المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أم كلثوم من زوايا لم يرها أحد


عادل صموئيل
02/02/2009, 18h58
ام كلثوم من زوايا لم يراها احد
لفتة جميلة من المنتدى الكريم ان يفرد اسبوعاً فى ذكرى الخالدة ام كلثوم .
كل عام فى ذكرى ام كلثوم اتمنى إقامة سرادق لتقبل العزاء , ليس فى ام كلثوم , فأم كلثوم باقية إلى إنقضاء الدهر , ولكن لتقبل العزاء فى المرحوم الفن وما آل اليه من تردى بعد ام كلثوم ..... زمان جداً قالت ام كلثوم انا إن قدر الإله مماتى لن ترى الشرق يرفع الرأس بعدى ولكن اسمحوا لى ان اقولها عن لسان ام كلثوم انا إن قدر الإله مماتى لن ترى الفن يرفع الرأس بعدى .
وآتى إلى تاملاتى حول ام كلثوم , من أول الخلق منذ أول إمرأة على وجه الأرض سيدتنا وامنا حواء , وإلى اليوم كانت القاب النساء الشهيرات أو المرموقات مثلاً : المدام او الهانم
أو صاحبة العصمة أو صاحبة الجلالة ولكن كل تلك الألقاب كانت محلية او فى حدود يعنى عنما اقول مثلاً صاحبة الجلالة ترد انت صاحبة الجلالة مين ؟ فلو كانت الملكة فيكتوريا مثلاً لقب صاحبة الجلالة فقط محدود هناك فى مملكتها لكن فى اى مكان لابد ان تضيف إلى اللقب إسمها , اما أم كلثوم اطلقوا عليها لقب الست , فى اى مكان عندما تذكر كلمة الست فالمعروف بلا جدال انا ام كلثوم كماتذكر الشمس , لأن لاتوجد اكثر من شمس واحدة .
كانت ام كلثوم الفلاحة الريفية البسيطة التى ظهرت موهبتها منذ الطفولة المبكرة وشاء لها الله ان تظهر هذه الموهبة وتتشكل ببداية رائعة , فقد كان والدها منشد للقصائد الدينية والتواشيح فى الحفلات , والفرق الفنى والتقنى بين المطرب والمنشد أن المطرب ( مطرب الموالد والافراح ) ان المطرب عنده محفوظ يردده كل يوم يغنى بالليل فى الحفلات وينام طوال النهار , أم المنشد فكان لابد ان يستذكر طوال النهار ويجود اكثر ويحفظ اكثر , وتلك الميزة التى وضعت حجر الأساس فى بداية ظهور موهبة ام كلثوم , والقصائد والتواشيح مدرسة خارقة للعادة فى إتقان نطق اللغة العربية السليم وإتقان مخارج الالفاظ والتشكيل , وهو شىء فطرى لاتعلمه المدارس , وعندما بدات ام كلثوم فى الظهور فى القاهرة كانت الحياة الفنية فى مصر تخضع لظروف او طبيعة الحياة فى مصر وقتها , فقد كان فى مصر فى الثلاثينيات عدد كبير من الأثرياء والباشوات والأمراء , وعندما كانت تقام الحفلات التى يحضرها عامة الشعب كان هؤلاء لايذهبون اليها , كى لا يختلطوا بعامة الشعب , ولكى يسمعوا الفن والطرب كانوا يأتون بالحفلة فى قصورهم , فكانوا يقيمون الحفل فى صالوناتهم , وهنا نشاء مكانين ممكن ان تسمع فيهم الغناء الاول الحفل العام والثانى الصالونات , وعندما دخلت ام كلثوم الصالونات كانت فنانة متميزة بخلاف الفنانات الأخريات , كانت مهذبة مثقفة ( ثقفت نفسها بكل الطرق الممكنة ) مما اعطاها مجالاً للتجاوب مع سيدات الصالونات مما خلق لها مشاكل , والسبب انها إحتلت مكانة مرموقة واخذت الاضواء تتلاشى تدريجياً وتنحسر بعيداً عن الفنانات السوقيات والجاهلات واللأئى كن جاهلات أيضاً بطريقة التعامل والحوار داخل
الصالونات الراقية , وهنا يحضرنى حوار أو سؤال لو كانت استمرت اسمهان ولم تتوفى فى تلك الفترة هل كانت ستنافس أم كلثوم ؟ قد يعترض البعض على نوعية السؤال , ولكن انا بخلفيات عقلى او حتى تعاملاتى فى الموسيقى اثناء البروفات كنا نتناول النقائض او الغرائب يعنى شىء ما مذا لو حدث عكسه , ويحضرنى هنا فيلم امريكى شاهدته منذ اكثر من 40 عاماً , الفيلم بإختصار عن الكاوبوى الامريكى المفروض بطل هذه الأفلام البطل القوى الذى يلعب بالمسدس ولو دخل اى مبارزة حتما هو الفائز , هذا الفيلم اختلف وضع المخرج فيه بطلين من نفس القوة يعنى من الصعب التكهن فى من الفائز , شخصيتين مختلفتين وقصتين مختلفتين لكل بطل منهما وحياته , وجاءت اللحظة الحاسمة التى لابد ان يقتتلان لأن يصعب استمرارهم فى بلدة واحدة , وبدأت المبارزة والاول قتل الثانى وهنا نرى تغير الاحداث بعد إنفراد الأول , وهنا التقليدى ان الفيلم إنتهى ولكن فجاة ظهرت عبارة على الشاشة انتظروا !
