المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النسور - فنتازيا ، سيد أبو زهدة


abuzahda
21/01/2009, 19h33
إصطفت الجموع على جانبي الطريق يحدها سياج من عسكر السلطان وقد أمسك كل منهم برمح زميله ، كأنهم بنيان مرصوص يشد بعضه بعضاً.


إصطنع بعض الواقفين مفاتيحاً لأحاديث يفضُّون بها كدر الإنتظار ، وقد أكرهوا على المجئ إلى حيث يمر موكب جلالته. منهم من ضاق بتكرار ذلك فبدى عليه الضجر، ومنهم من لم يجد غير ذلك من عمل يقوم به اليوم ....فجاء. ومنهم من يود رؤية السلطان عن قرب فيغوص بناظريه في حمرة وجهه ولمعة عينيه بحدة الفرق بين بياضها والسواد. ومنهم من ود لو يضيف إلى تاريخه البصري ذلك المشهد العامر بالصحة والألوان والتنظيم، فتضم ذاكرته صورا لوجوه غير الهزيلة الذابلة ، وألوانا غير الترابية الكالحة، وغير الفوضى اليومية واللامبالاه .... بذلك الحاصل من تراتيب رتيبة ونظام ممل.


شقّ هسهسة التناجي بين الواقفين وقع سنابك مسرعة لثلة من الجنود على خيول مطهمة ، إذاناً باقتراب الموكب.


همس واقف: خيلنا للإستعراض وسيوفنا للرقص. فلكزه جاره رافعاً صوته: أود المقايضة على حماري بآخر أشد ، أفي السوق مقايضة؟
لكنه واصل حديثه ، بهمسٍ إبتلعته الجلبة التي أحدثتها الخيل ، وقد تصايحت الأطفال وتقافزت تلوح للجنود.


على ناصية درب داخل إلى جوف المدينة ، إنزوت حانة معتمة إلا من بقع ضوء باهت تناثرت حول قناديل زيتية أبلاها السهر. تكومت أبدان السكارى بأركانها وقد تقرفص بالباب كهل يحرس دواب الرواد. خبرته قرفصاؤه بألا يرهق نفسه بالوقوف لأي قادم ، فليس كلهم يعطي الهبات. والأمر مرهون بنوع الدابة وقيمة سرجها ونظافة النعل.


لكنه يهم ناهضاً بنشاط حين يلمحه قادماً بموعده اليومي ويسميه "الحكيم" . يؤدي له تحية الجنود لقوادهم ، فيدس بيده مصكوكة سلطانية من فضة ويضغط على كتفه ليعاود الجلوس.


تخافتت جلبة الشارع بعد انحسار سحب غبار خلفتها الخيل. تهادت فرس آتية من عمق الدرب المفضي إلى الحانة يمتطيها رجل بدى من ترجله أنه فارس قديم. تسلل دالفاً إلى الحانة فلم يلحظ جالس القرفصاء، الذي لم يعره انتباهاً.


تباطأ يتحسس موقع قدمه بين الظلام وبقع الضوء المتوترة، إلى أن تعثر بمقعد فجلس به. جاءه النادل بجلبابه المبلل المتسخ ، سأله عما يشرب فانكفأ مخفياً وجهه وأشار له بنبرة مصطنعة : أي شراب غالي الثمن.


سمع ضحكة ساخرة أعقبتها عبارة تشبهها: أي شراب ! غالي الثمن ؟!


نظر من انكفاءته إلى الساخر ، وقد بدأت عيناه تألف عتمة المكان ، فبدى له كأحد الرعاع المصطفين بالخارج.


بينما جليسه لا يزال مواصلا سخريته: غالي الثمن ؟ أضل سلطاننا المفدى طريق موكبه إلى حانتنا؟


إعتدل ينظر إليه ذاهلا من جرأته. فأردف يقول : يا سيدنا إنما يسكر من الخمر أرخصه .... لا أغلاه..... أغريب أنت؟ آه لابد أنك تاجر حاذق من ديار مجاورة استغل قحطنا ليتربّح من فروق الأسعار. أم أنك متطفل جاء يمتع ناظريه برؤية موكب سلطاننا ؟!.


كان الساخر يمطره بعباراته المتلاحقة وهو مدفون بصمته.


صفق الساخر بعد إفراغ كأسه فأتاه النادل يسأله باحترام آلي: نعم ياحكيم ؟


فأمره بكأسين له ولضيفه من رخيص الثمن ثم استدار يسأله: ألا تعرفني بك؟

أجابه بلهفة: أأنت "الحكيم" ؟
: نعم ، وأنت؟
: رئيس البلاط السلطاني ..
: قبل أن تشرب؟!
: أقسم لك بأني هو ، وأنا أمين سر السلطان و صفيّه...
: أهو قادم الى هنا ؟
: كف عن سخريتك... فأنا أتيت إلى هنا لأستشيرك في أمر سلب نومي منذ أيام
ودلني على حكمتك كبير الطهاه لما لاحظ شرودي.
: إشرب.
: أنا لا أشرب
: إشرب ، فالخمر سيحل قيد لسانك ويسقط عن نفسك قناع الوقار السلطاني ... إشرب

إستوقف رئيس الديوان النادل آخذاً كأسا من يده إلى فمه فازدردها ممتعضاً، والحكيم يتفحصه مبتسماً. أعاد الكأس فارغة إلى الطاولة متمطياً بمقعده ثم زفر
: السلطان...
تساءل الحكيم: ماله؟
: يستقبل أهل الرأي بناديه كل ليلة فيحثهم على النقد والمشورة ، حتى إذا أخرج كل منهم مكنون نفسه بظل نشوة الجلوس إلى حاكم يقرب الناصحين من أهل الرأي. كان السلطان يقرر في ذات الوقت من منهم سيكون طعاما للنسور بالفجر.
و قد كون سرية لإتمام ذلك وعهد إلي قيادها.
: منذ متى؟
: منذ نعى إلى الأمة "صاحب الجلالة الوالد العظيم" واعتلى العرش.
: منذ قتله أبيه؟
: ها ؟
: أفهم أن أبيه كان أول طعام للنسور ؟
: لا ، لا هو لم يقتله
: أفهم أفهم ، السلاطين لا تجيد القتل كما تجيد إعطاء الأمر به... ، وماذا يقلقك
هل تظلمت منك النسور ؟ فطلبت من السلطان أن يعين نادلاً غيرك؟
: منذ يومين كان بمعية جلالته رجلٌ لا يستحق إلا أن نشوي له النسور إن طلب ، لا أن يكون هو طعاماً لها.
: أتعرفه؟
: ليس لي من صاحب سواه...
: كل اللذين أطعمت النسور لحومهم كانوا كصاحبك ،أما اهتز ضميرك لمصيرهم ؟
: جئتك للمشورة لا للحساب.
: فقل كيف يتم ذلك؟
: يوميء جلالته على من يشاء فآمر سرية النسور باقتياده إلى واد النسور خلف الجبل فنتركه مقيدا هنالك ونعود. يسألني جلالته فأقسم له بالعرش أني تركته عند النسور. فالنسور طيور جارحة ، والنسور سرية جنود والنسور وادٍ بخلف الجبل...
: و النسور معسكر تدريب ...
: ها؟
: نقيم معسكر تدريب خلف الجبل فندخل به المساجين من عصاة الجنود ونسميه
" النسور" ونأتي إليهم بمن تطعمون بهم النسور فيفقهونهم ويدربونهم ويصححون ولاءهم فيكون للوطن لا لسيدك. ونبدأ بصاحبك.
: ولما ؟
: ليكون للبلاد جيشاً من محبين ... سيكون بعض من ولائهم لك... أفأمنت أن تكون طعاماً ذات يوم للنسور؟

أدرك رئيس الديوان لماذا لقبوا هذا الصعلوك بالحكيم..، بينما تسرب إلى الحانة ضجيج هرولة وتصايح ينبئ بمرور الموكب ، فهم بالخروج.

