المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حتَّى عيونُكِ أصبَحَتْ بغدادي


ثروت سليم
20/02/2009, 17h02
حتَّى عيونكِ أصبحتْ بغدادي
*****
عُصفُورَةٌ حَطَّتْ بغُصـنِ فـؤادي


وبكُحلِ عينيهـا مَسَـاءُ بـلادي


حَطَّتْ على قلبي وزَقْزَقَ صَوْتُها


طربا فَحـنَّ لصَوْتِهـا إنشَـادي


نَثرتْ على وجهي عَبِيرَ حُروفِهَا


والحرفُ أصبحَ عُدَّتي وعتَـادي


الليلُ يحملُنـي لكُحـلِ عيونِهـا


ويُعيدُني فجـراً إلـى أمجـادي


والنَهرُ من عطشي أراهُ بثغرِهـا


والشَّوقُ زادي والحنينُ جَـوادي


فأرَى بَها( بغدادَ ) حينَ أضُمُهَـا


شَوْقَاً و(هارونُ الرشيدِ) يُنَـادي


وأرَى بها( الحَدْبَاءَ) تحكي قصتي


و(الأعظميَةَ ) مُلتقـى أجـدادي


وأرى بها نَهرَ الفُـرَات مُعانِقـاً


دِجلاهُ في شطِ العروبـةِ شـادي


وأرَى عيُونـاً للمهَـا ورُصَافـةًٍ


والجِسرَ والرُكنَ البديعَ الهـادي


كم ليلةٍ أَرْخَـتْ علَّـيَ ظِلالهَـا


وطَرِبْتُ منهـا جَـارةً للـوادي


يا مَنْ سَمَوْتِ عَنِ النِسَاءِ بشاعرٍ


حَمَلَ الربيـعَ وفَرْحَـةَ الأعيـادِ


وسَمَا بها عن كُل قَـوْلٍ فَاحِـشٍ


وتَصَّـورٍ فـي جُعْبَـةِ الحُسَّـادِ


أَعْلَنتُهَـا أنـي أُحبُـكِ دونَمـا


خجلٍ وفَـوقَ مَسَامِـعِ الأَشْهَـادِ


أنتِ( السَمَا )وبكُلِ حَرْفٍ قد نَمَـا


حُبٌ بهذي الـروحِ لا الأجسـادِ


دَافَعتِ عن قَلَمي الجَريء بعِـزةٍ


ووَقَفْـتِ للبَاغِيـن بالمـرصَـادِ


وَوَسَمْتِِني شَرفَاً فكُنْتِ حبيبتـي


لَمَّا تَحَـوَّلَ مـن أُحِـبُ لعـادي


وأَعَدْتِنِي العشرينَ حتَّى أصبحتْ


رُوحي مـع العُشَّـاقِ والزُهَّـادِ


ولقد نَسِيتُ الحُبَ مِنْ قيْسٍ ومِنْ


ليْلىَ فعادتْ ثوْرتـي وجهـادي


وتَبَغْدَدَتْ كُلُ الحُـروفِ بدَاخلـي


حَتَّى عيُونُكِ أَصْبَحَـتْ بَغْـدَادِي


ثروت سليم

سمعجى
20/02/2009, 22h04
الله الله

لا فـُضَّ فوك يا شاعِر ،،

هذه منابـِعُ شاعِر ٍ مُتـَمَرِّس ،،
و تلك قصيدة ٌ مُتكامِلة ، ليس بينها و ذائقةِ المُتـَلقي ،
مسافة أو حدود ،،
بناء متماسِك ( في ثوبِ بحرِ الكامِل )،،
عَذوبة في المعاني ،،
إشراقٌ في الصور ،،

مرحباً بك هنا يا شاعر :emrose:

