المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 34 سنة مرت على رحيل كوكب الشرق


benhmouda
01/02/2009, 18h56
في الذكرى 34 لوفاتها: أزواج وإشاعات في حياة أم كلثوم


يصادف يوم الاثنين 2 فيفري 2009 الذكرى الرابعة والثلاثين لرحيل أسطورة الغناء الشرقي الفنانة الخالدة أم كلثوم يعد عطاء وفير لعبقرية موسيقية تدفقت الى الاسماع كالجدول الرقراق حينا... وحينا كالنهر الهادر.
بعد مرور 34 سنة لم تسجل الساحة الفنية العربية موهبة تضاهي الامكانات العائلة التي كانت تتمتع بها سيدة الغناء العربي أم كلثوم.
ان عبقرية الست لا تتمثل في موهبتها فحسب بل تعدت الى عناصر كثيرة ساعدتها لتقف على رأس القائمة الغنائية لمطربات كل الاجيال، وكانت سباقة لمعرفة الظروف الاجتماعية والسياسية التي تحيط شعبها لذلك جاء توقيع أغانيها نابعا من أرضية الواقع العربي المليء بالأحداث والتفاعلات الاجتماعية.
أم كلثوم الصوت العربي الذي مرّ بمراحل كثيرة ليصل الى مراحله النهائية كانت تبحث ومنذ صغرها على الأدوات الصحيحة التي تصقل صوتها وتؤهلها الى أن تكون مطربة بمعنى الكلمة. لذلك دأبت ومنذ نعومة أظافرها على تجويد وحفظ القرآن الكريم مما ساعدها على أن تكون قادرة على نطاق الحروف بشكلها الصحيح. ان كوكب الشرق صعدت عن جدارة وبجهد الى القمّة عن طريق عملها الدؤوب والمتواصل لتقدم أغنية عربية يكتب لها الخلود وتسمع في أي وقت وفي أي زمان.
* كوكب أشاء الشرق
ولدت أم كلثوم يوم 4 ماي 1904 حسب السجلات وهناك رواية وردت في الكثير من المراجع بأن تاريخ ميلادها 20 ديسمبر 1898 وقد ولدت بقرية طمآي الزهايرة مركز السنبلاوين محافظة الدهقلية. والدها الشيخ ابراهيم البلتاجي كان يعمل مؤذنا لمسجد القرية ويؤدي التواشيح ويقوم باحياء الليالي الدينية في قريته وفي القرى المجاورة صحبة ابنه خالد الذي يغني في الموالد والأعياد وكان حسن الصوت مما أثر على الطفلة الصغيرة وكان عمرها ست سنوات وأخذت أصول الطرب عليهما وبعد أن سمعها والدها تدندن ببعض الاناشيد شجعها وضمها الى فرقته وما لبثت ان تعلمت الاغاني والأناشيد وأدّتها بموهبتها الفذة المعروفة بها منذ دراستها في الكتاب. تنقلت مع والدها في القرى والمدن المجاورة وظروف مناخية صعبة أحيانا سيرا على الأقدام وتارة فوق ظهر الدواب ويمكن القول أنها لم تعش طفولتها وصباها كأي فتاة فطارت شهرتها وبعد أن غنت في بيت قاضي البلدة نصحها بالذهاب الى القاهرة وكانت زيارتها الأولى الى القاهرة سنة 1919 لاحياء حفلة الاسراء والمعراج فنالت الاستحسان والتقدير وهناك تتلمذت على يد الشيخ أبو العلا محمد الذي ساعدها وحفظها قصائد وأغاني مشهورة له وعادت الى القرية لكنها بعد لقائها هناك بالشيخ زكريا أحمد الذي يحيي ليالي شهر رمضان سنة 1920 في مدينة السنبلاوين عادت نهائيا لتستقر في القاهرة سنة 1923 فتعرفت على العديد من العائلات الميسورة وشجعها العديد من الملحنين والمتعهدين واستأجرت شقة بحي عابدين واقترن هذا العام بوفاة السيد درويش وقد عاصرت الفنانات فاطمة سمري، منيرة المهديّة، عقيلة راتب، فتحيّة أحمد...