.................................................. ...........................


: أين رئيس الديوان؟
: بالباب ياصاحب الجلالة
دخل رئيس الديوان إلى قاعة العرش وحديث حكيم الحانة يكاد يشغله عن انحناءة الإجلال .
: أسعدت صباحاً يامولاي
: لم أرك بموكب أمس
: أبكرت ياصاحب الجلالة أفتش عن أي خلل في الترتيبات قبل أن يسترعي انتباهكم مالا يجعلنا بحظوة رضاكم السامي...
: فلما ظهر موكبنا ، أين كنت؟
: وجدتها فرصة لمعرفة الحاقدين المشككين من المندسين بين رعايا جلالتكم يامولاي
: وهل عرفت منهم أحدا؟
: قليلون هم يامولاي
: آتني بهم
: وهل يكون جزاء المارقين تشريفهم بالمثول بين أيادي جلالتكم؟
: فماذا فعلت بهم؟
: إن النسور تشكو التخمة هذا الفجر يامولاي..
أطلق السلطان ضحكة أفزعت الطاووس الناعس بركن القاعة.
،
،
أضاف رئيس الديوان إلى مهامه اليومية تلك الساعة التي يصطحب فيها حكيم الحانة إلى معسكر النسور، فيوزعا الأدوار حسب استطاعة كل مسجون. والأعداد في ازدياد. كل مساء يأتي فوج من حكماء وشعراء وجنود وطهاة ومزارعين وحمالين وجنود، فيتدربون على فنون القتال ويدرسون تاريخ الوطن.
أصبح رئيس الديوان لا يلقى السلطان إلا ورفع إليه قائمة بأسماء مَن "طعام النسور" . وجلالته مغتبط لولائه ، حانقاً على "أعداء البلاد"
لم يدر بخلد رئيس الديوان أن يشي به أحد جنود سريته ، لدى السلطان. فلم يمهله لرد التهمة . أرسل إليه من يحضره ، فعلم من صيغة الأمر مايخشى .
وصل رئيس الديوان إلى بوابة القصر على رأس جيش من نزلاء معسكر النسور، فاقتادوا جلالته مقيداً إلى الوادي الماكث خلف الجبل.
إعتلى رئيس الديوان العرش فوقف حكيم الحانة يذكره بالعدل والشورى وحب الوطن.
أسكته بإشارة من يدٍ أثقلتها الجواهر . أشار له ، يحدثه بغير نبرات صوته يوم الموكب و الخمارة: ترى ياحكيم .. كم يوم تصبر الطيور فيه عن الطعام ؟ هذا الطاووس ، مثلاً !
لقد جاعت النسور ياحكيم ، وأنت من حرمها انتظام وجباتها
ثم أومأ " السلطان الجديد" إلى جنود متراصين وقوفاً قبالته ، فاقتادوا الحكيم إلى ذات الوادي.

منال
21/01/2009, 23h29
أستاذي الفاضل الأديب المتألق :

سيد أبو زهده

صباحك ورد

قصة جميلة ويمامة محلقة في فضاء هذا الملتقى الجميل من أطياف إبداعاتك وروائعك الراقية .

لي عودة-لو سمحت لي بذلك- مع هذه القصة البديعة العميقة في الرمزية والدلالة والبوح الأنيق ، فهذا مجرد مرور وحضور مصافحة وسلام في دوحة النسور من واحةهذه القصة المشوقة ، والتي جاءتنا بعد طول غياب وانتظار .

فشكراً جزيلاً لك على هذه الشموع الأدبية القصصية
الموقدة في فضاء سماعنا الأصيل .

مع التحية والتقدير .

رغـد اليمينى
22/01/2009, 00h04
http://up108.arabsh.com/s/szjk71wrvl.gif (http://up108.arabsh.com/)

الآستاذ القدير الشاعر التشكيلى والقاص البديع

(( سيّد أبو زهــــده ))

صباحُك شمسّ لا تغيّب

بدايةً أُحييك على القصة الطيبة والسرد المُمتع كانت سلسلة السياق والآحداث ،،

تقمس الراوى لدور الفارس والملك وحاشيته كان من جماليات القصة جعلتنى أتوحد مع هذا العالم الآسطورى حقاً،،

لكن لدىّ بعض الملاحظات بشأن هذا العمل الطيب، إن فسحت لي المجال لذِكرها ..

كُنْ بخير وسعادة،،

:emrose:

http://up108.arabsh.com/s/szjk71wrvl.gif (http://up108.arabsh.com/)

abuzahda
22/01/2009, 00h04
أستاذي الفاضل الأديب المتألق :

سيد أبو زهده

صباحك ورد

قصة جميلة ويمامة محلقة في فضاء هذا الملتقى الجميل من أطياف إبداعاتك وروائعك الراقية .

لي عودة-لو سمحت لي بذلك- مع هذه القصة البديعة العميقة في الرمزية والدلالة والبوح الأنيق ، فهذا مجرد مرور وحضور مصافحة وسلام في دوحة النسور من واحةهذه القصة المشوقة ، والتي جاءتنا بعد طول غياب وانتظار .

فشكراً جزيلاً لك على هذه الشموع الأدبية القصصية
الموقدة في فضاء سماعنا الأصيل .

مع التحية والتقدير .



تصدقي يا :emrose:منال :emrose:؟
أنا كنت أبحث عن قصة تناسب سماعي ، لأرفعها هذه الليلة
لأطالع كريستالاتك المتلألئة
:emrose:
لعلمي أن القصة هي "ضوء" فراشاتك الرائعة
:emrose:

abuzahda
22/01/2009, 00h08
http://up108.arabsh.com/s/szjk71wrvl.gif (http://up108.arabsh.com/)



الآستاذ القدير الشاعر التشكيلى والقاص البديع

(( سيّد أبو زهــــده ))

صباحُك شمسّ لا تغيّب

بدايةً أُحييك على القصة الطيبة والسرد المُمتع كانت سلسلة السياق والآحداث ،،

تقمس الراوى لدور الفارس والملك وحاشيته كان من جماليات القصة جعلتنى أتوحد مع هذا العالم الآسطورى حقاً،،

لكن لدىّ بعض الملاحظات بشأن هذا العمل الطيب، إن فسحت لي المجال لذِكرها ..

كُنْ بخير وسعادة،،

:emrose:





و هل تستسمح "ملكة" رعيتها؟
:emrose:
بسطت لكِ بساطاً من حرير يليق بخطوك
يا الماردة
فتفضلي بعودةٍ يتلظى لها شوق المنتظر

Islam Eidrisha
22/01/2009, 08h08
أول ما فتحت باب القصة عشت حلم جميل صور بديعة تراكيب متتابعة متسلسلة سلسة بسيطة قيدتني بسلاسل ما أنعمها وأجملها وأسكرتني وأفقدتني وعيي فلم أدر بالا لما يحدث حولي وكأني وسط جموع المحتشدين أو جالسا للقرفصاء بجوار صاحب الجلسة أو ثملا مزوي تحت طاولة أتنصت لحديث الحكيم والقائد.
صدقني هذا ما حدث معي بالفعل يا أستاذ سيد يا باشمهندس التراكيب اللغوية عفوا أنت بدعجي كبير فلو خضعت التراكيب اللغوية لقواعد وأصول الهندسة لأخرجت لنا قوالب صماء لا تحرك فينا ساكنا ولا تفاجئنا أما ما تفعله بنا فهذا وأيم الله عين الإبداع.
استيقظت لحظة من حلمي هذا على جملة كمطب وضع لاتذكرك لأني وبصراحة تصل لحد الغباء نسيتك وانا في الحلم نسيت صاحب الجمل وما حمل نسيت أن الكاتب هو سيد أبو زهدة وعشت الجو الذي رسمته لنا, إلى أن جاءت جملة رجلٌ لا يستحق إلا أن نشوي له النسور إن طلب ، لا أن يكون هو طعاماً لها فتذكرت صديقا ومعلما واستاذا لنا دائما ما يمدحنا بمثل هذه العبارات هو أنت وأعتقد أن قائد مثل هذا -ولك أن تعتبره نوع من النقد- لا تصدر عنه مثل هذه الجملة فهي لا تتوافق مع سماته الشخصية في القصة.
قبل أن اختم لي تسأؤل ألا تتفق معي يا أستاذ سيد أن قمة التألق والإبداع أن ينسى القارئ كاتبه وينشغل عنه بما كتب؟؟!!
القيام بتحليل القصة والقاء الضوء على ما فيها من رموز وإسقاطات أمر صعب وعسير على أمثالي من أصحاب النفس القصير في الكتابة فهذا يتطلب صفحات وصفحات, ومهما مدحت في هذا العمل لن أوفيك حقك فيه ومن أنا حتى أمدح أو أنقد فبدعتك هذه أعلى من فكر كثير من البشر أنا منهم.