ثروت سليم
20/02/2009, 22h33
الله الله

لا فـُضَّ فوك يا شاعِر ،،

هذه منابـِعُ شاعِر ٍ مُتـَمَرِّس ،،
و تلك قصيدة ٌ مُتكامِلة ، ليس بينها و ذائقةِ المُتـَلقي ،
مسافة أو حدود ،،
بناء متماسِك ( في ثوبِ بحرِ الكامِل )،،
عَذوبة في المعاني ،،
إشراقٌ في الصور ،،

مرحباً بك هنا يا شاعر :emrose:

أخي الحبيب :سمعجي
مساؤكَ ياسمين
سعادتي بكم أيها الأحباب وب (سماعي الرائع )
تحية لكم أخي الكريم
ولأختي (منال ) التي أرشدتني لهذا المنتدى الراقي
وتحية لمنتداكم العريق ولموسيقى الجمال في أرجائه
مع تقديري
ثــروت سليم
:emrose:

بلقيس الجنابي
21/02/2009, 03h18
حتَّى عيونكِ أصبحتْ بغدادي



*****

عُصفُورَةٌ حَطَّتْ بغُصـنِ فـؤادي


وبكُحلِ عينيهـا مَسَـاءُ بـلادي


حَطَّتْ على قلبي وزَقْزَقَ صَوْتُها


طربا فَحـنَّ لصَوْتِهـا إنشَـادي


نَثرتْ على وجهي عَبِيرَ حُروفِهَا


والحرفُ أصبحَ عُدَّتي وعتَـادي


الليلُ يحملُنـي لكُحـلِ عيونِهـا


ويُعيدُني فجـراً إلـى أمجـادي


والنَهرُ من عطشي أراهُ بثغرِهـا


والشَّوقُ زادي والحنينُ جَـوادي


فأرَى بَها( بغدادَ ) حينَ أضُمُهَـا


شَوْقَاً و(هارونُ الرشيدِ) يُنَـادي


وأرَى بها( الحَدْبَاءَ) تحكي قصتي


و(الأعظميَةَ ) مُلتقـى أجـدادي


وأرى بها نَهرَ الفُـرَات مُعانِقـاً


دِجلاهُ في شطِ العروبـةِ شـادي


وأرَى عيُونـاً للمهَـا ورُصَافـةًٍ


والجِسرَ والرُكنَ البديعَ الهـادي


كم ليلةٍ أَرْخَـتْ علَّـيَ ظِلالهَـا


وطَرِبْتُ منهـا جَـارةً للـوادي


يا مَنْ سَمَوْتِ عَنِ النِسَاءِ بشاعرٍ


حَمَلَ الربيـعَ وفَرْحَـةَ الأعيـادِ


وسَمَا بها عن كُل قَـوْلٍ فَاحِـشٍ


وتَصَّـورٍ فـي جُعْبَـةِ الحُسَّـادِ


أَعْلَنتُهَـا أنـي أُحبُـكِ دونَمـا


خجلٍ وفَـوقَ مَسَامِـعِ الأَشْهَـادِ


أنتِ( السَمَا )وبكُلِ حَرْفٍ قد نَمَـا


حُبٌ بهذي الـروحِ لا الأجسـادِ


دَافَعتِ عن قَلَمي الجَريء بعِـزةٍ


ووَقَفْـتِ للبَاغِيـن بالمـرصَـادِ


وَوَسَمْتِِني شَرفَاً فكُنْتِ حبيبتـي


لَمَّا تَحَـوَّلَ مـن أُحِـبُ لعـادي


وأَعَدْتِنِي العشرينَ حتَّى أصبحتْ


رُوحي مـع العُشَّـاقِ والزُهَّـادِ


ولقد نَسِيتُ الحُبَ مِنْ قيْسٍ ومِنْ


ليْلىَ فعادتْ ثوْرتـي وجهـادي


وتَبَغْدَدَتْ كُلُ الحُـروفِ بدَاخلـي


حَتَّى عيُونُكِ أَصْبَحَـتْ بَغْـدَادِي



ثروت سليم



وهذه أول مرة أمرُ على حرفك البهي وأضع فيه بصمتي واجهادي

أستاذنا ثروت سليم ,
شاعرنا الفَذَ
سلم لنا يراعك يالعزيز... قصيدتك تلك أعادتني لذكرى قصيدة كتبتها (لِعَيْنَيِّ بغداد)وكأن كلماتك جاءت مكملة لقصيدتي ..سبحانك رَبي

