احمد حسين العلي
22/02/2009, 02h27
مظفر عبدالمجيد النواب شاعر عراق (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82)ي ينتمي باصوله القديمة إلى عائلة النواب التي ينتهي نسبها إلى الامام موسى الكاظم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%89_%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A7% D8%B8%D9%85). وهي أسرة ثرية مهتمة بالفن والأدب ولكن والده تعرض إلى هزة مالية أفقدته ثروته.
خلال ترحال أحد اجداده في الهند (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%87%D9%86%D8%AF) اصبح حاكماً لاحدى الولايات فيها.. قاوم الإنكليز لدى احتلالهم للهند فنفي افراد العائلة، خارج الهند فاختاروا العراق، وفي بغداد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D8%BA%D8%AF%D8%A7%D8%AF) ولد عام 1934 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1934)، اكمل دراسته الجامعية في كلية الآداب (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D9%84%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A2%D8%AF% D8%A7%D8%A8) ببغداد. وبعد انهيار النظام الملكي في العراق عام 1958 تم تعيينه مفتشاً فنياً بوزارة التربية في بغداد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D8%BA%D8%AF%D8%A7%D8%AF).
في عام 1963 اضطر لمغادرة العراق (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82)، بعد اشتداد التنافس بين القوميين (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D9%88%D9%85%D9%8A%D9%88%D9%86_%D8%B9%D8%B1% D8%A8) والشيوعيين (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B4%D9%8A%D9%88%D8%B9%D9%8A%D8%A9) الذين تعرضوا إلى الملاحقة والمراقبة الشديدة من قبل النظام الحاكم، فكان هروبه إلى الأهواز (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%87%D9%88%D8%A7%D8%B2) عن طريق البصرة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B5%D8%B1%D8%A9)، إلا ان المخابرات الإيرانية في تلك الأيام (السافاك (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D9%81%D8%A7%D9%83)) ألقت القبض عليه وهو في طريقه إلى روسيا (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A7) و سلمته إلى الأمن السياسي العراقي، فحكمت عليه المحكمة العسكرية هناك بالإعدام، إلا ان المساعي الحميدة التي بذلها أهله وأقاربه أدت إلى تخفيف الحكم القضائي إلى السجن المؤبد. وفي سجنه الصحراوي واسمه نقرة السلمان (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%86%D9%82%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9 %84%D8%B3%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%86&action=edit&redlink=1) القريب من الحدود السعودية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9)-العراقية، أمضى وراء القضبان مدة من الزمن ثم نقل إلى سجن (الحلة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%84%D8%A9)) الواقع جنوب بغداد.
في هذا السجن قام مظفر النواب ومجموعة من السجناء بحفر نفق من الزنزانة يؤدي إلى خارج أسوار السجن، وبعد هروبه المثير من السجن توارى عن الأنظار في بغداد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D8%BA%D8%AF%D8%A7%D8%AF)، وظل مختفياً فيها ثم توجه إلى الجنوب (الأهوار)، وعاش مع الفلاحين والبسطاء حوالي سنة. وفي عام 1969 صدر عفو عن المعارضين فرجع إلى سلك التعليم مرة ثانية. غادر بغداد إلى بيروت (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D9%8A%D8%B1%D9%88%D8%AA) في البداية، ومن ثم إلى دمشق (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AF%D9%85%D8%B4%D9%82)، وراح ينتقل بين العواصم العربية والأوروبية، واستقر به المقام أخيراً في دمشق (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AF%D9%85%D8%B4%D9%82).
نبتدأ بقصيدة جميلة للشاعر تزخر بالصور الجماليه والابداعيه ، يحلق فيها النواب متفردا في سماوات العشق
القصيدة اسمها وما هم .. ولكنه العشق
هامَ
لم يَدرِ
متى أطفأهُ الشوقُ
وأين احترقا !
سنَةٌ
ما بين كأسين
غفا
ثُمَّ صحا
واغتبقا ..