وأعيدت لقطة المبارزة وجعل الثانى يقتل الاول وماذا حدث بعدها ..... الفيلم غريب جداً
ولكنه ثبت أو زرع عندى التفكير فى المتناقضات ,,, بمعنى لو حدث كذا مذا كان يحدث !
كلكم رأيتم مسلسل اسمهان العام الحالى واسمهان فلتة غنائية من فلتات الزمان التى لن تتكرر
ولا انكر ان ام كلثوم توجست منها خيفة فى اول ظهورها بدليل انه منعت القصبجى ان يلحن لها وعندما لم يذعن لها ولحن لأسمهان طردته من محيطها لفترة , ولكن اسمهان لم تكن تصلح لتنافس أم كلثوم , بسبب انكم من المسلسل لاحظتم فى حياتها الخاصة كان التفرغ للغناء
يمثل بالنسبة لها 20% من اجمالى وقتها , كان لها اهتمتمات او مشاغل اخرى , او كانت تغنى كهاوية عندما يحلو لها الغناء , اما ام كلثوم كان الغناء بالنسبة لها 99% من حياتها , ولم تغنى فقط إنما كانت تطور من غناءها ومن ثقافتها على مدار الأيام , لذا لم تكن اسمهان تشكل خطراً على شهرة أم كلثوم على الإطلاق ثم كانت اسمهان عندما تغنى , تغنى اغنيتين فى حفلة اما ام كلثوم كانت تغنى ثلاث وصلات كل وصلة فى حدود ساعتين , كان التنافس الخطير او اسميها الحرب الضروس بين ام كلثوم ومنيرة المهدية , كانت منيرة المهدية تحمل لقب سلطانة الطرب , كانت سيدة سوقية جاهلة تحسون ذلك من هبوط كلمات معظم اغانيها , كانت اقرب الى العوالم من المطربات , وكانت طريقتها فى الغناء الطريقة القديمة والتى تحتوى على عشرات العُرب والتموجات الصوتية فى الجملة الواحدة , وعندما ظهرت ام كلثوم غنت بطريقة واضحة سلسة ومخارج الفاظ سليمة , فَرَدَت الجملة اللحنية وجعلتها منبسطة صريحة إلى أعلى درجة من الصراحة فصارت قريبة من الشعب يعنى اى شخص ممكن يدندن الاغنية , هنا احسوا ان ام كلثوم متطورة خمسين سنة إلى الأمام بينما تعود منيرة المهدية إلى المدارس التقليدية وترجع خمسين سنة إلى الوراء , واعود إلى الصالونات , عندما كانت ام كلثوم تذهب الى حفلات الصالونات ظهر الفرق الواضح بينها وبين منيرة المهدية مما جعل سيدات الصالونات يحبون ام كلثوم ويطلبونها تغنى بإستمرار مما قلل الطلب على منيرة المهدية والتى احست ان العرش بدا ينسحب تدريجياً منها مما جعلها تستشيط غضباً وبدات حربا شعواء على أم كلثوم بكل الطرق ولم ترد عليها أم كلثوم سباً بسب أو قذفاً بقذف ولكن استمرت فى تطوير غناءها واسلوبها حتى كلت منيرة المهدية من الحرب .
ام كلثوم عندما كان وقتها يسمح لها بالسهر اين كانت تذهب ؟ إلى مكانين بيت امير الشعراء احمد شوقى وفيه ملتقى نجوم الشعر والادب والذين شربت منهم كل ماحملوا من الشعر والادب وبيت زكريا احمد وكان ملتقى كل مبدع فى الموسيقى وكانوا يعزفون ويغنون ويتحاوروا فى المقامات والأيقاعات , كان بيت شوقى وزكريا جامعتان لن تحويهما عشرين جامعة . عادة اعمال اى فنان تنضح بمستوى ثقافته يعنى انت لو سألت احد فنانات اليوم عن المتنبى او ابوفراس قد تكون لم تسمع عنهم او ترجح ان يكون اسم احد مصممى الأزياء او مصففى الشعر ( لأن اهتماماتها تنحصر فى هؤلاء فقط ) ولكن ام كلثوم كانت تعرفهم حق المعرفة وتحفظ لهم ولعشرات غيرهم .... انظروا إلى قصيدة اراك عصى الدمع ... انها ليست اغنية فقط ولكن عشق للشعر وللشاعر وعصره والشعراء اللذين معه .
ثم انظروا إلى الأطلال ... لقد كانت القصيدة عدد كبير جدا من الأبيات ذاكرتها ام كلثوم بدقة وإختارت مع رامى ابيات محددة صاغها منا الاغنية ولاحظوا بين سطورى كمية الثقافة التى كانت لدى هذه السيدة فأى فنانة اخرى تأتيها القصيدة أو الاغنية جاهزة .. ثم اتحدث عن المعجزة قصيدة حديث الروح ... انها قصيدة للشاعر الباكستانى محمد إقبال اولا اختيار القصيدة نفسه يدل على قمة الثقافة , وان يأتى احمد رامى ليترجم القصيدة لو لم تكن أم كلثوم على هذا القدر لما فكر اصلا ان يتعب نفسه ويقدم العمل لفنانة لن تقدره , وكلمة معجزة ان ترجمة الشعر تكون نثراً , ولكن عندما تصاغ ترجمة الشعر شعراً انا اعتبرها اعجاز , وبالذات عندما تكون كلمات القصيدة من هذه النوعية مثلاً تقول
