قرنيت قرنيت
19/02/2009, 09h10
الطرب الحجازي
منذ أقيمت المملكة العربية السعودية و ضم الحجاز إليها أصبح الحجاز نقطة في طرف دائرة, طوي تراثه الاجتماعي و الديموغرافي و المعماري و الحضاري و الإنساني وبطبيعة الحال و الموسيقي.
الموسيقي لم يطو..... قتل..... التوجه المذهبي للحكومة السعودية يحرم الموسيقى عزفا و غناء و حتى حداء.
أصبح الطرب يمارس في الأقبية و الآلات الموسيقية من الموبقات فحرب المخدرات في وقتنا الحاضر أهون من حرب الفن فيما سبق.
بقي أهل الحجاز محافظين جهد طاقتهم على فنهم خوفا عليه من الفناء و كانت له مجالس و سميعة على درجة عالية من الرقي حتى أنه كان يصعب على غير المتمكن من ممارسته في أي مجلس فالجميع عارفين بالمقامات و مسالك التنقل من مقام الى مقام و يملكون آذان على درجة عالية من التحسس تفرز النشاز مهما كان خفيا و كان للطرب شيوخ يؤخذ عنهم ولا يسمح لمن لم يعتمد من شيوخ الطرب بالدخول فيه,
دارت الأيام دورتها وتبدل الحال و فاض المال فتحول الطرب الى طرب (خليجي) لم يسبق قبل 100 عام من الآن وجود طرب بهذا المسمى,
تحول الطرب الى خليط من الهندي و الفارسي و اختلط بالفن اليماني والعماني و العراقي الأصيل ونتج عن ذلك الخليط مسخ سمي بالطرب الخليجي غير أن كان هناك مطربون على درجة عالية من الجودة كضاحي بن الوليد وهو يهودي عراقي و عبدالله فضالة و عبدالله أحمد و محمد زويد وغيرهم حافظوا على نقاء الفن الذي تمركز في الخليج.
خرج الطرب الحجازي مرة أخرى ولكن خلط بما أسميته (البترو طرب) و أصبح القلة من يعرف الطرب الحجازي الأصيل و اندثرت الأسماء وكاد يطويها النسيان.
لما أني من بيت علم وبن فقيه شافعي ولكنه بيت لا يحرم الطرب الجميل البعيد عن الإسفاف و يتردد بين أرجائه صوت الأناشيد النبوية على سيدي رسول الله وسائر الأنبياء والرسل أزكى صلاة وسلام.
ولما أني نشأت في هذه البيئة ودرست العزف الكمان ودرستها على يد الأستاذ أحمد سليمان شقيق الأستاذ محمد على سليمان والد الفنانة أنغام حيث كان قائد الفرقة الوترية في موسيقى الجيش السعودي و جاد علي الزمن بالتعرف على كثير من كبار فناني مصر و الشام واليمن وكنت أمارس العزف هواية لا عملا و وجدت أن من واجبي إثبات أسماء الفنانين في الحجاز طوال السنوات التي طمر فيها الفن فقد قمت بتأليف كتاب أسميته رجال الطرب الحجازي في الثمانين عاما الأخيرة أثبت فيه كل الأسماء و هو الآن تحت المعاينة في وزارة الإعلام لأخذ السماح بطبعه و سأزودكم بنسخة منه متى طبع إنشاء الله.
بهذه المناسبة وكمثال على سلب اسم الطرب الحجازي وتحويله الى خليجي أذكر أن الصديق بليغ حمدي أخذ مازورتين من التراث الحجازي ووضعها مقدمة لأغنية للسيدة أم كلثوم رحم الله موتانا و هي (الحب كله) وقال في تصريح له أنها من التراث الخليجي مما أصابني بصدمة كبيرة فكتبت له أعاتبه ثم اتصلت به و انا مغضب فرد كعادته (ماشي حالك يابني) فقلت (لأ... مش حمشي) فضحك .... والمقطع التراثي تقول كلماته :
عشقته و لا لي في المقادير حيله****** أحبه ولا أسلاه.
رحم الله الفن وزمان الفن فلقد اختلط الحابل بالنابل وعاتبت نفسي مرة و قلت... تبكي على الفن؟ ابكي على الأخلاق أولا.
الله المستعان.