أقول فيها "

لِعَيْنَيِّ بغداد



ناديت في البين يا تغريبتي بيني
ويا ضروب الجفاْ حِنِّي لها .. ليني


ويا معلمتي في هجرها ابتعدي
ويا معلقتي في حبـــــــــــها حيني



(أرض السواد) و(غاب النخل) في مقلي
وفي سويداء قلبي في شــراييني



فيا طيوف الرؤى حُطِّي على هُدبي
وفي جفوني فهذا الكحـل يكفيني



أو احمليني على الأشواق طائرة
إن سال كحلي وفي بغداد حُطِّيني



عين العراق على كل العيون علت
فبلغيني بها أحلى الأفانين ِ



أو انثريني (بسامراء )أطيبة
روحي تحنُّ إليها( بنت عشرين)



بغداد ..بغداد يا أماه يا وطني
أشتاق ضمك لي .. بالله ضميني



أشتاق (للكرخ) (للمنصور) (للسمك ال
مسكوف) ناديت .. حالت غربتي دوني



أطعمت خبز الكرى لليل أرغفة
حتى يسامرني والهجـــــر يكويني



نظمت شوقي إلى بغداد أغنية
لعين بغداد غَنَّى السُّهد تلحيني


بعيدة..بَيْدَ مرآها يعاودني
نقوشها في ضلوعي بالتلاوين ِ


بغداد ..بغداد في ظعني و مرتحلي
بغداد زادي وماعوني وتمويني



ما حاجتي يا نــــوى للزاد أطلبه
ما دام بغداد تغذوني وتسقيني



مـــــا دام بغداد أنَّى كنت حاضرة
تلبَّستني وصارت كل تكويني



ما دامها جنتي أطيافها ظُلَلَــــــي
كل الجنان عداها شَوبُ سِجِّيِنِ



بغداد ..بغداد يا مهدي و مرتبعي
يا حضن أمي ويا نوني وتنويني



لا درَّ.. درَّ زمان بالشتات رمى
أفدي ثـــــــــرى تربة فيها يواريني


****
سيدي ثروت سليم ............ كنت ُ هنا في قمة الإمتاع ِ وشرف ٌ لي ولبغدادي أن نحضى بكلماتك َ الُمشرّفة وهذا الجمال ..في قمة الإبهار ِ

سَلِمت َ لنا يالعزيز:emrose:

ثروت سليم
21/02/2009, 20h09
نظمت شوقي إلى بغداد أغنية
لعين بغداد غَنَّى السُّهد تلحيني
بعيدة..بَيْدَ مرآها يعاودني
نقوشها في ضلوعي بالتلاوين
بلقيس الجنابي ِ
أبعد هذا جمالٌ ؟
إنهُ إكرامٌ وإنعام
ما أروعكِ أهنؤكِ على قصيدك الرائع الذي
الذي زان قصيدي بهاءً لأنه بصفحته
مع كل الوِدِ والوَرد
أخوكِ

منال
04/03/2009, 19h43
أستاذنا الفاضل الشاعر الرقراق

م.ثروت سليم

مساء النرجس والياسمين

قصيدة جميلة رقراقة حقا ، ولقد قرأتها سابقاً ، لكن لا نمل طرباً في المرور في أفياء هذا الجمال من خلال هذه القصيدة الرهيفة الشفافة ، وكنت محقاً عندما اخترها في أحد الحوارات لتكون هي أقرب النصوص إلى قلبك ، فهي حالة متكاملة من الحب والنقاء والصفاء والصدق إلى بغداد الحبيبة الغالية ، أبدعت يا شاعرنا في هذه الأسطورة المتدفقة بالبهاء والرقي والعذوبة ، ولا أملك إلا أن أسجل إعجابي بها ، ولا أجد ما أقوله بعد كلام شاعرنا الكريم كمال عبد الرحمن ، وشاعرتنا الأنيقة بلقيس الجنابي ،،