وجاوبت المجرة عل صوتاً سرى بين الكواكب فى خفاء .. فى هذا البيت
( وأخاطب الشعراء ) اختيار الكلمات هنا فى البيت تسعة كلمات من المستحيل استبدالها يسقط او ينهار المعنى والمعجزة كيف صاغها رامى بهذه الروعة ؟ اقل شىء ان عنده محيط من الكلمات لكى يبنى هذا العدد من الابيات بكل ما تحويه من كلمات متخصصة وغير مستهلكة اصلاً قبلاً .
وفى تلك الليلة التاريخية التى شدت فيها ام كلثوم بتلك القصيدة تغيرت الطقوس كان السائد ان يقرأ المذيع المتألق جلال معوض كلمات القصيدة اثناء إذاعة الحفل قبل رفع الستار ولكن تلك الليلة تم إذاعة القصيدة بصوت السيدة أم كلثوم الرائع فى قراءة الشعر وحضر الى الحفلة سفير باكستان فى القاهرة والقى كلمة قبل رفع الستار واثنى فيها على هذه المعجزة والتى كانت حدث فريد من نوعه .
ولا يفوتنى هنا ان انوعه عن الصداقة الحميمة بين ام كلثوم ورامى والتى ظهر عبيرها ليس فى اغانى رامى فقط ولكن إمتد إلى كل حرف غنته ام كلثوم لشاعر متوفى قبل ان تختار الاغنية .وبعد رحيل ام كلثوم اقيم حفل كبير فى ذكرى الأربعين لوفاته انا حضرت هذا الحفل كعازفاً وفيه القى احمد رامى قصيدة رائعة كان مطلعها
صعب على أن اقف هنا لأرثيها بعد ما صغت من احلى اغانيها .
وهنا اذكر سراً من اسرار ام كلثوم الخاصة والتى لم يعرفها إلا المقربون جداً , كانت ام كلثوم تتفرغ كل يوم ساعتين لسماع الغناء , توقت مقدس عندها كل يوم وتتخيلون كانت تسمع من ؟ كانت تسمع ام كلثوم كانت تسمع ام كلثوم وكانها ناقدة وعندما تسمع جزء اجادت فيه كانت تصيح الله ياست , او الله عليكى ياسومة يللى مفيش منك وما ألى ذلك وكانت عندما تسمع جزء لايعجبها كانت تشتم نفسها , وهنا ملحوظة كانت كل اعمال ام كلثوم ابداعات ولكن من وجهة نظرها هى كانت تجد ان هذا الجزء كان من الممكن ان تغنيه افضل وهى طبعا كانت أم كلثوم يعنى لايرضيها اى شىء سوى غاية الأبداع .
انا من صفاتى التامل والتخيل يعنى عندما أشاهد أى موقف , اتفكر فيه بطريقتى الخاصة ,
مرة شاهدت فنان ابن مخرج راحل كبير و معروف يتحدث مع إذاعى مرموق , وكان ابن المخرج ممن انجذبوا نحو الطرق الحديثة فى التسجيل وهى التراكات اى ان يتم تسجيل الموسيقى بفردها تم يضع المطرب الهيدفون ويغنى على الموسيقى المسجلة مبدياً إعجابه بالتكنولوجيا الحديثة , وتطرق الكلام إلى ام كلثوم وقال ابن المخرج ان ام كلثوم لو كانت حضرت هذا العصر لكانت اعجبها هذه التكنولوجيا وسجلت عليها , واغاظتنى تلك الكلمة لأنى متاكد من أن ام كلثوم حضرت هذه الطريقة فى التسجيل لكانت إمتنعت عن الغناء , انا من كثرة معايشتى لهؤلاء العمالقة درست عقليتهم يعنى لو سألتم أى سؤال ممكن ارد عليكم بالرد الذى كان من الممكن أن يقوله ام كلثوم او عبد الوهاب أو فريد أو حليم أو السنباطى وغيرهم , مرة ورد إلى ستوديو 46 فى الإذاعة احدث ديسك للتسجيل فى العالم وكان المهندس زكريا عامر مبهورا بالديسك من فرط التكنولوجيا وصار يتباهى بالإمكانيات والمؤثرات التى كانت تعتبر اسطورية ساعتها , كان عبد الوهاب موجوداً وكنت بجواره , كان رد فعل عبدالوهاب ان تلك المؤثرات خطر على الفن الرقى وان أول أضرارها أن يغنى المطرب بصوت غير صوته الطبيعى , ووضع عبد الوهاب يده على الديسك وقال كلمة بالحرف الواحد : ومن العلم ما قتل .واعتقد انه إستشف بذكاءه الحاد وقليته السابقة عصره ما سيحدث فى ايامنا هذه من مطربين يغنون بأصوات يتم التلاعب فيها بالأجهزة الإليكترونية إن لم أقل انها تخفى العيوب على الأقل المطرب الذى يغنى بصوت غير صوته الطبيعى انا اسميها عملية تزوير , أى ان شخصاً ردىء الصوت ينتحل لنفسه صوتاً , وما الفرق بين المطرب وبائع البطاطا إلا صوت طبيعى جميل وإمكانيات موسيقية خاصة ,