abuzahda
22/01/2009, 19h04
أول ما فتحت باب القصة عشت حلم جميل صور بديعة تراكيب متتابعة متسلسلة سلسة بسيطة قيدتني بسلاسل ما أنعمها وأجملها وأسكرتني وأفقدتني وعيي فلم أدر بالا لما يحدث حولي وكأني وسط جموع المحتشدين أو جالسا للقرفصاء بجوار صاحب الجلسة أو ثملا مزوي تحت طاولة أتنصت لحديث الحكيم والقائد.

صدقني هذا ما حدث معي بالفعل يا أستاذ سيد يا باشمهندس التراكيب اللغوية عفوا أنت بدعجي كبير فلو خضعت التراكيب اللغوية لقواعد وأصول الهندسة لأخرجت لنا قوالب صماء لا تحرك فينا ساكنا ولا تفاجئنا أما ما تفعله بنا فهذا وأيم الله عين الإبداع.
استيقظت لحظة من حلمي هذا على جملة كمطب وضع لاتذكرك لأني وبصراحة تصل لحد الغباء نسيتك وانا في الحلم نسيت صاحب الجمل وما حمل نسيت أن الكاتب هو سيد أبو زهدة وعشت الجو الذي رسمته لنا, إلى أن جاءت جملة رجلٌ لا يستحق إلا أن نشوي له النسور إن طلب ، لا أن يكون هو طعاماً لها فتذكرت صديقا ومعلما واستاذا لنا دائما ما يمدحنا بمثل هذه العبارات هو أنت وأعتقد أن قائد مثل هذا -ولك أن تعتبره نوع من النقد- لا تصدر عنه مثل هذه الجملة فهي لا تتوافق مع سماته الشخصية في القصة.
قبل أن اختم لي تسأؤل ألا تتفق معي يا أستاذ سيد أن قمة التألق والإبداع أن ينسى القارئ كاتبه وينشغل عنه بما كتب؟؟!!

القيام بتحليل القصة والقاء الضوء على ما فيها من رموز وإسقاطات أمر صعب وعسير على أمثالي من أصحاب النفس القصير في الكتابة فهذا يتطلب صفحات وصفحات, ومهما مدحت في هذا العمل لن أوفيك حقك فيه ومن أنا حتى أمدح أو أنقد فبدعتك هذه أعلى من فكر كثير من البشر أنا منهم.


أخي الحبيب إسلام
أنا مندهش من طريقة قراءتك الواصلة حد الإنصهار في النصّ
إلى تلك الدرجة – المدهشة- من التوحد مع الشخوص.
حتى أنك "شعرت" بـ "المطب" ، تلك الجملة التي عزف بها "القاتل السلطاني" على مشاعر "الحكيم"
وهل يثق أمثالنا بمثل ذلك "القاتل" مهما ذرف من "دموع" ؟
و ما أدرانا بالسبب "الحقيقي" الذي دفعه إلى طلب نصيحة "الحكيم" ؟
يا إسلام (والله) أنا لا أتدخل موجهاً شخوصي ، فقط أدعهم "أحراراً" في بوحهم
ثم أعود لأقرأ ما فعلوا ،،، فأتعجب أحياناً ، مثلك;)

عيون المها
23/01/2009, 00h52
المتمرس بكل ما له علاقة بالكلمة
الأستاذ سيد أبو زهده


بدايةً احترت بأي الألقاب أناديك ،، لأني أجد الألقاب تتضاءل بجوارك
و صعب أن أقيد اسمك بلقب واحد بعينه لأن إبداعك يحتمل ألقاب كثيرة
لذلك حاولت أن اختصر الألقاب في لقب واحد


********


قصتك هيأتني للسباحة في بحور المعاني و الرموز و الدلالات
أراك تتعامل مع الحروف بحرفية عالية ،، تٌدخل حروفك بوتقة المعاني لتنصهر و تعيد تشكيلها لنا بشكل مختلف عما ألفناه


سيدي الفاضل


عندما رأيت عنوان القصة من الخارج تساءلت مع نفسي ماذا تحمل لنا تلك المحارة ،، و عندما دنوت من الكلمات و بدأت القراءة وجدت المحارة تحمل لنا النفيس من اللؤلؤ


أعترف بأني لا أملك أدوات النقد الأدبي ،، و لا أملك مشرط الناقد الذي يقوم بتشريح الكلمات و إخراج ما بجوفها على مائدة النقد
فأنا لا أملك سوى التذوق الإجمالي لما أقرأ بوجهة نظري المتواضعة


و من هذا المنطلق
رأيت الفقرة الأولى توضح لنا باختصار شديد و بكلمات موجزة الفرق الشاسع بين حياة و مظهر من يملك السلطة و حياة العامة من الشعب المقهور


أعجبتني الجملة التي أتت على لسان أحد الواقفين لرؤية الموكب
(خيلنا للإستعراض وسيوفنا للرقص )
وصف يلخص لنا حال الجيوش العربية ، الجيوش التي تركت ساحات القتال و هي وظيفتها الأساسية و التي تكونت من أجلها لتقوم لنا بالعروض العسكرية و التشريفية فقط


للحظات رأيت أمامي الحانة كتصوير مٌصغر للمدينة و هي مظلمة بجهلها و تسلط حكامها ولا يوجد بها غير بصيص أمل ضعيف متناثر لبعض المتنورين بها .. رأيت أفراد الشعب هم السكارى المتكومة أبدانهم من كثرة تناولهم للهموم و الفقر و الجوع


إشرب ، فالخمر سيحل قيد لسانك ويسقط عن نفسك قناع الوقار السلطاني ... إشرب
وصل بنا الحال أن نرى الشراب هو المرادف للتحدث بصراحة و إخراج مكنون النفس للذين يعيشون تحت وطأة القهر و الخوف
أنحتاج للشراب كي نحل عقدة اللسان و نٌخرج ما بنفوسنا بصدق ؟؟
أنغيب عن الوعيلكي نتحدث بكل وعي عما يثقلنا ؟؟


********


و الله حيرتني


و أخيراً قد تكون رؤيتي خاطئة ،، لكن هكذا رأيت
الجميل في قصتك إن القارئ يمكنه أن يراها من أكثر من زاوية
و الأجمل أن كل الزوايا واضحة الرؤية


أعذرني للإطالة ،، سأكتفي بهذا القدر و لي عودة مرة أخرى
لأني أدركت الآن إن نباتات وعيي الضعيفة قد غرقت من فيض إبداعك


شكراً لك
:emrose: :emrose:

