .. وأخذ يعدد جماليات صوتها .. ويقول لى ( أن جواباتها متفردة ) ولا يستطيع أحد أن يأتى بجوابات مثلها ..

فكان ردى عليه بسيط .. إسمع سعاد محمد .. فى أغنية ( كم ناشد المختار ربه ) وخاصة فى الجزء الأخير من الأغنية ..

إستمع لجواباتها .. ونفسها الطويل فى أداء هذا المقطع بالذات ..

وتعالوا بنا نفند الأغنية بأضلاعها الثلاث ( الكلمات , الألحان , الغناء ) ..

إن عمنا عبد الفتاح مصطفى .. أراد أن يعبر عن موقف معين فى أخر الفيلم .. فلم يجد أحسن ولا أجمل من كلام الله .. وبما أن كلام الله لايجوز تلحينه مثل الأغانى .. فإنه إلتف حول المشكلة .. ووجد لها مخرجاً .. قام بكتابة خمس شطرات تعبر عن المعنى المقصود .. وشرح لنا فى إيجاز شديد .. مايريد توصيله من معانى ..

أما عمنا وأستاذنا عبد العظيم محمد .. فأعطانا جرعة مكثفة وشديدة الإيجاز فى كيفية البناء اللحنى لمثل هذه العبارات القصيرة ..

ويبدو أنه كان يعرف إمكانيات صوت سعاد محمد جيداً .. مما جعله يأخذ منها أقصى ماتستطيع أداؤه ..

تبدأ الأغنية بجملة موسيقية بنفس لحن الشطرة ( إنك لا تهدى الأحبة .. والله يهدى من يشاء ) .. نفس الجملة التى يكررها الكورس فيما بعد ..

إختار مقام الكرد ليبدأ منه اللحن .. وإختار إيضاً إيقاع ( السماعى الثقيل ) وهو إيقاع ميزانه ( 10 / 8 ) ويعتبر من الإيقاعات المركبة ..

وتغنى سعاد محمد ( كم ناشد المختار ربه ) من نفس المقام .. ولكن تبدأ من الدرجة الرابعة منه .. وفى نفس الوقت يتغير الإيقاع إلى ( الواحدة الكبيرة ) .. وهو إيقاع رباعى الميزان ..

إستمعوا إلى الرد الموسيقى بعد أن تغنى سعاد محمد هذه الشطرة .. إنه درس من دروس التلحين أو التأليف الموسيقى ..

كان الرد عبارة عن ثلاث حروف موسيقية .. ليست متجاورة .. وإنما يفصل بين كل حرف .. حرف ساكن .. وهو مايسمى بالأربيج .. ولكن هذه المرة جعله ( أربيج ) هابط .. أى إلى الأسفل ..

ثم نستمع إلى ( لكن وحى الله جاء ) .. نجده إستعمل حساس المقام .. وكأنه إنتقل للحجاز .. ولكننا نجد أنفسنا مازلنا فى الكرد ..

دليل على وجود خطة مرسومة للحن .. وليس مجرد لحن عشوائى وليد اللحظة ..

وبعدها نسمع منها ( إنك لا تهدى الأحبه والله يهدى من يشاء ) بلحن مختلف عما يردده الكورس ..

نسمع هذا المقطع بلحنين مختلفين .. مرة من الكرد .. أو على الأصح .. من الجنس الفرعى للكرد .. ومرة من الصبا .. بتحويلة بديعة تأخذ بالقلب والعقل معاً ..

ثم يبدأ الكورس فى أداء نفس المقطع بنفس لحن المقدمة الموسيقية ..

وبذلك يكون لدينا ثلاث ألحان لمقطع واحد ..

ويكرر الكورس المقطع .. إلى أن تردد معه سعاد محمد .. بصوتها السوبرانو الأوبرالى .. ونسمع الإمتداد والإطالة حتى ليخيل لنا أن نفسها إنقطع .. ولكنه لم ينقطع ..

إن هذه الشطرة بالذات .. تجعلنا نقف ونفكر .. إن عمنا عبد العظيم محمد .. إستخدم سلم المقام بأكمله .. بل إستخدم الأوكتاف كله .. أى سلم المقام زائد درجة صوتية زائدة ..

