مهيمن الجزراوي
31/01/2009, 17h42
الحكم والأمثال الشعبية في الأغنيةالعراقية
الباحث الموسيقي مهيمن إبراهيم الجزراوي
ماجستير علومموسيقية
استاذ في قسم الفنون الموسيقية
كلية الفنون الجميلة – جامعةبغداد
(mohymen_aljazrawi@yahoo.com)
الأمثال الشعبية هي المرآة الأكثر سطوعا لعكس ما يختلج في نفوس أسلافنا بشكل صادق ، وكانت تعد القوانين التي تنظم العلاقات الاجتماعية بين الناس ، وقد طرقت أغراضا متعددة ،ومن المعروف أن الأمثال تضرب ولا تقاس ، وفي اعتقاد العراقيين أن من يضرب المثل هو رجل حكيم كبير السن اكتسب خبرته في الحياة نتيجة للتجارب العديدة التي خاضها ، وانه لم يدع أمرا إلا وكان له فيه رأيا ، أو حكمة ، أو موعظة ، أو عبرة ، ليكون درسا لباقي الناس ليتعلموا منه ويفادوا منه حتى لا يكررون الأخطاء التي وقع فيهاأسلافهم.
كما لا تخلو الأمثال من الانتقاد اللاذع للحياة ، وقد ورد في مثل غربيانه لاشيء ينبئ عن روح الشعب أكثر من أمثاله.فالأمثال في كل قوم خلاصة تجاربهم ومحصول خبرتهم ، وهي من أحسن ضروب التعبير عما تزخر به النفس من علم وخبرة وحقائقواقعية.
فقد وردت الأمثال في القرآن الكريم وكذلك في الأحاديث النبوية الشريفة ، وفي كافة الكتب والديانات السماوية ، ومختلف المعتقدات الأخرى كالبوذية ،والزرادشتية ، وغيرها من الأساطير القديمة والحضارات التاريخية القديمة المختلفةكالصينية ، والهندية وورودها على لسان الحيوانات مثل كليلة ودمنة وغيرها. كما وردت عند الحكماء من أمثال لقمان الحكيم فضلا عن الأنبياء ، والأولياء ، والتابعين ،والصالحين ، والفلاسفة ، وفي أحاديث وأقوال وخطب الخلفاء ، والولاة ، والمصلحين ،والخطباء ، والعلماء ، والقادة ، إذ ذهبت أقوالهم أمثالا ، وكانت كلماتهم كحكم وأمثال وموعظة أنارت الطريق للعديد من الناس.
ومن الملاحظ أن المتتبع للاغاني الشعبية العراقية بكافة أطيافه ، وقومياته ، وأقلياته المتآخية ، ومذاهبه وأديانه المتنوعة ، يجد ورود العديد من الأمثال الشعبية في نصوص مختلف تلك الأغاني ، ومن الواضح على هذه الأغاني أن مؤلفيها استخدموا في نصوصها أمثالا شائعة الاستعمال منقبل عامة الشعب ، والعكس صحيح تماما ، إذ ظهرت أغاني اشتهرت بين عامة الناس وأثرتمعاني كلماتها في نفوسهم وسلوكهم وتصرفاتهم ، وأصبحت تتداول كلمات نصوصها فيمابينهم وتضرب كمثل شعبي ، وقد يحتوي نص الأغنية على أكثر من مثل وحكمة وعبرة في نفسالوقت.
فهذه الأغاني تحمل في طيات كلماتها ومعانيها المعبرة ، الأمثال المتداولةوالحِكَم الشعبية التي كانت بمثابة دروس وعبر اجتماعية قَيّمة نتيجة الخبرة فيالحياة ، كانت تصل إلى المستمع من خلال هذه الأغاني ، ولهذا نجدها ظلت راسخة فيأذهان وعقول اغلب العراقيين الذين واكبوا ظهورها والإصغاء إلى ألحانها الجميلةوكلمات نصوصها المعبرة سواء كان ذلك في ليالي الجالغي في المقاهي الشعبية ، أو منخلال الاستماع إليها عن طريق جهاز الحاكي (الكرامفون) ، أو بثها عن طريق الإذاعة ،أو التلفزيون ، فضلا عن العديد من الأغاني التي شاعت في مناسبات اجتماعية مختلفةوفي فترات زمنية متعاقبة. كما ونجد استخدامات كثيرة للموسيقى والغناء وآلات الطربفي الأمثال الشعبية العراقية وورودها في أكثر من مثل شعبي وتداولها بين العراقيينفي مختلف نواحي حياتهم الاجتماعية.