سقطت زهرةُ لوزٍ
عفة
في كأسه
أجمرت عيناه شوقاً
وتلظى شبقا
تركت من تاجها
في خمره
غيمة تغرقُ
فاستلَّ إليه الغرقا
تطرق الحانة
في أطرافه
حزناً
فإن حدَّق ،
صارت حَدقا ..
عرف الدنيا ،
طريقاً
بين كأسين ،
فشقّ الدمعُ في خديه منها ،
طُرُقا
صحبُهُ ناموا على أعناقهم
وغدوا
من طاولات الخمر
إلا رَمقا
وهو ينضُو
بين أعناق القناني ،
عُنُقا
وبعينيه
يلمُّ الغسقا
يدفع الكأسَ
لكفَّي خلّه
ربما ينشر
فالقنينة الكبرى
اشرأبَّت
والضُحى بالبابِ
رشَّ الحبقا ..
يا مويلاي !
على الصمت ،
نداماها ثقالاً غادروا
مِزقٌ تسحبُ منهم
مِزقا
أخذتهم طُرُقٌ ....
عادت سريعاً دونَهم
أين أخفتهم ؟!!!
وكيف البحث في الدهر؟!
وأين الملتقى ؟!!
بهجتي كانوا ...
فلما خَلَتْ الأيامُ من ضحكاتهم
ضحكت في عُبِّها ،
مما أناديهم بعُبي
فارغٌ قلبي وملأنٌ
بهم
وجديدٌ
رابني كم عَتُقا
أسمعْ القُبرة الصفراءَ
تنعاهم
تمطُّ الأفقا
والعصافيرُ على طاولة الخمرِ ،
فراقٌ ولقا
يتنهّلن بقايا خمرهم
ويُنفضن ،
الندى والألقا
لا تَمُت ! يا صاح !
مما خلت الحانةُ منهم
طارت الزهرة
في الريح ،
وظلّت عبقا
لا تمُت
لسنا قناني عرقٍ
فارغةٍ
يقذفها الدهرُ
بنا قد سكر الدهرُ ،
وقطرناه في كأس الليالي ،
عرقا .....
خلال ترحال أحد اجداده في الهند (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%87%D9%86%D8%AF) اصبح حاكماً لاحدى الولايات فيها.. قاوم الإنكليز لدى احتلالهم للهند فنفي افراد العائلة، خارج الهند فاختاروا العراق، وفي بغداد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D8%BA%D8%AF%D8%A7%D8%AF) ولد عام 1934 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1934)، اكمل دراسته الجامعية في كلية الآداب (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D9%84%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A2%D8%AF% D8%A7%D8%A8) ببغداد. وبعد انهيار النظام الملكي في العراق عام 1958 تم تعيينه مفتشاً فنياً بوزارة التربية في بغداد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D8%BA%D8%AF%D8%A7%D8%AF).
في عام 1963 اضطر لمغادرة العراق (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82)، بعد اشتداد التنافس بين القوميين (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D9%88%D9%85%D9%8A%D9%88%D9%86_%D8%B9%D8%B1% D8%A8) والشيوعيين (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B4%D9%8A%D9%88%D8%B9%D9%8A%D8%A9) الذين تعرضوا إلى الملاحقة والمراقبة الشديدة من قبل النظام الحاكم، فكان هروبه إلى الأهواز (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%87%D9%88%D8%A7%D8%B2) عن طريق البصرة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B5%D8%B1%D8%A9)، إلا ان المخابرات الإيرانية في تلك الأيام (السافاك (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D9%81%D8%A7%D9%83)) ألقت القبض عليه وهو في طريقه إلى روسيا (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A7) و سلمته إلى الأمن السياسي العراقي، فحكمت عليه المحكمة العسكرية هناك بالإعدام، إلا ان المساعي الحميدة التي بذلها أهله وأقاربه أدت إلى تخفيف الحكم القضائي إلى السجن المؤبد. وفي سجنه الصحراوي واسمه نقرة السلمان (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%86%D9%82%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9 %84%D8%B3%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%86&action=edit&redlink=1) القريب من الحدود السعودية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9)-العراقية، أمضى وراء القضبان مدة من الزمن ثم نقل إلى سجن (الحلة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%84%D8%A9)) الواقع جنوب بغداد.