* أزواج ورجال في حياتها
اتخذت أم كلثوم لنفسها طابعا خاصا وجديدا في الغناء وتجنبت الاغاني المبتذلة رغم ان هناك اشاعة تؤكد أنه في بدايتها غنت طقطوقة اسمها «الخلاعة والدلاعة مذهبي» سنة 1926 الا أنها بعد اتساع شهرتها أعادت غناءها وغيرت اسمها الى «الخفافة واللطافة مذهبي» وهذا الخبر لم يتأكد خاصة وانه كان قد انتشر في مصر في العشرينات ما يسمى بغناء «الخلاعة والدلاعة» وتعني «التحفف من الوقار والدلال».
واستطاعت أم كلثوم ان تشق طريقها وسط الزحام وبدأت تغني أغاني استاذها أبو العلا وهي «افديه ان حفظ الهوى أو ضيعه» و»حقك أنت المنى والطلب» «غيري على السلوان قادر» وفي عام 1924 التفت بالملحن الشاب الدكتور أحمد صبري النجريدي طبيب الاسنان الذي لحن مجموعةمن الأغاني «مالي فتنت بلحظك الفتاك» «اللي انكتب على الجبين» «لي لذة في ذلتي وخضوعي» وقام بتعليمها العزف على العود فبدأت تغني والعود في يديها وتخلت عن جوقتها ثم كونت فرقة موسيقية وترية وقد أحبها الدكتور الى حد الجنون لينهي حياته منتحرا حسب بعض الروايات، أما أول لقاء مع احمد رامي كان سنة 1924 حيث استمع إليها بعد أن غنت له قبل ان تراه «الصب تفضحه عيونه» فأعجب بها أيما اعجاب وأحبها من ذلك الوقت وأصبح المؤلف الخاص بها وكوّن ثنائيا ناجحا مع رياض السنباطي الذي لحن لها احسن الالحان وأعذبها رغم وجود الثنائي محمود بيرم التونسي وزكريا أحمد ولم يكن رامي يفكر في أن ينزل على عرش الشعر ليخاطب جمهوره بالزجل ولكن بعد تأثره بأم كلثوم جعله يؤلف الأغاني الزجلية وتواصل المشوار الفني حافلا لم ينقطع حتى وفاتها، فهو المؤلف والصديق والمستشار.
تعرفت على الموسيقار محمد القصبجي الذي وضع لها لحن «ان حالي في هواها عجب» عام 1926 وظل القصبجي بألحانه يغطي مساحة مرحلة كاملة في تاريخ أم كلثوم الفتي ثم صار فيما بعد واحدا من أعمدة فرقتها الموسيقية المتكونة من محمد العقاد (قانون) سامي الشوا (كمان) محمد رحمي (ايقاع) حتى وفاته سنة 1966 .
وكانت أغنية الموسم سنة 1928 «ان كنت أسامح وأنسى الاسية» كلمات أحمد رامي وألحان محمد القصبجي وقد سجلتها لأول مرّة على اسطوانة لحسان شركة «أوديون».
وغنت أيضا لداوود حسني، عبدو الحامولي ولعل أروع ما غنت في الثلاثينات «النوم يداعب عيون حبيبي» باكورة أعمال رياض السنباطي وقد غنتها في أول حفلة عند افتتاح الاذاعة المصرية يوم 31 ماي 1934 ووقعت أول عقد مع شركة ماركوني لينطلق صوتها مع افتتاح الارسال يوم الخميس ومنذ ذلك التاريخ صار يوم الخميس هو موعد حفلاتها الشهرية حتى آخر حياتها (الخميس الأول من كل شهر).
ثم التقت بالملحنين الجدد محمد الموجي وكمال الطويل وبليغ حمدي وسيد مكاوي ولكن أول لقاء بين العملاقين محمد عبد الوهاب وأم كلثوم كان سنة 1963 برائعة أنت عمري بعد تدخل الرئيس جمال عبد الناصر، رغم ان المحاولة الأولى مع محمد عبد الوهاب كانت سنة 1925 بعد تدخل أحمد رامي ولحن لها أغنية «غاير من اللي هواكي» لم يعجبها اللحن ولكن ضريبة الشهرة جعلت أم كلثوم تعيش آنسة لتسعد الآخرين بفنها كشمعة تحترق لتنير ما حولها ولكنها وجدت انه من حقها ومن حق ربها عليها ان تتم دينها وان تسعد نفسها فبدأت تفكر في الزواج واختارت الدكتور حسن الحفناوي من الذين سهروا على مرضها وأحبها.