الباحث الموسيقي مهيمن إبراهيم الجزراوي
ماجستير علومموسيقية
استاذ في قسم الفنون الموسيقية
كلية الفنون الجميلة – جامعةبغداد
(mohymen_aljazrawi@yahoo.com)
الأمثال الشعبية هي المرآة الأكثر سطوعا لعكس ما يختلج في نفوس أسلافنا بشكل صادق ، وكانت تعد القوانين التي تنظم العلاقات الاجتماعية بين الناس ، وقد طرقت أغراضا متعددة ،ومن المعروف أن الأمثال تضرب ولا تقاس ، وفي اعتقاد العراقيين أن من يضرب المثل هو رجل حكيم كبير السن اكتسب خبرته في الحياة نتيجة للتجارب العديدة التي خاضها ، وانه لم يدع أمرا إلا وكان له فيه رأيا ، أو حكمة ، أو موعظة ، أو عبرة ، ليكون درسا لباقي الناس ليتعلموا منه ويفادوا منه حتى لا يكررون الأخطاء التي وقع فيهاأسلافهم.
كما لا تخلو الأمثال من الانتقاد اللاذع للحياة ، وقد ورد في مثل غربيانه لاشيء ينبئ عن روح الشعب أكثر من أمثاله.فالأمثال في كل قوم خلاصة تجاربهم ومحصول خبرتهم ، وهي من أحسن ضروب التعبير عما تزخر به النفس من علم وخبرة وحقائقواقعية.
فقد وردت الأمثال في القرآن الكريم وكذلك في الأحاديث النبوية الشريفة ، وفي كافة الكتب والديانات السماوية ، ومختلف المعتقدات الأخرى كالبوذية ،والزرادشتية ، وغيرها من الأساطير القديمة والحضارات التاريخية القديمة المختلفةكالصينية ، والهندية وورودها على لسان الحيوانات مثل كليلة ودمنة وغيرها. كما وردت عند الحكماء من أمثال لقمان الحكيم فضلا عن الأنبياء ، والأولياء ، والتابعين ،والصالحين ، والفلاسفة ، وفي أحاديث وأقوال وخطب الخلفاء ، والولاة ، والمصلحين ،والخطباء ، والعلماء ، والقادة ، إذ ذهبت أقوالهم أمثالا ، وكانت كلماتهم كحكم وأمثال وموعظة أنارت الطريق للعديد من الناس.
ومن الملاحظ أن المتتبع للاغاني الشعبية العراقية بكافة أطيافه ، وقومياته ، وأقلياته المتآخية ، ومذاهبه وأديانه المتنوعة ، يجد ورود العديد من الأمثال الشعبية في نصوص مختلف تلك الأغاني ، ومن الواضح على هذه الأغاني أن مؤلفيها استخدموا في نصوصها أمثالا شائعة الاستعمال منقبل عامة الشعب ، والعكس صحيح تماما ، إذ ظهرت أغاني اشتهرت بين عامة الناس وأثرتمعاني كلماتها في نفوسهم وسلوكهم وتصرفاتهم ، وأصبحت تتداول كلمات نصوصها فيمابينهم وتضرب كمثل شعبي ، وقد يحتوي نص الأغنية على أكثر من مثل وحكمة وعبرة في نفسالوقت.
فهذه الأغاني تحمل في طيات كلماتها ومعانيها المعبرة ، الأمثال المتداولةوالحِكَم الشعبية التي كانت بمثابة دروس وعبر اجتماعية قَيّمة نتيجة الخبرة فيالحياة ، كانت تصل إلى المستمع من خلال هذه الأغاني ، ولهذا نجدها ظلت راسخة فيأذهان وعقول اغلب العراقيين الذين واكبوا ظهورها والإصغاء إلى ألحانها الجميلةوكلمات نصوصها المعبرة سواء كان ذلك في ليالي الجالغي في المقاهي الشعبية ، أو منخلال الاستماع إليها عن طريق جهاز الحاكي (الكرامفون) ، أو بثها عن طريق الإذاعة ،أو التلفزيون ، فضلا عن العديد من الأغاني التي شاعت في مناسبات اجتماعية مختلفةوفي فترات زمنية متعاقبة. كما ونجد استخدامات كثيرة للموسيقى والغناء وآلات الطربفي الأمثال الشعبية العراقية وورودها في أكثر من مثل شعبي وتداولها بين العراقيينفي مختلف نواحي حياتهم الاجتماعية.