رائد عبد السلام
23/01/2009, 04h26
إزاااااااااااي -وأنا قاريء جيد لأدبك-يا أستاذ
لم أر تلك الأيقونة الساحرة من قصصك؟؟
إلا الآن ...
قصة شديدة الروعة ..تجول في( الزمكان) وتصلح إسقاطا علي كل
العصور العربية
أقول إيه واللا إيه ياعمنا سيد
إستناني الله يكرمك علشان طالع أقراها تاني ....قصدي خامس عشر
خُد دي مؤقتا :emrose:

حمدي السمر
23/01/2009, 11h40
المبدع دوما الاستاذ الرائع
سيد ابو زهدة
***
نص غاية المتاع
تقبل مروري المتواضع

abuzahda
23/01/2009, 20h50
المتمرس بكل ما له علاقة بالكلمة

الأستاذ سيد أبو زهده





بدايةً احترت بأي الألقاب أناديك ،، لأني أجد الألقاب تتضاءل بجوارك
و صعب أن أقيد اسمك بلقب واحد بعينه لأن إبداعك يحتمل ألقاب كثيرة
لذلك حاولت أن اختصر الألقاب في لقب واحد





********




قصتك هيأتني للسباحة في بحور المعاني و الرموز و الدلالات
أراك تتعامل مع الحروف بحرفية عالية ،، تٌدخل حروفك بوتقة المعاني لتنصهر و تعيد تشكيلها لنا بشكل مختلف عما ألفناه





سيدي الفاضل




عندما رأيت عنوان القصة من الخارج تساءلت مع نفسي ماذا تحمل لنا تلك المحارة ،، و عندما دنوت من الكلمات و بدأت القراءة وجدت المحارة تحمل لنا النفيس من اللؤلؤ




أعترف بأني لا أملك أدوات النقد الأدبي ،، و لا أملك مشرط الناقد الذي يقوم بتشريح الكلمات و إخراج ما بجوفها على مائدة النقد
فأنا لا أملك سوى التذوق الإجمالي لما أقرأ بوجهة نظري المتواضعة





و من هذا المنطلق
رأيت الفقرة الأولى توضح لنا باختصار شديد و بكلمات موجزة الفرق الشاسع بين حياة و مظهر من يملك السلطة و حياة العامة من الشعب المقهور





أعجبتني الجملة التي أتت على لسان أحد الواقفين لرؤية الموكب
(خيلنا للإستعراض وسيوفنا للرقص )
وصف يلخص لنا حال الجيوش العربية ، الجيوش التي تركت ساحات القتال و هي وظيفتها الأساسية و التي تكونت من أجلها لتقوم لنا بالعروض العسكرية و التشريفية فقط





للحظات رأيت أمامي الحانة كتصوير مٌصغر للمدينة و هي مظلمة بجهلها و تسلط حكامها ولا يوجد بها غير بصيص أمل ضعيف متناثر لبعض المتنورين بها .. رأيت أفراد الشعب هم السكارى المتكومة أبدانهم من كثرة تناولهم للهموم و الفقر و الجوع




إشرب ، فالخمر سيحل قيد لسانك ويسقط عن نفسك قناع الوقار السلطاني ... إشرب
وصل بنا الحال أن نرى الشراب هو المرادف للتحدث بصراحة و إخراج مكنون النفس للذين يعيشون تحت وطأة القهر و الخوف
أنحتاج للشراب كي نحل عقدة اللسان و نٌخرج ما بنفوسنا بصدق ؟؟
أنغيب عن الوعيلكي نتحدث بكل وعي عما يثقلنا ؟؟





********




و الله حيرتني




و أخيراً قد تكون رؤيتي خاطئة ،، لكن هكذا رأيت
الجميل في قصتك إن القارئ يمكنه أن يراها من أكثر من زاوية
و الأجمل أن كل الزوايا واضحة الرؤية





أعذرني للإطالة ،، سأكتفي بهذا القدر و لي عودة مرة أخرى
لأني أدركت الآن إن نباتات وعيي الضعيفة قد غرقت من فيض إبداعك





شكراً لك





الشهاب السماعي البديع
عيون المها
هل يحق لي القول: أنني أحببت "النسور" ؟ ، إذ ارتفعت كالنسور إلى سماوات تأملك
:emrose:
كلامك عن "الرمز" و "الإسقاط" يجعلني أكرر ما حدثت به أخي المثقف النبيل إسلام

فأنا - لقلة حيلتي- لا أكتب على خطةٍ مسبقة. فقط ، أكتب النص "في نفسٍ واحد" - كصعود درج - حتى إذا بلغت "القصد" ألقيت النص على أول "بسطة" تلقاني بالسلم.
فإن عدت إليه ، فللوثوق من سلامة اللغة . مُقَدِّساً الذي يجل عن السهو ، سبحانه وتعالى.

ثم أنني أفاجأ بعبقرية قرائي من سماعي ، فتمضغني الدهشة بما يتكشَّف لي ، بهم، مما كتبت
:emrose:
فمثلاً
تلاحظي أن "الخمر" ، في تراثنا قد تحمل من المعاني مالم يتحمله "القمر" شخصياً !!
ألا تجدي أن "الخمر" بالإصطلاح الصوفي يشير إلى "المعرفة" ؟
بل أن سيدي و مولاي العارف بالله الشيخ :محمد عثمان عبده البرهاني ، رحمه الله و رضي
جُمِعَت قصائده النورانية في الديوان المعروف "شراب الوصل"
:emrose:
حتى "المغيبين" بـ "الخمارة" بينهم "حكماء"
هذه أمة لن تغيب و الله
:emrose:
لن أمل من الشكر و الإمتنان لسماعي ، القادر على استقطاب الراعين من أمثالك يا
عيون المها

abuzahda
23/01/2009, 20h54
إزاااااااااااي -وأنا قاريء جيد لأدبك-يا أستاذ


لم أر تلك الأيقونة الساحرة من قصصك؟؟
إلا الآن ...
قصة شديدة الروعة ..تجول في( الزمكان) وتصلح إسقاطا علي كل
العصور العربية
أقول إيه واللا إيه ياعمنا سيد
إستناني الله يكرمك علشان طالع أقراها تاني ....قصدي خامس عشر

خُد دي مؤقتا :emrose:


و الله أحلى وردة من أحلى حلو بين الحلوين
بس هو سؤال يا أستاذنا ، بعد إذنك يعني لو سمحت
لما الأستاذ رائد عبد السلام ، يقرأها خمستاشر مرة
أمال انا اعمل إيه إن شاء الله؟
:emrose:
بس ، و الله أحلى وردة من أحلى حلو بين الحلوين

abuzahda
23/01/2009, 20h57
المبدع دوما الاستاذ الرائع

سيد ابو زهدة
***
نص غاية الإمتاع

تقبل مروري المتواضع

بل أنت الذي أبدع بالمرور الكريم
يا أستاذ حمدي السمر
فتقبل مودتي و احترامي

منال
24/01/2009, 19h14
أستاذنا الكريم الشاعر والأديب المـتألق :



سيد أبو زهده


مساء الليلك والكاميليا والكادي


أسمح لي أن أبدي إعجابي بهذه القصة المشوقة ، ولا استطيع التعبير عن فرحي بها ، فقد حلقت وجالت في فكري إلى عوالم وآفاق وفضاءات موغلة في العمق والحيرة والرمز ، فهذه القصة هي أجمل ما قرأت لك ، وأكثر نص استوقفني وحيرني وسلب لبي ، فكانت كلماتها تحلق في وجداني وكان صوتها يقرع نواميس الحياة في داخلي وكانت حروفها تتلون وتتموج في براعة وسمو فتارة أجد هذه الحروف فراشات محلقة من قبل شخصية "الحكيم"وتارة أجدها دبابير لاسعة ، من قبل شخصية " السلطان"


لله درك، كيف جمعت بين المتناقضات والمفارقات في القصة ؟ مابين الخير والشر والحق والباطل وما بين الغضب والحلم والسخط ، أخذتنا في فضاءات لا انتهاء لها من السرد والتشويق والجمال ، مع طريقة ذاتية سردية مباشرة بديعة ومع شخوص ظاهرية باطنية ومن حدث مركز شديد الدلالة متخم بالتساؤلات الحائرة مع باقة من الحوارات القيمة والسرد المشوق والوصف التصوري الناطق مع سلسلة من الأحداث والأفكار المتسلسلة في أنسابية وبساطة وعفوية ، في قالب أدبي قصصي أسمة " النسور" .