لكن الدكتورة رتية الحفني أعلنت في احدى ندوات مكتبة الاسكندرية أن كوكب الشرق تزوجت من مؤسس صحيفة أخبار اليوم مصطفى أمين وامضت معه 11 عاما وكان عقد زواجها في يد الزعيم جمال عبد الناصر وأضافت ان كوكب الشرق تزوجت من الصحافي سرّا لأنها كانت تريد ان تكون ملكا للجميع وان أم كلثوم نفسها هي من أفشى الى المقربين منها ان عقد زواجها من أمين موجود بيد عبد الناصر، لأنه اثر القبض على أمين بعد أن توترت علاقته مع الزعيم الراحل وبتفتيش مكتبه عثر الضابط على ورقة الزواج العرفي.
ومن المعروف أن مصطفى أمين من أكثر الصحفيين المقربين لأم كلثوم وأكثرهم متابعة لاخبارها الى جانب انه كان ينفرد بالسبق الصحفي وهو الذي نشر اخبار زواجها من الملحن محمود الشريف الذي عاش معها حياة زوجية كاملة ولم يكن يربطهما مجرد عقد زواج كما أكدت الدكتورة الحفني.
وانتقدت الدكتورة أم كلثوم باعتبارها سيّدة غير وفيّة للمقربين منها ودللت على ذلك بما فعلته بالموسيقار محمد القصبجي حيث عزلته من إدارة فرقتها وحولته الى عازف على العود خلفها مما تسبب في تدهور صحته ودخوله حالة عميقة من الاكتئاب «وقالت الحفني ان القصبجي استعاد ذاته بعد أن ترك أم كلثوم وقام بتلحين «قلبي دليلي» لليلى مراد.
وأكّدت الدكتورة أن أحمد رامي كان الوحيد الذي عاش في حالة غرام حقيقية وكان يكتب لها الاغنيات حسب الحالة العاطفية التي يعيشها معها وكانت زوجة رامي تعرف بهذه الحالة وتفهمها وأشارت أن أم كلثوم كانت تتدخل في اعمال الموسيقيين وان الموسيقار الراحل محمد الموجي اعترف بأنها كانت تتدخل في ألحانه كثيرا لكنها كشفت ان الموسيقار الوحيد الذي رفض ان يلحن لها هو فريد الأطرش لأنه لا يقبل التدخل في ألحانه.
ولم تكن هذه الاشاعات الاولى حول زواج أم كلثوم فالبعض أكد انها كانت متزوجة في بلدها طماي الزهايرة قبل ان تأتي الى القاهرة وتحصد كل هذه الشهرة والنجاح. وهناك من يقول أنها تزوجت «شريف باشا صبري» خال الملك فاروق سرا على الرغم من معارضة الملك لذلك.
أحاديث وشائعات كثيرة كلها تفتقد الى الدقة والتوثيق.
* فيلمغرافيا وألقاب
بدأت أم كلثوم تصوير فيلمها الأول «وداد» سنة 1935 الذي عرض في 10 / 2 / 1936 وبعد نجاح هذا الفيلم الذي شاركت به مصر في مهرجان البندقية بدأ تصوير «نشيد الأمل» الذي عرض في 11 ـ 1 ـ 1937 ثم «دنانير» في 29 / 9 / 1940 و»عايدة» في 29 ـ 6 ـ 1992 وسلامة في 9 / 4 / 1945 وعرض آخر أفلامها السادس «فاطمة» في 15 ـ 12 ـ 1947 واعتزلت السينما بعد أن أصيبت بمرض في عينها سنة 1948 .
وأم كلثوم هي التي أسست نقابة الموسيقيين سنة 1943 وظلت رئيسة لها لمدّة عشر سنوات وعند قيام الثورة عبرت عن شعورها الوطني وغنت العديد من الأغاني الوطنية وقد انعمت عليها العديد من الحكومات العربية بالأوسمة والنياشين فهي تحمل نيشان الكمال المصري (الملك فاروق 1944). والنيل والرافدين العراقي، الارز اللبناني، النهضة الاردني، الاستحقاق السوري، الجمهورية التونسي وخلع عليها العديد من الالقاب: ثومة، الست، صاحبة العصمة، كوكب الشرق، سفيرة السلام، سيدة الغناء العربي، شمس الأصيل، الجامعة العربية...
وبداية من 1971 ساءت حالتها الصحيّة ثم بدأت الشمعة المضيئة تتلاشى رويدا رويدا حتى ذابت يوم 2 فيفري 1975 فانتقلت روحها الى باريها الساعة الرابعة بعد الظهر وقد شيعها الملايين من محبيها الى مثواها الأخير.


* محمد المبروك السلامي