ولكن أسمح لي أن أنقل هنا ، ما قاله الأستاذ الشاعر الدكتور عبد الله حسين كراز ، عنها ، بهذه الرؤية النقدية التي قلت عنها في أحد حواراتك ، إنها أجمل ما قيل وقدم عن قصائدك ،،

الحبيب الشاعر الكبير ثروت سليم


كنت على يقين بأن يراع شاعريتك تسمو وتألق على عادتها، تعلمنا كيف يكون الحرف سلاحاً تعبيرياً وثورياً ضد كل أشكال النسيان والضياع والفقدان وضد حالة التشتت الوطني والقومي والتاريخي والحضاري لأمة العرب والمسلمين وتراثهم وعظمة شاوهم. هكذا نهضت القصيدة الأكثر تألقاً وحميميةً وتأثيراً على المتلقين من كل أصقاع العالم العربي - وأنا فرد منهم - ما جعلني أستوقف عند لحظات شعرية وشاعرية تحمل جماليات النص وتضاريسها من مجاز ورمزية وتصوير خلاّق وذي دلالات وإحالات وإشارات تعكس فكرة النص وتفاصيل تجربة الشاعر التي دججتها الأحاسيس الوطنية والدينية والتراثية والانتماء للمكان الذي أصبح في النص يتزيا بتضاريس أسطورية تأخذنا نحو عميق المعالم والدلالات الأكثر عروبيةً وولاءً وتحمساً وثوريةً والتي رسمها النص بطريقة متمكنة للحرف المموسق والكلمة المعبرة والتعبيرات ذات الدلالة التأثيرية معبقةً بأمكنة استحضرها الشاعر بتقنية فائقة وفنية سامقة لتكون خير دليل على التوحد مع المكان الذي تعرض للكارثة والتدمير والنسيان.

بدأ النص بعصفورة كونية سكنت قلب الشاعر منذ ولادتها، وكان توقها أن ترى الحرية في شخص الشاعر تبحث عن مكان أكثر استقراراً وحميميةً وحريةً، صوره الشاعر أسطورةً تحمل في طي جناحيها كل تفاصيل القصيدة وبؤرها الشاعرية والجمالية تحيكي تجربة الشاعر الصادقة والمدججة بسلاح الحرف وقوته ومنعته. ثم تتداعى كل صورة تتوالد من رحم الخبرة والتجربة مجسدة مشاعر الوطنية الصادقة والمخلصة التي تعتمل في الذات الشاعرة.

فأرَى بَها( بغدادَ ) حينَ أضُمُهَـا شَوْقَاً و(هارونُ الرشيدِ) يُنَـادي
وأرَى بها( الحَدْبَاءَ) تحكي قصتي و(الأعظميَّةَ ) مُلْتَقَـى أَجـدادي
وأرى بها نَهرَ الفُـرَات مُعانِقـاً دِجلاهُ في شطِ العروبـةِ شـادي

أسطرة للمكان وتشخيص جمالي مؤثر للأسماء على دلالاتها وأبعاد استحضارها في قصيدة ما زالت تروي تفاصيل الفكرة والتجربة بلغة جزلة وحبكة شعرية وشعورية مبنية على اساس متين من حركية اللغة والألفاظ وبطريقة تتألق شاعريةً وفنيةً وتأثيراً....

ما زال للحوار مع النص بقية................