انا أقول ان طريقة التراكات قضت على السلطنة والسلطنة اهم شىء فى الطرب العربى فهى شعور خفى وظاهر يبدا خلقه من المقدمة الموسيقية للحن والتى يتشبع فيها المطرب من المقام الذى يغنى فيه وتحدث له السلطنة , ثم يبدا الغناء فى اعلى درجة سلطنة وبالتدريج ينتقل هذا الشعور بالسلطنة ( أو التركيز ) من المطرب إلى المستمع وعندما يشعر المستمع بتلك السلطنة أو التركيز مع المطرب هنا يحدث التفاعل بينهما والذى يسمى الطرب , كانت السلطنةة تلك تخدر حواس جمهور أم كلثوم ويسمعون فى صمت مقدس وكأن على رؤوسهم الطير لدرجة انها كثيراص مانت تحس انهم ناموا فتضغط على اى حرف او تجود تجويداص جديداً فى مكان غير مألوفاً بالنسبة لهم فيهبون ويصيحون آه ياست وكأن سرى فى ابدانهم تيار كهربائى كانوا يتفاعلون مع كل حرف تغنيه , وليس كل حرف فقط ولكن مع كل نفس تأخذه بين الحروف ينتظرون بلهفة الحرف التالى , وللسلطنة تلك قصة خفية ظاهرة مع أم كلثوم بالذات , اولاً تلاحظون اليوم ( المطربين ) المطرب يبتعد عن الفرقة على المسرح ثلاثون متراً ويبدأ هو بالتصفيق على الوحدة حتى يثير الجمهور ويجعله يصفق ثم تصعد الفتيات الجميلات فوق الكراسى ويبدأن فى الرقص , ويصبح المسرح ما اشبه بسوق الخميس
ام كلثوم كان لها طقوس قد تكونوا لاحظتموها بعيونكم ولكن لها مدلول اخطر من العيون ,
اول ما ينفرج الستار عن أم كلثوم وفرقتها كنت تراها جالسة فى وسط الفرقة , وبالتحديد بين محمد عبده صالح ومحمد القصبجى , ( وعلى نفس الخط يعنى محاذية لهم ) وطبعاً يعلوا التصفيق فتقوم وتحييى الجمهور ثم تجلس ممسكة منديلها الحريرى الشهير , ثم تنظر إلى محمد عبده صالح قائد الفرقة فى توقيت يكون حدة التصفيق خفت بدرجة لا تفسد الحروف الاولى من المقدمة الموسيقية , ويعطى محمد عبده صالح الإشارة للفرقة بالبدء وعندما تنتهى المقدمة الموسيقة يصفق الجمهور تحية للملحن , وهنا اقول لكم سر كنت جلسة أم كلثوم فى وسط الفرقة وفى مكان محاذٍ للصف الأول غير متقدمة عنه تجعل النغمات تنساب اليها من العازفين إلى اذنها مباشرة دون مسافة فتعطيها سلطنة اعلى فى المقام ولا اخفى عليكم اسرا مهماً هنا لو تلاحظوا قانون محمد عبده صالح وعود القصبجى اثناء عزف المقدمة الموسيقية كان يضغط لها على حروف او تنقلات مقامية تعطى ام كلثوم سلطنة على سلطنة , يعنى لو تلاحظوا القانون والعود يعطى زخرفات خفيفة لم تكن تلك الزخرفات إستعراض عضلات كما يفعلون اليوم ولكن مداعبات موسيقية بين الثلاثى عبده والست والقصبجى وكثيراً ما كانت تكون تلك الزخارف أو المداعبات سرأ بينهما لانسمعها إلا على المسرح ولا تصل إلى الميكروفونات حتى لاتفسد الزخارف طعم اللحن الأصلى , المهم احيانا فى بعض الحفلات كانت ام كلثوم مزاجيتها عالية جدا فتتشبع بالسلكنة فى وسط المقدمة الموسيقية فتقف فى آخر جملة من المقدمة لتغنى فوراً , احيانا تكون حالتها اقل وهى تريد سماع المقدمة مرة ثانية
وهنا كانت لها حركة جميلة وذكية ( وخبيثة احياناً ) ان تنتظر إلى آخر المقدمة والتصفيق تتلكاً فى الوقوف فيعلوا التصفيق ويصرخ الجمهور تانى ياست وبمجرد ان قال احدهم تانى ياست يتشبث الباقون بالإعادة وهنا هى اعادت المقدمة بناء على طلب الجمهور .
لولا جلسية ام كلثوم تلك والطقوس التى كان لا يحس بها إلا العارفون والتى كانت تجرى بينها وبين عبده صالح والقصبجى ثم احتيارها توقيت الوقوف لما حدثت تلك السلطنة الفريدة من نوعها , اذكر أيضاً احياناً كانت تغنى بناء على طلب الجمهور المقطع أو الكوبليه ثلاث مرات , وكانت هى تحب ان تغنيه مرة رابعة وكما تعلمون ام كلثوم لو غنت الكوبليه مرة ثانية كانت تبدع ولو مرة ثالثة كانت تتألق ولو مرة رابعة كانت تعلو عنان السماء , كانت تتفجر فيها إبداعات خارقة مع تكرار نفس الجمل , وكان الجمهور يتمنى سماع الكوبليعه عشرين مرة لو إستطاع , هنا كان يظهر دهاء وفطنة ام كلثوم على المسرح أن تتلكأ فى مكان معين او تنظر للفرقة وتقول صلحوا الدوزان ( وهذه الكلمة يعنى راجعوا على ضبط الكمنجات والتى تتأثر ثأثراً طفيفاً بالحرارة أو الصهد الذى ينبعث من كشافات إضاءة التليفزيزن فى تلك الأيام والتى لو وضعت امامه دجاجة لصارت مشوية بعد دقائق اليم صارت الإضاءة اخف كثيراً وحساسسية الكاميرات اكثر ) كنا نضبط الدوزان فى اقل من نصف دقيقة يكون الجمهور يصرخ اتنى ياست والوقوف يجعله يتشبث بالإعادة للمرة الرابعة كانت ام كلثوم المطربة الوحيدة فى التاريخ التى كل ما تغنى وقتاً اطول ينجلى صوتها اكثر وتزيد طاقتها على الإستمرار اكثر , وكان لها طقس غريب , ان تغنى الأغنية الجديدة فى الوصلة الثانية يعنى بعد أن تغنى فى الوصلة الاولى اكثر من ساعة بعكس كل من عملت معهم كلهم كانت الأغنية الجديدة بالنسبة إليه عبء ثقيل يتمنى ان ينتهى منه ليستريح فكانوا يغنوا الأغانى الجديدة فى الوصلة الأولى وهم فى كامل قواهم .