عبدالرحمن اللهبي
قرنيت قرنيت
منذ أقيمت المملكة العربية السعودية و ضم الحجاز إليها أصبح الحجاز نقطة في طرف دائرة, طوي تراثه الاجتماعي و الديموغرافي و المعماري و الحضاري و الإنساني وبطبيعة الحال و الموسيقي.
الموسيقي لم يطو..... قتل..... التوجه المذهبي للحكومة السعودية يحرم الموسيقى عزفا و غناء و حتى حداء.
أصبح الطرب يمارس في الأقبية و الآلات الموسيقية من الموبقات فحرب المخدرات في وقتنا الحاضر أهون من حرب الفن فيما سبق.
بقي أهل الحجاز محافظين جهد طاقتهم على فنهم خوفا عليه من الفناء و كانت له مجالس و سميعة على درجة عالية من الرقي حتى أنه كان يصعب على غير المتمكن من ممارسته في أي مجلس فالجميع عارفين بالمقامات و مسالك التنقل من مقام الى مقام و يملكون آذان على درجة عالية من التحسس تفرز النشاز مهما كان خفيا و كان للطرب شيوخ يؤخذ عنهم ولا يسمح لمن لم يعتمد من شيوخ الطرب بالدخول فيه,
دارت الأيام دورتها وتبدل الحال و فاض المال فتحول الطرب الى طرب (خليجي) لم يسبق قبل 100 عام من الآن وجود طرب بهذا المسمى,
تحول الطرب الى خليط من الهندي و الفارسي و اختلط بالفن اليماني والعماني و العراقي الأصيل ونتج عن ذلك الخليط مسخ سمي بالطرب الخليجي غير أن كان هناك مطربون على درجة عالية من الجودة كضاحي بن الوليد وهو يهودي عراقي و عبدالله فضالة و عبدالله أحمد و محمد زويد وغيرهم حافظوا على نقاء الفن الذي تمركز في الخليج.
خرج الطرب الحجازي مرة أخرى ولكن خلط بما أسميته (البترو طرب) و أصبح القلة من يعرف الطرب الحجازي الأصيل و اندثرت الأسماء وكاد يطويها النسيان.
لما أني من بيت علم وبن فقيه شافعي ولكنه بيت لا يحرم الطرب الجميل البعيد عن الإسفاف و يتردد بين أرجائه صوت الأناشيد النبوية على سيدي رسول الله وسائر الأنبياء والرسل أزكى صلاة وسلام.
ولما أني نشأت في هذه البيئة ودرست العزف الكمان ودرستها على يد الأستاذ أحمد سليمان شقيق الأستاذ محمد على سليمان والد الفنانة أنغام حيث كان قائد الفرقة الوترية في موسيقى الجيش السعودي و جاد علي الزمن بالتعرف على كثير من كبار فناني مصر و الشام واليمن وكنت أمارس العزف هواية لا عملا و وجدت أن من واجبي إثبات أسماء الفنانين في الحجاز طوال السنوات التي طمر فيها الفن فقد قمت بتأليف كتاب أسميته رجال الطرب الحجازي في الثمانين عاما الأخيرة أثبت فيه كل الأسماء و هو الآن تحت المعاينة في وزارة الإعلام لأخذ السماح بطبعه و سأزودكم بنسخة منه متى طبع إنشاء الله.
بهذه المناسبة وكمثال على سلب اسم الطرب الحجازي وتحويله الى خليجي أذكر أن الصديق بليغ حمدي أخذ مازورتين من التراث الحجازي ووضعها مقدمة لأغنية للسيدة أم كلثوم رحم الله موتانا و هي (الحب كله) وقال في تصريح له أنها من التراث الخليجي مما أصابني بصدمة كبيرة فكتبت له أعاتبه ثم اتصلت به و انا مغضب فرد كعادته (ماشي حالك يابني) فقلت (لأ... مش حمشي) فضحك .... والمقطع التراثي تقول كلماته :
عشقته و لا لي في المقادير حيله****** أحبه ولا أسلاه.
رحم الله الفن وزمان الفن فلقد اختلط الحابل بالنابل وعاتبت نفسي مرة و قلت... تبكي على الفن؟ ابكي على الأخلاق أولا.
الله المستعان.
عبدالرحمن اللهبي
قرنيت قرنيت