وتنتهى الأغنية .. ولكن عمنا عبد العظيم لم ينتهى .. فأعطانا نهاية معجزة .. لقد إستمرت الموسيقى معنا .. ولم تكتفى بالثمانى درجات .. وإنما تعدتها إلى الدرجة الخامسة بعد الجواب .. إعجاز مابعده إعجاز ..

أما سعاد محمد .. من أنا حتى أتكلم عن سعاد محمد .. سعاد محمد التى تصدت لأصعب الألحان .. ويكفى هذا اللحن .. وكذلك لحن ( أنا هويت ) لسيد درويش ..

إيمانيات
10/03/2009, 09h17
الدكتور العزيز عادل الغمراوي

الأخ محمد أبو مندور

المـُحلل الموسيقي الجهبز أبو حسام

يا ريتك كنت قعدت مع والدي قبل وفاته كنتم حتنسجموا جدا

كان رحمه الله يجلس معي بالساعات نتحدث عن الموسيقى

و عن ما أستخدمه في ألحان معينة لها ذكريات خاصة عنده

الحقيقة لا أخفيك سرا كنت أجلس معه مثل قرطاس اللب:mdr:

لا أفهم أيّ شيء مما يقوله خاصة عندما يدخل في تفصيلات

موسيقية شديدة التعقيد و مصطلحات متعددة مختلفة كنت أجد

نفسي مضطرة أحيان كثيرة أن يبدو على ملامح وجهي الفهم

حتى لا يملّ من الكلام معي ، فقط لأني كنت أحب مجالسته

و سماع صوته و هو يتحدث رحمه الله و موتانا جمعيا

بالنسبة للمتصوف الزاهد عبد الفتاح مصطفى فكان

من كتاب العشق الألهي هذا مصطلح إن جاز لنا إستخدامه

فلابد أن نستخدمه هنا مع هذا الششاعر المتفرد في صوفيته

أما بالنسبة للرائعة سعاد محمد ففعلا أبي كان يحفظ عن ظهر قلب

صوتها و قراراته و جواباته مثلما تفضلت أخي أبو حسام بذكره

فشدت في هذا اللحن كما لم تشدو من قبل (شفاها الله و عفاها)

يكفي أخوتي الكرام أن أذكر لكم أنني كنت أقول لأبي ربما المولى

يدخلك الجنة و نحن معك بسبب تلك الصدقات الجارية التي فعلتها

بتلحينك الأربع ألحان الأسطورية في فيلم الشيماء:emrose:

في لحن البداية بداية لفيلم عالمي يخاطب العالمين

في لحن يا محمد هداك الله للحن ملائكي التركيبة

في طلع البدر علينا وضعت أساس علمي سليم و تصور

رائع لأغنية أستقبل بها أهل الأنصار خاتم المرسلين

في مدينتهم يثرب و إستقبال مـُشرف لبداية إنطلاق

رسالة الإسلام للناس كافة حتى أخر الزمان.

أما النهاية تتفق مع ملحمية السيرة العطرة لسيد الخلق

و الختام مسكّ بكلمات مستوحاة من كتاب الله

جاء لحن النهاية يليق بختام عالمي لرسالة عالمية

عادل الغمراوى
13/03/2009, 13h03
أخوتى الأعزاء الكرام
أحب أن أضيف أن استخدام الكورس فى هذه الأغنية أضاف اليها جمالا و عمقا فأستشعر حينا أن الكورس يلعب دور الصدى لصوت سعاد محمد و حينا وبالذات فى نهاية الأغنية أنه ترديد جموع البشر لمعنى الآية الكريمة بشكل يملأ النفوس بالخشوع و الخضوع لله ولمشيئته سبحانه و تعالى. و كل ذلك يحسب للموسيقار الكبير عبد العظيم محمد و يحسب أيضا للكورس نفسه الذى كان منضبطا جدا و جميلا و معبرا فى أدائه.

إيمانيات
13/03/2009, 19h27
الدكتور عادل

أحب أوضح نقطتين الأولى أن الكورال كان الخاص بالأوبرا

نظرا لأهمية العمل بالنسبة لأبي و لأنه كان يهتم بالكورال

بشكل خاص( كان بيعصرهم عصر)

ثانيا لابد ألا نغفل دور المايسترو الكبير شعبان أبو السعد

الذي كان له بالغ الأثر في خروج الألحان بهذا الشكل الأوركسترالي