وتختلف أم كلثوم من حفلة لحفلة فى درجة الشحنة الغنائية عندها احياناً كنت اراها مشحونة بالغناء وكأنها ستنفجر , ومن أهم مميزات تلك الحفلات انها كانت تبدع ابداعات مختلفة غير الإجادة , يوجد لها تسجيل قديم ( نادر لكنه متداول ) لأغنية أهل الهوى غنت البيت الأول ثم لحنت كل الاغنية لآخرها من عندها .
اذكر هنا من طرائف ام كلثوم , كانت ام كلثوم بارة بأهلها وبابناء قريتها طماى الزهايرة لم تتعالى عليهم , كانت معهم كما هى الفلاحة البسيطة , مرة احد اهالى قريتها كان يسوق عربة حنطور , تعلم قيادة السيارات وطلب منها ان يعمل سائقاً لديها فقبلته سائقاً خاصاً لها , الطريف ان هذا الرجل تعلم كل شىء عن السيارة ماعدا الكلاكس ( نفير السيارة ) كان طوال قيادته يزعق فى الناس ليفسحوا له الطريق وهى كانت تضحك .
ومن اهم السلبيات التى كان من الممكن ان تؤدى إلى ضياع اجزاء من تراث ام كلثوم بعد قيام الثورة 1952 , وضعت قيادة الثورة رقباء من الضباط فى الاماكن الحساسة مثل الصحف والإذاعة , وجاء ظابط إلى الإذاعة والظاهر انه لم يكن سميعاً على الإطلاق , كان صوت ام كلثوم آنذاك من اكثر الاصوات التى تسمعها فى الإذاعة على مدار اليوم وفجأة اوقف هذا الظابط كل اغانى ام كلثوم وبعد اسبوع اتصلت ام كلثوم بجمال عبد الناصر وسألته عن سبب منع اغانيها وعلى الفور إتصل جمال عبد الناصر بالظابط المسؤول الذى رد عليه لأنها كانت تغنى للملك فاروق ورد عليه عبد الناصر بالحرف : خد شوية من العساكر وروحوا اهدموا الهرم فقال له الظابط ازاى يافندم قال جمال : إفرض ان خوفو كان طاغية وبنى الهرم بالسخرة مش معناها بعد وفاته نهدم الهرم وأمره بارجاع اغانى ام كلثوم فورا الى الخريطة الإذاعية . ومن النكسات التى تعرض لها تراث ام كلثوم اثناء عصر الزعيم انور السادات
كان اعتماد المستمعين على الإذاعة , فقد كان جهاز التسجيل المنزلى لم ينتشر بعد كما هو عليه الآن فجأة اختفت الاناشيد الوطنية التى تحتوى اسم جمال عبد الناصر لفترة طويلة ثم عادت بعد فترة بعد قطع الجمل التى تحوى اسم عبد الناصر مثال اغنية على باب مصر
تقول الكلمات وتمضى المواكب بالقادمين من كل لون وكل مجال فمن عصر مينا لعصر عمرٍ ومن عصر عمرٍ لعهد جمال حذفوا هذه الجملة فكان اللحن اشبه بإنسان تم بتر جزء من اعضاءه , ولكن الحمد لله فى عصر الرئيس مبارك تمت إعادة الاناشيد كما كانت عليه حتى اعادوا الاغانى التى تذكر إسم الملك فاروق ومن أهمها اغنية الفن لعبد الوهاب . وانا لى نظرية ان الفن ليس له علاقة بالسياسة وبالذات فى اعمال العمالقة , فحذف عشر اعمال لأم كلثوم مثلاً عبارة عن حذف لعشر درر من تراث الموسيقى العربية .
ومن المعروف ان اى فنان لابد ان يغنى ويمدح الحاكم شاء او ... ( شاء ) وتلك الحقيقة ذات اساس من الصحة إذ ان النشيد من المطرب المحبوب يجعل الشعب يلتف حول الحاكم , حتى لو كان الحاكم فى اى دولة به عيب إلتفاف هذا الشعب حوله يصلح العيب وأسوأ شىء هو ان ينقسم الشعب إلى اتباع عدة حكام آخرين متصارعين يفقد الوطن وحدته وهيبته ويجعله هشاً يتصدع امام اى غزو والغزو هنا ليس امريكا ولكن تخيلوا مرض مثل انفلوانزا الطيور لو انتشر فى وطن مفكك او غير متحد ؟ لضاع هذا الوطن ليس بصواريخ او مدرعات ولكن بفيروس حقير لايُرى بالعين المجردة .