دمت أخي ثروت بكل خير وألق

الليلُ يحملُنـي لكُحـلِ عيونِهـا ويُعيدُني فجـراً إلـى أمجـادي
كم ليلةٍ أَرْخَـتْ علَّـيَ ظِلَالهَـا وسَمِعْتُ منهـا جَـارةً للـوادي

وهنا يتواصل النص مع جمالياته التي بدأ بها بالعصفورة التي تحركت وطارت وسكنت واستراحت وتأنسنت، ليصبح التحول سمة نصية تغازل طبع الكتابة الشاعرية فالليالي أصبحت قوة مجسدةً لانتظرها أوامرها من أحد كان لترخي ظلالها الوارفة وذات الدلالات التي تتوافق مع روح النص وفكرته في البحث عن الذات المستقرة والمتوازنة، وفي الصورة هنا ترتسم معالم كون صغير يحتضن جارة الوادي ذات الوجه الجميل والتي تعني الكثير للشاعر في كسر الاغتراب وروتين الرومانسية تعيده إلى موطن أكبر من حجم الكون، فيه الفرات ودجلة وهارون الرشيد مستحضراً بعظمة تاريخه وصنائعه وشاهداً على ما آلت إليه حال الأمة ولكن بطريقته الخاصة التي تتفق مع تجربة الشاعر ذاتها، وفيه الأعظمية والحدباء وما يدور في أفلاكهما. كل هذا يأتي في خضم بحر من الصور المتزاحمة والمكثِّفة للمعنى والمغزى والقدرة على التلاعب بالمفردات بما يخدم لب َّ النص وأغراضه، في نصٍّ تتفق من بين ترائبه مشاعر الوفاء والولاء والانتماء والوطنية والرومانسية الخاصة والتي تنضوي تحت الذات الشاعرة الجمعية ولا تخفي على المتلقي جوهر صدق الشاعر و حميمية شعره.

ليتحول النص بطريقة فنية ودلالية باتجاه البحث عن أنيس من جنس البشر، وهذه المرة يلجأ الشاعر لذكر النساء كرديف لكل الأسماء التي اجترها النص من الذاكرة واستحضرها لتكون شاهدةً حية على سمو فكرته وإنسانية شاعريته، بعد أن كانت الطبيعة وأشياؤها تتسيد ذهن الشاعر وطقوس نصه، فيما انغمس الصوت الشاعري في تحولات طبيعية من الربيع وفرحة الأعياد بدلالات أسطورية وتحمل في طياتها الأمل الذي يتمنى تحقيقه الشاعر في عيش رغيد يسمو فوق الحقد والغيرة والفساد والضرر والضرار:

يا مَنْ سَمَوْتِ عَنِ النِسَاءِ بشاعرٍ حَمَلَ الربيـعَ وفَرْحَـةَ الأعيـادِ
وسَمَا بها عن كُل قَـوْلٍ فَاحِـشٍ وتَصَّـورٍ فـي جُعْبَـةِ الحُسَّـادِ

ثم يعلن الشاعر وبنبرة رومانسية لا تقل جمالاً عن النبرة الأولى عن رغبته الأكثر اشتعالاً في التواصل مع محبوبته ذات الطقوس الإنسانية والكونية وبشكل علني لا خوف عليه من أحد لأنه صاحب الحق في هذا الحب، طالما كانت الحبيبة ترتدي زي "السما" و"الأعظمية" و"ضفتي الفرات ودجلة على عذب مياههما وما يقع بين هذا وذاك من حركية التصوير الدال على مشاعر صادقة المنشأ وتنهض مثل نخل لا ينحني لأحد:
أَعْلَنتُهَـا أنـي أُحبُـكِ دونَـمـا
خَجَلٍ وفَـوقَ مَسَامِـعِ الأَشْهَـادِ
أنتِ( السَمَا )وبكُلِ حَرْفٍ قد نَمَا
حُبٌ بهذي الـروحِ لا الأجسـادِ

