المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عبد الفتاح سكر


حماد مزيد
17/02/2009, 15h20
عبد الفتاح سكر :

- ملحن وعازف كنترباس سوري .
- ولد في دمشق في حي الصالحية .
- كان ابوه عازف عود وله فرقة موسيقية (فرقة سالم سكر)
- سافر الى فلسطين لدخول الامتحان في اذاعة القدس و نجح في الامتحان .
- رافق فهد بلان في البلاد العربية لمدة خمسة عشر عاما ، حيث لحن لفهد بلان اجمل الالحان ،وكان عازفا في الفرق على الة الكنترباص .
- سافر الى مصر عام 1960 بدعوة من محمد حسن الشجاعي .
كان يحب المسرح الاستعراضي ، ويرفض الاغراءات المادية .
-اغنية (جس الطبيب ليى نبضي) فولكلور يمني طوره عبدالفتاح سكر .

----------------------------------------------------------------------

المصدر / تدوين من حلقة (حكواتي الفن )للفنان رفيق سبيعي من اذاعة دمشق يوم الاربعاء الموافق 26 / 10 /1994

صلاح السويفي
12/11/2009, 21h15
عبد الفتاح سكر
دمشق 1927 - 2008


يصح تسمية الفنان عبد الفتاح سكر بفنان الأغنية الشعبية الدارجة، إذ استطاع من وراء أغانيه التي أعطاها لمطربين سوريين لم يكونوا معروفين قبلاً أن يجعل منهم نجوماً مرموقين على مستوى الوطن العربي، ولكن هؤلاء ـكما يبدوـ لم يقدِّروا ما فعلت ألحانه لهم، فلووا أعناقهم عنه ليرتعوا بعض الوقت في أضواء الشهرة التي أتاحتها لهم تلك الألحان، حتى إذا تبددت الأضواء، وزال مفعول الإبهار لدى الناس، ومادت الأرض الفنية الهشة تحت أقدامهم، وجدوا أنفسهم يجترون الماضي، ويرغبون بعودة حقيقية إلى صانع الألحان الذي رفعهم، بعد أن أعياهم البحث عن بديل يعرف كيف يتعامل مع قدراتهم البسيطة التي يملكون.
وعبد الفتاح سكر الذي اعتاد الألم مذ كان يختلس عود أبيه ليجرب عليه موهبته التي تفتحت على أغاني سرد درويش، تعامل مع ناكري الجميل الذين خذلوه كفنان أصيل، إذ لم يحاول مرة واحدة العودة إلى الماضي، لأنه يعرف تماماً بأن الماضي أصبح تاريخاً، وأن التاريخ مهما حاول أن يكذب، فلا يمكنه أن ينسب ألحانه الشائعة من أمثال «لأركب حدك يا الموتور» و«جس الطبيب» و«بنات المكلا» إلى غيره.
ولد عبد الفتاح سكر عام 1927، في أسرة كلفة بالفن في حي الميدان الدمشقي العريق. وكان عليه، وعلى أخيه عازف الكمان وهيب سكر، أن يقاوما تقاليد آل سكر الصارمة تجاه الفن، فلم يتمكنا من ذلك، إلا عندما صلب عودهما، وقررا أن يرسما مستقبلهما بعيداً عن سيطرة الأسرة وسطوتها.
يمكن اعتبار عام 1946 عام التحول في حياة عبد الفتاح سكر الفنية، ففي تلك السنة يمم وجهه شطر الأردن في عمل تجاري، وهنالك استمع إليه مصادفة مطرب الإذاعة الفلسطينية مصطفى المحتسب وهو يغني لحن محمد القصبجي الصعب «يا طيور» المعروف بصوت أسمهان فأعجب به وسأله فيما إذا كان على استعداد لاحتراف الغناء، وكان هذا أقصى ما يتمناه الفنان الشاب، فأجابه بالإيجاب، وبعد أيام على ذلك، تلقى دعوة رسمية من إذاعة القدس للمثول أمام اللجنة الفاحصة التي يرجع إليها اختيار المطربين من الهواة. وهكذا، سافر إلى القدس، ومثل أمام اللجنة الفاحصة المكونة من عازف الكمان المعروف فاضل الشوا شقيق العازف الكبير الملقب بأمير الكمان سامي الشوا والمطرب الشهير روحي الخماش والموسيقي القدير يحيى السعودي وغنى أمامها أغنية محمد عبد الوهاب الشهيرة «يا ورد من يشتريك» التي تتطلب براعة خاصة في الأداء، فنجح بتفوق، ليغدو بين ليلة وضحاها مطرباً في إذاعة القدس براتب شهري لا يزيد عن اثني عشر جنيهاً.