عندما احكى عن أم كلثوم اصف لكم بروفة ام كلثوم كانت الفرقة تجلس فى قاعة خاصة فى فيلتها المطلة على النيل فى شارع ابو الفدا بالزمالك , كانت الفرقة تجلس على هيئة مربع ناقص ضلع وفى الضلع فى الأمام ثلاث مقاعد تجلس ام كلثوم بين الملحن والمؤلف , وكان من اهم طقوسها انها كانت تشترك فى ضبط الكمنجات يعنى تسمع كمنجة كمنجة لتتأكد انها مضبوطة وهذا لم يحدث فى التاريخ إلا معها , وهنا ذكرت المؤلف وتواجد المؤلف ضرورى جداً لأنها خلقت منهجاً جديداً اتبعه من بعدها كل الكبار , كانت عند قراءة الكلمات لاتستريح لكلمة , تطلب من المؤلف تغييرها من الأمثلة فى الاطلال كان اصلها يافؤادى رحم الله الهوى
ومثال فى اغنية امل حياتى وكفاية اصحى على شفايفك جعلت المؤلف يغيرها ابتسامتك وامثلة كثيرة ولكن المهم اثناء البروفات , تعلمون انها كانت تعيد الجملة كثيراً , احيانا كانت حروف تضايقها كانت لاتتكلم ولكن تنظر لرامى على الفور يأتيها بكلمة بديلة نفس المعنى والوزن والصعب عندما تكون الكلمة فى نهاية البيت كان يأتيها بالكلمة نفس العمنى والوزن وايضاً القافية , كانوا عمالقة ....
انا عندى تحفظ على كلمة اغانى اليوم اغانى شبابية ... وهل كانت اغانى ام كلثوم اغانى عواجيز ؟؟؟؟ راجعوا اغانى ام كلثوم واحسبوا كمية الشباب التى فيها ...
عاشت ام كلثوم طوال عمرها للفن والغناء فقط كانت تأقلم حياتها وتوظفها لكى تكون فى الحفلة الشهرية فى احسن صورة ( فى الفورمة كما يقول لاعبى الكرة ) مرة فى سنة 1963 قبل الحفلة بيوم اصيبت ام كلثوم بزكام حاد تأجلت الحفلة والتى كان ينتظرها الملايين من المحيط الى الخليج لأنها لن تستطيع الغناء بمخارج الفاظ غير مضبوطة .
من الاكلات الشعبية التى يعشقها المصريين الملوحة , وهى عادة ماخوذه عن قدماء المصريين وهى حفظ او تخليل السمك من نوع نعين فى كمية كيرة من الملح لعدة شهور حتى ينضج فى الملح ثم ياكلونه ( وهى الاكلة الرئيسية فى شم النسيم ) وممكن إحتساب هذه الاكلة من اسلحة الدمار الشامل لما يصحبها من تناول البصل الاخضر معها , كانت ام كلثوم تعشق الملوحة ولكن لاتقربها قبل الحفلات بإسبوعين حفاظاً على صوتها من تأثير الملح وحتى الأكلات الحارة , كانت تحس ان حنجرتها هبه من الخالق وهى ليست ملكها وإنما ملك الجمهور فيجب ان تحافظ عليها .
عن وطنية ام كلثوم وحبها لمصر انها بعد نكسة يونيو 1967 وحتى وفاتها تبرعت بأجر كل حفلاتها فى مصر والخارج للمجهود الحربى بل وكانت تجمع التبرعات بنفسها .
مرة مذيعة فى الراديو سألت كبيراً عن من التى يتخيلها إمتداداً لأم كلثوم قال لها لن توجد لأن ام كلثوم لو كانت من الممكن ان تتكرر او يكون لها شبيهة لما وصلت إلى هذه المكانة .
وفى النهاية وآسف للإطالة حز فى نفسى موقف , بعد ان ماتت ام كلثوم وانتقلت الفيلا إلى اقاربها كانت الفيلا بالحديقة الواسعة تساوى ثمناً خرافياً مما جعل الورثة يبيعونها لتهدم ويبنى مكانها برج مساكن مع ان المنطقى انها تصبح متحف على حالتها يوم ان خرجت منها , واثناء هدم الفيلا كان الاشقاء العرب يأتون للأطلال , ليس القصيدة ولكن اطلال قيلا أم كلثوم والتى شهدت ولادة معظم اغانيها الخالدة , كانت الاطلال تتأوه ولكن بنغمات كل اغانى ام كلثوم , ومن المناظر التى اثرت فى رأيت سيدتين من تونس الشقيق دخلوا بين الاطلال وجمعوا قطع من القيشانى من حمام ام كلثوم واحتفظوا بها وهم يقولوا هذا من حمام ام كلتوم
حتى عندما افاق التاريخ وعملوا متحف لمقتنيات ام كلثوم كان ضاع منها الكثير .
وعندما أقول ام كلثوم عاشت للفن , كانت محدودة محددة فى كل شىء , كانت تصفف شعرها تسريحة واحدة طول عمرها ومرة غيرتها احست انه على المسرح ليست ام كلثوم , وكانت لاتفرط فى اقتناء الأثواب التى ترتديها فى الحفلات وحتى الأكسسوار المصاحب للفساتين
يعنى كان عندها بروش على شكل هلال ظهرت به عدة مرات , واليوم عندما وضعت الفساتين فى المتحف عندما تشاهدها تحس انها مألوفة لأنها غنت بنفس الفستان عدة مرات حتى صار جزء من الأغنية .
فى النهاية لا اجد من الكلمات انهى بها حديثى المتواضع ولكنها كانت كلمة واحدة تحوى ملايين الكلمات والنغمات والمشاعر والأحاسيس ..... كانت : ام كلثوم ....... الست .