أسمح لي يا أستاذي بالثرثرة والبوح المتواضع مع قطرات نهر النسور


إصطفت الجموع على جانبي الطريق يحدها سياج من عسكر السلطان وقد أمسك كلمنهم برمح زميله ، كأنهم بنيان مرصوص يشد بعضهبعضاً


يبدأ النص بتوصيف جميل ، ويدخلنا في القصة بكل قوة وبدون تشتيت لذهن القارئ ، بوصف دقيق نجح في أثارة انتباه القارىء وجذب كل حواسه المعنوية والحسية للغوص في أعماق القصة .


فتضم ذاكرته صورا لوجوه غير الهزيلة الذابلة ، وألوانا غير الترابية الكالحة، وغيرالفوضى اليومية واللامبالاه .... بذلك الحاصل من تراتيب رتيبة ونظامممل.


يدخلنا القاص في ماهية الفكرة العامة والهدف المنشود والغاية العظمى التي حدت بهم إلى الحضور، من تغير صور الذاكرة الغابرة بصور أكثر إشراقه وتوهج، في إشارة موحية مختالة في الفرق مابين الغنى والفقر والحرمان والثراء.


همس واقف: خيلنا للإستعراضوسيوفنا للرقص


حكمة جميلة وأشارة مركزة إلى أثر وسيطرة الصورة والمظاهر على الأحداث العامة واستخدام أدوات القتال للرقص واللعب لا للحرب والدفاع بل إلى الاستعراض ولا شيء غيرة .


لكنه يهم ناهضاً بنشاط حين يلمحهقادماً بموعده اليومي ويسميه"الحكيم". يؤدي له تحية الجنود لقوادهم ، فيدسبيده مصكوكة سلطانية من فضة ويضغط على كتفه ليعاودالجلوس.

تبدأ الشخصيات الأخرى في الظهور، ولعل من أهمهما " الحكيم"، وهو يدفع مالاً من اجل تحية قام بها هؤلاء، لتكون التحية والوقوف إجلالا لها ثمن والغاية هنا تبرر الوسيلة.


تخافتت جلبة الشارع بعد انحسار سحبغبار خلفتها الخيل

جملة مركزة دالة، في إشارة إلى بقاء الغبار، فإن ذهبوا، لكن يبقى غبارهم متناثراً في الأنحاء إلى الأبد.

منال
24/01/2009, 19h22
سمع ضحكة ساخرة أعقبتها عبارةتشبهها: أي شراب ! غالي الثمن ؟



تتصاعد الأحداث في التكثيف والعمق، مع لقاء رئيس الديوان والحكيم في حانة الشراب والجدال حول ماهية الشراب مابين فعاليته من غلاء ثمنه ورخصة، الوصول إلى نتيجة إن الرخيص يسكر أكثر لأنة رخيص وبالي ولا قيمة له.


إشرب ، فالخمر سيحل قيد لسانك ويسقط عن نفسك قناع الوقار السلطاني ... إشرب


يبدأ الصراع مابين جنود العدالة وجنود الشيطان ، جنود عقلائية تجذب النفس نحو الملكوت الأعلى فتسمو ، وجنود جهلانية تجذب النفس نحو الملكوت السفلى فتسقط ، ومع جدال مابين المعسكرين ، والمشاهد في تصاعد مع بروز علاقة الضد بين العقل والجهل حول فلسفة الشراب وإثارة وأبعاده التفصيلية المتعددة ، فقد كان الوصف موجزاً من ناحية الكلمات ، لكنة عميق الحكمة والمعنى .


منذ نعى إلى الأمة "صاحب الجلالة الوالد العظيم" واعتلىالعرش.

: منذ قتله أبيه؟
: ها؟
: أفهم أن أبيه كان أول طعام للنسور؟
: لا ، لا هو لم يقتله
: أفهم أفهم ، السلاطين لا تجيد القتلكما تجيد إعطاء الأمر به..



حوار بديع وعميق الرمز والدلالة والتكثيف ، من نفوس جبلت على إعطاء الأوامر لا تنفيذها ، وفي فكرة قابلة إلى الانفكاك الصوري في كل حين ووقت ، إذا اقتضت الحاجة وإذا قامت القوى السلطانية والوهمية والميكيافلية من سياسة البقاء والسلطة ، في هذه الحالة تزال الأحجار التي تقف عثرة في طريقهم مهما كان ، فالمانع مفقود والمقتضى موجود .


كل اللذين أطعمت النسور لحومهم كانوا كصاحبك،أما اهتز ضميرك لمصيرهم؟

: جئتك للمشورة لا للحساب.



تتراكم المشاهد الحسية والمعنوية وتبرز ملامح الشخصيات النفسية والذاتية أكثر وأكثر ، ويظهر لنا الحدث الأساسي من القصة مع لفظة "النسور" ويبدأ القارئ في إدراك كنهها وسرها المكنون ، مع أبعاد هذه الكلمة المركزة مع ومضات أفكار هذه القصة ، بلغة متمرسة راقية وواعية دقيقة ومتناهية في العمق والسرد ، مع استنفار كل قوى القارىء العقلية والوجدانية مع ماهية النسور وبعدها العميق وصورتها المختالة بين سطور القصة، حينها تنطلق الرؤى مع تصاعد الحوار بين الرئيس والحكيم ، وتنطلق الأفكار من عالمها المحدود إلى إلى اللامحدود ومن المتناهي إلى المطلق اللامتناهي ، وقد رأيت الخيال في هذا المقطع طائر محلق يحط في كلّ آن على غصن ، وما يفتأ متنقلاً من فكرة إلى أخرى دون كلل أو ملل .


يوميء جلالته على من يشاء فآمر سرية النسور باقتياده إلى واد النسور خلف الجبلفنتركه مقيدا هنالك ونعود. يسألني جلالته فأقسم له بالعرش أني تركته عند النسور. فالنسور طيور جارحة ، والنسور سرية جنود والنسور وادٍ بخلفالجبل...


تتصاعد الأفكار وتبرز المتناقضات والأطروحات والإشكالات ، من عمل النسور ، ومن ظهور ماهية "الأنا" عند السلطان وهذه الذات التي لها دور إعطاء الأوامر ولها القوة في إرسال من يشاء إلى وادي النسور، ثم تتكشف الرؤى لتدخلنا في عمق الفكرة في توصيف ذات النسور وماهيتها ، وكيف يكون لها طعاماً خاصا ومركزاً ويحمل مواعيد معينة ثابتة ولا تضمحل أبداً .

ليكون للبلاد جيشاً من محبين

يصل بنا القاص إلى الغاية التي من أجلها وجدت النس
ور ووجد الوادي، وهي تكوين جيش من محبين وموالين، ومن يخالف هذا الحب والولاء يجازى بالعقاب الأليم وهو أن يكون طعاماً للنسور.

: إن النسور تشكو التخمةهذا الفجر يامولاي

لكن النسور تعبت من الأكل ووصلت إلى حد التخمة، لكثرة المشككين والمارقون والحاقدون.

منال
24/01/2009, 19h28
طعام النسور" . وجلالته مغتبط لولائه ، حانقاً على"أعداء البلاد



صراع يتجلى مابين الغضب والولاء والقوة والبطش، ويصل بنا إلى حقيقة أزلية في انتشار الشر والظلم وضياع العدالة، فجزائهم وعقابهم أن أصبحوا طعاماً للنسور.