لم يكن عبد الفتاح سكر يقدر، وهو الذي توجه إلى الأردن ليبدأ حياته فيها كتاجر صغير أن يصبح مطرباً، ولم يكد يرتاح لأحلامه وآماله التي بناها على عمله كمطرب محترف، حتى وجد نفسه في صبيحة أحد أيام شهر أيار من عام 1948 محمولاً مع بضعة عشر رجلاً في عربة بريطانية مصفحة، توجهت بهم إلى جسر اللنبي فألقت بهم هناك بعد أن أفهمهم الضابط البريطاني المسؤول بأن عليهم العودة من حيث أتوا. كانت المسألة الفلسطينية في أوج احتدامها، وقرار التقسيم الذي صدر عن هيئة الأمم المتحدة بتكوين دولتين في فلسطين، وتحديد موعد لانسحاب القوات البريطانية من فلسطين، هو السبب الذي دفع السلطة البريطانية إلى طرد كل العرب من غير الفلسطينيين إلى أقرب نقطة للحدود، وكان عبد الفتاح سكر واحداً من هؤلاء.
هكذا عاد أدراجه إلى عمان ومنها انتقل إلى دمشق ليبدأ حياته الفنية في إذاعة دمشق من نقطة الصفر، ليصافح صوته من وراء ميكروفونها المستمعين من خلال عدد من الأغاني التي سبق له وغناها من إذاعة القدس، كأغنية «إن كنت ناسي» وأغنية «شدو البلابل على الغصون». الموسيقار الراحل شفيق شبيب الذي كان يشغل منصب رئيس الدائرة الموسيقية بالإضافة إلى عمله كمشرف عام، أعجب بألحانه، فاستدعاه ذات يوم وعرض عليه أن يلحن نصاً بعنوان «غنيلي يا بلبل» من نظم الشاعر عمر حلبي للمطربة كروان وحاول عبد الفتاح سكر الاعتراض، لأنه لم يسبق أن لحن لغيره، ولكن شفيق شبيب أصر على ذلك بما يشبه الأمر. وغنت كروان اللحن، ونجحت الأغنية، ليصنف عبد الفتاح سكر بعدها في عداد الملحنين.
وانهالت الفرص أمامه، إذ شارك في العام 1951 المطربة فيروز ببعض الاسكتشات، وكان أبرز تلك الاسكتشات التي شارك فيها هو «أغنية الحصاد». الفنان الشعبي حكمت محسن الذي كتب مسلسلاً شعبياً من ثلاثين حلقة احتاج إلى موسيقي يترجم المشاهد موسيقياً، ويقوم بتلحين بعض الأغاني التي تضمنها المسلسل الذي اضطلع ببطولته كل من حكمت محسن (أبو رشدو)، وفهد كعيكاتي (أبو فهمي)، وأنور البابا (أم كامل)، وغيرهم، فلم يجد أمامه سوى عبد الفتاح سكر الذي كان متعمقاً بالحياة الشعبية الدمشقية القديمة. وكان المسلسل بعنوان «السندباد البحري». لقد أذيع المسلسل في شهر رمضان من عام 1952 ونال شعبية كبيرة، وبخاصة الأغاني والموسيقا التي لفتت الأنظار إلى الفنان الذي كان يتقدم من وراء ألحانه بخطوات واثقة.
في العام 1954 ولأسباب غير معروفة، نقل عبد الفتاح سكر إلى إذاعة حلب، وهناك مارس نشاطه الفني دون أن يتذمر أو أن يعرف أسباب هذا النقل المجحف بحقه، وفي تلك الأثناء تقرر الاحتفال رسمياً بجر مياه الفرات إلى حلب، فطُلب منه التحضير لحفل غنائي كبير، ليقدم بهذه المناسبة أمام رئيس الجمهورية المرحوم شكري القوتلي الذي سيدشن رسمياً «جر مياه الفرات إلى حلب» وكان يرافق رئيس الجمهورية بالإضافة إلى الشخصيات الرسمية، راعي الفنانين والزعيم الوطني الراحل فخري البارودي الذي نظم خصيصاً لهذه المناسبة بعض الأغنيات الزجلية منها أغنية «يا أهل الحي اجتنا المي». ونجح المهرجان الغنائي نجاحاً متميزاً جعل رئيس الجمهورية يطلب عبد الفتاح سكر ليهنئه على جهوده. وخلال هذا اللقاء، وبمبادرة من فخري البارودي اطلع الرئيس على تظلم عبد الفتاح سكر، فاستاء وطلب منه مرافقة الوفد الذي يصحبه إلى دمشق، ثم أمر بعودته للعمل في إذاعة دمشق إذا لم يكن قد نقل منها لأسباب تخل بواجبات الوظيفة التي يشغلها.