والشاعر لا يستسلم ولا ينحني مثل شجر النخيل السامق في عنان السماء، مستحضراً أسطورة ليلى وقيس مستلهماً دلالاتها ومغازيها كي تلخص تاريخاً من الحب وآخر من الانتماء للوطن وثالث للمكان الذي تحول لإنسان يتحرك في النص ومن بؤرة إلى أخرى كأننا نرى الأمكنة ذاتها تحملنا حيث يريد الشاعر وأناه التي عشقت بغداد على حرارتها و حرّها وسخونتها وبردها وثلجها وصقيعها، وهو ما جعلنا نتوحد مع الشاعر وأناه ونتماهى مع كل إنسان يعشق الحرية والمكان والزمان الوطنيين، لنصبح في علاقة أكثر حميميةً وحرارةً مع التاريخ والتراث والحضارة المتجسدة كلها في رمز اسم المكان، وهو هنا بغداد بكل ما تعني بغداد من كنز تراثي وأدبي وحضاري وإنساني حتى في ظل القهر والمعاناة :

ولقد نَسِيتُ الحُبَ مِنْ قيْسٍ ومِـنْ ليْلىَ فعادتْ ثوْرتـي وجهـادي
وتَبَغْدَدَتْ كُلُ الحُروفِ بدَاخلـي حَتَّى عيُونُكِ أَصْبَحَـتْ بَغْـدَادِي


عظيم أنت شاعرنا المعلم الكبير ثروت سليم ترسم لنا لوحة أقرب لجدارية بحجم العراق وكل أمكنته ومدنه وقراه ومحافظاته، جاعلاً مل كل منها أسطورة مكانية تحمل عبق التاريخ والتراث والحضارة. لوحة ارتسمت الحروف فيها من لغة جزلة راقت لقلب المتلقي وتلوين بالصور الأكثر حركيةً وضبطاً وبنفس وتيرة المكاني والزماني، حين يصبح كلُّ مكان مملكة يفترشها النص لأصحابه، وجاء النص فصيحاً معبراً وأكثف في الدلالات والإشارات الرمزية التي تعزز الفكرة وتسمو بالمغزى وتؤكد صدق القول والتعبير والصياغة، الكل المتوافق مع البديع والبليغ ما أعطى فكرةً عن ثقافة الشاعر وشاعريته ومعرفته وقدراته على الصياغة والتدليل والتعبير، فالمعرفة قوة الشاعر كما هي للمتلقي والقارئ.

دمت أخي الشاعر ثروت سليم حياً شامخاً بانتمائك وولائك وصدق أصلك ومتانة رباطك بالأرض والمكان رباطة خالدةً وأبديةً.

تحياتي



د. عبدالله حسين كراز



مع خالص التقدير والإحترام

تلميذتك
منال

ثروت سليم
04/03/2009, 21h25
الغالية : منال
غمرني جمالُ رقيكِ بإضافة رد الناقد الكبير
أستاذنا د. عبد الله كراز
شكرا لكرمكِ الكبير
لا حرمني اللهُ منك يا أميرة الحرف الجميل
لكِ تقديري وامتناني
وهذه :emrose:لكِ مع كل الوِد

يوسف أبوسالم
05/03/2009, 00h43
صديقي وشاعرنا الكبير
ثروت سليم
مساؤك ناعورة شامية
تُسقى من خرير النيل

لقصائدك أخي ثروت نكهة خاصة
أشعر أنني حين أقرأها حتى وإن كتبت
لبغداد الحبيبة
لكنها مدموغة بطمي النيل
وملونة بشمس أصيلهْ
وتطلّ دوما من ذرى الهرم الأكبر
القابع أبدا في حراسة أبي الهول
قصائدك ...وهي تحلق يمطر الغمام
ويطلق المدى حولها أسرابا من يمام
مغسولة بصبا الإسكندرية
ومسمرة الوجه من شمس أسوان
فكيف وهي تكتب لبغداد
هناك يمتزج الممكن بالمطلق
ويلتقي النيل بأصالته بالفراتين بشموخهما
فينشدان معا بوحا عبقريا يدوي في الآفاق
ما أشد متعتي بما قرأت
وما أكثرني حين أعدت القراءة مرات ومرات
سلم المبدع
وسلم الإبداع