في هذا السجن قام مظفر النواب ومجموعة من السجناء بحفر نفق من الزنزانة يؤدي إلى خارج أسوار السجن، وبعد هروبه المثير من السجن توارى عن الأنظار في بغداد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D8%BA%D8%AF%D8%A7%D8%AF)، وظل مختفياً فيها ثم توجه إلى الجنوب (الأهوار)، وعاش مع الفلاحين والبسطاء حوالي سنة. وفي عام 1969 صدر عفو عن المعارضين فرجع إلى سلك التعليم مرة ثانية. غادر بغداد إلى بيروت (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D9%8A%D8%B1%D9%88%D8%AA) في البداية، ومن ثم إلى دمشق (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AF%D9%85%D8%B4%D9%82)، وراح ينتقل بين العواصم العربية والأوروبية، واستقر به المقام أخيراً في دمشق (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AF%D9%85%D8%B4%D9%82).
نبتدأ بقصيدة جميلة للشاعر تزخر بالصور الجماليه والابداعيه ، يحلق فيها النواب متفردا في سماوات العشق
القصيدة اسمها وما هم .. ولكنه العشق
هامَ
لم يَدرِ
متى أطفأهُ الشوقُ
وأين احترقا !
سنَةٌ
ما بين كأسين
غفا
ثُمَّ صحا
واغتبقا ..
سقطت زهرةُ لوزٍ
عفة
في كأسه
أجمرت عيناه شوقاً
وتلظى شبقا
تركت من تاجها
في خمره
غيمة تغرقُ
فاستلَّ إليه الغرقا
تطرق الحانة
في أطرافه
حزناً
فإن حدَّق ،
صارت حَدقا ..
عرف الدنيا ،
طريقاً
بين كأسين ،
فشقّ الدمعُ في خديه منها ،
طُرُقا
صحبُهُ ناموا على أعناقهم
وغدوا
من طاولات الخمر
إلا رَمقا
وهو ينضُو
بين أعناق القناني ،
عُنُقا
وبعينيه
يلمُّ الغسقا
يدفع الكأسَ
لكفَّي خلّه
ربما ينشر
فالقنينة الكبرى
اشرأبَّت
والضُحى بالبابِ
رشَّ الحبقا ..
يا مويلاي !
على الصمت ،
نداماها ثقالاً غادروا
مِزقٌ تسحبُ منهم
مِزقا
أخذتهم طُرُقٌ ....
عادت سريعاً دونَهم
أين أخفتهم ؟!!!
وكيف البحث في الدهر؟!
وأين الملتقى ؟!!
بهجتي كانوا ...
فلما خَلَتْ الأيامُ من ضحكاتهم
ضحكت في عُبِّها ،
مما أناديهم بعُبي
فارغٌ قلبي وملأنٌ
بهم
وجديدٌ
رابني كم عَتُقا
أسمعْ القُبرة الصفراءَ
تنعاهم
تمطُّ الأفقا
والعصافيرُ على طاولة الخمرِ ،
فراقٌ ولقا
يتنهّلن بقايا خمرهم
ويُنفضن ،
الندى والألقا
لا تَمُت ! يا صاح !
مما خلت الحانةُ منهم
طارت الزهرة
في الريح ،
وظلّت عبقا
لا تمُت
لسنا قناني عرقٍ
فارغةٍ
يقذفها الدهرُ
بنا قد سكر الدهرُ ،
وقطرناه في كأس الليالي ،
عرقا .....