الأغنية الشعبية الدارجة:

اكتشف عبد الفتاح سكر بعد هذا الفيض من الألحان، بأنه خلق للأغنية الشعبية دون سواها، ومن هنا انصرف إلى معالجتها ليضعها في المكانة اللائقة بها، واكتشافه هذا لم يأت عفواً، وإنما نتيجة لمعايشته منذ طفولته لألحان سيد درويش من جهة، وللألحان الشعبية السورية التي أحياها الفنان الراحل مصطفى هلال من جهة ثانية، ولمراقبته الفعالة وبإحساس قوي للألحان الشعبية الدارجة التي كان يضعها بعفوية صادقة بين الحين والآخر الفنان الراحل عبد الغني الشيخ. ورغم اكتشافه لكل هذا، كان يتوق لأن يضع أغنية شعبية جديدة تهز المشاعر من الأعماق. وواتته الفرصة عند قيام الوحدة بين القطرين العربيين مصر وسورية في شباط عام 1958، فأعطى لحنه الشهير الجميل للأغنية التي نظمها أنور البابا بعنوان «زغرودة الوحدة» أو «أوها تمت الوحدة». صاغ عبد الفتاح سكر هذه الأغنية في لوحة غنائية تعبر عن الفرح الكبير لقيام ذلك الحدث العظيم في تاريخ العرب الحديث.
كانت الوحدة حافزاً له للإنتاج، إذ بعد «زغرودة الوحدة» لحن للمطرب الشعبي معن دندشي أغنية «بالضيعة اصحينا بكير» وللمطربة المصرية هيام عبد العزيز أغنية «هذا اليوم المشهود». أدى نجاح هذه الأغنيات التي حققت شعبية في الإقليمين إلى استضافة عبد الفتاح سكر في حفلات أضواء المدينة التي كان يعدها المذيع المصري المشهور جلال معوض، فقدم من خلال تلك الحفلات التي أقيمت تباعاً في القاهرة ودمشق وحلب لوحة «أوها تمت الوحدة» التي تجاوب الناس معها، وكانت حافزاً له لإعطاء المزيد. وفي العام 1960 وبعد دراسة مستفيضة مع المطرب الناشئ آنذاك فهد بلان لأغاني جبل العرب الشعبية، ولد لحنه الشعبي الشهير «لأركب حدك يا الموتور» الذي غناه فهد بلان وحقق من ورائه جماهيرية واسعة، ثم أعقبها بألحان لا تقل قوة منها قصيدة يزيد بن معاوية «جس الطبيب لي يدي» التي قام بتعديل أبياتها شاكر بريخان لتغدو «جس الطبيب لي نبضي» فأضاءت على الحياة الموسيقية كأغنية متفردة نظماً ولحناً، وأغنية «يا بنات المكلا» ذات الخصوصية اليمنية، وأغنية «شفتا أنا شفتا» (أي شفتها)، وهاتان الأغنيتان لم تبلغا ما بلغته أغنية «جس الطبيب»، وكل هذه الأغاني سجلت كمجموعة واحدة على اسطوانات شركة بيضا فون.
بعد هذا النجاح الكبير للألحان التي أعطاها للمطرب فهد بلان الذي وصل إلى قمة الشهرة بفضلها، استقال عبد الفتاح سكر من عمله في الإذاعة السورية عام 1962، ليشكل مع فهد بلان ثنائياً فنياً أخذ يجوب أقطار الوطن العربي، ويحصد النجاح تلو النجاح في لبنان والعراق وتونس والجزائر وليبيا والمغرب وإمارات الخليج العربي. ومن هذه الرحلات ولد العديد من الأغنيات الشعبية الجميلة، «تحت التفاحة»، و«يا عيني لا تدمعي»، و«هالأكحل العينين»، و«يا سالمة»، و«يا ساحر العينين»، و«واشرح لها». وتعتبر أغنية «يا ساحر العينين» من أجمل الأغنيات الشعبية العاطفية الدارجة، إلى جانب أغنية «واشرح لها» ذات الإيقاع الديناميكي الحار.
وبعد هذا النشاط الحافل، عاد الثنائي إلى دمشق من جديد ليرتاح من عناء ووعثاء السفر الطويل. في العام 1965 اتصل به الفنان الناشئ آنذاك موفق بهجت وكنيته بعيرة، طالباً العمل معه، وهكذا ولدت ألحان «بابوري رايح»، و«يا صبحة، و«تعا جاي»، وكل هذه الألحان لم ترتقِ إلى ألحانه لفهد بلان. ورغم هذا تمكن من الانطلاق بالفنان الناشئ موفق بهجت واستطاع تقديمه في العام 1966 في حفلات أضواء المدينة التي احتل فيها مع المطرب فهد بلان الذي أصبح شهيراً جداً في الساحة الفنية، إلى حين.