ثم يصل بنا إلى نهاية رئيس الديوان من أثر وشاية، سارعت في انتهاء أجلة، وانقلب الحال وأصبح مقيداً بعد أن كان قائداً، في أشارة إلى تقلب أحوال الزمان وسيطرة عنصر الغضب على قوة العاقلة.


إعتلى رئيس الديوان العرش فوقفحكيم الحانة يذكره بالعدل والشورى وحب الوطن.

أسكته بإشارة من يدٍ أثقلتها الجواهر . أشار له ، يحدثه بغير نبرات صوته يوم الموكب و الخمارة:ترى ياحكيم .. كم يوم تصبر الطيور فيه عن الطعام ؟ هذاالطاووس، مثلاً !

لقد جاعت النسور ياحكيم ، وأنت من حرمها انتظاموجباته




بلغة رمزية يشحذ العقل وتتجلى المشاهد التفصيلية في هذا المقطع ، وتتراكم الصور الكثيفة والمزدحمة والمتلاحقة في هذا الفكرة الدلالية وبما تحمل من ازدواجية وتصور وترميز .

ثم أومأ" السلطان الجديد"إلى جنود متراصين وقوفاً قبالته ، فاقتادوا الحكيم إلى ذات الوادي


يصل بنا القاص إلى النهاية المؤلمة والحزينة ، ويفيق الفكر بعد حالة من التركيز والجاذبية والتسمر، إلى حقيقة وجودية من تقلب الأحوال ، تاركاً في نفوسنا تساؤلات حائرة من سيطرة القوى الدنيوية من السلطان الجديد على قوى العقل الروحانية من الحكيم ، وبعد أن تكلم إليهم بإسرار الوجود وعوالم الملكوت ، وبعد أن طاف بهم في مملكة الباطن ، بما فيها من عمق ودلالة وأسرار ، لكنهم أحبوا مملكة الظاهر وبقوا تحت قيودها وأغلالها ، وأرادوا انهزام العقل وانتصار الشر والفناء .


إنها حقاً قصة ممتعة ومشوقة، وتحمل رسالة سامية راقية، ومليئة بعمق الدلالة والحكمة والتساؤل والرمز، و" النص الجيد يمتنع عن تقديم إجابات أو حلول، ولا قيمة لنص لا يقبل التأويل" كما قال شاعرنا الحكيم الفيلسوف الأستاذ كمال عبد الرحمن.


تقبل مني هذا المرور المتواضع


مع خالص الشكر والتقدير


مع التحية .

abuzahda
24/01/2009, 20h37
أستاذنا الكريم الشاعر والأديب المـتألق :




سيد أبو زهده


مساء الليلك والكاميليا والكادي


أسمح لي أن أبدي إعجابي بهذه القصة المشوقة ، ولا استطيع التعبير عن فرحي بها ، فقد حلقت وجالت في فكري إلى عوالم وآفاق وفضاءات موغلة في العمق والحيرة والرمز ، فهذه القصة هي أجمل ما قرأت لك ، وأكثر نص استوقفني وحيرني وسلب لبي ، فكانت كلماتها تحلق في وجداني وكان صوتها يقرع نواميس الحياة في داخلي وكانت حروفها تتلون وتتموج في براعة وسمو فتارة أجد هذه الحروف فراشات محلقة من قبل شخصية "الحكيم"وتارة أجدها دبابير لاسعة ، من قبل شخصية " السلطان"


لله درك، كيف جمعت بين المتناقضات والمفارقات في القصة ؟ مابين الخير والشر والحق والباطل وما بين الغضب والحلم والسخط ، أخذتنا في فضاءات لا انتهاء لها من السرد والتشويق والجمال ، مع طريقة ذاتية سردية مباشرة بديعة ومع شخوص ظاهرية باطنية ومن حدث مركز شديد الدلالة متخم بالتساؤلات الحائرة مع باقة من الحوارات القيمة والسرد المشوق والوصف التصوري الناطق مع سلسلة من الأحداث والأفكار المتسلسلة في أنسابية وبساطة وعفوية ، في قالب أدبي قصصي أسمة " النسور" .

أسمح لي يا أستاذي بالثرثرة والبوح المتواضع مع قطرات نهر النسور


إصطفت الجموع على جانبي الطريق يحدها سياج من عسكر السلطان وقد أمسك كلمنهم برمح زميله ، كأنهم بنيان مرصوص يشد بعضهبعضاً


يبدأ النص بتوصيف جميل ، ويدخلنا في القصة بكل قوة وبدون تشتيت لذهن القارئ ، بوصف دقيق نجح في أثارة انتباه القارىء وجذب كل حواسه المعنوية والحسية للغوص في أعماق القصة .


فتضم ذاكرته صورا لوجوه غير الهزيلة الذابلة ، وألوانا غير الترابية الكالحة، وغيرالفوضى اليومية واللامبالاه .... بذلك الحاصل من تراتيب رتيبة ونظامممل.


يدخلنا القاص في ماهية الفكرة العامة والهدف المنشود والغاية العظمى التي حدت بهم إلى الحضور، من تغير صور الذاكرة الغابرة بصور أكثر إشراقه وتوهج، في إشارة موحية مختالة في الفرق مابين الغنى والفقر والحرمان والثراء.


همس واقف: خيلنا للإستعراضوسيوفنا للرقص


حكمة جميلة وأشارة مركزة إلى أثر وسيطرة الصورة والمظاهر على الأحداث العامة واستخدام أدوات القتال للرقص واللعب لا للحرب والدفاع بل إلى الاستعراض ولا شيء غيرة .


لكنه يهم ناهضاً بنشاط حين يلمحهقادماً بموعده اليومي ويسميه"الحكيم". يؤدي له تحية الجنود لقوادهم ، فيدسبيده مصكوكة سلطانية من فضة ويضغط على كتفه ليعاودالجلوس.

تبدأ الشخصيات الأخرى في الظهور، ولعل من أهمهما " الحكيم"، وهو يدفع مالاً من اجل تحية قام بها هؤلاء، لتكون التحية والوقوف إجلالا لها ثمن والغاية هنا تبرر الوسيلة.


تخافتت جلبة الشارع بعد انحسار سحبغبار خلفتها الخيل

جملة مركزة دالة، في إشارة إلى بقاء الغبار، فإن ذهبوا، لكن يبقى غبارهم متناثراً في الأنحاء إلى الأبد.



يا :emrose:منال:emrose:
هل تذكرين عندما سألتك
(عند أول تشريفٍ منكِ لي)
: بأي مُزنةٍ ، تكثـَّفـَت فيها الطيُوب ، تغمسين قلمك يا سيدتي ؟

abuzahda
24/01/2009, 20h44
سمع ضحكة ساخرة أعقبتها عبارةتشبهها: أي شراب ! غالي الثمن ؟




تتصاعد الأحداث في التكثيف والعمق، مع لقاء رئيس الديوان والحكيم في حانة الشراب والجدال حول ماهية الشراب مابين فعاليته من غلاء ثمنه ورخصة، الوصول إلى نتيجة إن الرخيص يسكر أكثر لأنة رخيص وبالي ولا قيمة له.


إشرب ، فالخمر سيحل قيد لسانك ويسقط عن نفسك قناع الوقار السلطاني ... إشرب


يبدأ الصراع مابين جنود العدالة وجنود الشيطان ، جنود عقلائية تجذب النفس نحو الملكوت الأعلى فتسمو ، وجنود جهلانية تجذب النفس نحو الملكوت السفلى فتسقط ، ومع جدال مابين المعسكرين ، والمشاهد في تصاعد مع بروز علاقة الضد بين العقل والجهل حول فلسفة الشراب وإثارة وأبعاده التفصيلية المتعددة ، فقد كان الوصف موجزاً من ناحية الكلمات ، لكنة عميق الحكمة والمعنى .


منذ نعى إلى الأمة "صاحب الجلالة الوالد العظيم" واعتلىالعرش.