كمال عزمي
02/02/2009, 19h12
الأستاذ الرائع عادل صموئيل ..

كلمات رائعة في ذكرى كوكب الشرق أم كلثوم التي نحييي ذكراها في منتدى سماعي على مدى أسبوع كامل إبتداء من الغد ..

إسمح لي أن أنقل كلماتك هذه لتكون ضمن قسم الاحتفالية الذي نفتتحه صباح الغد ..

تحياتي

كمال عزمي

عادل صموئيل
02/02/2009, 19h58
الأستاذ الرائع عادل صموئيل ..

كلمات رائعة في ذكرى كوكب الشرق أم كلثوم التي نحييي ذكراها في منتدى سماعي على مدى أسبوع كامل إبتداء من الغد ..

إسمح لي أن أنقل كلماتك هذه لتكون ضمن قسم الاحتفالية الذي نفتتحه صباح الغد ..

تحياتي

كمال عزمي
أخى العزيز اشكرك لشعورك الجميل واتشرف بما طرحته
لقد كانت ام كلثوم علامة لمن سمعوها فقط ولكن من تعايشوا معها لن يجدوا كلاماً يصفوها به

بشرى السرور
02/02/2009, 21h08
الصدفة الجميلة اني كنت اشاهد فيلم فاطمة للست ام كلثوم و دخلت وقرأت هذا المقال الرائع

كل الشكر و التقدير

omar shrief
02/02/2009, 22h55
[quote=kandis;275704]الأستاذ الرائع عادل صموئيل ..

كلمات رائعة في ذكرى كوكب الشرق أم كلثوم التي نحييي ذكراها في منتدى سماعي على مدى أسبوع كامل إبتداء من الغد ..

أعتقد أن قصيدة حديث الروح ترجمها للعربية الشيخ الصاوي شعلان بمساعدة سفير باكستان في القاهرة محمد حسن الأعظمي كما يظهر لنا من تسجيل الحفلة الأولى لهذه القصيدة بسينيما قصر النيل
http://www.sama3y.net/forum/showthread.php?t=53621
ولست أدري هل إختارت أم كلثوم هذه الأبيات بنفسها أم بمساعدة أحمد رامي
كما لاحظت أن مذيع الحفل لم يكن جلال معوض

الأصفهاني
03/02/2009, 11h38
جميل ماقرأت في هذه المساحة الرائعة .

تسلم إيدك :emrose:



الأصفهاني

محمد شاكر 1
03/02/2009, 15h28
شكرا ليك استاذى الكبير
عادل صموئيل

وجزاك الله خير على كلمات الجميله دى

وتقبل تحياتى

عادل صموئيل
04/02/2009, 21h41
اشكر شكراً جزيلا كل من تفضل بالرد
اشكركم على تلك الكلمات الجميلة

المعزّ بن محمّد
05/02/2009, 20h09
مقال خرافي
مشكور جدا يا أستاذ عادل
اكبر غلطة بعد وفاة السيدة أم كلثوم هي بيع الفيلا الخاصة بها من قبل ورثتها
خسارة كبيرة لأنو كانت تكون الان متحف لا يقدّر بثمن

ابو عبدو سفور
05/02/2009, 22h51
الله يعطيك ألف عافيه على هذه التفاصيل الرائعه من حياه كوكب الشرق وحقيقه ياأخى هنالك تفاصيل فى هذه الكلمات التى كتبتها كنا نجهلها فألف شكر لك