عاد عبد الفتاح سكر ثانية إلى دمشق في نهاية العام 1966، وعكف على تلحين مجموعة جديدة من الأغاني التي اتسمت بشخصيته، وعندما اندلعت حرب حزيران عام 1967 لم يقف تجاه الحدث الفاجع مكتوف اليدين فلحن أغنيته الوطنية الشهيرة «صح يا رجال» التي غدت على كل لسان. أخذت العلاقة بين الثنائي عبد الفتاح سكر وفهد بلان تتفكك عراها مذ قرر هذا الأخير الاستقرار في مصر، والتخلي عن الغناء الشعبي إلى الغناء الذي اشتهرت به المدرسة المصرية. وأدرك عبد الفتاح سكر ماهية المنزلق الذي سينزلق إليه فهد بلان فنصحه، وبيّن له أن قدراته الفنية لا يمكن أن تستقيم إلا في الغناء الشعبي الذي يجيده. ولكن فهد بلان، الذي كان غارقاً حتى أذنيه بحب الممثلة المعروفة مريم فخر الدين وينوي الزواج منها، صمَّ أذنيه عن كل نصح، ضارباً بالصداقة عرض الحائط. وهكذا افترق الصديقان في العام 1969 بعد أن تركا بصمة واضحة المعالم في الحياة الموسيقية طوال العشر سنوات التي أمضياها معاً والتي حفلت بنشاط فني ثري لا يمكن التغاضي عنه. وصح ما توقعه عبد الفتاح سكر، فالأغاني التي لحنها له مشاهير الملحنين المصريين عجلت بدفن أسلوبه الذي عرف عنه في الغناء، والتجديد الذي حلم به من وراء الفنان بليغ حمدي لم تفلح ثماره، ولولا لحن فريد الأطرش اليتيم له «ما قدرش على كده» لغاب فهد بلان نهائياً عن الساحة الفنية المصرية.
عاد عبد الفتاح سكر إلى دمشق في العام 1970 ليتابع نشاطه الفني، وفي تلك الفترة القلقة من حياته التي سببها انفصاله عن فهد بلان، أسند إليه الفنان الكبير دريد لحام تلحين مسلسلاته التلفزيونية موسيقياً وغنائياً، وأبرز تلك المسلسلات «صح النوم»، و«وين الغلط»، و«وادي المسك»، كذلك لحن له مسرحيته الشهيرة «ضيعة تشرين» التي ذهب تأثيرها بعيداً في الحياة الفنية الهادفة.
لم يوقِف عبد الفتاح سكر نشاطه على الأعمال التلفزيونية والمسرحية، ففي العام 1972 قدّم للجمهور مطرباً ناشئاً قدم من شرق القطر العربي السوري هو المطرب الشعبي ذياب مشهور الذي غنى له أغنيتين شاعتا كثيراً «يا بوردين» و«فوق عيني». وفي العام 1973 قدم فناناً آخر هو المطرب فؤاد غازي الذي غنى له العديد من ألحانه مثل «لازرعلك بستان ورود» و«ما ودعوني»، إلى جانب العديد من الأغاني الوطنية والعمالية كأغنية «يا عمي آذار»، و«بعدك ياهوانا»، و«يامعاملنا».
في العام 1975 تعاقد معه التلفزيون الليبي ـدار المختار في جنيفـ لوضع موسيقا لمسلسل تلفزيوني يتألف من خمس عشرة حلقة بعنوان «الشعب المسلح»، وقد تم تسجيل موسيقا هذا المسلسل في استديوهات لندن. وعبد الفتاح سكر الذي يشغل اليوم وظيفة رئيس الدائرة الموسيقية في إذاعة دمشق يعكف من خلال عمله على تشجيع المواهب الناشئة في البرنامج الإذاعي المعروف «نجوم الغد» والبرنامج الآخر «نادي الهواة» حيث قدم النجوم الذين اشتهروا كذياب مشهور وفؤاد غازي، والذين لم يستطيعوا الوصول على الرغم من الجهود التي بذلها عبد الفتاح سكر إلى قمة فهد بلان التواق إلى عودة حقيقية للعمل مع عبد الفتاح، ومن يدري فقد يجمع الله الشتيتين بعد أن ظنا ألا تلاقيا.

المصدر:
منشورات وزارة الثقافة في الجمهورية العربية السورية|دمشق - 1991