: منذ قتله أبيه؟

: ها؟
: أفهم أن أبيه كان أول طعام للنسور؟
: لا ، لا هو لم يقتله
: أفهم أفهم ، السلاطين لا تجيد القتلكما تجيد إعطاء الأمر به..





حوار بديع وعميق الرمز والدلالة والتكثيف ، من نفوس جبلت على إعطاء الأوامر لا تنفيذها ، وفي فكرة قابلة إلى الانفكاك الصوري في كل حين ووقت ، إذا اقتضت الحاجة وإذا قامت القوى السلطانية والوهمية والميكيافلية من سياسة البقاء والسلطة ، في هذه الحالة تزال الأحجار التي تقف عثرة في طريقهم مهما كان ، فالمانع مفقود والمقتضى موجود .


كل اللذين أطعمت النسور لحومهم كانوا كصاحبك،أما اهتز ضميرك لمصيرهم؟

: جئتك للمشورة لا للحساب.



تتراكم المشاهد الحسية والمعنوية وتبرز ملامح الشخصيات النفسية والذاتية أكثر وأكثر ، ويظهر لنا الحدث الأساسي من القصة مع لفظة "النسور" ويبدأ القارئ في إدراك كنهها وسرها المكنون ، مع أبعاد هذه الكلمة المركزة مع ومضات أفكار هذه القصة ، بلغة متمرسة راقية وواعية دقيقة ومتناهية في العمق والسرد ، مع استنفار كل قوى القارىء العقلية والوجدانية مع ماهية النسور وبعدها العميق وصورتها المختالة بين سطور القصة، حينها تنطلق الرؤى مع تصاعد الحوار بين الرئيس والحكيم ، وتنطلق الأفكار من عالمها المحدود إلى إلى اللامحدود ومن المتناهي إلى المطلق اللامتناهي ، وقد رأيت الخيال في هذا المقطع طائر محلق يحط في كلّ آن على غصن ، وما يفتأ متنقلاً من فكرة إلى أخرى دون كلل أو ملل .


يوميء جلالته على من يشاء فآمر سرية النسور باقتياده إلى واد النسور خلف الجبلفنتركه مقيدا هنالك ونعود. يسألني جلالته فأقسم له بالعرش أني تركته عند النسور. فالنسور طيور جارحة ، والنسور سرية جنود والنسور وادٍ بخلفالجبل...


تتصاعد الأفكار وتبرز المتناقضات والأطروحات والإشكالات ، من عمل النسور ، ومن ظهور ماهية "الأنا" عند السلطان وهذه الذات التي لها دور إعطاء الأوامر ولها القوة في إرسال من يشاء إلى وادي النسور، ثم تتكشف الرؤى لتدخلنا في عمق الفكرة في توصيف ذات النسور وماهيتها ، وكيف يكون لها طعاماً خاصا ومركزاً ويحمل مواعيد معينة ثابتة ولا تضمحل أبداً .

ليكون للبلاد جيشاً من محبين

يصل بنا القاص إلى الغاية التي من أجلها وجدت النس
ور ووجد الوادي، وهي تكوين جيش من محبين وموالين، ومن يخالف هذا الحب والولاء يجازى بالعقاب الأليم وهو أن يكون طعاماً للنسور.

: إن النسور تشكو التخمةهذا الفجر يامولاي


لكن النسور تعبت من الأكل ووصلت إلى حد التخمة، لكثرة المشككين والمارقون والحاقدون.


يومها ، يا منال
لم أجد وقتاً يكفي لصياغة جملة تطاول مزنتك
فكتبت ما فتح الله علي به ،
فكان ذلك السؤال العفوي كاندهاشة طفلٍ عثر بلعبة
: بأي مُزنةٍ ، تكثـَّفـَت فيها الطيُوب ، تغمسين قلمك يا سيدتي ؟

abuzahda
24/01/2009, 20h50
طعام النسور" . وجلالته مغتبط لولائه ، حانقاً على"أعداء البلاد





صراع يتجلى مابين الغضب والولاء والقوة والبطش، ويصل بنا إلى حقيقة أزلية في انتشار الشر والظلم وضياع العدالة، فجزائهم وعقابهم أن أصبحوا طعاماً للنسور.


ثم يصل بنا إلى نهاية رئيس الديوان من أثر وشاية، سارعت في انتهاء أجلة، وانقلب الحال وأصبح مقيداً بعد أن كان قائداً، في أشارة إلى تقلب أحوال الزمان وسيطرة عنصر الغضب على قوة العاقلة.


إعتلى رئيس الديوان العرش فوقفحكيم الحانة يذكره بالعدل والشورى وحب الوطن.

أسكته بإشارة من يدٍ أثقلتها الجواهر . أشار له ، يحدثه بغير نبرات صوته يوم الموكب و الخمارة:ترى ياحكيم .. كم يوم تصبر الطيور فيه عن الطعام ؟ هذاالطاووس، مثلاً !

لقد جاعت النسور ياحكيم ، وأنت من حرمها انتظاموجباته

بلغة رمزية يشحذ العقل وتتجلى المشاهد التفصيلية في هذا المقطع ، وتتراكم الصور الكثيفة والمزدحمة والمتلاحقة في هذا الفكرة الدلالية وبما تحمل من ازدواجية وتصور وترميز .

ثم أومأ" السلطان الجديد"إلى جنود متراصين وقوفاً قبالته ، فاقتادوا الحكيم إلى ذات الوادي


يصل بنا القاص إلى النهاية المؤلمة والحزينة ، ويفيق الفكر بعد حالة من التركيز والجاذبية والتسمر، إلى حقيقة وجودية من تقلب الأحوال ، تاركاً في نفوسنا تساؤلات حائرة من سيطرة القوى الدنيوية من السلطان الجديد على قوى العقل الروحانية من الحكيم ، وبعد أن تكلم إليهم بإسرار الوجود وعوالم الملكوت ، وبعد أن طاف بهم في مملكة الباطن ، بما فيها من عمق ودلالة وأسرار ، لكنهم أحبوا مملكة الظاهر وبقوا تحت قيودها وأغلالها ، وأرادوا انهزام العقل وانتصار الشر والفناء .


إنها حقاً قصة ممتعة ومشوقة، وتحمل رسالة سامية راقية، ومليئة بعمق الدلالة والحكمة والتساؤل والرمز، و" النص الجيد يمتنع عن تقديم إجابات أو حلول، ولا قيمة لنص لا يقبل التأويل" كما قال شاعرنا الحكيم الفيلسوف الأستاذ كمال عبد الرحمن.


تقبل مني هذا المرور المتواضع


مع خالص الشكر والتقدير



مع التحية .


و اليوم ، يا منال
كأحمقٍ ينسى تجاربَهُ

أعاود المحاولة فلا أجد وقتاً يكفي
لإيجاد صيغة تشبهك ، لسؤالي.

:emrose:

فباغتتني صيغة أقرب إلى ما أظن
: كم من الفنون ، حوتها تلك المزنة التي تتكثف فيها الطيوب ؟

رغـد اليمينى
25/01/2009, 14h53
http://up110.arabsh.com/s/k5qm1znog5.gif (http://up110.arabsh.com/)

الآستاذ القديرالشاعرالتشكيلى والقاص البديع

(( ســيّد أبو زهده ))

،، مساء الزبرجـــد ،،

بعتذر عن تأخرِى بالرد فجاء ذلك مُتعمداً لترك مجال المُناقشة والرد من قِبل الزملاء الآفاضل حول هذا العمل،،

بدايةً لابد من الثناء لكَ سيدى على هذا العمل الجميل،

فلقد كانت بداية العمل رائعة حقاً.. لولا بعض التحول الذى حدث فى مُنتصف القصة،

أدرك رئيس الديوان لماذا لقبوا هذا الصعلوك بالحكيم.

إلى هنا كانت القصة رائعة.