بشير عياد
05/02/2009, 23h23
أخي الفنان الكبير عادل صموئيل
ما هذه الروعة ؟؟
أنت تجيد العزف على أوتار الكلمات مثلما تدهشنا بمعزوفاتك على آلة الكمان
هذا ليس مقالا ، بل يصلح أساسًا لرسالة دكتوراه !! ، وعلى الملأ أقولها إنني سأقتطف تسعين بالمائة مما ورد به وأزيّن به كتابي .
ـ "حديث الروح " من قصيدتين هما " جواب شكوى " ، " شكوى " ( وقــد وضعت " جواب شكوى " أولا لأنّ الاستهلال جــاء منها ) ، والقصيدتان مـن ديوان " بانك درا " ( بالأردية )، لغة الهند ، أو " صلصلة الجرس " ( بالعربية ) ، وهو ـ الديوان ـ من ترجمة الشيخ / الشاعر الصاوي علي شعلان بمعاونة محمد حسين أعظمي ، وهو من أهم دواوين محمد إقبال على الإطلاق . وقد كتبتُ هذه الإشارات بـ " سماعي " في سبتمبر 2008 ، ونسيت موقعها ، ولا بأس من إعادة التذكير بها تحت مقالك الرائع .
وجدتها هنا ، وبها إضافات مهمة :
http://www.sama3y.net/forum/showthread.php?t=13669 (http://www.sama3y.net/forum/showthread.php?t=13669)
ـ أمّا " الأطلال " ( وأنا متخصص في ناجي ، ولي الشرف أن أكون مسؤولا عن آخر طبعة من أعماله الكاملة بهيئة الكتاب ، وصدر منها ديوانان ، والغلافان هنا :http://www.sama3y.net/forum/showthread.php?p=272004#post272004
)
أقولُ : كانت " الأطلال " الأصلية تقع في مائة وأربعة وثلاثين بيتًا ، أخذوا منها خمسة وعشرين ، مُضافًا إليها سبعة أبيات من قصيدة " الوداع " فيكون الناتج اثنين وثلاثين بيتًا هي مجموع ما نسمعُــهُ تحت عنــوان " الأطلال "
وإضافة ـ وتأكيدًا ـ لما ذكرتَه حضرتك عن صحبة أمّ كُلثوم ومع من تجلس أو تسهر ، أقول لك إن فريق الاختيار والتعديل والترتيب ( ترتيب وضع الأبيات ) في " الأطلال " كان مُنتخبًا لم يسبق له مثيل :
ـ الدكتور أحمد هيكل
ـ أحمد رامي
ـ صالح جودت
ـ مأمون الشناوي
ـ عبدالوهاب محمد
وكلهم شعراء فصحى ـ أصلا ـ مضافا إليهم أمّ كلثوم والسنباطي ، وقيل كامل الشناوي أيضا ( وغنتها بعد رحيله )
لم تكن تلعب !!
أحيّيك على هذه الإضاءات التي بهرتني ولفحتني و.... طيَّرَتْني !!!

عادل صموئيل
07/02/2009, 17h53
أخي الفنان الكبير عادل صموئيل
ما هذه الروعة ؟؟
أنت تجيد العزف على أوتار الكلمات مثلما تدهشنا بمعزوفاتك على آلة الكمان
هذا ليس مقالا ، بل يصلح أساسًا لرسالة دكتوراه !! ، وعلى الملأ أقولها إنني سأقتطف تسعين بالمائة مما ورد به وأزيّن به كتابي .
ـ "حديث الروح " من قصيدتين هما " جواب شكوى " ، " شكوى " ( وقــد وضعت " جواب شكوى " أولا لأنّ الاستهلال جــاء منها ) ، والقصيدتان مـن ديوان " بانك درا " ( بالأردية )، لغة الهند ، أو " صلصلة الجرس " ( بالعربية ) ، وهو ـ الديوان ـ من ترجمة الشيخ / الشاعر الصاوي علي شعلان بمعاونة محمد حسين أعظمي ، وهو من أهم دواوين محمد إقبال على الإطلاق . وقد كتبتُ هذه الإشارات بـ " سماعي " في سبتمبر 2008 ، ونسيت موقعها ، ولا بأس من إعادة التذكير بها تحت مقالك الرائع .
وجدتها هنا ، وبها إضافات مهمة :
http://www.sama3y.net/forum/showthread.php?t=13669 (http://www.sama3y.net/forum/showthread.php?t=13669)
ـ أمّا " الأطلال " ( وأنا متخصص في ناجي ، ولي الشرف أن أكون مسؤولا عن آخر طبعة من أعماله الكاملة بهيئة الكتاب ، وصدر منها ديوانان ، والغلافان هنا :http://www.sama3y.net/forum/showthread.php?p=272004#post272004
)
أقولُ : كانت " الأطلال " الأصلية تقع في مائة وأربعة وثلاثين بيتًا ، أخذوا منها خمسة وعشرين ، مُضافًا إليها سبعة أبيات من قصيدة " الوداع " فيكون الناتج اثنين وثلاثين بيتًا هي مجموع ما نسمعُــهُ تحت عنــوان " الأطلال "
وإضافة ـ وتأكيدًا ـ لما ذكرتَه حضرتك عن صحبة أمّ كُلثوم ومع من تجلس أو تسهر ، أقول لك إن فريق الاختيار والتعديل والترتيب ( ترتيب وضع الأبيات ) في " الأطلال " كان مُنتخبًا لم يسبق له مثيل :
ـ الدكتور أحمد هيكل
ـ أحمد رامي
ـ صالح جودت
ـ مأمون الشناوي
ـ عبدالوهاب محمد
وكلهم شعراء فصحى ـ أصلا ـ مضافا إليهم أمّ كلثوم والسنباطي ، وقيل كامل الشناوي أيضا ( وغنتها بعد رحيله )
لم تكن تلعب !!
أحيّيك على هذه الإضاءات التي بهرتني ولفحتني و.... طيَّرَتْني !!!
اخى العزيز واستاذى الفاضل بشير عياد
اشكرك من كل قلبى على كلماتك الجميلة التى اطربتنى ويشرفنى بل يسعدنى ان اتشرف بوضع اى معلومة فى كتابكم اكون انا مصدرها فالكتاب ليس كتابى ولا كتابكم وانما هو اهداء للبشرية جميعاً , واسعدتنى كلمة ماثورة انت قائلها
كل الإطراء والمدح الذى قيل فى ام كلثوم لا يصل حتى إلى قدميها وام كلثوم اكبر من ذلك وانا فى انتظار صدور كتابك
مع اطيب تحياتى .