ولكن شهوة الكتابة وعدم التحكم في القلم دائماَ لا يُضيف ،،

فجاءت النهاية فى المقطع الثانى ،،

ثم أومأ " السلطان الجديد" إلى جنود متراصين وقوفاً قبالته ، فاقتادوا الحكيم إلى ذات الوادي.

دائماً غياب لحظة التنوير يعد من أحد هنات القصة إلا أنى لا أجد فى ذلك غضاضه كونها كانت من النوع السردِى الذى يمضى فى شكل مضطرد لكن لحظة النهاية لم تكن بالقوة المطلوبة بل جاءت فجائية وكأنك نسيت أن تكتب يتبع فبالتأكيد تحتاج بعد إلى تتمه..

ولي رأى بسيط يصلح الأمر:
وهو أن يقوم الكاتب بعمل لقطة فلاش باك بعد هذه الجزئية توضح فيها مشهد فى الماضى بين رئيس الديوان والحكيم،،
ثم بعدها فجأة تقول جملة النهاية كالتالى:

فجأة أومأ " السلطان الجديد" إلى جنود متراصين وقوفاً قبالته ، فاقتادوا الحكيم إلى ذات الوادى.


فى النهاية أقول ان النص فى مجُملة بَديع والفِكر حدث جديد يمثل نقلة نوعية

كبيرة لكاتبنا الرائع الجميل فى مجال القصة ،،

لُغة الاسطورة والإستعارة والتشبيهات فى محلها واللغة قوية جداً ومُعبرة وأنت

لست بحاجة لشهادتى بذلك فأنت رائعا متى تكون،،

هذا ما كان فى جعبتى من آراء نقدية ولا يوجد غير هذا ،،

إستمتعتُ بهذا العمل الجميل لكَ كل الشكر وكل التقدير ،،

ودّى وعبير وردى ،،

http://up110.arabsh.com/s/k5qm1znog5.gif (http://up110.arabsh.com/)

abuzahda
25/01/2009, 23h17
http://up110.arabsh.com/s/k5qm1znog5.gif (http://up110.arabsh.com/)





الآستاذ القديرالشاعرالتشكيلى والقاص البديع

(( ســيّد أبو زهده ))

،، مساء الزبرجـــد ،،

بعتذر عن تأخرِى بالرد فجاء ذلك مُتعمداً لترك مجال المُناقشة والرد من قِبل الزملاء الآفاضل حول هذا العمل،،

بدايةً لابد من الثناء لكَ سيدى على هذا العمل الجميل،

فلقد كانت بداية العمل رائعة حقاً.. لولا بعض التحول الذى حدث فى مُنتصف القصة،



إلى هنا كانت القصة رائعة.

ولكن شهوة الكتابة وعدم التحكم في القلم دائماَ لا يُضيف ،،

فجاءت النهاية فى المقطع الثانى ،،



دائماً غياب لحظة التنوير يعد من أحد هنات القصة إلا أنى لا أجد فى ذلك غضاضه كونها كانت من النوع السردِى الذى يمضى فى شكل مضطرد لكن لحظة النهاية لم تكن بالقوة المطلوبة بل جاءت فجائية وكأنك نسيت أن تكتب يتبع فبالتأكيد تحتاج بعد إلى تتمه..

ولي رأى بسيط يصلح الأمر:
وهو أن يقوم الكاتب بعمل لقطة فلاش باك بعد هذه الجزئية توضح فيها مشهد فى الماضى بين رئيس الديوان والحكيم،،
ثم بعدها فجأة تقول جملة النهاية كالتالى:

فجأة أومأ " السلطان الجديد" إلى جنود متراصين وقوفاً قبالته ، فاقتادوا الحكيم إلى ذات الوادى.


فى النهاية أقول ان النص فى مجُملة بَديع والفِكر حدث جديد يمثل نقلة نوعية

كبيرة لكاتبنا الرائع الجميل فى مجال القصة ،،

لُغة الاسطورة والإستعارة والتشبيهات فى محلها واللغة قوية جداً ومُعبرة وأنت

لست بحاجة لشهادتى بذلك فأنت رائعا متى تكون،،

هذا ما كان فى جعبتى من آراء نقدية ولا يوجد غير هذا ،،

إستمتعتُ بهذا العمل الجميل لكَ كل الشكر وكل التقدير ،،

ودّى وعبير وردى ،،


http://up110.arabsh.com/s/k5qm1znog5.gif (http://up110.arabsh.com/)

طال انتظارنا يا الماردة
***
وها هو حضور الماردات
حتى أني فرحت لكلماتي التي طالت "الماردة"

وللأقزام حيَلٌ تعرفها المردة

* * *
أما عن "التتمة" ، فغواية "الفكرة" تشي برواية أسطورية
(أقصدها ، نسبة إلى أدب "الأساطير" وليس عمَا أكتب أتحدث)
و أما عن الفلاش باك ، فهو يعيب القصة القصيرة ، إلا إذا كانت "هي" ذاتها "تداعيات" ، وإن تخللتها "مضارعات" آنية.

وقد قدَّم "المؤلف" لنشأةِ العلاقة فيما بين "الحكيم" و "النذل السلطاني" ،
وهي علاقة ، على بساطة مشهدها ،
بالغة التعقيد. إذا ما ذهب القاري إلى بواعث كلٍ منهما ، و التي تغاير - بالضرورة- ظاهر قولهما المغلف بسخرية الحكيم ، و تصنعات مبتذلة من "قائدٍ حائر" ، يتحسس رقبته كلما تذكر دوره الآتي ، إلى "النسور"

* * *
و أنا أحاول غض بصري عن أنوار تشريفك ، أقول يا الماردة:
أن الذي يملك امتياز الحديث إليك الآن ، "قارئ" القصة ، لا كاتبها
لما رأى من إشراقات الحروف ، هنا ، ما يمنحه بُعداً أكثر رحابة للرؤية
*
لقد شرفتني "النسور" بتجلية من تجليات الرائعة على الدوام ، أختي منال
التي أشعر حين أقرأها ، كأني واقف بحديقة قصرٍ ملكي ، أوَلِّي وجهي شطر سيدة الشرفات ، التي تطل منها
*
و شرفتني "النسور" بنظرةٍ من النجلاوات ، عيون المها. فرأيتني أسبح في نهر عسلهما الرطيب
*
و أخي القاريء النهم ، عاشق رائحة أحبار المطابع ، الذي أدرك مبكراً : أن الثقافة "موقف" لا حمل معارف ،
أخي الذي تعب في وصفه الواصفون من أدبٍ و طِيب ، إسـلام
*
و سيدي و أخي الكبير الأستاذ الشاعر حتى العظم رائد عبد السلام ، غصن عفي من حدائق القناطر الخيرية. الذي مرّ يعدني العودة ، فعذبني الإنتظار.
*
ثم كرمحٍ ، سَدَّدَه وليٌ من ذوي الكرامات مر سيدي "ريحة الحبايب" حمدي السمر .
لكنه ، على علوِّ هِمَتهُ مسرعاً ، ألقى إلي من قطرِه : ندىً و سلام
***
يا سيدتي ، والله الذي لا إله إلا هو ، لقد كتبت "النسور" على هوامش جريدة - وهذه هوايتي- وجدتها ملقاة بمقعدٍ في قطار (تحت أرضي) يقطع ولايتنا من أقصى الشرق إلى الغرب. فأنهيتها خلال "المشوار" لأرفعها هنا (!!)

إستدراجاً للرائعين من محبي القصة بسماعي ، الذين أوحشني كلامهم.

ثم أذهلني هذا الإحتفاء البديع بها.
حتى أنك ياسيدتي آثرتِ أن تحضري بالوعد قبل الإنصراف.

فشكراً لكِ بكل حرفٍ تفضلتي بقراءته ، وشكراً لأنك هنا ، الآن
يا الماردة